الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا بعَث به إلى اليمنِ قال له إيَّاك والتَّنَعُّمَ فإنَّ عبادَ اللهِ ليسوا بالمُتَنَعِّمينَ
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 10/253 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أَرسَلَ مُعاذًا إلى اليَمَنِ سَنةَ تِسعٍ، وقيلَ: سَنةَ عَشْرٍ مِنَ الهِجرةِ، يُعلِّمُ أهلَها القُرآنَ وشَرائعَ الإسلامِ، ويَقضي بيْنَهم، ويَقبِضُ الصَّدَقاتِ.وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا أَرسَلَه إلى اليَمَنِ أَوْصاه وحَذَّرَه مِن التَّنعُّمِ -وهو: التَّرَفُ- في المَأْكلِ والمَلْبسِ وطُرُقِ المَعيشةِ، والمُبالَغةِ في تَحصيلِ قَضاءِ الشَّهوةِ على وَجْهِ التَّكلُّفِ في البُغْيةِ بتَكثيرِ النِّعْمةِ، والحِرْصِ على النَّهْمةِ؛ "فإنَّ عِبادَ اللهِ" الذين هم خَواصُّه مِن خَلْقِه تَحلَّوا بشَرَفِ العُبُودِيَّةِ له سبحانَه "لَيسُوا بالمُتنَعِّمينَ"، والمُرادُ: أنَّ الذين يَعبُدونَ اللهَ حقًّا ويَرجُون آخِرتَه مِن خَصائِصِهم أنَّهم لَيسُوا مُتْرَفينَ، والتَّرَفُ وإنْ كان مُباحًا فإنَّهم يَزْهَدون فيه، ولا يَقصِدونه؛ لأنَّه يَدْعو إلى الرِّضا بالدُّنيا والاستِرسالِ فيها والاطمئنانِ بها، وقد يَجُرُّ إلى الحَرامِ؛ لأنَّ الحَلالَ في الأَغْلبِ لا يَتَّسِعُ للتَّنعُّمِ. وقيلَ: إنَّ الحديثَ مَحمولٌ على المُبالَغةِ في التَّنعُّمِ والمُداوَمةِ على قَصْدِه، وهذا ممَّا اختُصَّ به الكافِرونَ والفاجِرونَ والغافِلونَ والجاهِلونَ، كما قالَ تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} [الواقعة: 45].