الموسوعة الحديثية


- أنَّ أبا هريرةَ كان يُؤذِّنُ لمروانَ بنِ الحكمِ ، فاشترط أن لا يسبقَه ب { الضَّالِّينَ } حتى يعلمَ أنه دخل الصفَّ ، وكان إذا قال مروانُ { وَلَا الضَّالِّينَ } قال أبو هريرة : آمين ، يمُدُّ بها صوتَه ، وقال : إذا وافقَ تأمينُ أهلِ الأرضِ تأمينَ أهل ِالسماءِ غُفِرَ لهم
الراوي : أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 6/80 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
عَلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الأُمَّةَ كَيفيَّةَ الصَّلاةِ بفِعلِه وهَديِه، والتَزَمَ الصَّحابةُ الكِرامُ هَديَهُ، وحافَظوا عليه، فمارَسوه قَولًا وفِعلًا وسُلوكًا. وفي هذا الأثَرِ يَروي أسلَمُ القِبطيُّ أبو رافِعٍ، مَولى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أنَّ أبا هُرَيرةَ كان يُؤذِّنُ لِمَروانَ بنِ الحَكَمِ" وكان مَروانُ واليَ المَدينةِ مِن قِبَلِ عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ، وكان هو إمامَ الصَّلاةِ، "فاشتَرَطَ" أبو هُرَيرةَ على مَروانَ "ألَّا يَسبِقَه بقَولِ: {الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]" في آخِرِ الفاتِحةِ، وذلك في الصَّلاةِ الجَهريَّةِ، "حتى يَعلَمَ أنَّه دَخَلَ الصَّفَّ" ومُرادُ أبي هُرَيرةَ أنْ يُؤمِّنَ مع الإِمامِ داخِلَ الصَّلاةِ، وكأنَّ أبا هُرَيرةَ كانَ يَشتَغِلُ بالإقامةِ، وتَعديلِ الصُّفوفِ، وكان مَروانُ يُبادِرُ إلى الدُّخولِ في الصَّلاةِ قَبلَ فَراغِ أبي هُرَيرةَ، وكان أبو هُرَيرةَ يَنهاه عن ذلك، "وكانَ إذا قال مَروانُ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قال أبو هُرَيرةَ: آمينَ، يَمُدُّ بها صَوتَه" وَهُوَ دُعاءٌ بمَعنى: اللَّهمَّ استَجِبْ، والتَّأمينُ يَكونُ على ما فِي السُّورةِ مِن دُعاءٍ وطَلَبٍ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وقال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: "إذا وافَقَ تأمينُ أهلِ الأرضِ تأمينَ أهلِ السماءِ غُفِرَ لهم" بمَعنى أنَّ مَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ المَلائِكةِ في الوَقتِ نَفْسِه، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه، وهذا مِن فَضلِ اللهِ العَظيمِ المُترتِّبِ على التَّأمينِ. وفي الحَديثِ: تَوجيهٌ لِلإمامِ والمأمومينَ أنْ يَكونَ التأمينُ بَعدَ قِراءةِ الفاتِحةِ مُوافِقًا لِبَعضِهم في الوَقتِ؛ حتى يوافِقوا به تأمينَ المَلائِكةِ؛ فيَحوزوا بذلك الأجْرَ.