الموسوعة الحديثية


- أنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أخَذَ بِيَدِه إلى مَنْزِلِه، فلمَّا انْتَهى قال: ما مِن غَداءٍ -أو عَشاءٍ-؟ شَكَّ طَلْحةُ، قال: فأَخْرَجوا فِلَقًا مِن خُبزٍ، قال: أمَا مِن أُدْمٍ؟ قالوا: لا، إلَّا شَيءٌ مِن خَلٍّ، قال: أَدْنيه؛ فإنَّ الخَلَّ نِعْمَ الأُدْمُ هو، قال جابِرٌ: ما زِلتُ أُحِبُّ الخَلَّ مُنذُ سَمِعتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وقال طَلْحةُ: ما زِلْتُ أُحِبُّ الخَلَّ مُنذُ سَمِعتُه مِن جابِرٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 15293
| التخريج : أخرجه مسلم (2052) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل الخبز أطعمة - ما جاء في مدح بعض الأطعمة أطعمة - أي الإدام كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقائق وزهد - معيشة النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - طعام النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَريمَ الخُلُقِ والطَّبعِ، ولم يَكُنْ يَذُمُّ طَعامًا قَطُّ وإنْ كانَ زَهيدًا، بل كانَ كَثيرًا ما يُثني على بَعضِ الأطعِمةِ، ومنها الخَلُّ، كما يُبيِّنُ هذا الحَديثِ، حيثُ يحكي جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: "أنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَ بيَدِه إلى مَنزِلِه"، ذَهَبَ إلى مَنزِلِ أزواجِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فلَمَّا انتَهى" إلى بَيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "قالَ: ما مِن غَداءٍ -أو عَشاءٍ-؟" بمَعنى أنَّه طَلَبَ طَعامًا لِيُقدِّمَه لِلضَّيفِ في وَقتِ الغَداءِ أوِ العَشاءِ "شَكَّ طَلحةُ" وهو طَلحةُ بنُ نافِعٍ أبو سُفيانَ الإسْكافُ الواسِطيُّ، أحَدُ رُواةِ هذا الحَديثِ، قالَ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عنه: "فأخرَجوا فِلْقًا مِن خُبزٍ" والفِلْقةُ بمَعنى الكِسرةِ مِنَ الخُبزِ، وفي رِوايةِ مُسلِمٍ: "فأُتيَ بثَلاثةِ أقرِصةٍ" وهي أرغِفةٌ مِنَ الخُبزِ، "قالَ: أمَا مِن أُدْمٍ؟" والأُدْمُ هو ما يُؤكَلُ مع الخُبزِ مما يَطيبُ، كالأمراقِ والمائِعاتِ، أو مِنَ الجُبنِ والبَيضِ والزَّيتونِ والبُقولِ والخَضرَواتِ، وغَيرِ ذلك، "قالوا: لا، إلَّا شَيءٌ مِن خَلٍّ" وهذا مِن شِدَّةِ حالِهم وزُهدِهم في نَعيمِ الدُّنيا، "قالَ: أدْنِيه" بمَعنى: قَرِّبي الخَلَّ لِيُؤكَلَ مع الخُبزِ "فإنَّ الخَلَّ نِعْمَ الأُدْمُ هو"، وهذا مَدحٌ لِلخَلِّ كطَعامٍ وإدامٍ. وقيلَ: مَعنى هذا الكَلامِ الاقتِصادُ في المَأكَلِ، ومَنعُ النَّفْسِ عن مَلاذِّ الأطعِمةِ، كَأنَّه يَقولُ: ائْتَدِموا بالخَلِّ، وما كانَ في مَعناه، مما تَخِفُّ مُؤنَتُه، ولا يَعِزُّ وُجودُه، ولا تَتأنَّقوا في المَطعَمِ؛ فإنَّ تَناوُلَ الشَّهَواتِ مَفسَدةٌ لِلدِّينِ، مَسقَمةٌ لِلبَدَنِ. قالَ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عنه: "ما زِلتُ أُحِبُّ الخَلَّ مُنذُ سَمِعتُه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقالَ طَلحةُ: ما زِلتُ أُحِبُّ الخَلَّ مُنذُ سَمِعتُه مِن جابِرٍ" وهذا مِن حُبِّ الصَّحابةِ والتَّابِعينَ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واقتِدائِهم به في أفعالِه وهَدْيِه. في الحَديثِ: فَضلُ الخَلِّ كطَعامٍ. وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أعجَبَه الطَّعامُ أثْنى عليه. وفيه: فَضلُ جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما. وفيه: بَيانُ حالِ جيلِ الإسلامِ الأوَّلِ، وصَبرِهم على العَيشِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها