الموسوعة الحديثية


- رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على ناقتِه يومَ الفتحِ وهو يقرأُ : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا . لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) . قال : فقرأ ورجع قال : وقال معاويةُ بنُ قرةَ : لولا أن يجتمعَ الناسُ عليَّ لأخذتُ لكم في ذلك الصوتِ ، أو قال : اللحنِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : الألباني | المصدر : مختصر الشمائل | الصفحة أو الرقم : 273
| التخريج : أخرجه الترمذي في ((الشمائل المحمدية)) (320) واللفظ له، والبخاري (5047)، ومسلم (794) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الفتح قرآن - التغني بالقرآن قرآن - اللحن في القرآن مغازي - فتح مكة قرآن - الترجيع
|أصول الحديث
كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ عليهم يَرقُبونَ أقْوالَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأفْعالَهُ وهَدْيَهُ، ونَقَلوا كُلَّ ذلِكَ لِمَن بَعدَهُم، ومِن ذلِكَ كيفيَّةُ قِراءَتِهِ للقُرآنِ الكَريمِ في كُلِّ أحْوالِهِ، كما في هذا الحَديثِ حيثُ قالَ عَبدُ اللهِ بنُ مُغفَّلٍ رضِيَ اللهُ عنه: "رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ناقَتِهِ يَومَ الفَتحِ وهو يَقرَأُ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1، 2] ، قال: فقرَأَ ورجَّعَ"، أي: رَدَّدَ صوتَهُ بالقِراءةِ في حَلقِهِ، وجهَرَ به مُكرَّرًا بَعدَ إخْفائِهِ، وقيلَ: يَحتَمِلُ أنْ يكونَ ذلِكَ حكايةَ صَوتِهِ عِندَ هَزِّ الرَّاحِلةِ، كما يَعْتري رافِعَ صَوتِهِ، إذا كان راكِبًا من انضِغاطِ صَوتِهِ، وتَقْطيعِهِ لأجْلِ هَزِّ المَرْكوبِ، ويَومُ الفَتحِ: هو يَومُ فَتحِ مكَّةَ، وكانَ ذلِكَ في العامِ الثَّامِنِ من الهِجْرةِ.
وقال مُعاويةُ بنُ قُرَّةَ راوي الحَديثِ عن الصَّحابيِّ عَبدِ اللهِ بنِ مُغفَّلٍ: "لولا أنْ يَجتَمِعَ النَّاسُ عليَّ" لأخَذتُ لكم في ذلِكَ الصَّوتِ- أو قالَ: اللَّحْنِ-" والمَعْنى: لولا خَوفُهُ من تَكاثُرِ النَّاسِ وازدِحامِهِم عليه لقَلَّدَ لهم تَرْجيعَ الصَّوتِ كما سَمِعَهُ من عَبدِ اللهِ بنِ مُغفَّلٍ وهو يَحكي قِراءةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي روايةِ البُخاريِّ في صَحيحِهِ: "فسَأَلَ شُعبةُ مُعاوِيةَ: فكيفَ كان تَرْجيعُهُ؟ قال: آ آآ ثَلاثَ مرَّاتٍ"، وهو مَحْمولٌ على الإشْباعِ في مَحِلِّهِ؛ ولا يكونُ ذلِكَ من بابِ الزِّيادةِ في الحَرفِ، بل هو مُغتَفَرٌ للحاجةِ؛ والقِراءةُ بالتَّرجيعِ والألْحانِ تَجمَعُ نُفوسَ النَّاسِ إلى الإصْغاءِ والتَّفهُّمِ، ويَستَميلُها ذلِكَ.
وفي الحَديثِ: مَشْروعيَّةُ قِراءَةِ القِراءةِ بالتَّرجيعِ والألْحانِ المُلذِّذةِ للقُلوبِ بحُسنِ الصَّوتِ .
وفيهِ: استِمالةُ القُلوبِ للقُرآنِ بالصَّوتِ الحَسَنِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها