الموسوعة الحديثية


- شَكَّ عبيدُ اللَّهِ بنُ زيادٍ في الحوضِ وَكانت فيهِ حَروريَّةٌ فقالَ أرأيتمُ الحوضَ الَّذي تذْكُرونَ ما أراهُ شيئًا فقالَ لَهُ ناسٌ من أصحابِهِ عندَكَ رَهطٌ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ فأرسِلْ إليْهم فسلْهم فأرسلَ عبيدُ اللَّهِ إلى زيدِ بنِ أرقمَ فسألَهُ عنِ الحوضِ فحدَّثَهُ حديثًا موثَّقًا أعجبَهُ فقالَ أنتَ سمعتَ هذا من رسولِ الله َ قالَ: لا ولَكن حدَّثنيهِ أخي قالَ لا حاجةَ لَنا في حديثِ أخيكَ .
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 700
| التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (700) واللفظ له، وأحمد (19340) باختلاف يسير، وبقي بن مخلد في ((الحوض والكوثر)) (43) بلفظه في أول حديث طويل.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة قيامة - الحوض إيمان - أعمال تنافي الإيمان إيمان - اليوم الآخر اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين
|أصول الحديث
مِن إكرامِ اللهِ عزَّ وجلَّ لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ جعَلَ له حَوْضًا يومَ القِيامةِ يَسْقي منه أُمَّتَه؛ مَن شَرِبَ منه شَربةً لا يَظمَأُ بعدَها أبدًا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ بُريدةَ الأَسْلميُّ: "شَكَّ عُبيدُ اللهِ بنُ زيادٍ في الحَوضِ"، أي: شكَّ في عدمِ ثُبوتِه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان عُبيدُ اللهِ أميرًا على الكُوفةِ آنذاك ليَزيدَ بنِ معاويةَ، "وكانتْ فيه حَرُورِيَّةٌ" والحَروريَّةُ: فئةٌ مِن الخَوارجِ، وسُمُّوا بالحَروريَّةِ نسبةً إلى حَرُورَاءَ موضعٍ قريبٍ مِن الكوفةِ، وهي البلدُ التي اجتمَعَ الخوارجُ فيها أوَّلَ أمرِهم، والمرادُ: أنَّه كان يقولُ بقولِ الخوارجِ في بعضِ المسائلِ الشرعيَّةِ، فقال عُبيدُ اللهِ بنُ زيادٍ في قومٍ عِندَه: "أرأيتُم الحوضَ الذي تذكُرونَ، ما أُراهُ شيئًا" كنايةً عن إنكارِه للحَوضِ الذي نصَّ عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فقال له ناسٌ مِن أصحابِه: عِندَك رَهْطٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ" جماعةٌ مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والرَّهطُ: المجموعةُ مِن الرِّجالِ يبلُغُ عددُها ما يُقارِبُ العشَرةَ، "فأَرسِلْ إليهم فسَلْهُم"، والمرادُ أنَّ أصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هم أحَقُّ بهذا السؤالِ، وأحَقُّ مَن يُجاوِبونَ عنه، وهم مُتوافِرونَ وموجودونَ؛ "فأرسَلَ عُبيدُ اللهِ إلى زيدِ بنِ أرقَمَ فسألهُ عن الحوضِ، فحدَّثَه حديثًا موثَّقًا أَعْجَبَه" أُعجِبَ عُبيدُ اللهِ بنُ زيادٍ بما أخبَرَ به زيدٌ رَضِي اللهُ عنه عن الحوضِ، "فقال: أنت سَمِعتَ هذا مِن رسولِ اللهِ؟ قال: لا، ولكنْ حدَّثَنيهِ أخي، قال: لا حاجةَ لنا في حديثِ أخيك"، وصحابةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلُّهم عُدولٌ، وإذا حدَّثَ أحدُهم عن الآخَرِ فكأنَّما حدَّثَ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنَّ عُبيدَ اللهِ بنَ زيادٍ أرادَ أنْ يَتَّبِعَ هواهُ، فأنكَرَ على زيدٍ أنَّه يُخبِرُ عن أخيه.
وفي الحديثِ: أنَّ أصحابَ الشُّبهاتِ لا يَستجيبونَ للحقِّ بأَدْنى شيءٍ، ويَتَّبِعونَ أهواءَهم رغمَ ظهورِ الحقِّ( ).
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها