الموسوعة الحديثية


- قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اقرأِ الآيتينِ من آخرِ سورةِ البقرةِ فإني أُعطيتُهما من تحتِ العرشِ . وفي روايةٍ سمعت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ اقرءوا الآيتينِ فذكر نحوَه ولم يؤتَهما نبيٌّ قبلِي
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 6/315 | خلاصة حكم المحدث : حسن

أُعطِيتُ هذه الآياتُ من آخرِ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحت العرشِ ، لم يُعطَها نبيٌّ قَبلي
الراوي : أبو ذر وحذيفة بن اليمان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1060 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


خَصَّ اللهُ سُبحانَه وتَعالى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما لم يَخُصَّ به أحَدًا مِنَ الأنبياءِ قَبلَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإحدى هذه الخِصالِ، وهي نُزولُ الآياتِ الأخيرةِ مِن سُورةِ البَقَرةِ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ: "أُعطيتُ هذه الآياتِ مِن آخِرِ سُورةِ البَقَرةِ"، والمُرادُ بها: الآيتانِ اللَّتانِ خُتِمتْ بهما سُورةُ البَقَرةِ، وهُما قَولُه تَعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285، 286]، يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مِن كَنزٍ تَحتَ العَرشِ"، وهذا بَيانٌ لِعُلوِّ شَأنِهما وفَضلِهما في الثَّوابِ على مَن قَرَأهما وعمل بما فيهما؛ طَلَبًا لهذا الأجرِ، والمُرادُ بالعَرشِ: عَرشُ الرَّحمنِ الذي استَوى عليه استِواءً يَليقُ بذاتِه وجَلالِه، وهو يُشيرُ إلى ما حَطَّه اللهُ عن أُمَّتِه مِنَ الإِصرِ وتَحميلِ ما لا طَاقةَ لهم به، ورَفعِ الخَطأِ والنِّسيانِ.
وقد وَرَدَ عِندَ التِّرمذيِّ أنَّ مَن قَرَأهما في دارِه ثَلاثَ لَيالٍ لا يَقرَبُها شَيطانٌ. وأيضًا مَن قرأَهما في ليلةٍ كَفَتاهُ، أي: الشرورَ، هذا بالإضافةِ إلى ما فيهما مِن أُصولِ الإيمانِ والعَقيدةِ الصَّحيحةِ في الإسلامِ مِنَ الإيمانِ بالغَيبِ الذي أخبَرَنا عنه اللهُ عزَّ وجلَّ، وحدَّثَنا عنه رسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومنها ما كان مِن عِلْمِ الأزَلِ عِندَ اللهِ سُبحانَه وتَعالى، وما فيها مِنَ الإخبارِ بضَرورةِ الإيمانِ بِاللَّهِ ومَلائِكَتِه وكُتُبِه ورُسُلِه، وهذه المَعاني كُلُّها كَنزٌ لِمَن يَعلَمُها ويَعمَلُ بها، فهي كَنزٌ له في الدُّنيا والآخِرةِ. وقَولُه: "لم يُعطَها نَبيٌّ قَبلي"، يُشيرُ إلى فَضلِ اللهِ على نَبيِّه، ففَضلُه على جَميعِ الأنبياءِ بهذه الخَصلةِ، وهذا الفَضلِ.
وفي الحَديثِ فَضلُ هاتَيْنِ الآيتَيْنِ مِن سُورةِ البَقَرةِ .