الموسوعة الحديثية


- تدنو الشَّمسُ يومَ القيامةِ حتَّى تكونَ من النَّاسِ قدرَ مِيلٍ ويُزادُ في حرِّها فتصحرُهم فيكونونَ في العرقِ بقدرِ أعمالِهم فمنهم مَن يأخُذُه العرقُ إلى كعبَيْه ومنهم مَن يأخُذُه إلى ركبَتَيْه ومنهم مَن يأخُذُه إلى حِقْوَيْه ومنهم مَن يُلجِمُه إلجامًا ورأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يُشِيرُ بيدِه إلى فيه
الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 10/338 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] إبراهيم بن محمد عرق الحمصي ولم أعرفه وبقية رجاله حديثهم حسن

تُدْنَى الشَّمْسُ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حتَّى تَكُونَ منهمْ كَمِقْدارِ مِيلٍ -قالَ سُلَيْمُ بنُ عامِرٍ: فَواللَّهِ ما أدْرِي ما يَعْنِي بالمِيلِ؛ أمَسافَةَ الأرْضِ، أمِ المِيلَ الذي تُكْتَحَلُ به العَيْنُ؟- قالَ: فَيَكونُ النَّاسُ علَى قَدْرِ أعْمالِهِمْ في العَرَقِ؛ فَمِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلْجامًا. قالَ: وأَشارَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ إلى فِيهِ.
الراوي : المقداد بن عمرو بن الأسود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2864 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

يومُ القيامةِ يَومٌ عظيمٌ، وأهوالُه ومَواقفُه مُتعدِّدةٌ؛ منَ الحَشرِ، وانتِظارِ الحِسابِ، والمرورِ على الصِّراطِ وغيرِ ذَلك.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تدنى الشَّمس يومَ القيامةِ منَ الخَلقِ» فتَقترِبُ منهم وتكونُ فوْقَهم «حتَّى تكونَ منهم كمِقدارِ مِيلٍ» والمِيلُ: اسمٌ مُشترَكٌ بيْن مَسافةِ الأرضِ، والمِرْودُ الَّذي تُكحَّلُ به العيْنُ، ولذلكَ أشْكَلَ المرادُ على سُليمِ بنِ عامرٍ -أحدِ رُواةِ الحديثِ- فقال مُقسِمًا: «فَواللهِ ما أدْري ما يَعني بالمِيلِ؟ أَمسافةُ الأرضِ» أي: أَراد المَسافةَ الَّتي هيَ عندَ العَربِ مِقدارُ مَدِّ البصرِ منَ الأرضِ، أمِ الميلُ الَّذي يُؤخَذُ به الكُحلُ مِن المُكحُلةِ، ثمَّ يُمسَحُ به على الأجفانِ حتَّى تَكتِحلُ به العينُ.
ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ العرَقَ سيَغمُرُ النَّاسَ ويَكونُ على قَدرِ أَعمالِهم في كَثرةِ العَرَقِ وقِلَّتِه؛ فمِنهم مَن يَكونُ عَرَقُه إلى كَعبيْه، ومِنهم مَن يَكونُ عَرَقُه إلى رُكبتَيْه، ومِنْهم مَن يَكونُ إلى حِقوَيْه، وهوَ مَعقِدُ الإِزار، وهو الخاصرةُ، أو طَرَفا الوَركَيْنِ، ومِنهم مَن يُلجِمُه العرقُ إلجامًا، أي: يَصِلُ إلى فَمِه، فيكونُ له بمَنزلَةِ اللِّجامِ منَ الحَيواناتِ، كَما قالَ الصَّحابيُّ المِقدادُ بنُ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنه: «وأَشارَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيدِه إلى فيهِ»، فَتَتراكمُ في هذا الموقفِ الأَهوالُ، وتَدنو الشَّمسُ، ويَكونُ زحامُ بعضِهم بعضًا، فيُشدَّد أمرُ العَرقِ على البعضِ ويُخفَّف على البَعض بحَسَبِ أَعمالِهم، وقيل: إنَّ هذا خاصٌّ بالكافِرين والعُصاةِ، أمَّا المؤمِنون فإنَّ اللهَ يُخفِّفُ عنهم ويكونُ المُوقِفُ عليهم كمَوقِفهم في صَلاتِهم.
وفي الحديثِ: التَّرهيبُ مِن يومِ القِيامةِ.