- مَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَخَيَّلُ بي، ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6994 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (6994)، ومسلم (2264) مختصراً.
التخريج : أخرجه البخاري (7017)، ومسلم (2263)
ثُمَّ قال مُحَمَّدُ بنُ سِيرِينَ: «وأنا أَقُولُ هذه» أي الأُمَّة أيضًا، يعني: أنَّ رُؤيَا هذه الأُمَّة صادِقةٌ كلُّها صالِحُها وفاجرُها؛ ليَكُون صدقُ رؤياهم زجرًا لهم وحُجَّةً عليهم؛ لِدُرُوسِ أَعْلَام الدِّين وطُمُوسِ آثارِه بموتِ العُلَماءِ وظُهور المُنكَر.
«وكان يُقال»- والقائِل هنا هو النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أو أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه-: «الرُّؤْيا ثلاثٌ: حَدِيثُ النَّفْس» وهو ما كان في اليَقَظَةِ في خَيَالِ الشخصِ، فيَرَى ما يتعلَّق به عندَ المَنام، «وتخويفُ الشَّيطان» وهو الحُلم ورُؤية ما يَكرَهُ، «وبُشْرَى مِن الله» وهي المُبَشِّرات، وهي رُؤيا المَحْبُوبات، «فمَن رأَى شيئًا يَكرَهُه فلا يَقُصَّه على أحدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ».
ثُمَّ ذَكَر ابنُ سِيرِينَ أنَّ أبا هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه كان يَكره الغُلَّ في النومِ، وهو الحَدِيدَة تُجعَل في العُنق؛ ولعلَّ ذلك لأنَّه مِن صفات أهلِ النار، حيث قال تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}، وكان يُعْجِبُهم القَيْدُ، وهو ما يُوضَع في القَدَمِ، ولعلَّ ذلك لأنَّه يَرمُز إلى الكَفِّ عن المَعاصِي والشُّرور وأنواعِ الباطِل.
وفي الحديثِ: بيانُ أَنْ لَيْسَ كلُّ ما يراه الإنسانُ في مَنامِه يكون صحيحًا ويَجُوزُ تَعبِيرُه، إنَّما الصحيحُ منها ما كان مِن الله تعالى.