- إِنَّهُ عُرِضَتْ عَلَيَّ الجنةُ والنارُ ، فقُرِّبَتْ مني الجنَّةُ ، حتى لَقَدْ تناولْتُ منها قِطَافًا ، قَصُرَتْ يدي عنه . وعُرِضَتْ عَلَيَّ النارُ فجعلْتُ أَتَأَخَّرُ رهبةَ أنْ تغْشاني ، ورأيتُ امرأةً حِمْيَرِيَّةً سوداءَ طويلَةً ، تُعَذَّبُ في هِرَّةٍ لها ربطتْها ، فلم تُطْعِهْما ، ولم تَسْقِها ، ولم تَدَعْهَا تأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرْضِ ، ورأيتُ فيها أبا ثُمَّامَةَ عمرو بنَ مالِكِ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النارِ ، وإِنَّهم كانوا يقولونَ : إِنَّ الشمسَ والقمرَ لا ينكَسِفانِ إلَّا لموتِ عظيمٍ ، وإِنَّهما آيتانِ مِنْ آياتِ اللهِ ، يُرِيكُموها ، فإذا انكسفَا فصَلُّوا حتى تَنْجَلِي
الراوي :
جابر بن عبدالله | المحدث :
الألباني
|
المصدر :
صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2398 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- إِنَّهُ عُرِضَتْ عَلَيَّ الجنةُ والنارُ ، فقُرِّبَتْ مني الجنَّةُ ، حتى لَقَدْ تناولْتُ منها قِطَافًا ، قَصُرَتْ يدي عنه . وعُرِضَتْ عَلَيَّ النارُ فجعلْتُ أَتَأَخَّرُ رهبةَ أنْ تغْشاني ، ورأيتُ امرأةً حِمْيَرِيَّةً سوداءَ طويلَةً ، تُعَذَّبُ في هِرَّةٍ لها ربطتْها ، فلم تُطْعِهْما ، ولم تَسْقِها ، ولم تَدَعْهَا تأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرْضِ ، ورأيتُ فيها أبا ثُمَّامَةَ عمرو بنَ مالِكِ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النارِ ، وإِنَّهم كانوا يقولونَ : إِنَّ الشمسَ والقمرَ لا ينكَسِفانِ إلَّا لموتِ عظيمٍ ، وإِنَّهما آيتانِ مِنْ آياتِ اللهِ ، يُرِيكُموها ، فإذا انكسفَا فصَلُّوا حتى تَنْجَلِي.
الراوي: جابر بن عبدالله | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2398
خلاصة حكم المحدث: صحيح
انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ ابنُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النَّاسُ: إنَّما انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى بالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ بأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، بَدَأَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ، فأطَالَ القِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا ممَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ القِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا ممَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ القِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا ممَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ انْحَدَرَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ أَيْضًا ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ ليسَ فِيهَا رَكْعَةٌ إلَّا الَّتي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنَ الَّتي بَعْدَهَا، وَرُكُوعُهُ نَحْوًا مِن سُجُودِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ، وَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ خَلْفَهُ، حتَّى انْتَهَيْنَا، وَقالَ أَبُو بَكْرٍ: حتَّى انْتَهَى إلى النِّسَاءِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ وَتَقَدَّمَ النَّاسُ معهُ، حتَّى قَامَ في مَقَامِهِ، فَانْصَرَفَ حِينَ انْصَرَفَ، وَقَدْ آضَتِ الشَّمْسُ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّما الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ، وإنَّهُما لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَقالَ أَبُو بَكْرٍ: لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شيئًا مِن ذلكَ فَصَلُّوا حتَّى تَنْجَلِيَ، ما مِن شيءٍ تُوعَدُونَهُ إلَّا قدْ رَأَيْتُهُ في صَلَاتي هذِه، لقَدْ جِيءَ بالنَّارِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِن لَفْحِهَا، وَحتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ المِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ، كانَ يَسْرِقُ الحَاجَّ بمِحْجَنِهِ، فإنْ فُطِنَ له قالَ: إنَّما تَعَلَّقَ بمِحْجَنِي، وإنْ غُفِلَ عنْه ذَهَبَ به، وَحتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الهِرَّةِ الَّتي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ، حتَّى مَاتَتْ جُوعًا، ثُمَّ جِيءَ بالجَنَّةِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حتَّى قُمْتُ في مَقَامِي، وَلقَدْ مَدَدْتُ يَدِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِن ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إلَيْهِ، ثُمَّ بَدَا لي أَنْ لا أَفْعَلَ، فَما مِن شيءٍ تُوعَدُونَهُ إلَّا قدْ رَأَيْتُهُ في صَلَاتي هذِه.
الراوي :
جابر بن عبدالله | المحدث :
مسلم
|
المصدر :
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 904 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يَحكي جابرُ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهما أنَّ الشَّمسَ انكسَفَتْ في عهدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ مات ابنُه إبراهيمُ، فتحدَّث النَّاسُ أنَّها انكسفَتْ لموتِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصلَّى بالنَّاسِ ستَّ ركَعاتٍ، أي: رُكوعاتٍ ثلاثةً في الأُولى، وثلاثةً في الرَّكعةِ الثَّانيةِ، يقرأُ في الرُّكوعِ الأوَّل أطولَ مِن الثَّاني، وفي الرُّكوعِ الثَّاني أطولَ مِن الثَّالث، وهكذا.. ثمَّ سجَد أربعَ سجَداتٍ، في كلِّ ركعةٍ سُجودين، ثمَّ تأخَّر وتأخَّرتِ الصُّفوفُ خَلْفَه، أي: كان يرجعُ وترجعُ الصُّفوفُ خَلْفَه، حتَّى انتهَيْنا، أي: انتهَوْا إلى صفوفِ النِّساءِ، ثمَّ تقدَّم وتقدَّم النَّاسُ معه، حتَّى قام في مقامِه، أي: رجَع إلى مكانِه الأوَّل، فانصرَف عن الصَّلاةِ، أي: انتهى منها وقد "آضَتِ" الشَّمسُ: أي: عادَتْ إلى حالِها الأُولى ورجعَتْ، فقال: "يا أيُّها النَّاسُ، إنَّما الشَّمسُ والقمرُ آيتانِ مِن آياتِ الله، علامتانِ، يُخوِّفُ بهما عبادَه، وإنَّهما لا يَنكسفانِ لموتِ أحدٍ مِن النَّاسِ؛ لأنَّهما خَلْقانِ مُسخَّرانِ ليس لهما سلطانٌ في غيرِهما، ولا قدرةَ لهما على الدَّفعِ عن أنفُسِهما، فإذا رأيتُم شيئًا مِن ذلك الكُسوفِ فصلُّوا حتَّى "تنجليَ"، يعني: الشَّمسَ، تظهَرَ، حين يُكشَفُ عنها، ثمَّ قال: ما مِن شيءٍ تُوعَدونه، أي: ليس شيءٌ وُعِدتم بمجيئِه مِن الجنَّةِ والنَّارِ وغيرِها مِن أحوالِ يوم القيامة إلَّا قد رأيتُه في صلاتي هذه، لقد جِيءَ بالنَّارِ، أي: أُحضِرَتْ، وذلك حين رأيتموني تأخَّرتُ، مخافةَ أن يُصيبَني "لَفْحُها"، أي: وهَجُها وحَرُّها، وحتى رأيتُ فيها، أي: في النَّارِ صاحبَ المِحْجَنِ، أي: عمرَو بنَ لُحَيٍّ، "والمِحْجَنُ": عصًا في رأسِها اعوجاجٌ، وقيل: خشَبٌ طويلٌ على رأسِه حديدةٌ مُعْوَجَّةٌ، يجُرُّ قُصْبَه، أي: يسحَبُ أمعاءَه في النَّارِ، وكان يسرقُ متاعَ الحاجِّ بمِحْجَنِه، فإنْ فُطِن له، أي: عُلِم به، قال: إنَّما تعلَّقَ، أي: الشَّيءُ المسروقُ بمِحْجَني، وإنْ غُفِل عنه، أي: ذُهِل وجُهِل به، ذهَب به، وحتَّى رأيتُ فيها، أي: في النَّارِ، صاحبةَ الهِرَّةِ الَّتي ربطَتْها فلم تُطعِمْها ولم تَدَعْها، أي: لم تترُكْها تأكُلُ مِن "خَشاشِ" الأرضِ، أي: هوَامِّها وحشراتِها حتَّى ماتتِ الهِرَّةُ جوعًا، ثمَّ جيءَ بالجنَّةِ، وذلك حين رأيتموني تقدَّمْتُ، حتَّى قُمْتُ في مقامي الأوَّلِ، ولقد مدَدْتُ يدي وأنا أُريدُ أن أتناولَ مِن ثمرتِها لتنظُروا إليه، ثمَّ بدا، أي: ظهَر لي، ألَّا أفعَلَ، فما مِن شيءٍ توعَدونه إلَّا قد رأيتُه في صلاتي هذه، أي: ليس شيءٌ وُعِدتم بمجيئِه مِن الجنَّةِ والنَّارِ وغيرِها مِن أحوالِ يومِ القيامة إلَّا قد رأيتُه في صلاتي هذه.
في الحديثِ: مشروعيَّةُ الجماعةِ في صلاةِ الكسوفِ.
وفيه: المُبادرةُ إلى طاعةِ الله عزَّ وجلَّ عند حُصولِ ما يُخافُ منه وما يُحذَرُ عنه، وطلبُ دفْعِ البلاءِ بذِكرِ الله تعالى وتمجيدِه وأنواعِ طاعتِه.
وفيه: معجزةٌ ظاهرةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وما كان عليه مِن نُصحِ أمَّتِه وتعليمِهم ما ينفَعُهم، وتحذيرِهم عمَّا يضُرُّهم.
وفيه: بيانُ هيئةِ صلاةِ الكسوفِ.
وفيه: النَّهيُ عن تعذيبِ الحيواناتِ، وأنَّ مَن ظُلِمَ منها شيئًا يُسلَّطُ على ظالِمِه يومَ القيامةِ.
وفيه: أنَّ الجنَّةَ والنَّارَ مخلوقتانِ ومَوجُودتانِ.( )