الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عنْ حُذَيْفةَ بنِ اليَمانِ، سَمِعْتُهُ يقولُ في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قالَ: يُجمعُ النَّاسُ في صَعيدٍ واحدٍ يُسْمِعُهم الدَّاعي، ويَنفُذُهم البَصرُ حُفاةً عُراةً كما خُلِقوا سُكوتًا لا تَتكلَّمُ نَفْسٌ إلَّا بإذنِهِ، قالَ: فيُنادَى مُحمَّدٌ، فيقولُ: «لبَّيكَ وسَعْديْكَ، والخيرُ في يَدَيْكَ، والشَّرُّ ليس إليكَ، المَهديُّ مَنْ هَدَيْتَ، وعبدُكَ بيْنَ يديْكَ ولكَ وإليكَ، لا مَلْجأَ ولا مَنجا مِنكَ إلَّا إليكَ ، تَبارَكْتَ وتَعاليْتَ، سُبحانَ ربِّ البيتِ». فذلك المَقامُ المحمودُ الَّذي قالَ اللهُ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].

2 - لكُلِّ داءٍ دَواءٌ؛ فإنْ أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ، بَرِئَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7639
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - التوكل واليقين طب - ما أنزل من داء إلا وله دواء قدر - كل شيء بقدر طب - إباحة التداوي وتركه
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - نحوه [«لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، فحَمِدَ اللهَ بِإذْنِ اللهِ، فقالَ لهُ ربُّهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ يا آدَمُ، وقالَ لهُ: يا آدَمُ، اذْهَبْ إلى أولئكَ الملائكةِ إلى مَلأٍ مِنهُمْ جُلوسٍ، فقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَذَهَبَ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ ورَحْمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ. ثُمَّ رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقالَ: هذه تَحيَّتُكَ وتَحيَّةُ بَنيكَ وبَنيهِمْ، فقالَ اللهُ لهُ ويداهُ مَقْبوضَتانِ: اخْتَرْ أَيَّهُما شِئْتَ، فقالَ: اخْترْتُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ رَبِّي يَمينٌ مُبارَكَةٌ. ثُمَّ بَسَطَها، فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ، فقالَ: أَيْ رَبِّ، ما هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فإذا كُلُّ إنسانٍ مَكتوبٌ عُمْرُهُ بين عَيْنَيْهِ، وإذا فيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤهُمْ -أَوْ قالَ: مِنْ أَضْوَئهِمْ- لم يُكْتَبْ له إلَّا أَرْبَعينَ سَنةً، قالَ: يا رَبِّ، زِدْ في عُمُرهِ، قالَ: ذاكَ الَّذي كُتِبَ لهُ، قالَ: فإنِّي قدْ جَعَلْتُ له مِنْ عُمْري سِتِّينَ سَنةً، قالَ: أنتَ وذاكَ». قالَ: «ثُمَّ أُسْكِنَ الجَنَّةَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنها آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فأَتاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فقالَ لهُ آدمُ: قدْ عَجِلْتَ؛ قدْ كُتِبَ لي أَلْفُ سَنَةٍ؟ قالَ: بَلَى! ولكِنَّكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ داودَ مِنها سِتِّينَ سَنةً، فجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه، فيَوْمَئذٍ أُمِرَ بِالكِتابِ والشُّهودِ»]
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 216
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم أنبياء - داود آداب العطاس - تشميت العاطس إيمان - توحيد الأسماء والصفات
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

1 - لا تَصومُ المرأةُ وزَوجُها شاهدٌ إلَّا بإذنِه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7535
التصنيف الموضوعي: نكاح - حق الزوج على المرأة صيام - صيام التطوع صيام - كراهية صوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها

2 - «إذا صَلَّى أَحَدُكُمْ فلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ، وإذا جاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطانُ فقالَ: إنَّكَ أَحْدَثْتَ فلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إلَّا ما وَجَدَ ريحًا بأَنْفِهِ، أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 469 التخريج : أخرجه أبو داود (1029)، وأحمد (11478) كلاهما بلفظ مقارب، والترمذي (396) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: سهو - إذا لم يدر كم صلى سهو - السهو في الفرض والتطوع صلاة - الوسوسة في الصلاة وضوء - نواقض الوضوء إيمان - أعمال الجن والشياطين
|أصول الحديث

3 - فذَكَرَهُ: [«إذا صَلَّى أَحَدُكُمْ فلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ، وإذا جاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطانُ فقالَ: إنَّكَ أَحْدَثْتَ فلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إلَّا ما وَجَدَ ريحًا بأَنْفِهِ، أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ».]
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 471 التخريج : أخرجه أبو داود (1029)، وأحمد (11478) كلاهما بلفظ مقارب، والترمذي (396) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: سهو - إذا لم يدر كم صلى صلاة - الوسوسة في الصلاة إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين سهو - سجود السهو قبل التسليم
|أصول الحديث

4 - بنحوِهِ: [«إذا صَلَّى أَحَدُكُمْ فلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ، وإذا جاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطانُ فقالَ: إنَّكَ أَحْدَثْتَ فلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إلَّا ما وَجَدَ ريحًا بأَنْفِهِ، أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ».].
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 470 التخريج : أخرجه أبو داود (1029)، وأحمد (11478) كلاهما بلفظ مقارب، والترمذي (396) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: سهو - إذا لم يدر كم صلى صلاة - الوسوسة في الصلاة إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الوقاية من الشياطين
|أصول الحديث

5 - نحوه: [«إذا صَلَّى أَحَدُكُمْ فلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ، وإذا جاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطانُ فقالَ: إنَّكَ أَحْدَثْتَ فلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إلَّا ما وَجَدَ ريحًا بأَنْفِهِ، أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ».]
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 472 التخريج : أخرجه أبو داود (1029)، وأحمد (11478) كلاهما بلفظ مقارب، والترمذي (396) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه سهو - إذا لم يدر كم صلى سهو - السهو في الفرض والتطوع صلاة - الوسوسة في الصلاة إيمان - أعمال الجن والشياطين
|أصول الحديث

6 - يَؤُمُّ القَومَ أقدَمُهُم هِجرةً، فإنْ كانوا في الهِجرةِ سَواءً فأفقَهُهُم في الدِّينِ، فإن كانوا في الدِّينِ سَواءً فأقرَؤُهُم للقُرآنِ، ولا يُؤَمُّ الرَّجُلَ في سُلطانِه، ولا يُقعَدُ على تَكرِمَتِه إلَّا بإذنِه.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عقبة بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 807
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - من أحق بالإمامة علم - الفقه في الدين قرآن - فضل صاحب القرآن صلاة الجماعة والإمامة - الإمام صلاة الجماعة والإمامة - شروط الأئمة

7 - عنِ عِياضٍ، قالَ: سَألتُ أبا سَعيدٍ الخُدريَّ، فقُلتُ: أحَدُنا يُصَلِّي فلا يَدري كم صَلَّى. قالَ: قالَ لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذا صَلَّى أحَدُكُم فلم يَدرِ كم صَلَّى؛ فليَسجُدْ سَجدَتَينِ، وإذا جاء أحَدَكُمُ الشَّيطانَ فقالَ: إنَّكَ قد أحدَثْتَ؛ فليَقُلْ: كَذَبْتَ، إلَّا ما وَجَد رِيحًا بأنفِه، أو سَمِعَ صَوتًا بأُذُنِه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1227 التخريج : أخرجه أبو داود (1029) دون السؤال في أوله، والترمذي (396)، وأحمد (11478) جميعا بلفظ مقارب.
التصنيف الموضوعي: سهو - إذا لم يدر كم صلى وضوء - الوسوسة في الوضوء وضوء - نواقض الوضوء سهو - سجود السهو قبل التسليم وضوء - الوضوء من الحدث
|أصول الحديث

8 - «إنِّي عبدُ اللهِ، وخاتَمُ النَّبيِّينَ، وأبي مُنجَدِلٌ في طينتِهِ وسأُخبرُكم عنْ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى، ورُؤيا أُمِّي الَّتي رَأَتْ، وكذلك أُمَّهاتُ النَّبيِّينَ يَرَيْنَ». وأنَّ أُمَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَتْ حين وضَعَتْهُ نورًا أَضاءتْ لها قصورُ الشَّامِ، ثُمَّ تلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46].

9 - عنْ حُذَيْفةَ بنِ اليَمانِ، سَمِعْتُهُ يقولُ في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قالَ: يُجمعُ النَّاسُ في صَعيدٍ واحدٍ يُسْمِعُهم الدَّاعي، ويَنفُذُهم البَصرُ حُفاةً عُراةً كما خُلِقوا سُكوتًا لا تَتكلَّمُ نَفْسٌ إلَّا بإذنِهِ، قالَ: فيُنادَى مُحمَّدٌ، فيقولُ: «لبَّيكَ وسَعْديْكَ، والخيرُ في يَدَيْكَ، والشَّرُّ ليس إليكَ، المَهديُّ مَنْ هَدَيْتَ، وعبدُكَ بيْنَ يديْكَ ولكَ وإليكَ، لا مَلْجأَ ولا مَنجا مِنكَ إلَّا إليكَ ، تَبارَكْتَ وتَعاليْتَ، سُبحانَ ربِّ البيتِ». فذلك المَقامُ المحمودُ الَّذي قالَ اللهُ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].

10 - إذا أَوى أَحدُكُم إلى فِراشِه ابتدَرَهُ ملَكٌ وشَيطانٌ، يقولُ الشَّيطانُ: افتحْ بِشرٍّ، ويقولُ الملَكُ: افتحْ بخيرٍ، فإنْ ذَكَرَ اللهَ ذَهَبَ الشَّيطانُ وباتَ الملَكُ يَكلَؤهُ، وإذا استَيقَظَ ابتدَرَهُ ملَكٌ وشَيطانٌ، يقولُ الشَّيطانُ: افتحْ بِشرٍّ، ويقولُ الملَكُ: افتحْ بخيرٍ، فإنْ قالَ: الحمدُ للهِ الَّذي ردَّ إليَّ نَفسي بعدَ موتِها ولمْ يُمِتْها في نَومِها، الحمدُ للهِ الَّذي يُمسِكُ السَّماءَ أنْ تَقَعَ على الأرضِ إلَّا بإذنِهِ، إنَّ اللهَ بالنَّاسِ لرَؤوفٌ رَحيمٌ، الحمدُ للهِ الَّذي يُحيِي المَوْتى وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ؛ فإنْ خَرَّ مِن دابَّةٍ ماتَ شهيدًا، وإنْ قامَ فصَلَّى صَلَّى في الفضائلِ.

11 - خطَبَ الحسَنُ بنُ عَليٍّ النَّاسَ حينَ قُتِلَ عَليٌّ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ قالَ: «لقدْ قُبِضَ في هذه اللَّيلةِ رَجلٌ لا يَسبِقُه الأوَّلونَ بعَملٍ ولا يُدرِكُه الآخِرونَ، وقد كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْطيه رايَتَه فيُقاتِلُ وجِبْريلُ عن يَمينِه، ومِيكائيلُ عن يَسارِه، فما يَرجِعُ حتَّى يَفتَحَ اللهُ عليه، وما ترَكَ على ظَهرِ الأرْضِ صَفْراءَ ولا بَيْضاءَ إلَّا سَبعَ مائةِ دِرهَمٍ، فضَلَتْ من عَطاياهُ أرادَ أنْ يَبْتاعَ بها خادِمًا لأهْلِه»، ثمَّ قالَ: "أيُّها النَّاسُ، مَن عرَفَني فقدْ عرَفَني، ومَن لم يَعرِفْني فأنا الحسَنُ بنُ عَليٍّ، أنا ابنُ النَّبيِّ، وأنا ابنُ الوَصيِّ، وأنا ابنُ البَشيرِ، وأنا ابنُ النَّذيرِ، وأنا ابنُ الدَّاعي إلى اللهِ بإذْنِه، وأنا ابنُ السِّراجِ المُنيرِ، وأنا من أهْلِ البَيتِ الَّذي كان جِبْريلُ يَنزِلُ إلينا ويَصعَدُ من عِندِنا، وأنا من أهْلِ البَيتِ الَّذي أذهَبَ اللهُ عنهمُ الرِّجسَ وطهَّرَهم تَطْهيرًا، وأنا من أهْلِ البَيتِ الَّذين افتَرَضَ اللهُ مَودَّتَهم على كلِّ مُسلِمٍ، فقالَ تَبارَكَ وتَعالَى لنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى: 23]، فاقْتِرافُ الحَسَنةِ مَودَّتُنا أهْلَ البَيتِ".
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : الحسن بن علي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4866
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الملائكة

12 - عنْ مُحمَّدِ بنِ كعْبٍ القُرَظيِّ، قالَ: لَقِيتُ عُمَرَ بنَ عبدِ العزيزِ بالمدينةِ في شَبابِه وجَمالِه وغَضارتِه، قالَ: فلَمَّا استُخْلِفَ، قَدِمْتُ عليه فاستأذَنْتُ عليهِ، فأذِنَ لي، فجعلْتُ أُحِدُّ النَّظَرَ إليهِ، فقالَ لي: يا ابنَ كَعبٍ، ما لي أراكَ تُحِدُّ النَّظَرَ؟ قلْتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، لِمَا أرى مِن تَغَيُّرِ لَونِكَ ونُحولِ جِسْمِكَ ونِفارِ شَعَرِكَ، فقالَ: يا ابنَ كعْبٍ، فكيْفَ لو رأيتَني بعدَ ثَلاثٍ في قَبْرِي وقدِ انتزَعَ النَّمْلُ مُقْلَتَيَّ، وسالَتَا على خَدِّي، وابتَدَر مِنخَرَايَ وفَمِي صديدًا! لكُنْتَ لي أشَدَّ إنكارًا، دَعْ ذاكَ، أعِدْ عَلَيَّ حَديثَ ابنِ عبَّاسٍ، عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ: قال ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وإنَّ أشرَفَ المَجالِسِ ما استُقْبِلَ بهِ القِبْلةُ، وإنَّكُمْ تُجالِسونَ بيْنَكم بالأمانةِ، واقتُلُوا الحَيَّةَ والعَقْرَبَ وإنْ كنتُمْ في صَلاتِكُم، ولا تَسْتُروا جُدُرَكم، ولا يَنْظُرْ أحَدٌ منكُم في كتابِ أخيهِ إلَّا بإذنِهِ، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكُم وَراءَ نائمٍ ولا مُحْدِثٍ. قالَ: وسُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْ أفضَلِ الأعمالِ إلى اللهِ تَعالَى، فقالَ: مَن أدَخَلَ على مُؤمِنٍ سُرورًا، إمَّا أطْعَمَه مِن جُوعٍ، وإمَّا قَضَى عنه دَيْنًا، وإمَّا يَنَفِّسُ عنهُ كُرْبةً مِن كُرَبِ الدُّنْيا نفَّسَ اللهُ عنه كُرَبَ الآخرةِ، ومَنْ أنظَرَ مُوسِرًا ، أو تَجاوَزَ عنْ مُعْسِرٍ؛ أظلَّهُ اللهُ يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ، ومَن مَشَى معَ أخيِهِ في ناحيةِ القَريةِ لِتَثَبُّتِ حاجتِهِ، ثَبَّتَ اللهُ عزَّ وجلَّ قدَمَهُ يومَ تَزولُ الأقدامُ، ولَأَنْ يَمْشِيَ أحدُكُم معَ أخيهِ في قَضاءِ حاجتِهِ -وأشارَ بإصبَعِه- أفضَلُ مِن أنْ يَعتَكِفَ في مَسْجِدِي هذا شَهْرَينِ، ألَا أخبِرُكُمْ بشِرارِكُم؟ قالوا: بَلَى يا رسولَ اللهِ، قالَ: الَّذي يَنزِلُ وحْدَه، ويَمنَعُ رِفْدَه، ويَجْلِدُ عبْدَه.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7915
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الاستخلاف رقائق وزهد - الزهد في الدنيا آداب المجلس - خير المجالس صيد - الزجر عن قتل عمار الدور والإذن في قتل الحيات مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

13 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ، أنَّه قالَ: ما نُصِرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَوطنٍ كما نُصِرَ يومَ أُحُدٍ قالَ: فأنْكَرْنا ذلك، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بيني وبيْنَ مَنْ أنْكَرَ ذلك كِتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ في يومِ أُحُدٍ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152]. يقولُ ابنُ عبَّاسِ: والحِسُّ: القَتلُ. {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152]. وإنَّما عَنى بهذا الرُّماةَ، وذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقامَهم في مَوضعٍ ثُمَّ قالَ: «احْموا ظُهورَنا، فإنْ رأيْتُمونا نُقتَلُ، فلا تَنصُرونا، وإنْ رأيْتُمونا قد غَنِمْنا، فلا تَشْرَكونا». فلمَّا غَنِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأباحوا عسْكَرَ المشركينَ، انكَفَتِ الرُّماةُ جميعًا، فدخلوا في العَسْكرِ يَنتَهِبونَ، وقد التَقَتْ صفوفُ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فهُم هكذا، وشبَّكَ أصابِعَ يديهِ، والتبَسوا، فلمَّا أخَلَّ الرُّماةُ تلك الخَلَّةَ، الَّتي كانوا فيها، دَخَلَ الخيلُ مِن ذلك المَوضعِ على أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فضَرَبَ بعضُهُم بعضًا والتَبَسوا، وقُتِلَ من المسلمينَ ناسٌ كثيرٌ، وقد كان لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابهِ أوَّلَ النَّهارِ حتَّى قُتِلَ مِن أصحابِ لِواءِ المشركينَ سبعةٌ أوْ تسعةٌ، وجالَ المسلمونَ جَوْلةً نحْوَ الجَبلِ، ولمْ يَبلُغوا حيثُ يقولُ النَّاسُ الغارَ، إنَّما كان تحتَ المِهراسِ ، وصاحَ الشَّيطانُ: قُتِلَ مُحمَّدٌ، فلمْ يَشُكَّ فيه أنَّه حَقٌّ، فما زِلنا كذلك ما نَشُكُّ أنَّه قد قُتِلَ حتَّى طَلَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ السَّعْدَينِ فعَرَفَهُ بتكَفُّئِهِ إذا مشى، قالَ: ففَرِحْنا حتَّى كأنَّهُ لمْ يُصِبْنا ما أصابَنا، قالَ: فرَقِيَ نحونا، وهو يقولُ: «اشْتدَّ غَضَبُ اللهِ على قومٍ دَمُوا وجْهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ». قالَ: ويقولُ مرَّةً أخرى: «اللَّهمَّ إنَّه ليس لهُم أنْ يَعْلونا». حتَّى انتهى إلينا، قالَ: فمَكَثَ ساعةً، فإذا أبو سُفيانَ يَصيحُ في أسفلِ الجَبلِ: اعلُ هُبَلُ ، اعلُ هُبَلُ -يعني آلهتَهُ- أين ابنُ أبي كَبْشةَ؟ أين ابنُ أبي قُحافةَ؟ أين ابنُ الخَطَّابِ؟ فقالَ عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ، ألا أُجيبُهُ؟ قالَ: «بَلى». فلمَّا قالَ: اعلُ هُبَلُ ، قالَ عُمَرُ: اللهُ أعْلَى وأجَلُّ. فقالَ أبو سُفيانَ: يا ابنَ الخَطَّابِ، إنَّه يومُ الصَّمتِ، فعادَ فقالَ: أين ابنُ أبي كَبْشةَ؟ أين ابنُ أبي قُحافةَ؟ أين ابنُ الخَطَّابِ؟ فقالَ عُمَرُ: هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا أبو بكرٍ، وها أنا ذا عُمَرُ. فقالَ أبو سُفيانَ: يومٌ بيومِ بدرٍ، الأيَّامُ دُوَلٌ، والحرْبُ سِجالٌ . فقالَ عُمَرُ: لا سَواءَ؛ قَتلانا في الجنَّةِ وقتلاكم في النَّارِ، قالَ: إنَّكم لتَزْعُمون ذلك، لقد خِبْنا إذنْ وخَسِرْنا، ثُمَّ قالَ أبو سُفيانَ: أما إنَّكم سوف تجِدونَ في قتلاكم مُثْلةً، ولمْ يكنْ ذلك عنْ رأْيِ سَراتِنا، ثُمَّ أدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الجاهليَّةِ، فقالَ: أما إنَّه إذا كان ذاك لمْ نكْرَهْهُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عبيد الله بن عبدالله بن عتبة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3204
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران مغازي - غزوة أحد مغازي - غزوة بدر جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار

14 - لكلِّ داءٍ دَواءٌ، فإذا أُصِيبَ دواءٌ الدَّاءَ بَرَأ بإذنِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم،
الراوي : جابر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8438
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - التوكل واليقين طب - ما أنزل من داء إلا وله دواء قدر - كل شيء بقدر طب - إباحة التداوي وتركه

15 - لكُلِّ داءٍ دَواءٌ؛ فإنْ أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ، بَرِئَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7639
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - التوكل واليقين طب - ما أنزل من داء إلا وله دواء قدر - كل شيء بقدر طب - إباحة التداوي وتركه
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - لَمَّا خلَقَ اللهُ عزَّ وجلَّ آدمَ ونفَخَ فيهِ الرُّوحَ، عَطَسَ فقال: الحمدُ للهِ، فحَمِدَ اللهَ بإذْنِ اللهِ، فقالَ لهُ رَبُّه: يَرحَمُكَ اللهُ يا آدَمُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7890
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم آداب العطاس - تشميت العاطس آداب العطاس - ما يقول إذا عطس إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - عظمة الله وصفاته

17 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا اشْتَكى الإنسانُ الشَّيءَ منه أو كانت به قَرْحةٌ أو جُرحٌ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإصبعِه هكذا -ووضَعَ أبو بَكرٍ سبَّابَتَه بالأرضِ ثمَّ رفَعَها-: باسمِ اللهِ، تُربةُ أرضِنا، بِرِيقةِ بعضِنا، يُشْفى سَقيمُنا، بإذنِ ربِّنا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8486
التصنيف الموضوعي: طب - الرقية طب - النفث في الرقية فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل سور وآيات - سورة الفلق فضائل سور وآيات - سورة الناس

18 - كنْتُ واقِفًا بيْنَ يدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَه حَبرٌ مِن أحْبارِ اليَهودِ، فقالَ: السَّلامُ عليكَ يا مُحمَّدُ، فدفَعْتُه دَفْعةً كادَ يُصرَعُ منها، فقالَ: لمَ تَدْفَعُني؟ فقُلْتُ: ألَا تَقولُ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ اليَهوديُّ: أمَا إنَّا نَدْعوهُ باسمِه الَّذي سمَّاهُ به أهْلُه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اسْمي الَّذي سَمَّاني به أهْلي مُحمَّدٌ. قالَ اليَهوديُّ: جِئتُ أسألُكَ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيَنفَعُكَ إنْ حدَّثْتُكَ؟ قالَ: أسمَعُ بأُذُني، فنكَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعُودٍ معَه ، فقالَ: سَلْ. فقالَ اليَهوديُّ: أين يَكونُ النَّاسُ يومَ تُبدَّلُ الأرْضُ غيرَ الأرْضِ والسَّمَواتُ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: في الظُّلْمةِ دونَ الحَشْرِ. قالَ: فمَن أوَّلُ النَّاسِ إجازةً؟ قالَ: فُقَراءُ المُهاجِرينَ. قالَ: فما تُحفَتُهم يومَ يَدخُلونَ الجنَّةَ؟ قالَ: زيادةُ كَبِدِ النُّونِ. قالَ: فما غِذاؤُهم في أثَرِهِ؟ قالَ: يُنحَرُ لهُم ثَورُ الجنَّةِ الَّذي كانَ يأكُلُ مِن أطْرافِها. قالَ: وشَرابُهم عليه؟ قالَ: نَهرٌ يُسَمَّى سَلْسَبيلًا. قالَ: صدَقْتَ، وجِئتُ أسألُكَ عنْ شَيءٍ لا يَعلَمُه أحَدٌ مِن أهْلِ الأرْضِ إلَّا نَبيٌّ أو رَجُلٌ أو رَجُلانِ، قالَ: يَنفَعُكَ إنْ حدَّثْتُكَ؟ قالَ: أسمَعُ بأُذُني، قالَ: جِئتُ أسألُكَ عنِ الولَدِ، قالَ: ماءُ الرَّجلِ أبيَضُ، وماءُ المَرْأةِ أصفَرُ، فإذا اجتَمَعا فعَلَا مَنيُّ الرَّجلِ مَنيَّ المَرْأةِ أذْكَرَ بإذْنِ اللهِ، وإذا عَلَا مَنيُّ المَرْأةِ مَنيَّ الرَّجلِ أنَّثَ بإذْنِ اللهِ. قالَ اليَهوديُ: صدَقْتَ وإنَّكَ لَنَبيٌّ، ثمَّ انصَرَفَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقد سأَلَني هذا عنِ الَّذي سأَلَني عنه، ولا عِلمَ لي بشَيءٍ منه حتَّى أتاني اللهُ تَعالَى به.

19 - سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32]، قالَ: «السَّابقُ والمُقتِصدُ يَدخلانِ الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ، والظَّالمُ لنفسهِ يُحاسَبُ حِسابًا يَسيرًا، ثُمَّ يَدخُلُ الجنَّةَ».
خلاصة حكم المحدث : [مختلف فيه عن الأعمش، وله أصل]
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3638 التخريج : أخرجه أحمد (21727)، وعبد الرزاق في ((تفسيره)) (2449)، وابن الفاخر في ((موجبات الجنة)) (277) بنحوه تامًا.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة فاطر قيامة - الحساب والقصاص رقائق وزهد - المبادرة إلى الخيرات
|أصول الحديث

20 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ في عِرْقِ النَّسا: «يَأخذُ أَلْيَةَ كبشٍ عربيٍّ ليستْ بأعْظَمِها، ولا أصْغَرِها، فيُقطِّعُها صِغارًا، ثُمَّ يُذيبُها، فيُجيدُ إذابَتَها، ويَجعلُها ثلاثةَ أجزاءٍ، فيشربُ كُلَّ يومٍ جُزءًا على ريقِ النَّفْسِ». قالَ أنَسُ بنُ سِيرينَ: فلقد أَمَرتُ بذلك ناسًا -ذَكَرَ عددًا كثيرًا- كُلُّهم يَبرَأُ بإذنِ اللهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3194
التصنيف الموضوعي: طب - أدوية النبي صلى الله عليه وسلم طب - ما أنزل من داء إلا وله دواء طب - عرق النسا

21 - قلتُ لعائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: يا أُمَّ المؤمنينَ، أرأيتِ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير} [فاطر: 32]. فقالتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: أمَّا السَّابقُ فمَنْ مضى في حياةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشَهِدَ له بالحياةِ والرِّزقِ، وأمَّا المُقتَصدُ فمَنِ اتَّبعَ آثارَهُم فعَمِلَ بأعمالِهم حتَّى يَلْحَقَ بهم، وأمَّا الظَّالمُ لنفسِهِ فمِثلي ومِثلُكَ ومَنِ اتَّبَعنا، وكُلٌّ في الجنَّةِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عقبة بن صهبان الحراني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3639
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة فاطر رقائق وزهد - الكبر والتواضع مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق إيمان - الوعد توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه

22 - جاءتِ امرَأةٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحنُ عِندَه، فقالتْ: يا رَسولَ اللهِ، إن زَوجي صَفْوانَ بنَ المُعَطَّلِ يَضرِبُني إذا صَلَّيتُ، ويُفَطِّرني إذا صُمتُ، ولا يُصَلِّي صَلاةَ الفَجرِ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ، قالَ: وصَفْوانُ عِندَه، قالَ: فسَألَه عمَّا قالتْ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أمَّا قَولُها: يَضرِبُني إذا صَلَّيتُ، فإنَّها تَقرَأُ سُورَتَين نَهيتُها عنهما، وقلتُ: لو كان سورةً واحِدةً لَكَفَتِ النَّاسَ، وأمَّا قَولُها: يُفَطِّرُني إذا صُمتُ؛ فإنَّها تَنطَلِقُ فتَصومُ وأنا رَجُلٌ شابٌّ فلا أصبِرُ، فقالَ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ: لا تَصومُ امرَأةٌ إلَّا بإذنِ زَوجِها، وأمَّا قَولُها: بأنِّي لا أُصَلِّي حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ؛ فإنَّا أهلُ بَيتٍ قد عُرِف لنا ذاكَ؛ لا نَكادُ نَستَيقِظُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ، قالَ: فإذا استَيقَظْتَ فصَلِّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو سعيد [الخدري] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1614 التخريج : أخرجه أحمد (11801)، وابن حبان (1488)، باختلاف يسير، وأبو داود (2459) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: صلاة - من نام عن صلاة أو نسيها نكاح - ضرب النساء صلاة - القراءة في السرية والجهرية للإمام والمأموم والمنفرد صلاة - مقدار القراءة في الصلاة صيام - كراهية صوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها
|أصول الحديث

23 - عنِ القاسِمِ بنِ مُحمَّدٍ، قالَ: رُميَ عَبدُ اللهِ بنُ أبي بَكرٍ بسَهمٍ يومَ الطَّائفِ، فانتُقِصَتْ به بعدَ وَفاةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأرْبَعينَ لَيلةً، فماتَ، فدخَلَ أبو بَكرٍ على عائشةَ، فقالَ: أيْ بُنيَّةُ، واللهِ لَكأنَّما أُخِذَ بأُذُنِ شاةٍ، فأُخرِجَتْ مِن دارِنا، فقالَتِ: الحَمدُ للهِ الَّذي ربَط على قَلبِكَ، وعزَمَ لكَ على رُشدِكَ، فخرَجَ ثمَّ دخَلَ، فقالَ: أيْ بُنيَّةُ، أتَخافونَ أنْ تَكونوا دَفَنْتم عَبدَ اللهِ وهو حَيٌّ؟ فقالَتْ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ يا أبَهْ، فقالَ: أسْتَعيذُ باللهِ السَّميعِ العَليمِ منَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، أيْ بُنيَّةُ، إنَّه ليس أحَدٌ إلَّا وله لِمَّتانِ: لِمَّةٌ منَ الملَكِ ولِمَّةٌ منَ الشَّيطانِ. قالَ: فقدِمَ عليه وَفدُ ثَقيفٍ، ولم يزَلْ ذلك السَّهمُ عَنَاه فأخرَجَ إليهم، فقالَ: هل يَعرِفُ هذا السَّهمَ منكم أحَدٌ؟ فقالَ سَعيدُ بنُ عُبَيدٍ أخو بَني العَجْلانِ: هذا سَهمٌ أنا بَرَيْتُه ورِشْتُه وعَقَّبْتُه، وأنا رَميْتُ به، فقالَ أبو بَكرٍ: فإنَّ هذا السَّهمَ الَّذي قتَلَ عَبدَ اللهِ بنَ أبي بَكرٍ، فالحَمدُ للهِ الَّذي أكْرَمَه بيَدِكَ، ولم يَهِنْكَ بيَدِه؛ فإنَّه واسِعُ الحِمى.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : القاسم بن محمد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6148
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - موت الأولاد وفضل احتسابهم رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الصبر على البلاء جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

24 - شَكا النَّاسُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُحوطَ المَطَرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِعَ له في المُصَلَّى، ووَعَدَ النَّاسَ يَومًا يَخرُجون فيه، قالتْ عائشةُ: فخَرَج رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بَدَا حاجِبُ الشَّمسِ ، فقَعَد على المِنبَرِ فكَبَّرَ وحَمِدَ اللهَ، ثمَّ قالَ: إنَّكُم شَكَوتُم جَدْبَ دِيارِكُم، واستِئخارَ المَطَرِ عنْ إبَّانِ زَمانِه عنكم، وقد أمَرَكُمُ اللهُ أن تَدعُوه، ووَعَدَكُم أن يَستَجيبَ لَكُم، ثمَّ قالَ: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2-4]، لا إلَهَ إلَّا اللهُ يَفعَلُ ما يُريدُ، اللَّهُمَّ أنت اللهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحن الفُقَراءُ، أنزِلْ عَلَينا الغَيثَ، واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قُوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ ، ثمَّ رَفَع يَدَيه، فلم يَزَلْ في الرَّفعِ حتَّى بَدَا بَياضُ إبِطَيهِ، ثمَّ حَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهرَه، وقَلَب -أو: حَوَّلَ- رِداءَه وهو رافِعٌ يَدَيه، ثمَّ أقبَلَ على النَّاسِ، ونَزَل فصَلَّى رَكعَتَينِ، فأنشَأَ اللهُ سَحابًا فرَعَدَت وبَرَقَت، ثمَّ أمطَرَت بإذنِ اللهِ، فلم يَأتِ مَسجِدَه حتَّى سالَتِ السُّيولُ، فلمَّا رَأى سُرعَتَهُم إلى الكِنِّ ضَحِكَ حتَّى بَدَت نَواجِذُه ، فقالَ: أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وأنِّي عَبدُ اللهِ ورَسولُه.

25 - «لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، فحَمِدَ اللهَ بِإذْنِ اللهِ، فقالَ لهُ ربُّهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ يا آدَمُ، وقالَ لهُ: يا آدَمُ، اذْهَبْ إلى أولئكَ الملائكةِ إلى مَلأٍ مِنهُمْ جُلوسٍ، فقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَذَهَبَ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ ورَحْمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ. ثُمَّ رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقالَ: هذه تَحيَّتُكَ وتَحيَّةُ بَنيكَ وبَنيهِمْ، فقالَ اللهُ لهُ ويداهُ مَقْبوضَتانِ: اخْتَرْ أَيَّهُما شِئْتَ، فقالَ: اخْترْتُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ رَبِّي يَمينٌ مُبارَكَةٌ. ثُمَّ بَسَطَها، فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ، فقالَ: أَيْ رَبِّ، ما هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فإذا كُلُّ إنسانٍ مَكتوبٌ عُمْرُهُ بين عَيْنَيْهِ، وإذا فيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤهُمْ -أَوْ قالَ: مِنْ أَضْوَئهِمْ- لم يُكْتَبْ له إلَّا أَرْبَعينَ سَنةً، قالَ: يا رَبِّ، زِدْ في عُمُرهِ، قالَ: ذاكَ الَّذي كُتِبَ لهُ، قالَ: فإنِّي قدْ جَعَلْتُ له مِنْ عُمْري سِتِّينَ سَنةً، قالَ: أنتَ وذاكَ». قالَ: «ثُمَّ أُسْكِنَ الجَنَّةَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنها آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فأَتاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فقالَ لهُ آدمُ: قدْ عَجِلْتَ؛ قدْ كُتِبَ لي أَلْفُ سَنَةٍ؟ قالَ: بَلَى! ولكِنَّكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ داودَ مِنها سِتِّينَ سَنةً، فجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه، فيَوْمَئذٍ أُمِرَ بِالكِتابِ والشُّهودِ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، وله شاهد صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 215
التصنيف الموضوعي: خلف - صفة خلق آدم خلق - خلق آدم آداب العطاس - العطاس آداب العطاس - تشميت العاطس آداب العطاس - ما يقول إذا عطس
| شرح حديث مشابه

26 - نحوه [«لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، فحَمِدَ اللهَ بِإذْنِ اللهِ، فقالَ لهُ ربُّهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ يا آدَمُ، وقالَ لهُ: يا آدَمُ، اذْهَبْ إلى أولئكَ الملائكةِ إلى مَلأٍ مِنهُمْ جُلوسٍ، فقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَذَهَبَ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ ورَحْمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ. ثُمَّ رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقالَ: هذه تَحيَّتُكَ وتَحيَّةُ بَنيكَ وبَنيهِمْ، فقالَ اللهُ لهُ ويداهُ مَقْبوضَتانِ: اخْتَرْ أَيَّهُما شِئْتَ، فقالَ: اخْترْتُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ رَبِّي يَمينٌ مُبارَكَةٌ. ثُمَّ بَسَطَها، فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ، فقالَ: أَيْ رَبِّ، ما هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فإذا كُلُّ إنسانٍ مَكتوبٌ عُمْرُهُ بين عَيْنَيْهِ، وإذا فيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤهُمْ -أَوْ قالَ: مِنْ أَضْوَئهِمْ- لم يُكْتَبْ له إلَّا أَرْبَعينَ سَنةً، قالَ: يا رَبِّ، زِدْ في عُمُرهِ، قالَ: ذاكَ الَّذي كُتِبَ لهُ، قالَ: فإنِّي قدْ جَعَلْتُ له مِنْ عُمْري سِتِّينَ سَنةً، قالَ: أنتَ وذاكَ». قالَ: «ثُمَّ أُسْكِنَ الجَنَّةَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنها آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فأَتاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فقالَ لهُ آدمُ: قدْ عَجِلْتَ؛ قدْ كُتِبَ لي أَلْفُ سَنَةٍ؟ قالَ: بَلَى! ولكِنَّكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ داودَ مِنها سِتِّينَ سَنةً، فجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه، فيَوْمَئذٍ أُمِرَ بِالكِتابِ والشُّهودِ»]
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 216
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم أنبياء - داود آداب العطاس - تشميت العاطس إيمان - توحيد الأسماء والصفات
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

27 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا خرَجَ إلى أُحُدٍ، جعَلَ نِساءَهُ في أُطُمٍ يُقالُ له: [فارِعٌ]، وجَعَلَ معهُنَّ حسَّانَ بنَ ثابتٍ، فجاءَ اليَهودُ إلى الأُطُمِ يَلتَمِسونَ غَيْرَةَ نِساءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَرقَّى إنسانٌ مِن الأُطُمِ علينا، فقُلْتُ له: يا حَسَّانُ، قُمْ إليه فاقْتُلْه، فقالَ: واللهِ ما كان ذلكَ فِيَّ، ولوْ كان ذلك فِيَّ لكُنْتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ له: اربِطْ هذا السَّيْفَ على ذِراعِي، فرَبَطَه، فقُمْتُ إليه فضَربْتُ رأسَهُ حتَّى قَطعْتُه، فقُلتُ له: خُذْ بأُذُنَيْه فارْمِ بهِ عليهم، فقال: واللهِ ما ذلكَ فِيَّ، فأخذْتُ برأسِهِ فرَمَيْتُ به عليهم، فتَضَعْضَعُوا وهُم يقولونَ: قدْ عَلِمْنا أنَّ مُحمَّدًا لم يكُنْ لِيتْرُكَ أهْلَهُ خُلوفًا ليْس معهُنَّ أحَدٌ، قالتْ: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا اشتَدَّ على المُشرِكِينَ، شَدَّ حَسَّانُ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو معَنا في الحِصْنِ، فإذا رَجَعَ رَجَعَ وراءَهُ كما يَرجِعُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو ثَمَّ، فمَرَّ بنا سعْدُ بنُ مُعاذٍ، وقَدْ أخَذَ صُفْرةً، وهو بعُرْسٍ قبْلَ ذلك بأيَّامٍ، وهو يَرْتجِزُ: مَهَلًا قَلِيلًا يلْحَقِ الهَيْجَا جَمَلْ... لا بَأْسَ بالمَوْتِ إذا حَلَّ الأجَلْ قالتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: فما رَأيتُ رَجُلًا أجمَلَ مِنه في ذلكَ اليومِ.
خلاصة حكم المحدث : حديث كبير غريب ... وقد روي بإسناد صحيح
الراوي : صفية بنت عبد المطلب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7058
التصنيف الموضوعي: جهاد - من يرخص له بالتخلف مغازي - غزوة أحد مناقب وفضائل - حسان بن ثابت مناقب وفضائل - سعد بن معاذ مناقب وفضائل - صفية بنت عبد المطلب

28 - أنَّه بيْنَا هو جالِسٌ عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذ جاءَه عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ فقالَ: بأبي أنت وأُمِّي يا رَسولَ اللهِ، تَفَلَّت هذا القُرآنُ من صَدري، فما أجِدُني أقدِرُ عليه، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبا الحَسَنِ، أفلا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ يَنفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ، ويَنفَعُ بِهِنَّ مَن عَلَّمْتَه، ويُثبِّتُ ما تَعَلَّمْتَ في صَدرِكَ؟ قالَ: أجَلْ يا رَسولَ اللهِ، فعَلِّمْني، قالَ: إذا كانتْ لَيلةُ الجُمُعةِ، فإنِ استَطَعتَ أن تَقومَ في ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ، فإنَّها ساعةٌ مَشهودةٌ، والدُّعاءُ فيها مُستَجابٌ، وهي قَولُ أخي يَعقوبَ لبَنيهِ: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98] حتَّى تَأتِيَ لَيلةُ الجُمُعةِ، فإنْ لم تَستَطِعْ فقُمْ في وَسَطِها، فإنْ لم تَستَطِعْ فقُمْ في أوَّلِها، فصَلِّ أربَعَ رَكَعاتٍ، تَقرَأُ في الرَّكعةِ الأُولى بفاتِحةِ الكِتابِ، وسُورةِ {يس}، وفي الرَّكعةِ الثَّانِيةِ بفاتِحةِ الكِتابِ و{الم (1) تَنْزِيلُ} السَّجدةَ، وفي الرَّكعةِ الثَّالِثةِ بفاتِحةِ الكِتابِ، و{حم} الدُّخَانَ، وفي الرَّكعةِ الرَّابِعةِ بفاتِحةِ الكِتابِ، و{تَبَارَكَ} المُفَصَّلَ ، فإذا فَرَغْتَ منَ التَّشَهُّدِ فاحمَدِ اللهَ، وأحسِنِ الثَّناءَ على اللهِ، وصَلِّ عَلَيَّ، وعلى سائرِ النَّبِيِّين وأحسِنْ، واستَغفِرْ لإخوانِكَ الَّذين سَبَقوكَ بالإيمانِ، ثم استَغفِرْ للمُؤمِنين وللمُؤمِناتِ، ثمَّ قُلْ آخِرَ ذلكَ: اللَّهُمَّ ارحَمني بتَركِ المَعاصي أبَدًا ما أبقَيتَني، وارحَمني أن أتكَلَّفَ ما لا يَعنيني، وارزُقني حُسْنَ النَّظَرِ فيما يُرضيكَ عَنِّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ والأرضِ ذا الجَلالِ والإكرامِ والعِزَّةِ الَّتي لا تُرامُ، أسألُكَ يا أَللهُ يا رَحمَنُ بجَلالِكَ، ونورِ وَجهِكَ أن تُلزِمَ قَلبي حِفظَ كِتابِكَ كما عَلَّمتَني، وارزُقني أن أتلُوَه على النَّحوِ الَّذي يُرضيكَ عَنِّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ والأرضِ ذا الجَلالِ والإكرامِ والعِزَّةِ الَّتي لا تُرامُ، أسألُكَ يا أَللهُ يا رَحمَنُ بجَلالِكَ ونورِ وَجهِكَ، أن تُنَوِّرَ بكِتابِكَ بَصَري، وأن تُطلِقَ به لِساني، وأن تُفَرِّجَ به عنْ قَلبي، وأن تَشرَحَ به صَدري، وأن تَشغَلَ به بَدَني، فإنَّه لا يُعينُني على الحَقِّ غَيرُكَ، ولا يُؤتِنِيه إلَّا أنت، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ. أبا الحَسَنِ، تَفعَلُ ذلكَ ثَلاثَ جُمَعٍ، أو خَمسًا، أو سَبعًا، تُجابُ بإذنِ اللهِ؛ فوالَّذي بَعَثَني بالحَقِّ ما أخطَأَ مُؤمِنًا قَطُّ. قالَ عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ: فواللهِ ما لَبِثَ عَلِيٌّ إلَّا خَمسًا، أو سَبعًا حتَّى جاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مِثلِ ذلكَ المَجلِسِ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي كُنتُ فيما خَلَا لا أتَعَلَّمُ أربَعَ آياتٍ أو نَحوَهُنَّ، فإذا قَرَأتُهُنَّ يَتفَلَّتْنَ، فأمَّا اليَومَ فأتَعَلَّمُ الأربَعين آيةً ونَحوَها، فإذا قَرَأتُهُنَّ على نَفسِي، فكَأنَّما كِتابُ اللهِ نُصبَ عَينِي، ولقد كُنتُ أسمَعُ الحَديثَ فإذا أرَدتُه تَفَلَّتَ، وأنا اليَومَ أسمَعُ الأحاديثَ فإذا حَدَّثتُ بها لم أخرِم منها حَرفًا؛ فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عند ذلكَ: مُؤمِنٌ -ورَبِّ الكَعبةِ- أبا الحَسَنِ.

29 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ

30 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه ، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.