الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - تزعمونَ أنِّي من آخرِكمْ وفاةً ألا وإنِّي من أوَّلِكُمْ وفاةً وتتَّبعوني أفْنادًا يضربُ بعضُكمْ رقابَ بعضٍ
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/56 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

2 - خرَج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : تَزعُمونَ أنِّي مِن آخِرِكم وفاةً ، ألا وإني مِن أولِكم وفاةً ، ولتتبَعُنِّي أفنادًا يَضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/530 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

3 - نزلَتْ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] إلى قولِه: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في مَسيرٍ له، فرفَعَ به صوتَه حتَّى ثابَ إليه أصحابُه، فقال: أتدرونَ أيَّ يومٍ هذا؟ يومُ يقولُ اللهُ لآدمَ: قُمْ فابْعَثْ بعثًا إلى النَّارِ مِن كلِّ ألفٍ تسعَ مئةٍ وتسعةً وتسعينَ إلى النَّارِ، وواحدًا إلى الجنَّةِ. فكَبُرَ ذلك على المُسلمينَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَدِّدوا وقارِبوا وأبْشِروا، فوالَّذي نَفْسي بيدِه، ما أنتم في النَّاسِ إلَّا كالشَّامةِ في جنْبِ البعيرِ، أو كالرَّقْمةِ في ذراعِ الدَّابَّةِ؛ إنَّ معكم لخَلِيقتَينِ ما كانتا في شَيءٍ قَطُّ إلَّا كثَّرَتاه: يأجوجُ ومأجوجُ، ومَن هلَكَ من كَفَرةِ الجنِّ والإنسِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/219 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح وله شاهد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - أتيتُ أبا وائلٍ وهو في مسجد حيه ر فاعتَزَلنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ: ألا عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلهم عليٌّ فيمَ فارَقوه ؟ وفيما استَجابوا له حين دعاهم ؟ وحين فارَقوه واستحَلَّ قتالَهم ؟ قال: لما كنا بصِفِّينَ استَحَرَّ القتلُ في أهلِ الشامِ فذكَر قصةً قال: فرجَع عليٌّ إلى الكوفةِ وقال فيه الخوارجُ ما قالوا ونزَلوا بحروراءَ وهم بضعةَ عشرَ ألفًا فأرسَل عليٌّ إليهِم يناشدُهم اللهَ ارجِعوا إلى خليفتِكم فيم نقمتم عليه أفي قسمةٍ أو قضاءٍ قالوا: نخافُ أن تدخلَ في فتنةٍ قال: فلا تعجَلوا ضلالةَ العامِ مخافةَ فتنةِ عامٍ قابلٍ فرجَعوا فقالوا: نكونُ على ناحيتِنا فإن قيل القضيةُ قاتَلناه على ما قاتَلنا عليه أهلَ الشامِ بصِفِّينَ وإن نقَضها قاتَلنا معه فساروا حتى قطَعوا نهروانَ وافتَرَقَتْ منهم فرقةٌ يقتُلونَ الناسَ فقال أصحابُهم: ما على هذا فارَقْنا عليًّا فلما بلَغ عليًّا صنيعُهم قام فقال: أتسيرونَ إلى عدوِّكم أو تَرجِعونَ إلى هؤلاءِ الذين خلفوكم في ديارِكم ؟ قالوا: بل نرجعُ إليهم قال: فحدَّث عليٌّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّ طائفةً تخرجُ مِن قبلِ المشرقِ عندَ اختلافٍ منَ الناسِ لا ترونَ جهادَكم مع جهادِهم شيئًا ولا صلاتَكم مع صلاتِهم شيئًا ولا صيامَكم مع صيامِهم شيئًا يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ علامتُهم رجلٌ عضدُه كثديِ المرأةِ يقتُلُهم أقربُ الطائفتينَ منَ الحقِّ فسار عليٌّ إليهِم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا فجعَلَتْ خيولُ عليٍّ لا تقومُ لهم فقال: يا أيُّها الناسُ إن كنتُم إنما تقاتِلونَ فيَّ فواللهِ ما عِندي ما أجزيكم به وإن كنتُم إنما تُقاتِلونَ للهِ فلا يكوننَّ هذا قتالَكم قال: فأقبَلوا عليهِم فقتَلوهم كلَّهم فقال: ابتَغوه فطلَبوه فلم يجِدوه فركِب عليٌّ دابتَه وانتَهى إلى وهدةٍ منَ الأرضِ فإذا قتلى بعضُهم على بعضٍ فاستُخرِج مِن تحتِهم فجُرَّ برجلِه يَراه الناسُ قال عليٌّ: لا أغزو العامَ فرجَع إلى الكوفةِ فقُتِل واستَخلَف الناسُ الحسنَ بنَ عليٍّ فبعَث الحسنُ بالبيعةِ إلى معاويةَ وكتَب بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ فقام قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال: يا أيُّها الناسُ أتاكم أمرانِ لا بد لكم مِن أحدِهما: دخولٌ في فتنةٍ أو قتلٌ مع غيرِ إمامٍ فقال الناسُ: ما هذا ؟ فقال: الحسنُ بنُ عليٍّ قد أعطى البيعةَ معاويةَ فرجَع الناسُ فبايَعوا ولم يكُنْ لمعاويةَ هَمٌّ إلا الذين بالنهروانِ فجعَلوا يتساقَطونَ عليه فيُبايِعونَه حتى بقي منهم ثلاثُمئةٍ ونيفٌ وهم أصحابُ النخيلةِ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/47 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

5 - يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هل نَرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ فقال: هل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشمسِ في الظهيرةِ ليسَتْ في سحابةٍ ؟ قالوا: لا قال: فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ليس في سحابةٍ ؟ قالوا: لا , قال فوالذي نفسي بيدِه لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم إلا كما تُضارُّونَ في رؤيةِ أحدِهما فيَلقى العبدُ ربَّه فيقولُ: أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ ترأَسُ وتَربَعُ قال: فيقولُ: بَلى يا ربِّ قال: فيقولُ: فظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: لا فيقولُ: إني أنساكَ كما نَسيتَني ثم يَلقى الثانيَ فيقولُ أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ تَرأَسُ وتَربَعُ قال: فيقولُ: بَلى يا ربِّ قال: فيقولُ: فظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: لا , فيقولُ: فإني أنساكَ كما نَسيتَني ثم يَلقى الثالثَ فيقول: أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ تَرأَسُ وتَربَعُ ؟ فيقولُ: بَلى يا ربِّ فيقولُ: ظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: آمنتُ بكَ وبكتابِكَ وبرُسُلِكَ وصلَّيتُ وصُمتُ وتصدَّقتُ ويُثني بخيرٍ ما استَطاع قال: فيقولُ: فها هُنا إذًا قال: ثم قال: ألا نبعثُ شاهدَنا عليكَ , فيفكرُ في نفسِه مَن ذا الذي يشهدُ عليَّ , فيختمُ على فيه ويقالُ لفخِذِه: انطِقي فينطقُ فخِذُه ولحمُه وعظامُه بعملِه ما كان وذلك ليعذرَ مِن نفسِه وذلك المنافقُ وذلك الذي يسخطُ اللهُ عليه ثم يُنادي منادٍ: ألا لتتبعْ كلُّ أمةٍ ما كانتْ تعبدُ مِن دونِ اللهِ فتتبعُ الشياطينَ والصلبَ أولياؤهم إلى جهنَّمَ قال: وبَقينا أيُّها المؤمنونَ فيأتينا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو يُثيبُنا فيقولَنَّ: علامَ هؤلاءِ ؟ فيقولونَ: نحن عبادُ اللهِ المؤمنينَ آمَنَّا باللهِ لا نُشرِكُ به شيئًا وهذا مقامُنا حتى يأتيَنا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو مُثبِتُنا قال: ثم ينطلقُ حتى يأتيَ الجسرَ وعليه كلاليبُ مِن نارٍ تخطفُ الناسَ فعندَ ذلك حلَّتِ الشفاعةُ ودعوى الرسلِ يومئذٍ: اللهم سلِّمْ أي اللهم سلِّمْ فإذا جاوَزوا الجسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مما ملَكَتْ يمينُه منَ المالِ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خزنةِ الجنةِ يدعونَه: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ فتعالَ قال: فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ هذا العبدَ لا تَوى عليه يدعُ بابًا ويلِجُ بابًا قال: فضرَبه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه ثم قال: والذي نفسُ محمدٍ بيدِه إني لأرجو أن تكونَ منهم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/171 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - إنَّ أيوبَ نبيَّ اللهِ كان في بلائِه ثمانيَ عشْرةَ سنةً فرفَضه القريبُ والبعيدُ إلا رجلانِ مِن إخوانِه كانا مِن أخصِّ إخوانِه كانا يغدُوانِ إليه ويَروحانِ إليه فقال أحدُهما لصاحبِه: أتعلمُ ؟ واللهِ لقد أذنَب أيوبُ ذنبًا ما أذنبَه أحدٌ قال له صاحبُه: وما ذاكَ ؟ قال: منذُ ثمانيَ عشْرةَ سنةً لم يرحمْه اللهُ فيكشِفُ عنه ما به فلما راحا إليه لم يَصبِرِ الرجلُ حتى ذكَر ذلك له فقال أيوبُ: لا أدري ما تقولُ غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أني كنتُ أمُرُّ بالرجُلَينِ يتنازَعانِ فيذكُرانِ اللهَ فأرجِعُ إلى بيتي فأكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلا في حقٍّ قال: وكان يخرجُ إلى حاجتِه فإذا قضى حاجتَه أمسَكَتِ امرأتُه بيدِه حتى يبلُغَ فلما كان ذاتَ يومٍ أبطَأ عليها وأوحي إلى أيوبَ في مكانِه أنِ اركُضْ برِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وشَرابٌ فاستَبْطَأَتْه فتَلَقَّتْه ينظرُ فأقبَل عليها وقد أذهَبَ اللهُ ما به منَ البلاءِ وهو على أحسَنِ ما كان فلما رأَتْه قالتْ: أي بارَك اللهُ فيكَ هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتَلى فواللهِ على ذلك ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ به إذ كان صحيحًا مِنكَ قال: فإني أنا هو وكان له أندَرانِ: أندرٌ للقمحِ وأندرٌ للشعيرِ فبعَث اللهُ سحابتَينِ فلما كانَتْ إحداهما على أندرِ القمحِ أفرَغَتْ فيه الذهبَ حتى فاض وأفرَغَتِ الأخرى على أندرِ الشعيرِ الوَرِقَ حتى فاض
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/142 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - الميتُ تحضُرُه الملائكةُ، فإذا كان الرجلُ الصالحُ قال : اخرُجي أيتُها النفسُ الطيبةُ كانتْ في الجسدِ الطيبِ اخرُجي حميدةً وأبشِري بروحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ قال : فلا يزالُ يقالُ لها ذلك حتى تخرجَ ثم يعرجُ بها إلى السماءِ فتفتحُ لها ، فيقالُ مَن هذا ؟! فيقولونَ : فلانٌ ، فيقولونَ : مرحبًا بالنفسِ الطيبةِ كانتْ في الجسدِ الطيبِ ، ادخُلي حميدةً وأبشِري بروحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ قال : فلا يزالُ يقالُ لها ذلك حتى يُنتهى بها إلى السماءِ التي فيها اللهُ - تبارَك وتعالى - فإذا كان الرجلُ السوءُ قال : اخرُجي أيتُها النفسُ الخبيثةُ كانتْ في الجسدِ الخبيثِ اخرُجي ذميمةً وأبشِري : بـ حميمٍ وغسَّاقٍ وآخرَ مِن شكلِه أزواجٌ قال : فلا تزالُ يقالُ لها ذلك حتى تخرجَ ، ثم يعرجُ بها إلى السماءِ فيقالُ : مَن هذا ؟ فيقالُ : هذا فلانٌ فيقالُ : لا مرحبًا بالنفسِ الخبيثةِ كانتْ في الجسدِ الخبيثِ , اخرُجي ذميمةً فإنا لا نفتحُ لكَ أبوابَ السماءِ ، فترسلُ منَ السماءِ ثم تصيرُ إلى القبرِ ، فيجلسُ الرجلُ الصالحُ في قبرِه غيرَ فزِعٍ ، ولا مشعوفٍ ، فيقالُ له : فيمَ كنتَ ؟ فيقولُ : كنتُ في الإسلامِ فيقالُ : ما هذا الرجلُ ؟ فيقولُ : محمدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاءنا بالبيناتِ مِن عندِ اللهِ فصدَّقناه فيقالُ : هل رأيتَ اللهَ ؟ فيقولُ : ما ينبَغي لأحدٍ أن يرى اللهَ ، فتفرجُ له فرجةٌ قبلَ النارِ فينظرُ إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا ، فيقالُ له : انظُرْ إلى ما وقاكَ اللهُ ، ثم تفرجُ له فرجةٌ قبلَ الجنةِ فينظرُ إلى زهرتِها وما فيها فيقالُ : هذا مقعدُكَ ، ويقالُ له : على اليقينِ كنتَ وعليه مِتَّ وعليه تبعثُ إن شاء اللهُ ، ويجلسُ الرجلُ السوءُ في قبرِه فزِعًا مشعوفًا ، فيقالُ له : فيمَ كنتَ ؟ فيقولُ : لا أدري ، فيقالُ له : ما هذا الرجلُ ؟ فيقولُ : سمِعتُ الناسَ يقولونَ قولًا فقُلتُه فيفرجُ له قبلَ الجنةِ فينظرُ إلى زهرتِها وما فيها فيقالُ له انظُرْ إلى ما صرَف اللهُ عنكَ ثم تفرجُ له فرجةٌ إلى النارِ فينظرُ إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا فيقالُ له : هذا مقعدُكَ ، على الشكِّ كنتَ وعليه مِتَّ وعليه تُبعَثُ إن شاء اللهُ. رواه أحمدُ بنُ منيعٍ والحارثُ وغيرُهما ، وستأتي بقيةُ الحديثِ في بابِ السؤالِ في القبرِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/440 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لبِث عشْرَ سِنينَ يتبعُ الناسَ في منازِلِهم في الموسمِ بمجنةَ وعكاظٍ وفي منازِلِهم بمِنًى مَن يؤويني وينصُرُني حتى أبلغَ رسالاتِ ربي وله الجنةُ ؟ فلا يجِدُ أحدًا ينصرُه ولا يُئويه حتى إنَّ الرجلَ ليرحلُ منَ اليمنِ أو مِن مُضرَ إلى ذي رحِمِه فيأتيه قومُه فيقولونَ: احذَرْ غلامًا مِن قريشٍ لا يَفتِنَنَّكَ ويمشي بين رحالِهم يدعوهم إلى اللهِ تعالى وهم يُشيرونَ إليه بالأصابعِ حتى بعَثَنا اللهُ له مِن يَثرِبَ فيأتيه الرجلُ مِنا فيؤمِنُ به فيُقرِئُه القرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهلِه فيُسلِمونَ بإسلامِه حتى لم يبقَ دارٌ مِن دورِ يَثرِبَ إلا فيها رهطٌ منَ المسلمينَ يُظهِرونَ الإسلامَ حتى بعَثَنا اللهُ له فائتَمَرْنا واجتَمَعْنا سبعونَ رجلًا مِنا فقُلنا: حتى متى نذَرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُطرَدُ في جبالِ مكةَ ويَخافُ فرُحْنا حتى قدِمْنا عليه في الموسمِ فواعَدَنا شعبَ العقبةِ قال عمُّه العباسُ: يا ابنَ أخي إني لا أدري ما هؤلاءِ القومِ الذين جاؤوك إني ذو معرفةٍ بأهلِ يَثرِبَ فاجتَمَعْنا عندَه مِن رجلٍ أو رجلينِ فلما نظَر العباسُ في وجوهِنا قال: هؤلاءِ قومٌ لا أعرِفُهم هؤلاءِ أحداثٌ فقُلنا: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ما نُبايِعُكَ ؟ قال: تُبايِعوني على السمعِ والطاعةِ في النشاطِ والكسلِ وعلى النفقةِ في العُسرِ واليُسرِ وعلى الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المُنكَرِ وعلى أن تقولوا في اللهِ لا تأخُذُكم فيه لومةُ لائمٍ وعلى أن تَنصُروني إذا قدِمتُ عليكم يَثرِبَ فتَمنَعوني مما تَمنَعونَ منه أنفسَكم وأزواجَكم وأبناءَكم ولكمُ الجنةُ فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذ بيدِه أسعدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغرُ السبعينَ إلا أنا فقال: رُوَيدًا يا أهلَ يَثرِبَ إنا لم نَضرِبْ إليه أكبادَ المطيِّ إلا ونحن نَعلَمُ أنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنَّ إخراجَه اليومَ مفارقةُ العربِ كافةً وقتلُ خيارِكم وأن تَعُضَّكمُ السيوفُ فإما أنتم قومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم فقتلُ خيارِكم ومُفارقةُ العربِ كافةً فخُذوه وأجرُكم على اللهِ وإما أنتم تخافونَ مِن أنفسِكم خيفةً فذَروه فهو أعذرُ لكم عندَ اللهِ فقالوا: يا أسعدُ أمِطْ عنا يدَكَ فواللهِ لا نذَرُ هذه البيعةَ ولا نَستَقيلُها فقُمْنا إليه رجلٌ رجلٌ يأخذُ علينا بشَرطِه العباسُ ويُعطينا على ذلك الجنةَ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/352 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لما فتَح مكةَ قال : كُفوا السلاحَ إلا خزاعةَ عن بني بكرٍ , فأذِن لهم حتى صلَّوُا العصرَ ، ثم قال : كُفوا السلاحَ حتى إذا كان منَ الغدِ لَقي رجلٌ مِن خُزاعةَ رجلًا مِن بني بكرٍ بالمزدلفةِ فقتَله ، فلما بلَغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام خطيبًا مسندًا ظهرَه إلى الكعبةِ ، فقال : إنَّ أعتى الناسِ على اللهِ ، عزَّ وجلَّ ، مَن عدى في الحرمِ ، وقتَل غيرَ قاتلِه ، ومَن قتَل بِذُحُولِ الجاهليةِ وجاء رجلٌ ، فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانًا ابني عاهَر بامرأةٍ في الجاهليةِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ذهَب أمرُ الجاهليةِ ، لا دِعوةَ في الإسلامِ ، الولدُ للفراشِ ، وللعاهِرِ الأثلبُ قالوا يا نبيَّ اللهِ وما الأثلبُ ؟ قال : الحجرُ قال : وقال في خطبتِه : في الأصابعِ عشرٌ عشرٌ وقال : في الموضحةِ خمسٌ خمسٌ وقال : لا صلاةَ بعدَ صلاةِ الصبحِ حتى تشرقَ الشمسُ ، ولا صلاةَ بعدَ صلاةِ العصرِ حتى تغرُبَ الشمسُ , وقال في خطبتِه : ولا تُنكَحُ المرأةُ على عمتِها ، ولا على خالتِها ، ولا يجوزُ لامرأةٍ عطيةٌ إلا بإذنِ زوجِها , وقال في خطبتِه : وأوفوا بحلفِ الجاهليةِ ، فإنه لا يزيدُه الإسلامَ إلا شدةً ، ولا تُحدِثوا في الإسلامِ حِلفًا
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/461 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

10 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى والناسُ حولَه صلَّى صلاةً خفيفةً تامةَ الركوعِ والسجودِ قال: فسجَد ذاتَ يومٍ فأطال السجودَ حتى أومَأَ بعضُنا إلى بعضٍ أن اسكُتوا فإنه ينزلُ عليه فلما فرَغ قال له بعضُ القومِ: يا رسولَ اللهِ أطلتَ السجودَ حتى أومَأَ بعضُنا إلى بعضٍ أنه ينزلُ عليكَ قال: لا ولكنَّها كانتْ صلاةَ رغبةٍ ورهبةٍ سألتُ اللهُ ثلاثًا فأعطاني اثنتينِ ومنعَني واحدةً سألتُه: أن لا يُسحِتَكم بعذابٍ عذَّب به مَن كان قبلَكم فأعطانيها وسألتُه: أن لا يُسَلِّطَ على عامتِكم عدوًّا يَستَبيحُها فأعطانيها وسألتُه: أن لا يَلبِسَكم شيعًا ويذيقَ بعضَكم بأسَ بعضٍ فمنَعنيها قال: قلتُ: أبوكَ سمِعها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال: نعَم يذكرُ أنه سمِعها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عددَ أصابعِه هذه
الراوي : خالد الخزاعي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/68 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - إذا حُشِر الناسُ يومَ القيامةِ قاموا أربعينَ سنةً على رؤوسِهم الشمسُ شاخصةٌ أبصارُهم إلى السماءِ ينتظِرونَ الفصلَ كلُّ برٍّ منهم وفاجرٍّ لا يتكلَّمُ منهم بشرٌ ثم ينادي منادٍ: أليس عدلًا مِن ربِّكم الذي خلَقكم وصوَّركم ورزَقكم ثم عبَدتُم غيرَه أن يوليَ كلَّ قومٍ ما توَلَّوْا ؟ فيقولونَ: بَلى فينادي بذلك ملكٌ ثلاثَ مراتٍ ثم يمثلُ لكلِّ قومٍ آلهتُهم التي كانوا يعبُدونَها فيتبَعونَها حتى تورِدَهم النارَ ويَبقى المؤمنونَ والمُنافِقونَ فيخِرُّ المؤمنونَ سُجَّدًا وتدمجُ أصلابُ المنافقينَ فتكونُ عظمًا واحدًا كأنَّها صياصيُّ البقرِ ويخِرُّونَ على أقفيتِهِم فيقولُ اللهُ لهم: ارفَعوا رؤوسَكم إلى نورِكم بقدرِ أعمالِكم فيَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ الجبلِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ القصرِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ البيتِ حتى ذكَر مثلَ الشجرةِ فينصرِفُ على الصراطِ كالبرقِ الخاطفِ وكالريحِ وكحضرِ الفرسِ وكأشدادِ الرجالِ حتى يَبقى آخِرُ الناسِ نورُه على إبهامِ رِجلِه مثلَ السراجِ فأحيانا يُضيءُ له وأحيانًا يَخفى عليه فتنفثُ منه النارُ فلا يزالُ كذلك حتى يخرجَ فيقولَ: ما يدري أحدٌ ما نَجا منه غيري ولا أصاب أحدًا مثلَ ما أصبتُ إنما أصابني حرُّها ونجوتُ منها قال: فيفتحُ له بابٌ منَ الجنةِ فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا البابَ فيقولُ: عبدي لعلي إذا أدخَلتُكَ تَسألُني غيرَه فيقولُ: وعِزَّتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلتَنيه لا أسألُكَ غيرَه قال: فيدخلُه فبينما هو معجبٌ بما هو فيه إذ فُتِح له بابٌ آخرُ فيستحقِرُ في عينِه الذي هو فيه فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا فيقولُ: أولم تَزعُمْ أنَّكَ لا تسألُني غيرَه ؟ فيقولُ: وعزتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلْتَني لا أسألُكَ غيرَه قال: فيُدخِلُه حتى يُدخِلَه أربعَ أبوابٍ كلُّها يسألهُا ثم يستقبِلُه رجلٌ مثلُ النورِ فإذا رآه هوى يسجُدُ له فيقولُ: ما شأنُكَ ؟ فيقولُ: ألستَ بربي ؟ فيقولُ: إنما قَهرَمانُ لكَ في الجنةِ ألفُ قهرمانَ على ألفِ قصرٍ بين كلِّ قصرينِ مسيرةُ السنةِ يُرى أقصاها كما يُرى أدناها ثم يُفتَحُ له بابٌ مِن زُمُرُّدَةٍ خضراءَ فيها سبعونَ بابًا في كلِّ بابٍ منها أبوابٌ أزواجٌ وسررٌ ومناصفُ فيقعدُ مع زوجتِه فتُناوِلُه الكأسَ فتقولُ: لأنتَ منذُ ناوَلتُكَ الكأسَ أحسنُ مِنكَ قبل ذلك بسبعينَ ضِعفًا ويقولُ لها: لأنتِ منذُ ناوَلتيني الكأسَ أحسنُ مِنكِ قبلَ ذلك بسبعينَ ضِعفًا وعليها سبعونَ حلةً ألوانُها شَتَّى يُرى مخُّ ساقِها ويَلبَسُ الرجلُ ثيابَه على كبدِها وكبدُها مرآتُه
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/155 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

12 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جنازةِ رجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القبرِ ولمَّا يُلْحَدْ، فجلَسَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجلَسْنا حولَه كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ -قال عمرُو بنُ ثابتٍ: وُقَّعٌ، ولم يقُلْه أبو عوانةَ- فجعَلَ يرفَعُ بصَرَه وينظُرُ إلى السَّماءِ، ويخفِضُ بصَرَه وينظُرُ إلى الأرضِ، ثمَّ قال: أعوذُ باللهِ مِن عذابِ القبرِ، قالها مِرارًا. ثمَّ قال: إنَّ المُؤمِنَ إذا كان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فيقولُ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ إلى مغفرةٍ مِن اللهِ ورضوانٍ، فتخرُجُ نفْسُه وتسيلُ كما يسيلُ قَطْرُ السِّقاءِ -قال عمرٌو في حديثِه، ولم يقُلْه أبو عوانةَ: وإنْ كنتُمْ تَرَونَ غيرَ ذلك- وتنزِلُ ملائكةٌ مِن الجنَّةِ بِيضُ الوُجوهِ، كأنَّ وُجوهَهم الشَّمسُ، معهم أكفانٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنوطٌ مِن حَنوطِ الجنَّةِ، فيجلِسونَ منه مَدَّ البصَرِ، فإذا قبَضَها الملَكُ لم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فذلك قولُه تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]. قال: فتخرُجُ نفْسُه كأطيبِ ريحٍ وُجِدَت، فتعرُجُ به الملائكةُ فلا يأتونَ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ؟! فيقال: فُلانٌ -بأحسَنِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهوا به إلى أبوابِ سماءِ الدُّنيا، فيُفْتَحُ له، ويُشيِّعُه مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها حتَّى يُنْتَهَى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيقالُ: اكْتُبوا كتابَه في عِلِّيينَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 19 - 21]، فيُكْتَبُ كتابُه في عِلِّيينَ، ثمَّ يُقالُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي وعدْتُهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرَدُّ إلى الأرضِ، وتُعادُ رُوحُه في جسَدِه، فيأتيه مَلَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهِرانِه ويُجْلسانِه، فيَقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ. فيقولانِ: ما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فيقولانِ: وما يُدْريك؟ فيقولُ: جاءنا بالبيِّناتِ مِن رَبِّنا، فآمنْتُ به وصدَّقْتُه، وذلك قولُه عَزَّ وجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، ويُنادي مُنادٍ مِن السَّماءِ: قد صدَقَ عبْدي، فأَلْبِسُوه مِن الجنَّةِ، وأفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وأَرُوه منزلَه منها. فيُلْبَسُ مِن الجنَّةِ، ويُفْرَشُ منها، ويَرَى مَنزلَه منها، ويُفْسَحُ له مَدَّ بصَرِه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ حسَنِ الوجهِ، طيِّبِ الرِّيحِ، حسَنِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بما أعَدَّ اللهُ لك، أبشِرْ برِضوانٍ مِن اللهِ وجنَّاتٍ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ، فيقولُ: بشَّرَك اللهُ بخَيرٍ، مَن أنتَ؟ فوجْهُك الوجْهُ الحسَنُ الَّذي جاء بالخيرِ، فيقولُ: هذا يومُك الَّذي كنْتَ تُوعَدُ -أو الأمْرُ الَّذي كنْتَ تُوعَدُ- أنا عمَلُك الصَّالحُ، فواللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ سريعًا في طاعةِ اللهِ، بطيئًا عن معصيتِه، فجزاكَ اللهُ خيرًا. فيقولُ: يا رَبِّ، أقِمِ السَّاعةَ؛ كي أرجِعَ إلى أهلي ومالي. قال: وإنْ كان فاجرًا، فكان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فقال: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ، أبشِري بسَخطٍ مِن اللهِ وغضَبِه، فتنزِلُ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معهم مُسوحٌ، فإذا قبَضَها الملَكُ، قاموا فلم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فتُفَرَّقُ في جسَدِه، فيستخرِجُها، فتُقْطَعُ معها العُروقُ والعصبُ، كالسُّفُّودِ الكثيرِ الشُّعَبِ في الصُّوفِ المبلولِ، فتُؤْخَذُ مِن الملَكِ، فيخرُجُ كأنتَنِ ريحٍ وُجِدَت، فلا تمُرُّ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ؟! فيقولونَ: فُلانٌ -بأسوأِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهونَ به إلى سماءِ الدُّنيا، فلا تُفَتَّحُ له، فيقولُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ إنِّي وَعَدْتهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرْمَى به مِن السَّماءِ، وتلا هذه الآيةَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]. قال: فيُعادُ إلى الأرضِ وتُعادُ فيه رُوحُه، ويأتيه ملَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهرانِه ويُجْلسانِه فيقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: لا أدري. فيقولانِ: فما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يَهْتدي لاسمِه، فيقولُ: لا أدري، سمِعْتُ النَّاسَ يقولون ذلك، فيقولونَ: لا دَرَيْتَ، فيُضَيَّقُ عليه قبْرُه حتَّى تختلِفَ أضلاعُه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ قبيحِ الوجهِ، مُنتِنِ الرِّيحِ، قَبيحِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بعذابِ اللهِ وسَخطِه، فيقولُ: مَن أنت؟ فوجْهُك الوجْهُ الَّذي جاء بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عمَلُك الخبيثُ، واللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ بطيئًا عن طاعةِ اللهِ، سريعًا إلى معصيتِه. قال عمرٌو في حديثِه: عن المنهالِ، عن زَاذانَ، عن البَراءِ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيُقيَّضُ له ملَكٌ أصَمُّ أبكَمُ، معه مِرزبَّةٌ لو ضُرِبَ بها جبلٌ صار تُرابًا -أو قال: رَمِيمًا- فيضرِبُه ضربةً يسمَعُها الخلائقُ إلَّا الثَّقلينِ، ثمَّ تعاد فيه الرُّوحُ، فيضرِبُه ضربةً أُخرى.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/436 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - نظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أُحُدٍ ، فقال : ما يسُرُّني أنه ذهبٌ لآلِ محمدٍ أُنفِقُه في سبيلِ اللهِ ، أموتُ يومَ أموتُ وعِندي منه دينارَينِ ، إلا دينارَينِ : أحدُهما للدَّينِ إن كان
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 179 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - إنَّ الميِّتَ يصيرُ إلى القبرِ، فيَجلسُ الرَّجلُ الصَّالحُ في قبرِهِ، غيرَ فزِعٍ، ولا مَشعوفٍ، ثمَّ يقالُ لَهُ: فيمَ كنتَ ؟ فيقولُ: كنتُ في الإسلامِ، فيقالُ لَهُ: ما هذا الرَّجلُ ؟ فيقولُ: محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، جاءَنا بالبيِّناتِ من عندِ اللَّهِ فصدَّقناهُ، فيقالُ لَهُ: هل رأيتَ اللَّهَ ؟ فيقولُ: ما ينبغي لأحدٍ أن يرى اللَّهَ، فيُفرَجُ لَهُ فرجةٌ قبلَ النَّارِ، فينظُرُ إليها يحطمُ بعضُها بعضًا، فيقالُ لَهُ: انظر إلى ما وقاكَ اللَّهُ، ثمَّ يُفرَجُ لَهُ فرجةٌ قبلَ الجنَّةِ، فينظرُ إلى زَهْرتِها، وما فيها، فيقالُ لَهُ: هذا مقعدُكَ، ويقالُ لَهُ: على اليقينِ كنتَ، وعليهِ مُتَّ، وعليهِ تبعثُ، إن شاءَ اللَّهُ، ويجلسُ الرَّجلُ السُّوءُ في قبرِهِ، فَزعًا مشعوفًا، فيقالُ لَهُ: فيمَ كُنتَ ؟ فيقولُ: لا أدري، فيقالُ لَهُ: ما هذا الرَّجلُ ؟ فيقولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ قولًا، فقُلتُهُ، فيفرجُ لَهُ قبلَ الجنَّةِ، فينظرُ إلى زَهْرتِها وما فيها، فيقالُ لَهُ: انظُر إلى ما صرفَ اللَّهُ عنكَ، ثمَّ يُفرَجُ لَهُ فرجةٌ قِبَلَ النَّارِ، فينظرُ إليها، يحطمُ بعضُها بعضًا، فيقالُ لَهُ: هذا مَقعدُكَ، على الشَّكِّ كنتَ، وعليهِ متَّ، وعليهِ تبعثُ، إن شاءَ اللَّهُ تعالَى
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/251 | خلاصة حكم المحدث : إسناد صحيح وله شاهد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - كنا عندَ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جلوسًا ، فجاء صخارُ عبدِ القيسِ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، ما ترى في شرابٍ نَصنَعُه بأرضِنا مِن ثمارِنا ؟ قال : فأعرَض عنه حتى سأَل عنه ثلاثَ مراتٍ ، ثم قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى ، فلما قَضى الصلاةَ ، قال : منِ السائلُ عنِ المُسكِرِ ؟ يا سائِلي عنِ المنكَرِ لا تشرَبْه ، ولا تَسقِه أحدًا منَ المسلمينَ ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه ما شرِبه رجلٌ ابتِغاءَ لذةِ سُكرِه يسقيه اللهُ خمرًا يومَ القيامةِ
الراوي : طلق بن علي الحنفي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 379 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ، على شرط ابن حبان | أحاديث مشابهة

16 - سأَل رجلٌ شُرَيحًا عنِ امرأةٍ نذرَتْ أن تَعتَكِفَ رجبَ ذلك العامَ في المسجدِ قال : وكان زيادٌ - أو ابنُ زيادٍ - نهَى النساءَ أن يعتكِفنَ في المسجدِ ، قال : فقال شُرَيحٌ ، إني لا أقولُ إنه في كتابِ اللهِ مُنَزَّلٌ ، ولا في سُنَّةٍ ماضيةٍ ، إنما هو رأيٌ ، تصومُ رجبَ ذلك العامَ ، فإذا أفطَرَتْ أفطَر معها كلَّ يومٍ مِسكينٌ ، أو أطعمَتْ كلَّ ليلةٍ مِسكينًا ، نُسُكانِ بنُسُكٍ واحدٍ ، يفعلُ اللهُ ما يَشاءُ
الراوي : محمد بن سيرين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/128 | خلاصة حكم المحدث : موقوف بسند صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

17 - عنِ ابنِ عباسٍ , رضي اللهُ عنهما , قال: إذا كان يومُ القيامةِ مُدَّتِ الأرضُ مدَّ الأديمِ في سعتِها كذا وكذا وجُمِع الخلائقُ بصعيدٍ واحدٍ جنُّهم وإنسُهم فإذا كان ذلك كذلك قُبِضَتْ هذه السماءُ الدنيا عن أهلِها فيُنثَرونَ على وجهِ الأرضِ فلأهلُ السماءِ وحدَهم أكثرُ مِن جميعِ أهلِ الأرضِ جنِّهم وإنسِهم بالضعفِ فإذا نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ وقالوا: فيكم ربُّنا ؟ فيَفزَعونَ مِن قولِهم ويقولونَ: سُبحانَ ربِّنا ليس هو فينا وهو آتٍ ثم تفاض أهلُ السماءِ الثانيةِ فلأهلُ السماءِ الثانيةِ وحدَهم أكثرُ مِن أهلِ السماءِ الدنيا ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ جنِّهم وإنسِهم بالضعفِ فإذا نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ وقالوا: فيكم ربُّنا ؟ فيَفزَعونَ مِن قولِهم ويقولونَ: سُبحانَ ربِّنا ليس فينا وهو آتٍ ثم تفاض السمواتُ كلُّها فتضعفُ كلُّ سماءٍ على السمواتِ التي تحتَها ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ بالضعفِ كلما نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ ويقولونَ لهم مِثلَ ذلك ويرجِعونَ إليهِم مِثلَ ذلك ثم يفاضُّ أهلُ السماءِ السابعةِ فلأهلُ السماءِ السابعةِ أكثرُ أهلًا منَ السمواتِ الستِّ ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ بالضعفِ فيجيءُ اللهُ فيهِم والأممُ جثاءٌ صفوفًا قال: فينادي منادٍ: سيعلمونَ اليومَ مَن أصحابُ الكرمِ ليقُمِ الحامِدونَ للهِ على كلِّ حالٍ فيقومونَ فيَسرَحونَ إلى الجنةِ ثم ينادي ثانيةً: سيعلمونَ اليومَ مَن أصحابُ الكرمِ ليقُمِ الذين تتَجافى جنوبُهم عنِ المضاجِعِ يدعونَ ربَّهم خوفًا وطمَعًا ومما رزقناهم يُنفِقونَ فقال: فيَقومونَ فيَسرَحونَ إلى الجنةِ قال: ثم يُنادي ثالثةً: سيعلمونَ اليومَ مَن أصحابُ الكرمِ ليقُمِ الذين كانتْ لا تُلهيهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ يخافونَ يومًا تتقلبُ فيه القلوبُ والأبصارُ قال: فيقومونَ فيَسرَحونَ إلى الجنةِ فإذا أُخِذ مِن هؤلاءِ ثلاثةٌ خرَج عنقٌ منَ النارِ فأشرَف على الخلائقِ له عينانِ تُبصِرانِ ولسانٌ فصيحٌ فيقولُ: إني وُكِلتُ بثلاثة: إني وُكِلتُ بكلِّ جبارٍ عنيدٍ قال: فيلتَقِطُهم منَ الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السمسمِ فيجلسُ بهم في جهنمَ قال: ثم يخرجُ ثانيةً فيقولُ: إني وُكِلتُ بمَن آذى اللهَ ورسولَه قال: فيلتَقِطُهم منَ الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السمسمِ فيجلسُ بهم في جهنمَ ثم يخرجُ ثالثةً , قال: فقال أبو المنهالِ: أحسبُه أنه قال: إني وُكِلتُ بأصحابِ التصاويرِ قال: فيلتَقِطُهم منَ الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السمسمِ فيجلسُ بهم في جهنمَ فإذا أُخِذ مِن هؤلاءِ ثلاثةٌ ومِن هؤلاءِ ثلاثةٌ نُشِرَتِ الصحفُ ووُضِعَتِ الموازينُ ودُعِيَ الخلائقُ للحسابِ
الراوي : [شهر بن حوشب] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/161 | خلاصة حكم المحدث : موقوف بإسناد حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

18 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّ على نهرٍ مِن ماءِ السماءِ في يومٍ صائفٍ والمشاةُ كثيرٌ والناسُ صيامٌ ، فوقَف عليه حتى إذا تتامَّ الناسُ قال : يا أيُّها الناسُ اشرَبوا قال فجعَلوا ينظُرونَ ما يصنعُ قال : إني لستُ مِثلَكم إني راكبٌ وأنتم مُشاةٌ قال : فجعَلوا ينظُرونَ , قال : فلما أبَوَا حوَّل وركَه ، فنزَل فشرِب ، وشرِب الناسُ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/124 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

19 - الميِّتُ تَحضرُهُ الملائِكَةُ، فإذا كانَ الرَّجلُ صالِحًا، قالوا: اخرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ، كانت في الجسدِ الطَّيِّبِ، اخرُجي حميدةً، وأبشِري برَوحٍ ورَيحانٍ، وربٍّ غيرِ غَضبانَ، فلا يَزالُ يقالُ لَها حتَّى تخرُجَ، ثمَّ يعرجُ بِها إلى السَّماءِ، فيَفتحُ لَها، فيقالُ: مَن هذا ؟ فيقولونَ: فلانٌ، فيقالُ: مرحبًا بالنَّفسِ الطَّيِّبةِ، كانت في الجسَدِ الطَّيِّبِ، ادخُلي حَميدةً، وأبشِري برَوحٍ وريحانٍ، وربٍّ غيرِ غَضبانَ، فلا يزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى ينتَهيَ بِها إلى السَّماءِ الَّتي فيها اللَّهُ عزَّ وجلَّ، وإذا كانَ الرَّجلُ السُّوءُ، قالَ: اخرُجي أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ، كانَت في الجسَدِ الخبيثِ، اخرُجي ذميمةً، وأبشري بِحَميمٍ، وغسَّاقٍ، وآخرَ من شَكْلِهِ أزواجٌ، فلا يَزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى تخرجَ، ثمَّ يُعرَجُ بِها إلى السَّماءِ، فلا يُفتَحُ لَها، فيقالُ: مَن هذا ؟ فيقالُ: فلانٌ، فيقالُ: لا مرحبًا بالنَّفسِ الخَبيثةِ، كانت في الجسَدِ الخبيثِ، ارجِعي ذميمةً، فإنَّها لا تفتحُ لَكِ أبوابُ السَّماءِ، فيرسلُ بِها منَ السَّماءِ، ثمَّ تصيرُ إلى القبرِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/250 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - رأى عُمرُ بنُ الخطَّابِ ، رضي اللهُ عنه ، على طلحةَ ثوبَينِ مصبوغَينِ وهو مُحرِمٌ فقال : ما هذا ؟! قال : يا أميرَ المؤمنينَ ، ليس به بأسٌ ، إنما هو مشق قال : إنكم أيُّها الرهطُ أئمةٌ ، يَقتَدي بكم الناسُ ، ولعلَّ الجاهلَ أن لو رآكَ أن يقولَ : لقد رأيتُ على طلحةَ ثوبَينِ مصبوغَينِ ، فنلبَسُ الثيابَ المصبوغةَ في الإحرامِ ، فلا أعرِفَنَّ ما لبِس أحدٌ منكم ثوبًا مصبوغًا في الإحرامِ
الراوي : أسلم مولى عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/183 | خلاصة حكم المحدث : موقوف بسند صحيح | أحاديث مشابهة

21 - كنتُ عندَ أبي فجاء رجلٌ فقال: إني ما رأيتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أمسِ: فأخافُ أنْ يكونَ مَقَتَني فأحبُّ أن تَسأَلَه لي عن شيءٍ قال: اذهَبْ أنتَ فاستَفتِه قال: وعبدُ اللهِ قائمٌ بين يدَي فسطاطِه بمِنًى إذ جاء رجلٌ إلى القصرِ فأتاه ثم رجَع قال: فأخبرنا حين قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني قال: لا تقُلْ بهذا إلا حقًّا وأشار إلى لسانِه ولا تَعمَلْ بهذا إلا صلحًا تدخُلِ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ قال: قلتُ: قد جوَّزتَ في الفُتيا قال: إنَّكَ جئتَ وأنا أريدُ الكعبةَ وقد نُشِر بُردايَ أو حُلَّتي وإن قلتَ ذلك لقد أوتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسطَ أمرِه فقيل له: قُمْ فجوِّزْ فقام فجوَّز مَن قبلَه ومَن بعدَه قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو مِن كلِّ ذنبٍ يَقبَلُ اللهُ التوبةَ ؟ قال: نعَم
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/455 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

22 - غُشِيَ على عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ غشيةً حتَّى ظنُّوا أنَّه فاضتْ نفْسُه، فخرَجَتْ أُمُّ كُلثومٍ إلى المسجِدِ تستعينُ بما أُمِرَت به من الصَّبرِ والصَّلاةِ، فلمَّا أفاقَ قال: أغُشِيَ عليَّ؟ قالوا: نعمْ. قال: صدقْتُم؛ إنَّه جاءني ملَكانِ فقالا: انطلِقْ نُحاكِمْك إلى العزيزِ الأمينِ، فقال ملَكٌ آخرُ: أرجِعاهُ؛ فإنَّ هذا ممَّن كتُبِتَ لهم السَّعادةُ وهم في بُطونِ أُمَّهاتِهم، واستمتَعَ به بَنوه ما شاء اللهُ. فعاش بعد ذلك شهرًا ثمَّ مات. وقال أبو أُسامةَ: قال: رجُلانِ ملَكانِ كانوا يأتونَ في صُورةِ الرِّجالِ، قال اللهُ: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} [الأنعام: 9]، أي: في صُورةِ رجُلٍ.
الراوي : أم كلثوم بنت عقبة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/222 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

23 - كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه ، إذا صلَّى صلاةً جلَس للناسِ ، فمَن كانتْ له حاجةٌ كلَّمه ، وإن لم تكُنْ لأحدٍ حاجة قام فدخَل ، فصلَّى صلواتٍ لا يجلسُ للناسِ فيهِنَّ ، قال ابنُ عباسٍ : فحضَرتُ البابَ فقلتُ : يا يَرفَأُ أبأميرِ المؤمنينَ شكاة ؟ فقال : ما بأميرِ المؤمنينَ مِن شَكوى فجلَستُ ، فجاء عثمانُ بنُ عفانَ فجلَس فخرَج يرفأُ فقال : قُمْ يا عثمانُ ، قُمْ يا ابنَ عباسٍ , فدخَلا على عُمرَ فإذا بين يدَيه صبرٌ مِن مالٍ ، على كلِّ صبرةٍ منها كنفٌ ، فقال عُمرُ : إني نظَرتُ في أهلِ المدينةِ فوجدتُكما مِن أكثرِ أهلِها عشيرةً ، فخُذا هذا المالَ فاقسِماه ، فما كان مِن فضلٍ فرُدَّا ، فأما عثمانُ فحَثا ، وأما أنا فجثَوتُ لرُكبَتي ، وقلتُ : وإن كان نقصانٌ ردَدتَ علينا ؟ فقال عُمرُ شنشة من أخشن - يعني حجرًا مِن جبلٍ - لا , ما كان هذا عندَ اللهِ , عزَّ وجلَّ ، إذ محمدٌ وأصحابُه يأكُلونَ القدَّ ؛ فقلتُ : بَلى واللهِ لقد كان هذا عندَ اللهِ ، عزَّ وجلَّ ، ومحمدٌ حيٌّ ، ولو عليه فُتِح لصنَع فيه غيرَ الذي تصنعُ ، فغضِب عُمرُ وقال : أخبِرْني صنَع ماذا ؟ قلتُ : إذًا لأكَل وأطعَمَنا ، قال : فنشَج عُمرُ حتى اختَلفَتْ أضلاعُه ، ثم قال ودِدتُ أني خرَجتُ منها كفافًا لا لي ولا عليَّ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/19 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرضًا وأعطى أبا بكرٍ أرضًا ، قال: فاختلَفْنا في عذقٍ يعني نخلةً ، فقلتُ : إنما هي مِن أرضي ، وقال أبو بكرٍ : هي مِن أرضي فقلتُ : يا أبا بكرٍ ، أما ترى انظُرْ ، أما ترى أنهَّا مِن أرضي فأبى ، وقال كلمةً ندِم عليها ، فقال لي : يا ربيعةُ ، قل لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا ، قال : قلتُ : لا ، فقال : لا واللهِ إذًا لأستعدِيَنَّ عليكَ رسولَ اللهِ ، قلتُ : أنتَ أعلمُ ، فانطَلَق يؤمُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، واتبعتُه فجاء ناسٌ مِن قومي ، فقال : يرحمُ اللهُ أبا بكرٍ هو الذي قال لكَ ويستَعدي عليكَ ؟ فانطلَقوا معي ، فقلتُ لهم : أتَدرونَ مَن هذا ؟ هذا أبو بكرٍ الصديقُ ثاني اثنينِ إذ هما في الغارِ يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيغضبُ لغضبِه ويغضبُ اللهُ , عزَّ وجلَّ , لغضبِ رسولُ اللهِ فيهلكُ ربيعةُ ارجِعوا ارجِعوا فرددتُهم ، فانطلَقتُ وقد سبَق إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقصَّ عليه ، فلما جئتُ قال لي : يا ربيعةُ ، مالَكَ والصديقَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، قال لي شيئًا ، وقال لي : قُلْ لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا ، فقلتُ : لا أقولُ لكَ مِثلَ ما قلتَ لي ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أجَل قال : فلا تقُلْ له مِثلَ ما قال لكَ ولكِنْ يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فقلتُ : يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ ، يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فولَّى أبو بكرٍ , رضي اللهُ عنه وهو يَبكي
الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/403 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - لما أصيبُ عُمرُ ، دخَلَتْ إليه حفصةُ فقالتْ : يا صاحبَ رسولِ اللهِ ، ويا صِهرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ويا أميرَ المؤمِنينَ ، فقال عُمرُ لابنِ عُمرُ : أجلِسْني يا عبدَ اللهِ ، أجلِسْني ، فلا صبرَ لي على ما أسمَعُ ، فأسنَدَه إلى صدرِه ، فقال لها : إني أحرجُ عليكِ بما لي عليكِ منَ الحقِّ أن تَندُبيني بعدَ مجلِسِكِ هذا ، فأما عينيكِ فلن أتملَّكَهما ، إنه ليس مِن ميتٍ يَندُبُ بما ليس فيه ، إلا الملائكةُ تَلعَنُه
الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/505 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

26 - قال رجلٌ لعُمرَ بنِ الخطَّابِ , رضي اللهُ عنه : إني لأعرِفُ أشدَّ آيةٍ في كتابِ اللهِ ، فأهوى عُمرُ فضرَبه بالدِّرَّةِ وقال : مالَكَ نقبتَ عنها حتى علِمْتَها ، فانصرِفْ حتى إذا كان الغَدُ قال له عُمرُ : الآيةَ التي ذكَرتَ بالأمسِ , قال : وهل ترَكتَني أخبرُكَ عنها ؟ فقال له عُمرُ : ما نِمتُ البارحةَ ، فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ ، قال اللهُ , عزَّ وجلَّ : مَن يَعمَلْ سوءًا يُجزَ به ما مِن أحدٍ يَعمَلُ سوءًا إلا جُزِي به ، فقال عُمرُ : إنا حين نزَلَتْ ما نفَعَنا طعامٌ ولا شرابٌ حتى أَنزَل اللهُ , تبارَك وتعالى , بعدَ ذلك ورخَّص قال : ومَن يَعمَلْ سوءًا أو يَظلِمْ نفسَه ثم يَستَغفِرِ اللهَ يجِدِ اللهَ غفورًا رحيمًا
الراوي : محمد بن المنتشر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/198 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

27 - واللهِ إني لأنظُرُ يومئذٍ إلى خدمِ النساءِ مشمراتٍ يَسعَينَ ، حين انهزَم القومُ وما أرى دون أحدهِنَّ شيئًا ، وإنا لنحسبُهم قتلى ما يرجِعُ إلينا منهم أحدٌ ، ولقد أُصيبَ أصحابُ اللواءِ ، وصبَروا عندَه ، حتى صار إلى عبدٍ لهم حبشيٍّ يقالُ له : صوابٌ ، ثم قُتِل صوابٌ فطُرِح اللواءُ فما يَقرَبُه أحدٌ مِن خلقِ اللهِ ، حتى وثَبَتْ إليه عمرةُ بنتُ علقمةَ الحارثيةُ فرفَعَتْه لهم ، وثاب إليه الناسُ ، قال الزبيرُ : فواللهِ إنا كذلك قد علَوناهم وظهَرْنا عليهِم ، إذ خالَفَتِ الرماةُ عن أمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأقبَلوا إلى العسكرِ حين رأَوه مختلًّا قد أجهَضْناهم عنه ، فرغِبوا في الغنائمِ ، وترَكوا عهدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلوا يأخُذونَ الأمتعةَ فأتَتْنا الخيلُ مِن خلفِنا فحطمَتْنا فكرَّ الناسُ مُنهَزِمينَ ، فصرَخ صارخٌ يرونَ أنه الشيطانُ : ألا إنَّ محمدًا قد قُتِل ، فانحطَم الناسُ ، وركِب بعضُهم بعضًا فصاروا ثلاثةً : ثلثًا جريحًا ، وثلثًا مقتولًا ، وثلثًا منهزمًا ، قد بلغَتِ الحربُ ، وقد كانتِ الرماةُ اختلَفوا فيما بينهم ، فقالتْ طائفةٌ : رأَوا الناسَ وقَعوا في الغنائمِ وقد هزَم اللهُ المشرِكينَ ، وأخَذ المسلمونَ الغنائمَ ، فماذا تنتظِرونَ ، وقالتْ طائفةٌ : قد تقدَّم إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونهاكم أن تُفارِقوا مكانَكم ، إن كانتْ عليه ، أو له ، فتنازَعوا في ذلك ، ثم إنَّ الطائفةَ الأولى منَ الرماةِ أبَتْ إلا أن تَلحَقَ بالعسكرِ فتفرَّق القومُ ، وترَكوا مكانَهم ، فعندَ ذلك حملَتْ خيلُ المشرِكينَ
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/219 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ، وله شاهد | أحاديث مشابهة

28 - رأيتُ كأنِّي في دِرعٍ حَصينةٍ ، ورأيتُ بقرًا منحرةً ، فأولتُ الدرعَ المدينةَ ، والبقرُ واللهِ خيرٌ فإن شئتُم أقَمْنا بالمدينةِ ، قالوا : ما دُخِل علَينا في الجاهليةِ أفيُدخَلُ علَينا في الإسلامِ ؟ قال : شأنُكم إذًا ، قال : فلبِس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَأْمَتَه ، فقالوا : ما صنَعْنا ؟ رَدَدْنا على رسولِ اللهِ رأيَه فجاءوا ، فقالوا : شأنُكَ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قال : الآنَ ليس لنبيٍّ إذا لبِس لَأْمَتَه أن يضَعَها حتى يُقاتِلَ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/368 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - أنه جاء رجلٌ إلى ابنِ عُمرَ وقد لبَّد رأسَه وهو محرمٌ فقال : ما تقولُ في هذا ؟ قال : ومَن أنتَ ؟ قال : أنا مَولاكَ ، فقال ابنُ عُمرَ : إنَّ عُمرَ مَولاكَ كان يقولُ في أقاربِه وإمارتِه كلِّها وما قاله في خلافتِه : مَن لبَّد رأسَه وضِفرَيه فقد وجَب عليه الحَلقُ ، فقال الآخرُ : إنما صنعتُ كذا وكذا - كأنه يُهَوِّنُ - قال ابنُ عُمرَ : تيسٌ وعنزٌ ، وعنزٌ وتيسٌ
الراوي : الأزرق بن قيس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/178 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

30 - قلتُ لعبدِ اللهِ بنِ عمرٍو : إنه بلَغني أنَّكَ تحدثُ أنَّ الشقيَّ مَن شَقي في بطنِ أمِّه ! فقال : أما إني لا أحلُّ لأحدٍ أن يكذِبَ عليَّ إني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يقولُ : إنَّ اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، خلَق خلقَه في ظلمةٍ ، ثم ألقى عليهِم نورًا مِن نورِه ، فمَن أصابه بشيءٍ مِن ذلك النورِ اهتَدى ، ومَن أخطَأه ضلَّ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/166 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

1 - تزعمونَ أنِّي من آخرِكمْ وفاةً ألا وإنِّي من أوَّلِكُمْ وفاةً وتتَّبعوني أفْنادًا يضربُ بعضُكمْ رقابَ بعضٍ
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/56 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

2 - بينا نحن جلوسٌ عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء رجلٌ منَ الأنصارِ فقال: يا نبيَّ اللهِ هل أُتيتَ بطعامٍ منَ السماءِ ؟ قال: أُتيتُ بطعامٍ مسخنةٍ قال: فهل كان فيها فضلٌ عنكَ ؟ قال: نعَم قال: فما فُعِل به قال: رُفِع إلى السماءِ وهو يوحى إليَّ أني غيرُ لابسٍ فيكم إلا قليلًا ولستُم بلابِثينَ بعدي إلا قليلًا ثم تأتونَ أفنادًا ويُفني بعضُكم بعضًا وبين يدَيِ الساعةِ موتانٌ شديدٌ وبعدَه سنواتُ الزلازِلِ
الراوي : سلمة بن نفيل السكوني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/120 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات

3 - خرَج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : تَزعُمونَ أنِّي مِن آخِرِكم وفاةً ، ألا وإني مِن أولِكم وفاةً ، ولتتبَعُنِّي أفنادًا يَضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/530 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (17019)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (1988)، وأبو يعلى (7490) واللفظ له.

4 - خطَبَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ العقبةِ فقال : يأيُّها الناسُ ، ألا إنَّ دماءَكم وأموالَكم عليكم حرامٌ إلى أن تلقَوُا اللهَ ، كحُرمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدِكم هذا ، ألا هل بلَّغتُ ألا بلَّغتُ ؟ قال : قُلنا : نعَم ، قال : اللهم اشهَدْ ، ألا لا تَرجِعوا بعدي كفارًا يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ
الراوي : أبو غادية اليماني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/227 | خلاصة حكم المحدث : سنده رواته ثقات | شرح حديث مشابه

5 - نزلَتْ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] إلى قولِه: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في مَسيرٍ له، فرفَعَ به صوتَه حتَّى ثابَ إليه أصحابُه، فقال: أتدرونَ أيَّ يومٍ هذا؟ يومُ يقولُ اللهُ لآدمَ: قُمْ فابْعَثْ بعثًا إلى النَّارِ مِن كلِّ ألفٍ تسعَ مئةٍ وتسعةً وتسعينَ إلى النَّارِ، وواحدًا إلى الجنَّةِ. فكَبُرَ ذلك على المُسلمينَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَدِّدوا وقارِبوا وأبْشِروا، فوالَّذي نَفْسي بيدِه، ما أنتم في النَّاسِ إلَّا كالشَّامةِ في جنْبِ البعيرِ، أو كالرَّقْمةِ في ذراعِ الدَّابَّةِ؛ إنَّ معكم لخَلِيقتَينِ ما كانتا في شَيءٍ قَطُّ إلَّا كثَّرَتاه: يأجوجُ ومأجوجُ، ومَن هلَكَ من كَفَرةِ الجنِّ والإنسِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/219 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح وله شاهد | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو يعلى (3122) واللفظ له، وابن حبان (7354)، والحاكم (8692) | شرح حديث مشابه

6 - أتاني جبريلُ - عليه السلامُ - بالجمُعةِ وهي كالمرآةِ البيضاءِ فيها كالنكتةِ السوداءِ فقلتُ : يا جبريلُ ما هذه ؟ قال : هذه الجمُعةُ قال : قلتُ : وما الجمُعةُ ؟ قال : لكم فيها خيرٌ ، قال : قلتُ : وما لنا فيها : قال : تكونُ عيدًا لكَ ولقومِكَ مِن بعدِكَ , ويكونُ اليهودُ والنصارى تبعًا لكَ قال : قلتُ : وما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها ساعةٌ لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ يَسألُ اللهَ فيها شيئًا مِن أمرِ الدنيا والآخرةِ هو له قسمٌ إلا أعطاه إيَّاه ، أو ليس له بقسمٍ إلا ادَّخَر له عندَه ما هو أعظمُ منه : أو يتعوَّذُ به مِن شرٍّ هو عليه مكتوبٌ إلا صرَف عنه منَ البلاءِ ما هو أعظمُ منه قال : قلتُ : وما هذه النكتةُ فيها ، قال : هي الساعةُ تقومُ يومَ الجمُعةِ وهوعندَنا سيدُ الأيامِ ونحن ندعوه يومَ القيامةِ ويومَ المَزيدِ ، قال : قلتُ : لِمَ ذاكَ ؟ قال : لأنَّ ربَّكَ - تبارَك وتعالى - اتخَذ في الجنةِ واديًا مِن مِسكٍ أبيضَ ، فإذا كان يومُ القيامةِ هبَط مِن علِّيِّينَ على كرسِيِّه - تبارَك وتعالى - ثم حفَّ الكرسيَّ بمنابرَ مِن ذهبٍ مكللةٍ بالجوهَرِ ، ثم جيء بالنبيينَ فيَجلِسونَ عليها ثم تحفُّ المنابرُ بكراسيَّ مِن نورٍ ، ثم يَجيءَ بالشهداءِ حتى يَجلِسوا عليها ، وينزلُ أهلُ الغرفِ فيجلِسونَ على ذلك الكثيبِ ، ثم يتجلَّى لهم ربُّهم - تبارَك وتعالى - ثم يقولُ : سَلوني أُعطِكم فيَسألونَه الرِّضا , فيقولُ : رِضائي أحلُّكم داري وأنالكم كرامتي فسَلوني أُعطِكم ، فيَسألونَه الرِّضا , فيشهدُهم أنه قد رضي عنهم قال : فيفتحُ لهم ما لم ترَ عينٌ ، ولم تسمَعْ أذنٌ ، ولم يَخطرْ على قلبِ بشرٍ قال : وذالكم مِقدارُ انصرافِكم منَ الجمُعةِ ، قال : ثم يرتفِعُ ويرتفِعُ معه النبيونَ والصِّدِّيقونَ والشهداءُ ، قال : ويرجعُ أهلُ الغرفِ إلى غرفِهم وهي درةٌ بيضاءُ ليس فيها قصمٌ ، ولا فصمٌ ، أو درةٌ حمراءُ ، أو زبرجدةٌ خضراءُ فيها غرفُها وأبوابُها مطردةٌ ، رفيعًا أنهارُها ، وثمارُها متدليةٌ ، قال : فليسوا على شيءٍ بأحوجَ منهم إلى يومِ الجمُعةِ ليَزدادوا إلى ربِّهم نظرًا ويَزدادوا منه كرامةً
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/259 | خلاصة حكم المحدث : روي بسند جيد
التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2/150)، والبزار (7527)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2084)

7 - ثلاثٌ أحلفُ عليهِنَّ : لا يجعلُ اللهُ مَن له سهمٌ في الإسلامِ كمَن لا سهمَ له ، وسهامُ الإسلامِ ثلاثٌ : الصومُ ، والصلاةُ ، والصدَقَةُ ، لا يتولَّى اللهُ عبدًا فيوليه غيرَه يومَ القيامةِ ، ولا يحبُّ رجلٌ قومًا إلا جاء معهم يومَ القيامةِ والرابعةُ : لو حلَفتُ عليها لم أخَفْ أن آثمَ لا يسترُ اللهُ على عبدٍ في الدنيا ، إلا ستَر عليه في الآخرةِ. فقال عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ : إذا سمِعتُم مثلَ هذا مِن مثلِ عُروةَ فاحفَظوه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/102 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
التخريج : أخرجه أحمد (25164) باختلاف يسير، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (6350) مختصراً، وأبو يعلى (4566) واللفظ له | شرح حديث مشابه

8 - ثلاثٌ أحلِفُ عليهِنَّ لا يجعلُ اللهُ ذا سهمٍ في الإسلامِ كمَن لا سهمَ له ، وأسهمُ الإسلامِ ثلاثةٌ : الصلاةُ ، والصيامُ ، والصدقةُ ، ولا يتولَّى اللهُ عبدًا في الدنيا فيوليه غيرَه يومَ القيامةِ ، ولا يحبُّ رجلٌ قومًا إلا كان معهم ، والرابعةُ لو حلَفتُ عليهِنَّ لرجَوتُ أن لا آثَمَ : لا يسترُ اللهُ على عبدٍ في الدنيا إلا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ ، قال : فقال عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ : إذا سمِعتُم مثلَ هذا الحديثِ مِن مثلِ عروةَ يَرويه عن عائشةَ فاحفَظوه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/416 | خلاصة حكم المحدث : [روي بإسناد جيد]، وله شاهد
التخريج : أخرجه أحمد (25164) باختلاف يسير، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (6350) مختصراً | شرح حديث مشابه

9 - أنَّ ناسًا كانوا بالكوفةِ مع أبي المختارِ فقُتِلوا إلا رجلَينِ حمَلا على العدوِّ بأسيافِهم فأفرَجوا لهما فنجَيا أو ثلاثةً ، فأتَوُا المدينةَ فخرَج عُمرُ وهم قعودٌ يذكرونَهم . قال عُمرُ : عَمَّ قلتُم لهم ؟ قالوا : استَغفَرْنا لهم ودعَوْنا لهم. قال : لتحدِّثُني ما قلتُم لهم. قالوا : استَغفَرْنا لهم ودعَوْنا. قال : لتحدِّثُني ما قلتُم لهم أو لتلقونَ مني قبوحًا. قالوا : إنا قُلْنا : إنهم شهداءُ. قال عُمرُ : والذي لا إلهَ غيرُه ، والذي بعَث محمدًا بالحقِّ ، والذي لا تقومُ الساعةُ إلا بإذنِه ، ما تعلمُ نفسٌ حيةٌ ماذا عندَ اللهِ لنفسٍ ميتةٍ إلا نبيَّ اللهِ؛ فإنه قد غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر ، والذي لا إلهَ غيرُه ، والذي بعَث محمدًا بالحقِّ ، والذي لا تقومُ الساعةُ إلا بإذنِه إنَّ الرجلَ يقاتِلُ رِياءً ، ويقاتِلُ حميةً ، ويقاتِلُ يريدُ به الدنيا ، ويقاتِلُ يريدُ به المالَ ، وما للذينَ يقاتِلونَ عندَ اللهِ إلا ما في أنفُسِهم ، إنَّ اللهَ اختار لنبيِّه المدينةَ وهي أقلُّ الأرضِ طعامًا وأملحُه ماءً إلا ما كان مِن هذا التمرِ ، وإنه لا يدخُلُها الدجَّالُ ، ولا الطاعونُ إن شاء اللهُ - تعالى
الراوي : أبو البختري الطائي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/254 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

10 - أتيتُ أبا وائلٍ وهو في مسجد حيه ر فاعتَزَلنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ: ألا عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلهم عليٌّ فيمَ فارَقوه ؟ وفيما استَجابوا له حين دعاهم ؟ وحين فارَقوه واستحَلَّ قتالَهم ؟ قال: لما كنا بصِفِّينَ استَحَرَّ القتلُ في أهلِ الشامِ فذكَر قصةً قال: فرجَع عليٌّ إلى الكوفةِ وقال فيه الخوارجُ ما قالوا ونزَلوا بحروراءَ وهم بضعةَ عشرَ ألفًا فأرسَل عليٌّ إليهِم يناشدُهم اللهَ ارجِعوا إلى خليفتِكم فيم نقمتم عليه أفي قسمةٍ أو قضاءٍ قالوا: نخافُ أن تدخلَ في فتنةٍ قال: فلا تعجَلوا ضلالةَ العامِ مخافةَ فتنةِ عامٍ قابلٍ فرجَعوا فقالوا: نكونُ على ناحيتِنا فإن قيل القضيةُ قاتَلناه على ما قاتَلنا عليه أهلَ الشامِ بصِفِّينَ وإن نقَضها قاتَلنا معه فساروا حتى قطَعوا نهروانَ وافتَرَقَتْ منهم فرقةٌ يقتُلونَ الناسَ فقال أصحابُهم: ما على هذا فارَقْنا عليًّا فلما بلَغ عليًّا صنيعُهم قام فقال: أتسيرونَ إلى عدوِّكم أو تَرجِعونَ إلى هؤلاءِ الذين خلفوكم في ديارِكم ؟ قالوا: بل نرجعُ إليهم قال: فحدَّث عليٌّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّ طائفةً تخرجُ مِن قبلِ المشرقِ عندَ اختلافٍ منَ الناسِ لا ترونَ جهادَكم مع جهادِهم شيئًا ولا صلاتَكم مع صلاتِهم شيئًا ولا صيامَكم مع صيامِهم شيئًا يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ علامتُهم رجلٌ عضدُه كثديِ المرأةِ يقتُلُهم أقربُ الطائفتينَ منَ الحقِّ فسار عليٌّ إليهِم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا فجعَلَتْ خيولُ عليٍّ لا تقومُ لهم فقال: يا أيُّها الناسُ إن كنتُم إنما تقاتِلونَ فيَّ فواللهِ ما عِندي ما أجزيكم به وإن كنتُم إنما تُقاتِلونَ للهِ فلا يكوننَّ هذا قتالَكم قال: فأقبَلوا عليهِم فقتَلوهم كلَّهم فقال: ابتَغوه فطلَبوه فلم يجِدوه فركِب عليٌّ دابتَه وانتَهى إلى وهدةٍ منَ الأرضِ فإذا قتلى بعضُهم على بعضٍ فاستُخرِج مِن تحتِهم فجُرَّ برجلِه يَراه الناسُ قال عليٌّ: لا أغزو العامَ فرجَع إلى الكوفةِ فقُتِل واستَخلَف الناسُ الحسنَ بنَ عليٍّ فبعَث الحسنُ بالبيعةِ إلى معاويةَ وكتَب بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ فقام قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال: يا أيُّها الناسُ أتاكم أمرانِ لا بد لكم مِن أحدِهما: دخولٌ في فتنةٍ أو قتلٌ مع غيرِ إمامٍ فقال الناسُ: ما هذا ؟ فقال: الحسنُ بنُ عليٍّ قد أعطى البيعةَ معاويةَ فرجَع الناسُ فبايَعوا ولم يكُنْ لمعاويةَ هَمٌّ إلا الذين بالنهروانِ فجعَلوا يتساقَطونَ عليه فيُبايِعونَه حتى بقي منهم ثلاثُمئةٍ ونيفٌ وهم أصحابُ النخيلةِ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/47 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (8/47)

11 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ غزوةِ تبوكَ قام منَ الليلِ يصلِّي ، فاجتَمَع وراءَه رجالٌ مِن أصحابِه يحرُسونَه ، حتى إذا صلَّى انصَرَف إليهم ، قال لهم : قد أُعطيتُ خمسًا ما أُعطِيَهُنَّ أحدٌ كان قَبلي : أما أنا فأُرسِلتُ إلى الناسِ كافةً ، وكان مَن قَبلي إنما يُرسَلُ النبيُّ إلى قومِه ، ونُصِرتُ بالرعبِ ، ولو كان بيني وبينه مسيرةُ شهرٍ ، مُلِىء مِني رُعبًا ، وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ أكلُها ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا ، أينما أدركَتْني الصلاةُ تمسَّحتُ وصلَّيتُ ، وكان مَن قَبلي يُعظِّمونَ ذلك ، إنما كانوا يصلُّونَ في كنائسِهم وبِيَعِهم ، والخامسةُ هي ما هي قيل لي : سَلْ فإنَّ كلَّ نبيٍّ قد سأَل ، فأخرَتْها إلى يومِ القيامةِ فهي لكم ولمن شهِد أنْ لا إلهَ إلا اللهُ
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/398 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

12 - دخلْتُ على عُبادةَ بنِ الصَّامتِ وهو مريضٌ يُتخيَّلُ فيه الموتُ -أو يتبيَّنُ- فقلْتُ: يا أبتاهُ، أوصِني واجتهِدْ لي، فقال: أجْلِسوني. فلمَّا أجْلَسوه قال: يا بُنَيَّ، إنَّك لنْ تطعَمَ طعمَ الإيمانِ، ولنْ تبلُغَ حَقَّ حقيقةِ العلمِ حتَّى تُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه. قلْتُ: يا أبتاهُ، وكيف لي أعلَمُ ما خيرُ القدَرِ مِن شَرِّه؟ قال: تعلَمُ أنَّ ما أخطَأَك لم يكُنْ ليُصيبَك، وما أصابَكَ لم يكُنْ ليُخطِئَك. يا بُنَيَّ، إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أوَّلَ ما خلَقَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ القلمُ، قال: اكتُبْ. فجَرى في تلك السَّاعةِ بما هو كائنٌ إلى يومِ القيامةِ. يا بُنَيَّ، إنْ مِتَّ ولستَ على ذلك دخلْتَ النَّارَ.
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/173 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات

13 - كنْتُ عندَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسمِعْتُه يقولُ: إنَّ القُرآنَ يَلْقى صاحبَه يومَ القيامةِ حين ينشَقُّ عنه قبْرُه كالرَّجُلِ الشَّاحبِ، يقولُ: هل تَعْرِفُني؟ فيقولُ له: ما أعرَفُك، فيقولُ: أنا صاحِبُك؛ القُرآنُ الَّذي أظمأْتُك في الهواجرِ، وأسهرْتُ ليلَك، وإنَّ كلَّ تاجرٍ من وراءِ تِجارَتِه، وأنت اليومَ من وراءِ كلِّ تجارةٍ، قال: فيُعْطى المُلكَ بيَمينِه، والخُلدَ بشمالِه، ويُوضَعُ على رأسِه تاجُ الوقارِ، ويُكْسَى والداهُ حُلَّتَينِ لا يقومُ لهما أهلُ الدُّنيا، فيقولانِ: بما كُسِينا هذا؟ فيُقال: بأخْذِ ولدِكما القُرآنَ. ثمَّ يُقال: اقرَأْ واصعَدْ في دَرَجِ الجنَّةِ وغُرَفِها، فهو في صُعودٍ ما دام يقرَأُ هذًّا كان أو ترتيلًا.
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/330 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أحمد (22950)، والدارمي (3391) باختلاف يسير، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (30668) واللفظ له

14 - كنتُ جالسًا مع حذيفةَ بنِ اليمانِ وأبي مسعودٍ البدريِّ حيث خرَج أهلُ الكوفةِ إلى سعيدِ بنِ العاصِ فردُّوه وهو يومُ الجرعةِ قال: فسمِعتُ أبا مسعودٍ رضي اللهُ عنه يقولُ: ما كنتُ أرى أن يرجعَ ولم يُهرَقْ فيها دمٌ فقال حذيفةُ رضي اللهُ عنه: ولكني واللهِ لقد علِمتُ لترجعنَّ على عقبَيها ولم يُهرَقْ فيها محجمةُ دمٍ وما علِمتُ ذلك شيئًا إلا شيئًا علِمتُه ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حيٌّ: أنَّ الرجلَ يصبحُ مؤمنًا ويُمسي ما معه مِن دِينه شيءٌ ويُمسي مؤمنًا ويصبحُ ما معه مِن دِينه شيءٌ يقاتلُ في فئةِ اليومِ , أو قال: في فتنةِ اليومِ شكَّ أبو داودَ , ويقتلُه اللهُ غدًا ينكسرُ قلبُه ويعلو استُه قال: قلتُ: أسفلُه ؟ قال: استُه
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/52 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات

15 - كنتُ أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ حيطانِ المدينةِ فقال: يا أبا هريرةَ قلتُ: لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ فقال: إنَّ المُكثِرينَ همُ الأقَلُّونَ يومَ القيامةِ إلا مَن قال هكذا بمالِه وهكذا وأومَأ بيدِه عن يمينِه وعن شمالِه وقليلٌ ما هم ثم قال: يا أبا هريرةَ ألا أدلُّكَ على كنزٍ مِن كنوزِ الجنةِ ؟ قلتُ: بَلى يا رسولَ اللهِ قال: تقولُ: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ لا مَلجأَ منَ اللهِ إلا إلى اللهِ ثم قال: يا أبا هريرةَ هل تَدري ما حقُّ اللهِ على العبادِ ؟ وما حقُّ العبادِ على اللهِ ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: فإنَّ حقَّ اللهِ على العبادِ أن يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا وحقُّهم على اللهِ أن لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/440 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10190) مختصراً، وابن ماجه (4131) بنحوه مختصراً، وأحمد (8085) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

16 - عن عبدِ اللهِ بنِ سلام رضي اللهُ عنه أنه قال لهم: إنَّ الملائكةَ لم تزَلْ مُحيطَةً بمدينتِكم هذه منذُ قدِمَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى اليومِ واللهِ لئِنْ قتَلتُموه لتَذهَبَنَّ ثم لا تعودُ إليكم أبدًا وإنَّ السيفَ لم يزَلْ مغمودًا فيكم فواللهِ لئِنْ قتَلتُموه ليَسُلَّنَّه اللهُ عليكم ثم لا يَغمِدُه عنكم أبدًا , أو قال: إلى يومِ القيامةِ , وما قُتِل نبيٌّ إلا قُتِل به سبعونَ ألفًا ولا قُتِل خليفةٌ إلا قُتِل به خمسٌ وثلاثونَ ألفًا وذُكِر أنه قُتِل على دمِ يَحيى بنِ زَكرِيَّا سبعونَ ألفًا
الراوي : [حميد بن هلال] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/10 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح

17 - كنا يومًا جلوسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يطلُعُ عليكم مِن هذا الفجِّ رجلٌ مِن أهلِ الجنةِ , فطلَع رجلٌ منَ الأنصارِ تنطِفُ لحيتُه مِن ماءِ وضوئِه قد علَّق نعلَيه يدَه بشمالِه فسلَّم ، فلما كان منَ الغدِ ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ ذلك فطلَع ذلك الرجلُ مِثلَ حالِه الأولى ، فلما أن كان في اليومِ الثالثِ ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ مقالَتِه فطلَع ذلك الرجلُ على مِثلِ حالتِه الأولى ، فلما قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تبِعه عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ ، فقال : إني لاحَيتُ أبي فأقسَمتُ عليه أني لا أدخُلُ عليه ثلاثًا فإن رأَيتَ أن تؤويَني إليكَ حتى تَمضِيَ الثلاثةُ أيامٍ فعَلتَ : فقال : نعَم ، قال أنسٌ : فكان عبدُ اللهِ يحدِّثُ أنه كان معه ثلاثَ ليالٍ فلم يرَه يقومُ منَ الليلِ شيئًا ، غيرَ أنه إذا تعارَّ ، أو قال : انقَلَب على فراشِه ، ذكَر اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، وكبَّر حتى يقومَ ، لصلاةِ الفجرِ ، قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو : غيرَ أني لم أسمَعْه يقولُ إلا خيرًا ، فلما مضَتِ الثلاثُ الليالي كِدتُ أن أحتقِرَ عملَه ، قلتُ : يا عبدَ اللهِ ، لم يكُنْ بيني وبين والدي غضبٌ ، ولا هجرةٌ ولكني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لكَ ثلاثَ مراتٍ يطلُعُ عليكم الآنَ رجلٌ مِن أهلِ الجنةِ , فطلَعتَ أنتَ الثلاثَ مراتٍ فأرَدتُ أن آويَ إليكَ لأنظُرَ عملَكَ فأقتديَ بكَ ، فلم أرَكَ تعمَلُ كبيرةً فما الذي بلَغ بكَ ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيتَ فلما ولَّيتُ دَعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيتَ غيرَ أني لا أجِدُ في نفسي على مسلمٍ غِشًّا ، ولا أحسُدُ أحدًا على خيرٍ أعطاه اللهُ تعالى إيَّاه ، قال عبدُ اللهِ : قلتُ : هي التي بلَغَتْ بكَ وهي التي لا نُطيقُ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/78 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10699)، وعبدالرزاق (20559)، وعبد بن حميد (1157) باختلاف يسير

18 - حضَر رجلًا منَ الأنصارِ الموتُ ، فقال لأهلِه : مَن في البيتِ ؟ قالوا : أهلُكَ ، وإخوانُكَ ، وجُلساؤكَ ، فقال : ارفَعوني ، فأسنَده ابنُه إلى صدرِه ففتَح - أحسبُه قال : عينَيه - فسلَّم على القومِ ، قال : فردُّوا عليه ، وقالوا له خيرًا ، فقال : إني محدثُكم بحديثٍ ما حدَّثتُه أحدًا منذُ سمِعتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم احتسابًا وما أحدثُكم به اليومَ إلا احتِسابًا ، سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يقولُ : مَن توضَّأ في بيتِه فأحسَن الوضوءَ ، ثم خرَج إلى المسجدِ ، فصلَّى في جماعةِ المسلمينَ ، لم يرفَعْ رِجلَه اليُمنى إلا كتَب اللهُ له بها حسنةً ، ولم يضَعْ رِجلَه اليُسرى إلا حطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً ، حتى يأتيَ المسجدَ فليقربْ أو ليبعدْ ، فإذا صلَّى بصلاةِ الإمامِ انصَرَف وقد غفَر اللهُ له ، وإن أدرَك بعضًا وفاتَه بعضٌ أتمَّ ما فاتَه كذلك ، وإن هو أدرَك الصلاةَ وقد صُلِّيَتْ فأتَمَّ صلاتَه ركوعَها وسجودَها كذلك
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/36 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
التخريج : أخرجه أبو داود (563) مختصراً، وابن المبارك في ((الزهد)) (2/64) باختلاف يسير، وأبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (2/36) واللفظ له.

19 - سألْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عن قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لموسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، فسألْتُه عن الفُتونِ؟ فقال: استأنِفِ النَّهارَ يا ابنَ جُبيرٍ؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا. قال: فغدوْتُ على ابنِ عبَّاسٍ لأنتجِزَ ما وَعَدني مِن حديثِ الفُتونِ، فقال: تذاكَرَ فِرعونُ وجُلساؤُه ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يجعَلَ في ذُرِّيتَه أنبياءَ ومُلوكًا؛ فقال بعضُهم: إنَّ بني إسرائيلَ لينتظِرونَ ذلك ما يشُكُّون فيه، وقد كانوا يظنُّونَ أنَّه يُوسفُ بنُ يعقوبَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ، فلمَّا هلَكَ قالوا: ليس هكذا كان، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال فِرعونُ: فكيف تَرَونَ؟ فائْتَمَروا، واجتمَعوا أمْرَهم على أنْ يبعَثَ رِجالًا بالشِّفارِ، يَطُوفون في بني إسرائيلَ، فلا يَجِدون مولودًا ذكَرًا إلَّا ذَبَحوه، ففَعَلوا ذلك، فلمَّا أنْ رَأَوا أنَّ الكبارَ في بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالِهم، والصِّغارَ يُذْبَحونَ، قالوا: أتوشِكونَ أنْ تُفْنوا بني إسرائيلَ، فتَصيروا إلى أنْ تُباشِروا مِن الأعمالِ والخدمةِ الَّتي كانوا يَكْفُونكم؟ فاقْتُلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيقِلَّ نَباتُهم، ودَعُوا عامًا، فلا تَقْتلوا منهم أحدًا، فيشِبَّ الصِّغارُ مكانَ مَن يموتُ مِن الكبارِ، فإنَّهم لنْ يَكْثروا بمَن تَسْتحيون، فتخافوا مُكاثرتَهم إياكم، ولنْ يَفْنَوا بمَن تقتُلونَ، فتحتاجونَ إليهم، فأجْمَعوا أمْرَهم على ذلك، فحمَلَت أُمُّ موسى بهارونَ عليهما السَّلامُ العامَ الَّذي لا يُذْبَحُ فيه الغِلمانُ، فولدَتْه عَلانيةً، فلمَّا كان مِن قابلٍ حمَلَتْ بمُوسى عليه السَّلامُ، فوقَعَ في قلْبِها مِن الهَمِّ والحزنِ. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، ما دخَلَ عليه في دهو بَطْنِ أُمِّه ممَّا يُرادُ به، فأوحَى اللهُ تعالى إليها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]، وأمَرَها أنْ إذا ولَدَتْ أنْ تجعَلَه في تابوتٍ، ثمَّ تُلْقِيه في اليمِّ، فلمَّا ولَدَت فعَلَت ذلك به، فألْقَته في اليمِّ، فلمَّا توارى عنها ابنُها أتاها الشَّيطانُ، فقالت في نفْسِها: ما فعَلْتُ بابني؟! لو ذُبِحَ لبِثَ عندي فرأيْتُه وكفَّنْتُه، كان أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُلْقِيَه بيدي إلى دوابِّ البحرِ وحِيتانِه، وانتهى الماءُ به حتَّى أرفَأَ به عند فُرْضَةُ مُسْتَقى جواري امرأةِ فِرعونَ، فلمَّا رأيْنَه أخذْنَه، فهمَمْنَ أنْ يفتحْنَ التَّابوتَ، فقالت بعضُهنَّ: إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إنْ فتحْناه لم تُصدِّقْنا امرأةُ الملِكِ بما وجَدْنا فيه، فحمَلْنَه بهيئةٍ لم يُحرِّكْنَ منه شيئًا، دفعْنَه إليها، فلمَّا فتحَتْه رأتْ فيه غُلامًا، فأُلْقِيَ عليه منها محبَّةٌ لم تُلْقَ مثْلُها على البشَرِ قطُّ، وأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فارغًا مِن ذِكْرِ كلِّ شَيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا سمِعَ الذَّابِحونَ بأمْرِه أقبلوا بشِفارِهم إلى امرأةِ فرعونَ ليذبَحُوه -وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت للذَّبَّاحينَ: أقِرُّوه؛ فإنَّ هذا الواحدَ لا يَزيدُ في بني إسرائيلَ حتَّى آتِيَ فِرعونَ فأسْتَوْهِبَه منه، فإنْ وهَبَه لي كنْتُم قد أحسنْتُم وأجمَلْتُم، وإنْ أمَرَ بذبْحِه لم أَلُمْكم، فأتَتْ به فرعونَ، فقالت: قُرَّةُ عينٍ لي ولك، قال فِرعونُ: يكونُ لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي في ذلك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي أحلِفُ به، لو أقَرَّ فِرعونُ بأنْ يكونَ له قُرَّةَ عينٍ كما أقَرَّت امرأتُه، لهداهُ اللهُ به كما هدى به امرأتَه، ولكنَّ اللهَ حرَمَه ذلك. فأرسَلَتْ إلى مَن حولَها، مِن كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختارُ لها ظِئرًا، فجعَلَ كلَّما أخذَتْه امرأةٌ منهنَّ، فترُضِعُه، لم يَقْبَلْ ثَدْيَها، حتَّى أشفَقَت عليه امرأةُ فِرعونَ أنْ يَمتنِعَ مِن اللَّبنِ فيموتَ، فأحْزَنَها ذلك، فأمرَتْ به، فأُخْرِجَ إلى السُّوقِ وتجمَّعَ النَّاسُ، تَرْجو أنْ تجِدَ له ظِئرًا يأخُذُ منها، فلم يَقْبَلْ، وأصبَحَتْ أُمُّ موسى والهةً، فقالت لأُخْتِه: قُصِّيه -يعني: أثَرَهُ- واطْلُبِيه، هل تسمعينَ له ذِكْرًا؟ أحيٌّ ابْني أمْ قد أكلَتْه الدَّوابُّ؟ ونسِيَت ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها فيه، فبَصُرتْ به أختُه عن جُنُبٍ وهم لا يَشعُرونَ، والجُنُبُ: أنْ يبصِرَ الإنسانُ إلى الشَّيءِ البعيدِ وهو إلى جَنْبِه لا يشعُرُ به، فقالت مِن الفرحِ حين أعياهم الظُّؤارتُ: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]، فأخَذُوها فقالوا: ما يُدريك ما نُصْحُهم له؟ هل يعرِفونَه؟ حتَّى شكُّوا في ذلك -فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت: نصيحَتُهم له وشفقَتُهم عليه رغبةً في صِهر الـمَلِك، ورجاءَ مَنفعتِه، فأرْسَلوها، فانطلَقَتْ إلى أُمِّها فأخبرتْها الخبرَ، فجاءتْ أُمُّه، فلمَّا وضعَتْه في حِجْرِها، نزَا إلى ثَدْيِها، فمَصَّه حتَّى امتلَأَ جَنباهُ رِيًّا، وانطلَقَ البشيرُ إلى امرأةِ فرعونَ: أنْ قد وجَدْنا لابْنِك، فأرسَلَتْ إليها، فأُوتِيتْ بها وبه، فلمَّا رأت ما يصنَعُ، قالت لها: امْكُثي عندي؛ تُرْضِعي ابني هذا، فإنِّي لم أحجِبْه شيئًا قطُّ، فقالت أُمُّ مُوسى: لا أستطيعُ أنْ أدَعَ بيتي وولدي، فيَضيعَ، فإنْ طابتْ نفْسُك أنْ تُعْطِيَنه، فأذهَبَ به إلى مَنْزلي، فيكونَ معي لا آلوهُ خيرًا، فعلْتُ، وإلَّا فإنِّي غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي، وذكَرَت أُمُّ مُوسى عليه السَّلامُ ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها، فتعاسَرَت على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ بأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُنْجِزُ موعودَه، فرجَعَتْ إلى بيتِها بابنِها مِن يومِها، فأنبَتَه اللهُ نباتًا حسنًا، وحفِظَه لِمَا قد قَضى فيه، فلم يزَلْ بنو إسرائيلَ وهم في ناحيةِ القريةِ مُمْتنعينَ يَمْتنعونَ به مِن السُّخرةِ ما كان فيهم. فلمَّا تَرعرَعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأُمِّ مُوسى: أريدُ أنْ تُرِيني ابني، فوعَدَتْها يومًا تُرِيها فيه إيَّاه، فقالتِ امرأةُ فِرعونَ لخُزَّانِها، وظُؤورتِها، وقَهارِمَتِها: لا يَبْقينَّ أحدٌ منكم إلَّا استقبَلَ ابني اليومَ بهَديَّةٍ وكَرامةٍ؛ لِأَرى ذلك فيه، وأنا باعثةٌ أمينًا يُحْصِي ما يصنَعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تَزَلِ الهدايا والكرامةُ والنِّحلةُ، تَستقبِلُه مِن حينِ خرَجَ مِن بيتِ أُمِّه إلى أنْ دخَلَ على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخَلَ عليها بجَّلَتْه، وأكرمَتْه، وفرِحَت به، وأعجَبَها، ونحَلَت أُمَّه؛ لحُسْنِ أثَرِه، ثمَّ قالت: لآتيَنَّ به فِرعونَ، فليَنْحَلَنَّه، وليُكْرِمَنَّه، فلمَّا دخَلَتْ به عليه، جعَلَه في حِجْرِه، فتناوَلَ مُوسى لِحيةَ فرعونَ، فمَدَّها إلى الأرضِ، فقال الغواةُ مِن أعداءِ اللهِ لفرعونَ: ألَا ترى إلى ما وعَدَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إبراهيمَ نَبِيَّه عليه السَّلامُ أنَّه يرِثُك، ويَعْلوك، ويصرَعُك، فأرسَلَ إلى الذَّبَّاحينَ، وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، بعدَ كلِّ بلاءٍ ابتُلِيَ به، أو أُرِيدَ به فُتونًا. فجاءت امرأةُ فِرعونَ تَسْعى إلى فرعونَ، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلامِ الَّذي وهَبْتَه لي؟ قال: ألَا تَرَيْنَه يزعُمُ أنَّه يصرَعُني ويَعْلوني؟ قالت: اجْعَلْ بيني وبينك أمرًا تعرِفُ فيه الحقَّ؛ ائْتِ بجَمْرتينِ ولُؤلؤتَينِ، فقَرِّبْهما إليه، فإنْ بطَش باللُّؤلؤتَينِ واجتنَبَ الجَمْرتينِ، عرَفْتَ أنَّه يعقِلُ، وإنْ تَناوَلَ الجَمْرتَينِ ولم يُرِدِ اللُّؤلؤتَينِ، علِمْتَ أنَّ أحدًا لا يُؤثِرُ الجَمرتينِ على اللُّؤلؤتينَ وهو يعقِلُ، فقُرِّبَ ذلك إليه، فتناوَلَ الجَمرتَينِ، فانْتَزَعوهما مِن يَدِه، وخافت أنْ يحرِقَا يدَيْه، فقالت المرأةُ: ألَا ترى؟! فصرَفَه اللهُ عنه بعدما كان قد هَمَّ به، وكان الله عَزَّ وجَلَّ بالغًا فيه أمْرَه. فلمَّا بلَغَ أشُدَّه وصار مِن الرِّجالِ، لم يكُنْ أحدٌ مِن آلِ فِرعونَ يخلُصُ إلى أحدٍ مِن بني إسرائيلَ معه بظُلمٍ، ولا يخرُجُ حتَّى امْتَنعوا كلَّ الامتناعِ. فبينما مُوسى عليه السَّلامُ يَمْشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجُلينِ يَقْتتلانِ؛ أحدُهما فرعونيٌّ، والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضِبَ مُوسى عليه السَّلامُ غضبًا شديدًا؛ لأنَّه تناوَلَ وهو يعلَمُ منزلةَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن بَني إسرائيلَ، وحِفْظَه لهم، لا يعلَمُ النَّاسُ إلَّا إنَّما ذلك مِن الرَّضاعِ إلَّا أُمُّ مُوسى، إلَّا أنْ يكونَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أَطْلَعَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليه غيرَه. فوكَزَ مُوسى عليه السَّلامُ الفرعونيَّ، فقتَلَه، وليس يراهما أحدٌ إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فقال مُوسى عليه السَّلامُ حين قتَلَ الرَّجلَ: هذا مِن عمَلِ الشَّيطانِ؛ إنَّه عدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ، ثمَّ قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ}، إلى قولِه: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] الأخبارَ، فأُتِيَ فِرعونُ فقيلَ: إنَّ بني إسرائيلَ قد قتَلَتْ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ، فخُذْ لنا بحَقِّنا، ولا تُرخِّصْ لهم، فقال: ابْغُوني قاتِلَه ومَن شهِدَ عليه؛ فإنَّ الملِكَ وإنْ كان صَفْوُه مع قومِه، لا يستقيمُ له أنْ يُقِيدَ بغيرِ بيِّنةٍ، ولا ثَبَتٍ، فانْظُروا في عِلْمِ ذلك آخُذْ لكم بحَقِّكم، فبينا هم يَطوفونَ لا يَجِدونَ شيئًا، إذا موسى عليه السَّلامُ قد رأى في الغدِ ذلك الإسرائيليَّ يقتُلُ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادَفَ مُوسى عليه السَّلامُ قد ندِمَ على ما كان منه، فكَرِهَ الَّذي رأى، فغضِبَ الإسرائيليُّ وهو يُريدُ أنْ يبطِشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ -لِمَا فعَلَ أمسِ واليومَ-: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18]. فنظَرَ الإسرائيليُّ إلى مُوسى عليه السَّلامُ بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبانُ كغضَبِه بالأمسِ الَّذي قتَلَ به الفرعونيَّ، فخاف أنْ يكونَ بعدما قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} إيَّاه أراد، ولم يكُنْ أراده، إنَّما أراد الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ، فحاجَزَ الفرعونيَّ، فقال: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]؟ وإنَّما قال ذلك؛ مخافةَ أنْ يكون إيَّاهُ أراد مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يقتُلَه، فتنازَعَا. فانطلَقَ الفرعونيُّ إلى قومِه، فأخبَرَهم بما سمِعَ مِن الإسرائيليِّ مِن الخبرِ حين يقولُ: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]، فأرسَلَ فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتُلوا موسى عليه السَّلامُ، فأخَذَ رُسلُ فرعونَ الطَّريقَ الأعظمَ يَمْشون على هَيئتِهم يطلُبونَ مُوسى عليه السَّلامُ، وهم لا يخافونَ أنْ يفوتَهم، فجاء رجُلٌ مِن شِيعَةِ مُوسى عليه السَّلامُ مِن أَقْصى المدينةِ، فاختصَرَ طريقًا قريبًا حتَّى سبَقَهم إلى موسى عليه السَّلامُ فأخْبَرَه. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ. فخرَجَ مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ مدينَ لم يلْقَ بلاءً قبلَ ذلك، وليس له علمٌ بالطَّريقِ إلَّا حُسْنَ الظَّنِّ بربِّه عَزَّ وجَلَّ، فإنَّه قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} إلى {تَذُودَانِ} [القصص: 23]، يعني بذلك: حابستَينِ غنَمَهما، فقال لهما: ما خطْبُكما مُعتزلتَينِ لا تَسْقيانِ مع النَّاسِ؟ قالتا: ليس لنا قُوَّةٌ نُزاحِمُ القومَ، وإنَّما ننتظِرُ فُضولَ حياضِهم، فسقى لهما، فجعَلَ يغرِفُ بالدَّلْوِ ماءً كثيرًا، حتَّى كانتا أوَّلَ الرِّعاءِ فراغًا، فانصرَفَتا بغنَمِهما إلى أبيهما، وانصرَفَ موسى عليه السَّلامُ، فاستظَلَّ بشجرةٍ، وقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فاستنكَرَ أبوهما سُرعةَ صُدورِهما بغنَمِهما حُفَّلًا بطانًا، فقال: إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبَرَتَاه بما صنَعَ موسى عليه السَّلامُ، فأمَرَ إحداهما أنْ تَدْعُوَه له، فأتَتْ موسى عليه السَّلامُ فدَعَتْه، فلمَّا كلَّمَه قال: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 25]، ليس لفِرعونَ ولا لقومِه علينا سُلطانٌ، ولسْنا في مَمْلكتِه. قال: فقالت إحداهما: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، فاحتمَلَتْه الغَيرةُ على أنْ قال: وما يُدريكِ ما قُوَّتُه؟ وما أمانَتُه؟ قالت: أمَّا قُوَّتُه: فما رأيْتُ في الدَّلوِ حين سَقى لنا، لم أرَ رجُلًا قطُّ في ذلك المَسْقى أقوى منه، وأمَّا أمانَتُه: فإنَّه نظَرَ إليَّ حين أقبلْتُ إليه وشَخَصْتُ له، فلمَّا علِمَ إنِّي امرأةٌ، صوَّبَ رأْسَه لم يرفَعْه، ولم ينظُرْ إليَّ حتَّى بلَّغْتُه رِسالتَك، ثمَّ قال لي: امشِي خلفي، وانْعَتي لي الطَّريقَ، لم يفعَلْ هذا إلَّا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقَها، وظَنَّ به الَّذي قالت له. فقال له: هل لك {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، إلى قوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]، ففعَلَ، فكانت على نَبِيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ ثمانيَ سنينَ واجبةً، وكانت سنتانِ عِدَةً منه، فقَضَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنه عِدَتَه فأتمَّها عشْرًا. قال سَعيدٌ: فلَقِيَني رجُلٌ مِن أهلِ النَّصرانيَّةِ مِن عُلمائِهم، فقال: هلْ تَدْري أيَّ الأجلينِ قضى مُوسى عليه السَّلامُ؟ قلْتُ: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فذكَرْتُ ذلك له، فقال: أمَا علِمْتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ واجبةً، لم يكُنْ نبيُّ اللهِ ليَنْقُصَ منها شيئًا، وتعلَمُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان قاضيًا عن مُوسى عليه السَّلامُ عِدَتَه الَّتي وعَدَ، فإنَّه قضى عشْرَ سنينَ. فلقِيتُ النَّصرانيَّ، فأخبَرْتُه بذلك، فقال: الَّذي سألْتَه فأخبَرَك أعلَمُ منك بذلك؟ قلْتُ: أجلْ، وأَولى. فلمَّا سار مُوسى عليه السَّلامُ بأهلِه كان مِن أمْرِ النَّارِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القُرآنِ، وأمْرِ العصا ويَدِه، فشكا إلى ربِّه عَزَّ وجَلَّ ما يتخوَّفُ مِن آلِ فرعونَ في القتيلِ، وعُقدةَ لسانِه، فآتاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سُؤْلَه، وحَلَّ عُقدةً مِن لسانِه، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى هارونَ عليه السَّلامُ، وأمَرَه أنْ يلقاهُ، واندفَعَ مُوسى عليه السَّلامُ بعصاهُ، حتَّى لقِيَ هارونَ عليه السَّلامُ، وانطلَقَا جميعًا إلى فرعونَ، فأقاما حِينًا على بابِه لا يُؤْذَنُ لهما، فقالا: إنَّا رسولَا ربِّك، قال: فمَن ربُّكما يا موسى؟ فأخبراهُ بالَّذي قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليك في القُرآنِ، قال: فما تُريدانِ؟ وذكَّرَه القتيلَ، واعتذَرَ بما قد سمِعْتَ، وقال: أريدُ أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وأنْ تُرْسِلَ معي بني إسرائيلَ، فأبى عليه، وقال: ائتِ بآيةٍ إنْ كنْتَ مِن الصَّادقينَ، فألقى عصاه فإذا هي حيَّةٌ عظيمةٌ، فازعةٌ، فاغرةٌ فاها، مُسرعةٌ إلى فرعونَ، فلمَّا رآها فِرعونُ قاصدةً إليه خافها، فاقتحَمَ عن سَريرِه، واستغاثَ بمُوسى عليه السَّلامُ أنْ يكُفَّها عنه، ففعَلَ، ثمَّ أخرَجَ يَدَه مِن جَيْبِه، فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سُوءٍ، يعني: مِن غيرِ برَصٍ، فرَدَّها، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ. فاستشارَ الملَأَ حولَه فيما رأى، فقالوا له: {هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [طه: 63] الآيةَ، والمُثْلى: مُلْكُهم الَّذي هم فيه والعيشُ. فأَبَوا على مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يُعْطُوه شيئًا ممَّا طلَبَ، وقالوا له: اجمَعْ لهما السَّحرةَ؛ فإنَّهم بأرضِك كثيرٌ، حتَّى نغلِبَ سِحْرَهما، وأرسَلَ في المدائنِ، فحُشِرَ له كلُّ ساحرٍ مُتعالمٍ، فلمَّا أَتَوا على فرعونَ، قالوا: ما يعمَلُ هذا السَّاحرُ؟ قالوا: يعمَلُ الحيَّاتِ، قالوا: فلا واللهِ ما أحدٌ في الأرضِ يعمَلُ السِّحرَ والحيَّاتِ والحبالَ والعِصِيَّ الَّذي نعمَلُ، فما أجْرُنا إنْ نحن غلَبْنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شَيءٍ أحببتم، فتَواعَدوا يومَ الزِّينةِ وأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. قال سعيدٌ: فحدَّثني ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ يومَ الزِّينةِ اليومُ الَّذي أظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه مُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ والسَّحرةِ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صَعيدٍ، قال النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا، فنتخبَّرْ هذا الأمْرَ، {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40]، يعنون مُوسى وهارونَ عليهما السَّلامُ؛ استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى -لِقُدْرتِهم في أنفُسِهم بسِحْرِهم- إمَّا أنْ تُلْقِيَ، وإمَّا أنْ نكونَ نحن المُلْقينَ، قال: بل ألْقُوا. {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]، فرأى مُوسى عليه السَّلامُ مِن سِحْرِهم ما أوجَسَ في نفْسِه خِيفةً، فأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إليه: أنْ ألْقِ عصاك، فلمَّا ألقاها، صارت ثُعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجُعِلَتِ العِصِيُّ بدَعوةِ مُوسي عليه السَّلامُ تلتبِسُ بالحبالِ، حتَّى صارتْ جُرُزًا إلى الثُّعبانِ تَدخُل فيه، حتَّى ما أبقَتْ عصًا ولا حبلًا إلَّا ابتلعَتْه. فلمَّا عرَفَ السَّحرةُ ذلك، قالوا: لو كان هذا سِحرٌ لم يَبلُغْ مِن سِحرِنا كلَّ هذا، ولكنَّه أمْرٌ مِن اللهِ، آمنَّا باللهِ ربِّنا وما جاء به مُوسى عليه السَّلامُ، ونتوبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ممَّا كنَّا عليه. وكسَرَ اللهُ ظهْرَ فِرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِه، وأظهَرَ الحقَّ، وبطَلَ ما كانوا يعمَلونَ، فغُلِبوا هنالك وانقَلَبوا صاغِرينَ. وامرأةُ فِرعونَ بارزةٌ مُتبذِّلَةٌ تَدْعو بالنَّصرِ لمُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ، فمَن رآها مِن آلِ فرعونَ ظَنَّ أنَّها إنَّما تبذَّلَتْ للشفقةِ على فِرعونَ وأشياعِه، وإنَّما كان حُزْنُها وهمُّها لمُوسى عليه السَّلامُ. فلمَّا طال مُكْثُ مُوسى عليه السَّلامُ لمواعيدِ فِرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاءه بآيةٍ وعَدَه عندها أنْ يُرْسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا مضَتْ أخلَفَ موعِدَه، وقال: هل يستطيعُ ربُّك أنْ يصنَعَ غيرَ هذا؟ فأرسَلَ اللهُ عليه وعلى قومِه الطُّوفانَ، والجرادَ، والقُمَّلَ، والضَّفادعَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ، كلُّ ذلك يَشْكو إلى موسى عليه السَّلامُ، ويطلُبُ إليه أنْ يكُفَّها عنه، ويُواثِقُه على أنْ يُرسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنه، أخلَفَ موعِدَه ونكَثَ عهدَه. فأُمِرَ موسى عليه السَّلامُ بالخُروجِ بقومِه، فخرَجَ بهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ فرعونُ ورأى أنَّهم قد مَضَوا، أرسَلَ في المدائنِ حاشرينَ، فتبِعَهم بجُنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى البحرِ: أنْ إذا ضرَبَك مُوسى بعصاهُ، فانفرِقْ له اثنتَيْ عشْرةَ فِرقةً، حتَّى يجوزَ موسى عليه السَّلامُ ومَن معه، ثمَّ الْتَئَمَ على مَن بقِيَ بعدُ مِن فرعونَ وأشياعِه، فنسِيَ مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يضرِبَ البحرَ بالعصا، فانْتَهى إلى البحرِ وله قصيفٌ؛ مخافةَ أنْ يَضرِبَه موسى عليه السَّلامُ، وهو غافِلٌ، فيصيرَ عاصيًا اللهَ عَزَّ وجَلَّ. فلمَّا تراءى الجَمْعانِ وتقارَبَا، قال أصحابُ موسى: إنَّا لمُدْرَكونَ، افعَلْ ما أمرَكَ به ربُّك عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّك لم تكذِبْ ولم تُكْذَبْ، فقال: وعَدَني ربِّي عَزَّ وجَلَّ إذا أتيْتُ البحرَ، انفرَقَ لي اثنتيْ عشْرةَ فِرقةً حتَّى أُجاوزَه، ثمَّ ذكَرَ بعدَ ذلك العصا، فضرَبَ البحرَ بعصاه حين دنا أوائلُ جُندِ فرعونَ مِن أواخرِ جُندِ مُوسى عليه السَّلامُ، فانفرَقَ البحرُ كما أمَرَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وكما وُعِدَ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا أنْ جاوَزَ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُه البحرَ، ودخَلَ فِرعونُ وأصحابُه، الْتَقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ. فلمَّا جاوَزَ مُوسى عليه السَّلامُ البحرَ، قال أصحابُه: إنَّا نخافُ ألَّا يكونَ فِرعونُ قد غرِقَ، فلا نُؤمِنُ بهلاكِه، فدعا ربَّه عَزَّ وجَلَّ، فأخرَجَه له ببدنه حتَّى استيْقَنوا بهلاكِه. ثمَّ مَرُّوا بعدَ ذلك {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، إلى {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139]، قد رأيتُمْ مِن العِبَرِ، وسمِعْتُم ما يَكْفيكم، ومَضَى. فأنزَلَهم مُوسى عليه السَّلامُ منزلًا، ثمَّ قال لهم: أطيعوا هارونَ عليه السَّلامُ؛ فإنِّي قد استخلفْتُه عليكم، وإنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي عَزَّ وجَلَّ، وأجَّلَهم ثلاثينَ يومًا أنْ يَرجِعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربَّه وأراد أنْ يُكلِّمَه ثلاثينَ يومًا، وقد صامهنَّ: ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، وكرِهَ أنْ يُكلِّمَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ ورِيحُ فَمِه رِيحُ فَمِ الصَّائمِ، فتناوَلَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن نباتِ الأرضِ شيئًا فمضَغَه، فقال له ربُّه عَزَّ وجَلَّ حين لقاه: لِمَ أفطرْتَ؟ -وهو أعلَمُ بالَّذي كان- قال: يا ربِّ، إنِّي كرِهْتُ أنْ أُكلِّمَك إلَّا وفَمِي طيِّبُ الرِّيحِ، قال: أوما علِمْتَ يا مُوسى أنْ رِيحَ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندي مِن رِيحِ المِسْكِ؟ ارجِعْ حتَّى تصومَ عشْرًا ثمَّ ائْتِني، ففعَلَ مُوسى عليه السَّلامُ ما أُمِرَ به. فلمَّا رأى قومُ مُوسى عليه السَّلامُ أنَّه لم يرجِعْ إليهم للأجَلِ ساءَهم ذلك، وكان هارونُ عليه السَّلامُ قد خطَبَهم، فقال لهم: خرجْتُم مِن مِصْرَ ولقومِ فرعونَ عندي عواري وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك، وأنا أرى أنْ تحتَسِبوا ما لكم عندهم، ولا أحلَّ لكم وديعةً اسْتُودِعْتُمُوها، ولا عاريَّةً، ولسنا برادِّين إليهم شيئًا مِن ذلك، ولا مُمْسِكيه لأنفُسِنا، فحفَرَ حفيرًا، وأمَرَ كلَّ قومٍ عليهم شَيءٌ مِن ذلك؛ مِن متاعٍ أو حِليةٍ أنْ يَقْذِفوه في ذلك الحفيرِ، ثمَّ أوقَدَ عليه النَّارَ، فأحرَقَه، فقال: لا يكونُ لنا، ولا لهم. وكان السَّامريُّ رجلًا مِن قومٍ يَعْبُدون البقرَ جيرانٍ لهم، ولم يكُنْ مِن بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع مُوسى عليه السَّلامُ وبني إسرائيلَ حين احْتملوا، فقُضِيَ له أنْ رأى أثرًا، فأخَذَ منه بقبْضَتِه، فمَرَّ بهارونَ، فقال له هارونُ عليه السَّلامُ: يا سامريُّ، ألَا تُلْقي ما في يدَيْك؟ وهو قابضٌ عليه لا يَراه أحدٌ طوالَ ذلك، فقال: هذه قبْضةٌ مِن أثرِ الرَّسولِ الَّذي جاوَزَ بكم البحرَ، ولا أُلْقيها لشَيءٍ إلَّا أنْ تَدْعُوَ اللهَ إذا ألقيْتُها أنْ تكونَ ما أُرِيدُ، فألْقاها، ودعا اللهَ هارونُ عليه السَّلامُ، فقال: أريدُ أنْ يكونَ عِجْلًا، واجتمَعَ ما كان في الحُفرةِ مِن متاعٍ له، أو حِلْيةٍ، أو نحاسٍ، أو حديدٍ، فصار عِجْلًا أجوفَ ليس فيه رُوحٌ، له خُوارٌ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لا واللهِ ما كان له صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الرِّيحُ تدخُلُ مِن دُبُرِه وتخرُجُ مِن فَمِه، فكان ذلك الصَّوتُ مِن ذلك. فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا؛ فقالت فِرقةٌ: يا سامريُّ، ما هذا فأنت أعلَمُ به؟ قال: هذا ربُّكم عَزَّ وجَلَّ، ولكنَّ مُوسى عليه السَّلامُ أضَلَّ الطَّريقَ. وقالت فِرقةٌ: لا نُكذِّب بهذا حتَّى يرجِعَ إلينا مُوسى، فإنْ كان ربَّنا لم نكُنْ ضيَّعْناه وعجَزْنا فيه حِينَ رأيْناه، وإنْ لم يكُنْ ربَّنا، فإنَّا نتَّبِعُ قولَ مُوسى عليه السَّلامُ. وقالت فِرقةٌ: هذا عمَلُ الشَّيطانِ، وليس بربِّنا، ولا نُؤْمِنُ، ولا نُصدِّقُ. وأُشْرِبَ فِرقةٌ في قُلوبِهم التَّصديقَ بما قال السَّامريُّ في العجلِ، وأعْلَنوا التَّكذيبَ، فقال لهم هارونُ عليه السَّلامُ: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: 90]، وإنَّ ربَّكم ليس هكذا، قالوا: فما بالُ مُوسى عليه السَّلامُ؛ وعَدَنا ثلاثينَ يومًا ثمَّ أخلَفَنا، فهذه أربعونَ قد مَضَت؟! فقال سُفهاؤُهم: أخطَأَ ربَّه، فهو يطلُبُه ويتبَعُه. فلمَّا كلَّمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مُوسى عليه السَّلامُ وقال له ما قال، أخبَرَه بما لقِيَ قومُه بعده. {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه: 86]، وقال لهم ما سمِعْتُم في القُرآنِ وأخَذَ برأْسِ أخِيه، وألْقى الألواحَ مِن الغضَبِ، ثمَّ عذَرَ أخاه بعُذْرِه، واستغفَرَ له، وانصرَفَ إلى السَّامريِّ، فقال له: ما حمَلَك على ما صنعْتَ؟ قال: قبَضْتُ قبضةً مِن أثرِ الرَّسولِ وفطِنْتُ لها، وعُمِّيَت عليكم، فقَذفْتُها؛ وكذلك سوَّلَت لي نَفْسي. قال: {اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} إلى قولِه: {نَسْفًا} [طه: 97]، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منه. فاستيقَنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغْتَبَطَ الَّذين كان رأيُهم فيه مثلَ رأيِ هارونَ عليه السَّلامُ، فقالوا بجماعتِهم لمُوسى عليه السَّلامُ: سَلْ لنا ربَّك عَزَّ وجَلَّ أنْ يفتَحَ لنا بابَ توبةٍ نصنَعُها؛ فيُكَفِّرَ عنَّا ما عمِلْنا، فاختارَ موسى عليه السَّلامُ قومَه سبعينَ رجُلًا لذلك -لا يأْلُو الخيرَ- خيارَ بني إسرائيلَ، ومَن لم يُشْرِكْ في العجلِ. فانطلَقَ بهم ليسأَلَ لهم التَّوبةَ، فرجَفَتْ بهم الأرضُ، فاستحيا نبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من قومِه ووفْدِه حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: 155]، وفيهم مَن قد كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ اطَّلَعَ على ما أُشْرِبَ قلبُه من حُبِّ العجلِ وإيمانِه به؛ فلذلك رجَفَت بهم الأرضُ. فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] إلى: {فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، فقال: رَبِّ سألْتُك التَّوبةَ لقومي، فقلْتَ: إنَّ رحمتي كتبْتُها لقومٍ غيرِ قومي، فليتَكَ أخَّرْتَني حين تُخْرِجُني حيًّا في أُمَّةِ ذلك الرَّجلِ المرحومةِ، فقال اللهُ له: إنَّ توبتَهم أنْ يقتُلَ كلُّ رجُلٍ منهم مَن لقِيَ مِن والدٍ أو ولدٍ، فيقتُلَه بالسَّيفِ لا يُبَالي مَن قتَلَ في ذلك الموطنِ، وتاب أولئك الَّذين كان خفِيَ على موسى وهارونَ عليهما السلام ما اطَّلَعُ اللهُ عليهم من ذُنوبِهم، فاعتَرَفوا بها، وفعَلوا ما أُمِروا، وغفَرَ اللهُ للقاتِلِ والمقتولِ. ثمَّ سار بهم مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ الأرضِ المُقدَّسةِ، وأخَذَ الألواحَ بعدما سكَتَ عنه الغضبُ، وأمَرَهم بالَّذي أُمِرَ به أنْ يُبَلِّغَهم من الوظائفِ، فثقُلَ ذلك عليهم، وأبَوا أنْ يُقِرُّوا بها، فنتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنَّه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتَّى خافوا أنْ يقَعَ عليهم، فأخَذُوا الكتابَ بأيمانِهم وهم يَصْغُون ينظُرونَ إلى الجبلِ والأرضِ، والكتابُ بأيديهم وهم يَنظُرونَ إلى الجبلِ؛ مخافةَ أنْ يقَعَ عليهم، ثمَّ مَضَوا إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فوَجَدوا مدينةَ قومٍ جبَّارينَ خَلْقُهم مُنْكرٌ، وذكَرَ من ثِمارِهم أمرًا عجَبًا من عِظَمِها، فقالوا: يا موسى، إنَّ فيها قومًا جبَّارينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخُلُها ما داموا فيها، فإنْ يَخْرجوا منها فإنَّا داخِلونَ، قال رجُلانِ من الَّذين يَخافونَ مِن الجبَّارينَ: آمنَّا بمُوسى عليه السَّلامُ، فخرَجَا إليه، فقالا: نحنُ أعلَمُ بقومِنا، إنْ كنتُمْ إنَّما تَخافونَ ما رأيتُمْ من أجسامِهم وعدَدِهم، فإنَّهم لا قُلوبَ لهم، ولا مَنعةَ عندهم، فادْخُلوا عليهم البابَ، فإذا دخلْتُموه فإنَّكم غالِبونَ. ويقولُ أناسٌ: إنَّهما من قومِ مُوسى عليه السَّلامُ. وزعَمَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ أنَّهما من الجبَّارينَ آمَنَا بمُوسى، بقولِه: {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23]: إنَّما عَنى بذلك: مِن الَّذين يَخافونَ بني إسرائيلَ. {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فأغْضَبوا مُوسَى عليه السَّلامُ، فدعا عليهم، وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يدْعُ عليهم قبلَ ذلك؛ لِمَا رأى منهم من المعصيةِ وإساءتِهم حتَّى كان يومئذٍ، فاستجابَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ له، فسمَّاهم كما سمَّاهم مُوسى عليه السَّلامُ فاسقينَ، فحرَّمَها عليهم أربعينَ سَنةً يَتِيهون في الأرضِ؛ يُصْبِحون كلَّ يومٍ، فيَسِيرونَ ليس لهم قرارٌ، ثمَّ ظلَّلَ عليهم الغمامَ في التِّيهِ، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وجعَلَ لهم ثيابًا لا تَبْلى، ولا تتَّسِخُ، وجعَلَ بين ظَهرِهم حَجرًا مُربَّعًا، وأمَرَ مُوسى عليه السَّلامُ فضرَبَه بعصاهُ، فانفجَرَ منه اثنتا عشْرةَ عينًا، في كلِّ ناحيةٍ ثلاثةُ أعينٍ، وأعلَمَ كلَّ سِبْطٍ عينَهم الَّتي يَشْربون منها، فلا يَرْتحِلونَ من مَنزلٍ إلَّا وجدوا ذلك الحجرَ منهم بالمكانِ الَّذي كان منه أمسِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/234 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (66) بنحوه.

20 - عن ابن عباس- رضي الله عنهما- "أنه سئل عن الساعة التي في يومِ الجمُعةِ فقال : اللهُ أعلمُ ، إنَّ اللهَ خلَق آدمَ يومَ الجمُعةِ بعدَ العصرِ ، فخلَقه مِن قبضةٍ قبَضها مِن أديمِ الأرضِ كلِّها ، ألا ترى أنَّ مِن ذريتِه الأحمرَ والأسودَ ، والخبيثَ ، والطيبَ ؟ ثم عهِد إليه فنَسي ، فمِن ثَمَّ سُمِّي الإنسانَ ، فباللهِ ما غابتِ الشمسُ مِن ذلك اليومِ حتى هبَط إلى الدنيا
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/258 | خلاصة حكم المحدث : موقوف، ورجاله ثقات
التخريج : أخرجه عبد الرزاق (5581)، ومسدد كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (678) واللفظ له، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (817) باختلاف يسير. | شرح الحديث

21 - تَذاكَرْنا بينَنا ، فقُلْنا : أيُّكم يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فيَسأَلُه أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ ، فهِبْنا أن يقومَ مِنا أحَدٌ ، فأرسَل إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا حتى جمعَنا ، فجِئْنا نشيرُ بعضًا إلى بعضٍ يقرأُ علينا سورةَ : سَبَّحَ للهِ ما في السماواتِ وما في الأرضِ وهُوَ العزيزُ الحكيمُ يأيُّها الذينَ آمَنوا لِمَ تَقولُونَ ما لا تَفعَلُونَ ، فتَلاها مِن أولِها إلى آخِرِها. قال : فتَلاها علينا عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ مِن أولِها إلى آخِرِها. قال هلالٌ : فتَلاها علينا عطاءٌ مِن أولِها إلى آخِرِها. قال الأوزاعِيُّ : فتَلاها علينا يَحيى مِن أولِها إلى آخِرِها.
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/287 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات | شرح حديث مشابه

22 - غزوتُ مع عُمرَ بنِ الخطَّابِ الشامَ ، فنزَلْنا منزلًا ، فجاء دَهقانُ يستدِلُّ على أميرِ المؤمنينَ حتى أتاه ، فلما رأى الدهقانُ عُمرَ سجَد له ، فقال عُمرُ : ما هذا السجودُ ؟ قال : هكذا نَفعلُ بالملوكِ : فقال عُمرُ : اسجُدْ لربِّكَ الذي خلَقكَ ، فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ ، إني صنَعتُ لكَ طعامًا فأتِني ، فقال عُمرُ : هل في بيتِكَ شيءٌ مِن تصاويرِ العجمِ ؟ قال : نعَم , قال : لا حاجةَ لنا في بيتِكَ ولكن انطلِقْ إلينا بلونٍ منَ الطعامِ ، ولا تزِدْنا عليه ، قال : فانطلِقْ ، فبعَث إليه بالطعامِ ، فأكَل منه ، فقال عُمرُ لغلامِه : هل في إداوتِكَ شيءٌ مِن ذلك النبيذِ ؟ قال : نعَم قال : فأتاه فصبَّه في إناءٍ ثم شمَّه فوجَده مُنكَرَ الريحِ ، فصبَّ عليه الماءَ ثلاثَ مراتٍ ، ثم شرِب ، ثم قال : إذا رابَكم مِن شرابِكم هذه فافعَلوا به هكذا ، ثم قال : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : لا تلبَسوا الديباجَ والحريرَ ، ولا تَشرَبوا في آنيةِ الفِضةِ والذهبِ ، فإنه لهم في الدنيا ولكم في الآخرةِ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 278 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات

23 - إذا قُبِر أحدُكم - أو قُبِر الإنسانُ - أتاه ملَكانِ فيقالُ لأحدِهما المنكرُ والآخَرُ النكيرُ فيُجلِسانِه ثم يقولانِ له : ما تقولُ في هذا الرجلِ ؟ - يعنيانِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : فهو قائلٌ لهما ما كان يقولُ في الدنيا ، فإن كان مؤمنًا قال : هو عبدُ اللهِ ورسولُه ، فيقولانِ ، قد كنا نعلمُ أنكَ تقولُ ذلك قال : ثم يأمُرانِ الأرضَ فتنفسحُ له سبعينَ ذراعًا في سبعينَ ذراعًا وينورُ له في قبرِه ويقولانِ له : نَمْ فيقولُ : دَعوني أرجِعُ إلى أهلي فأُخبِرُهم فيقولانِ له : نَمْ نومةَ العروسِ الذي لا يوقِظُه إلا أحَبُّ أهلِه إليه وإن كان منافقًا قال : كنتُ أسمَعُ الناسَ يقولونَ شيئًا فكنتُ أقولُه فيقولانِ له : قد كنا نعلمُ أنَّكَ كنتَ تقولُ ذلك ثم يأمُرانِ الأرضَ فتنضَمُّ عليه حتى تختلفَ أضلاعُه قال : فلا يزالُ مرعوبًا إلى يومِ القيامةِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/491 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
التخريج : أخرجه الترمذي (1071) باختلاف يسير، والحارث في ((مسنده)) (280) واللفظ له. | شرح حديث مشابه

24 - سمع عثمانُ بنُ عفانَ رضي اللهُ عنه أن وفدَ أهلِ مصرَ قد أقبَلوا فاستَقبَلهم وكان في قريةٍ خارجًا منَ المدينةِ , أو كما قال , فلما سمِعوا به أقبَلوا نحوَه إلى المكانِ الذي هو فيه قالوا: كرِه أن تقدَموا عليه المدينةَ , أو نحوَ ذلك , فأتَوه فقالوا له: ادعُ بالمصحفِ قال: فدَعا بالمصحفِ فقالوا له: افتَحْ السابعةَ , وكانوا يسمُّونَ سورةَ يونسَ: السابعةَ , فقرَأ حتى أتى على هذه الآيةِ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ فقالوا له: قِفْ أرأيتَ ما حُمِي مِن حمَى اللهِ اللهُ أذِن لكَ أم على اللهِ تَفتَري ؟ فقال: أمضِه نزَلَتْ في كذا وكذا وأما الحِمى: فإنَّ عُمرَ حَمى الحِمى قبلي لإبلِ الصدقةِ فلما وُلِّيتُ حمَيتُ لإبلِ الصدقةِ أمضِه فجعَلوا يأخُذونَه بالآيةِ فيقولُ: أمضِه نزلَتْ في كذا وكذا قال: وكان الذي يلي كلامَ عثمانَ في سِنكَ , قال: يقولُ أبو نضرةَ يقولُ ذلك لي أبو سعيدٍ قال أبو نضرةَ وأنا في سِنكَ قال أبي: ولم يخرجْ وجهي يومئذٍ لا أدري لعلَّه قال مرةً أخرى: وأنا يومئذٍ ابنُ ثلاثينَ سنةً قال: ثم أخَذوه بأشياءَ لم يكُنْ عندَه منها مخرجٌ فعرَفها فقال: أستَغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه ثم قال لهم: ما تُريدونَ ؟ قالوا: فأخَذوا ميثاقَه وكتَب عليهم شرطُا ثم أخَذ عليهِم أن لا يَشُقُّوا عصًا ولا يُفارِقوا جماعةً ما قام لهم بشرطِهم , أو كما أخَذوا عليه , فقال لهم: ما تُريدونَ ؟ قالوا: نريدُ أن لا يأخُذَ أهلُ المدينةِ عطاءً فإنما هذا المالُ لمن قاتَل عليه ولهذه الشيوخِ مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرَضوا وأقبَلوا معه إلى المدينةِ راضينَ قال: فقام فخطَبَهم فقال: إني واللهِ ما رأيتُ وفدًا في الأرضِ هو خيرٌ مِن هذا الوفدِ الذين مِن أهلِ مصرَ ألا مَن كان له زرعٌ فلْيَلحَقْ بزرعِه ومَن كان له ضرعٌ فيحتلبْ ألا إنه لا مالَ لكم عندَنا إنما هذا المالُ لمن قاتَل عليه ولهذه الشيوخِ مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فغضِب الناسُ وقالوا: هذا مكرُ بني أميةَ ثم رجَع الوفدُ المصريُّونَ راضينَ فبينما هم في الطريقِ إذا هُم براكبٍ يتعرَّضُ لهم ويفارِقُهم ثم يرجِعُ إليهِم ثم يُفارِقُهم ويسبُّهم قالوا له: مالَكَ إنَّ لكَ لأمرًا ما شأنُكَ ؟! فقال: أنا رسولُ أميرِ المؤمنينَ إلى عاملِه بمصرَ ففتَّشوه فإذا هُم بالكتابِ معه على لسانِ عثمانَ عليه خاتَمُه إلى عاملِه بمصرَ أن يَصلِبَهم أو يَقتُلَهم أو يقطعَ أيديَهم وأرجلَهم مِن خلافٍ فأقبَلوا حتى قدِموا المدينةَ فأتَوا عليًّا فقالوا: ألم تَر إلى عدوِّ اللهِ يكتبُ فينا كذا وكذا وإنَّ اللهَ , تعالى , قد أحَلَّ دمَه قُمْ معنا إليه قال: واللهِ لا أقومُ معكم إليه قالوا: فلِمَ كتَبتَ إلينا ؟ قال: واللهِ ما كتَبتُ إليكم كتابًا قَطُّ قال: فنظَر بعضُهم إلى بعضٍ فقالوا: لهذا تقاتِلونَ أم لهذا تَغضَبونَ ؟ فانطَلَق عليٌّ يخرجُ منَ المدينةِ إلى قريةٍ فانطَلَقوا حتى دخَلوا على عثمانَ فقالوا له: كتبتَ فينا كذا وكذا وإنَّ اللهَ قد أحَلَّ دمَكَ فقال: إنهما اثنانِ: أن تُقيموا عليَّ رجلينِ منَ المسلمينَ أو يمينٌ باللهِ الذي لا إلهَ إلا هو ما كتبتُ ولا أملَيتُ ولا علِمتُ وقد تَعلَمونَ أنَّ الكتابَ يُكتَبُ على لسانِ الرجلِ وقد يُنقَشُ الخاتَمُ على الخاتَمِ , قالوا: فواللهِ لقد أحلَّ اللهُ دمَكَ بنقضِ العهدِ والميثاقِ , قال: فحاصَروه فأشرَف عليهِم وهو محصورٌ ذاتَ يومٍ فقال: السلامُ عليكم , قال أبو سعيدٍ: فواللهِ ما أسمَعُ أحدًا منَ الناسِ ردَّ عليه السلامَ إلا أن يرُدَّ الرجلُ في نفسِه , فقال: أنشُدُكم باللهِ الذي لا إله إلا هو هل علِمتُم ؟ قال: فذكَر أشياءَ في شأنِه وذكَر أيضًا أرى كتابتَه المفصلَ ففشى النهيُ فجعَل يقولُ الناسُ: مهلًا عن أميرِ المؤمنينَ ففَشى النهيُ فقام الأشترُ , فلا أدري أيومئذٍ أم يومَ آخر , قال: فلعله قد مُكِر به وبكم قال: فوطِئَه الناسُ حتى لقي كذا وكذا ثم إنه أشرَف عليهم مرةً أخرى فوعَظَهم وذكَّرهم فلم تأخُذْ فيهم الموعظةُ وكان الناسُ تأخُذُ فيهم الموعظةُ أولَ ما يَسمَعونَها فإذا أُعيدَتْ عليهِم لم تأخُذْ فيهم قال: ثم إنه فتَح البابَ ووضَع المصحفَ بين يدَيه وذاك أنه رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال له: يا عثمانُ أفطِرْ عندَنا الليلةَ , قال أبي: فحدَّثني الحسنُ أن محمدَ بنَ أبي بكرٍ دخَل عليه فأخَذ بلحيتِه فقال: لقد أخذتَ مني مأخذًا , أو قعدتَ مني مقعدًا- ما كان أبوكَ ليقعُدَه , أو قال: ليأخُذَه- فخرَج وترَكه ودخَل عليه رجلٌ يقالُ له: الموتُ الأسوَدُ فخنَقَه ثم خنَقَه ثم خرَج فقال: واللهِ لقد خنَقتُه فما رأيتُ شيئًا قطُّ ألينَ مِن حلقِه حتى رأيتُ نفسَه ترددُّ في جسدِه كنفسِ الجانِّ , قال: فخرَج وترَكه , وقال في حديثِ أبي سعيدٍ: دخَل عليه رجلٌ فقال: بيني وبينَكَ كتابُ اللهِ فخرَج وترَكه ثم دخَل عليه آخرُ فقال: بيني وبينك كتابُ اللهِ , تعالى , والمصحفُ بين يدَيه فأهوى بالسيفِ فاتَّقاه عثمانُ بيدِه فقَطَعها فما أدري أبانَها أم قطَعَها ولم يُبِنْها قال عثمانُ: أما واللهِ إنَّها أولُ كفٍّ خطَّتِ المُفَصَّلَ قال ؟ وقال في غيرِ حديثِ أبي سعيدٍ: فدخَل عليه التجيبيُّ فأشعَر مشقصًا , فانتَضَح الدمُ على هذه الآيةِ: فسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وهُوَ السميعُ العليمُ قال: فإنَّها في المصحفِ ما حُكَّتْ بعدُ قال: فأخَذَتْ بنتُ الفرافصةِ حُلِيَّها في حديثِ أبي سعيدٍ فوضَعَتْه في حجرِها وذلك قبلَ أن يُقتَلَ فلما أشعرَ أو قُتِل تفاجتْ عليه فقال بعضُهم: قاتَلها اللهُ ما أعظمَ عجيزتَها قال أبو سعيدٍ فعلِمتُ أنَّ أعداءَ اللهِ لم يُريدوا إلا الدنيا
الراوي : أبو سعيد مولى أبي سعيد الأنصاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/7 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
التخريج : أخرجه إسحق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (8/7) واللفظ له، وعبدالله بن أحمد في ((زوائد فضائل الصحابة)) (765)، وابن حبان (6919) من حديث أبي سعيد مولى أبي أسيد

25 - صدَرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ما من عبدٍ يُؤمنُ باللهِ ثم يُسدِّدُ إلا سلَك به في الجنةِ وأرجو أن لا يَدخُلوا حتى نتبوَّأَ وأنتم ومَن صلَح مِن ذرياتِكم مساكنَ في الجنةِ ولقد وعَدني ربي أن يُدخِلَ الجنةَ مِن أمتي سبعينَ ألفًا بغيرِ حسابٍ
الراوي : رفاعة بن عرابة الجهني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/247 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

26 - خلقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، يومَ خلقَ السَّمواتِ والأرضَ، مائةَ رحمةٍ، فجَعلَ في الأرضِ مِنها رحمةً، فبِها تعطِفُ الوالدةُ على ولدِها، والبَهائمُ بعضُها علَى بعضٍ، والطَّيرُ، وأخَّرَ تِسعةً وتِسعينَ إلى يَومِ القيامةِ، فإذا كانَ يَومُ القيامةِ، أَكْملَها اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِهَذِهِ الرَّحمةِ
الراوي : أبو سعيد | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/257 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات وله شاهد | شرح حديث مشابه

27 - ما مِن رجلٍ يلي أمرَ عشرةٍ منَ المسلمينَ فصاعدًا ، إلا جاء يومَ القيامةِ يدُه مغلولةٌ إلى عنقِه ، فكَّه برُّه ، أو أوبَقه إثمُه ، أولها ملامةٌ ، وأوسطُها ندامةٌ ، وآخرُها عذابُ يومِ القيامةِ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/41 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات، وله شاهد
التخريج : أخرجه أحمد (22300)، والطبراني (8/202) (7720) واللفظ له | شرح حديث مشابه

28 - يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هل نَرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ فقال: هل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشمسِ في الظهيرةِ ليسَتْ في سحابةٍ ؟ قالوا: لا قال: فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ليس في سحابةٍ ؟ قالوا: لا , قال فوالذي نفسي بيدِه لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم إلا كما تُضارُّونَ في رؤيةِ أحدِهما فيَلقى العبدُ ربَّه فيقولُ: أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ ترأَسُ وتَربَعُ قال: فيقولُ: بَلى يا ربِّ قال: فيقولُ: فظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: لا فيقولُ: إني أنساكَ كما نَسيتَني ثم يَلقى الثانيَ فيقولُ أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ تَرأَسُ وتَربَعُ قال: فيقولُ: بَلى يا ربِّ قال: فيقولُ: فظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: لا , فيقولُ: فإني أنساكَ كما نَسيتَني ثم يَلقى الثالثَ فيقول: أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ تَرأَسُ وتَربَعُ ؟ فيقولُ: بَلى يا ربِّ فيقولُ: ظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: آمنتُ بكَ وبكتابِكَ وبرُسُلِكَ وصلَّيتُ وصُمتُ وتصدَّقتُ ويُثني بخيرٍ ما استَطاع قال: فيقولُ: فها هُنا إذًا قال: ثم قال: ألا نبعثُ شاهدَنا عليكَ , فيفكرُ في نفسِه مَن ذا الذي يشهدُ عليَّ , فيختمُ على فيه ويقالُ لفخِذِه: انطِقي فينطقُ فخِذُه ولحمُه وعظامُه بعملِه ما كان وذلك ليعذرَ مِن نفسِه وذلك المنافقُ وذلك الذي يسخطُ اللهُ عليه ثم يُنادي منادٍ: ألا لتتبعْ كلُّ أمةٍ ما كانتْ تعبدُ مِن دونِ اللهِ فتتبعُ الشياطينَ والصلبَ أولياؤهم إلى جهنَّمَ قال: وبَقينا أيُّها المؤمنونَ فيأتينا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو يُثيبُنا فيقولَنَّ: علامَ هؤلاءِ ؟ فيقولونَ: نحن عبادُ اللهِ المؤمنينَ آمَنَّا باللهِ لا نُشرِكُ به شيئًا وهذا مقامُنا حتى يأتيَنا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو مُثبِتُنا قال: ثم ينطلقُ حتى يأتيَ الجسرَ وعليه كلاليبُ مِن نارٍ تخطفُ الناسَ فعندَ ذلك حلَّتِ الشفاعةُ ودعوى الرسلِ يومئذٍ: اللهم سلِّمْ أي اللهم سلِّمْ فإذا جاوَزوا الجسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مما ملَكَتْ يمينُه منَ المالِ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خزنةِ الجنةِ يدعونَه: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ فتعالَ قال: فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ هذا العبدَ لا تَوى عليه يدعُ بابًا ويلِجُ بابًا قال: فضرَبه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه ثم قال: والذي نفسُ محمدٍ بيدِه إني لأرجو أن تكونَ منهم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/171 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الحميدي (1178) واللفظ له، وأخرجه البخاري (6573) بنحوه، ومسلم (2968) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

29 - إنَّ أيوبَ نبيَّ اللهِ كان في بلائِه ثمانيَ عشْرةَ سنةً فرفَضه القريبُ والبعيدُ إلا رجلانِ مِن إخوانِه كانا مِن أخصِّ إخوانِه كانا يغدُوانِ إليه ويَروحانِ إليه فقال أحدُهما لصاحبِه: أتعلمُ ؟ واللهِ لقد أذنَب أيوبُ ذنبًا ما أذنبَه أحدٌ قال له صاحبُه: وما ذاكَ ؟ قال: منذُ ثمانيَ عشْرةَ سنةً لم يرحمْه اللهُ فيكشِفُ عنه ما به فلما راحا إليه لم يَصبِرِ الرجلُ حتى ذكَر ذلك له فقال أيوبُ: لا أدري ما تقولُ غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أني كنتُ أمُرُّ بالرجُلَينِ يتنازَعانِ فيذكُرانِ اللهَ فأرجِعُ إلى بيتي فأكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلا في حقٍّ قال: وكان يخرجُ إلى حاجتِه فإذا قضى حاجتَه أمسَكَتِ امرأتُه بيدِه حتى يبلُغَ فلما كان ذاتَ يومٍ أبطَأ عليها وأوحي إلى أيوبَ في مكانِه أنِ اركُضْ برِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وشَرابٌ فاستَبْطَأَتْه فتَلَقَّتْه ينظرُ فأقبَل عليها وقد أذهَبَ اللهُ ما به منَ البلاءِ وهو على أحسَنِ ما كان فلما رأَتْه قالتْ: أي بارَك اللهُ فيكَ هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتَلى فواللهِ على ذلك ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ به إذ كان صحيحًا مِنكَ قال: فإني أنا هو وكان له أندَرانِ: أندرٌ للقمحِ وأندرٌ للشعيرِ فبعَث اللهُ سحابتَينِ فلما كانَتْ إحداهما على أندرِ القمحِ أفرَغَتْ فيه الذهبَ حتى فاض وأفرَغَتِ الأخرى على أندرِ الشعيرِ الوَرِقَ حتى فاض
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/142 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البزار (6333)، وابن حبان (2898)، والحاكم (4115) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

30 - إنَّ المؤمنَ حين ينزلُ به الموتُ يعايُنُ ما يعايِنُ يودُّ أنها خرجَتْ ، واللهُ يحِبُّ لقاءَ المؤمنِ تصعدُ روحُه إلى السماءِ فتأتيه أرواحُ المؤمنينَ فيستَخبِرونَه عن موتاهم مِن أهلِ الأرضِ ، فإذا قال : إنَّ فلانًا فارَق الدنيا قيل ما جيء بروحِه إلينا قد ذهَب بروحِه إلى النارِ ، وإنَّ المؤمنَ إذا دخَل في القبرِ سُئِل : مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : ربي اللهُ فيقولُ : مَن نبيُّكَ ؟ فيقولُ : نبيِّي محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقالُ : ما دينُكَ ؟ فيقولُ : الإسلامُ , ثم يقولُ : افتَحوا له بابًا في القبرِ فيقالُ له : انظُرْ إلى مقعدِكَ ، ثم يتبعُه اللهُ نومًا كأنَّما كانَتْ رقدةً وإذا كان عدوًّا للهِ وعايَن ما يعايِنُ ودَّ أنَّها لا تخرُجُ أبدًا ، واللهُ يُبغِضُ لقاءَه ، حتى إذا وُضِع في القبرِ فسُئِل مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : لا أدري فيقولُ : لا درَيتَ قال : مَن نبيُّكَ ؟ قال : لا أدري قال : لا درَيتَ قال : ما دينُكَ ؟ قال : لا أدري قال : لا درَيتَ قال : فيضرِبُه ضربةً يسمعُها كلُّ دابةٍ إلا الإنسَ قال : فيقالُ : نَمْ كما ينامُ المنهوشُ - أو المنهوسُ - قلتُ : يا أبا هريرةَ ما المنهوشُ ؟ قال : الذي تنهشُه الدوابُّ والحياتُ قال : وقال أبو هريرةَ : يضيقُ عليه في قبرِه حتى تختلفَ أضلاعُه وشبَّك بين أصابعِه
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/439 | خلاصة حكم المحدث : موقوف بسند الصحيح