الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: أتَيتُ المدينةَ للِقاءِ أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يَكُنْ فيهم رَجُلٌ ألقاه أحَبُّ إلَيَّ مِن أُبَيٍّ، فأُقيمَتِ الصَّلاةُ، وخرَجَ، فقُمتُ في الصَّفِّ الأوَّلِ، فجاء رَجُلٌ، فنظَرَ في وُجوهِ القَومِ، فعرَفَهم غيري، فنَحَّاني، وقام في مَقامي، فما عقَلتُ صَلاتي، فلمَّا صلَّى، قال: يا بُنَيَّ، لا يَسوؤُكَ اللهُ، فإنِّي لم آتِ الذي أتَيتُ بجَهالةٍ، ولكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لنا: كونوا في الصَّفِّ الذي يَليني. وإنِّي نظَرتُ في وُجوهِ القَومِ، فعرَفتُهم غيرَكَ. وإذا هو أُبَيٌّ رضيَ اللهُ عنه.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/396 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

2 - لَمَّا بعَثَ أهلُ مكَّةَ في فِداءِ أسْراهم، بعَثَتْ زَينبُ في فِداءِ أبي العاصِ بمالٍ، وبعَثَتْ فيه بقِلادةٍ لها كانتْ عندَ خَديجةَ أدخَلَتْها بها على أبي العاصِ. قالتْ: فلمَّا رَآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَقَّ لها رِقَّةً شَديدةً، وقال: إنْ رَأيْتُم أنْ تُطلِقوا لها أسيرَها وتَرُدُّوا عليها الذي لها. فقالوا: نعمْ! وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَ عليه -أو وَعَدَه- أنْ يُخلِّيَ سَبيلَ زَينبَ إليه. وبعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَيدَ بنَ حارثةَ ورَجُلًا مِن الأنصارِ فقال: كُونا ببَطْنِ يَأجِجَ حتى تَمُرَّ بكما زَينبُ، فتَصحَبانِها حتى تأتيَا بها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/332 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - عن عَبدِ اللهِ في رَجُلٍ تَزوَّجَ امرأةً، فمات عنها، ولم يَدخُلْ بها، ولم يَفرِضْ لها الصَّداقَ، فقال: لها الصَّداقُ كاملًا، وعليها العِدَّةُ، ولها الميراثُ. فقال مَعقِلُ بنُ سِنانٍ: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَضى به في بِرْوَعَ بِنتِ واشِقٍ.
الراوي : معقل بن سنان الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/577 | خلاصة حكم المحدث : وإسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - لمَّا وَرَدَ مُعاويةُ الكوفةَ، واجتَمَعَ عليه الناسُ، قال له عَمْرُو بنُ العاصِ: إنَّ الحَسَنَ مُرتَفِعٌ في الأنْفُسِ؛ لِقَرابَتِه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّه حَديثُ السِّنِّ، عَييٌّ، فمُرْه فليَخطُبْ؛ فإنَّه سيَعْيَى، فيَسقُطُ مِنْ أنْفُسِ الناسِ. فأبَى، فلم يَزالوا به حتى أمَرَه، فقامَ على المِنبَرِ دُونَ مُعاويةَ، فحَمِدَ اللهَ، وأثنى عليه، ثم قال: لو ابتَغَيتُم بيْنَ جابَلْقَ وجابَرْسَ رَجُلًا جَدُّه نَبيٌّ غَيري وغَيرَ أخي لم تَجِدوه، وإنَّا قد أعطَيْنا مُعاويةَ بَيعَتَنا، ورأينا أنَّ حَقنَ الدِّماءِ خَيرٌ، وما أدْري لَعَلَّه فِتنةٌ لَكم ومَتاعٌ إلى حينٍ. وأشارَ بيَدِه إلى مُعاويةَ، فغَضِبَ مُعاويةُ، فخَطَبَ بَعدَه خُطبةً عَييَّةً فاحِشةً، ثم نَزَلَ. وقال: ما أرَدتَ بقَولِكَ: فِتنةٌ لكم ومَتاعٌ؟ قال: أرَدتُ بها ما أرادَ اللهُ بها.
الراوي : محمد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/272 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

5 - عن عائِشةَ، قالت: كان إذا قيلَ لها: هو شَرُّ الثلاثةِ، عابَتْ ذلك، وقالت: ما عليه مِن وِزْرِ أبَوَيْه؛ قال اللهُ:  {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].
الراوي : عروة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :   4/ 300   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - لَمَّا أُصيبَ أكحَلُ سَعدٍ، فثَقُلَ، حوَّلُوه عندَ امرأةٍ يُقالُ لها: رُفَيدةُ، تُداوي الجَرحى، فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا مَرَّ به يقولُ: كيف أمسَيتَ؟ وكيف أصبَحتَ؟ فيُخبِرُه، حتى كانتِ اللَّيلةُ التي نقَلَه قَومُه فيها، وثَقُلَ، فاحتَمَلوه إلى بَني عَبدِ الأشهَلِ، إلى مَنازلِهم، وجاء رسولُ اللهِ، فقيلَ: انطَلِقوا به. فخرَجَ، وخرَجْنا معه، وأسرَعَ حتى تَقطَّعَتْ شُسوعُ نِعالِنا، وسقَطَتْ أردِيَتُنا، فشَكا ذلك إليه أصحابُه، فقال: إنِّي أخافُ أنْ تَسبِقَنا إليه الملائكةُ، فتُغسِّلَه كما غسَّلَتْ حَنظَلةَ. فانتَهى إلى البَيتِ، وهو  يُغسَّلُ، وأُمُّه تَبكيه، وتقولُ: وَيلَ أُمِّ سَعدٍ سَعدَا ... حَزامةً وجِدَّا فقال: كلُّ باكيةٍ تَكذِبُ، إلَّا أُمَّ سَعدٍ. ثُمَّ خرَجَ به، قال: يقولُ له القَومُ: ما حمَلْنا يا رسولَ اللهِ مَيِّتًا أخَفَّ علينا منه. قال: ما يَمنَعُه أنْ يَخِفَّ وقد هبَطَ مِن الملائكةِ كذا وكذا، لم يَهبِطوا قَطُّ قبلَ يومِهم، قد حمَلوه معكم!
الراوي : محمود بن لبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/287 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن. | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

7 - إنَّ اللهَ يَصنَعُ كلَّ صانعٍ وصَنعَتَه.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 12/ 454 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - صومُ شَهرِ الصبْرِ، وصومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شَهرٍ، صومُ الدهْرِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 16/ 548- 549 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - نَهانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَمتَشِطَ أحدُنا كلَّ يومٍ.
الراوي : رجل من الصحابة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :  6/ 363   | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - خطَبَ أبو طَلحةَ أُمَّ سُلَيمٍ، فقالتْ: إنَّه لا يَنبَغي أنْ أتزوَّجَ مُشرِكًا؛ أمَا تَعلَمُ -يا أبا طَلحةَ- أنَّ آلِهتَكم يَنحَتُها عَبدُ آلِ فُلانٍ، وأنَّكم لو أشعَلتُم فيها نارًا لاحترَقَتْ! قال: فانصرَفَ وفي قَلبِه ذلك، ثُمَّ أتاها، وقال: الذي عرَضتِ علَيَّ قد قبِلتُ. قال: فما كان لها مَهرٌ إلَّا الإسلامُ.
الراوي : أنس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/306 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

11 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَسرُدُ سَردَكم هذا، يَتكَلَّمُ بكَلمةِ فَصلٍ يَحفَظُه كلُّ مَن سمِعَه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 17/ 386 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة

12 - ليلةُ الضَّيفِ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مُسلمٍ، فإنْ أصبَحَ بفِنائِه فهو دَينٌ عليه، إنْ شاءَ اقْتَضاهُ، وإنْ شاءَ ترَكَه.
الراوي : المقدام أبو كريمة الشامي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 10/143 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - إنَّ اللهَ تعالى لم يُنزِلْ داءً إلَّا أنزَلَ له شِفاءً، إلَّا الهَرَمَ، فعليكم بألبانِ البَقَرِ، فإنها تَرُمُّ من كُلِّ شجَرٍ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :  8/ 187   | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] كانت رُخصةً للشيخِ الكبيرِ، والمَرأةِ الكبيرةِ، وهُما يُطيقانِ الصيامَ أنْ يُفطِرا ويُطعِما مكانَ كلِّ يومٍ مِسكينًا، والحُبْلى والمُرضعِ إذا خافَتا.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :  5/ 82   | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي. | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - عن أبي عُثمانَ النَّهديِّ، قال: إنِّي لَجالِسٌ تحت مِنبَرِ عُمَرَ، وهو يَخطُبُ الناسَ، فقال في خُطبَتِه: سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنَّ أخوَفَ ما أخافُ على هذه الأُمَّةِ كُلُّ مُنافِقٍ عَليمِ اللِّسانِ.
الراوي : عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 4/88 | خلاصة حكم المحدث : سنده قوي | أحاديث مشابهة

16 - لَقيَني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا مُعاذُ، إنِّي لأُحِبُّكَ في اللهِ! قُلتُ: وأنا -واللهِ- يا رسولَ اللهِ أُحِبُّكَ في اللهِ. قال: أفلا أُعلِّمُكَ كَلِماتٍ تَقولُهنَّ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ؟ ربِّ أعنِّي على ذِكرِكَ، وشُكرِكَ، وحُسنِ عِبادتِكَ.
الراوي : معاذ | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/450 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - كانتِ امْرأةٌ من أهلِ المدينةِ لها زَوجٌ تاجرٌ يَختَلِفُ -يَعْني في التِّجارةِ- فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: إنَّ زَوْجي غائبٌ، وتَرَكَني حاملًا، فرَأيْتُ في المَنامِ أنَّ ساريةَ بَيْتي انكَسَرَتْ، وإنِّي ولَدْتُ غُلامًا أعْوَرَ، فقال: خَيرٌ، يَرجِعُ زَوجُكِ إنْ شاءَ اللهُ صالحًا، وتَلِدينَ غُلامًا بَرًّا، فذكَرَتْ ذلك ثلاثًا، فجاءَتْ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غائبٌ، فسأَلْتُها فأخْبَرَتْني بالمَنامِ، فقُلتُ: لئِنْ صَدَقَتْ رُؤْياكِ لَيَموتَنَّ زَوجُكِ، وتَلِدينَ غُلامًا فاجِرًا، فقَعَدَتْ تَبْكي، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: مَهْ يا عائشةُ، إذا عَبَرْتم للمُسلِمِ الرُّؤْيا فاعْبُروها على خَيرٍ، فإنَّ الرُّؤْيا تكونُ على ما يَعبُرُها صاحِبُها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 18/  398 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - كانتِ امْرأةٌ من أهلِ المدينةِ لها زَوجٌ تاجرٌ يَختَلِفُ -يَعْني في التِّجارةِ- فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: إنَّ زَوْجي غائبٌ، وتَرَكَني حاملًا، فرَأيْتُ في المَنامِ أنَّ ساريةَ بَيْتي انكَسَرَتْ، وإنِّي ولَدْتُ غُلامًا أعْوَرَ، فقال: خَيرٌ، يَرجِعُ زَوجُكِ إنْ شاءَ اللهُ صالحًا، وتَلِدينَ غُلامًا بَرًّا، فذكَرَتْ ذلك ثلاثًا، فجاءَتْ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غائبٌ، فسأَلْتُها فأخْبَرَتْني بالمَنامِ، فقُلتُ: لئِنْ صَدَقَتْ رُؤْياكِ لَيَموتَنَّ زَوجُكِ، وتَلِدينَ غُلامًا فاجِرًا، فقَعَدَتْ تَبْكي، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: مَهْ يا عائشةُ، إذا عَبَرْتم للمُسلِمِ الرُّؤْيا فاعْبُروها على خَيرٍ، فإنَّ الرُّؤْيا تكونُ على ما يَعبُرُها صاحِبُها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 18/  398 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - لا تنقطِعُ الهجرةُ ما دام العدُوُّ يُقاتِل، فقال معاويةُ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ وعبدُ اللَّهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: الهجرةُ خَصلتانِ؛ إحداهُمَا: أنْ تهجُرَ السَّيِّئاتِ، والأُخرى أنْ تُهاجِرَ إلى اللَّهِ ورسولِهِ، ولا تنقطِعُ الهجرةُ ما تُقُبِّلَتِ التَّوبةُ، ولا تزالُ التَّوبةُ مقبولةً حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ مِنَ المَغرِبِ، فإذا طلَعَتْ، طُبِعَ على كلِّ قلبٍ بما فيه، وكُفِيَ النَّاسُ العملَ.
الراوي : عبدالله بن السعدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 15/8 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - بَينَما أنا عنْدَ مُعاويةَ، إذ جاءَه رَجُلانِ يَختَصِمانِ في رَأْسِ عَمَّارٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقال كُلُّ واحِدٍ منهما: أنا قَتَلتُه. فقال عَبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ به أحَدُكما نَفْسًا لِصاحِبِه؛ فإنِّي سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: تَقتُلُه الفِئةُ الباغيةُ. فقال مُعاويةُ: يا عَمْرُو، ألَا تُغْني عنَّا مَجنونَكَ؟ فما بالُكَ معنا؟ قال: إنَّ أبي شَكاني إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: أطِعْ أباكَ ما دامَ حَيًّا؛ فأنا معكم، ولستُ أُقاتِلُ.
الراوي : حنظلة بن خويلد العنبري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/92 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - أنَّ أبا هُرَيرةَ كان في سَفرٍ، فلمَّا نَزَلوا أرْسَلوا إليه وهو يُصلِّي، فقال: إنِّي صائمٌ، فلمَّا وَضَعوا الطعامَ، وكاد أنْ يَفرَغوا جاءَ، فقالوا: هَلُمَّ فكُلْ، فأكَلَ، فنظَرَ القومُ إلى الرسولِ، فقال: ما تَنظُرونَ؟! فقال: واللهِ لقدْ قال: إنِّي صائمٌ، فقال أبو هُرَيرةَ: صدَقَ، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: صَومُ شَهرِ الصَّبرِ، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شَهرٍ صومُ الدهْرِ كُلِّه، فقد صُمْتُ ثلاثةَ أيامٍ من أوَّلِ الشهْرِ، فأنا مُفطِرٌ في تَخفيفِ اللهِ، صائمٌ في تَضعيفِ اللهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :   10/ 477   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح. | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - خَصلَتانِ -أو خَلَّتانِ- لا يُحافِظُ عليهما عبدٌ مُسلِمٌ إلَّا دخَلَ الجَنَّةَ، هما يَسيرٌ، ومَن يَعمَلُ بهما قليلٌ، يُسَبِّحُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عَشَرةً، ويَحمَدُ عَشَرةً، ويُكبِّرُ عَشَرةً، فذلك خمسونَ ومئةٌ باللسانِ، وألفٌ وخَمسُ مئةٍ في المِيزانِ، ويُكبِّرُ أربعًا وثلاثينَ إذا أخَذَ مَضجَعَه، ويَحمَدُ ثلاثًا وثلاثينَ، ويُسَبِّحُ ثلاثًا وثلاثينَ، فذلك مئةٌ في اللسانِ، وألفٌ في الميزانِ؛ فلقدْ رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعقِدُها بيَدِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، كيف هما يَسيرٌ، ومَن يَعمَلُ بهما قليلٌ؟ قال: يَأْتي أحَدَكم -يَعْني الشيطانَ- في مَنامِه فيُنَوِّمُه قبلَ أنْ يقولَه، ويَأْتيه في صلاتِه فيُذَكِّرُه حاجَتَه قبلَ أنْ يقولَها.
الراوي : - | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :  6/ 111   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/150 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - خرَجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو مُردِفي، إلى نُصُبٍ مِن الأنصابِ، فذبَحْنا له -ضَميرُ (له) راجعٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- شاةً، ووضَعْناها في التَّنُّورِ، حتى إذا نضِجَتْ جعَلْناها في سُفْرَتِنا، ثُمَّ أقبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسيرُ وهو مُردِفي في أيَّامِ الحَرِّ، حتى إذا كنَّا بأعلى الوادي لقيَ زَيدَ بنَ عَمرٍو،  فحيَّا أحدُهما الآخَرَ. فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لي أرى قَومَكَ قد شَنِفُوا لك -أيْ: أبغَضوكَ-؟ قال: أمَا واللهِ إنَّ ذلك منِّي لغيرِ نائرةٍ كانتْ منِّي إليهم، ولكنِّي أراهم على ضَلالةٍ، فخرَجتُ أبتَغي الدِّينَ حتى قدِمتُ على أحبارِ أيْلةَ، فوجَدتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشرِكونَ به، فدُلِلتُ على شَيخٍ بالجَزيرةِ، فقدِمتُ عليه، فأخبَرتُه. فقال: إنَّ كلَّ مَن رأيْتَ في ضَلالةٍ، إنَّكَ لتَسألُ عن دِينٍ هو دِينُ اللهِ وملائكتِه، وقد خرَجَ في أرضِكَ نَبيٌّ -أو هو خارجٌ-، ارجِعْ إليه واتَّبِعْه، فرجَعتُ فلمْ أُحِسَّ شيئًا. فأناخَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَعيرَ، ثُمَّ قدَّمْنا إليه السُّفْرةَ، فقال: ما هذه؟ قُلْنا: شاةٌ ذبَحْناها للنُّصُبِ. -كذا قال- فقال: إنِّي لا آكُلُ ممَّا ذُبِحَ لغيرِ اللهِ، ثُمَّ تفَرَّقا، ومات زَيدٌ قبلَ المَبعثِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَأتي أُمَّةً وَحدَه.
الراوي : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/134 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن. | أحاديث مشابهة

25 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبشةِ، جاوَرْنا بها خيرَ جارٍ النَّجاشيَّ، أمِنَّا على دِينِنا، وعبَدْنا اللهَ تَعالى لا نُؤذَى، ولا نَسمَعُ شيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا، ائتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَينِ جَلدَينِ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكَّةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يَأتيه منها إليه الأَدَمُ. فجَمَعوا له أَدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوا إليه هَديَّةً، ثُمَّ بَعَثوا بذلك عبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةَ المَخزوميَّ، وعَمرَو بنَ العاصِ السَّهْميَّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثُمَّ قَدِّموا له هَداياه، ثُمَّ سَلُوه أنْ يُسلِمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ، ونحن عندَه بخَيرِ دارٍ، عندَ خيرِ جارٍ، فلمْ يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه، وقالا له: إنَّه قد ضَوَى إلى بَلدِ المَلِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بَعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم، ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فأشيروا عليه بأنْ يُسلِمَهم إلينا، ولا يُكلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهم: نعمْ. ثُمَّ إنَّهما قَرَّبا هَدايا النَّجاشيِّ، فقبِلَها منهم، ثُمَّ كَلَّماه، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه ضَوَى إلى بَلدِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا إليك أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ وعَمرٍو مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صدَقوا أيُّها المَلِكُ، فأسلِمْهم إليهما. فغضِبَ النَّجاشيُّ، ثُمَّ قال: لا ها اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، ونزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِواي حتى أدْعُوهم، فأسألَهم. ثُمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ، فدَعاهم، فلمَّا جاءهم رسولُه اجتَمَعوا، ثُمَّ قال بَعضُهم لبَعضٍ: ما تقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قالوا: نقولُ -واللهِ- ما علِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنًا في ذلك ما كان. فلمَّا جاؤوه وقد دَعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه، فنشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالتْ: وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّا كنَّا قَومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نَعبُدُ الأصنامَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونَأتي الفَواحشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ويَأكُلُ القَويُّ منَّا الضَّعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا منَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَه وأمانتَه وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كنَّا نَعبُدُ وآباؤنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانة، وصِلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عن المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عن الفَواحشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ لا نُشرِكُ به شيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ -قالتْ: فعَدَّدَ له أُمورَ الإسلامِ-؛ فصَدَّقْناه، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناه، فعَدا علينا قَومُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوْثانِ، وأنْ نَستحِلَّ ما كنَّا نَستحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالُوا بيْنَنا وبيْنَ دِينِنا؛ خرَجْنا إلى بَلدِكَ، واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال: هل معك ممَّا جاء به عن اللهِ مِن شيءٍ؟ قال: نعمْ. قال: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن: {كهيعص}، فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تُليَ عليهم. ثُمَّ قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليَخرُجُ مِن مِشْكاةٍ واحدةٍ، انطَلِقا، فواللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبدًا، ولا أُكادُ. فلمَّا خَرَجا، قال عَمرٌو: واللهِ لأُنبِئَنَّه غَدًا عَيبَهم، ثُمَّ أستأصِلُ خَضراءَهم. فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتقى الرَّجُلَينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى عَبدٌ. ثُمَّ غَدَا عليه، فقال: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم، فسَلْهم عما يقولونَ فيه. فأرسَلَ يَسألُهم. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتمَعَ القَومُ، ثُمَّ قالوا: نقولُ -واللهِ- فيه ما قال اللهُ تَعالى، كائنًا ما كان. فلمَّا دَخَلوا عليه، قال لهم: ما تقولونَ في عيسى؟ فقال له جَعفَرٌ: نقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عَبدُ اللهِ، ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمتُه ألقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. فضَرَبَ النَّجاشيُّ يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ عُودًا، ثُمَّ قال: ما عَدا عيسى ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غرِمَ، ثُمَّ مَن سَبَّكم غرِمَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرى ذَهبًا، وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا منكم -والدَّبْرُ بلِسانِهم: الجَبلُ-، رُدُّوا عليهما هَداياهما، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ منِّي الرِّشْوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ النَّاسَ فيَّ، فأُطيعَهم فيه. فخَرَجا مَقبوحَيْنِ! مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خيرِ جارٍ. فواللهِ إنَّا على ذلك، إذ نزَلَ به -يَعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- فواللهِ ما علِمْنا حَربًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حَربٍ حربناه ، تَخوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه. وسار النَّجاشيُّ، وبينهما عَرضُ النِّيلِ. فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثُمَّ يَأتيَنا بالخَبرِ؟ فقال الزُّبَيرُ: أنا. -وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا- فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلها في صَدرِه، ثُمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى مَكانِ المُلتقى، وحضَرَ. فدَعَوْنا اللهَ للنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوسَقَ له أمْرُ الحَبشةِ، فكنَّا عندَه في خيرِ مَنزِلٍ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمكَّةَ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/431-434 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه فهو مُنافِقٌ: كَذوبٌ إذا حدَّثَ، مُخالِفٌ إذا وعَدَ، خائنٌ إذا اؤتُمِنَ، فمَن كانتْ فيه خَصْلةٌ، ففيه خَصْلةٌ منَ النِّفاقِ حتى يَدَعَها.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 5/409 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

27 - كُنتُ أجمَلَ شَبابِ قُرَيشٍ، وأجْوَدَه ثَغرًا، وما شيءٌ كُنتُ أجِدُ له لذَّةً -وأنا شابٌّ- أجِدُه غيرَ اللبَنِ، أو إنسانٍ حَسنِ الحَديثِ يُحَدِّثُني.
الراوي : معاوية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 5/52 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة

28 - خطَبَ أبو طَلحةَ أُمَّ سُلَيمٍ، فقالتْ: أمَا إنِّي فيك لراغِبةٌ، وما مِثلُكَ يُرَدُّ، ولكنَّكَ كافرٌ، فإنْ تُسلِمْ فذلك مَهري، لا أسألُكَ غيرَه. فأسلَمَ، وتَزوَّجَها، قال ثابِتٌ: فما سمِعْنا بمَهرٍ كان قَطُّ أكرَمَ مِن مِهرِ أُمِّ سُلَيمٍ: الإسلامِ.
الراوي : أنس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/29 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - خطَبَ أبو طَلْحةَ أُمَّ سُلَيمٍ، فقالت: واللهِ ما مِثلُكَ يا أبا طَلْحةَ يُرَدُّ، ولكنَّكَ كافرٌ، وأنا مُسلِمةٌ، ولا يَحِلُّ لي أنْ أتزَوَّجَكَ، فإنْ تُسلِمْ فذاك مَهْري، ولا أَسأَلُكَ غَيرَه، فأسْلَمَ، فكان ذلك مَهرَها. قال ثابتٌ: فما سمِعْتُ بامرأةٍ قطُّ كانتْ أكرَمَ مَهرًا من أُمِّ سُلَيمٍ الإسلامَ، فدخَلَ بها، فولَدَتْ له.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 16/ 257 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

30 - ابنُ أبي خالدٍ: عن قَيسٍ، قال: لَمَّا قُدِمَ بالأشعَثِ بنِ قَيسٍ أسيرًا على أبي بَكرٍ أطلَقَ وَثاقَه، وزَوَّجَه أُختَه. فاختَرَطَ سَيفَه، ودخَلَ سوقَ الإبلِ، فجعَلَ لا يَرى ناقةً ولا جَملًا إلَّا عَرقَبَه، وصاح النَّاسُ: كفَرَ الأشعَثُ! ثُمَّ طرَحَ سَيفَه، وقال: واللهِ ما كفَرتُ؛ ولكنَّ هذا الرَّجُلَ زَوَّجَني أُختَه، ولو كنَّا في بِلادِنا لكانتْ لنا وَليمةٌ غيرُ هذه، يا أهلَ المدينةِ، انحَروا، وكُلوا! ويا أهلَ الإبلِ، تَعالَوْا خُذوا شَرْواها!
الراوي : قيس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/39 | خلاصة حكم المحدث :  إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح غير عبد المؤمن بن علي وهو ثقة | أحاديث مشابهة
 

61 - ما رَأيْتُ أحدًا أعلَمَ بالطِّبِّ مِن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها، فقُلتُ: يا خالةُ، ممَّن تَعلَّمتِ الطِّبَّ؟! قالتْ: كنتُ أسمَعُ النَّاسَ يَنعَتُ بَعضُهم لبَعضٍ، فأحفَظُه. سَعيدُ بنُ سُلَيمانَ: عن أبي أُسامةَ، عن هِشامٍ، عن أبيه، قال: لقد صحِبتُ عائشةَ، فما رَأيْتُ أحدًا قَطُّ كان أعلَمَ بآيةٍ أُنزِلَتْ، ولا بفَريضةٍ، ولا بسُنَّةٍ، ولا بشِعرٍ، ولا أرْوى له، ولا بيَومٍ مِن أيَّامِ العَربِ، ولا بنَسبٍ، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقَضاءٍ، ولا طِبٍّ منها. فقُلتُ لها: يا خالةُ، الطِّبُّ مِن أين عُلِّمتِه؟! فقالتْ: كنتُ أمرَضُ، فيُنعَتُ لي الشيءُ، ويَمرَضُ المَريضُ، فيُنعَتُ له، وأسمَعُ النَّاسَ يَنعَتُ بَعضُهم لبَعضٍ، فأحفَظُه.
الراوي : عروة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/183 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

62 - كُنَّا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنزَلَ بنا ونحن معَه قَريبٌ من ألْفِ راكبًا، فصَلَّى رَكعتَيْنِ، ثم أقبَلَ علينا بوَجْهِه وعَيْناه تَذرِفانِ، فقامَ إليه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، ففَداهُ بالأبِ والأُمِّ، يقولُ: يا رسولَ اللهِ، ما لكَ؟ قال: إنِّي سأَلْتُ ربِّي عزَّ وجلَّ في الاستِغفارِ لأُمِّي، فلم يَأذَنْ لي، فدمَعَتْ عَيْنايَ رَحمةً لها منَ النارِ، وإنِّي كُنتُ نَهيْتُكم عن ثلاثٍ: عن زِيارةِ القُبورِ، فزُورُوها؛ لِتُذكِّرَكم زيارَتُها خَيرًا، ونَهيْتُكم عن لُحومِ الأَضاحيِّ بعدَ ثلاثٍ، فكُلوا وأمْسِكوا ما شِئْتم، ونَهيْتُكم عنِ الأَشرِبةِ في الأَوْعيةِ، فاشْرَبوا في أيِّ وِعاءٍ شِئْتم، ولا تَشرَبوا مُسكِرًا.
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 17/43 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

63 - عُدْنا عُتْبةَ بنَ فَرقَدٍ، فتَذاكَرْنا شَهرَ رَمضانَ، فقال: ما تَذْكُرونَ؟ قُلْنا: شَهرَ رمضانَ. قال: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: تُفتَحُ فيه أبوابُ الجَنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ النَّارِ، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، ويُنادي مُنادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخَيرِ هَلُمَّ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصِرْ.
الراوي : عتبة بن فرقد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 11/89 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

64 - خَسَفَتِ الشمسُ، فصَلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فحَكى ابنُ عبَّاسٍ أنَّ صلاتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكعَتانِ، في كلِّ رَكعةٍ رَكعتانِ، ثم خطَبَهم، فقال: إنَّ الشمسَ والقمرَ آيَتانِ من آياتِ اللهِ، لا يَخْسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحَياتِه، فإذا رَأَيْتم ذلك؛ فافْزَعوا إلى ذِكرِ اللهِ].
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 12/61 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه الدارمي (1528) واللفظ له، وأخرجه البخاري بعد حديث (1046)، ومسلم (902) بلفظ مقارب | شرح حديث مشابه

65 - رأيتُ على ابنِ عُمَرَ ثيابًا خَشِنةً -أو جَشِبةً- فقُلتُ له: إنِّي قد أتَيتُكَ بثَوبٍ لَيِّنٍ ممَّا يُصنَعُ بخُراسانَ، وتَقَرُّ عَيناي أنْ أراهُ عليكَ. قال: أرِنيه. فلَمَسَه، وقال: أحَريرٌ هذا؟ قُلتُ: لا، إنَّه مِن قُطْنٍ. قال: إنِّي أخافُ أنْ ألبَسَه، أخافُ أكونُ مُختالًا فَخورًا، واللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخورٍ.
الراوي : قزعة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/233 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

66 - رَأى عُمَرُ طَلحةَ بنَ عُبَيدِ اللهِ ثَقيلًا، فقال: ما لك يا أبا فُلانٍ، لعلَّكَ ساءتْكَ إمرةُ ابنِ عَمِّكَ يا أبا فُلانٍ؟ قال: لا، إلَّا أنِّي سمِعتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَديثًا ما منَعَني أنْ أسألَه عنه إلَّا القُدرةُ عليه حتى مات؛ سمِعتُه يقولُ: إنِّي لأعلَمُ كَلِمةً لا يقولُها عَبدٌ عندَ مَوتِه إلَّا أشرَقَ لها لَونُه، ونفَّسَ اللهُ عنه كُربَتَه. قال: فقال عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه: إنِّي لأعلَمُ ما هي. قال: وما هي؟ قال: تَعلَمُ كَلِمةً أعظَمَ مِن كَلِمةٍ أمَرَ بها عَمَّه عندَ المَوتِ؟ لا إلهَ إلَّا اللهُ. قال طَلحةُ: صدَقتَ! هي واللهِ هي.
الراوي : عمر وطلحة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :   1/ 38   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

67 - كانتِ امْرأةٌ من أهلِ المدينةِ لها زَوجٌ تاجرٌ يَختَلِفُ -يَعْني في التِّجارةِ- فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: إنَّ زَوْجي غائبٌ، وتَرَكَني حاملًا، فرَأيْتُ في المَنامِ أنَّ ساريةَ بَيْتي انكَسَرَتْ، وإنِّي ولَدْتُ غُلامًا أعْوَرَ، فقال: خَيرٌ، يَرجِعُ زَوجُكِ إنْ شاءَ اللهُ صالحًا، وتَلِدينَ غُلامًا بَرًّا، فذكَرَتْ ذلك ثلاثًا، فجاءَتْ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غائبٌ، فسأَلْتُها فأخْبَرَتْني بالمَنامِ، فقُلتُ: لئِنْ صَدَقَتْ رُؤْياكِ لَيَموتَنَّ زَوجُكِ، وتَلِدينَ غُلامًا فاجِرًا، فقَعَدَتْ تَبْكي، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: مَهْ يا عائشةُ، إذا عَبَرْتم للمُسلِمِ الرُّؤْيا فاعْبُروها على خَيرٍ، فإنَّ الرُّؤْيا تكونُ على ما يَعبُرُها صاحِبُها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 18/  398 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الدارمي (2163) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

68 - كانتِ امْرأةٌ من أهلِ المدينةِ لها زَوجٌ تاجرٌ يَختَلِفُ -يَعْني في التِّجارةِ- فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: إنَّ زَوْجي غائبٌ، وتَرَكَني حاملًا، فرَأيْتُ في المَنامِ أنَّ ساريةَ بَيْتي انكَسَرَتْ، وإنِّي ولَدْتُ غُلامًا أعْوَرَ، فقال: خَيرٌ، يَرجِعُ زَوجُكِ إنْ شاءَ اللهُ صالحًا، وتَلِدينَ غُلامًا بَرًّا، فذكَرَتْ ذلك ثلاثًا، فجاءَتْ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غائبٌ، فسأَلْتُها فأخْبَرَتْني بالمَنامِ، فقُلتُ: لئِنْ صَدَقَتْ رُؤْياكِ لَيَموتَنَّ زَوجُكِ، وتَلِدينَ غُلامًا فاجِرًا، فقَعَدَتْ تَبْكي، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: مَهْ يا عائشةُ، إذا عَبَرْتم للمُسلِمِ الرُّؤْيا فاعْبُروها على خَيرٍ، فإنَّ الرُّؤْيا تكونُ على ما يَعبُرُها صاحِبُها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 18/  398 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الدارمي (2163) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

69 - ما يَمنَعُ أحَدَكم أنْ يُسبِّحَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ عَشْرًا، ويُكبِّرَ عَشْرًا، ويَحمَدَ عَشْرًا، فذلك في خَمسِ صَلَواتٍ خَمسونَ ومئةٌ باللسانِ، وألفٌ وخَمسُ مئةٍ في الميزانِ، وإذا أَوى إلى فِراشِه، سبَّحَ ثلاثًا وثلاثينَ، وحمِدَ ثلاثًا وثلاثينَ، وكبَّرَ أربعًا وثلاثينَ، فذلك مئةٌ باللسانِ، وألفٌ في الميزانِ، فأيُّكم يَعمَلُ في يومٍ وليلةٍ ألفَيْنِ وخَمسَ مئةِ سيِّئةٍ؟!
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 11/ 551 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

70 - لا تنقطِعُ الهجرةُ ما دام العدُوُّ يُقاتِل، فقال معاويةُ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ وعبدُ اللَّهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: الهجرةُ خَصلتانِ؛ إحداهُمَا: أنْ تهجُرَ السَّيِّئاتِ، والأُخرى أنْ تُهاجِرَ إلى اللَّهِ ورسولِهِ، ولا تنقطِعُ الهجرةُ ما تُقُبِّلَتِ التَّوبةُ، ولا تزالُ التَّوبةُ مقبولةً حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ مِنَ المَغرِبِ، فإذا طلَعَتْ، طُبِعَ على كلِّ قلبٍ بما فيه، وكُفِيَ النَّاسُ العملَ.
الراوي : عبدالله بن السعدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 15/8 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

71 - واللهِ ما خلَقَ اللهُ مؤمنًا يَسمَعُ بي إلَّا أحَبَّني. قُلتُ: وما عِلمُكَ بذلك؟ قال: إنَّ أُمِّي كانتْ مُشرِكةً، وكنتُ أدعوها إلى الإسلامِ، وكانت تَأبى علَيَّ، فدَعَوتُها يومًا، فأسمَعَتْني في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أكرَهُ، فأتَيتُ رسولَ اللهِ وأنا أبكي، فأخبَرتُه، وسَألْتُه أنْ يَدعُوَ لها. فقال: اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أبي هُرَيرةَ. فخرَجتُ أعدو أُبشِّرُها، فأتَيتُ، فإذا البابُ مُجافٌ، وسمِعتُ خَضخَضةَ الماءِ، وسمِعَتْ حِسِّي، فقالت: كما أنت، ثُمَّ فتَحَتْ، وقد لبِسَتْ دِرعَها، وعجِلَتْ عن خِمارِها، فقالتْ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عَبدُه ورسولُه. وقال: فرجَعتُ إلى رسولِ اللهِ أبكي مِن الفَرحِ، كما بكَيتُ مِن الحُزنِ، فأخبَرتُه، وقُلتُ: ادْعُ اللهَ أنْ يُحبِّبَنيَ وأُمِّي إلى عِبادِه المؤمنينَ. فقال: اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيدَكَ هذا وأُمَّه إلى عِبادِكَ المؤمنينَ، وحَبِّبْهم إليهما.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/593 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن

72 - بَينَما أنا عنْدَ مُعاويةَ، إذ جاءَه رَجُلانِ يَختَصِمانِ في رَأْسِ عَمَّارٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقال كُلُّ واحِدٍ منهما: أنا قَتَلتُه. فقال عَبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ به أحَدُكما نَفْسًا لِصاحِبِه؛ فإنِّي سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: تَقتُلُه الفِئةُ الباغيةُ. فقال مُعاويةُ: يا عَمْرُو، ألَا تُغْني عنَّا مَجنونَكَ؟ فما بالُكَ معنا؟ قال: إنَّ أبي شَكاني إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: أطِعْ أباكَ ما دامَ حَيًّا؛ فأنا معكم، ولستُ أُقاتِلُ.
الراوي : حنظلة بن خويلد العنبري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/92 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

73 - عن ابن مسعود قال: مكتوبٌ في التَّوْراةِ: سورةُ المُلْكِ مَن قرَأَها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثَرَ وأطابَ، وهي المانِعةُ؛ تَمنَعُ من عَذابِ القَبرِ؛ إذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسِه، قال له رأسُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقدْ كان يَقرَأُ بي وفيَّ سورةُ المُلْكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ بَطنِه، قال له بَطنُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقد كان وَعَى فيَّ سورةَ المُلكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ رِجْلَيه، قالت له رِجْلاه: قِبَلَكَ عنِّي، فقد كان يَقومُ بي بسورةِ المُلكِ.
الراوي : زر بن حبيش | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 7/167 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10547)، والطبراني (9/141) (8651)، والحاكم (3839) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

74 - أنَّ أبا هُرَيرةَ كان في سَفرٍ، فلمَّا نَزَلوا أرْسَلوا إليه وهو يُصلِّي، فقال: إنِّي صائمٌ، فلمَّا وَضَعوا الطعامَ، وكاد أنْ يَفرَغوا جاءَ، فقالوا: هَلُمَّ فكُلْ، فأكَلَ، فنظَرَ القومُ إلى الرسولِ، فقال: ما تَنظُرونَ؟! فقال: واللهِ لقدْ قال: إنِّي صائمٌ، فقال أبو هُرَيرةَ: صدَقَ، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: صَومُ شَهرِ الصَّبرِ، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شَهرٍ صومُ الدهْرِ كُلِّه، فقد صُمْتُ ثلاثةَ أيامٍ من أوَّلِ الشهْرِ، فأنا مُفطِرٌ في تَخفيفِ اللهِ، صائمٌ في تَضعيفِ اللهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :   10/ 477   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح. | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

75 - يَدرُسُ الإسلامُ كما يَدرُسُ وَشْيُ الثوبِ، حتى لا يُدْرى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نُسكٌ، ولا صَدَقةٌ، ولَيُسْرى على كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ في ليلةٍ، فلا يَبْقى في الأرضِ منه آيةٌ، وتَبْقى طوائفُ منَ النَّاسِ الشيخُ الكبيرُ والعجوزُ يقولون: أدْرَكْنا آباءَنا على هذه الكَلمةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، وهم لا يَدْرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نُسكٌ، ولا صَدَقةٌ. فأعرَضَ عنه حُذَيفةُ، ثم رَدَّها عليه ثلاثًا، كلَّ ذلك يُعرِضُ عنه حُذَيفةُ، ثم أقبَلَ عليه في الثالثةِ، فقال: يا صِلةُ، تُنْجيهم منَ النَّارِ ثلاثًا.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 12/ 321 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

76 - خَصلَتانِ -أو خَلَّتانِ- لا يُحافِظُ عليهما عبدٌ مُسلِمٌ إلَّا دخَلَ الجَنَّةَ، هما يَسيرٌ، ومَن يَعمَلُ بهما قليلٌ، يُسَبِّحُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عَشَرةً، ويَحمَدُ عَشَرةً، ويُكبِّرُ عَشَرةً، فذلك خمسونَ ومئةٌ باللسانِ، وألفٌ وخَمسُ مئةٍ في المِيزانِ، ويُكبِّرُ أربعًا وثلاثينَ إذا أخَذَ مَضجَعَه، ويَحمَدُ ثلاثًا وثلاثينَ، ويُسَبِّحُ ثلاثًا وثلاثينَ، فذلك مئةٌ في اللسانِ، وألفٌ في الميزانِ؛ فلقدْ رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعقِدُها بيَدِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، كيف هما يَسيرٌ، ومَن يَعمَلُ بهما قليلٌ؟ قال: يَأْتي أحَدَكم -يَعْني الشيطانَ- في مَنامِه فيُنَوِّمُه قبلَ أنْ يقولَه، ويَأْتيه في صلاتِه فيُذَكِّرُه حاجَتَه قبلَ أنْ يقولَها.
الراوي : - | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :  6/ 111   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

77 - أتَيْنا العِرباضَ بنَ ساريةَ، وهو ممَّن نَزَلَ فيه: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92]، فسَلَّمْنا، وقُلْنا: أتَيْنا زائِرينَ، وعائِدينَ، ومُقتَبِسينَ. فقال: صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ ذاتَ يَومٍ، ثم أقبَلَ علينا، فوَعَظَنا مَوعِظةً بَليغةً ذرَفَتْ منها العُيونُ، ووَجِلَتْ منها القُلوبُ. فقيلَ: يا رَسولَ اللهِ، كأنَّ هذه مَوعِظةُ مُوَدِّعٍ، فماذا تَعهَدُ إلينا؟ قال: أُوصيكم بتَقوى اللهِ، والسَّمْعِ والطَّاعةِ، وإنْ عَبدًا حَبَشيًّا؛ فإنَّه مَن يَعِشْ مِنكم بَعدي، فسَيَرى اختِلافًا كَثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهديِّينَ، تَمَسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأُمورِ؛ فإنَّ كُلَّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ، وكُلَّ بِدعةٍ ضَلالةٌ.
الراوي : عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/420 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

78 - بعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَرِيَّةً، واستعمَلَ عليهم عَلِيًّا، فأصابَ جاريةً، فأنكَروا عليه. قال: فتعاقَدَ أربعةٌ من الصَّحابةِ، فقالوا: إذا لَقِينا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرْناه. وكان المسلمونَ إذا قَدِموا من سَفَرٍ، بَدَؤوا برسولِ اللهِ، فسَلَّموا عليه، فلمَّا قَدِمَتِ السَّريَّةُ، سَلَّموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فقامَ أحَدُ الأربعةِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنَّ عَلِيًّا صنَعَ كذا وكذا؟ فأقبلَ عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعرَفُ الغَضَبُ في وَجهِه، فقال: ما تُريدونَ من علِيٍّ؟ -ثلاثَ مرَّاتٍ- إنَّ عَلِيًّا مني، وأنا منه، وهو وَلِيُّ كُلِّ مُؤمنٍ مِن بَعْدي.
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 8/199 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | شرح حديث مشابه

79 - أقبَلْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى إذا كنَّا بتُرْبانَ -بَلدٌ بيْنَه وبيْنَ المدينةِ بَريدٌ وأمْيالٌ، وهو بَلدٌ لا ماءَ به- وذلك مِن السَّحَرِ، انسَلَّتْ قِلادةٌ مِن عُنُقي، فوَقَعَتْ، فحُبِسَ علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لالتماسِها حتى طلَعَ الفَجرُ، وليس مع القَومِ ماءٌ، فلَقيتُ مِن أبي ما اللهُ به عَليمٌ مِن التَّعنيفِ والتَّأفيفِ، وقال: في كلِّ سَفرٍ للمُسلمينَ منكِ عَناءٌ وبَلاءٌ! فأنزَلَ اللهُ الرُّخْصةَ في التَّيمُّمِ، فتَيمَّمَ القَومُ، وصَلَّوْا. قالتْ: يقولُ أبي حينَ جاء مِن اللهِ مِن الرُّخْصةِ للمُسلمين: واللهِ ما علِمتُ -يا بُنيَّةُ- إنَّكِ لمُبارَكةٌ، ماذا جعَلَ اللهُ للمُسلمينَ في حَبسِكِ إيَّاهم مِن البَركةِ واليُسرِ!
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/171 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | شرح حديث مشابه

80 - مَرِضَ ثَوْبانُ بحِمْصَ، وعليها عَبدُ اللهِ بنُ قُرْطٍ، فلم يَعُدْه، فدَخَلَ على ثَوْبانَ رَجُلٌ يَعودُه. فقال له ثَوْبانُ: أتَكتُبُ؟ قال: نَعَمْ. قال: اكتُبْ. فكتَبَ: لِلأميرِ عَبدِ اللهِ بنِ قُرْطٍ، مِن ثَوْبانَ مَولى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أمَّا بَعدُ، فإنَّه لو كان لِموسى وعيسى مَولًى بحَضرَتِكَ لَعُدتَه. فأُتيَ بالكِتابِ، فقَرَأه، وقامَ فَزِعًا. قال الناسُ: ما شأنُهُ؟ أحَضَرَ أمْرٌ؟! فأتاه، فعادَه، وجَلَسَ عِندَه ساعةً، ثم قامَ. فأخَذَ ثَوْبانُ بِرِدائِه، وقال: اجلِسْ حتى أُحدِّثَكَ: سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: لَيَدخُلَنَّ الجَنَّةَ مِن أُمَّتي سَبعونَ ألْفًا، لا حِسابَ عليهم، ولا عَذابَ، مع كُلِّ ألْفٍ سَبعونَ ألْفًا.
الراوي : شريح بن عبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/17 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن

81 - دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيتي هذا، فقال: يا عَبدَ اللهِ، ألم أُخبَرْ أنَّكَ تَكَلَّفتَ قيامَ اللَّيلِ، وصيامَ النَّهارِ؟ قُلتُ: إنِّي لَأفعَلُ. فقال: إنَّ مِن حَسْبِكَ أنْ تَصومَ مِن كُلِّ شَهرٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ، فالحَسَنةُ بعَشرِ أمثالِها، فكأنَّكَ قد صُمتَ الدَّهرَ كُلَّه. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أجِدُ قُوَّةً، وإنِّي أُحِبُّ أنْ تَزيدَني. فقال: فخَمسةَ أيَّامٍ. قُلتُ: إنِّي أجِدُ قُوَّةً. قال: سَبعةَ أيَّامٍ. فجَعَلَ يَستَزيدُه، ويَزيدُه حتى بلَغَ النِّصفَ، وأنْ يَصومَ نِصفَ الدَّهرِ: إنَّ لِأهلِكَ عليكَ حَقًّا، وإنَّ لِعَبدِكَ عليكَ حَقًّا، وإنَّ لِضَيفِكَ عليكَ حَقًّا. فكان بَعْدَما كَبِرَ وأسَنَّ يَقولُ: ألَا كُنتُ قَبِلتُ رُخصةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أحَبُّ إليَّ مِن أهلي ومالي.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/91 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه البخاري (1976) بلفظ مقارب، ومسلم (1159) باختلاف يسير

82 - عن أبي التَّيَّاحِ قال: قُلتُ لعبدِ الرَّحمنِ بنِ خَنْبَشٍ التَّميميِّ -وكان كَبيرًا-: أدرَكتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: نعمْ. قال: قُلتُ: كيف صنَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيلةَ كادتْه الشَّياطينُ؟ فقال: إنَّ الشَّياطينَ تَحدَّرَتْ تلك اللَّيلةَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الأَوديةِ والشِّعابِ، وفيهم شَيطانٌ بيَدِه شُعلةُ نارٍ يُريدُ أنْ يَحرِقَ بها وَجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فهبَطَ إليه جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقال: يا محمَّدُ، قُلْ. قال: ما أقولُ؟ قال: قُلْ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن شَرِّ ما خلَقَ، وذرَأَ وبرَأَ، ومِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها، ومِن شَرِّ فِتنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شَرِّ كلِّ طارقٍ، إلَّا طارقًا يَطرُقُ بخيرٍ يا رَحمنُ. قال: فطُفِئَتْ نارُهم، وهزَمَهم اللهُ تَبارَكَ وتَعالى.
الراوي : عبدالرحمن بن خنبش | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :   1/ 369   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.

83 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/150 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

84 - يَأتونَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيَقولونَ: يا نَبيَّ اللهِ، أنت الذي فتَحَ اللهُ بك، وختَمَ بك، وغفَرَ لك ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ، وجِئتَ في هذا اليوم آمِنًا، فقد تَرى ما نحن فيه، فقُمْ، فاشفَعْ لنا إلى ربِّنا. فيَقولُ: أنا صاحِبُكم. فيَقومُ، فيَخرُجُ يَحوشُ النَّاسَ، حتى يَنتهيَ إلى بابِ الجنَّةِ، فيَأخُذَ بحَلْقةٍ في البابِ مِن ذَهبٍ، فيَقرَعَ البابَ. فيُقالُ: مَن هذا؟ فيَقولُ: محمَّدٌ. فيُفتَحُ له، فيَجيءُ حتى يَقومَ بيْنَ يَدَيِ اللهِ، فيَستأذِنَ في السُّجودِ، فيُؤذَنَ له، فيُنادى: يا محمَّدُ، ارفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَه، واشفَعْ تُشفَّعْ، وادْعُ تُجَبْ. فيَفتَحُ اللهُ له مِن الثَّناءِ عليه، والتَّحميدِ، والتَّمجيدِ، ما لم يُفتَحْ لأحدٍ مِن الخَلائقِ، فيَقولُ: ربِّ أُمَّتي أُمَّتي! ثُمَّ يَستأذِنُ في السُّجودِ. قال سَلمانُ: فيَشفَعُ في كلِّ مَن كان في قَلبِه مِثقالُ حِنطةٍ مِن إيمانٍ. أو قال: مِثقالُ شَعيرةٍ. أو قال: مِثقالُ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ مِن إيمانٍ.
الراوي : سلمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/554 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.

85 - حدَّثَني سَلمانُ الفارسيُّ، قال: كنتُ رَجُلًا فارسيًّا مِن أهل أصبَهانَ، مِن أهلِ قَريةٍ منها، يُقال لها: جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَها، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلمْ يَزَلْ بي حُبُّه إيَّاي حتى حبَسَني في بَيْتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، فاجتهَدتُ في المَجوسيَّةِ، حتى كنتُ قاطِنَ النَّارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً، وكانتْ لأبي ضَيعةٌ عَظيمةٌ، فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنْياني هذا اليومَ عن ضَيعَتي، فاذهَبْ، فاطَّلِعْها. وأمَرَني ببَعضِ ما يُريدُ، فخرَجتُ، ثُمَّ قال: لا تَحتبِسْ علَيَّ؛ فإنَّكَ إنِ احتبَستَ علَيَّ كنتَ أهَمَّ إلَيَّ مِن ضَيعَتي، وشغَلتَني عن كلِّ شيءٍ مِن أمْري. فخرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصْواتَهم فيها وهم يُصلُّونَ -وكنتُ لا أدري ما أمْرُ النَّاسِ بحَبسِ أبي إيَّاي في بَيْتِه-، فلمَّا مرَرتُ بهم، وسمِعتُ أصْواتَهم، دخَلتُ إليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، فلمَّا رَأيْتُهم، أعجَبَتْني صَلَواتُهم، ورغِبتُ في أمْرِهم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحن عليه. فواللهِ ما ترَكتُهم حتى غرَبَتِ الشَّمسُ، وترَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقُلتُ لهم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثُمَّ رجَعتُ إلى أبي، وقد بعَثَ في طَلَبي، وشغَلتُه عن عَملِه كلِّه. فلمَّا جِئتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كنتَ؟ ألمْ أكُنْ عهِدتُ إليك ما عهِدتُ؟ قُلتُ: يا أبَةِ، مرَرتُ بناسٍ يُصلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبَني ما رَأيْتُ مِن دِينِهم، فواللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غرَبَتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خيرٌ منه. قُلتُ: كلا -واللهِ-! إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافني، فجعَلَ في رِجْلي قَيدًا، ثُمَّ حبَسَني في بَيْتِه. قال: وبعَثتُ إلى النَّصارى، فقُلتُ: إذا قدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ، تُجَّارٌ مِن النَّصارى، فأخبِروني بهم. فقدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ، قال: فأخبَروني بهم. فقُلتُ: إذا قضَوْا حَوائجَهم، وأرادوا الرَّجعةَ، فأخبِروني. قال: ففعَلوا، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خرَجتُ معهم حتى قدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قدِمتُها، قُلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسقُفُ في الكَنيسةِ. فجِئتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معك، أخدُمُكَ في كَنيستِكَ، وأتعلَّمُ منك، وأُصلِّي معك. قال: فادخُلْ. فدخَلتُ معه، فكان رَجُلَ سُوءٍ، يَأمُرُهم بالصَّدقةِ، ويُرغِّبُهم فيها، فإذا جمَعوا إليه منها شيئًا، اكتنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهبٍ ووَرِقٍ، فأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رَأيْتُه يَصنَعُ، ثُمَّ مات، فاجتمَعَتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا رَجُلُ سُوءٍ، يَأمُرُكم بالصَّدقةِ، ويُرغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُم بها كنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعطِ المَساكينَ. وأرَيتُهم مَوضِعَ كَنزِه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ، فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبدًا. فصَلَبوه، ثُمَّ رمَوْه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ جعَلوه مَكانَه، فما رَأيْتُ رَجُلًا -يَعني لا يُصلِّي الخَمسَ- أُرى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ لَيلًا ونَهارًا، ما  أعلَمُني أحبَبتُ شيئًا قَطُّ قبلَه حُبَّه، فلمْ أزَلْ معه حتى حضَرَتْه الوَفاةُ. فقُلتُ: يا فُلانُ، قد حضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، وإنِّي -واللهِ- ما أحبَبتُ شيئًا قَطُّ حُبَّكَ، فماذا تَأمُرُني؟ وإلى مَن تُوصِيني؟ قال لي: يا بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه إلَّا رَجُلًا بالمَوصِلِ، فائْتِه؛ فإنَّكَ ستَجِدُه على مِثلِ حالي. فلمَّا مات وغُيِّبَ، لَحِقتُ بالمَوصِلِ، فأتَيتُ صاحِبَها، فوَجَدتُه على مِثلِ حالِه مِن الاجتهادِ والزُّهدِ، فقُلتُ له: إنَّ فُلانًا أوْصاني إليك أنْ آتيَكَ، وأكونَ معك. قال: فأقِمْ، أيْ بُنَيَّ. فأقَمتُ عندَه على مِثلِ أمْرِ صاحِبِه، حتى حضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليك، وقد حضَرَكَ مِن أمْرِ اللهِ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تَأمُرُني به؟ قال: واللهِ ما أعلَمُ -أيْ بُنَيَّ- إلَّا رَجُلًا بنَصيبينَ. فلمَّا دفَنَّاه، لَحِقتُ بالآخَرِ، فأقَمتُ عندَه على مِثلِ حالِهم، حتى حضَرَه المَوتُ، فأوْصى بي إلى رَجُلٍ مِن أهلِ عَمُّوريَّةَ بالرُّومِ، فأتَيتُه، فوَجَدتُه على مِثلِ حالِهم، واكتسَبتُ حتى كان لي غُنَيمةٌ وبُقَيراتٌ. ثُمَّ احتُضِرَ، فكَلَّمتُه إلى مَن يُوصي بي؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه بَقيَ أحدٌ على مِثلِ ما كنَّا عليه آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنْ قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ يُبعَثُ مِن الحَرَمِ، مُهاجَرُه بيْنَ حَرَّتَينِ إلى أرضٍ سَبْخةٍ ذاتِ نَخلٍ، وإنَّ فيه عَلاماتٍ لا تَخفى: بيْنَ كَتِفَيه خاتَمُ النُّبوَّةِ، يَأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يَأكُلُ الصَّدقةَ؛ فإنِ استطَعتَ أنْ تَخلُصَ إلى تلكَ البِلادِ، فافعَلْ؛ فإنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُه. فلمَّا وارَيْناه، أقَمتُ حتى مَرَّ بي رِجالٌ مِن تُجَّارِ العَربِ مِن كَلبٍ، فقُلتُ لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَربِ، وأُعطيكم غُنَيمَتي وبَقراتي هذه؟ قالوا: نعمْ. فأعطَيتُهم إيَّاها، وحمَلوني، حتى إذا جاؤوا بي وادي القُرى ظلَموني؛ فباعوني عَبدًا مِن رَجُلٍ يَهوديٍّ بوادي القُرى، فواللهِ لقد رَأيْتُ النَّخلَ، وطمِعتُ أنْ يَكونَ البَلدَ الذي نعَتَ لي صاحِبي! وما حَقَّتْ عِندي، حتى قدِمَ رَجُلٌ مِن بَني قُرَيظةَ وادي القُرى، فابتاعَني مِن صاحِبي، فخرَجَ بي حتى قدِمْنا المدينةَ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها، فعرَفتُ نَعْتَها. فأقَمتُ في رِقِّي، وبعَثَ اللهُ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمكَّةَ، لا يُذكَرُ لي شيءٌ مِن أمْرِه، مع ما أنا فيه مِن الرِّقِّ، حتى قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُباءً، وأنا أعمَلُ لصاحِبي في نخلةٍ له، فواللهِ إنِّي لَفِيها إذ جاءه ابنُ عَمٍّ له، فقال: يا فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيلةَ، واللهِ إنَّهم الآن لفي قُباءٍ مُجتمِعونَ على رَجُلٍ جاء مِن مكَّةَ، يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. فواللهِ ما هو إلَّا أنْ سمِعتُها، فأخَذَتْني العُرَواءُ -يقولُ: الرِّعْدةُ- حتى ظنَنتُ لأسقُطَنَّ على صاحِبي، ونزَلتُ أقولُ: ما هذا الخَبرُ؟ فرفَعَ مَولايَ يَدَه، فلكَمَني لَكمةً شَديدةً، وقال: ما لك ولهذا، أقبِلْ على عَملِكَ. فقُلتُ: لا شيءَ، إنَّما سمِعتُ خَبرًا، فأحبَبتُ أنْ أعلَمَه. فلمَّا أمسَيتُ، وكان عِندي شيءٌ مِن طَعامٍ، فحمَلتُه وذهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فقُلتُ له: بلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالحٌ، وأنَّ معك أصحابًا لك غُرَباءَ، وقد كان عِندي شيءٌ مِن الصَّدقةِ، فرَأيْتُكم أحَقَّ مَن بهذه البِلادِ، فهاكَ هذا، فكُلْ منه. قال: فأمسَكَ، وقال لأصحابِه: كُلوا. فقُلتُ في نَفْسي: هذه خَلَّةٌ ممَّا وصَفَ لي صاحِبي. ثُمَّ رجَعتُ، وتَحوَّلَ رسولُ اللهِ إلى المدينةِ، فجمَعتُ شيئًا كان عِندي، ثُمَّ جِئتُه به، فقُلتُ: إنِّي قد رَأيْتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدقةَ، وهذه هَديَّةٌ. فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأكَلَ أصحابُه، فقُلتُ: هذه خَلَّتانِ. ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتبَعُ جِنازةً، وعلَيَّ شَملَتانِ لي، وهو في أصحابِه، فاستدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه، هل أرى الخاتَمَ الذي وَصَفَ؟ فلمَّا رَآني استَدبَرتُه، عرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي، فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنظَرتُ إلى الخاتَمِ، فعرَفتُه؛ فانكَبَبتُ عليه أُقبِّلُه وأبكي!! فقال لي: تَحوَّلْ. فتَحوَّلتُ، فقَصَصتُ عليه حَديثي كما حدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ، فأعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه. ثُمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاته مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحييها له بالفَقيرِ وأربعينَ أُوقيَّةً. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ؛ الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشرينَ، والرَّجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، حتى اجتمَعَتْ ثَلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ. فقال: اذهَبْ يا سَلمانُ، ففَقِّرْ لها، فإذا فرَغتَ فائْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فرَغتُ منها، جِئتُه وأخبَرتُه، فخرَجَ معي إليها نُقرِّبُ له الوَدِيَّ، ويَضَعُه بيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه، ما ماتتْ منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ. فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ دَجاجةٍ مِن ذَهبٍ مِن بَعضِ المَغازي. فقال: ما فعَلَ الفارسيُّ المُكاتَبُ؟ فدُعِيتُ له، فقال: خُذْها، فأدِّ بها ما عليك. قُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنك. فأخَذتُها، فوَزَنتُ لهم منها أربعينَ أُوقيَّةً، وأوْفَيتُهم حَقَّهم، وعُتِقتُ، فشهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخَندَقَ حُرًّا، ثُمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/506-511 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات وإسناده قوي | شرح حديث مشابه

86 - جاء ابنُ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما يَستأذِنُ على عائشةَ وهي في المَوتِ. قال: فجِئتُ، وعندَ رَأْسِها عَبدُ اللهِ ابنُ أخيها عَبدِ الرَّحمنِ، فقُلتُ: هذا ابنُ عَبَّاسٍ يَستأذِنُ. قالتْ: دَعْني مِن ابنِ عَبَّاسٍ، لا حاجةَ لي به، ولا بتَزكيَتِه. فقال عَبدُ اللهِ: يا أُمَّهْ! إنَّ ابنَ عَبَّاسٍ مِن صالحي بَنيكِ يُوَدِّعُكِ، ويُسلِّمُ عليكِ. قالتْ: فائذَنْ له إنْ شِئتَ. قال: فجاء ابنُ عَبَّاسٍ، فلمَّا قعَدَ، قال: أبشِري؛ فواللهِ ما بيْنَكِ وبيْنَ أنْ تُفارِقي كلَّ نَصَبٍ وتَلقَيْ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأحِبَّةَ، إلَّا أنْ تُفارِقَ رُوحُكِ جَسدَكِ! قالتْ: إيهًا يا ابنَ عَبَّاسٍ! قال: كنتِ أحَبَّ نِساءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يَعني: إليه- ولم يَكُنْ يُحِبُّ إلَّا طَيِّبًا، سقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيلةَ الأبْواءِ، وأصبَحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليَلقُطَها، فأصبَحَ النَّاسُ ليس معهم ماءٌ؛ فأنزَلَ اللهُ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]، فكان ذلك مِن سَببِكِ، وما أنزَلَ اللهُ بهذه الأُمَّةِ مِن الرُّخْصةِ، ثُمَّ أنزَلَ اللهُ تَعالى بَراءتَكِ مِن فوقِ سَبعِ سَمَواتٍ، فأصبَحَ ليس مسجدٌ -مِن مَساجدَ يُذكَرُ فيها اللهُ- إلَّا بَراءتُكِ تُتلَى فيه آناءَ اللَّيلِ والنَّهارِ. قالتْ: دَعْني عنك يا ابنَ عَبَّاسٍ، فواللهِ لوَدِدتُ أنِّي كنتُ نَسيًا مَنسيًّا!
الراوي : ذكوان أبو عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/179 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

87 - خرَجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو مُردِفي، إلى نُصُبٍ مِن الأنصابِ، فذبَحْنا له -ضَميرُ (له) راجعٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- شاةً، ووضَعْناها في التَّنُّورِ، حتى إذا نضِجَتْ جعَلْناها في سُفْرَتِنا، ثُمَّ أقبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسيرُ وهو مُردِفي في أيَّامِ الحَرِّ، حتى إذا كنَّا بأعلى الوادي لقيَ زَيدَ بنَ عَمرٍو،  فحيَّا أحدُهما الآخَرَ. فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لي أرى قَومَكَ قد شَنِفُوا لك -أيْ: أبغَضوكَ-؟ قال: أمَا واللهِ إنَّ ذلك منِّي لغيرِ نائرةٍ كانتْ منِّي إليهم، ولكنِّي أراهم على ضَلالةٍ، فخرَجتُ أبتَغي الدِّينَ حتى قدِمتُ على أحبارِ أيْلةَ، فوجَدتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشرِكونَ به، فدُلِلتُ على شَيخٍ بالجَزيرةِ، فقدِمتُ عليه، فأخبَرتُه. فقال: إنَّ كلَّ مَن رأيْتَ في ضَلالةٍ، إنَّكَ لتَسألُ عن دِينٍ هو دِينُ اللهِ وملائكتِه، وقد خرَجَ في أرضِكَ نَبيٌّ -أو هو خارجٌ-، ارجِعْ إليه واتَّبِعْه، فرجَعتُ فلمْ أُحِسَّ شيئًا. فأناخَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَعيرَ، ثُمَّ قدَّمْنا إليه السُّفْرةَ، فقال: ما هذه؟ قُلْنا: شاةٌ ذبَحْناها للنُّصُبِ. -كذا قال- فقال: إنِّي لا آكُلُ ممَّا ذُبِحَ لغيرِ اللهِ، ثُمَّ تفَرَّقا، ومات زَيدٌ قبلَ المَبعثِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَأتي أُمَّةً وَحدَه.
الراوي : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/134 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن. | أحاديث مشابهة

88 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبشةِ، جاوَرْنا بها خيرَ جارٍ النَّجاشيَّ، أمِنَّا على دِينِنا، وعبَدْنا اللهَ تَعالى لا نُؤذَى، ولا نَسمَعُ شيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا، ائتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَينِ جَلدَينِ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكَّةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يَأتيه منها إليه الأَدَمُ. فجَمَعوا له أَدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوا إليه هَديَّةً، ثُمَّ بَعَثوا بذلك عبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةَ المَخزوميَّ، وعَمرَو بنَ العاصِ السَّهْميَّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثُمَّ قَدِّموا له هَداياه، ثُمَّ سَلُوه أنْ يُسلِمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ، ونحن عندَه بخَيرِ دارٍ، عندَ خيرِ جارٍ، فلمْ يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه، وقالا له: إنَّه قد ضَوَى إلى بَلدِ المَلِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بَعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم، ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فأشيروا عليه بأنْ يُسلِمَهم إلينا، ولا يُكلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهم: نعمْ. ثُمَّ إنَّهما قَرَّبا هَدايا النَّجاشيِّ، فقبِلَها منهم، ثُمَّ كَلَّماه، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه ضَوَى إلى بَلدِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا إليك أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ وعَمرٍو مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صدَقوا أيُّها المَلِكُ، فأسلِمْهم إليهما. فغضِبَ النَّجاشيُّ، ثُمَّ قال: لا ها اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، ونزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِواي حتى أدْعُوهم، فأسألَهم. ثُمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ، فدَعاهم، فلمَّا جاءهم رسولُه اجتَمَعوا، ثُمَّ قال بَعضُهم لبَعضٍ: ما تقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قالوا: نقولُ -واللهِ- ما علِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنًا في ذلك ما كان. فلمَّا جاؤوه وقد دَعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه، فنشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالتْ: وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّا كنَّا قَومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نَعبُدُ الأصنامَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونَأتي الفَواحشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ويَأكُلُ القَويُّ منَّا الضَّعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا منَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَه وأمانتَه وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كنَّا نَعبُدُ وآباؤنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانة، وصِلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عن المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عن الفَواحشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ لا نُشرِكُ به شيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ -قالتْ: فعَدَّدَ له أُمورَ الإسلامِ-؛ فصَدَّقْناه، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناه، فعَدا علينا قَومُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوْثانِ، وأنْ نَستحِلَّ ما كنَّا نَستحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالُوا بيْنَنا وبيْنَ دِينِنا؛ خرَجْنا إلى بَلدِكَ، واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال: هل معك ممَّا جاء به عن اللهِ مِن شيءٍ؟ قال: نعمْ. قال: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن: {كهيعص}، فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تُليَ عليهم. ثُمَّ قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليَخرُجُ مِن مِشْكاةٍ واحدةٍ، انطَلِقا، فواللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبدًا، ولا أُكادُ. فلمَّا خَرَجا، قال عَمرٌو: واللهِ لأُنبِئَنَّه غَدًا عَيبَهم، ثُمَّ أستأصِلُ خَضراءَهم. فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتقى الرَّجُلَينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى عَبدٌ. ثُمَّ غَدَا عليه، فقال: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم، فسَلْهم عما يقولونَ فيه. فأرسَلَ يَسألُهم. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتمَعَ القَومُ، ثُمَّ قالوا: نقولُ -واللهِ- فيه ما قال اللهُ تَعالى، كائنًا ما كان. فلمَّا دَخَلوا عليه، قال لهم: ما تقولونَ في عيسى؟ فقال له جَعفَرٌ: نقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عَبدُ اللهِ، ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمتُه ألقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. فضَرَبَ النَّجاشيُّ يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ عُودًا، ثُمَّ قال: ما عَدا عيسى ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غرِمَ، ثُمَّ مَن سَبَّكم غرِمَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرى ذَهبًا، وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا منكم -والدَّبْرُ بلِسانِهم: الجَبلُ-، رُدُّوا عليهما هَداياهما، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ منِّي الرِّشْوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ النَّاسَ فيَّ، فأُطيعَهم فيه. فخَرَجا مَقبوحَيْنِ! مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خيرِ جارٍ. فواللهِ إنَّا على ذلك، إذ نزَلَ به -يَعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- فواللهِ ما علِمْنا حَربًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حَربٍ حربناه ، تَخوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه. وسار النَّجاشيُّ، وبينهما عَرضُ النِّيلِ. فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثُمَّ يَأتيَنا بالخَبرِ؟ فقال الزُّبَيرُ: أنا. -وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا- فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلها في صَدرِه، ثُمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى مَكانِ المُلتقى، وحضَرَ. فدَعَوْنا اللهَ للنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوسَقَ له أمْرُ الحَبشةِ، فكنَّا عندَه في خيرِ مَنزِلٍ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمكَّةَ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/431-434 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

89 - ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه فهو مُنافِقٌ: كَذوبٌ إذا حدَّثَ، مُخالِفٌ إذا وعَدَ، خائنٌ إذا اؤتُمِنَ، فمَن كانتْ فيه خَصْلةٌ، ففيه خَصْلةٌ منَ النِّفاقِ حتى يَدَعَها.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 5/409 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الترمذي في ((العلل الكبير)) (629) مختصراً، والبزار (1662)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (6/255) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

90 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ أُسامةُ، ما حاشا فاطِمةَ ولا غيرَها.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/499 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات