الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

181 - كنتُ رجلًا مجتهدًا، فزَوَّجَنِي أبي، ثم زارني، فقال للمرأةِ : كيف تَجِدِينَ بَعْلَكِ ؟ فقالت : نِعْمَ الرجلُ من رجلٍ لا ينامُ ولا يُفْطِرُ. قال : فوقع بي أبي، ثم قال : زَوَّجْتُكَ امرأةً من المسلمين فعَضَلْتَها، فلم أُبَالِ ما قال لي مما أَجِدُ من القوةِ والاجتهادِ إلى أن بلغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقال : لَكِنِّي أنامُ وأُصَلِّى وأصومُ وأُفْطِرُ، فَنَمْ وصَلِّ وأَفْطِرْ، وصُمْ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ. فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أنَا أَقْوَى من ذلك. قال : فصُمْ صومَ داودَ، صُمْ يومًا وأَفْطِرْ يومًا، واقْرَأِ القرآنَ في كلِّ شهرٍ قلتُ : يا رسولَ اللهِ أنَا أَقْوَى من ذلك. قال : اقْرَأْهُ في خَمْسَ عَشْرَةَ. قلتُ : يارسولَ اللهِ أنَا أَقْوَى من ذلك. قال حُصَيْنٌ : فذَكَر لي منصورٌ عن مجاهدٍ أنه بلغ سَبْعًا، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : إن لكلِّ عملِ شِرَّةً، ولكلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فمن كانت فَتْرَتُهُ إلى سُنَّتِي، فقد اهتدى، ومن كانت فَتْرَتُهُ إلى غيرِ ذلك فقد هَلَكَ. فقال عبدُ اللهِ : لَأَنْ أكونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَحَبُّ إلَيَّ من أن يكونَ لي مِثْلُ أهلي ومالي، وأنَا اليومَ شيخٌ قد كَبِرْتُ وضَعُفْتُ، وأَكْرَهُ أن أتركَ ما أمرني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.

182 - [عن] ضمضم بن جوس، قال: دخَلْتُ مسجدَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا أنا بشيخٍ مُصفِّرٍ رأسَه برَّاقِ الثَّنايا معه رجُلٌ أدعَجُ جميلُ الوجهِ شابٌّ فقال الشَّيخُ: يا يَماميُّ تَعالَ لا تقولَنَّ لرجُلٍ أبدًا: لا يغفِرُ اللهُ لك واللهِ لا يُدخِلُك اللهُ الجنَّةَ أبدًا قُلْتُ: ومَن أنتَ يرحَمُك اللهُ ؟ قال: أنا أبو هُريرةَ قُلْتُ: إنَّ هذه لَكلمةٌ يقولُها أحدُنا لبعضِ أهلِه أو لخادمِه إذا غضِب عليها قال: فلا تَقُلْها إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( كان رجُلانِ مِن بني إسرائيلَ متواخيَيْنِ أحدُهما مُجتهِدٌ في العبادةِ والآخَرُ مُذنِبٌ فأبصَر المُجتهدُ المُذنِبَ على ذنبٍ فقال له: أقصِرْ فقال له: خَلِّني وربِّي قال: وكان يُعيدُ ذلك عليه ويقولُ: خَلِّني وربِّي حتَّى وجَده يومًا على ذنبٍ فاستعظَمه فقال وَيْحَك أقصِرْ قال خُلِّني وربِّي أبُعِثْتَ عليَّ رقيبًا ؟ ! فقال: واللهِ لا يغفِرُ اللهُ لك أبدًا أو قال: لا يُدخِلُك اللهُ الجنَّةَ أبدًا فبُعِث إليهما ملَكٌ فقبَض أرواحَهما فاجتمَعا عندَه جلَّ وعلا فقال ربُّنا للمُجتهِدِ: أكُنْتَ عالِمًا أم كُنْتَ قادرًا على ما في يدي أم تحظُرُ رحمتي على عبدي ؟ اذهَبْ إلى الجنَّةِ يُريدُ المُذنِبَ وقال للآخَرِ: اذهبَوا به إلى النَّارِ فوالَّذي نفسي بيدِه لَتكلَّم بكلمةٍ أوبقَتْ دنياه وآخِرتَه )

183 - كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا صَلَّى صَلَاةً أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ فَقالَ: مَن رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ قالَ: فإنْ رَأَى أحَدٌ قَصَّهَا، فيَقولُ: ما شَاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقالَ: هلْ رَأَى أحَدٌ مِنكُم رُؤْيَا؟ قُلْنَا: لَا، قالَ: لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيَانِي فأخَذَا بيَدِي، فأخْرَجَانِي إلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، ورَجُلٌ قَائِمٌ، بيَدِهِ كَلُّوبٌ مِن حَدِيدٍ قالَ بَعْضُ أصْحَابِنَا عن مُوسَى: إنَّه يُدْخِلُ ذلكَ الكَلُّوبَ في شِدْقِهِ حتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذلكَ، ويَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هذا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلتُ: ما هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَا علَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ علَى قَفَاهُ ورَجُلٌ قَائِمٌ علَى رَأْسِهِ بفِهْرٍ - أوْ صَخْرَةٍ - فَيَشْدَخُ به رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فلا يَرْجِعُ إلى هذا حتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وعَادَ رَأْسُهُ كما هُوَ، فَعَادَ إلَيْهِ، فَضَرَبَهُ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إلى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ ، أعْلَاهُ ضَيِّقٌ وأَسْفَلُهُ واسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حتَّى كَادَ أنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وفيهَا رِجَالٌ ونِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَا علَى نَهَرٍ مِن دَمٍ فيه رَجُلٌ قَائِمٌ علَى وسَطِ النَّهَرِ - قالَ يَزِيدُ، ووَهْبُ بنُ جَرِيرٍ: عن جَرِيرِ بنِ حَازِمٍ - وعلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فأقْبَلَ الرَّجُلُ الذي في النَّهَرِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بحَجَرٍ في فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّما جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى في فيه بحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كما كَانَ، فَقُلتُ: ما هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى انْتَهَيْنَا إلى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وفي أصْلِهَا شيخٌ وصِبْيَانٌ، وإذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بي في الشَّجَرَةِ، وأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أرَ قَطُّ أحْسَنَ منها، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وشَبَابٌ، ونِسَاءٌ، وصِبْيَانٌ، ثُمَّ أخْرَجَانِي منها فَصَعِدَا بي الشَّجَرَةَ، فأدْخَلَانِي دَارًا هي أحْسَنُ وأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ، وشَبَابٌ، قُلتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فأخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قالَا: نَعَمْ، أمَّا الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بالكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يَومِ القِيَامَةِ، والذي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَنَامَ عنْه باللَّيْلِ ولَمْ يَعْمَلْ فيه بالنَّهَارِ، يُفْعَلُ به إلى يَومِ القِيَامَةِ، والذي رَأَيْتَهُ في الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ، والذي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا ، والشَّيْخُ في أصْلِ الشَّجَرَةِ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ، والصِّبْيَانُ، حَوْلَهُ، فأوْلَادُ النَّاسِ والذي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، والدَّارُ الأُولَى الَّتي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِينَ، وأَمَّا هذِه الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وأَنَا جِبْرِيلُ، وهذا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قالَا: ذَاكَ مَنْزِلُكَ، قُلتُ: دَعَانِي أدْخُلْ مَنْزِلِي، قالَا: إنَّه بَقِيَ لكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أتَيْتَ مَنْزِلَكَ.

184 - إنَّ ثَلاثةً كانوا في كَهْفٍ، فَوقعَ الجبلُ على بابِ الكَهْفِ، فأوصدَ علَيهم، قالَ قائلٌ منهم : تَذاكروا أيُّكُم عَملَ حسنةً، لعلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ برحمتِهِ يَرحمُنا، فقالَ رجلٌ منهُم : قد عَمِلْتُ حَسنةً مرَّةً : كانَ لي أُجراءُ يعمَلونَ، فجاءَني عمَّالٌ لي، فاستأجَرتُ كلَّ رجلٍ منهم بأجرٍ معلومٍ، فجاءَني رجلٌ ذاتَ يومٍ وسطَ النَّهارِ، فاستَأجرتُهُ بشَرطِ أصحابِهِ، فعملَ في بقيَّةِ نَهارِهِ، كما عملَ كلُّ رجلٍ منهم في نَهارِهِ كلِّهِ، فرأيتُ عليَّ في الزِّمامِ أن لا أُنْقِصَهُ مِمَّا استأجرتُ بِهِ أصحابَهُ، لما جَهِدَ في عملِهِ، فقالَ رجلٌ منهم : أتُعطي هذا مثلَ ما أعطيتَني ولم يعمَل إلَّا نصفَ نَهارٍ ؟ فقُلتُ : يا عبدَ اللَّهِ، لم أبخَسْكَ شيئًا مِن شرطِكَ، وإنَّما هوَ مالي أحكُمُ فيهِ ما شئتُ، قالَ : فغضِبَ، وذَهَبَ، وترَكَ أجرَهُ، قالَ : فوضَعتُ حقَّهُ في جانبٍ منَ البيتِ ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ مرَّت بي بعدَ ذلِكَ بقَرٌ، فاشتَريتُ بِهِ فَصيلةً منَ البقَرِ، فبلَغت ما شاءَ اللَّهُ، فَمرَّ بي بعدَ حينٍ شيخٌ ضعيفٌ لا أعرفُهُ، فقالَ : إنَّ لي عندَكَ حقًّا فذَكَّرَنيهِ حتَّى عرفتُهُ، فقلتُ : إيَّاكَ أبغي، هذا حقُّكَ، فعرضتُها علَيهِ جميعَها، فقالَ : يا عبدَ اللَّهِ، لا تسخَرْ بي إن لم تصدَّق عليَّ، فأعطِني حقِّي، قالَ : واللَّهِ لا أسخَرُ بِكَ : إنَّها لحقُّكَ ما لي منها شيءٌ : فدفَعتُها إليهِ جميعًا. اللَّهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلِكَ لوجهِكَ، فافرُج عنَّا. قالَ : فانصدعَ الجبلُ حتَّى رأَوا منهُ، وأبصَروا. قالَ الآخرُ : قد عَمِلْتُ حسنةً مرَّةً كانَ لي فضلٌ، فأصابتِ النَّاسَ شدَّةٌ، فجاءتني امرأةٌ تطلُبُ منِّي معروفًا، قالَ : فقلتُ : واللَّهِ ما هوَ دونَ نفسِكِ، فأبَت عليَّ، فذَهَبت، ثمَّ رجعَت، فذَكَّرتني باللَّهِ، فأبيتُ علَيها وقلتُ : لا واللَّهِ ما هوَ دونَ نفسِكِ، فأبَت عليَّ، وذَهَبت، فذَكَرت لزوجِها، فقالَ لَها : أعطيهِ نفسَكِ، وأغني عيالَكِ، فرجعَت إليَّ، فَناشدتني باللَّهِ، فأبيتُ عليها، وقلتُ : واللَّهِ ما هوَ دونَ نفسِكِ، فلمَّا رأت ذلِكَ أسلَمت إليَّ نفسَها، فلمَّا تَكَشَّفتُها، وَهَممتُ بِها، ارتعدَت مِن تحتي، فقلتُ لَها : ما شأنُكِ ؟ قالت : أخافُ اللَّهَ ربَّ العالمينَ، قلتُ : لَها خِفتيهِ في الشِّدَّةِ، ولم أخَفهُ في الرَّخاءِ. فترَكْتُها وأعطيتُها ما يحقُّ عليَّ بما تَكَشَّفتُها. اللَّهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلِكَ لوجهِكَ، فافرُج عنَّا. قالَ : فانصَدعَ حتَّى عرفوا وتبيَّنَ لَهُم. قالَ الآخرُ : عَمِلْتُ حسنةً مرَّةً، كانَ لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، وَكانت لي غنَمٌ، فَكُنتُ أُطعمُ أبويَّ وأسقيهِما، ثمَّ رجعتُ إلى غنَمي، قالَ : فأصابَني يومًا غيثٌ حبَسَني، فلم أبرَح حتَّى أمسيتُ، فأتيتُ أَهْلي وأخذتُ محلَبي، فحلَبتُ وغنمي قائمةٌ، فمَضيتُ إلى أبويَّ، فوجدتُهُما قد ناما، فشقَّ عليَّ أن أوقظَهُما وشقَّ عليَّ أن أترُكَ غنَمي، فما بَرِحْتُ جالسًا، ومَحلبي على يدي حتَّى أيقظَهُما الصَّباحُ، فسقيتُهُما. اللَّهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلِكَ لوجهِكَ، فافرُج عنَّا قالَ النُّعمانُ : لَكَأنِّي أسمعُ هذِهِ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ قالَ الجبلُ : طاقْ، ففرَّجَ فخرَجوا

185 - حدَّثَني يَزِيدُ الفقِيرُ، قالَ: كُنْتُ قدْ شَغَفَنِي رَأْيٌ مِن رَأْيِ الخَوارِجِ، فَخَرَجْنا في عِصابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ أنْ نَحُجَّ، ثُمَّ نَخْرُجَ علَى النَّاسِ، قالَ: فَمَرَرْنا علَى المَدِينَةِ، فإذا جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جالِسٌ إلى سارِيَةٍ، عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فإذا هو قدْ ذَكَرَ الجَهَنَّمِيِّينَ، قالَ: فَقُلتُ له: يا صاحِبَ رَسولِ اللهِ، ما هذا الذي تُحَدِّثُونَ؟ واللَّهُ يقولُ: {إنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فقَدْ أخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192] و{كُلَّما أرادُوا أنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فيها} [السجدة: 20]، فَما هذا الذي تَقُولونَ؟ قالَ: فقالَ: أتَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فَهلْ سَمِعْتَ بمَقامِ مُحَمَّدٍ عليه السَّلامُ، يَعْنِي الذي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّه مَقامُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَحْمُودُ الذي يُخْرِجُ اللَّهُ به مَن يُخْرِجُ، قالَ: ثُمَّ نَعَتَ وضْعَ الصِّراطِ، ومَرَّ النَّاسِ عليه، قالَ: وأَخافُ أنْ لا أكُونَ أحْفَظُ ذاكَ، قالَ: غيرَ أنَّه قدْ زَعَمَ أنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أنْ يَكونُوا فيها، قالَ: يَعْنِي، فَيَخْرُجُونَ كَأنَّهُمْ عِيدانُ السَّماسِمِ، قالَ: فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِن أنْهارِ الجَنَّةِ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ، فَيَخْرُجُونَ كَأنَّهُمُ القَراطِيسُ . فَرَجَعْنا قُلْنا: ويْحَكُمْ أتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فَرَجَعْنا فلا واللَّهِ ما خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ واحِدٍ، أوْ كما قالَ: أبو نُعَيْمٍ.

186 - كنتُ رجلًا مُجتَهِدًا، فزوَّجَني أبي، ثمَّ زارَني، فقالَ للمَرأةِ: كيفَ تجِدينَ بعلَكِ؟ فقالَت: نِعمَ الرَّجلُ مِن رجلٍ لا يَنامُ، ولا يُفطرُ قالَ: فوقعَ بي أبي، ثمَّ قالَ: زوَّجتُكَ امرأةً منَ المسلِمينَ، فعضلتَها؟، فلم أبالِ ما قالَ لي ممَّا أجدُ منَ القوَّةِ والاجتِهادِ، إلى أن بلغَ ذلِكَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: لَكِنِّي أَنامُ وأصلِّي، وأصومُ وأفطرُ، فنَم وصلِّ، وأفطِر، وصُم من كلِّ شَهْرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوى من ذلِكَ قالَ: فصُم صومَ داودَ، صُم يومًا وأفطر يومًا، واقرأِ القرآنَ في كلِّ شَهْرٍ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوَى من ذلِكَ قالَ: اقرأْهُ في خمسَ عشرةَ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوى من ذلِكَ قالَ حُصَيْنٌ: فذَكَرَ لي منصورٌ، عن مُجاهدٍ أنَّهُ بلغَ سبعًا، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ لِكُلِّ عملٍ شِرَّةً، ولِكُلِّ شِرَّةٍ فترةٌ، فمَن كانت فترتُهُ إلى سنَّتي فقدِ اهتدى، ومن كانَت فترتُهُ إلى غيرِ ذلِكَ فقد هلَكَ، فقالَ عبدُ اللَّهِ: لأن أَكونَ قَبِلْتُ رخصةَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحبُّ إليَّ من أن يَكونَ لي مثلُ أَهْلي ومالي، وأَنا اليومَ شيخٌ قد كَبِرْتُ وضعفتُ، وأَكْرَهُ أن أترُكَ ما أمرَني بِهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ

187 - وقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعرفةَ، فقال: هذه عرفةُ، وهو الموقِفُ، وعرفةُ كلُّها موقِفُ، ثمَّ أفاضَ حينَ غرَبَتِ الشمسُ، وأردَفَ أسامةَ بنَ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وجعَلَ يُشيرُ بيدِهِ على هيئتِهِ، والناسُ يضرِبونَ يمينًا وشِمالًا، يلتفِتُ إليهم ويقولُ: يا أيُّها الناسُ، عليكُمُ السكينةَ، ثمَّ أتى جَمْعًا، فصلَّى بِهِمُ الصلاتَيْنِ جميعًا، فلمَّا أصبَحَ أتى قُزَحَ ، ووقَفَ عليه، وقال: هذا قُزَحُ ، وهو الموقِفُ، وجَمْعٌ كلُّها موقِفٌ، ثمَّ أفاضَ حتَّى انتهى إلى وادي مُحَسِّرٍ ، فقرَعَ ناقتَهُ ؛ فخَبَّتْ حتَّى جاوَزَ الواديَ، فوقَفَ وأردَفَ الفَضْلَ، ثمَّ أتى الجَمرةَ فرماها، ثمَّ أتى المَنْحَرَ ، فقال: هذا المَنْحَرُ ، ومِنًى كلُّها مَنْحَرٌ، واستفتَتْهُ جاريَةٌ شابَّةٌ مِن خَثْعَمَ ، فقالتْ: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ قد أدرَكَتْهُ فريضةُ اللهِ في الحجِّ؛ أفيُجزِئُ أنْ أَحُجَّ عنه؟ قال: حُجِّي عن أبيكِ، قال: ولَوى عُنقَ الفَضلِ، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، لِمَ لَوَيْتَ عُنقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: رأيتُ شابًّا وشابَّةً، فلَمْ آمَنِ الشَّيطانَ عليهما، فأتاهُ رجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أفضْتُ قَبلَ أنْ أَحلِقَ، قال: احْلِقْ ولا حرَجَ -أو قصِّرْ ولا حرَجَ-، قال: وجاء آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي ذبَحْتُ قَبلَ أنْ أرميَ، قال: ارْمِ ولا حرَجَ، قال: ثمَّ أتى البَيتَ، فطافَ به، ثمَّ أتى زمزمَ، فقال: يا بَني عبدِ المُطَّلِبِ، لولا أنْ يَغلِبَكم عليه الناسُ لنزَعْتُ.

188 - وقَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفةَ، فقال: هذا المَوقِفُ، وعَرَفةُ كلُّها مَوقِفٌ، وأفاضَ حينَ غابتِ الشَّمسُ، ثُم أردَف أُسامةَ، فجعَل يُعنِقُ على بَعيرِه، والنَّاسُ يضرِبونَ يَمينًا وشِمالًا، يلتَفِتُ إليهم ويقولُ: السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، ثُم أتى جَمْعًا، فصلَّى بهمُ الصَّلاتيْنِ: المغرِبَ والعِشاءَ، ثُم بات حتى أصبَح، ثُم أتى قُزَحَ ، فوقَف على قُزَحَ ، فقال: هذا المَوقِفُ، وجَمْعٌ كلُّها مَوقِفٌ، ثُم سار حتى أتى مُحَسِّرًا، فوقَف عليه، فقرَع ناقتَهُ ، فخبَّتْ حتى جاز الواديَ، ثُم حبَسها، ثُم أردَف الفضْلَ، وسار حتى أتى الجَمْرةَ فرماها، ثُم أتى المَنحَرَ، فقال: هذا المَنحَرُ ، ومِنًى كلُّها مَنحَرٌ، قال: واستفتَتْهُ جاريةٌ شابَّةٌ من خَثْعَمَ ، فقالت: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، قد أَفنَد، وقد أدرَكتْه فريضةُ اللهُ في الحَجِّ، فهل يُجزِئُ عنه أنْ أُؤدِّيَ عنه؟ قال: نَعمْ، فأدِّي عن أبيكِ، قال: وقد لوَى عُنقَ الفضْلِ، فقال له العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، لِمَ لوَيْتَ عُنقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: رأيْتُ شابًّا وشابَّةً، فلمْ آمَنِ الشَّيطانَ عليهما، قال: ثُم جاءه رجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، حلَقْتُ قبلَ أنْ أنحَرَ؟ قال: انحَرْ ولا حرَجَ، ثُم أتاه آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أفضْتُ قبلَ أنْ أحلِقَ؟ قال: احلِقْ، أو قَصِّرْ، ولا حرَجَ، ثُم أتى البيتَ فطاف به، ثُم أتى زَمزَمَ، فقال: يا بَني عبدِ المُطَّلبِ، سِقايَتَكم، ولولا أنْ يَغلِبَكمُ النَّاسُ عليها لنزَعْتُ بها.

189 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.

190 - لمَّا وقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بذي طُوًى ، قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له من أصغَرِ وَلَدِه: أيْ بُنيَّةُ، اظْهَري بي على أبي قَبِيسٍ. قالتْ: وقد كُفَّ بصَرُه. قالتْ: فأشرَفْتُ به عليه، فقال: يا بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالتْ: أرى سَوادًا مُجتمِعًا، قال: تلك الخَيلُ، قالت: وأرى رجُلًا يَسْعى بين ذلك السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا، قال: يا بُنيَّةُ، ذلك الوازِعُ، يعنِي الذي يأمُرُ الخَيلَ ويتقدَّمُ إليها، ثمَّ قالتْ: قد واللهِ انتَشرَ السَّوادُ، فقال: قد واللهِ إذا دَفَعتِ الخَيلُ، فأسرِعي بي إلى بَيْتي، فانحطَّتْ به، وتلقَّاه الخَيلُ قبلَ أنْ يَصِلَ إلى بيتِه، وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها من وَرِقٍ، فتلقَّاه رجُلٌ، فاقتلَعَه من عُنُقِها. قالتْ: فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكَّةَ، ودخَلَ المَسجِدَ، أتاه أبو بكْرٍ بأبيهِ، فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال: هلَّا تَركْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتى أكونَ أنا آتِيهِ فيه. قال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، هو أحَقُّ أنْ يَمشِيَ إليكَ من أنْ تَمشِيَ أنت إليهِ، قال: فأجلَسَه بينَ يدَيهِ، ثمَّ مسَحَ صدرَه، ثمَّ قال له: أسلِمْ. فأسلَمَ، ودخَلَ به أبو بكرٍ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورأسُه كأنَّه ثَغامةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: غيِّروا هذا من شَعْرِه. ثمَّ قام أبو بكرٍ، فأخذَ بيَدِ أختِه، فقال: أنشُدُ باللهِ والإسلامِ طَوْقَ أُختي، فلم يُجِبْه أحَدٌ، فقالَ: يا أُخيَّةُ، احتَسِبي طَوقَكِ.

191 - لمَّا أسلَمَ عُمَرُ قال: أيُّ قُرَيشٍ أنقَلُ للحديثِ؟ فقيلَ له: جَميلُ بنُ مَعمَرٍ الجُمَحيُّ. فغَدا عليه، قال عبدُ اللهِ: وغَدَوتُ أتبَعُ أثَرَه وأنظُرُ ما يَفعَلُ، وأنا غُلامٌ أعقِلُ كلَّ ما رأَيتُ، حتى جاءَه فقال له: أعَلِمتَ يا جَميلُ أنِّي أسلَمتُ، ودَخَلتُ في دِينِ محمَّدٍ؟ قال: فواللهِ ما راجَعَه حتى قامَ يَجُرُّ رِداءَه، واتَّبَعَه عُمَرُ، واتَّبَعتُه أنا، حتى قامَ على بابِ المسجِدِ صَرَخَ بأعلى صَوتِه: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ -وهم في أنديَتِهم حَولَ الكَعبةِ-: ألَا إنَّ ابنَ الخطَّابِ قد صبَأَ. قال: يقولُ عُمَرُ مِن خَلفِه: كَذَبَ، ولكِنِّي قد أسلَمتُ، وشَهِدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ. وثاروا إليه، فما بَرِحَ يُقاتِلُهم ويُقاتِلونَه حتى قامَتِ الشَّمسُ على رُؤوسِهم، قال: وطَلَحَ فقَعَدَ، وقاموا على رأْسِه وهو يقولُ: افعَلوا ما بَدا لكم، فأحلِفُ باللهِ أنْ لو قد كُنَّا ثلاثَ مئةِ رجُلٍ لقد تَرَكناها لكم، أو تَرَكتُموها لنا. قال: فبَينَما هم على ذلكَ إذْ أقبَلَ شَيخٌ مِن قُرَيشٍ عليه حُلَّةُ حَريرٍ وقَميصٌ قُومَسيٌّ، حتى وَقَفَ عليهم، فقال: ما شأْنُكم؟ فقالوا: صَبأ عُمَرُ. قال: فمَهْ؟ رجُلٌ اختارَ لنَفْسِه أمْرًا، فماذا تُريدونَ؟ أتَرَوْنَ بني عَديٍّ يُسْلِمونَ لكم صاحِبَهم هكذا؟ خَلُّوا عنِ الرجُلِ. قال: فوَاللهِ لَكأنَّما كانوا ثَوبًا كُشِطَ عنه، قال: فقلتُ لأبي بعدَ أنْ هاجَرَ إلى المَدينةِ: يا أبةِ، مَنِ الرجُلُ الذي زَجَرَ القَومَ عنكَ بمَكَّةَ يَومَ أسلَمتَ وهم يُقاتِلونَكَ؟ قال: ذاكَ أيْ بُنَيَّ العاصِ بنُ وائلٍ السَّهميُّ.

192 - انطَلَق ثلاثةُ رهْطٍ ممن كان قبلَكم؛ حتى أووا المبيتَ إلى غارٍ، فدخلوه، فانْحدَرتْ عليهم صخرةٌ من الجبلِ، فسدَّتْ عليهم الغارَ، فقالوا : إنَّه لا يُنجيكم من هذا الصخرةِ إلا أن تدعوا اللهَ بصالحِ أعمالِكم، قال رجلٌ منهم : اللهمَّ كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، وكنتُ لا أغْبِقُ قبلَهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي في طلبِ شيءٍ يومًا فلم أُرِحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ لهما غبوقَهُما فوجدتُهما نائمينِ، فكَرِهتُ أن أغْبِقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فلبِثْتُ والقدحُ على يدَيَّ أنتظرُ اسْتيقاظَهما حتى برَق الفجرُ، فاستيقظا، فشرِبا غبوقَهُما، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك ، ففرِّجْ عنَّا ما نحن فيه من هذه الصخرةِ ؟ فانفرجتْ شيئًا لا يستطيعونَ الخروجَ. وقال الآخرُ : اللهمَّ كانتْ لي ابنةُ عمٍّ، كانتْ أحبَّ الناسِ إليَّ، فأردتُها على نفسِها، فامْتَنعتْ منِّي، حتى ألَمَّتْ بها سنةٌ من السنينِ فجاءتني، فأعطيتُها عشرينَ ومائةَ دينارٍ؛ على أن تُخَلِّي بيني وبين نفسِها، ففعلتْ حتى إذا قدَرْتُ عليها قالتْ : لا أُحِلُّ لك أن تفضَّ الخاتمَ إلا بحقِّه، فتحرَّجتُ من الوقوعِ عليها، فانصرفتُ عنها، وهي أحبُّ الناسِ إليَّ، وتركتُ الذهبَ الذي أعطيتُها، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهكَ، فأَفْرجْ عنَّا ما نحن فيه، فانفرجتِ الصخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطعيونَ الخروجَ منها. وقال الثالثُ : اللهم اسْتأجرتُ أجراءَ، فأعطيتُهم أجرَهم، غيرَ رجلٍ واحدٍ ترك الذي له وذهب، فَثَمَّرْتُ أجرَه حتى كثُرتْ منه الأموالُ، فجاءني بعد حينٍ فقال : يا عبدَ اللهِ أدِّني أجري، فقلتُ له : كل ما ترى من أجرِك من الإبلِ والبقرِ والغنمِ والرقيقِ، فقال : يا عبدَ اللهِ لا تستهزئُ بي، فقلتُ : إني لا أستهزئُ بك، فأخذَه كلَّه فاستاقَه فلم يتركْ منه شيئًا، اللهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فأفْرِجْ عنَّا ما نحن فيه، فانفرَجتِ الصخرةُ، فخرجوا يمشونَ

193 - لمَّا وَقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ بذي طُوًى ، قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له مِن أصغَرِ وَلَدِه -وقد كُفَّ بَصَرُه-: أيْ بُنَيَّةُ، اظهَري بي على أبي قُبَيسٍ. قالتْ: فأشرَفتُ به عليه، فقال: يا بُنَيَّةُ، ماذا تَرَيْنَ؟ قالتْ: أرى سَوادًا مُجتَمِعًا. قال: تلكَ الخَيلُ. قالتْ: وأرى رجُلًا يَسْعى بينَ ذلكَ السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا. قال: يا بُنَيَّةُ، ذلكَ الوازِعُ. يعني: الذي يأمُرُ الخَيلَ ويَتقَدَّمُ إليها. ثمَّ قالتْ: قد وَاللهِ انتَشَرَ السَّوادُ. فقال: قد وَاللهِ إذًا دَفَعتِ الخَيلُ، فأَسْرِعي بي إلى بَيْتي. فانحَطَّتْ به، وتَلَقَّاه الخَيلُ قبلَ أنْ يَصِلَ إلى بَيتِه، وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها مِن وَرِقٍ، فتَلَقَّاها رجُلٌ، فاقتَلَعَه مِن عُنُقِها. قالتْ: فلمَّا دخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ مَكَّةَ ودخَلَ المسجِدَ أتاه أبو بَكرٍ بأبيه يَعودُه ، فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ قال: هَلَّا تَرَكتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتى أكونَ أنا آتيه فيه؟ قال أبو بَكرٍ: يا رسولَ اللهِ، هو أحَقُّ أنْ يَمشيَ إليكَ مِن أنْ تَمشيَ أنتَ إليه. قال: فأجلَسَه بينَ يَدَيْه، ثمَّ مسَحَ صَدرَه، ثمَّ قال له: أسلِمْ. فأسلَمَ، ودخَلَ به أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ورأْسُه كأنَّه ثَغَامةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: غَيِّروا هذا مِن شَعرِه. ثمَّ قامَ أبو بَكرٍ، فأخَذَ بيَدِ أُختِه، فقال: أنشُدُ باللهِ وبالإسلامِ طَوقَ أُخْتي. فلم يُجِبْه أحَدٌ. فقال: يا أُخَيَّةُ: احتَسِبي طَوقَكِ.

194 - عن ابنِ عُمَرَ قالَ: لمَّا أَسلَمَ أبي عُمَرُ قالَ: أيُّ قُرَيْشٍ أَنقَلُ للحَديثِ؟ فقيل له: جَميلُ بنُ مَعمَرٍ الجُمَحيُّ، قالَ: فغَدا عليه، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: فغَدَوْتُ أَتبَعُ أثَرَه، وأَنظُرُ ما يَفعَلُ، وأنا غُلامٌ أَعقِلُ كلَّ ما رَأيْتُ، حتَّى جاءَه فقالَ له: أَعَلِمْتَ يا جَميلُ أنِّي قد أَسلَمْتُ ودَخَلْتُ في دينِ مُحمَّدٍ؟ قالَ: فوَالله ما راجَعَه حتَّى قامَ يَجُرُّ رِداءَه، واتَّبَعَه عُمَرُ، واتَّبَعْتُ أبي، حتَّى إذا قامَ على بابِ المَسجِدِ صَرَخَ بأَعْلى صَوْتِه: يا مَعشَرَ قُرَيْشٍ -وهُمْ في أنْديتِهم حَوْلَ الكَعْبةِ- أَلَا إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قد صَبَأَ، قالَ: يقولُ عُمَرُ مِن خَلْفِه: كَذَبَ، ولكنِّي قد أَسلَمْتُ، وشَهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا عَبْدُه ورَسولُه، وثاروا إليه، فما بَرِحَ يُقاتِلُهم ويُقاتِلونَه حتَّى قامَتِ الشَّمْسُ على رُؤوسِهم، قالَ: وطَلَحَ فقَعَدَ، وقاموا على رأسِه وهو يقولُ: افْعَلوا ما بَدا لكم، فأَحلِفُ باللهِ أنْ لو قد كنَّا ثَلاثَمِئةِ رَجُلٍ لقد تَرَكْناها لكم أو تَرَكْتُموها لنا. قالَ: فبَيْنَما هُمْ على ذلك، إذ أَقبَلَ شَيْخٌ مِن قُرَيْشٍ، عليه حُلَّةٌ حِبَرةٌ وقَميصٌ موشًّى، حتَّى وَقَفَ عليهم فقالَ: ما شَأنُكم؟ قالوا: صَبَأَ عُمَرُ، فقالَ: فمَه، رَجُلٌ اخْتارَ لنَفْسِه أمْرًا فماذا تُريدونَ؟ أَتَرونَ بَني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ يُسلِّمونَ لكم صاحِبَهم هكذا؟ خَلُّوا عن الرَّجُلِ، قالَ: فوَاللهِ لَكأنَّما كانوا ثَوْبًا كُشِطَ عنه، قالَ: فقُلْتُ لأبي بَعْدَ أن هاجَرَ إلى المَدينةِ: يا أبتِ، مَن الرَّجُلُ الَّذي زَجَرَ القَوْمَ عنك بمَكَّةَ يَوْمَ أَسلَمْتَ، وهُمْ يُقاتِلونَك؟ فقالَ: ذاك -أي بُنَيَّ- العاصِ بنُ وائِلٍ السَّهْميُّ.

195 - لَمَّا وقَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذي طُوًى قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له مِن أصغَرِ ولَدِه : أيْ بُنَيَّةُ أظهِريني على أبي قُبَيْسٍ قالت : وقد كُفَّ بصَرُه فأشرَفَتْ به عليه قال : يا بُنَيَّةُ ماذا ترَيْنَ ؟ قالت : أرى سوادًا مجتمِعًا قال : تلكَ الخيلُ قالت : وأرى رجُلًا يسعى بَيْنَ يدَيْ ذلك السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا قال : ذاكَ يا بُنيَّةُ الوازِعُ الَّذي يأمُرُ الخيلَ ويتقدَّمُ إليها ثمَّ قالت : قد واللهِ انتشَر السَّوادُ فقال : قد واللهِ دُفِعَتِ الخيلُ فأسرعي بي إلى بيتي فانحطَّتْ به فتلقَّاه الخيلُ قبْلَ أنْ يصِلَ إلى بيتِه وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها مِن ورِقٍ فتلقَّاها رجُلٌ فاقتلَعه مِن عُنُقِها قالت : فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودخَل المسجِدَ أتاه أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه بأبيه يقُودُه فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( هلَّا ترَكْتَ الشَّيخَ في بيتِه حتَّى أكونَ أنا آتيه ) قال أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه : يا رسولَ اللهِ هو أحَقُّ أنْ يمشيَ إليكَ مِن أنْ تمشيَ إليه قال : فأجلَسه بَيْنَ يدَيْهِ ثمَّ مسَح صدرَه ثمَّ قال له : ( أسلِمْ ) فأسلَم قالت : ودخَل به أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكأنَّ رأسَه ثَغامةٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( غيِّروا هذا مِن شَعرِه ) ثمَّ قام أبو بكرٍ وأخَذ بيدِ أختِه فقال : أنشُدُ اللهَ والإسلامَ طَوْقَ أختي فلَمْ يُجِبْه أحَدٌ فقال : يا أُخيَّةُ احتسِبي طَوْقَكِ فواللهِ إنَّ الأمانةَ اليومَ في النَّاسِ لَقليلٌ

196 - عن رَجُلٍ من بَني عامرٍ، قال: كُنْتُ كافرًا، فهَداني اللهُ للإسلامِ، وكُنْتُ أعزُبُ عنِ الماءِ، ومعي أَهْلي، فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ ذلك في نَفْسي، وقد نُعِتَ لي أبو ذَرٍّ، فحجَجْتُ فدخَلْتُ مسجِدَ مِنًى، فعرَفْتُه بالنعْتِ، فإذا شيخٌ مَعروقٌ آدَمُ، عليه حُلَّةُ قِطْريٌّ ، فذهَبْتُ حتى قُمْتُ إلى جَنبِه، وهو يُصلِّي، فسلَّمْتُ عليه، فلم يَرُدَّ عليَّ، ثُم صلَّى صلاةً أتَمَّها وأحسَنَها، وأطْوَلَها، فلمَّا فرَغَ ردَّ عليَّ، قُلْتُ: أنتَ أبو ذَرٍّ؟ قال: إنَّ أَهْلي لَيزعُمونَ ذلك، قال: كُنْتُ كافرًا فهَداني اللهُ للإسلامِ، وأهَمَّني دِيني، وكُنْتُ أعزُبُ عنِ الماءِ ومعي أَهْلي، فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ ذلك في نَفْسي، قال: هل تَعرِفُ أبا ذَرٍّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قال: فإنِّي اجتَوَيْتُ المدينةَ، قال أيُّوبُ: أو كلمةً نَحوَها، فأمَرَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذَوْدٍ من إبلٍ وغَنَمٍ، فكُنْتُ أكونُ فيها، فكُنْتُ أعزُبُ منَ الماءِ، ومعي أَهْلي فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ في نَفْسي أنِّي قد هلَكْتُ، فقعَدْتُ على بَعيرٍ منها، فانتَهَيْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِصفَ النهارِ، وهو جالسٌ في ظِلِّ المسجِدِ في نَفرٍ من أصحابِه، فنزَلْتُ عنِ البَعيرِ، وقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، هلَكْتُ، قال: وما أهلَكَكَ؟ فحدَّثْتُه، فضَحِكَ، فدَعا إنسانًا من أَهْله، فجاءَتْ جاريةٌ سَوداءُ بعُسٍّ فيه ماءٌ، ما هو بمَلْآنَ، إنَّه لَيَتخَضخَضُ، فاستَتَرْتُ بالبَعيرِ، فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا منَ القَومِ فسَتَرَني فاغتَسَلْتُ، ثُم أتَيْتُه، فقال: إنَّ الصعيدَ الطيِّبَ طَهورٌ ما لم تَجِدِ الماءَ، ولو إلى عَشْرِ حِجَجٍ، فإذا وجَدْتَ الماءَ، فأمِسَّ بَشَرَتَكَ.

197 - خَرَجَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فأصابَهُمُ المَطَرُ، فَدَخَلُوا في غارٍ في جَبَلٍ ، فانْحَطَّتْ عليهم صَخْرَةٌ، قالَ: فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ادْعُوا اللَّهَ بأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ، فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنِّي كانَ لي أبَوانِ شيخانِ كَبِيرانِ، فَكُنْتُ أخْرُجُ فأرْعَى، ثُمَّ أجِيءُ فأحْلُبُ فأجِيءُ بالحِلابِ، فَآتي به أبَوَيَّ فَيَشْرَبانِ، ثُمَّ أسْقِي الصِّبْيَةَ وأَهْلِي وامْرَأَتِي، فاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً، فَجِئْتُ فإذا هُما نائِمانِ، قالَ: فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُما، حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ، قالَ: فَفُرِجَ عنْهمْ، وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِن بَناتِ عَمِّي كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّساءَ، فقالَتْ: لا تَنالُ ذلكَ مِنْها حتَّى تُعْطِيَها مِئَةَ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ فيها حتَّى جَمَعْتُها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قالَ: فَفَرَجَ عنْهمُ الثُّلُثَيْنِ، وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقٍ مِن ذُرَةٍ فأعْطَيْتُهُ، وأَبَى ذاكَ أنْ يَأْخُذَ، فَعَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، حتَّى اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا وراعِيها، ثُمَّ جاءَ فقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ أعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: انْطَلِقْ إلى تِلكَ البَقَرِ وراعِيها فإنَّها لَكَ، فقالَ: أتَسْتَهْزِئُ بي؟ قالَ: فَقُلتُ: ما أسْتَهْزِئُ بكَ ولَكِنَّها لَكَ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عنْهمْ.

198 - خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُردِفي ثم أقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في يومٍ حارٍّ من أيامِ مكةَ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقِيه زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفَيلٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : يا ابنَ عَمرو ما لي أرى قومَك قد شنَفوك ؟ قال : أما واللهِ إنَّ ذلك لغيرِ ثائرةٍ كانت مني فيهم، لكن أراهم على ضلالٍ، فخرجتُ أبتغي هذا الدِّينَ فأتيتُ إلى أحبارِ يثربَ فوجدتُهم يعبدون اللهَ ويشركون به، فقلتُ : ما هذا بالدِّينِ الذي أبتغي، فخرجتُ حتى آتي أحبارَ خَيبرَ، فوجدتُهم يعبدون اللهَ ويشركون به، فقلتُ : ما هذا بالدِّينِ الذي أبتغي، فقال لي حبرٌ من أحبار ِالشامِ : إنك لتسألُ عن دينٍ ما نعلمُ أحدًا يعبد اللهَ به إلا شيخٌ بالجزيرةِ، فخرجتُ فقدمتُ عليه فأخبرتُه بالذي خرجتُ له، فقال : إنَّ كلَّ من رأيتَ في ضلالةٍ، فمن أنت ؟ قلت : أنا من أهلِ بيت ِاللهِ، ومن أهلِ الشوكِ والقَرَظِ، فقال : إنه قد خرج في بلدك نبيٌّ، أو خارجٌ قد خرج نجمُه، فارجع فصدِّقْه واتَّبِعْه وآمن به، فرجعتُ فلم أُحِسُّ شيئًا بعدُ، قال : فأناخ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعيرَه فقدَّمْنا إليه السُّفْرةَ، قال زيدٌ : ما آكلُ شيئًا ذُبِحَ لغيرِ اللهِ، فتفرَّقا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فطاف بالبيتِ، قال زيدٌ : وأنا معه، وكان صَنمانِ من نحاس ٍيقالُ لهما : إسافٌ ونائلةٌ مُستقبلَ الكعبةِ يتمسَّحُ بهما الناسُ إذا طافوا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا تمَسَّهما ولا تمَسَّحْ بهما، قال زيدٌ : فقلتُ في نفسي وقد طُفنا : لأَمَسَّنَّهما حتى أنظرَ ما يقول، فمَسَسْتُهما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : ألم تنْهَه ؟ فلا والذي أكرمَه ما مسَسْتُهما حتى أنزل اللهُ عليه الكتابَ، ومات زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفَيلٍ قبلَ الإسلامِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنه يُبعَثُ أمَّةً وحدَه

199 - بينما ثلاثةُ نفرٍ يمشونَ أخذهمُ المطرُ، فآووا إلى غارٍ في جبلٍ ، فانْحطَّتْ على فمِ غارِهم صخرةٌ من الجبلِ فانطبَقتْ عليهم، فقال بعضُهم لبعضٍ : انظروا أعمالًا عمِلْتُموها صالحةً للهِ، فادعوا بها لعلَّه يُفرِّجُها عنكم، فقال أحدُهم : اللهمَّ إنه كان لي والدانِ شيخانِ كبيرانِ وامرأتي، ولي صبيةٌ صغارٌ أرعى عليهم، فإذا أرَحْتُ عليهم حلبتُ، فبدأتُ بوالدي فسقيتُهما قبلَ بَنِيَّ، وإن نأى بي ذاتَ يومٍ الشجرَ، فلم آتِ حتى أمسيتُ فوجدتُهما قد ناما، فحلبتُ كما كنتُ أحلبُ، فجئتُ بالحلابِ، فقمت عند رؤوسِهما، أكره أنْ أوقظَهما من نومِهما، وأكره أنْ أُسْقي الصبيةَ قبلَهما، والصبيةُ يتضاغونَ عند قدمي، فلم يزلْ ذلك دأْبي ودأبَهم حتى طلع الفجرُ، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فافْرُج لنا فرجةً نرى منها السماءَ، ففرَّجَ اللهُ منها فرجةً فرأوا منها السماءَ. وقال الآخرُ : اللهمَّ إنه كانتْ لي ابنةُ عمٍّ، أحببتُها كأشدِّ ما يُحبُّ الرجالُ النساءَ، وطلبتُ إليها نفسَها فأَبتْ حتى آتيها بمائةِ دينارٍ، فتعبتُ حتى جمعتُ مائةَ دينارٍ، فجئتُها بها، فلمَّا وقعتُ بين رجْلَيْها، قالتْ : يا عبدَ اللهِ اتقِّ اللهَ ولا تفتحِ الخاتَمَ إلا بحقِّه، فقمتُ عنها، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فافْرُجْ لنا منها فرجةً، ففرج لهم فرجةً. و قال الآخرُ : اللهمَّ إنى كنتُ استأجرْتُ أجيرًا بِفَرَقِ أرُزٍّ، فلمَّا قضى عملَه، قال لى : أعطنى حقِّي، فعرضتُ عليه فَرَقَهُ، فرغِبَ عنه، فلم أزلْ أزرعُه حتى جمعتُ منه بقرًا و رِعاءَها، فجاءني فقال : اتقِّ اللهَ و لا تظْلمْنى حقِّي، قلتُ : اذهبْ إلى تلك البقرِ و رِعائِها فخذْها، فقال : اتقِّ اللهَ و لا تستهزئْ بى، فقلت : إني لا أستهزئُ بك، خذْ ذلك البقرَ و رِعاءَها، فأخذه و ذهب به، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك ، فافْرُجْ ما بقيَ، ففَرَجَ اللهُ ما بقيَ.

200 - بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ، قالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا رُحْتُ عليهم حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بوَالِدَيَّ أَسْقِيهِما قَبْلَ بَنِيَّ، وإنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَومٍ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ، وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنَّهَا كَانَتْ لي بنْتُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ منها، فأبَتْ عَلَيَّ حتَّى أَتَيْتُهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَبَغَيْتُ حتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً، فَفَرَجَ، وَقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ، قالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه، فَرَغِبَ عنْه، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وَرُعَاتِهَا، فَخُذْ، فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بكَ، فَخُذْ، فأخَذَهُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ ما بَقِيَ، فَفَرَجَ اللَّهُ. وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن نافع (فسعيت)

201 -  مَنِ استَطاعَ منكم أنْ يَكونَ مِثلَ صاحِبِ فَرَقِ الأرُزِّ، فليكن مِثلَه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما صاحِبُ فَرَقِ الأرُزِّ؟ قال: خرَجَ ثلاثَةٌ فغَيَّمَتْ عليهمُ السَّماءُ، فدَخَلوا غارًا، فجاءَتْ صَخرَةٌ من أعْلى الجَبَلِ حتى طَبَّقَتِ البابَ عليهم، فعالَجوها، فلم يَسْتَطيعوها، فقال بعضُهم لِبعضٍ: لقد وَقَعْتم في أمْرٍ عَظيمٍ، فلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ بأحسَنِ ما عَمِلَ؛ لعلَّ اللهَ تَعالى أنْ يُنْجيَنا من هذا، فقال أحَدُهم: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كان لي أبَوانِ شَيْخانِ كَبيرانِ، وكُنتُ أحلُبُ حِلابَهما، فأجيئُهما، وقد نامَا، فكُنتُ أبيتُ قائِمًا، وحِلابُهما على يَدي أكرَه أنْ أبدَأَ بأحَدٍ قَبلَهما، أو أنْ أُوقِظَهما من نَوْمِهما، وصِبْيَتي يَتَضاغَوْنَ حَوْلي، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه من خَشيَتِكَ ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فتحَرَّكَتِ الصَّخرَةُ. قال: وقال الثَّاني: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كانت لي ابنَةُ عَمٍّ، لم يكن شَيءٌ مِمَّا خَلَقتَ أحَبَّ إليَّ منها، فسُمْتُها نَفْسَها، فقالت: لا واللهِ دونَ مِئَةِ دينارٍ، فجَمَعتُها ودَفَعتُها إليها، حتى إذا أنا جَلَستُ منها مَجلِسَ الرَّجُلِ، فقالت: اتَّقِ اللهَ، ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بِحَقِّه، فقُمتُ عَنْها، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّما فَعَلتُه من خَشْيَتِكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فزالَتِ الصَّخرَةُ حتى بَدَتِ السَّماءُ. وقال الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنِّي كُنتُ استَأجَرْتُ أجيرًا بِفَرَقٍ من أرُزٍّ، فلمَّا أمْسى عَرَضتُ عليه حَقَّه، فأبى أنْ يَأخُذَه، وذَهَبَ وتَرَكَني، فتحَرَّجتُ منه وثَمَّرتُه له، وأصْلَحتُه حتى اشتَرَيتُ منه بَقَرًا وراعيَها، فلَقِيَني بعدَ حينٍ، فقال: اتَّقِ اللهَ، وأعْطِني أجْري، ولا تَظلِمْني، فقُلتُ: انطَلِقْ إلى ذلك البَقَرِ وراعيها، فخُذْها، فقال: اتَّقِ اللهَ، ولا تَسْخَرْ بي، فقُلتُ: إنِّي لستُ أسخَرُ بِكَ، فانطَلَقَ فاسْتاقَ ذلك، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ خَشْيَةً مِنكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، فتَدَحرَجَتِ الصَّخرَةُ، فخَرَجوا يَمْشونَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره دون قوله: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله "
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5973
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - تقوى الله إحسان - الإخلاص إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

202 - بيْنَما ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَماشَوْنَ أخَذَهُمُ المَطَرُ، فَمالُوا إلى غارٍ في الجَبَلِ، فانْحَطَّتْ علَى فَمِ غارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فأطْبَقَتْ عليهم، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أعْمالًا عَمِلْتُمُوها لِلَّهِ صالِحَةً، فادْعُوا اللَّهَ بها لَعَلَّهُ يَفْرُجُها. فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي والِدانِ شيخانِ كَبِيرانِ، ولِي صِبْيَةٌ صِغارٌ، كُنْتُ أرْعَى عليهم، فإذا رُحْتُ عليهم فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بوالِدَيَّ أسْقِيهِما قَبْلَ ولَدِي، وإنَّه ناءَ بيَ الشَّجَرُ، فَما أتَيْتُ حتَّى أمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُما قدْ ناما، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما، أكْرَهُ أنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِما، وأَكْرَهُ أنْ أبْدَأَ بالصِّبْيَةِ قَبْلَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لهمْ فُرْجَةً حتَّى يَرَوْنَ مِنْها السَّماءَ. وقالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إنَّه كانَتْ لي ابْنَةُ عَمٍّ أُحِبُّها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ، فَطَلَبْتُ إلَيْها نَفْسَها، فأبَتْ حتَّى آتِيَها بمِئَةِ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ حتَّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينارٍ فَلَقِيتُها بها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، ولا تَفْتَحِ الخاتَمَ، فَقُمْتُ عَنْها، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي قدْ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا مِنْها. فَفَرَجَ لهمْ فُرْجَةً. وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقِ أرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قالَ: أعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه حَقَّهُ فَتَرَكَهُ ورَغِبَ عنْه، فَلَمْ أزَلْ أزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وراعِيَها، فَجاءَنِي فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَظْلِمْنِي وأَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وراعِيها، فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَهْزَأْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أهْزَأُ بكَ، فَخُذْ ذلكَ البَقَرَ وراعِيَها، فأخَذَهُ فانْطَلَقَ بها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ ما بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ عنْهمْ.

203 - أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إذْ أصَابَهُمْ مَطَرٌ، فأوَوْا إلى غَارٍ فَانْطَبَقَ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ، فَقالَ واحِدٌ منهمْ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أجِيرٌ عَمِلَ لي علَى فَرَقٍ مِن أرُزٍّ، فَذَهَبَ وتَرَكَهُ، وأَنِّي عَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِن أمْرِهِ أنِّي اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا، وأنَّهُ أتَانِي يَطْلُبُ أجْرَهُ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ فَسُقْهَا، فَقالَ لِي: إنَّما لي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِن أرُزٍّ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ، فإنَّهَا مِن ذلكَ الفَرَقِ فَسَاقَهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ آتِيهِما كُلَّ لَيْلَةٍ بلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فأبْطَأْتُ عليهما لَيْلَةً، فَجِئْتُ وقدْ رَقَدَا وأَهْلِي وعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الجُوعِ، فَكُنْتُ لا أسْقِيهِمْ حتَّى يَشْرَبَ أبَوَايَ فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا، وكَرِهْتُ أنْ أدَعَهُمَا، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا، فَلَمْ أزَلْ أنْتَظِرُ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ حتَّى نَظَرُوا إلى السَّمَاءِ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي ابْنَةُ عَمٍّ، مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وأَنِّي رَاوَدْتُهَا عن نَفْسِهَا فأبَتْ، إلَّا أنْ آتِيَهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حتَّى قَدَرْتُ، فأتَيْتُهَا بهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهَا، فأمْكَنَتْنِي مِن نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عنْهمْ فَخَرَجُوا.

204 - خَرجتُ معَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - وَهوَ مُردفي في يومٍ حارٍّ من أيَّامِ مَكَّةَ، ومعَنا شاه قد ذبَحناها وأصلَحناها، فجَعلَناها في سُفرةٍ، فلَقيَهُ زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْلٍ، فحيَّا كلُّ واحدٍ مِنهُما صاحبَهُ بتَحيَّةِ الجاهليَّةِ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ يا زَيدُ، يَعني ابنَ عمرٍو، ما لي أرى قومَكَ قد شَنَّفَوا لَكَ، قالَ: واللَّهِ يا محمَّدُ إنَّ ذلِكَ لغيرِ تِرةٍ لي فيهم، ولَكِن خَرجتُ أطلُبُ هذا الدِّينَ حتَّى أقدُمَ علَى أحبارِ خيبرَ فوجدتُهُم يَعبُدونَ اللَّهَ، ويُشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبتَغي، فخَرجتُ حتَّى أقدَمَ على أحبارِ الشَّامِ، فوجدتُهُم يعبدونَ اللَّهَ ويشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ ما هذا الدِّينُ الَّذي أبتغي فقالَ الرجلُ منهم: إنَّكَ لتسألُ عن دينٍ ما نعلمُ أحدًا يعبدُ اللَّهَ بِهِ إلَّا شيخٌ بالجزيرةِ، فخرجتُ حتَّى أقدَمَ عليهِ فلمَّا رآني، قالَ: إنَّ جميعَ من رأيتَ في ضلالٍ، فمن أينَ أنتَ ؟، فقُلتُ: أَنا من أَهْلِ بيتِ اللَّهِ، من أَهْلِ الشَّوكِ والقَرَظِ، قالَ: إنَّ الَّذي تطلبُ قد ظَهْرَ ببلادِكَ، قد بعثَ نبيُّ قد طلعَ نجمُهُ، فلَو أُحسُّ بشيءٍ يا محمَّدُ، فقرَّبَ إليهِ السُّفرَةَ فقالَ: ما هذا ؟، قالَ: شاةٌ ذبَحناها لنُصُبٍ من هذِهِ الأنصابِ، فقالَ: ما كُنتُ لأكل شيئًا ذبحَ لغَيرِ اللَّهِ وتفرَّقا قالَ زيدُ بنُ حارثةَ: فأتى النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ البيتَ وأَنا معَهُ، فَطافَ بِهِ وَكانَ عندَ البيتِ صنَمانِ، أحدُهُما من نُحاسِ، يقالُ لأحدِهِما: يِسافٌ، وللآخرِ نائلةٌ، وَكانَ المشرِكونَ إذا طافوا تمسَّحوا بِهِما، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لا تَمسَحْهما فإنَّهما رِجسٌ ، قالَ: فقلتُ في نفسي لَأمَسحُهُما حتَّى أنظرَ ما يقولُ: فمَسحتُهُا، فقالَ: يا زيدُ ألم تُنهَ ؟، قالَ: وأُنْزِلَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، وماتَ زيدُ بنُ عمرٍو، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يبعثُ أمَّةً واحدة

205 - جَلَسَ إليَّ شَيْخٌ مِن بَني تَميمٍ في مَسجِدِ البَصْرةِ، ومعَه صَحيفةٌ له في يَدِه، قالَ: وفي زَمانِ الحَجَّاجِ، فقالَ: لي يا عَبْد اللهِ أَتَرى هذا الكِتابَ مُغْنِيًا عنِّي شَيئًا عنْدَ هذا السُّلْطانِ؟ قالَ: فقُلْتُ: وما هذا الكِتابُ؟ قالَ: هذا كِتابٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، كَتَبَه لنا ألَّا يُتَعدَّى علينا في صَدَقاتِنا، قالَ: فقُلْتُ: لا واللهِ، ما أَظُنُّ أن يُغنِيَ عنك شَيئًا، وكيف كانَ شَأنُ هذا الكِتابِ، قالَ: قَدِمْتُ المَدينةَ معَ أبي وأنا غُلامٌ شابٌّ بإبِلٍ لنا نَبيعُها، وكانَ أبي صَديقًا لطَلْحةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْميِّ، فنَزَلْنا عليه، فقالَ له أبي: اخْرُجْ معي فبِعْ لي إبِلي هذه، قالَ: فقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ قد نَهى أن يَبيعَ حاضِرٌ لبادٍ ، ولكن سأخْرُجُ معَك فأَجلِسُ وتَعرِضُ إبِلَك، فإذا رَضيْتُ مِن رَجُلٍ وَفاءً وصِدْقًا ممَّن ساوَمَك أمَرْتُك ببَيْعِه، قالَ: فخَرَجْنا إلى السُّوقِ فوَقَفْنا ظَهْرَنا وجَلَسَ طَلْحةُ قَريبًا، فساوَمَنا الرِّجالُ حتَّى إذا أَعْطانا رَجُلٌ ما نَرْضى قالَ له أبي: أبايِعُه؟ قالَ: نَعمْ، رَضيْتُ لكم وَفاءَه، فبايِعوه، فبايَعْناه، فلمَّا قَبَضْنا ما لنا وفَرَغْنا مِن حاجتِنا قالَ أبي لطَلْحةَ: خُذْ لنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ كِتابًا ألَّا يُتَعدَّى علينا في صَدَقاتِنا، قالَ: فقالَ: هذا لكم ولكلِّ مُسلِمٍ، قالَ: على ذلك إنِّي أُحِبُّ أن يكونَ عِنْدي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ كِتابٌ، فخَرَجَ حتَّى جاءَ بنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا الرَّجُلَ مِن أهْلِ البادِيةِ صَديقٌ لنا، وقد أَحَبَّ أن تَكتُبَ له كِتابًا لا يُتَعدَّى عليه في صَدَقتِه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «هذا له ولكلِّ مُسلِمٍ»، قالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي قد أُحِبُّ أن يكونَ عِنْدي مِنك كِتابٌ على ذلك، قالَ: فكَتَبَ لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ هذا الكِتابَ.

206 - جلسَ إليَّ شيخٌ من بَني تميمٍ في مسجدِ البصرةِ ومعَهُ صحيفةٌ لَهُ في يدِهِ - قالَ وفي زمانِ الحجَّاجِ - فقالَ لي: يا عبدَ اللَّهِ أترى هذا الْكتابَ مُغنيًا عنِّي شيئًا عندَ هذا السُّلطانِ؟ قالَ فقلتُ: وما هذا الْكتابُ؟ قالَ: هذا كتابٌ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتبَهُ لَنا أن لا يتعدَّى علينا في صدقاتِنا. قالَ فقلتُ: لا واللَّهِ ما أظنُّ أن يُغنِيَ عنْكَ شيئًا، وَكيفَ كانَ شأنُ هذا الْكتابِ قالَ: قدمتُ المدينةَ معَ أبي وأَنا غلامٌ شابٌّ بإبلٍ لَنا نبيعُها، وَكانَ أبي صديقًا لطلحةَ بنِ عبيدِ اللَّهِ التَّيميِّ فنزلنا عليْهِ فقالَ لَهُ أبي: اخرُج معي فبِع لي إبلي هذِهِ. قالَ فقالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قد نَهى أن يبيعَ حاضرٌ لبادٍ ، ولَكن سأخرجُ معَكَ فأجلسُ وتعرضُ إبلَكَ، فإذا رضيتُ من رجلٍ وفاءً وصدقًا مِمَّن ساومَكَ أمرتُكَ ببيعِهِ. قالَ: فخرَجنا إلى السُّوقِ فوقفنا ظُهرَنا وجلسَ طلحةُ قريبًا فساومَنا الرِّجالُ حتَّى إذا أعطانا رجلٌ ما نَرضى قالَ لَهُ أبي: أبايعُهُ؟ قالَ: نعم رضيتُ لَكم وفاءَهُ فبايَعوهُ فبايعناهُ، فلمَّا قبَضنا ما لَنا وفرَغنا من حاجتِنا. قالَ أبي لطلحةَ: خذ لَنا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتابًا أن لا يُتعدَّى علينا في صدقاتِنا. قالَ فقالَ: هذا لَكم ولِكلِّ مسلمٍ. قالَ: على ذلِكَ إنِّي أحبُّ أن يَكونَ عندي من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتابٌ، فخرجَ حتَّى جاءَ بنا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ هذا الرَّجلَ من أَهلِ الباديةِ صديقٌ لَنا وقد أحبَّ أن تَكتُبَ لَهُ كتابًا لا يُتعدَّى عليْهِ في صدقتِهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هذا لَهُ ولِكلِّ مسلمٍ قالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي قد أحبُّ أن يَكونَ عندي منْكَ كتابٌ على ذلِكَ قالَ فَكتبَ لَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هذا الْكتابَ

207 - لمَّا بعَثَ عَمْرُو بنُ سَعيدٍ إلى مكةَ بَعثَهُ يَغزو ابنَ الزُّبَيرِ؛ أتاهُ أبو شُريحٍ فكلَّمَهُ وأخبَرَهُ بما سمِعَ مِن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم خرَجَ إلى نادي قَومِهِ، فجلَسَ فيه، فقُمتُ إليهِ فجلَستُ معه، فحدَّثَ قَومَهُ كما حدَّثَ عَمْرَو بنَ سَعيدٍ ما سمِعَ مِن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعمَّا قال له عَمْرُو بنُ سَعيدٍ، قال: قُلتُ: يا هذا؛ إنَّا كنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين افتتَحَ مكةَ، فلمَّا كان الغَدُ مِن يَومِ الفَتحِ؛ عَدَتْ خُزاعةُ على رَجُلٍ مِن هُذَيلٍ، فقتَلوهُ وهو مُشرِكٌ، فقامَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فينا خَطيبًا، فقال: أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ مكةَ يَومَ خلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ، فهي حَرامٌ مِن حَرامِ اللهِ تَعالى، إلى يَومِ القيامةِ، لا يَحِلُّ لامرئٍ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسفِكَ فيها دَمًا، ولا يَعضِدَ بها شَجرًا، لم تَحلِلْ لأحدٍ كان قَبلي، ولا تَحِلُّ لأحدٍ يَكونُ بَعدي، ولم تَحلِلْ لي إلَّا هذه السَّاعةَ؛ غَضَبًا على أهلِها، ألَا ثم قد رجَعَتْ كحُرمَتِها بالأمسِ، ألَا فليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ منكم الغائِبَ، فمَن قال لكم: إنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد قاتَلَ بها؛ فقولوا: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد أحَلَّها لرسولِهِ، ولم يُحلِلْها لكم، يا مَعشَرَ خُزاعةَ، ارفَعوا أيديَكم عنِ القَتلِ، فقد كَثُرَ أنْ يَقَعَ، لئنْ قتَلتُم قَتيلًا لأديَنَّهُ، فمَن قُتِلَ بَعدَ مَقامي هذا؛ فأهلُهُ بِخَيرِ النَّظَرَيْنِ ، إنْ شاؤوا فدَمُ قاتِلِهِ، وإنْ شاؤوا فعَقلُهُ. ثم ودى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلَ الذي قتَلَتْهُ خُزاعةُ، فقال عَمْرُو بنُ سَعيدٍ لأبي شُريحٍ: انصَرِفْ أيُّها الشَّيخُ، فنحن أعلَمُ بِحُرمَتِها منكَ، إنَّها لا تَمنَعُ سافِكَ دَمٍ، ولا خالِعَ طاعةٍ، ولا مانِعَ جِزيةٍ. قال: فقُلتُ: قد كنتُ شاهِدًا، وكنتَ غائِبًا، فقد بلَّغتُ، وقد أمَرَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُبلِّغَ شاهِدُنا غائِبَنا، وقد بلَّغتُكَ، فأنتَ وشَأنُكَ.

208 - عنِ ابنِ إسحاقَ، حدَّثَنا سالِمُ بنُ أبي أُمَيَّةَ أبو النَّضرِ، قال: جلَسَ إليَّ شَيخٌ مِن بَني تَميمٍ في مَسجِدِ البَصرةِ، ومعه صَحيفةٌ له في يَدِهِ -قال: وفي زمانِ الحَجَّاجِ-، فقال لي: يا عَبدَ اللهِ، أتَرى هذا الكِتابَ مُغنيًا عَنِّي شَيئًا عِندَ هذا السُّلطانِ؟ قال: فقلتُ: وما هذا الكِتابُ؟ قال: هذا كِتابٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كتَبَهُ لنا: ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقلتُ: لا، وَاللهِ ما أظُنُّ أنْ يُغنيَ عنكَ شَيئًا، وكيف كان شَأنُ هذا الكِتابِ؟ قال: قَدِمتُ المَدينةَ مع أبي، وأنا غُلامٌ شابٌّ بإبِلٍ لنا نَبيعُها، وكان أبي صَديقًا لِطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ التَّيميِّ، فنزَلْنا عليه، فقال له أبي: اخرُجْ معي فبِعْ لي إبِلي هذه. قال: فقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد نَهى أنْ يَبيعَ حاضِرٌ لِبادٍ ، ولكنْ سأخرُجُ معكَ، فأجلِسُ، وتَعرِضُ إبِلَكَ، فإذا رَضيتُ مِن رَجُلٍ وفاءً وصِدقًا ممَّن ساوَمَكَ، أمَرتُكَ بِبَيعِهِ. قال: فخرَجْنا إلى السُّوقِ، فوقَفْنا ظَهرَنا، وجلَسَ طَلحةُ قَريبًا، فساوَمَنا الرِّجالُ، حتى إذا أعطانَا رَجُلٌ ما نَرضَى، قال له أبي: أُبايِعُهُ؟ قال: نَعَمْ، قد رَضيتُ لكم وفاءَهُ؛ فبايِعوهُ. فبايَعْناهُ، فلما قبَضْنا ما لنا، وفرَغْنا مِن حاجَتِنا، قال أبي لِطَلحةَ: خُذْ لنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابًا ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقال: هذا لكم، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: على ذلك إنِّي أُحِبُّ أنْ يَكونَ عِندي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابٌ. قال: فخرَجَ حتى جاءَ بنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا الرَّجُلَ مِن أهلِ الباديةِ ، صَديقٌ لنا، وقد أحَبَّ أنْ تَكتُبَ له كِتابًا، ألَّا يُتَعَدَّى عليه في صَدَقَتِهِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا له، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهُ قد أحَبَّ أنْ يَكونَ عِندَهُ منكَ كِتابٌ على ذلك. قال: فكتَبَ لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الكِتابَ.

209 - سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتَّى أوَوُا المَبِيتَ إلى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عليهمُ الغَارَ، فَقالوا: إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلَّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شَيخَانِ كَبِيرَانِ، وكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا ولَا مَالًا، فَنَأَى بي في طَلَبِ شَيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ. فَانْفَرَجَتْ شيئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ. قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لي بنْتُ عَمٍّ، كَانَتْ أحَبَّ النَّاسِ إلَيَّ، فأرَدْتُهَا عن نَفْسِهَا، فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حتَّى ألَمَّتْ بهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي، فأعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ ومِئَةَ دِينَارٍ علَى أنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وبيْنَ نَفْسِهَا، فَفَعَلَتْ، حتَّى إذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قالَتْ: لا أُحِلُّ لكَ أنْ تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الوُقُوعِ عَلَيْهَا، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وهي أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ، وتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذي أعْطَيْتُهَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، غيرَ أنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ منها. قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ، فأعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غيرَ رَجُلٍ واحِدٍ تَرَكَ الَّذي له وذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أجْرَهُ حتَّى كَثُرَتْ منه الأمْوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، أدِّ إلَيَّ أجْرِي، فَقُلتُ له: كُلُّ ما تَرَى مِن أجْرِكَ مِنَ الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ والرَّقِيقِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَسْتَهْزِئُ بي! فَقُلتُ: إنِّي لا أسْتَهْزِئُ بكَ، فأخَذَهُ كُلَّهُ، فَاسْتَاقَهُ، فَلَمْ يَتْرُكْ منه شيئًا، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ.

210 - كُنْتُ جَالِسًا في حَلَقَةٍ في مَسْجِدِ المَدِينَةِ، قالَ: وَفِيهَا شيخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وَهو عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، قالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا حَسَنًا، قالَ فَلَمَّا قَامَ قالَ القَوْمُ: مَن سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا، قالَ فَقُلتُ: وَاللَّهِ لأَتْبَعَنَّهُ فَلأَعْلَمَنَّ مَكانَ بَيْتِهِ، قالَ فَتَبِعْتُهُ، فَانْطَلَقَ حتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ المَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، قالَ: فَاسْتَأْذَنْتُ عليه فأذِنَ لِي، فَقالَ: ما حَاجَتُكَ؟ يا ابْنَ أَخِي قالَ: فَقُلتُ له: سَمِعْتُ القَوْمَ يقولونَ لَكَ، لَمَّا قُمْتَ: مَن سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا، فأعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ معكَ، قالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بأَهْلِ الجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكَ مِمَّ قالوا ذَاكَ، إنِّي بيْنَما أَنَا نَائِمٌ، إذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقالَ لِي: قُمْ، فأخَذَ بيَدِي فَانْطَلَقْتُ معهُ، قالَ: فَإِذَا أَنَا بجَوَادَّ عن شِمَالِي ، قالَ: فأخَذْتُ لِآخُذَ فِيهَا، فَقالَ لي لا تَأْخُذْ فِيهَا فإنَّهَا طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قالَ فَإِذَا جَوَادُّ مَنْهَجٌ علَى يَمِينِي، فَقالَ لِي: خُذْ هَاهُنَا، فأتَى بي جَبَلًا، فَقالَ لِيَ: اصْعَدْ، قالَ: فَجَعَلْتُ إذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعَدَ خَرَرْتُ علَى اسْتِي، قالَ: حتَّى فَعَلْتُ ذلكَ مِرَارًا، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بي حتَّى أَتَى بي عَمُودًا، رَأْسُهُ في السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ في الأرْضِ، في أَعْلَاهُ حَلْقَةٌ، فَقالَ لِيَ: اصْعَدْ فَوْقَ هذا، قالَ قُلتُ: كيفَ أَصْعَدُ هذا؟ وَرَأْسُهُ في السَّمَاءِ، قالَ: فأخَذَ بيَدِي فَزَجَلَ بي ، قالَ: فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بالحَلْقَةِ، قالَ: ثُمَّ ضَرَبَ العَمُودَ فَخَرَّ، قالَ وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بالحَلْقَةِ حتَّى أَصْبَحْتُ ، قالَ: فأتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عليه، فَقالَ: أَمَّا الطُّرُقُ الَّتي رَأَيْتَ عن يَسَارِكَ، فَهي طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قالَ: وَأَمَّا الطُّرُقُ الَّتي رَأَيْتَ عن يَمِينِكَ فَهي طُرُقُ أَصْحَابِ اليَمِينِ، وَأَمَّا الجَبَلُ فَهو مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَلَنْ تَنَالَهُ، وَأَمَّا العَمُودُ فَهو عَمُودُ الإسْلَامِ، وَأَمَّا العُرْوَةُ فَهي عُرْوَةُ الإسْلَامِ، وَلَنْ تَزَالَ مُتَمَسِّكًا بهَا حتَّى تَمُوتَ.
 

1 - الشيخُ والشيخةُ إذا زنيا فارجموهما بما قضيا من اللذةِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : سهل بن حنيف | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة
الصفحة أو الرقم : 174 التخريج : أخرجه الطبراني (24/350) (867)، والحاكم (8070)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7776) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن وجلد البكر وتغريبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زنَيَا فارْجُموهُمَا البتَّةَ بمَا قَضَيَا من اللَّذَّةِ
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : العجماء الأنصارية خالة أبي أمامة بن سهل | المحدث : ابن حبان | المصدر : المقاصد الحسنة
الصفحة أو الرقم : 306 التخريج : أخرجه الطبراني (24/350) (867)، والحاكم (8070)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7776)
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن وجلد البكر وتغريبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنيا فارجُموهُما البتَّةُ بما قَضيا منَ اللَّذَّةِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [العجماء الأنصارية خالة أبي أمامة بن سهل] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد
الصفحة أو الرقم : 569 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7108 )، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (24/ 350) (867 )، والحاكم (8070 )
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن وجلد البكر وتغريبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - عن أُبَيِّ بنِ كعبٍ قال: كانت سورةُ الأحزابِ توازي سورةَ البقرةِ فكان فيها: الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زنَيا فارجُموهما ألبتَّةَ
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : زر | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4428 التخريج : أخرجه الحاكم (3554) واللفظ له، وأحمد (21207)، والنسائي في ((الكبرى)) (7112) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأحزاب حدود - حد الزنا فضائل سور وآيات - سورة الأحزاب فضائل سور وآيات - سورة البقرة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - عن أُبَيِّ بنِ كعبٍ قال: كانت سورةُ الأحزابِ توازي سورةَ البقرةِ فكان فيها: الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زنَيا فارجُموهما ألبتَّةَ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام، وحديثه في الصحيحين مقرون، وباقي السند ثقات على شرط الصحيح
الراوي : زر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4428 التخريج : أخرجه ابن حبان (4428)، والحاكم (3554) واللفظ لهما، وأحمد (21207)، والنسائي في ((الكبرى)) (7112) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأحزاب حدود - حد الزنا فضائل سور وآيات - سورة الأحزاب فضائل سور وآيات - سورة البقرة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - عنْ أُبيِّ بنِ كَعْبٍ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: كانت سورةُ الأحزابِ تُوازي سورةَ البقرةِ، وكان فيها: (الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنَيا فارْجُموهما البَتَّةَ).
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : زر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3600
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأحزاب حدود - حد الزنا فضائل سور وآيات - سورة الأحزاب فضائل سور وآيات - سورة البقرة
| شرح حديث مشابه

7 - عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قالَ: «كانَتْ سورةُ الأحْزابِ تُوازي سورةَ البَقَرةِ، وكانَ فيها آيةُ الرَّجْمِ: الشَّيْخُ والشَّيْخةُ إذا زَنيا فارْجُموهما البَتَّةَ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي :  زر [بن حبيش] | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1165
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأحزاب حدود - حد الزنا فضائل سور وآيات - سورة الأحزاب فضائل سور وآيات - سورة البقرة
| شرح حديث مشابه

8 - لقد أقرَأَناها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ آيةُ الرَّجمِ الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجموهما البتَّةَ بما قضيا من لذَّتِهما
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : العجماء الأنصارية خالة أبي أمامة بن سهل | المحدث : ابن كثير | المصدر : تحفة الطالب
الصفحة أو الرقم : 329 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7146)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (3344)، والطبراني (25/185) (455) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - حديث عُمَرَ : الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنَيا فاجلِدوهُما البَتَّةَ [يعني حديث: قالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : لقد خَشيتُ أن يطولَ بالنَّاسِ زمانٌ حتَّى يقولَ قائلٌ : ما أجدُ الرَّجمَ في كتابِ اللَّهِ، فيضلُّوا بتركِ فريضةٍ من فَرائضِ اللَّهِ، ألا وإنَّ الرَّجمَ حقٌّ، إذا أُحْصِنَ الرَّجلُ وقامتِ البيِّنةُ، أو كانَ حَملٌ أوِ اعترافٌ، وقد قرأتُها الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّةَ رجمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ورجَمنا بَعدَهُ]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [عبدالله بن عباس] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 8/682
التصنيف الموضوعي: حدود - الجلد قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - جاء شيخٌ إلى عمَرَ رضِيَ اللهُ عنه، فقال: إنِّي شيخٌ، وليس لي وارثٌ إلَّا كلالةٌ أعرابٌ متراخٍ نسَبُهم، أفأُوصِي بثُلثِ مالي؟ قال: لا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : العلاء بن زياد | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري
الصفحة أو الرقم : 3/2/360 التخريج : أخرجه الدارمي (3241) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: فرائض ومواريث - الكلالة فرائض ومواريث - ذوي الأرحام وصايا - الوصية بالثلث وصايا - صفة كتابة الوصية وصايا - ما لا يجوز للموصي في ماله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

11 - قال أُبيٌّ كم تَعُدُّون سورةَ الأحزابِ قال قلتُ ثلاثًا وسبعينَ آيةً قال إن كانت لتُضارِعُ سورةَ البقرةِ وإن كان فيها آيةُ الرجمِ إذا زنى الشيخُ والشيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّة
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : زر بن حبيش | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند عمر
الصفحة أو الرقم : 2/873 التخريج : أخرجه أحمد (21207)، والنسائي في ((الكبرى)) (7112) باختلاف يسير، وابن حبان (4428) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا فضائل سور وآيات - سورة الأحزاب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - عن أُبيِّ بنِ كعبٍ قال كم تَعُدُّونَ سورةَ الأحزابِ آيةً قُلْنا ثلاثةً وسبعينَ آيةً قال إن كنا لنُوازي بها سورةَ البقرةِ إنْ في آخرِها آيةُ الرجمِ الشيخُ والشيخةُ فارجموهما
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : زر بن حبيش | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند عمر
الصفحة أو الرقم : 2/872 التخريج : أخرجه أحمد (21207)، والنسائي في ((الكبرى)) (7112) باختلاف يسير، وابن حبان (4428) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم تفسير آيات - سورة الأحزاب قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - كان ابنُ العاصِ وزيدُ بنُ ثابتٍ يكتبانِ المصاحفَ فمرُّوا على هذهِ الآيةِ فقال زيدٌ سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ... الحديثُ فقال عمرُ لمَّا أُنزلتْ هذهِ أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ أَكْتِبنِيها قال شُعبةُ فكأنَّهُ كرِهَ ذلكَ فقال عمرُ ألا ترى أنَّ الشيخَ إذا لم يُحْصَنَ جُلِدَ وأنَّ الشابَّ إذا زَنَى وقد أُحْصِنَ رُجِمَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 6/974 التخريج : أخرجه أحمد (21596)، واللفظ له، والنسائي في ((الكبري)) (7145), والحاكم (8071)، باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم حدود - الجلد قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

14 - قال لي أُبيٌّ كم تَعُدُّون سورةَ الأحزابِ قال قلتُ ثلاثًا وسبعينَ قال قد كانت تُوازي سورةَ البقرةِ وقد كنا نقرأُ فيها آيةَ الرَّجمِ الشيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّةَ نَكالًا من اللهِ واللهُ عزِيزٌ حَكيمٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : زر بن حبيش | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند عمر
الصفحة أو الرقم : 2/873 التخريج : أخرجه أحمد (21207)، والنسائي في ((الكبرى)) (7112)، والحاكم (8068) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم تفسير آيات - سورة الأحزاب قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - كنت قائمًا أصلي إلى البيتِ وشيخٌ إلى جانبي فأطلت الصلاةَ فوضعت يدي على خِصري فضرب الشيخُ صدري بيدِه ضربةً لا يَألو فقلت في نفسي : ما رابه منِّي فأسرعت الانصرافَ فإذا غلامٌ خلفَه قاعدٌ فقلت : من هذا الشيخُ ؟ قال : هذا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ فجلست حتى انصرفَ فقلت : أبا عبدِ الرحمنِ ما رابَك منِّي ؟ قال : أنت هو ؟ قلت : نعم، قال : ذاك الصلبُ في الصلاةِ وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ينهى عنه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 7/33 التخريج : أخرجه أبو يعلى (5774) بلفظه، وأبو داود (903)، والنسائي (891) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: صلاة - النهي عن التخصر في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - وضع اليدين في القيام صلاة - وقوف المصلي وقيامه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - كُنتُ قائِمًا أُصلِّي إلى البَيتِ، وشَيخٌ إلى جانِبي، فأَطَلتُ الصَّلاةَ، فوَضَعتُ يَدي على خَصْري، فضَرَبَ الشَّيخُ صَدْري بيَدِه ضَربَةً لا يَألو، فقُلتُ في نَفْسي: ما رابَه مِنِّي؟ فأسرَعْتُ الانصِرافَ، فإذا غُلامٌ خَلفَه قاعِدٌ، فقُلتُ: مَن هذا الشَّيخُ؟ قال: هذا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، فجَلَستُ حتى انصَرَفَ، فقُلتُ: أبا عبدِ الرَّحمنِ، ما رابَك مِنِّي؟ قال: أنتَ هو؟ قُلتُ: نَعَمْ، قال: ذاك الصَّلْبُ في الصَّلاةِ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنْهى عنه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4849 التخريج : أخرجه أبو داود (903)، والنسائي (891) بنحوه، وأحمد (4849) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - وضع اليدين في القيام صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - عَن أُبَيِّ بنِ كعبٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ قال : كَم تعدُّونَ سورَةَ الأحزابِ ؟ قال : قلتُ : ثِنتينِ أو ثلاثًا وسبعينَ آيةً، قال : كانَت تُوازي سورةَ البقرَةِ أو أكثَرَ، وكنَّا نقرَأُ فيها الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زنَيا فارجُموهُما البتَّةَ نكالًا منَ اللَّهِ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : موافقة الخبر الخبر
الصفحة أو الرقم : 2/304
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
| شرح حديث مشابه

18 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبٍّ اثنتينِ : حبُّ العيشِ و المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4407 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - قالَ: «سَألْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن آيةِ الرَّجْمِ فقالَ: كم تَعُدُّونَ سورةَ الأحْزابِ؟ قُلْتُ: ثلاثًا أو أرْبَعًا وسَبْعينَ آيةً، فقالَ: إن كانَتْ لتُقارِبُ سورةَ البَقَرةِ أو أَطوَلَ، وإنَّ فيها لآيةَ الرَّجْمِ: الشَّيْخُ والشَّيْخةُ فارْجُموهما نَكالًا مِن اللهِ واللهُ عَزيزٌ حَكيمٌ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي :  زر [بن حبيش] | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1164
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - تعلم القرآن وتعليمه قراءات - سورة الأحزاب قرآن - عدد آيات السور وما يدخل فيها
| شرح حديث مشابه

20 - قَلْبُ الشَّيْخِ شابٌّ علَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: حُبِّ العَيْشِ، والْمالِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1046 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046).
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - قلبُ الشيخِ شابٌ على حبِّ اثنتين طولُ الحياةِ وكثرةُ المالِ
خلاصة حكم المحدث : مشهور
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء
الصفحة أو الرقم : 4/419 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/374)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (53/118)
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - أن ابنَ عباسٍ سئل عن القُبلةِ للصائمِ؟ فأرخص فيها للشيخِ وكرِهها للشابِّ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عطاء بن يسار | المحدث : ابن الأثير | المصدر : شرح مسند الشافعي
الصفحة أو الرقم : 3/182 التخريج : أخرجه مالك في ((الموطأ)) (1028) ، و الشافعي في ((الأم)) (2/ 107) واللفظ لهما ، و الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (3398) بلفظ قريب .
التصنيف الموضوعي: صيام - القبلة للصائم إحسان - الأخذ بالرخصة علم - حسن السؤال ونصح العالم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - أن ابن عباسٍ سُئلَ عن القبلةِ للصائمِ، فأرخصَ فيها للشيخِ، وكرهَها للشابِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عطاء بن يسار | المحدث : النووي | المصدر : المجموع للنووي
الصفحة أو الرقم : 6/354 التخريج : أخرجه مالك في ((الموطأ)) (1028) ، و الشافعي في ((الأم)) (2/ 107) واللفظ لهما ، و الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (3398) بلفظ قريب .
التصنيف الموضوعي: صيام - القبلة للصائم إحسان - الأخذ بالرخصة آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال علم - حسن السؤال ونصح العالم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - قلبُ الشَّيخِ شابٌّ في حبِّ اثنتينِ: في حبِّ الحياةِ، وَكَثرةِ المالِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات وله شاهد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/243
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الطمع رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال
| شرح حديث مشابه

25 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبِّ اثنتينِ طولِ الحياةِ وكثرةِ المالِ

26 - ثلاثةٌ لا يَدخلُونَ الجنَّةَ؛ الشَّيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزهُوُّ

27 - ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ : الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ.

28 - ثلاثةٌ لا يدخلون الجنةَ : الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ

29 - قلبُ الشيخِ شابَ في حبِّ اثنتيْنِ في حبِّ الحياةِ وكثرةِ المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 3430 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233) واللفظ له، وأحمد (8699)
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبِّ اثنتينِ طولُ الحياةِ و كثرةُ المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك وأبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4408
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
| شرح حديث مشابه