الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

91 - أنَّ عويمرً العَجلانيَّ جاء إلى عاصمِ بنِ عديٍّ الأنصاريِّ فقال له: يا عاصمُ أرأَيْتَ لو أنَّ رجلًا وجَد مع امرأتِه رجلًا أيقتُلُه فتقتُلونَه أم كيف يفعَلُ ؟ سَلْ لي يا عاصمُ عن ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فسأَل عاصمٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ذلك فكرِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلك المسائلَ وعابها حتَّى كبُر على عاصمٍ ما سمِع مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا رجَع عاصمٌ إلى أهلِه جاءه عويمرٌ فقال: يا عاصمُ ماذا قال لك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال عاصمٌ لعُوَيمرٍ: لم تأتِني بخيرٍ، قد كرِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسألةَ الَّتي سأَلْتُه عنها فقال عويمرٌ: واللهِ لا أنتهي حتَّى أسأَلَه عنها فجاء عويمرٌ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسَطَ النَّاسِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قد أُنزِل فيك وفي صاحبتِك فاذهَبْ فأْتِ بها ) فقال سهلٌ: فتلاعَنا وأنا مع النَّاسِ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا فرَغا مِن تلاعُنِهما قال عويمرٌ: كذَبْتُ عليها يا رسولَ اللهِ إنْ أمسَكْتُها، فطلَّقها ثلاثًا قبْلَ أنْ يأمُرَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

92 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء ذاتَ يومٍ مُسرِعًا فصعِد المِنبَرَ فنُوديَ في النَّاسِ : الصَّلاةَ جامعةً فاجتمَع النَّاسُ فقال : ( أيُّها النَّاسُ إنِّي لم أَدْعُكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ نزَلَتْ ولكنَّ تميمًا الدَّارِيَّ أخبَرني أنَّ ناسًا مِن أهلِ فِلَسْطينَ ركِبوا البحرَ فقذَفَتْهم الرِّيحُ إلى جزيرةٍ مِن جزائرِ البحرِ فإذا هم بدابَّةٍ لا يُدرَى أذَكَرٌ هو أم أنثى مِن كثرةِ الشَّعَرِ فقالوا : مَن أنتِ ؟ قالت : أنا الجسَّاسةُ قالوا : أخبِرينا قالت : ما أنا بمُخبِرَتِكم ولا مُستخبِرَتِكم ولكنْ ها هنا مَن هو فقيرٌ إلى أنْ يُخبِرَكم وإلى أنْ يستخبِرَكم فأَتَوُا الدَّيْرَ فإذا برجُلٍ مريرٍ مُصفَّدٍ بالحديدِ فقال : مَن أنتم ؟ قالوا : نحنُ العرَبُ قال : هل بُعِث النَّبيُّ ؟ قالوا : نَعم قال : فهل تبِعَتْه العرَبُ ؟ قالوا : نَعم قال : ذلك خيرٌ لهم قال : ما فعَلَتْ فارسُ ؟ قالوا : لم يظهَرْ عليها قال : أمَا إنَّه سيظهَرُ عليها ثمَّ قال : ما فعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قالوا : تدَفَّقُ مَلْأَى قال : فما فعَل نخلُ بَيْسانَ ؟ قالوا : قد أطعَمَ أوائلُه فوثَب عليه وَثْبةً حتَّى خشِينا أنْ سيغلِبُ فقُلْنا : مَن أنتَ ؟ قال : أنا الدَّجَّالُ أمَا إنِّي سأطَأُ الأرضَ كلَّها إلَّا مكَّةَ وطَيْبةَ ) فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِروا معشَرَ المُسلِمينَ هذه طَيْبةُ لا يدخُلُها )

93 - لم أتخلَّفْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدر، ولم يُعاتِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا تخلَّف عن بدرٍ إنَّما خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ العيرَ وخرَجَت قريشٌ مُغيثينَ لعيرِهم فالتقَوا على غيرِ موعدٍ كما قال اللهُ ولعَمْري إنَّ أشرفَ مشاهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ لَبدرٌ وما أُحِبُّ أنِّي كُنْتُ شهِدْتُها مكانَ بيعتي ليلةَ العَقبةِ حينَ تواثَقْنا على الإسلامِ ولم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها، آذَن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ النَّاسَ ] بالرَّحيلِ وأراد أنْ يتأهَّبوا أُهبةَ غزوِهم وذلك حين طاب الظِّلالُ وطابتِ الثِّمارُ وكان قلَّما أراد غزوةً إلَّا ورَّى غيرَها وكان يقولُ: ( الحربُ خَدْعةٌ ) فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ أنْ يتأهَّبَ النَّاسُ أُهبَتَه وأنا أيسَرُ ما كُنْتُ قد جمَعْتُ راحلتينِ لي فلم أزَلْ كذلك حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا بالغداةِ وذلك يومَ الخميسِ ـ وكان يُحِبُّ أنْ يخرُجَ يومَ الخميسِ ـ فأصبَح غاديًا فقُلْتُ: أنطلِقُ إلى السُّوقِ وأشتري جَهازي ثمَّ ألحَقُ بها فانطلَقْتُ إلى السُّوقِ مِن الغدِ فعسُر علَيَّ بعضُ شأني فرجَعْتُ فقُلْتُ: أرجِعُ غدًا إنْ شاء اللهُ فألحَقُ بهم فعسُر علَيَّ بعضُ شأني أيضًا فلم أزَلْ كذلك حتَّى لبَّس بي الذَّنبُ وتخلَّفْتُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلْتُ أمشي في الأسواقِ وأطرافِ المدنيةِ فيُحزِنُني ألَّا أرى أحدًا تخلَّف عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النِّفاقِ وكان ليس أحدٌ تخلَّف إلَّا أرى ذلك سيَخفى له وكان النَّاسُ كثيرًا لا يجمَعُهم ديوانٌ وكان جميعُ مَن تخلَّف عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضعةً وثمانينَ رجلًا ولم يذكُرْني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَغ تبوكًا فلمَّا بلَغ تبوكًا قال: ( ما فعَل كعبُ بنُ مالكٍ ) ؟ فقال رجلٌ مِن قومي: خلَّفه يا رسولَ اللهِ بُرداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيه فقال معاذُ بنُ جبلٍ: بئس ما قُلْتَ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما نعلَمُ إلَّا خيرًا قال: فبَيْنا هم كذلك إذا رجلٌ يزولُ به السَّرابُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كُنْ أبا خَيثمةَ ) فإذا هو أبو خَيثمةَ فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ تبوكٍ وقفَل ودنا مِن المدينةِ جعَلْتُ أتذكَّرُ ماذا أخرُجُ به مِن سخَطِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأستعينُ على ذلك بكلِّ ذي رأيٍ مِن أهلِ بيتي حتَّى إذا قيل: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصبِّحُكم بالغداةِ راح عنِّي الباطلُ وعرَفْتُ أنِّي لا أنجو إلَّا بالصِّدْقِ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضُحًى فصلَّى في المسجدِ ركعتينِ ـ وكان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ثمَّ جلَس ـ فجعَل يأتيه مَن تخلَّف فيحلِفون له ويعتذِرون إليه فيستغفرُ لهم ويقبَلُ علانيتَهم ويكِلُ سرائرَهم إلى اللهِ فدخَلْتُ المسجدَ فإذا هو جالسٌ فلمَّا رآني تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ألم تكُنِ ابتَعْتَ ظَهرًا ) ؟ قُلْتُ: بلى يا نبيَّ اللهِ فقال ( ما خلَّفك عنِّي ) ؟ فقُلْتُ: واللهِ لو بينَ يدَيْ أحَدٍ مِن النَّاسِ غيرِك جلَسْتُ لخرَجْتُ مِن سخَطِه عليَّ بعُذْرٍ ولقد أوتيتُ جدَلًا ولكنِّي قد علِمْتُ ـ يا نبيَّ اللهِ ـ أنِّي إنْ حدَّثْتُك اليومَ بقولٍ تجِدُ عليَّ فيه وهو حقٌّ فإنِّي أرجو فيه عقبى اللهِ وإنْ حدَّثْتُك اليومَ بحديثٍ ترضى عنِّي فيه وهو كذِبٌ أوشَك أنْ يُطلِعَك اللهُ علَيَّ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما كُنْتُ قطُّ أيسَرَ ولا أخفَّ حاذًا منِّي حيثُ تخلَّفْتُ عليك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا هذا فقد صدَقكم الحديثَ قُمْ حتَّى يقضيَ اللهُ فيك) فقُمْتُ فثار على أثري ناسٌ مِن قومي يؤنِّبونَني فقالوا: واللهِ ما نعلَمُك أذنَبْتَ ذنبًا قطُّ قبْلَ هذا فهلَّا اعتذَرْتَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُذْرٍ يرضاه عنك فيه وكان استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيأتي مِن وراءِ ذلك ولم تقِفْ موقفًا لا ندري ماذا يُقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنِّبونَني حتَّى همَمْتُ أنْ أرجِعَ فأُكذِّبَ نفسي فقُلْتُ: هل قال هذا القولَ أحدٌ غيري ؟ قالوا: نَعم قاله هلالُ بنُ أُميَّةَ ومُرارةُ بنُ ربيعةَ فذكَروا رجلينِ صالحينِ شهِدا بدرًا لي فيهما أُسوةٌ فقُلْتُ: واللهِ لا أرجِعُ إليه في هذا أبدًا ولا أُكذِّبُ نفسي ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ فجعَلْتُ أخرُجُ إلى السُّوقِ ولا يُكلِّمُني أحدٌ وتنكَّر لنا النَّاسُ حتَّى ما هم بالَّذينَ نعرِفُ وتنكَّر لنا الحيطانُ حتَّى ما هي بالحيطانِ الَّتي نعرِفُ وتنكَّرَت لنا الأرضُ حتَّى ما هي بالأرضِ الَّتي نعرِفُ وكُنْتُ أقوى أصحابي فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ فآتي المسجدَ وآتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُسلِّمُ عليه وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ وأقبَلْتُ على صلاتي نظَر إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمؤخِرِ عينَيْه وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي واشتكى صاحباي فجعَلا يبكيانِ اللَّيلَ والنَّهارَ ولا يُطلِعانِ رؤوسَهما قال: فبَيْنا أنا أطوفُ في الأسواقِ إذا رجلٌ نصرانيٌّ قد جاء بطعامٍ له يبيعُه يقولُ: مَن يدُلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ فطفِق النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ فأتاني وأتى بصحيفةٍ مِن ملِكِ غسَّانَ فإذا فيها: أمَّا بعدُ فإنَّه بلَغني أنَّ صاحبَك قد جفاك وأقصاك ولسْتَ بدارِ هوانٍ ولا مَضيعةٍ فالحَقْ بنا نواسِكَ فقُلْتُ: هذا أيضًا مِن البلاءِ فسجَرْتُ لها التَّنُّورَ فأحرَقْتُها فيه فلمَّا مضَت أربعونَ ليلةً إذا رسولٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاني فقال: اعتزِلِ امرأتَك فقُلْتُ: أُطلِّقُها ؟ قال: لا ولكنْ لا تقرَبْها فجاءَتِ امرأةُ هلالِ بنِ أميَّةَ فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضعيفٌ فهل تأذَنُ لي أنْ أخدُمَه قال: ( نَعم ولكنْ لا يقرَبَنَّكِ ) قالت: يا نبيَّ اللهِ ما به حركةٌ لشيءٍ ما زال متَّكئًا يبكي اللَّيلَ والنَّهارَ مُذْ كان مِن أمرِه ما كان قال كعبٌ: فلمَّا طال علَيَّ البلاءُ اقتحَمْتُ على أبي قتادةَ حائطَه ـ وهو ابنُ عمِّي ـ فسلَّمْتُ عليه فلم يرُدَّ علَيَّ فقُلْتُ: أنشُدُكَ اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أحب الله ورسوله ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: فلم أملِكْ نفسي أنْ بكَيْتُ ثمَّ اقتحَمْتُ الحائطَ خارجًا حتَّى إذا مضَتْ خمسونَ ليلةً مِن حينِ نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا صلَّيْتُ على ظهرِ بيتٍ لنا صلاةَ الفجرِ وأنا في المنزلةِ الَّتي قال اللهُ: قد ضاقَت علينا الأرضُ بما رحُبَت وضاقت علينا أنفسُنا إذ سمِعْتُ نداءً مِن ذِروةِ سَلْعٍ أنْ أبشِرْ يا كعبُ بنَ مالكٍ فخرجت ساجدًا وعرَفْتُ أنَّ اللهَ قد جاءنا بالفرَجِ ثمَّ جاء رجلٌ يركُضُ على فرسٍ يُبشِّرُني فكان الصَّوتُ أسرَعَ مِن فرسِه فأعطَيْتُه ثوبيَّ بشارةً ولبِسْتُ ثوبينِ آخَرينِ وكانت توبتُنا نزَلت على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُلُثَ اللَّيلِ فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ ألا نُبشِّرُ كعبَ بنَ مالكٍ فقال: ( إذًا يحطِمُكم النَّاسُ ويمَنعونَكم النَّومَ سائرَ اللَّيلةِ ) قال: وكانت أمُّ سلَمةَ محسنةً في شأني تُخبِرُني بأمري فانطلَقْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو جالسٌ في المسجدِ وحولَه المسلمونَ وهو يستنيرُ كاستنارِ القمرِ وكان إذا سُرَّ بالأمرِ استنار فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيْهِ فقال: ( يا كعبُ بنَ مالكٍ أبشِرْ بخيرِ يومٍ أتى عليك منذُ ولدَتْك أمُّك ) قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أمِن عندِ اللهِ أم مِن عندِك ؟ قال: ( بل مِن عندِ اللهِ ) ثمَّ تلا عليهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حتَّى بلَغ {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قال: وفينا نزَلت {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ مِن توبتي أنِّي لا أُحدِّثُ إلَّا صدقًا وأنْ أنخلَعَ مِن مالي كلِّه صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ( أمسِكْ عليك بعضَ مالِك فهو خيرٌ لك ) قال: فقُلْتُ: فإنِّي أُمسِكُ سهمي الَّذي بخيبرَ قال: فما أنعَمَ اللهُ علَيَّ مِن نعمةٍ بعدَ الإسلامِ أعظَمَ في نفسي مِن صدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ صدَقْتُه أنا وصاحباي ألَّا نكونَ كذَبْنا فهلَكْنا كما هلَكوا، وما تعمَّدْتُ لكذبةٍ بعدُ وإنِّي لأرجو أنْ يحفَظَني اللهُ فيما بقي قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إلينا مِن حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ

94 - جاء أبو بكرٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : فسكَت عنه فرجَع أبو بكرٍ إلى عُمَرَ فقال له : قد هلَكْتُ وأُهلِكْتُ قال : وما ذاكَ ؟ قال : خطَبْتُ فاطمةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعرَض عنِّي قال : مكانَكَ حتَّى آتيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأطلُبَ مِثْلَ الَّذي طلَبْتَ فأتى عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ فسكَت عنه فرجَع إلى أبي بكرٍ فقال له : إنَّه ينتظِرُ أمرَ اللهِ فيها قُمْ بنا إلى علِيٍّ حتَّى نأمُرَه يطلُبُ مِثْلَ الَّذي طلَبْنا قال علِيٌّ : فأتَياني وأنا أُعالِجُ فَسيلًا لي فقالا : إنَّا جِئْناك مِن عندِ ابنِ عمِّكَ بخِطبةٍ قال علِيٌّ : فنبَّهاني لأمرٍ فقُمْتُ أجُرُّ ردائي حتَّى أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَدْتُ بَيْنَ يدَيْهِ فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ قِدَمي في الإسلامِ ومُناصَحتي وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قُلْتُ : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : ( وعندَك شيءٌ ) قُلْتُ : فرَسي وبَدَني قال : ( أمَّا فرَسُك فلا بدَّ لكَ منه وأمَّا بَدَنُك فبِعْها ) قال : فابتَعْتُها بأربعِمئةٍ وثمانينَ فجِئْتُ بها حتَّى وضَعْتُها في حِجْرِه فقبَض منها قَبضةً فقال : ( أيْ بِلالُ ابتَغِنا بها طِيبًا ) وأمَرهم أنْ يُجهِّزوها فجعَل لها سريرًا مُشرَطًا بالشَّرطِ ووِسادةً مِن أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ وقال لِعَلِيٍّ : ( إذا أتَتْك فلا تُحدِثْ شيئًا حتَّى آتيَكَ ) فجاءَتْ مع أمِّ أيمنَ حتَّى قعَدَتْ في جانبِ البيتِ وأنا في جانبٍ وجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( ها هنا أخي ) ؟ قالت أمُّ أيمنَ : أخوكَ وقد زوَّجْتَه ابنتَك ؟ قال : ( نَعم ) ودخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ فقال لفاطمةَ : ( ايتِيني بماءٍ ) فقامَتْ إلى قَعْبٍ في البيتِ فأتَتْ فيه بماءٍ فأخَذه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومجَّ فيه ثمَّ قال لها : ( تقدَّمي ) فتقدَّمَتْ فنضَح بَيْنَ ثَدْيَيْها وعلى رأسِها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها : ( أَدْبري ) فأدبَرَتْ فصَبَّ بَيْنَ كتِفَيْها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ايتوني بماءٍ ) قال عليٌّ : فعلِمْتُ الَّذي يُريدُ فقُمْتُ فملَأْتُ القَعْبَ ماءً وأتَيْتُه به فأخَذه ومجَّ فيه ثمَّ قال لي : ( تقدَّمْ ) فصَبَّ على رأسي وبَيْنَ ثَدْيَيَّ ثمَّ قال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال : ( أدبِرْ ) فأدبَرْتُ فصَبَّه بَيْنَ كتفَيَّ وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال لِعليٍّ : ( ادخُلْ بأهلِكَ بِسمِ اللهِ والبركةِ )

95 - قال أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه : لَمَّا صُرِف النَّاسُ يومَ أُحُدٍ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُنْتُ أوَّلَ مَن جاء النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فجعَلْتُ أنظُرُ إلى رجُلٍ بَيْنَ يدَيْهِ يُقاتِلُ عنه ويحميه فجعَلْتُ أقولُ : كُنْ طَلحةَ فِداكَ أبي وأمِّي مرَّتَيْنِ قال : ثمَّ نظَرْتُ إلى رجُلٍ خَلْفي كأنَّه طائرٌ فلَمْ أنشَبْ أنْ أدرَكني فإذا أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ فدفَعْنا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإذا طَلحةُ بَيْنَ يدَيْهِ صريعٌ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( دونَكم أخوكم فقد أوجَب ) قال : وقد رُمِي في جبهتِه ووجنتِه فأهوَيْتُ إلى السَّهمِ الَّذي في جبهتِه لِأنزِعَه فقال لي أبو عُبَيدةَ : نشَدْتُكَ باللهِ يا أبا بكرٍ إلَّا ترَكْتَني قال : فترَكْتُه فأخَذ أبو عُبَيدةَ السَّهمَ بفيه فجعَل يُنَضنِضُه ويكرَهُ أنْ يُؤذيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ استلَّه بفِيهِ ثمَّ أهوَيْتُ إلى السَّهمِ الَّذي في وَجْنَتِه لِأنزِعَه فقال أبو عُبَيدةَ : نشَدْتُك باللهِ يا أبا بكرٍ إلَّا ترَكْتَني فأخَذ السَّهمَ بفِيهِ وجعَل يُنَضنِضُه ويكرَهُ أنْ يؤذيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ استلَّه وكان طَلحةُ أشدَّ نَهكةً مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ منه وكان قد أصاب طَلحةَ بِضعةٌ وثلاثونَ بَيْنَ طَعنةٍ وضَربَةٍ ورَمْيَةٍ

96 - أنَّ أبا حُذيفةَ بنَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ ـ وكان مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان قد شهِد بدرًا وكان قد تبنَّى سالِمًا الَّذي يُقالُ له: سالمٌ مولى أبي حُذيفةَ كما تبنَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زيدَ بنَ حارثةَ وأنكَح أبو حُذيفةَ سالِمًا ـ وهو يرى أنَّه ابنُه ـ ابنةَ أخيه فاطمةَ بنتَ الوليدِ بنِ عُتبةَ بنِ ربيعةَ وهي يومَئذٍ مِن المهاجراتِ الأُولِ وهي يومَئذِ أفضلُ أَيَامَى قريشٍ فلمَّا أنزَل اللهُ في زيدِ بنِ حارثةَ ما أنزَل فقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5] ردَّ كلُّ واحدٍ ممَّن تبنَّى أولئك إلى أبيه فإنْ لم يُعلَمْ أبوه رُدَّ إلى مولاه، فجاءت سَهلةُ بنتُ سُهيلٍ ـ وهي امرأةُ أبي حُذيفةَ وهي مِن بني عامرِ بنِ لُؤَيٍّ ـ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ كنَّا نرى سالِمًا ولدًا وكان يدخُلُ عليَّ وليس لنا إلَّا بيتٌ واحدٌ فماذا ترى في شأنِه ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أرضِعيه خمسَ رضعاتٍ فيحرُمَ بلَبَنِك، ففعَلتْ، وكانت تراه ابنًا مِن الرَّضاعةِ فأخَذتْ بذلك عائشةُ فيمَن كانت تُحِبُّ أنْ يدخُلَ عليها مِن الرِّجالِ فكانت تأمُرُ أختَها أمَّ كلثومٍ بنتَ أبي بكرٍ وبناتِ أخيها أنْ يُرضِعْنَ مَن أحبَّت أنْ يدخُلَ عليها مِن الرِّجالِ وأبى سائرُ أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يدخُلَ عليهنَّ بتلك الرَّضاعةِ أحدٌ مِن النَّاسِ وقُلْنَ: ما نرى الَّذي أمَر به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَهلةَ بنتَ سُهيلٍ إلَّا رُخصةً في سالمٍ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لا يدخُلُ علينا بهذه الرَّضاعةِ أحدٌ فعلى هذا مِن الخبرِ كان رأيُ أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رَضاعةِ الكبيرِ

97 - جاء رجُلٌ مِن الأنصارِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ كلماتٌ أسأَلُ عنهنَّ قال : ( اجلِسْ ) وجاء رجُلٌ مِن ثَقيفٍ فقال : يا رسولَ اللهِ كلماتٌ أسأَلُ عنهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( سبَقكَ الأنصاريُّ ) فقال الأنصاريُّ : إنَّه رجُلٌ غريبٌ وإنَّ للغريبِ حقًّا فابدَأْ به فأقبَل على الثَّقَفيِّ فقال : ( إنْ شِئْتَ أجبَتْكُ عمَّا كُنْتَ تسأَلُ وإنْ شِئْتَ سأَلْتَني وأُخبِرُكَ ) فقال : يا رسولَ اللهِ بل أجِبْني عمَّا كُنْتُ أسأَلُكَ قال : ( جِئْتَ تسأَلُني عنِ الرُّكوعِ والسُّجودِ والصَّلاةِ والصَّومِ ) فقال : لا والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أخطَأْتَ ممَّا كان في نفسي شيئًا قال : ( فإذا ركَعْتَ فضَعْ راحتَيْكَ على رُكبَتْيكَ ثمَّ فرِّجْ بَيْنَ أصابعِكَ ثمَّ امكُثْ حتَّى يأخُذَ كلُّ عضوٍ مأخَذَه وإذا سجَدْتَ فمَكِّنْ جبهتَكَ ولا تنقُرْ نَقْرًا وصَلِّ أوَّلَ النَّهارِ وآخِرَه ) فقال : يا نَبيَّ اللهِ فإنْ أنا صلَّيْتُ بَيْنَهما ؟ قال : ( فأنتَ إذًا مُصلِّي وصُمْ مِن كلِّ شهرٍ ثلاثَ عَشْرةَ وأربعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرةَ ) فقام الثَّقفيُّ ثمَّ أقبَل على الأنصاريِّ فقال : ( إنْ شِئْتَ أخبَرْتُكَ عمَّا جِئْتَ تسأَلُ وإنْ شِئْتَ سأَلْتَني فأُخبِرُكَ ) فقال : لا يا نَبيَّ اللهِ أخبِرْني عمَّا جِئْتُ أسأَلُكَ قال : ( جِئْتَ تسأَلُني عنِ الحاجِّ ما له حينَ يخرُجُ مِن بيتِه وما له حينَ يقومُ بعرَفاتٍ وما له حينَ يرمي الجِمارَ وما له حينَ يحلِقُ رأسَه وما له حينَ يقضي آخِرَ طوافٍ بالبيتِ ) فقال : يا نَبيَّ اللهِ والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أخطَأْتَ ممَّا كان في نفسي شيئًا قال : ( فإنَّ له حينَ يخرُجُ مِن بيتِه أنَّ راحلتَه لا تخطو خُطوةً إلَّا كُتِب له بها حَسنةٌ أو حُطَّت عنه بها خطيئةٌ فإذا وقَف بعرَفةَ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينزِلُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيقولُ : انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا اشهَدوا أنِّي قد غفَرْتُ لهم ذُنوبَهم وإنْ كان عدَدَ قَطْرِ السَّماءِ ورَمْلِ عالجٍ وإذا رمى الجِمارَ لا يدري أحَدٌ ما له حتَّى يُوفَّاه يومَ القيامةِ وإذا حلَق رأسَه فله بكلِّ شَعرةٍ سقَطَتْ مِن رأسِه نورٌ يومَ القيامةِ وإذا قضى آخِرَ طوافِه بالبيتِ خرَج مِن ذنوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّه )

98 - سأَل النَّاسُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: يا رسولَ اللهِ هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ قال: ( هل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ليس في سحابٍ ؟ ) قالوا: لا يا رسولَ اللهِ قال: ( فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشَّمسِ عندَ الظَّهيرةِ ليست في سحابٍ ؟ ) قالوا: لا يا رسولَ اللهِ قال: ( فوالَّذي نفسي بيدِه لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم كما لا تُضارُّونَ في رؤيتِهما فيَلقَى العبدَ فيقولُ: أيْ فُلُ ألمْ أُكرِمْكَ ألمْ أُسوِّدْكَ ألمْ أُزوِّجْكَ ألمْ أُسخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ وأترُكْكَ ترأَسُ وتربَعُ قال: فيقولُ: بلى يا ربِّ قال: فظنَنْتَ أنَّكَ مُلاقيَّ ؟ قال: لا يا ربِّ قال: فاليومَ أنساك كما نسيتَني ) قال: ( ثمَّ يَلقَى الثَّانيَ فيقولُ: ألمْ أُكرِمْك ألمْ أُسوِّدْك ألمْ أُزوِّجْك ألمْ أُسخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ وأترُكْكَ ترأَسُ وتربَعُ قال: فيقولُ: بلى يا ربِّ قال: فظنَنْتَ أنَّك ملاقيَّ ؟ قال: لا يا ربِّ قال: فاليومَ أنساك كما نسيتَني ) قال: ( ثمَّ يَلقَى الثَّالثَ فيقولُ ما أنتَ ؟ فيقولُ: أنا عبدُك آمَنْتُ بكَ وبنبيِّكَ وبكتابِكَ وصُمْتُ وصلَّيْتُ وتصدَّقْتُ ويُثني بخيرٍ ما استطاع قال: فيُقالُ له: أفلَا نبعَثُ عليك شاهدَنا ؟ قال: فيُفكِّرُ في نفسِه مَن الَّذي يشهَدُ عليه قال: فيُختَمُ على فيه ويُقالُ لفخِذِه: انطِقي قال: فتنطِقُ فخِذُه ولحمُه وعظامُه بما كان يعمَلُ فذلك المنافقُ وذلك ليُعذِرَ مِن نفسِه وذلك الَّذي سخِط اللهُ عليه ) قال: ( ثمَّ يُنادي منادي ألا اتَّبَعتْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ قال فيتَّبِعُ أولياءُ الشَّياطينِ الشَّياطينَ قال: واتَّبَعتِ اليهودُ والنَّصارى أولياءَهم إلى جهنَّمَ ثمَّ قال: ثمَّ يبقى المؤمنونَ ثمَّ نبقى أيُّها المؤمنونَ فيأتينا ربُّنا وهو ربُّنا فيقولُ: على ما هؤلاء قيامٌ؟ فيقولون: نحنُ عبادُ اللهِ المؤمنون وعبَدْناه وهو ربُّنا وهو آتينا ومُثيبُنا وهذا مقامُنا قال: فيقولُ: أنا ربُّكم فامضوا قال: فيُوضَعُ الجسرُ وعليه كلاليبُ مِن نارٍ تخطِفُ النَّاسَ فعندَ ذلك حلَّتِ الشَّفاعةُ اللَّهمَّ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ فإذا جاوَز الجسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مِن المالِ ممَّا يملِكُ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خزَنةِ الجنَّةِ تدعوه: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ فيُقالُ: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ ) قال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ إنَّ ذلك لَعبدٌ لا تَوَى عليه يدَعُ بابًا ويلِجُ مِن آخَرَ قال: فضرَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على مَنكِبيه وقال: ( والَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأرجو أنْ تكونَ منهم ) قال عبدُ الجبَّارِ: أملاه عليَّ سفيانُ إملاءً

99 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً ، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

100 - قال ناسٌ : يا رسولَ اللهِ هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ قال : ( هل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشَّمسِ في يومٍ صائفٍ والسَّماءُ مُصْحيةٌ غيرُ مُتغيِّمةٍ ليس فيها سَحابةٌ ؟ ) قالوا : لا قال : ( فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ والسَّماءُ مُصحِيَةٌ غيرُ مُتغيِّمةٍ ليس فيها سَحابةٌ ؟ ) قالوا : لا قال : ( فوالَّذي نفسي بيدِه كذلك لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم يومَ القيامةِ كما لا تُضارُّونَ في رؤيةِ واحدٍ منهما يَلْقَى العبدُ ربَّه يومَ القيامةِ فيقولُ اللهُ جلَّ وعلا : أيْ فُلُ ألَمْ أخلُقْكَ ؟ ألَمْ أجعَلْكَ سميعًا بصيرًا ؟ ألَمْ أُزوِّجْكَ ؟ ألَمْ أُكرِمْكَ ؟ ألَمْ أُسخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ ؟ ألَمْ أُسوِّدْكَ وأذَرْكَ ترأَسُ وتربَعُ ؟ فيقولُ : بلى أيْ ربِّ فيقولُ : فظنَنْتَ أنَّكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ فيقولُ : اليومَ أنساكَ كما نسِيتَني قال : ويَلقاه الآخَرُ فيقولُ : أيْ فُلُ ؟ ألَمْ أخلُقْكَ ؟ ألَمْ أجعَلْكَ سميعًا بصيرًا ؟ ألَمْ أُزوِّجْكَ ؟ ألَمْ أُكرِمْكَ ؟ ألَمْ أُسخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ ؟ ألَمْ أُسوِّدْكَ وأذَرْكَ ترأَسُ وتربَعُ فيقولُ : بلى يا ربِّ فيقولُ : فماذا أعدَدْتَ لي ؟ فيقولُ : آمَنْتُ بكَ وبكتابِكَ وبرسولِكَ وصدَّقْتُ وصلَّيْتُ وصُمْتُ فيقولُ : فها هنا إذًا ثمَّ يقولُ : ألَا نبعَثُ عليكَ قال : فيُفكِّرُ في نفسِه مَن هذا الَّذي يشهَدُ علَيَّ ؟ قال : وذلكَ المُنافِقُ الَّذي يغضَبُ اللهُ عليه وذلكَ لِيُعذِرَ مِن نفسِه فيُختَمُ على فيه ويُقالُ لِفخِذِه : انطِقي فتنطِقُ فخِذُه وعِظامُه وعصَبُه بما كان يعمَلُ ثم يُنادي مُنادٍ ألَا اتَّبَعَتْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ فيتَّبِعُ عبَدَةُ الصَّليبِ الصَّليبَ وعبَدَةُ النَّارِ النَّارَ وعبَدَةُ الأوثانِ الأوثانَ وعبَدَةُ الشَّيطانِ الشَّيطانَ ويتَّبِعُ كلُّ طاغيةٍ طاغيتَها إلى جَهنَّمَ ونَبقى أيُّها المُؤمِنونَ ونحنُ المُؤمِنونَ فيأتينا ربُّنا تبارَك وتعالى ونحنُ قيامٌ فيقولُ : علامَ هؤلاءِ قيامٌ ؟ فنقولُ : نحنُ عبادُ اللهِ المُؤمِنونَ آمنَّا به ولَمْ نُشرِكْ به شيئًا وهذا مَقامُنا ولنْ نبرَحَ حتَّى يأتيَنا ربُّنا وهو ربُّنا وهو يُثبِّتُنا فيقولُ : وهل تعرِفونَه ؟ فنقولُ : سُبحانَه إذا اعترَف لنا عرَفْناه ) قال سُفيانُ : وها هنا كلمةٌ لا أقولُها لكم قال : فننطلِقُ حتَّى نأتيَ الجِسرَ وعليه خَطاطيفُ مِن نارٍ تخطَفُ النَّاسَ وعندَها حلَّتِ الشَّفاعةُ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ فإذا جاوَز الجِسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مِن المالِ ممَّا يملِكُ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خَزَنةِ الجنَّةِ تدعوه : يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ ) فقال أبو بكرٍ وهو إلى جَنْبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ذاكَ عبدٌ لا توَى عليه يدَعُ بابًا ويلِجُ مِن آخَرَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومسَح مَنْكِبَيْهِ : ( إنِّي لَأرجو أنْ تكونَ منهم )

101 - كان أبو لؤلؤةَ عبدًا للمُغيرةِ بنِ شُعبةَ وكان يصنَعُ الأَرْحَاءَ وكان المُغيرةُ يستغِلُّه كلَّ يومٍ بأربعةِ دراهمَ فلقي أبو لؤلؤةَ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ إنَّ المُغيرةَ قد أثقَل علَيَّ غَلَّتي فكلِّمْه يُخفِّفْ عنِّي فقال له عُمَرُ : اتَّقِ اللهَ وأحسِنْ إلى مولاكَ فغضِب العبدُ وقال : وسِع النَّاسَ كلَّهم عَدْلُك غيري فأضمَر على قَتْلِه فاصطنَع خَنجَرًا له رأسانِ وسَمَّه ثمَّ أتى به الهُرمزانَ فقال : كيف ترى هذا ؟ فقال : إنَّك لا تضرِبُ بهذا أحدًا إلَّا قتَلْتَه قال : وتحيَّن أبو لُؤلؤةَ عُمَرَ فجاءه في صلاةِ الغَداةِ حتَّى قام وراءَ عُمَرَ وكان عُمَرُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ يقولُ : أقيموا صفوفَكم فقال كما كان يقولُ فلمَّا كبَّر وجَأه أبو لُؤلؤةَ في كتِفِه ووجَأه في خاصِرَتِه فسقَط عُمَرُ وطعَن بخَنجَرِه ثلاثةَ عشَر رجُلًا فهلَك منهم سبعةٌ وحُمِل عُمَرُ فذُهِب به إلى منزلِه وصاح النَّاسُ حتَّى كادَتْ تطلُعُ الشَّمسُ فنادى النَّاسَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ : يا أيُّها النَّاسُ الصَّلاةَ الصَّلاةَ قال : ففزِعوا إلى الصَّلاةِ فتقدَّم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ فصلَّى بهم بأقصرِ سورتَيْنِ في القُرآنِ فلمَّا قضى صلاتَه توجَّهوا إلى عُمَرَ فدعا عُمَرُ بشرابٍ لِينظُرَ ما قدرُ جُرْحِه فأُتِي بنَبيذٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرْحِه فلَمْ يَدْرِ أنبيذٌ هو أم دمٌ فدعا بلَبَنٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرحِه فقالوا : لا بأسَ عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ قال : إنْ يكُنِ القتلُ بأسًا فقد قُتِلْتُ فجعَل النَّاسُ يُثنونَ عليه يقولونَ : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أميرَ المُؤمِنينَ كُنْتَ وكُنْتَ ثمَّ ينصرِفونَ ويجيءُ قومٌ آخَرونَ فيُثنونَ عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولونَ ودِدْتُ أنِّي خرَجْتُ منها كَفافًا لا علَيَّ ولا ليَ وإنَّ صُحبةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سلِمَتْ لي فتكلَّم عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ - وكان عندَ رأسِه وكان خَليطَه كأنَّه مِن أهلِه وكان ابنُ عبَّاسٍ يُقرِئُه القُرآنَ - فتكلَّم ابنُ عبَّاسٍ فقال : لا واللهِ لا تخرُجُ منها كَفافًا لقد صحِبْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصحِبْتَه وهو عنكَ راضٍ بخيرِ ما صحِبه صاحبٌ كُنْتَ له وكُنْتَ له وكُنْتَ له حتَّى قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عنكَ راضٍ ثمَّ صحِبْتَ خليفةَ رسولِ اللهِ فكُنْتَ تُنفِّذُ أمرَه وكُنْتَ له وكُنْتَ له ثمَّ وَلِيتَها يا أميرَ المُؤمِنينَ أنتَ فوَلِيتَها بخيرِ ما وَلِيَها والٍ وكُنْتَ تفعَلُ وكُنْتَ تفعَلُ فكان عُمَرُ يستريحُ إلى حديثِ ابنِ عبَّاسٍ فقال له عُمَرُ : كرِّرْ علَيَّ حديثَك فكرَّر عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولُ لو أنَّ لي طِلاعَ الأرضِ ذهبًا لَافتدَيْتُ به اليومَ مِن هولِ المَطلَعِ، قد جعَلْتُها شورى في ستَّةٍ : عُثمانَ وعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ وطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ والزُّبيرِ بنِ العوَّامِ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ وسعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ وجعَل عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ معهم مُشيرًا وليس منهم وأجَّلهم ثلاثًا وأمَر صُهَيبًا أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ رحمةُ اللهِ عليه ورضوانُه

102 - أرسَل إليَّ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ فقال : إنَّه قد حضَر المدينةَ أهلُ أبياتٍ مِن قومِك وإنَّا قد أمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقسِمْه بَيْنَهم فقُلْتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ مُرْ بذلك غيري فقال : اقبِضْ أيُّها المَرْءُ قال : فبَيْنا أنا كذلك إذ جاءه مولاه يرفَأُ فقال : هذا عُثمانُ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ قال : ولا أدري أذكَر طلحةَ أم لا يستأذِنونَ عليك قال : ائذَنْ لهم قال : ثمَّ مكَث ساعةً ثمَّ جاء فقال : العبَّاسُ وعليٌّ يستأذِنانِ عليك فقال : ائذَنْ لهما : فلمَّا دخَل العبَّاسُ قال : يا أميرَ المُؤمِنينَ اقضِ بَيْني وبيْنَ هذا هما حينَئذٍ يختَصِمانِ فيما أفاء اللهُ على رسولِه مِن أموالِ بني النَّضيرِ فقال القومُ : اقضِ بَيْنَهما يا أميرَ المُؤمِنينَ وأرِحْ كلَّ واحدٍ منهما مِن صاحبِه فقد طالَتْ خصومتُهما فقال عُمَرُ : أنشُدُكما اللهَ الَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ أتعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) قالوا : قد قال ذاك ثمَّ قال لهما مِثْلَ ذلك فقالا : نَعم قال : فإنِّي أُخبِرُكم عن هذا الفيءِ إنَّ اللهَ جلَّ وعلا خصَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بشيءٍ لم يُعطِه غيرَه فقال : {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] فكانت هذه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاصَّةً واللهِ ما حازها دونَكم ولا استأثَرها عليكم لقد قسَمها بَيْنَكم وبثَّها فيكم حتَّى بقي ما بقي مِن المالِ فكان يُنفِقُ على أهلِه سَنةً ـ وربَّما قال مَعمَرٌ : يحبِسُ منها قُوتَ أهلِه سَنةً ـ ثمَّ يجعَلُ ما بقي مَجعَلَ مالِ اللهِ فلمَّا قبَض اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال أبو بكرٍ : أنا أَولى برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَه أعمَلُ فيها ما كان يعمَلُ ثمَّ أقبَل على علِيٍّ والعبَّاسِ قال : وأنتما تزعُمانِ أنَّه كان فيها ظالِمًا فاجرًا واللهُ يعلَمُ أنَّه صادقٌ بارٌّ تابِعٌ لِلحقِّ ثمَّ وُلِّيتُها بعدَ أبي بكرٍ سنَتينِ مِن إمارتي فعمِلْتُ فيها بمِثلِ ما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنتما تزعُمانِ أنِّي فيها ظالمٌ فاجرٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي فيها صادقٌ بارٌّ تابعٌ لِلحقِّ ثمَّ جِئْتُماني جاءني هذا ـ يعني العبَّاسَ ـ يبتغي ميراثَه مِن ابنِ أخيه وجاءني هذا ـ يعني عليًّا ـ يسأَلُني ميراثَ امرأتِه فقُلْتُ لكما : إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) ثمَّ بدا لي أنْ أدفَعَه إليكما فأخَذْتُ عليكما عهدَ اللهِ وميثاقَه لَتَعمَلانِّ فيها بما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنا ما وُلِّيتُها فقُلْتُما : ادفَعْها إلينا على ذلك تُريدانِ منِّي قضاءً غيرَ هذا والَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ لا أقضي بَيْنَكما فيها بقضاءٍ غيرِ هذا إنْ كُنْتُما عجَزْتُما عنها فادفَعاها إليَّ قال : فغلَب علِيٌّ عليها فكانت في يدِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حسَنِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حُسينِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ علِيِّ بنِ حُسينٍ ثمَّ بيَدِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ ثمَّ بيَدِ زيدِ بنِ حَسَنٍ قال مَعمَرٌ : ثمَّ كانت بيَدِ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ

103 - أنَّهم واعَدوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يلقَوْه مِن العامِ القابِلِ بمكَّةَ فيمَنْ تبِعهم مِن قومِهم فخرَجوا مِن العامِ القابِلِ سبعونَ رجُلًا فيمَنْ خرَج مِن أرضِ الشِّركِ مِن قومِهم قال كعبُ بنُ مالكٍ : حتَّى إذا كنَّا بظاهِرِ البَيْداءِ قال البراءُ بنُ مَعرورِ بنِ صخرِ بنِ خَنْساءَ - وكان كبيرَنا وسيِّدَنا - : قد رأَيْتُ رأيًا واللهِ ما أدري أتُوافِقوني عليه أم لا ؟ إنِّي قد رأَيْتُ ألَّا أجعَلَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهرٍ - يُريدُ الكعبةَ - وأنِّي أُصلِّي إليها فقُلْنا : لا تفعَلْ وما بلَغنا أنَّ نبيَّ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي إلَّا إلى الشَّامِ وما كنَّا نُصلِّي إلى غيرِ قِبْلَتِه فأبَيْنا عليه ذلك وأبى علينا وخرَجْنا في وَجهِنا ذلك فإذا حانتِ الصَّلاةُ صلَّى إلى الكعبةِ وصلَّيْنا إلى الشَّامِ حتَّى قدِمْنا مكَّةَ قال كعبُ بنُ مالكٍ : قال لي البراءُ بنُ مَعرورٍ : واللهِ يا ابنَ أخي قد وقَع في نفسي ما صنَعْتُ في سَفري هذا قال : وكنَّا لا نعرِفُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكنَّا نعرِفُ العبَّاسَ بنَ عبدِ المطَّلبِ كان يختلِفُ إلينا بالتِّجارةِ ونراه فخرَجْنا نسأَلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمكَّةَ حتَّى إذا كنَّا بالبَطحاءِ لقينا رجُلًا فسأَلْناه عنه فقال : هل تعرِفانِه ؟ قُلْنا : لا واللهِ قال : فإذا دخَلْتُم فانظُروا الرَّجُلَ الَّذي مع العبَّاسِ جالسًا فهو هو ترَكْتُه معه الآنَ جالسًا قال : فخرَجْنا حتَّى جِئْناه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو مع العبَّاسِ فسلَّمْنا عليهما وجلَسْنا إليهما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هل تعرِفُ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يا عبَّاسُ ) ؟ قال : نَعم هذانِ الرَّجُلانِ مِن الخَزرجِ - وكانتِ الأنصارُ إنَّما تُدعَى في ذلك الزَّمانِ أوسَها وخَزرجَها - هذا البراءُ بنُ مَعرورٍ وهو رجُلٌ مِن رِجالِ قومِه وهذا كعبُ بنُ مالكٍ فواللهِ ما أنسى قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( الشَّاعرُ ) ؟ قال : نَعم قال البراءُ بنُ مَعرورٍ : يا رسولَ اللهِ إنِّي قد صنَعْتُ في سَفري هذا شيئًا أحبَبْتُ أنْ تُخبِرَني عنه فإنَّه قد وقَع في نفسي منه شيءٌ إنِّي قد رأَيْتُ ألَّا أجعَلَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهْرٍ وصلَّيْتُ إليها فعنَّفَني أصحابي وخالَفوني حتَّى وقَع في نفسي مِن ذلك ما وقَع فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أمَا إنَّك قد كُنْتَ على قِبْلةٍ لو صبَرْتَ عليها ) ولَمْ يزِدْه على ذلك قال : ثمَّ خرَجْنا إلى منًى فقضَيْنا الحجَّ حتَّى إذا كان وسَطُ أيَّامِ التَّشريقِ اتَّعَدْنا نحنُ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَقَبةَ فخرَجْنا مِن جوفِ اللَّيلِ نتسلَّلُ مِن رِحالِنا ونُخفي ذلك ممَّن معنا مِن مُشرِكي قومِنا حتَّى إذا اجتمَعْنا عندَ العَقَبةِ أتى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه عمُّه العبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ فتلا علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القُرآنَ فأجَبْناه وصدَّقْناه وآمَنَّا به ورضينا بما قال ثمَّ إنَّ العبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلبِ تكلَّم فقال : يا معشَرَ الخَزرجِ إنَّ محمَّدًا منَّا حيثُ قد علِمْتُم وإنَّا قد منَعْناه ممَّن هو على مِثْلِ ما نحنُ عليه وهو في عشيرتِه وقومِه ممنوعٌ فتكلَّم البَراءُ بنُ مَعرورٍ وأخَذ بيدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال : بايِعْنا قال : ( أُبايِعُكم على أنْ تمنَعوني ممَّا تمنَعونَ منه أنفسَكم ونساءَكم وأبناءَكم ) قال : نَعم والَّذي بعَثك بالحقِّ فنحنُ واللهِ أهلُ الحربِ ورِثْناها كابرًا عن كابرٍ

104 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ اللَّتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ فحجَجْتُ معه فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ عدَل ليتوضَّأَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ فتبرَّز ثمَّ أتاني فسكَبْتُ على يديه فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ فقال عمرُ: واعجبًا لك يا ابنَ عبَّاسٍ ثمَّ قال: هي عائشةُ وحفصةُ ثمَّ أنشَأ يسوقُ الحديثَ فقال: كنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْناهم قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم وكان منزلي في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ في العوالي قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني فقالت: ما تُنكِرُ أنْ أُراجِعَك فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فانطلَقْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: نَعم وتهجُرُه إحدانا اليومَ إلى اللَّيلِ قال: قد قُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منكنَّ وخسِر، أفتأمَنُ إحداكنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ ـ يُريدُ عائشةَ قال: وكان لي جارٌ مِن الأنصارِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فيأتيني بخبرِ الوحيِ وغيرِه وأنزِلُ فآتيه بمثلِ ذلك، وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لتغزوَنا قال: فنزَل صاحبي يومًا، ثمَّ أتاني فضرَب على بابي ثمَّ ناداني فخرَجْتُ إليه فقال: حدَث أمرٌ عظيمٌ فقُلْتُ: ماذا أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: بل أعظمُ مِن ذلك وأطولُ، طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه فقُلْتُ: خابت حفصةُ وخسِرت قد كُنْتُ أظُنَّ هذا كائنًا فلمَّا صلَّيْتُ الصُّبحَ شدَدْتُ علَيَّ ثيابي ثمَّ نزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي فقُلْتُ: أَطلَّقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت: لا أدري هو ذا هو مُعتزِلٌ في هذه المَشرُبةِ قال: فأتَيْتُ غلامًا له أسودَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل الغلامُ ثمَّ خرَج إليَّ وقال: قد ذكَرْتُكَ له فلم يقُلْ شيئًا فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُ المسجدَ فإذا قومٌ حولَ المنبرِ جلوسٌ يبكي بعضُهم إلى بعضٍ قال: فجلَسْتُ قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فرجَعْتُ فجلَسْتُ إلى المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُك له فسكَت فولَّيْتُ مدبِرًا فإذا الغلامُ يدعوني ويقولُ: ادخُلْ فقد أذِن لكَ فدخَلْتُ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو متَّكئٌ على رملِ حصيرٍ قد أثَّر بجَنبِه فقُلْتُ: أطلَّقْتَ يا رسولَ اللهِ نساءَك ؟ قال: فرفَع رأسَه إليَّ وقال: ( لا ) فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ لو رأيتَنا يا رسولَ اللهِ وكنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنُه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فقُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ وخسِرت أتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ ؟ ! قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ لها: لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخرى فقُلْتُ: أستأنِسُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( نَعم ) فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسي في البيتِ فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ إلَّا أُهُبًا ثلاثةً فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فقد وسَّع اللهُ على فارسَ والرُّومِ وهم لا يعبُدونَه قال: فاستوى جالسًا وقال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) فقُلْتُ: استغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَم لا يدخُلُ عليهنَّ شهرًا مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ قال الزُّهريُّ: فأخبَرني عروةُ عن عائشةَ قالت: فلمَّا مضى تسعٌ وعشرونَ دخَل عليَّ رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدَأ بي فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا وإنَّك دخَلْتَ تسعًا وعشرينَ أعُدُّهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّهرَ تسعٌ وعشرونَ ) ثمَّ قال: ( يا عائشةُ إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا فلا أُريدُ أنْ تعجَلي فيه حتَّى تستأمِري أبويكِ ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29] قالت عائشةُ: قد علِم واللهِ أنَّ أبويَّ لم يكونا يأمُراني بفِراقِه فقُلْتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبويَّ فإنِّي أُريدُ اللهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ

105 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ
 

1 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صعِد المِنبَرَ فقال : ( آمينَ آمينَ آمينَ ) قيل : يا رسولَ اللهِ إنَّكَ حينَ صعِدْتَ المِنبَرَ قُلْتَ : آمينَ آمينَ آمينَ قال : ( إنَّ جِبريلَ أتاني فقال : مَن أدرَك شهرَ رمضانَ ولَمْ يُغفَرْ له فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ ومَن أدرَك أبوَيْهِ أو أحَدَهما فلَمْ يبَرَّهما فمات فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ ومَن ذُكِرْتَ عندَه فلَمْ يُصَلِّ عليكَ فمات فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 907 التخريج : أخرجه ابن خزيمة (1888)، وأبو يعلى (5922)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8131) باختلاف يسير. وقوله: "ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما، فمات فدخل النار فأبعده الله" أخرجه مسلم (2551) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التأمين على الدعاء أدعية وأذكار - فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جمعة - الخطبة على المنبر صيام - فضل شهر رمضان بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - صعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المنبرَ فلمَّا رقِي عَتبةً قال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً أخرى فقال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: ( آمينَ ) ثمَّ قال: ( أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ مَن أدرَك رمضانَ فلم يُغفَرْ له فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ قال: ومَن أدرَك والديه أو أحدَهما فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ فقال: ومَن ذُكِرْتَ عندَه فلم يُصَلِّ عليكَ فأبعَده اللهُ، قُلْ: آمينَ، فقُلْتُ: آمينَ )
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : مالك بن الحويرث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 409 التخريج : أخرجه ابن حبان (409) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 291) (649)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (6/ 381) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التأمين على الدعاء أدعية وأذكار - فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم صيام - فضل شهر رمضان إيمان - الملائكة بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1804 التخريج : أخرجه البخاري (782)، ومسلم (410) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التأمين على الدعاء إيمان - الملائكة استغفار - مكفرات الذنوب صلاة - التأمين للفاتحة وما يتعلق به صلاة الجماعة والإمامة - الإمام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - لكلِّ أمَّةٍ أمينٌ وأمينُ هذه الأمَّةِ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7001 التخريج : أخرجه البخاري (4382)، وابن حبان (7001)، وأبو عوانة في ((المستخرج)) (10672)، والبزار (6779) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة مناقب وفضائل - أبو عبيدة بن الجراح مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - صلَّيْتُ وراءَ أبي هُرَيْرَةَ فقرَأ بـ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ثمَّ قرَأ بأُمِّ القُرآنِ حتَّى بلَغ : { وَلَا الضَّالِّينَ } قال : آمينَ وقال النَّاسُ : آمينَ ويقولُ كلَّما سجَد : اللهُ أكبَرُ وإذا قام مِن الجلوسِ قال : اللهُ أكبَرُ ويقولُ إذا سلَّم : والَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأشبَهُكم صلاةً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

6 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا فرَغ مِن قراءةِ أُمِّ القُرآنِ رفَع صوتَه وقال : آمينَ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] إسحاق بن إبراهيم بن العلاء؛ قال ابن حجر: صدوق يهم كثيرا، وقال النسائي: إذا روى عن عمرو بن الحارث فليس بثقة. [وفيه أيضًا] عمرو بن الحارث- وهو الحمصي- لم يوثقه غير المؤلف، وقال الإمام الذهبي: لا تعرف عدالته
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1806
التصنيف الموضوعي: صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صلاة - قراءة الفاتحة صلاة - التأمين للفاتحة وما يتعلق به

7 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لأهلِ نَجْرانَ : ( لَأبعثَنَّ عليكم أمينًا حقَّ أمينٍ ) فاستشرَف لها النَّاسُ فبعَث أبا عُبَيدةَ بنَ الجرَّاحِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6999 التخريج : أخرجه ابن حبان (6999) بلفظه، والبخاري (7254) ومسلم (2420) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم مناقب وفضائل - أبو عبيدة بن الجراح مناقب وفضائل - العشرة المبشرون بالجنة مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - صلَّيْتُ وراءَ أبي هُرَيْرَةَ فقال : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ثمَّ قرَأ بأمِّ الكتابِ حتَّى إذا بلَغ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قال : آمينَ، وقال النَّاسُ : آمينَ فلمَّا ركَع قال : اللهُ أكبَرُ فلمَّا رفَع رأسَه قال : سمِع اللهُ لِمَن حمِده ثمَّ قال : اللهُ أكبَرُ ثمَّ سجَد فلمَّا رفَع قال : اللهُ أكبَرُ فلمَّا سجَد قال : اللهُ أكبَرُ فلمَّا رفَع قال : اللهُ أكبَرُ ثمَّ استقبَل قائمًا مع التَّكبيرِ فلمَّا قام مِن الثِّنْتَيْنِ قال : اللهُ أكبَرُ فلمَّا سلَّم قال : والَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأشبَهُكم صلاةً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

9 - عن وائلِ بنِ حُجرٍ أنَّه صلَّى مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فوضَع اليدَ اليُمنى على اليدِ اليُسرى فلمَّا قال : {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قال : ( آمينَ ) وسلَّم عن يمينِه وعن يسارِه
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : وائل بن حجر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1805 التخريج : أخرجه أحمد (18854) و ابن حبان (1805) كلاهما بلفظه وزاد أحمد ((وأخفى بها صوته))، وأخرجه أبو داود (932، 933) مفرقًا باختلاف يسير، وأصله أخرجه مسلم (401) مطولا وفيه (( ‌وضع ‌يده ‌اليمنى ‌على ‌اليسرى ))
التصنيف الموضوعي: صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صلاة - قراءة الفاتحة صلاة - وضع اليدين في القيام صلاة - التأمين للفاتحة وما يتعلق به صلاة - التسليم وكيفياته وما يتعلق به
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - ( أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بكرٍ وأشَدُّهم في أمرِ اللهِ عُمَرُ وأصدَقُهم حياءً عُثمانُ وأقرَؤُهم لكتابِ الله أُبَيُّ بنُ كعبٍ وأفرَضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ وأعلَمُهم بالحلالِ والحرامِ مُعاذُ بنُ جَبلٍ ولكلِّ أمَّةٍ أمينٌ وأمينُ هذه الأمَّةِ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7137
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - أبي بن كعب مناقب وفضائل - زيد بن ثابت مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب
| شرح حديث مشابه

11 - أرحَمُ أُمَّتي بأُمَّتي أبو بكرٍ وأشَدُّهم في أمرِ اللهِ عُمَرُ وأصدَقُهم حياءً عُثمانُ وأقرَؤُهم لكتابِ اللهِ أُبَيُّ بنُ كعبٍ وأفرَضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ وأعلَمُهم بالحلالِ والحرامِ مُعاذُ بنُ جَبلٍ ألَا وإنَّ لكلِّ أُمَّةٍ أمينًا ألَا وإنَّ أمينَ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7252
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - أبي بن كعب مناقب وفضائل - زيد بن ثابت مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب
| شرح حديث مشابه

12 - أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُسْقُفَّا نَجْرانَ العاقبُ والسيِّدُ فقالوا : ابعَثْ معنا رجُلًا أمينًا حقَّ أمينٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لَأبعَثَنَّ معكم أمينًا ) فاستشرَف لها أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( قُمْ يا أبا عُبَيدةَ بنَ الجرَّاحِ ) فأرسَله معهم
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7000 التخريج : أخرجه ابن حبان (7000) واللفظ له، والبخاري(3745) بنحوه، ومسلم (2420)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة مناقب وفضائل - أبو عبيدة بن الجراح مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - بعَث عليٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن اليمنِ ذهب في أَدَمٍ فقسَمها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ زيدِ الخيلِ والأقرعِ بنِ حابسٍ وعُيينةَ بنِ حصنٍ وعلقمةَ بنِ عُلاثةَ فقال أناسٌ مِن المهاجرينَ والأنصارِ: نحنُ أحقُّ بهذا فبلَغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فشقَّ عليه وقال: ( ألا تأمَنوني وأنا أمينُ مَن في السَّماءِ يأتيني خبرُ مَن في السَّماءِ صباحًا ومساءً ؟ ) فقام إليه ناتئُ العينَيْنِ مُشرِفُ الوجنتَيْنِ ناشزُ الوجهِ كثُّ اللِّحيةِ محلوقُ الرَّأسِ مشمَّرُ الإزارِ فقال: يا رسولَ اللهِ اتَّقِ اللهَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوَلسْتُ بأحقِّ أهلِ الأرضِ أنْ أتَّقيَ اللهَ ثمَّ أدبَر فقام إليه خالدٌ سيفُ اللهِ فقال: يا رسولَ اللهِ ألا أضرِبُ عنقَه ؟ فقال لا إنَّه لعلَّه يُصلِّي قال: إنَّه ربِّ مُصلٍّ يقولُ بلسانِه ما ليس في قلبِه قال: إنِّي لم أومَرْ أنْ أشُقَّ قلوبَ النَّاسِ ولا أشُقَّ بطونَهم فنظَر إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مُقفًّى فقال: ( إنَّه سيخرُجُ مِن ضِئْضِئِ هذا قومٌ يتلُونَ كتابَ اللهِ لا يتجاوزُ حناجرَهم يمرُقونَ مِن الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّميَّةِ ) قال عُمارةُ: فحسِبْتُ أنَّه قال: ( لئِنْ أدرَكْتُهم لأقتُلَنَّهم قتْلَ ثمودَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 25 التخريج : أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صدقة - الصدقة على المؤلفة قلوبهم غنائم - الغنائم وتقسيمها حدود - قتل الخوارج وأهل البغي غنائم - إعطاء المؤلفة قلوبهم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - أنَّ الأشعريَّ صلَّى بأصحابِه فلمَّا جلَس في صلاتِه قال رجلٌ مِن القومِ: أُقِرَّتِ الصَّلاةُ بالبِرِّ والزَّكاةِ ؟ فلمَّا قضى الأشعريُّ صلاتَه أقبَل على القومِ فقال: أيُّكم القائلُ كلمةَ كذا وكذا ؟ فأرَمَّ القومُ فقال: لعلَّك يا حطَّانُ قُلْتَها قال: واللهِ ما قُلْتُها ولقد خِفْتُ أنْ تَبكَعَني بها فقال رجلٌ مِن القومِ: أنا قُلْتُها وما أرَدْتُ بها إلَّا الخيرَ فقال الأشعريُّ: أمَا تعلَمون ما تقولون في صلاتِكم ؟ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَبَنا فعلَّمنا سنَّتَنا وبيَّن لنا صلاتَنا فقال: ( إذا أُقيمتِ الصَّلاةُ فأقيموا صفوفَكم وليؤمَّكم أحدُكم فإذا كبَّر فكبِّروا وإذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقولوا: آمينَ يحبكم اللهُ ثمَّ إذا كبَّر فركَع فكبِّروا واركَعوا فإنَّ الإمامَ يركَعُ قبْلَكم ويرفَعُ قبْلَكم ) قال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فتلك بتلك وإذا قال: سمِع اللهُ لِمَن حمِده فقولوا: اللَّهمَّ ربَّنا لك الحمدُ فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا قال على لسانِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سمِع اللهُ لِمَن حمِده ثمَّ إذا كبَّر وسجَد فكبِّروا واستجدوا فإنَّ الإمامَ يسجُدُ قبْلَكم ويرفَعُ قبْلَكم ) قال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فتلك بتلك فإذا كان عند القَعدةِ فليكم مِن قولِ أحدِكم: التَّحيَّاتُ الصَّلواتُ للهِ السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحينَ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه )

15 - حدَّثني أبو عمرانَ أنَّه حجَّ مع مواليه قال: فأتَيْتُ أمَّ سلَمةَ أمَّ المؤمنينَ فقُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ إنِّي لم أحُجَّ قطُّ فبأيِّهما أبدأُ بالعمرةِ أم بالحجِّ ؟ قالت: ابدَأْ بأيِّهما شِئْتَ قال: ثمَّ أتَيْتُ صفيَّةَ أمَّ المؤمنينَ فسأَلْتُها فقالت لي مِثْلَ ما قالت قال: ثمَّ جِئْتُ أمَّ سلَمةَ فأخبَرْتُها بقولِ صفيَّةَ فقالت لي أمُّ سلَمةَ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا آلَ محمَّدٍ مَن حجَّ منكم فليُهِلَّ بعمرةٍ في حَجَّةٍ )

16 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل على أمِّ السَّائبِ أو أمِّ المسيَّبِ وهي تُرفرفُ فقال: ( ما لك يا أمَّ السَّائبِ أو يا أمَّ المسيَّبِ تُرفرفينَ ؟ ) قالت: الحمَّى لا بارَك اللهُ فيها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لا تسُبِّي الحمَّى فإنَّها تُذهِبُ خطايا ابنِ آدَمَ كما يُذهِبُ الكِيرُ خبَثَ الحديدِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2938 التخريج : أخرجه ابن حبان (2938) واللفظ له، ومسلم (2575)، وأبو يعلى (2083) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: طب - الحمى مريض - فضل المرض والنوائب مريض - إظهار المريض مرضه مريض - المرض كفارة مريض - سؤال أهل المريض عن حاله
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - حدَّثني أبو عِمرانَ: أنَّه حجَّ مع مواليه قال: فأتَيْتُ أمَّ سلَمةَ فقُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ إنِّي لم أحُجَّ قطُّ فبأيِّهما أبدَأُ بالحجِّ أم بالعمرةِ ؟ فقالت: إنْ شِئْتَ فاعتمِرْ قبْلَ أنْ تحُجَّ وإنْ شِئْتَ بعدَ أنْ تحُجَّ فذهَبْتُ إلى صفيَّةَ فقالت لي مِثْلَ ذلك فرجَعْتُ إلى أمِّ سلَمةَ فأخبَرْتُها بقولِ صفيَّةَ فقالت أمُّ سلَمةَ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا آلَ محمَّدٍ مَن حجَّ منكم فليُهِلَّ بعمرةٍ في حجٍّ )

18 - أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بكرٍ وأشدُّهم في اللهِ عُمَرُ وأصدَقُهم حياءً عُثمانُ وأقرَؤُهم لكتابِ اللهِ أُبَيُّ بنُ كعبٍ وأفرَضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ وأعلَمُهم بالحلالِ والحرامِ مُعاذُ بنُ جَبلٍ ألَا وإنَّ لكلِّ أمَّةٍ أمينًا وأمينُ هذه الأمَّةِ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ

19 - أنَّ أمَّ سُلَيمٍ خرَجَتْ يومَ حُنَينٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعها خَنْجَرٌ فقال لها أبو طَلحةَ : يا أمَّ سُلَيمٍ ما هذا ؟ قالت : اتَّخَذْتُه واللهِ إنْ دنا منِّي رجُلٌ بعَجْتُ به بطنَه فقال أبو طَلحةَ : ألا تسمَعُ ما تقولُ أمُّ سُلَيمٍ تقولُ كذا وكذا فقالت : يا رسولَ اللهِ أقتُلُ مَن بعدَنا مِن الطُّلقاءِ انهزَموا بكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا أمَّ سُلَيمٍ إنَّ اللهَ قد كفى وأحسَن )

20 - : جاءت أمُّ سُليمٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: حجَّ أبو طلحةَ وابنُه وترَكاني فقال: ( يا أمَّ سُليمٍ عُمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حَجَّةً )
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن لغيره
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3699 التخريج : أخرجه البخاري (1782)، ومسلم (1256) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: صيام - فضل شهر رمضان عمرة - العمرة في رمضان عمرة - وجوب العمرة وفضلها آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور حج - فضل الحج والعمرة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - أنَّه كان هو ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأمُّه وخالتُه فصلَّى بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَل أنسًا عن يمينِه وأمَّه وخالتَه خلْفَهما
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2206 التخريج : أخرجه النسائي (803)، وأحمد (13019)، وابن خزيمة (1538)، وابن حبان (2206) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - الصفوف خلف الإمام صلاة الجماعة والإمامة - مقام المصلي الواحد مع الإمام صلاة الجماعة والإمامة - أقل الجماعة صلاة الجماعة والإمامة - موقف المرأة في الصلاة
|أصول الحديث

22 - كانت عندَ أمِّ سُلَيمٍ يتيمةٌ فرآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( أنتِ هي ؟ لقد كبِرْتِ لا كبِر سِنُّكِ ) فرجَعتِ اليتيمةُ إلى أمِّ سُلَيمٍ تبكي فقالت أمُّ سُلَيمٍ : ما لكِ يا بُنيَّةُ ؟ قالتِ الجاريةُ : دعا علَيَّ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا يكبَرَ سِنِّي فالآنَ لا يكبَرُ سِنِّي أبدًا أو قالت : قَرْني فخرَجَتْ أمُّ سُلَيمٍ مُستعجِلةً تلُوثُ خِمارَها حتَّى لقِيَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لها : ( يا أمَّ سُلَيمٍ ما لكِ ) ؟ قالت : يا نَبيَّ اللهِ أدعَوْتَ على يتيمتي ؟ قال : ( وما ذاك يا أمَّ سُلَيمٍ ) ؟ قالت : زعَمَتْ أنَّك دعَوْتَ عليها ألَّا يكبَرَ سِنُّها قال : فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال : ( يا أمَّ سُلَيمٍ أمَا تعلَمينَ بشَرطي على ربِّي ؟ إنِّي اشترَطْتُ على ربِّي فقُلْتُ : إنَّما أنا بشَرٌ أرضى كما يرضى البشَرُ وأغضَبُ كما يغضَبُ البشَرُ فأيُّما أحَدٍ دعَوْتُ عليه مِن أمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ أنْ يجعَلَها له طَهورًا وزكاةً وقُربةً يُقرِّبُه بها منه يومَ القيامةِ ) وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رحيمًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6514 التخريج : أخرجه ابن حبان (6514) بلفظه، ومسلم (2603)، والبزار (6422) كلاهما باختلاف يسير، والطحاوي (6005) ببعض لفظه.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته أدعية وأذكار - دعاء النبي على بعض الأشخاص والأشياء والأمور بر وصلة - ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

23 - ( إنَّ مِن أكبرِ الكبائرِ أنْ يسُبَّ الرَّجلُ والدَيهِ ) قال: وكيف يسُبُّ والدَيهِ ؟ قال: ( يسُبُّ أبا الرَّجلِ فيسُبُّ أباه ويسُبُّ أمَّه فيسُبُّ أمَّه )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 412 التخريج : أخرجه أحمد (6840)، والطبراني (13/375) (14191)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7870). وأصله في صحيح البخاري (5973)، ومسلم (90)
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - ما يجتنب من الكلام آفات اللسان - السباب رقائق وزهد - الكبائر رقائق وزهد - حفظ الجوارح بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - لمَّا قدِم المُهاجِرونَ مِن مكَّةَ إلى المدينةِ قدِموا وليس بأيديهم شيءٌ وكان الأنصارُ أهلَ الأرضِ والعَقارِ قال : فقاسَمهم الأنصارُ على أنْ يُعطوهم أنصافَ ثمارِ أموالِهم كلَّ عام فيَكفوهم العملَ قال : وكانت أمُّ أنسِ بنِ مالكٍ أعطَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعذاقًا لها فأعطاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّ أيمنَ مولاتَه أمَّ أسامةَ بنِ زيدٍ فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن قِبَلِ أهلِ خيبرَ وانصرَف إلى المدينةِ ردَّ المُهاجرونَ إلى الأنصارِ مَنائحَهم الَّتي كانوا منَحوهم مِن ثمارِهم قال : فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أمِّي أعذاقَها وأعطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّ أيمنَ مكانَها مِن حائطِه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6282 التخريج : أخرجه البخاري (2630)، ومسلم (1771)، وأبو عوانة (7165)، وابن حبان (6282) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة خيبر مناقب وفضائل - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار مناقب وفضائل - فضائل الأنصار هبة وهدية - قبول الهدية هبة وهدية - المنيحة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - إنَّ بلالًا يُنادي بليلٍ فكُلوا واشرَبوا حتَّى يُناديَ ابنُ أمِّ مكتومٍ ) قال ابنُ شِهابٍ: وكان ابنُ أمِّ مكتومٍ رجلًا أعمى لا يُنادي حتَّى يُقالَ له: قد أصبَحْتَ قد أصبَحْتَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3469 التخريج : أخرجه البخاري (617)، ومسلم (1092) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أذان - الأذان في غير وقت الصلاة صيام - كم بين السحور والصلاة صيام - وقت الإمساك أذان - التأذين قبل الفجر في رمضان أذان - مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - قدِمتْ أمِّي مِن مكَّةَ إلى المدينةِ في هُدنةِ قريشٍ وهي مشركةٌ فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ أمِّي أتتْ راغبةً أفأصِلُها ؟ فقال لها نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( نَعم صِلِيها )

27 - إنَّ اللهَ إذا أراد رحمةَ أُمَّةٍ مِن عبادِه قبَض نبيَّها قبْلَها فجعَله لها فرَطًا وسلَفًا وإذا أراد هلَكةَ أُمَّةٍ عذَّبها ونبيُّها حيٌّ فأقَرَّ عينَه بهُلْكِها حينَ كذَّبوه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6647 التخريج : أخرجه مسلم (2288) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته قيامة - الحوض مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

28 - رأى نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاريةً يتيمةً عندَ أمِّ سُليمٍ وهي أمُّ أنسِ بنِ مالكٍ فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لقد شِبْتَ لا أشَبَّ اللهَ قَرْنَك ) فقالت أمُّ سُليمٍ: لقد دعَوْتَ يا رسولَ اللهِ على يتيمتي ألَّا يُشِبَّ اللهُ قَرْنَها فواللهِ لا تشِبُّ أبدًا فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( يا أمَّ سُليمٍ أوَما علِمْتِ أنِّي اتَّخَذْتُ عندَ ربِّي عهدًا أيُّما أحَدٍ مِن أمَّتي دعَوْتُ عليه ليس مِن أهلِها أنْ يجعَلَها له طَهورًا أو قُربةً يُقرِّبُه بها يومَ القيامةِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5791 التخريج : أخرجه ابن حبان (5791) بلفظه، ومسلم (2603)، والبزار (6422)، وأبو عوانة في ((مستخرجه على مسلم)) (11360) جميعا بنحوه مطولا .
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - المزاح والمداعبة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما اختص به النبي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
|أصول الحديث

29 - أنَّ أمَّ سُليمٍ سأَلتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ المرأةِ ترى في المنامِ ما يرى الرَّجُلُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها : ( يا أمَّ سُليمٍ إذا رأَتْ ذلك المرأةُ فلْتغتسِلْ ) قالت أمُّ سلَمةَ ـ واستحيَيْتُ مِن ذلك ـ : ويكونُ ذلك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( نَعم، ماءُ الرَّجُلِ غليظٌ أبيضُ وماءُ المرأةِ رقيقٌ أصفرُ وأيُّهما سبَق أو علا كان منه الشَّبَهُ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6184 التخريج : أخرجه مسلم (311) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: غسل - موجبات الغسل غسل - الأغسال الواجبة والمسنونة غسل - الغسل من الاحتلام غسل - الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - إنَّ اللهَ إذا أراد رحمةَ أمَّةٍ مِن عبادِه قبَض نبيَّها قبْلَها فجعَله لها فرَطًا وسلَفًا وإذا أراد هلَكةَ أمَّةٍ عذَّبها ونبيُّها حيٌّ فأقَرَّ عينَه بهلَكتِها حينَ كذَّبوه وعصَوْا أَمْرَه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7215 التخريج : أخرجه مسلم (2288) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته قيامة - الحوض مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث