الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنَّ هَبَّارَ بنَ الأسودِ جاءَ يومَ النحرِ وعمرُ رضي الله تعالى عنه ينحَرُ، فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ ! أخطَأْنَا، كُنَّا نَرَى أن هذا اليومَ يومُ عرفةَ، فقالَ له عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله تعالى عنه: اذهَبْ إلَى مكةَ فَطُفْ بالبيتِ سَبْعًا وبينَ الصفا والمروةِ أنتَ وَمَن معَكَ، ثم انْحَرْ هَدْيًا إن كانَ مَعَكَ، ثم احلِقُوا أو قَصِّرُوا وارجِعُوا، فإذَا كانَ حَجُّ قَابِلٍ فحُجُّوا وأَهْدُوا، فمن لم يجِدْ فصِيامُ ثلاثةِ أيامٍ في الحَجِّ وسبْعَةٍ إذا رَجَعَ إلى أهْلِهِ
خلاصة حكم المحدث : منقطع
الراوي : سليمان بن يسار | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 5/174
التصنيف الموضوعي: حج - الحلق والتقصير حج - الهدي حج - الوقوف بعرفة وأحكامه حج - ما يفعل من فاته الحج حج - فسخ الحج إلى العمرة وعكسه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خرجَ وعمرُ بنُ الخطَّابِ معَهُ، فعَرَضتِ امرأةٌ فقالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنِّي امرأةٌ مُسْلِمَةٌ مُحْرِمَةٌ، ومعي زوجٌ لي في بيتي مثلُ المرأةِ. فقالَ لَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ادعي زوجَكِ. فدَعتهُ وَكانَ خرَّازًا، فقالَ النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما تقولُ امرأتُكَ يا عبدَ اللَّهِ ؟ فقالَ الرَّجلُ: والَّذي أَكْرمَكَ ما جفَّ رأسي منها. فقالتِ امرأتُهُ: ما مرَّةٌ واحدةٌ في الشَّهرِ ؟! فقالَ لَها النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أتبغضيهِ قالَت: نعَم. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أدنِيا رءوسَكُما. فوضعَ جبهتَها على جَبهةِ زوجِها ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ ألِّف بينَهُما، وحبَّبَ أحدَهُما إلى صاحبِهِ ثمَّ مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسوقِ النَّمطِ ومعَهُ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ فطلعتِ المرأةُ تحملُ أدمًا على رأسِها، فلمَّا رأتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ طرَحَت وأقبَلَت، فقبَّلت رجليهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: كيفَ أنتِ وزوجُكِ ؟ فقالَت: والَّذي أَكْرمَكَ ما طارِفٌ ولا تالِدٌ ولا والِدٌ أحبَّ إليَّ منهُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أشهدُ أنِّي رسولُ اللَّهِ فقالَ عمرُ: وأَنا أشهدُ أنَّكَ رسولُ اللَّهِ

3 - في صِفةِ القيامةِ، فذَكَرَ فيه صِفةَ الصُّورِ ، وعِظَمَه، وعِظَمَ إسرافيلَ، ثم قال: فإذا بَلَغَ الوَقتَ الذي يُريدُ اللهُ، أمَرَ إسرافيلَ فيَنفُخُ في الصُّورِ النَّفخةَ الأُولى، فتَهبِطُ النَّفخةُ في الصُّورِ إلى السَّمَواتِ، فيُصعَقُ سُكَّانُ السَّمَواتِ بحَذافيرِها ، وسُكَّانُ البَحرِ بحَذافيرِها ، ثم تَهبِطُ النَّفخةُ إلى الأرضِ، فيُصعَقُ سُكَّانُ الأرضِ بحَذافيرِها ، وجَميعُ عالَمِ اللهِ، وبَريَّتِه فيهِنَّ مِنَ الأنعامِ، قال: وفي الصُّورِ مِنَ الكُوى بعَدَدِ مَن يَذوقُ المَوتَ مِن جَميعِ الخَلائِقِ، فإذا صَعِقوا جَميعًا، يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا إسرافيلُ! مَن بَقيَ؟ فيَقولُ: بَقيَ إسرافيلُ عَبدُكَ الضَّعيفُ، فيَقولُ: مُتْ يا إسرافيلُ. فيَموتُ، ثم يَقولُ الجَبَّارُ تَعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر: 16]، فلا هَميسَ، ولا حَسيسَ، ولا ناطِقَ يَتكَلَّمُ، ولا مُجيبَ يَفهَمُ، وقد ماتَ حَمَلةُ العَرشِ، وإسرافيلُ، ومَلَكُ المَوتِ، وكُلُّ مَخلوقٍ، فيَرُدُّ الجَبَّارُ على نَفْسِه: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 16، 17]، وذلك حينَ: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115]، فيُتِمُّ كَلِمَتَه بإنفاذِ قَضائِه على أهلِ أرْضِه وسَمائِه، لِقَولِه تَعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]، فأمَّا إسرافيلُ فيَموتُ، ثم يَحيا في طَرفةِ عَينٍ، وأمَّا حَمَلةُ العَرشِ فيَحيَوْنَ في أسرَعَ مِن طَرفةِ عَينٍ، فيَأمُرُ اللهُ تَعالى إسرافيلَ بَعدَ النَّفخةِ الأُولى بأربَعينَ، وكذلك هو في التَّوراةِ: بَينَ النَّفخَتَيْنِ أربَعونَ، لا يَدري ما هو، فإذا انقَضَتِ الأربَعونَ نَظَرَ اللهُ إلى أهلِ السَّمَواتِ، وإلى أهلِ الأرَضينَ، فيَقولُ: وعِزَّتي لَأُعيدَنَّكم كما بَدَأتُكم، ولَأُحيِيَنَّكم كما أمَتُّكم، ثم يَأمُرُ إسرافيلَ، فيَنفُخُ النَّفخةَ الثانيةَ، وقد جُمِعتِ الأرواحُ كُلُّها في الصُّورِ ، فإذا نَفَخَ خَرَجَ كُلُّ رُوحٍ مِن كُوّةٍ مَعلومةٍ مِن كُوَى الصُّورِ ، فإذا الأرواحُ تَهوشُ بَينَ السَّماءِ والأرضِ، لها دَويٌّ كَدَويِّ النَّحلِ، فيُنادي إسرافيلُ: يا أيَّتُها الجُلودُ المُتَمزِّقةُ، ويا أيَّتُها الأعضاءُ المُتَهشِّمةُ، ويا أيَّتُها العِظامُ البالِيةُ، ويا أيَّتُها الأجسامُ المُتفَرِّقةُ، ويا أيَّتُها الأشعارُ المُتَمرِّطةُ، قُوموا إلى مَوقِفِ الحِسابِ، والعَرضِ الأكبَرِ. فيَدخُلُ كُلُّ رُوحٍ في جَسَدِه، قال: ويُمطِرُ اللهُ طَيشًا مِن تَحتِ العَرشِ على جَميعِ المَوتى، فيَحيَوْنَ كما تَحيا الأرضُ المَيتةُ بوابِلِ السَّماءِ، فيَبعَثُ اللهُ الأجسادَ التي كانت في الدُّنيا مِن حيث كانت، بَعضُها في بُطونِ السِّباعِ، وبَعضُها مِن حَواصِلِ الطَّيرِ، وبِنِيانِ البُحورِ، وبُطونِ الأرضِ وظُهورِها، فيَدخُلُ كُلُّ رُوحٍ في جَسَدِه، فإذا هم قِيامٌ يَنظُرونَ ، فيَبعَثُ اللهُ نارًا مِنَ المَشارِقِ، فتَحشُرُ الناسَ إلى المَغارِبِ إلى أرضٍ تُسمَّى السَّاهِرةَ، مِن وَراءِ بَيتِ المَقدِسِ، أرضٌ طاهِرةٌ لم يُعمَلْ عليها سَيِّئةٌ، ولا خَطيئةٌ، فذلك قَولُه: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 13، 14]، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47]، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا * وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: 99 - 101].
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف بمرة
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 1/261
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنعام تفسير آيات - سورة غافر قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض قيامة - الحشر قيامة - النفخ في الصور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - كتَب عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضي اللهُ عَنه إلى سَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ وهو بالقادِسيَّةِ: أنْ وجِّهْ نَضْلَةَ بنَ مُعاويَةَ الأنصاريَّ إلى حُلوانِ العِراقِ، فلْيُغِرْ على ضَواحِيها ، قال: فوجَّهَ سَعدٌ نَضْلَةَ في ثَلاثِمائةِ فارِسٍ، فخرَجوا حتَّى أتَوا حُلوانَ العِراقِ، فأغَاروا على ضَواحيها، فأصابوا غَنيمَةً وسَبْيًا، فأقبَلوا يَسُوقون الغَنيمَةَ والسَّبْيَ، حتَّى أدرَكَهم العَصرُ وكادَتِ الشَّمسُ أن تَغرُبَ، فألجَأَ نَضْلَةُ الغَنيمَةَ والسَّبيَ إلى سَفْحِ جبَلٍ، ثمَّ قام فأذَّن فقال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ، قال: ومُجِيبٌ مِن الجبَلِ يُجيبُه، قال: كبَّرتَ كبيرًا يا نَضْلَةُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فقال: كلمَةُ الإخلاصِ يا نَضْلَةُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، قال: هو الدِّينُ، وهو الَّذي بشَّرَنا به عِيسى ابنُ مَريَمَ عليه السَّلامُ، وعلى رأسِ أمَّتِه تقومُ السَّاعةُ، ثمَّ قال: حيَّ على الصَّلاةِ، قال: طوبى لِمن مَشى إليها وواظَب عليها، ثمَّ قال: حيَّ على الفَلاحِ ، قال: أفلَح مَن أجاب محمَّدًا، وهو البَقاءُ لأمَّتِه، قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ، قال: أخلَصتَ الإخلاصَ يا نَضْلَةُ، فحرَّمَ اللهُ جسَدَكَ على النَّارِ، قال: فلمَّا فرَغَ مِن أذانِه قُمنا فقُلتُ: مَن أنت يَرحَمُك اللهُ عزَّ وجلَّ؟ أمَلَكٌ أنت أم ساكِنٌ مِن الجنِّ أو مِن عِبادِ اللهِ الصَّالحين؟ أسْمَعْتَ صوتَك فأرِنا شَخصَك، فإنَّا وَفْدُ اللهِ ووَفْدُ رَسولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ووَفْدُ عُمرَ بنِ الخطَّابِ؟ قال: فانفلَق الجبَلُ عن هامَةٍ كالرَّحى أبيَضِ الرَّأسِ واللِّحيَةِ، عليه طِمْرانِ مِن صوفٍ، فقال: السَّلامُ علَيكم ورحمَةُ اللهِ وبرَكاتُه، فقلنا: عليكم السَّلامُ ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه، مَن أنتَ يرحمُك اللهُ؟ فقال: أنا ذُرَيْبُ بنُ بَرْثَمْلَا وَصيُّ العبدِ الصَّالحِ عيسى ابنِ مَريمَ، أسكَنَني هذا الجبَلَ، ودَعا لي بطُولِ البَقاءِ إلى نُزولِه مِن السَّماءِ، فيَقتُلُ الخِنزيرَ ويَكسِرُ الصَّليبَ، ويتبرَّأُ ممَّا نَحلَتْه النَّصارى؛ فأمَّا إذ فاتَني لِقاءُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فأقرِئوا عمرَ منِّي السَّلامَ وقولوا له: يا عمرُ، سَدِّدْ وقارِبْ فقد دَنا الأمرُ، واختبِروه بهذه الخِصالِ الَّتي أُخبرُكم بها، يا عمرُ، إذا ظهرَتْ هذه الخِصالُ في أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فالهَرَبَ الهرَبَ: إذا استَغنى الرِّجالُ بالرِّجالِ، والنِّساءُ بالنِّساءِ، وانتسَبوا في غيرِ مَناسِبِهم، وانتَمَوْا بغيرِ مَواليهم، ولَم يَرحَمْ كبيرُهم صغيرَهم، ولَم يوقِّرْ صَغيرُهم كَبيرَهم، وتُرِك الأمرُ بالمعروفِ فلَم يُؤمَرْ به، وتُرِك النَّهيُ عن المنكَرِ فلَم ينه عنه، وتعلَّم عالِمُهم العِلمَ ليَجلِبَ به الدَّراهِمَ والدَّنانيرَ، وكان المطَرُ قَيظًا والولَدُ غَيظًا، وطوَّلوا المنابِرَ، وفضَّضوا المصاحِفَ، وزخرَفوا المساجِدَ، وأظهَروا الرُّشا، وشيَّدوا البِناءَ، واتَّبَعوا الهَوى، وباعوا الدِّينَ بالدُّنيا، واستَخفُّوا الدِّماءَ، وتقَطَّعَتِ الأرحامُ، وبِيعَ الحُكمُ، وأُكِل الرِّبا ، وصار التَّسلُّطُ فخرًا، والغِنى عِزًّا، وخرَج الرَّجلُ مِن بَيتِه فقام عليه مَن هو خيرٌ مِنه، ورَكبَتِ النِّساءُ السُّروجَ، قال: ثمَّ غاب عنَّا، وكتَب بذلك نَضْلَةُ إلى سَعْدٍ، فكتَب سعدٌ إلى عُمرَ، فكتَبُ عمرُ: ائتِ أنتَ ومَن مَعك مِن المهاجرين والأنصارِ، حتَّى تنزِلَ هذا الجبَلَ، فإذا لَقيتَه فأقرِئْه منِّي السَّلامَ؛ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: إنَّ بَعضَ أوصياءِ عِيسى ابنِ مَريمَ عليه السَّلامُ نزَل ذلك الجبَلَ بناحيَةِ العِراقِ، فنزَل سعدٌ في أربعَةِ آلافٍ مِن المهاجرين والأنصارِ، حتَّى نزَل الجبلَ أربعين يومًا يُنادي بالأذانِ في كلِّ وقتِ صَلاةٍ فلا يَرى جوابًا.
خلاصة حكم المحدث : ليس له متابعة ،وإنما يعرف لمالك بن الأزهر وهو مجهول لا يسمع بذكره في غير هذا الحديث قاله: أبو عبد الله الحاكم
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 5/425
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أنبياء - معجزات حدود - ما جاء في تحريم اللواط والسحاق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب مغازي - موقعة القادسية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - أنها لما فَطمتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تكلَّم، قالت : سمعتُه يقول كلامًا عجيبًا : سمعتُه يقول : اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا, وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا ، فلما ترعرعَ كان يخرجُ فينظرُ إلى الصِّبيانِ يلعبون فيَجتنبُهم، فقال لي يومًا من الأيامِ : يا أُمَّاهُ ! ما لي لا أرى إخوتي بالنَّهارِ ؟ قلتُ : فدَتكَ نفسي، يرعَونَ غنمًا لنا فيروحون من ليلٍ إلى ليلٍ. فأسبل عينَيه فبكى، فقال : يا أُمَّاهُ ! فما أصنع هاهنا وحدي ؟ ابعثِيني معهم. قلتُ : أوَ تُحبُّ ذلك ؟ قال : نعم. قالت : فلما دهنَتْهُ، وكحَّلتهُ، وقمَّصتْهُ، وعمدتْ إلى خرزةِ جزعٍ يمانيَّةٍ فعُلِّقتْ في عُنُقهِ من العينِ. وأخذ عصا وخرج مع إخوتِه، فكان يخرجُ مسرورًا ويرجع مسرورًا، فلما كان يومًا من ذلك خرجوا يرعَون بهما لنا حول بيوتِنا، فلما انتصف النهارُ إذا أنا بابني ضمرةَ يعدو فزِعًا، وجبينُه يرشحُ قد علاه البهرُ باكيًا ينادي : يا أبتِ يا أبهْ ويا أمَّه ! الْحقَا أخي محمدًا، فما تلحقاه إلا ميتًا. قلتُ : وما قصتُه ؟ قال : بينا نحنُ قيامٌ نترامَى ونلعبُ، إذ أتاه رجلٌ فاختطفَه من أوساطِنا، وعلا به ذروةِ الجبلِ ونحن ننظر إليه حتى شقَّ من صدرِه إلى عانتِه، ولا أدري ما فعل به، ولا أظنُّكما تَلحقاهُ أبدًا إلا ميتًا. قالت : فأقبلتُ أنا وأبوه - تعني زوجَها - نسعى سعيًا، فإذا نحن به قاعدًا على ذروةِ الجبلِ، شاخصًا ببصرِه إلى السماءِ، يتبسَّمُ ويضحكُ، فأكببتُ عليه، وقبَّلتُ بين عينَيه، وقلتُ : فدَتْك نفسِي، ما الذي دهاك ؟ قال : خيرًا يا أُمَّاه، بينا أنا الساعةُ قائمٌ على إخوتي، إذ أتاني رهطٌ ثلاثةٌ، بيدِ أحدِهم إبريقُ فضةٍ، وفي يدِ الثاني طَستٌ من زُمُرُّدةٍ خضراءَ ملؤُها ثلجٌ، فأخذوني، فانطلقوا بي إلى ذروةِ الجبلِ، فأضجعوني على الجبلِ إضجاعًا لطيفًا، ثم شقَّ من صدري إلى عانَتي وأنا أنظر إليه، فلم أجد لذلك حسًّا ولا ألمًا، ثم أدخل يدَه في جوفي، فأخرج أحشاءَ بطني، فغسلها بذلك الثلجِ فأنعم غسلَها، ثم أعادها، وقام الثاني فقال للأولِ : تنَحَّ، فقد أنجزتَ ما أمرك اللهِ به، فدنا مني، فأدخل يدَه في جوفي، فانتزع قلبي وشقَّه، فأخرج منه نُكتةً سوداءَ مملوءةً بالدَّمِ، فرمى بها، فقال : هذه حظُّ الشيطانِ منك يا حبيبَ اللهِ، ثم حشاه بشيءٍ كان معه، وردَّه مكانَه، ثم ختمه بخاتمٍ من نورٍ، فأنا الساعةُ أجدُ بردَ الخاتَمِ في عُروقي ومفاصلي، وقام الثالثُ فقال : تَنَحَّيَا، فقد أنجزتُما ما أمرَ اللهُ فيه، ثم دنا الثالثُ منِّي، فأمرَّ يدَه ما بين مَفرقِ صدري إلى منتهى عانتي، قال الملَكُ : زِنوهُ بعشرةٍ من أمته، فوزنوني فرجحتُهم، ثم قال : دعوه، فلو وزنتُموه بأُمَّته كلِّها لرجح بهم، ثم أخذ بيدي فأنهضَني إنهاضًا لطيفًا، فأكبُّوا عليَّ، وقبَّلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا : يا حبيبَ اللهِ، إنك لن تُراعَ، ولو تدري ما يراد بك من الخيرِ لقَرَّتْ عيناك، وتركوني قاعدًا في مكاني هذا، ثم جعلوا يطيرون حتى دخلوا حيالَ السَّماءِ، وأنا أنظرُ إليهما، ولو شئتُ لأَرَيتُك موضعَ دخولِهما. قالت : فاحتملتُه فأتيتُ به منزلًا من منازِل بني سعدِ بنِ بكرٍ، فقال لي الناسُ : اذهبي به إلى الكاهنِ حتى ينظرَ إليه ويداويه. فقال : ما بي شيءٌ مما تذكرون، وإني أرى نفسي سليمةً، وفؤادي صحيحٌ بحمد اللهِ، فقال الناسُ : أصابه لمَمٌ أو طائفٌ من الجنِّ. قالت : فغلبوني على رأيي، فانطلقتُ به إلى الكاهنِ ، فقصصتُ عليه القصةَ، قال : دَعيني أنا أسمعُ منه، فإنَّ الغلامَ أبصرُ بأمره منكم، تكلَّمْ يا غلامُ ؟ قالت حليمةُ : فقصَّ ابني محمدٌ قصَّتَه ما بين أولِها إلى آخرِها، فوثب الكاهنُ قائمًا على قدمَيه، فضمَّهُ إلى صدرهِ، ونادى بأعلى صوتِه، يا آلَ العربِ ! يا آلَ العربِ ! مِن شرٍّ قدِ اقتربَ، اقتلُوا هذا الغلامَ واقتُلوني معه، فإنكم إن تركتُموه وأدرك مدركَ الرِّجالِ لَيُسفِّهنَّ أحلامَكم، ولَيُكذِّبنَّ أديانَكم، ولَيَدعُونَّكم إلى ربٍّ لا تعرفونه، ودينٍ تنكرونه. قالتْ : فلما سمعتُ مقالَتَه انتزَعتُه من يدِه، وقلتُ : لأنتَ أعتَهُ منه وأجنُّ، ولو علمتُ أنَّ هذا يكونُ من قولِك ما أتيتُك به، اطلُبْ لنفسك مَن يقتُلك، فإنا لا نقتلُ محمدًا. فاحتمَلْتُه فأتيتُ به منزلي، فما أتيتُ – يعلم اللهُ - منزلًا من منازلِ بني سعدِ بنِ بكرٍ إلا وقد شمَمْنا منه ريحَ المسكِ الأذفرِ ، وكان في كلِّ يومٍ ينزل عليه رجلانِ أبيضانِ، فيَغيبان في ثيابهِ ولايظهرانِ. فقال الناسُ : رُدِّيهِ يا حليمةُ على جَدِّه عبدِ المطلبِ، وأَخرجيه من أَمانتِكِ. قالت : فعزمْتُ على ذلك، فسمعتُ مُناديًا يُنادي : هنيئًا لكِ يا بطحاءَ مكةَ ، اليومَ يردُ عليكِ النورُ، والدينُ، والبهاءُ، والكمالُ، فقد أمنتِ أن تُخذَلينَ أو تَحزنين أبدَ الآبدين ودهرَ الداهرينَ. قالت : فركبتُ أَتاني، وحملتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين يديَّ، أسيرُ حتى أتيتُ البابَ الأعظمَ من أبواب مكةَ وعليه جماعةٌ، فوضعتُه لأقضي حاجةً وأُصلِحُ شأني، فسمعتُ هَدَّةً شديدةً، فالتفتُّ فلم أرَهُ، فقلتُ : معاشرَ الناسِ ! أين الصبيُّ ؟ قالوا : أيُّ الصِّبيانِ ؟ قلتُ : محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ، الذي نضَّر الله به وجهي، وأغنى عَيلَتي، وأشبع جَوْعَتي، ربَّيتُه حتى إذا أدركتُ به سروري وأملي أتيتُ به أَرُدهُ وأخرجُ من أمانتي، فاختُلِسَ من يدي من غير أن تمسَّ قدمَيه الأرضُ، واللاتِ والعُزَّى لئن لم أره لأرميَنَّ بنفسي من شاهقِ هذا الجبلِ، ولأَتقطَّعنَّ إرْبًا إرْبًا. فقال الناسُ : إنا لنراكِ غائبةً عن الركبانِ ، ما معكِ محمدٌ. قالت : قلتُ : الساعةَ كان بين أيديكم. قالوا : ما رأينا شيئًا. فلما آيَسوني وضعتُ يدي على رأسي فقلتُ : وامحمداهْ ! واولداهْ ! أبكيتُ الجواري الأبكارَ لبكائي، وضجَّ الناسُ معي بالبكاء حُرقةً لي، فإذا أنا بشيخٍ كالفاني مُتوكِّئًا على عُكَّازٍ له. قالت : فقال لي : مالي أراكَ أيها السَّعديَّةُ تبكينَ وتَضجِّينَ ؟ قالت : فقلتُ : فقدتُ ابني محمدًا. قال : لا تَبكيَنَّ، أنا أدُلكِ على من يعلمُ علمَه، وإن شاء أن يردَّهُ عليك فعل. قالت : قلتُ : دُلَّني عليه. قال : الصنمُ الأعظمُ. قالتْ : ثكلتْك أُمُّكَ ! كأنك لم ترَ ما نزل باللاتِ والعزَّى في الليلةِ التي وُلِدَ فيها محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قال : إنك لتَهذِينَ ولا تدرينَ ما تقولينَ؛ أنا أدخل عليه وأسألُه أن يردَّه عليكِ. قالت حليمةُ : فدخل وأنا أنظرُ، فطاف بهُبلَ أسبوعًا وقبَّل رأسه، ونادى : يا سيِّداهُ، لم تزلْ مُنعِمًا على قريشٍ، وهذه السَّعدية تزعمُ أنَّ محمدًا قد ضلَّ. قال : فانكبَّ هُبلُ على وجههِ، فتساقطتِ الأصنامَ بعضُها على بعضٍ، ونطقتْ – أو نطقَ منها - وقالت : إليكَ عنا أيها الشَّيخُ، إنما هلاكُنا على يدي محمدٍ. قالتْ : فأقبل الشيخُ لأسنانِه اصتكاكٌ، ولركبتَيه ارتعادٌ، وقد ألقى عُكَّازَه من يدهِ وهو يبكي ويقول : يا حليمةُ لا تبكي، فإنَّ لابنِك ربًّا لا يُضيِّعُه، فاطلبيه على مهلٍ. قالت : فخِفتُ أن يبلغَ الخبرُ عبدَ المطلبِ قَبلي، فقصدتُ قصدَه، فلما نظر إليَّ قال : أسعدٌ نزل بكِ أم نحوسٌ ؟ قالت : قلتُ : بل نحسُ الأكبرِ. ففهمَها منِّي، وقال : لعل ابنَك قد ضلَّ منك ؟ قالت : قلتُ : نعم، بعضُ قريشٍ اغتالَه فقتله، فسلَّ عبدُ المطلبِ سيفَه وغضب - وكان إذا غضب لم يثبتْ له أحدٌ من شدَّةِ غضبِه - فنادى بأعلى صوتِه : يا يسيلُ - وكانت دعوتُهم في الجاهليةِ - قال : فأجابتهُ قريشٌ بأجمَعِها، فقالت : ما قصتُك يا أبا الحارثِ ؟ فقال : فُقِدَ ابني محمدٌ. فقالت قريشٌ : اركب نركبْ معك، فإن سبقتَ خيلًا سبقْنا معك، وإن خُضتَ بحرًا خُضنا معك، قال : فركب وركبت معه قريشٌ، فأخذ على أعلى مكةَ، وانحدر على أسفلِها. فلما أن لم يرَ شيئًا ترك الناسَ واتَّشح بثوبٍ، وارتدى بآخرَ، وأقبل إلى البيتِ الحرامِ فطاف أسبوعًا، ثم أنشأ يقول : يا ربِّ إنَّ محمدًا، لم يُوجدْ فجميع قومي كلهم مُتردِّدُ، فسمعْنا مناديًا ينادي من جوِّ الهواءِ : معاشرَ القومِ ! لا تصيحُوا، فإنَّ لمحمدٍ ربًّا لا يخذلُه ولا يضيِّعُه. فقال عبدُ المطَّلبِ : يا أيها الهاتفُ ! من لنا به ؟ قالوا : بوادي تِهامةَ عند شجرةِ اليُمنى. فأقبل عبدُ المطلبِ، فلما صار في بعض الطريقِ تلقَّاه ورقةُ بنُ نوفلٍ، فصارا جميعًا يسيران، فبينما هم كذلك إذا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ قائمٌ تحت شجرةٍ يجذبُ أغصانَها، ويعبثُ بالورقِ، فقال عبدُ المطلبِ : من أنت يا غلامُ ؟ فقال : أنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ. قال عبدُ المطلبِ : فدَتْك نفسي، وأنا جدُّك عبدُ المطلبِ، ثم احتملهُ وعانقَه، ولثَمه وضمَّه إلى صدرهِ وجعل يبكي، ثم حمله على قَرَبوسِ سرجهِ، وردَّه إلى مكةَ، فاطمأنت قريشٌ، فلما اطمأن الناسُ نحر عبدُ المطلبِ عشرين جزورًا، وذبح الشاءَ والبقرَ، وجعل طعامًا وأطعم أهلَ مكةَ. قالت حليمةُ : ثم جهَّزني عبدُ المطلبِ بأحسن الجهازِ وصرَفني، فانصرفتُ إلى منزلي وأنا بكلِّ خيرِ دنيا، لا أحسنُ وصفَ كُنهِ خيري، وصار محمدٌ عند جدِّه. قالت حليمةُ : وحدَّثتُ عبدَ المطلبِ بحديثه كلِّه، فضمَّه إلى صدره وبكى، وقال : يا حليمةُ ! إنَّ لابني شأنًا، وَدِدْتُ أني أدركُ ذلك الزمانَ
 

1 - سُئِلَ عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، قال: قِيلَ: يا رسولَ اللهِ، ما السَّبيلُ؟ قال: مَن وجَدَ زادًا وراحلةً.
خلاصة حكم المحدث : محفوظ مرسلاً وهو منقطع
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 4/330 التخريج : أخرجه أبو داود في ((المراسيل)) (133)، وعبد الرزاق في ((تفسيره)) (436)، والبيهقي في ((الصغير)) (1456) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران حج - التزود في الحج حج - النفقة في الحج هي في سبيل الله علم - حسن السؤال ونصح العالم علم - ما بثه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - أنَّ هَبَّارَ بنَ الأسودِ جاءَ يومَ النحرِ وعمرُ رضي الله تعالى عنه ينحَرُ، فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ ! أخطَأْنَا، كُنَّا نَرَى أن هذا اليومَ يومُ عرفةَ، فقالَ له عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله تعالى عنه: اذهَبْ إلَى مكةَ فَطُفْ بالبيتِ سَبْعًا وبينَ الصفا والمروةِ أنتَ وَمَن معَكَ، ثم انْحَرْ هَدْيًا إن كانَ مَعَكَ، ثم احلِقُوا أو قَصِّرُوا وارجِعُوا، فإذَا كانَ حَجُّ قَابِلٍ فحُجُّوا وأَهْدُوا، فمن لم يجِدْ فصِيامُ ثلاثةِ أيامٍ في الحَجِّ وسبْعَةٍ إذا رَجَعَ إلى أهْلِهِ
خلاصة حكم المحدث : منقطع
الراوي : سليمان بن يسار | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 5/174 التخريج : أخرجه مالك (1429) والبغوي في ((شرح السنة)) (2002) بلفظه، ابن وهب في ((الجامع)) (133) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: حج - الحلق والتقصير حج - الهدي حج - الوقوف بعرفة وأحكامه حج - ما يفعل من فاته الحج حج - فسخ الحج إلى العمرة وعكسه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - عن حَمْنةَ بِنتِ جَحشٍ قالت: كنتُ أُستَحاضُ حَيضةً كَثيرةً شَديدةً، فأتَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أستَفتيهِ وأُخبِرُه، فوجَدتُه في بَيتِ أُختي زَينَبَ بِنتِ جَحشٍ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي امرأةٌ أُستَحاضُ حَيضةً كَثيرةً شَديدةً، فما تَرى فيها؟ قد مَنَعَتْني الصَّلاةَ والصَّومَ. قال: أنْعَتُ لكِ الكُرسُفَ؛ فإنَّه يُذهِبُ الدَّمَ. قالت: هو أكثَرُ مِن ذلك. قال: فاتَّخِذي ثَوبًا. قالت: هو أكثَرُ مِن ذلك، إنَّما أثُجُّ ثَجًّا . قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سآمُرُكِ بأمرَيْنِ، أيَّهما فَعَلتِ أجزَأَ عنكِ مِنَ الآخَرِ، فإنْ قَويتِ عليهما فأنتِ أعلَمُ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّما هذه رَكضةٌ مِن رَكَضاتِ الشَّيطانِ، فتَحَيَّضي سِتَّةَ أو سَبعةَ أيَّامٍ في عِلمِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ثم اغتَسِلي، حتى إذا رأيتِ أنَّكِ قد طَهُرتِ واستَنقَأْتِ ، فصَلِّي ثَلاثًا وعِشرينَ لَيلةً، أو أربَعًا وعِشرينَ لَيلةً وأيَّامَها، فإنَّ ذلك يُجزِئُكِ، وكذلك فافعَلي كُلَّ شَهرٍ كما تَحيضُ النِّساءُ، وكما يَطهُرْنَ مِيقاتَ حَيضِهِنَّ وطُهرِهِنَّ، وإنْ قَويتِ على أنْ تُؤَخِّري الظُّهرَ وتُعَجِّلي العَصرَ، فتَغتَسِلينَ فتَجمَعينَ بَينَ الصَّلاتَينِ: الظُّهرِ والعَصرِ، وتُؤَخِّرينَ المَغرِبَ وتُعَجِّلينَ العِشاءَ، ثم تَغتسِلينَ وتَجمَعينَ بَينَ الصَّلاتَينِ، فافْعَلي وصومي إنِ قَدَرتِ على ذلك. قالت حَمْنةُ: فقُلتُ: هذا أعجَبُ الأمرَيْنِ إليَّ.
خلاصة حكم المحدث : فيه [عمرو بن ثابت] غير محتج به
الراوي : حمنة بنت جحش | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 1/338 التخريج : أخرجه أبو داود (287)، والترمذي (128) باختلاف يسير، وابن ماجه (627) مختصراً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: حيض - الكرسف للمستحاضة حيض - ما جاء أن الاستحاضة ركضة شيطان حيض - إذا ابتدئت مستحاضة أو كان لها أيام حيض فنسيتها صلاة - صلاة المستحاضة غسل - غسل المستحاضة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خرجَ وعمرُ بنُ الخطَّابِ معَهُ، فعَرَضتِ امرأةٌ فقالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنِّي امرأةٌ مُسْلِمَةٌ مُحْرِمَةٌ، ومعي زوجٌ لي في بيتي مثلُ المرأةِ. فقالَ لَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ادعي زوجَكِ. فدَعتهُ وَكانَ خرَّازًا، فقالَ النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما تقولُ امرأتُكَ يا عبدَ اللَّهِ ؟ فقالَ الرَّجلُ: والَّذي أَكْرمَكَ ما جفَّ رأسي منها. فقالتِ امرأتُهُ: ما مرَّةٌ واحدةٌ في الشَّهرِ ؟! فقالَ لَها النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أتبغضيهِ قالَت: نعَم. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أدنِيا رءوسَكُما. فوضعَ جبهتَها على جَبهةِ زوجِها ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ ألِّف بينَهُما، وحبَّبَ أحدَهُما إلى صاحبِهِ ثمَّ مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسوقِ النَّمطِ ومعَهُ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ فطلعتِ المرأةُ تحملُ أدمًا على رأسِها، فلمَّا رأتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ طرَحَت وأقبَلَت، فقبَّلت رجليهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: كيفَ أنتِ وزوجُكِ ؟ فقالَت: والَّذي أَكْرمَكَ ما طارِفٌ ولا تالِدٌ ولا والِدٌ أحبَّ إليَّ منهُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أشهدُ أنِّي رسولُ اللَّهِ فقالَ عمرُ: وأَنا أشهدُ أنَّكَ رسولُ اللَّهِ
خلاصة حكم المحدث : تفرد به علي بن أبي علي اللهبي وهو كثير الرواية للمناكير قاله: أبو عبد الله الحاكم
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/228 التخريج : أخرجه الخطيب البغدادي في ((المتفق والمفترق)) (1109)، وابن كثير في ((البداية والنهاية)) (6/ 249) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إجابة دعاء النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس نكاح - حسن العشرة بين الأزواج
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - كانت خولةُ بنتُ دليجٍ تحت رجلٍ من الأنصارِ، وكان سيءَ الخلقِ ضريرَ البصرِ فقيرًا، وكانت الجاهليةُ إذا أراد الرجلُ أن يفارقَ امرأتَهُ قال لها : أنتِ عليَّ كظهرِ أمي، فنازعتْهُ في بعض الشيءِ، فقال : أنتِ عليَّ كظهرِ أمي، وكان لهُ عَيِّلٌ أو عَيِّلَانِ، فلمَّا سمعتْهُ يقول ما قال احتملت صبيانها، فانطلقت تسعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فوافقتْهُ عند عائشةَ أمِّ المؤمنينَ رضيَ اللهُ عنها في بيتها وإذا عائشةُ تغسلُ شِقَّ رأسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقامت عليهِ، ثم قالت : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ زوجي فقيرٌ ضريرُ البصرَ سيءُ الخلقِ وإني نازعتُهُ في شيٍء، فقال : أنتِ عليَّ كظهرِ أمي، ولم يُرِدِ الطلاقَ، فرفع النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رأسَهُ، فقال : ما أعلمُ إلا قد حُرِّمْتِ عليهِ، قال : فاستكانت وقالت : أشتكي إلى اللهِ ما نزل بي وبصبيتي قال : وتحوَّلت عائشةُ تغسلُ شِقَّ رأسِهِ الآخرَ فتحوَّلت معها، فقالت مثلَ ذلك، قالت : ولي منهُ عَيِّلٌ أو عَيِّلَانِ فرفعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رأسَهُ إليها، فقال : ما أعلمُ إلا قد حُرِّمْتِ عليهِ، فبكت وقالت : أشتكي إلى اللهِ ما نزل بي وبصبيتي، وتغيَّرَ وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ، فقالت عائشةُ رضيَ اللهُ عنها : وراءَكِ فتنحت ومكث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ماشاء اللهُ ثم انقطعَ الوحيُ ، فقال : يا عائشةُ ! أين المرأةُ ؟ قالت : ها هي هذه، قال : ادعيها فدعتها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اذهبي فجيئي بزوجكِ، قال : فانطلقت تسعى فلم تلبث أن جاءت بهِ، فأدخلتْهُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فإذا هو كما قالت ضريرُ البصرِ فقيرٌ سيءُ الخلقِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أستعيذُ بالسميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ ?إلى آخرِ الآيةِ، فقال لهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أتجدُ عِتْقَ رقبةٍ ، قال : لا، قال : أفتستطيعُ صومَ شهرينِ متتابعينِ، قال لهُ : والذي بعثكَ بالحقِّ إذا لم آكلْ المرةَ والمرتينِ والثلاثِ يكادُ أن يعشو بصري، قال : فتستطيعُ أن تُطْعِمَ ستِّينَ مسكينًا، قال : لا، إلا أن تُعينني فيها، قال : فدعا بهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فكفَّرَ يمينَهُ
خلاصة حكم المحدث : مرسل وله شواهد
الراوي : أبو العالية الرياحي | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 7/385 التخريج : أخرجه البيهقي (15650)
التصنيف الموضوعي: أيمان - من أعان المعسر في الكفارة تفسير آيات - سورة المجادلة خلع وظهار - كفارة الظهار خلع وظهار - الظهار قرآن - أسباب النزول
|أصول الحديث

6 - في صِفةِ القيامةِ، فذَكَرَ فيه صِفةَ الصُّورِ ، وعِظَمَه، وعِظَمَ إسرافيلَ، ثم قال: فإذا بَلَغَ الوَقتَ الذي يُريدُ اللهُ، أمَرَ إسرافيلَ فيَنفُخُ في الصُّورِ النَّفخةَ الأُولى، فتَهبِطُ النَّفخةُ في الصُّورِ إلى السَّمَواتِ، فيُصعَقُ سُكَّانُ السَّمَواتِ بحَذافيرِها ، وسُكَّانُ البَحرِ بحَذافيرِها ، ثم تَهبِطُ النَّفخةُ إلى الأرضِ، فيُصعَقُ سُكَّانُ الأرضِ بحَذافيرِها ، وجَميعُ عالَمِ اللهِ، وبَريَّتِه فيهِنَّ مِنَ الأنعامِ، قال: وفي الصُّورِ مِنَ الكُوى بعَدَدِ مَن يَذوقُ المَوتَ مِن جَميعِ الخَلائِقِ، فإذا صَعِقوا جَميعًا، يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا إسرافيلُ! مَن بَقيَ؟ فيَقولُ: بَقيَ إسرافيلُ عَبدُكَ الضَّعيفُ، فيَقولُ: مُتْ يا إسرافيلُ. فيَموتُ، ثم يَقولُ الجَبَّارُ تَعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر: 16]، فلا هَميسَ، ولا حَسيسَ، ولا ناطِقَ يَتكَلَّمُ، ولا مُجيبَ يَفهَمُ، وقد ماتَ حَمَلةُ العَرشِ، وإسرافيلُ، ومَلَكُ المَوتِ، وكُلُّ مَخلوقٍ، فيَرُدُّ الجَبَّارُ على نَفْسِه: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 16، 17]، وذلك حينَ: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115]، فيُتِمُّ كَلِمَتَه بإنفاذِ قَضائِه على أهلِ أرْضِه وسَمائِه، لِقَولِه تَعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]، فأمَّا إسرافيلُ فيَموتُ، ثم يَحيا في طَرفةِ عَينٍ، وأمَّا حَمَلةُ العَرشِ فيَحيَوْنَ في أسرَعَ مِن طَرفةِ عَينٍ، فيَأمُرُ اللهُ تَعالى إسرافيلَ بَعدَ النَّفخةِ الأُولى بأربَعينَ، وكذلك هو في التَّوراةِ: بَينَ النَّفخَتَيْنِ أربَعونَ، لا يَدري ما هو، فإذا انقَضَتِ الأربَعونَ نَظَرَ اللهُ إلى أهلِ السَّمَواتِ، وإلى أهلِ الأرَضينَ، فيَقولُ: وعِزَّتي لَأُعيدَنَّكم كما بَدَأتُكم، ولَأُحيِيَنَّكم كما أمَتُّكم، ثم يَأمُرُ إسرافيلَ، فيَنفُخُ النَّفخةَ الثانيةَ، وقد جُمِعتِ الأرواحُ كُلُّها في الصُّورِ ، فإذا نَفَخَ خَرَجَ كُلُّ رُوحٍ مِن كُوّةٍ مَعلومةٍ مِن كُوَى الصُّورِ ، فإذا الأرواحُ تَهوشُ بَينَ السَّماءِ والأرضِ، لها دَويٌّ كَدَويِّ النَّحلِ، فيُنادي إسرافيلُ: يا أيَّتُها الجُلودُ المُتَمزِّقةُ، ويا أيَّتُها الأعضاءُ المُتَهشِّمةُ، ويا أيَّتُها العِظامُ البالِيةُ، ويا أيَّتُها الأجسامُ المُتفَرِّقةُ، ويا أيَّتُها الأشعارُ المُتَمرِّطةُ، قُوموا إلى مَوقِفِ الحِسابِ، والعَرضِ الأكبَرِ. فيَدخُلُ كُلُّ رُوحٍ في جَسَدِه، قال: ويُمطِرُ اللهُ طَيشًا مِن تَحتِ العَرشِ على جَميعِ المَوتى، فيَحيَوْنَ كما تَحيا الأرضُ المَيتةُ بوابِلِ السَّماءِ، فيَبعَثُ اللهُ الأجسادَ التي كانت في الدُّنيا مِن حيث كانت، بَعضُها في بُطونِ السِّباعِ، وبَعضُها مِن حَواصِلِ الطَّيرِ، وبِنِيانِ البُحورِ، وبُطونِ الأرضِ وظُهورِها، فيَدخُلُ كُلُّ رُوحٍ في جَسَدِه، فإذا هم قِيامٌ يَنظُرونَ ، فيَبعَثُ اللهُ نارًا مِنَ المَشارِقِ، فتَحشُرُ الناسَ إلى المَغارِبِ إلى أرضٍ تُسمَّى السَّاهِرةَ، مِن وَراءِ بَيتِ المَقدِسِ، أرضٌ طاهِرةٌ لم يُعمَلْ عليها سَيِّئةٌ، ولا خَطيئةٌ، فذلك قَولُه: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 13، 14]، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47]، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا * وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: 99 - 101].
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف بمرة
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 1/261 التخريج : لم نقف عليه إلا عند البيهقي في ((شعب الإيمان)) (347).
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنعام تفسير آيات - سورة غافر قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض قيامة - الحشر قيامة - النفخ في الصور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - كانَ رجلٌ مِن بَني هاشمٍ يقالُ لَهُ : رُكانَه وَكانَ مِن أقتلِ النَّاسِ وأشدِّهِ وَكانَ مشرِكًا وَكانَ يرعى غنمًا لَهُ في وادٍ يقالُ لَهُ إضَمٌ فخرجَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من بيتِ عائشةَ ذاتَ يومٍ فتوجَّهَ قِبَلَ ذلِكَ الوادي فلقيَهُ رُكانةُ وليسَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحدٌ فقامَ إليهِ رُكانةُ فقالَ: يا محمَّدُ، أنتَ الَّذي تشتُمُ آلِهَتَنا اللَّاتَ والعزَّى، وتدعو إلى إلَهِكَ العزيزِ الحَكيمِ ، ولولا رحِمٌ بيني وبينَكَ ما كلَّمتُكَ الكلامَ - يعني : أقتلُكَ - ولَكِنِ ادعُ إلَهِكَ العزيزَ الحَكيمَ يُنجيكَ منِّي، وسأعرِضُ عليكَ أمرًا، هل لَكَ أن أصارعَكَ وتدعو إلَهِكَ العزيزَ الحَكيمَ يعينُكَ عليَّ، فأَنا أدعو اللَّاتَ والعزَّى، فإن أنتَ صرعتَني فلَكَ عشرٌ مِن غَنمي هذِهِ تختارُها، فقالَ عندَ ذلِكَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: نعَم إن شئتَ. فاتَّخذا ودعا نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلَهَهُ العزيزَ الحَكيمَ أن يعينَهُ على رُكانَه، ودعا رُكانةُ اللَّاتَ والعزَّى: أعنِّي اليومَ على محمَّدٍ، فأخذَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فصرعَهُ وجلسَ على صَدرِهِ، فقالَ رُكانةُ: قُم فلستَ أنتَ الَّذي فعلتَ بي هذا، إنَّما فعلَهُ إلَهُكَ العزيزُ الحَكيمُ ، وخذلَهُ اللَّاتُ والعزَّى وما وضعَ جنبي أحدٌ قبلَكَ. فقالَ لَهُ رُكانَه: عُد فإن أنتَ صرعتَني فلَكَ عشرٌ أخرى تختارُها، فأخذَهُ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ودعا كلُّ واحدٍ منهما إلَهَهُ كما فعلا أوَّلَ مرَّةٍ، فصرعَهُ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فجلسَ على كبدِهِ، فقالَ لَهُ رُكانةُ: قُم فلستَ أنتَ الَّذي فعلتَ بي هذا، إنَّما فعلَهُ إلَهُكَ العزيزُ الحَكيمُ ، وخذلَهُ اللَّاتُ والعزَّى، وما وضعَ جَنبي أحدٌ قبلَكَ، فقالَ لَهُ رُكانَه: عُد فإن أنتَ صرعتَني فلَكَ عشرٌ أخرى تختارُها فأخذَهُ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ودعا كلُّ واحدٍ منهُما إلَهَهُ فصرعَهُ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الثَّالثةَ فقالَ لَهُ رُكانةُ: لَستَ أنتَ الَّذي فعلتَ بي هذِهِ وإنَّما فعلَهُ إلَهُكَ العزيزُ الحَكيمُ وخذلَهُ اللَّاتُ والعزَّى فَدونَكَ ثلاثينَ شاةً مِن غنَمي فاختَرها، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ما أريدُ ذلِكَ، ولَكِنِّي أدعوكَ إلى الإسلامِ يا رُكانةُ، وأنفسُ بِكَ أن تصيرَ إلى النَّارِ إنَّكَ إن تُسلِم تَسلَم، فقالَ لَهُ رُكانةُ: لا، إلَّا أن تريَني آيةً، فقالَ لَهُ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: اللَّهُ عليكَ شَهيدٌ إن أَنا دَعَوتُ ربِّي فأريتُكَ آيةً لتجيبنَّني إلى ما أدعوكَ إليهِ ؟، قالَ: نعَم. وقريبٌ منهُ شجرةُ سَمُرٍ ذاتَ فروعٍ وقضبانٍ فأشارَ إليها نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وقالَ لَها: أقبِلي بإذنِ اللَّهِ، فانشقَّت باثنتينِ فأقبلتُ على نِصفِ شقِّها وقضبانِها وفروعِها حتَّى كانت بينَ يدي نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وبينَ رُكانةَ، فقالَ لَهُ رُكانةُ: أريتَني عظيمًا فمُرها فلتَرجِع، فقالَ لَهُ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: عليكَ اللَّهُ شَهيدٌ إن أَنا دعوتُ ربِّي عزَّ وجلَّ أمرَ بِها فرجعَتُ لتجيبنَّني إلى ما أدعوكَ إليهِ ؟ قالَ: نعَم. فأمرَها فرجعت بقُضبانِها وفروعِها حتَّى التأمَت بشقِّها، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أسلِم تسلَم، فقالَ لَهُ رُكانةُ: ما بي إلَّا أن أَكونَ رأيتُ عظيمًا، ولَكِنِّي أَكْرَهُ أن تتحدَّثَ نساءُ المدينةِ وصبيانُهُم أنِّي إنَّما جئتُكَ لرعبٍ دخلَ قلبي منكَ، ولَكِن قد علمت نساءُ أَهْلِ المدينةِ وصبيانُهُم أنَّهُ لم يَضع جنبي قطُّ، ولم يدخل قلبي رعبٌ ساعةً قطُّ ليلًا ولا نَهارًا، ولَكِن دونَكَ فاختر غنمَكَ. فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ليست لي حاجةٌ إلى غنمِكَ إذ أبيتَ أن تُسْلِمَ. فانطلقَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ راجعًا وأقبلَ أبو بَكْرٍ وعمرُ رضيَ اللَّهُ عنهما يلتمِسانِهِ في بيتِ عائشةَ فأخبرتُهما أنَّهُ قد توجَّهَ قبلَ وادي إضَمٍ وقد عرفَ أنَّهُ وادي رُكانةَ لا يَكادُ يخطئُهُ، فخرجا في طلبِهِ وأشفَقا أن يلقاهُ رُكانةُ فيقتلُهُ فجعلا يصعدانِ على كلِّ شرفٍ ويتشرَّفانِ مخرجًا لَهُ إذ نظرا إلى نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مقبلًا فقالا: يا نبيَّ اللَّهِ، كيفَ تخرجُ إلى هذا الوادي وحدَكَ وقد عَرفتَ أنَّهُ جِهَةُ رُكانةَ، وأنَّهُ من أقتلِ النَّاسِ وأشدِّهم تَكْذيبًا لَكَ، فضَحِكَ إليهِما النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ قالَ: أليسَ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لي: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إنَّهُ لم يَكُن يَصِلْ إليَّ واللَّهُ معي فأنشأَ يحدِّثُهُما حديثَهُ والَّذي فعلَ بِهِ والَّذي أراهُ فعَجبا من ذلِكَ فقالا: يا رسولَ اللَّهِ، أصَرَعتَ رُكانةَ، فلا والَّذي بعثَكَ بالحقِّ ما نعلَمُ أنَّهُ وضعَ جنبَهُ إنسانٌ قطُّ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنِّي دعوتُ ربِّي فأعانَني عليهِ، وإنَّ ربِّي عزَّ وجلَّ أعانَني ببضعَ عَشرةَ وقوَّةَ عشرةٍ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو عبد الملك علي بن يزيد الشامي ليس بالقوي إلا أن معه ما يؤكد حديثه
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/252 التخريج : أخرجه الثعلبي في ((التفسير)) (1317)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (2807) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تكليم النبي للجمادات وانقيادها له فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عصمة الله له من الناس فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مصارعة - مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم ركانة بن عبد يزيد إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام
|أصول الحديث

8 - كتَب عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضي اللهُ عَنه إلى سَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ وهو بالقادِسيَّةِ: أنْ وجِّهْ نَضْلَةَ بنَ مُعاويَةَ الأنصاريَّ إلى حُلوانِ العِراقِ، فلْيُغِرْ على ضَواحِيها ، قال: فوجَّهَ سَعدٌ نَضْلَةَ في ثَلاثِمائةِ فارِسٍ، فخرَجوا حتَّى أتَوا حُلوانَ العِراقِ، فأغَاروا على ضَواحيها، فأصابوا غَنيمَةً وسَبْيًا، فأقبَلوا يَسُوقون الغَنيمَةَ والسَّبْيَ، حتَّى أدرَكَهم العَصرُ وكادَتِ الشَّمسُ أن تَغرُبَ، فألجَأَ نَضْلَةُ الغَنيمَةَ والسَّبيَ إلى سَفْحِ جبَلٍ، ثمَّ قام فأذَّن فقال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ، قال: ومُجِيبٌ مِن الجبَلِ يُجيبُه، قال: كبَّرتَ كبيرًا يا نَضْلَةُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فقال: كلمَةُ الإخلاصِ يا نَضْلَةُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، قال: هو الدِّينُ، وهو الَّذي بشَّرَنا به عِيسى ابنُ مَريَمَ عليه السَّلامُ، وعلى رأسِ أمَّتِه تقومُ السَّاعةُ، ثمَّ قال: حيَّ على الصَّلاةِ، قال: طوبى لِمن مَشى إليها وواظَب عليها، ثمَّ قال: حيَّ على الفَلاحِ ، قال: أفلَح مَن أجاب محمَّدًا، وهو البَقاءُ لأمَّتِه، قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ، قال: أخلَصتَ الإخلاصَ يا نَضْلَةُ، فحرَّمَ اللهُ جسَدَكَ على النَّارِ، قال: فلمَّا فرَغَ مِن أذانِه قُمنا فقُلتُ: مَن أنت يَرحَمُك اللهُ عزَّ وجلَّ؟ أمَلَكٌ أنت أم ساكِنٌ مِن الجنِّ أو مِن عِبادِ اللهِ الصَّالحين؟ أسْمَعْتَ صوتَك فأرِنا شَخصَك، فإنَّا وَفْدُ اللهِ ووَفْدُ رَسولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ووَفْدُ عُمرَ بنِ الخطَّابِ؟ قال: فانفلَق الجبَلُ عن هامَةٍ كالرَّحى أبيَضِ الرَّأسِ واللِّحيَةِ، عليه طِمْرانِ مِن صوفٍ، فقال: السَّلامُ علَيكم ورحمَةُ اللهِ وبرَكاتُه، فقلنا: عليكم السَّلامُ ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه، مَن أنتَ يرحمُك اللهُ؟ فقال: أنا ذُرَيْبُ بنُ بَرْثَمْلَا وَصيُّ العبدِ الصَّالحِ عيسى ابنِ مَريمَ، أسكَنَني هذا الجبَلَ، ودَعا لي بطُولِ البَقاءِ إلى نُزولِه مِن السَّماءِ، فيَقتُلُ الخِنزيرَ ويَكسِرُ الصَّليبَ، ويتبرَّأُ ممَّا نَحلَتْه النَّصارى؛ فأمَّا إذ فاتَني لِقاءُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فأقرِئوا عمرَ منِّي السَّلامَ وقولوا له: يا عمرُ، سَدِّدْ وقارِبْ فقد دَنا الأمرُ، واختبِروه بهذه الخِصالِ الَّتي أُخبرُكم بها، يا عمرُ، إذا ظهرَتْ هذه الخِصالُ في أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فالهَرَبَ الهرَبَ: إذا استَغنى الرِّجالُ بالرِّجالِ، والنِّساءُ بالنِّساءِ، وانتسَبوا في غيرِ مَناسِبِهم، وانتَمَوْا بغيرِ مَواليهم، ولَم يَرحَمْ كبيرُهم صغيرَهم، ولَم يوقِّرْ صَغيرُهم كَبيرَهم، وتُرِك الأمرُ بالمعروفِ فلَم يُؤمَرْ به، وتُرِك النَّهيُ عن المنكَرِ فلَم ينه عنه، وتعلَّم عالِمُهم العِلمَ ليَجلِبَ به الدَّراهِمَ والدَّنانيرَ، وكان المطَرُ قَيظًا والولَدُ غَيظًا، وطوَّلوا المنابِرَ، وفضَّضوا المصاحِفَ، وزخرَفوا المساجِدَ، وأظهَروا الرُّشا، وشيَّدوا البِناءَ، واتَّبَعوا الهَوى، وباعوا الدِّينَ بالدُّنيا، واستَخفُّوا الدِّماءَ، وتقَطَّعَتِ الأرحامُ، وبِيعَ الحُكمُ، وأُكِل الرِّبا ، وصار التَّسلُّطُ فخرًا، والغِنى عِزًّا، وخرَج الرَّجلُ مِن بَيتِه فقام عليه مَن هو خيرٌ مِنه، ورَكبَتِ النِّساءُ السُّروجَ، قال: ثمَّ غاب عنَّا، وكتَب بذلك نَضْلَةُ إلى سَعْدٍ، فكتَب سعدٌ إلى عُمرَ، فكتَبُ عمرُ: ائتِ أنتَ ومَن مَعك مِن المهاجرين والأنصارِ، حتَّى تنزِلَ هذا الجبَلَ، فإذا لَقيتَه فأقرِئْه منِّي السَّلامَ؛ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: إنَّ بَعضَ أوصياءِ عِيسى ابنِ مَريمَ عليه السَّلامُ نزَل ذلك الجبَلَ بناحيَةِ العِراقِ، فنزَل سعدٌ في أربعَةِ آلافٍ مِن المهاجرين والأنصارِ، حتَّى نزَل الجبلَ أربعين يومًا يُنادي بالأذانِ في كلِّ وقتِ صَلاةٍ فلا يَرى جوابًا.
خلاصة حكم المحدث : ليس له متابعة ،وإنما يعرف لمالك بن الأزهر وهو مجهول لا يسمع بذكره في غير هذا الحديث قاله: أبو عبد الله الحاكم
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 5/425 التخريج : أخرجه اللالكائي في ((كرامات الأولياء)) (80)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/ 209) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أنبياء - معجزات حدود - ما جاء في تحريم اللواط والسحاق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب مغازي - موقعة القادسية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - أنها لما فَطمتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تكلَّم، قالت : سمعتُه يقول كلامًا عجيبًا : سمعتُه يقول : اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا, وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا ، فلما ترعرعَ كان يخرجُ فينظرُ إلى الصِّبيانِ يلعبون فيَجتنبُهم، فقال لي يومًا من الأيامِ : يا أُمَّاهُ ! ما لي لا أرى إخوتي بالنَّهارِ ؟ قلتُ : فدَتكَ نفسي، يرعَونَ غنمًا لنا فيروحون من ليلٍ إلى ليلٍ. فأسبل عينَيه فبكى، فقال : يا أُمَّاهُ ! فما أصنع هاهنا وحدي ؟ ابعثِيني معهم. قلتُ : أوَ تُحبُّ ذلك ؟ قال : نعم. قالت : فلما دهنَتْهُ، وكحَّلتهُ، وقمَّصتْهُ، وعمدتْ إلى خرزةِ جزعٍ يمانيَّةٍ فعُلِّقتْ في عُنُقهِ من العينِ. وأخذ عصا وخرج مع إخوتِه، فكان يخرجُ مسرورًا ويرجع مسرورًا، فلما كان يومًا من ذلك خرجوا يرعَون بهما لنا حول بيوتِنا، فلما انتصف النهارُ إذا أنا بابني ضمرةَ يعدو فزِعًا، وجبينُه يرشحُ قد علاه البهرُ باكيًا ينادي : يا أبتِ يا أبهْ ويا أمَّه ! الْحقَا أخي محمدًا، فما تلحقاه إلا ميتًا. قلتُ : وما قصتُه ؟ قال : بينا نحنُ قيامٌ نترامَى ونلعبُ، إذ أتاه رجلٌ فاختطفَه من أوساطِنا، وعلا به ذروةِ الجبلِ ونحن ننظر إليه حتى شقَّ من صدرِه إلى عانتِه، ولا أدري ما فعل به، ولا أظنُّكما تَلحقاهُ أبدًا إلا ميتًا. قالت : فأقبلتُ أنا وأبوه - تعني زوجَها - نسعى سعيًا، فإذا نحن به قاعدًا على ذروةِ الجبلِ، شاخصًا ببصرِه إلى السماءِ، يتبسَّمُ ويضحكُ، فأكببتُ عليه، وقبَّلتُ بين عينَيه، وقلتُ : فدَتْك نفسِي، ما الذي دهاك ؟ قال : خيرًا يا أُمَّاه، بينا أنا الساعةُ قائمٌ على إخوتي، إذ أتاني رهطٌ ثلاثةٌ، بيدِ أحدِهم إبريقُ فضةٍ، وفي يدِ الثاني طَستٌ من زُمُرُّدةٍ خضراءَ ملؤُها ثلجٌ، فأخذوني، فانطلقوا بي إلى ذروةِ الجبلِ، فأضجعوني على الجبلِ إضجاعًا لطيفًا، ثم شقَّ من صدري إلى عانَتي وأنا أنظر إليه، فلم أجد لذلك حسًّا ولا ألمًا، ثم أدخل يدَه في جوفي، فأخرج أحشاءَ بطني، فغسلها بذلك الثلجِ فأنعم غسلَها، ثم أعادها، وقام الثاني فقال للأولِ : تنَحَّ، فقد أنجزتَ ما أمرك اللهِ به، فدنا مني، فأدخل يدَه في جوفي، فانتزع قلبي وشقَّه، فأخرج منه نُكتةً سوداءَ مملوءةً بالدَّمِ، فرمى بها، فقال : هذه حظُّ الشيطانِ منك يا حبيبَ اللهِ، ثم حشاه بشيءٍ كان معه، وردَّه مكانَه، ثم ختمه بخاتمٍ من نورٍ، فأنا الساعةُ أجدُ بردَ الخاتَمِ في عُروقي ومفاصلي، وقام الثالثُ فقال : تَنَحَّيَا، فقد أنجزتُما ما أمرَ اللهُ فيه، ثم دنا الثالثُ منِّي، فأمرَّ يدَه ما بين مَفرقِ صدري إلى منتهى عانتي، قال الملَكُ : زِنوهُ بعشرةٍ من أمته، فوزنوني فرجحتُهم، ثم قال : دعوه، فلو وزنتُموه بأُمَّته كلِّها لرجح بهم، ثم أخذ بيدي فأنهضَني إنهاضًا لطيفًا، فأكبُّوا عليَّ، وقبَّلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا : يا حبيبَ اللهِ، إنك لن تُراعَ، ولو تدري ما يراد بك من الخيرِ لقَرَّتْ عيناك، وتركوني قاعدًا في مكاني هذا، ثم جعلوا يطيرون حتى دخلوا حيالَ السَّماءِ، وأنا أنظرُ إليهما، ولو شئتُ لأَرَيتُك موضعَ دخولِهما. قالت : فاحتملتُه فأتيتُ به منزلًا من منازِل بني سعدِ بنِ بكرٍ، فقال لي الناسُ : اذهبي به إلى الكاهنِ حتى ينظرَ إليه ويداويه. فقال : ما بي شيءٌ مما تذكرون، وإني أرى نفسي سليمةً، وفؤادي صحيحٌ بحمد اللهِ، فقال الناسُ : أصابه لمَمٌ أو طائفٌ من الجنِّ. قالت : فغلبوني على رأيي، فانطلقتُ به إلى الكاهنِ ، فقصصتُ عليه القصةَ، قال : دَعيني أنا أسمعُ منه، فإنَّ الغلامَ أبصرُ بأمره منكم، تكلَّمْ يا غلامُ ؟ قالت حليمةُ : فقصَّ ابني محمدٌ قصَّتَه ما بين أولِها إلى آخرِها، فوثب الكاهنُ قائمًا على قدمَيه، فضمَّهُ إلى صدرهِ، ونادى بأعلى صوتِه، يا آلَ العربِ ! يا آلَ العربِ ! مِن شرٍّ قدِ اقتربَ، اقتلُوا هذا الغلامَ واقتُلوني معه، فإنكم إن تركتُموه وأدرك مدركَ الرِّجالِ لَيُسفِّهنَّ أحلامَكم، ولَيُكذِّبنَّ أديانَكم، ولَيَدعُونَّكم إلى ربٍّ لا تعرفونه، ودينٍ تنكرونه. قالتْ : فلما سمعتُ مقالَتَه انتزَعتُه من يدِه، وقلتُ : لأنتَ أعتَهُ منه وأجنُّ، ولو علمتُ أنَّ هذا يكونُ من قولِك ما أتيتُك به، اطلُبْ لنفسك مَن يقتُلك، فإنا لا نقتلُ محمدًا. فاحتمَلْتُه فأتيتُ به منزلي، فما أتيتُ – يعلم اللهُ - منزلًا من منازلِ بني سعدِ بنِ بكرٍ إلا وقد شمَمْنا منه ريحَ المسكِ الأذفرِ ، وكان في كلِّ يومٍ ينزل عليه رجلانِ أبيضانِ، فيَغيبان في ثيابهِ ولايظهرانِ. فقال الناسُ : رُدِّيهِ يا حليمةُ على جَدِّه عبدِ المطلبِ، وأَخرجيه من أَمانتِكِ. قالت : فعزمْتُ على ذلك، فسمعتُ مُناديًا يُنادي : هنيئًا لكِ يا بطحاءَ مكةَ ، اليومَ يردُ عليكِ النورُ، والدينُ، والبهاءُ، والكمالُ، فقد أمنتِ أن تُخذَلينَ أو تَحزنين أبدَ الآبدين ودهرَ الداهرينَ. قالت : فركبتُ أَتاني، وحملتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين يديَّ، أسيرُ حتى أتيتُ البابَ الأعظمَ من أبواب مكةَ وعليه جماعةٌ، فوضعتُه لأقضي حاجةً وأُصلِحُ شأني، فسمعتُ هَدَّةً شديدةً، فالتفتُّ فلم أرَهُ، فقلتُ : معاشرَ الناسِ ! أين الصبيُّ ؟ قالوا : أيُّ الصِّبيانِ ؟ قلتُ : محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ، الذي نضَّر الله به وجهي، وأغنى عَيلَتي، وأشبع جَوْعَتي، ربَّيتُه حتى إذا أدركتُ به سروري وأملي أتيتُ به أَرُدهُ وأخرجُ من أمانتي، فاختُلِسَ من يدي من غير أن تمسَّ قدمَيه الأرضُ، واللاتِ والعُزَّى لئن لم أره لأرميَنَّ بنفسي من شاهقِ هذا الجبلِ، ولأَتقطَّعنَّ إرْبًا إرْبًا. فقال الناسُ : إنا لنراكِ غائبةً عن الركبانِ ، ما معكِ محمدٌ. قالت : قلتُ : الساعةَ كان بين أيديكم. قالوا : ما رأينا شيئًا. فلما آيَسوني وضعتُ يدي على رأسي فقلتُ : وامحمداهْ ! واولداهْ ! أبكيتُ الجواري الأبكارَ لبكائي، وضجَّ الناسُ معي بالبكاء حُرقةً لي، فإذا أنا بشيخٍ كالفاني مُتوكِّئًا على عُكَّازٍ له. قالت : فقال لي : مالي أراكَ أيها السَّعديَّةُ تبكينَ وتَضجِّينَ ؟ قالت : فقلتُ : فقدتُ ابني محمدًا. قال : لا تَبكيَنَّ، أنا أدُلكِ على من يعلمُ علمَه، وإن شاء أن يردَّهُ عليك فعل. قالت : قلتُ : دُلَّني عليه. قال : الصنمُ الأعظمُ. قالتْ : ثكلتْك أُمُّكَ ! كأنك لم ترَ ما نزل باللاتِ والعزَّى في الليلةِ التي وُلِدَ فيها محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قال : إنك لتَهذِينَ ولا تدرينَ ما تقولينَ؛ أنا أدخل عليه وأسألُه أن يردَّه عليكِ. قالت حليمةُ : فدخل وأنا أنظرُ، فطاف بهُبلَ أسبوعًا وقبَّل رأسه، ونادى : يا سيِّداهُ، لم تزلْ مُنعِمًا على قريشٍ، وهذه السَّعدية تزعمُ أنَّ محمدًا قد ضلَّ. قال : فانكبَّ هُبلُ على وجههِ، فتساقطتِ الأصنامَ بعضُها على بعضٍ، ونطقتْ – أو نطقَ منها - وقالت : إليكَ عنا أيها الشَّيخُ، إنما هلاكُنا على يدي محمدٍ. قالتْ : فأقبل الشيخُ لأسنانِه اصتكاكٌ، ولركبتَيه ارتعادٌ، وقد ألقى عُكَّازَه من يدهِ وهو يبكي ويقول : يا حليمةُ لا تبكي، فإنَّ لابنِك ربًّا لا يُضيِّعُه، فاطلبيه على مهلٍ. قالت : فخِفتُ أن يبلغَ الخبرُ عبدَ المطلبِ قَبلي، فقصدتُ قصدَه، فلما نظر إليَّ قال : أسعدٌ نزل بكِ أم نحوسٌ ؟ قالت : قلتُ : بل نحسُ الأكبرِ. ففهمَها منِّي، وقال : لعل ابنَك قد ضلَّ منك ؟ قالت : قلتُ : نعم، بعضُ قريشٍ اغتالَه فقتله، فسلَّ عبدُ المطلبِ سيفَه وغضب - وكان إذا غضب لم يثبتْ له أحدٌ من شدَّةِ غضبِه - فنادى بأعلى صوتِه : يا يسيلُ - وكانت دعوتُهم في الجاهليةِ - قال : فأجابتهُ قريشٌ بأجمَعِها، فقالت : ما قصتُك يا أبا الحارثِ ؟ فقال : فُقِدَ ابني محمدٌ. فقالت قريشٌ : اركب نركبْ معك، فإن سبقتَ خيلًا سبقْنا معك، وإن خُضتَ بحرًا خُضنا معك، قال : فركب وركبت معه قريشٌ، فأخذ على أعلى مكةَ، وانحدر على أسفلِها. فلما أن لم يرَ شيئًا ترك الناسَ واتَّشح بثوبٍ، وارتدى بآخرَ، وأقبل إلى البيتِ الحرامِ فطاف أسبوعًا، ثم أنشأ يقول : يا ربِّ إنَّ محمدًا، لم يُوجدْ فجميع قومي كلهم مُتردِّدُ، فسمعْنا مناديًا ينادي من جوِّ الهواءِ : معاشرَ القومِ ! لا تصيحُوا، فإنَّ لمحمدٍ ربًّا لا يخذلُه ولا يضيِّعُه. فقال عبدُ المطَّلبِ : يا أيها الهاتفُ ! من لنا به ؟ قالوا : بوادي تِهامةَ عند شجرةِ اليُمنى. فأقبل عبدُ المطلبِ، فلما صار في بعض الطريقِ تلقَّاه ورقةُ بنُ نوفلٍ، فصارا جميعًا يسيران، فبينما هم كذلك إذا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ قائمٌ تحت شجرةٍ يجذبُ أغصانَها، ويعبثُ بالورقِ، فقال عبدُ المطلبِ : من أنت يا غلامُ ؟ فقال : أنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ. قال عبدُ المطلبِ : فدَتْك نفسي، وأنا جدُّك عبدُ المطلبِ، ثم احتملهُ وعانقَه، ولثَمه وضمَّه إلى صدرهِ وجعل يبكي، ثم حمله على قَرَبوسِ سرجهِ، وردَّه إلى مكةَ، فاطمأنت قريشٌ، فلما اطمأن الناسُ نحر عبدُ المطلبِ عشرين جزورًا، وذبح الشاءَ والبقرَ، وجعل طعامًا وأطعم أهلَ مكةَ. قالت حليمةُ : ثم جهَّزني عبدُ المطلبِ بأحسن الجهازِ وصرَفني، فانصرفتُ إلى منزلي وأنا بكلِّ خيرِ دنيا، لا أحسنُ وصفَ كُنهِ خيري، وصار محمدٌ عند جدِّه. قالت حليمةُ : وحدَّثتُ عبدَ المطلبِ بحديثه كلِّه، فضمَّه إلى صدره وبكى، وقال : يا حليمةُ ! إنَّ لابني شأنًا، وَدِدْتُ أني أدركُ ذلك الزمانَ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن زكريا متهم بالوضع
الراوي : حليمة بنت أبي ذؤيب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 1/139 التخريج : أخرجه أبو الحسن بن صخر في ((حديث حليمة السعدية)) (ص: 2)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (3/ 473) كلاهما بلفظه.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - فضل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخبار النبي قبل بعثته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - علامات النبوة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث