الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - السِّرُّ أفضلُ منَ العلانيةِ والعلانيةُ أفضلُ مِمَّن أرادَ الاقتداءِ

2 - أفضلُ طعامِ الدُّنيا والآخرةِ اللَّحمُ

3 - العلمُ أفضلُ العبادةِ ومِلاكُ الدِّينِ الورعُ

4 - أفضلُ العبادةِ انتظارُ الفرجِ منَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ

5 - يأتي على النَّاسِ زمانٌ يكونُ أفضلُ الرِّباطِ رباطُ جدَّةَ

6 - لَردُّ دانقٍ من حرامٍ أفضلُ عند اللهِ من سبعين حجَّةً مبرورةً

7 - ما أُنفِقتِ الورِقُ في شيءٍ أفضلَ من نحرٍ يُنحَرُ في يَومِ عيدٍ

8 - سُئِلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن أفضلِ الصِّيامِ فقالَ صيامُ شَعبانَ تعظيمًا لرَمضانَ.
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أنس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/556
التصنيف الموضوعي: صيام - صيام شعبان صيام - فضل شهر رمضان
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة

خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/734
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - أي الأعمال أفضل رقائق وزهد - الحب في الله إيمان - الحب في الله والبغض فيه من الإيمان
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة

10 - رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي مَكتوبًا على بابِ الجنَّةِ الصَّدقةُ بعشرِ أمثالِها والقرضُ بثمانيةَ عشرَ فقلتُ لجبريلَ ما بالُ القرضِ أفضلُ منَ الصَّدقةِ قالَ لأنَّ السَّائلَ يسألُ وعندَه والمستقرضُ لا يستقرضُ إلَّا من حاجةٍ

11 - عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ، قال: قلتُ لعَليِّ بنِ أبي طالبٍ: المَشيُ أمامَ الجِنازةِ أفضَلُ؟ فقال: إنَّ فَضلَ الماشي خَلفَها على الماشي أمامَها كفَضلِ الصَّلاةِ المَكتوبةِ على التَّطوُّعِ. قلتُ: برَأيِك تقولُ؟ قال: بل سَمِعتُه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
خلاصة حكم المحدث : لا يثبت، إسناد الحديث شديد الوهي.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : ناسخ الحديث ومنسوخه
الصفحة أو الرقم : 288
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - المشي في الجنازة والركوب فيها آداب عامة - ضرب الأمثال اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

12 - إذا جاوزتمُ الخمسينَ من مُهاجري إلى المدينةِ فإنَّهُ سيَكونُ جوارٌ ورباطٌ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ويَكونُ بمَكةَ رباطٌ قالَ والَّذي نفسي بيدِه ليجيئونَ عَدْوًا للكعبةِ ما تدرونَ من أيِّ أرجائِها يجيئونَ فما رباطٌ تحتَ ظلِّ السَّماءِ مَشرقٌ ولا مَغربٌ أفضلُ من رباطٍ بمَكَّةَ

13 - لمَّا خلقَ اللَّهُ العَقلَ قالَ لَهُ : قُم فقامَ ثمَّ قالَ لَهُ أدبِرْ فأدبرَ ثمَّ قالَ لَهُ أقبِل فأقبلَ ثمَّ قالَ لَهُ اقعُد فقَعدَ فقالَ ما خلقتُ خَلقًا هوَ خيرٌ مِنكَ ولا أَكْرَمَ منكَ، ولا أفضلَ منكَ، ولا أحسَن مِنكَ بِكَ آخذُ وبِكَ أُعطي وبِكَ أُعرَفُ وإيَّاكَ أعاقبُ لَكَ الثَّوابُ وعليكَ العِقابُ

14 - أنَّ ابنَ عبَّاسٍ دخلَ علَى عائشةَ فقالَ : يا أمَّ المؤمنينَ الرَّجلُ يقلُّ قِيامُهُ ويَكْثرُ رقادُهُ وآخرُ يَكْثرُ قيامُهُ ويقلُّ رقادُهُ أيُّهُما أحبُّ إليكِ ؟ فقالَت : سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كَما سألتَني فَقالَ : أحسنُهُما عقلًا، فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ أسألُكَ عن عبادتِهِما ؟ فقالَ يا عائشةُ إنَّما يُسألانِ عن عُقولِهِما، فَمن كانَ أعقلَ كانَ أفضلَ في الدُّنيا والآخِرةِ

15 - كانَ في عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ تعجَّبْنا تعبُّدَه واجتِهادَه فذَكرناهُ لرسولِ اللَّه باسمِه فلم يعرفْه ووصفناه بصفتِه فلم يعرفْه شيئًا نحنُ نُذَكِّرُه إذ طلعَ الرَّجلُ فقُلنا هوَ هذا فقالَ إنَّكم لَتُخبرونَ عن رجلٍ على وجهِه سَفعةٌ منَ الشَّيطانِ فأقبلَ حتَّى وقفَ عليهم فلم يُسلِّم فقالَ لَه رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نشدتُّكَ اللَّهَ هل قلتَ حينَ وقفتَ على المَجلِسِ ما في القومِ أحدٌ أفضلُ منِّي وخيرٌ منِّي فقالَ اللَّهمَّ نعَم ثمَّ دخلَ فصلَّى فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مَنْ يقتلُ الرَّجلَ قالَ أبو بَكرٍ أنا فدخلَ عليهِ فوجدَه يصلِّي فقالَ سبحانَ اللَّهِ أقتلُ رجلًا يصلِّي وقد نَهانا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن ضربِ المصلِّينَ فخرجَ وذكرَ باقي الحديثِ

16 - خرج من المدينةِ أربعون رجلًا من اليهودِ، فقالوا : انطلقوا بنا إلى هذا الكاهنِ الكذَّابِ حتَّى نوبِّخَه في وجهِه، ونُكذِّبَه، فإنَّه يقولُ : إنِّي رسولُ ربِّ العالمين، إذ خرج عليهم عمرُ بنُ الخطَّابِ من عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعمرُ يقولُ : ما أحسنَ ظنَّ محمَّدٍ باللهِ، وأكثرَ شُكرَه لما أعطاه فسمِعتِ اليهودُ هذا الكلامَ من عمرَ، فقالوا : ما ذاك محمَّدٌ، ولكن ذاك موسَى بنُ عِمرانَ كلَّمه اللهُ، فضرب عمرُ بيدِه إلى شَعرِ اليهوديِّ، وجعل يضرِبُه فهربتِ اليهودُ، فقالوا : مُرُّوا بنا ندخلُ على محمَّدٍ نشكو إليه، فلمَّا دخلوا عليه، قالت اليهودُ : يا محمَّدُ ! نُعطي الجزيةَ ونُظلمُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( من ظلَمكم ؟ ) ) قالوا : عمرُ بنُ الخطَّابِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( ما كان عمرُ ليظلمَ أحدًا حتى يسمعَ مُنكرًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لبلالٍ : ادْعُ لي عمرَ، فخرج بلالٌ فقال : يا عمرُ ! قال لبَّيْك قال : أجِبْ نبيَّك، فدخل عمرُ فقال : يا عمرُ لم ظلمْتَ هؤلاء اليهودَ ؟ فقال عمرُ : والَّذي نفسُ عمرَ بيدِه لو كان بيدي سيفًا لضربتُ به أعناقَهم أجمعَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولم يا عمرُ ؟ قال خرجتُ من عندِك وأنا أقولُ : ما أحسنَ ظنَّ محمَّدٍ باللهِ وأكثرَ شُكرَه لما أعطاه، فقالت اليهودُ : ما ذاك محمَّدٌ، ولكن ذاك موسَى بنُ عِمرانَ، فأغضبوني، فويلُ نفسي أموسَى خيرٌ منك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : موسَى أخي وأنا خيرٌ منه، لقد أُعطيتُ أفضلَ منه، فعجِبتِ اليهودُ من ذلك فقالت : هذا أرَدْنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ما ذاك ؟ فقالت اليهودُ : آدمُ خيرٌ منك، ونوحٌ خيرٌ منك وعيسَى خيرٌ منك، وسليمانُ خيرٌ منك، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم : كذبْتُم، بل أنا خيرٌ من هؤلاء أجمعين، وأنا أفضلُ منهم، فقالتِ اليهودُ : أنت ؟ قال : أنا، قالوا : هاتِ بيانَ ذلك في التَّوراةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ادْعُ عبدَ اللهِ بنَ سلامٍ، والتَّوراةُ بيني وبينهم فنصَب التَّوراةَ، وقال : يا معشرَ اليهودِ أتقولون إنَّ آدمَ خيرٌ منِّي ؟ قالوا : نعم، قال : فلم ؟ قالوا : لأنَّ اللهَ خلقه بيدِه ونفخ فيه من روحِه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : آدمُ أبي ولقد أُعطِيتُ خيرًا منه، إنَّ المنادي ينادي في كلِّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ من الشَّرقِ إلى الغربِ : أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، ولا يقالُ : آدمُ رسولُ اللهِ ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ، وليس بيدِ آدمَ، فقالت اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ، وهذا مكتوبٌ في التَّوراةِ، قالوا هذه واحدةٌ، فقالت اليهودُ : موسَى خيرٌ منك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولم ؟ قالوا : لأنَّ اللهَ كلَّمه بأربعةِ آلافِ كلِمةٍ وأربعِمائةٍ وأربعين كلمةً ولم يكلِّمْك بشيءٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لقد أُعطِيتُ أفضلَ منه قالوا : وما ذاك ؟ قال : قولُه تعالَى في كتابِه { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } حملني على جناحِ جبريلَ حتَّى أتَى بي السَّماءَ السَّابعةَ، وجاوزتُ سِدرةَ المُنتهَى عند جنَّةِ المأوَى، حتَّى تعلَّقتُ بساقِ العرشِ فنُودي من فوقِ العرشِ : يا محمَّدُ إنِّي أنا اللهُ لا إلهَ إلَّا أنا، ورأيتُ ربِّي عزَّ وجلَّ بعيني فهذا أفضلُ من ذاك، فقال اليهودُ صدقْتَ يا محمَّدُ، وهذا مكتوبٌ في التَّوراةِ وقالوا : هاتان اثنتان، قالوا : ونوحٌ خيرٌ منك، قال : ولم ؟ قالوا : إنَّ سفينتَه استوَتْ على الجُودِيِّ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لقد أُعطِيتُ أفضلَ منه، قالوا : وما ذاك ؟ قال : إنَّ اللهَ تعالَى يقولُ { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) } فالكوثرُ نهرٌ في السَّماءِ السَّابعةِ، مجراه من تحتِ العرشِ، عليه ألفُ ألفِ قصرٍ، حشيشُه الزَّعفرانُ، ورَضراضُه الدُّرُّ والياقوتُ، وتُرابُه المسكُ الأبيضُ لي ولأمَّتي، قالت اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ ها هو مكتوبٌ في التَّوراةِ، قالوا : هذه ثلاثٌ، قالوا : إبراهيمُ خيرٌ منك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولم ؟ قالوا : لأنَّ اللهَ اتَّخذه خليلًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إبراهيمُ خليلُ اللهِ وأنا حبيبُه وقال رسولُ اللهِ : تدرون لأيِّ شيءٍ سُمِّيتُ محمَّدًا ؟ سمَّاني محمَّدًا لأنَّه اشتَقَّ اسمي من اسمِه هو الحميدُ، وأنا محمَّدٌ وأمَّتي الحمَّادون ، فقالتِ اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ هذا أكبرُ من ذلك، فقالت اليهودُ : هذه أربعٌ. فقالت اليهودُ : عيسَى خيرٌ منك، فقال : ولم ؟ قالوا : لأنَّ عيسَى صعِد ذات يومٍ عقبةَ بيتِ المقدسِ فجاءت الشَّياطينُ لتحمِلَه، فأمر اللهُ جبريلَ فضرب بجناحِه الأيمنِ وجوهَهم وألقاهم في النَّارِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لقد أُعطِيتُ خيرًا منه انقلبْتُ من قتالِ المشركين يومَ بدرٍ، وأنا جائعٌ شديدُ الجوعِ، فلمَّا انصرفْتُ استقبلتني امرأةٌ يهوديَّةٌ وعلى رأسِها جَفنةٌ ، وفي الجَفنةِ جَديٌ مشوِيٌّ وفي كُمِّها سكَّرٌ فقالت : يا محمَّدُ الحمدُ للهِ الَّذي سلَّمك، ولقد كنتُ نذرتُ للهِ نذرًا إذا انقلبتَ سالمًا من هذا الغزوِ لأذبحنَّ الجَديَ وأشوِيَنَّه ولأحمِلَنَّه إلى محمَّدٍ ليأكُلَه، فنزلتُ فضربْتُ بيدي فيه، فاسْتُنطِق الجِديُ، فاستوَى على أربعٍ قائمًا وقال يا محمَّدُ لا تأكُلْ منِّي فإنِّي مسمومٌ، فقال اليهودُ : صدقت يا محمَّدُ هذا أكبر من ذاك، قالوا : هذه خمسٌ، بَقِيتْ واحدةٌ، ونقومُ، قالوا : سليمانُ خيرٌ منك فقال : فلم ؟ قالت : لأنَّ اللهَ تعالَى سخَّر له الشَّياطينَ والجنَّ والإنسَ والرِّياحَ، وعلَّمه كلامَ الطَّيرِ والهوامِّ، فقال : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لقد أُعطِيتُ أفضلَ منه، قالوا : وما ذاك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : لئن كان اللهُ سخَّر له الشَّياطينَ والجنَّ والإنسَ والرِّياحَ، فقد سخَّر لي البُراقَ خيرٌ من الدُّنيا بحذافيرِها ، وهي دابَّةٌ من دوابِّ الجنَّةِ، وجهُه كوجهِ آدميٍّ، وحوافرُه كحوافرِ الخيلِ، وذنبُها كذنبِ البقرةِ، فوقَ الحمارِ، ودونَ البغلِ، سَرجُه من ياقوتٍ أحمرَ وركابُه من دُرٍّ أبيضَ، مزمومٌ بسبعين ألفَ زِمامٍ من الذَّهبِ، لها جناحان مكلَّلان بالدُّرِّ والياقوتِ، مكتوبٌ بين عينيه : لا إلهَ إلَّا اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقالت اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ، ها هو ذا مكتوبٌ في التَّوراةِ، هذا أكبرُ من ذلك، وقالت اليهودُ : نشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّك محمَّدٌ عبدُه ورسولُه

17 - ليس في الموقفِ بعرفةَ قولٌ ولا عملٌ أفضلَ من هذا الدُّعاءِ وأوَّلُ من ينظُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليه صاحبُ هذا القولِ إذا وقف بعرفةَ فيستقبلُ البيتَ الحرامِ بوجهِه ويبسطُ يدَيْه كهيئةِ الدَّاعي، ثمَّ يلبِّي ثلاثًا ويكبِّرُ ثلاثًا ويقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، يحيي ويميتُ بيدِه الخيرُ. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ، أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ اللهَ قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يتعوَّذُ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ، إنَّ اللهَ هو السَّميعُ العليمُ يقولُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ يقرأُ فاتحةَ الكتابِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ويبدأُ في كلِّ مرَّةٍ ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، وفي آخرِ فاتحةِ الكتابِ يقولُ كلَّ مرَّةٍ آمينَ ، ثمَّ يقرأُ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } مائةَ مرَّةٍ يقولُ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، ثمَّ يُصلَّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : صلَّى اللهُ وملائكتُه على النَّبيِّ الأمِّيِّ وعليه السَّلامُ، ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، ثمَّ يدعو لنفسِه ويجتهدُ في الدُّعاءِ لوالدَيْه ولقرابتِه ولإخوانِه في اللهِ من المؤمنين والمؤمناتِ، فإذا فرغ من دعائِه عاد في مقالتِه هذه ويقولُ ثلاثًا، لا يكونُ له في الموقفِ قولٌ ولا عملٌ حتَّى يمسيَ غيرَ هذا، فإذا أمسَى باهَى اللهُ به الملائكةَ يقولُ : انظُروا إلى عبدي استقبل بيتي وكبَّرني، ولبَّاني، وسبَّحني، وحمِدني، وهلَّلني، وقرأ بأحبِّ السُّورِ إليَّ، وصلَّى على نبيِّي أُشهِدُكم أنِّي قد قبِلتُ عملَه، وأوجبتُ له أجرَه، وغفرتُ له ذنبَه، وشفَّعتُه فيمن شفع له، فلو شفع في هذا الموقفِ شفَّعتُه فيهم

18 - رَجَبٌ شَهرُ اللهِ، وشَعبانُ شَهري، ورَمَضانُ شَهرُ أُمَّتي، فمَن صامَ رَجَبًا إيمانًا واحتِسابًا استَوجَبَ رِضوانَ اللهِ الأكبَرَ، وأسكَنَه الفِردَوْسَ الأعلى؛ ومَن صامَ [مِن] رَجَبٍ يَومَيْنِ فله مِنَ الأجْرِ ضِعفانِ، ووَزنُ كُلِّ ضِعفٍ مِثلُ جِبالِ الدُّنيا، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ جَعَلَ اللهُ بَينَه وبَينَ النارِ خَندَقًا طُولُ مَسيرةِ ذلك سَنةٌ، ومَن صامَ أربَعةَ أيَّامٍ عُوفيَ مِنَ البَلاءِ والجُذامِ والجُنونِ والبَرَصِ، ومِن فِتنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، ومِن عَذابِ القَبرِ، ومَن صامَ مِن رَجَبَ سِتَّةَ أيَّامٍ خَرَجَ مِن قَبرِه ووَجهُه أضوَأُ مِنَ القَمَرِ لَيلةَ البَدرِ، ومَن صامَ سَبعةَ أيَّامٍ فإنَّ لِجَهنَّمَ سَبعةَ أبوابٍ يُغلِقُ اللهُ تَعالى عنه بصَومِ كُلِّ يَومٍ بابًا مِن أبوابِها، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ ثَمانيةَ أيَّامٍ فإنَّ لِلجَنَّةِ ثَمانيةَ أبوابٍ يَفتَحُ له بصَومِ كُلِّ يَومٍ بابًا مِن أبوابِها، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ تِسعةَ أيَّامٍ خَرَجَ مِن قَبرِه وهو يُنادي: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فلا يُرَدُّ وَجهُه دونَ الجَنَّةِ، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ عَشَرةَ أيَّامٍ جَعَلَ اللهُ له على كُلِّ مِيلٍ مِنَ الصِّراطِ فِراشًا يَستَريحُ عليه، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ أحَدَ عَشَرَ يَومًا لم يُرَ في القيامةِ عَبدٌ أفضَلُ منه إلَّا مَن صامَ مِثلَه أو زادَ عليه، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ اثنَيْ عَشَرَ يَومًا كَساهُ اللهُ يَومَ القيامةِ حُلَّتَيْنِ، الحُلَّةُ الواحِدةُ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ ثَلاثةَ عَشَرَ يَومًا وُضِعَ له يَومَ القيامةِ مائِدةٌ في ظِلِّ العَرشِ، فيَأكُلُ والناسُ في شِدَّةٍ شَديدةٍ، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ أربَعةَ عَشَرَ يَومًا أعطاه اللهُ تَعالى مِنَ الثَّوابِ ما لا عَينٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعتْ، ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ خَمسةَ عَشَرَ يَومًا وَقَفَهُ اللهُ يَومَ القيامةِ مَوقِفَ الآمِنينَ، فلا يَمُرُّ به مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرسَلٌ إلَّا قال له: طُوباكَ أنتَ مِنَ الآمِنينَ.
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/576
التصنيف الموضوعي: حج - الأشهر الحرم استغفار - أسباب المغفرة صيام - صوم رجب صيام - فضل شهر رمضان صيام - فضل شهر شعبان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

19 - حضرتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ، فإذا بأعرابيٍّ حافٍ، راجلٍ، بدويٍّ قد وقف علينا، فسلَّم فردَدْنا عليه فقال : يا قومُ أيُّكم محمَّدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أنا محمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقال الأعرابيُّ : لقد آمنتُ بك قبل أن أراك وأجبتُك قبل أن ألقاك، وصدَّقتُك قبل أن أرَى وجهَك, ولكنِّي أريدُ أن أسألَك عن خِصالٍ، قال سَلْ عمَّا بدا لك، فقال : فداك أبي وأمِّي أليس اللهُ عزَّ وجلَّ كلَّم موسَى ؟ قال بلى، قال : وخلق عيسَى من روحِ القُدُسِ ؟ قال : بلى. قال : واتَّخذ ابراهيمَ خليلًا، واصطفَى آدمَ ؟ قال : بلى، قال : بأبي أنت وأمَّي أيَّ شيءٍ أُعطِيت من الفضلِ ؟ فأطرق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهبط عليه جبريلُ، فقال : اللهُ يُقرئُك السَّلامُ وهو يسألُك عمَّا هو أعلمُ به منك يقولُ : يا حبيبي ! لمَ أطرقت ؟ ارفعْ رأسَك، ورُدَّ على الأعرابيِّ جوابَه، قال : أقولُ ماذا يا جبريلُ ؟ قال اللهُ يقولُ : إن كنتُ اتَّخذتُ إبراهيمَ خليلًا، فقد اتَّخدتُك من قبلُ حبيبًا، وإن كلَّمتُ موسَى في الأرضِ فقد كلَّمتُك وأنت معي في السَّماءِ والسَّماءُ أفضلُ من الأرضِ، وإن كنتُ خلقتُ عيسَى من روحِ القُدُسِ ، فقد خلقتُ اسمَك قبل أن أخلُقَ الخلْقَ بألفيْ سنةٍ، ولقد وطِئْتَ في السَّماءِ مَوطِئًا لم يطَأْه أحدٌ قبلَك، ولا يَطأْه أحدٌ بعدك، وإن كنتُ قد اصطفيْتُ آدمَ، فقد ختمْتَ الأنبياءَ، ولقد خلقْتُ مائةَ ألفِ نبيٍّ، وأربعةً وعشرين ألفَ نبيٍّ، ما خلقتُ خلقًا أكرمَ عليَّ منك، ومن يكونُ أكرمَ عليَّ منك ؟ ولقد أُعطِيتَ الحوضَ، والشَّفاعةَ، والنَّاقةَ، والقضيبَ، والميزانَ، والوجهَ الأقمرَ، والجملَ الأحمرَ، والتَّاجَ، والهراوةَ، والحجَّةَ، والعُمرةَ، والقرآنَ، وفضلَ شهرِ رمضانَ، والشَّفاعةُ كلُّها لك حتَّى ظلُّ عرشي في القيامةِ على رأسِك ممدودٌ وتاجُ المُلكِ على رأسِك معقودٌ، ولقد قرنْتُ اسمَك مع اسمي، ولا أُذكَرُ في موضعٍ حتَّى تُذكرَ معي، ولقد خلقتُ الدُّنيا وأهلَها لأعرِّفَهم كرامَتك عليَّ، ومنزِلتَك عندي، ولولاك يا محمَّدُ ما خلقتُ الدُّنيا

20 - لمَّا نزلتْ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ النَّصر : 1 ] إلى آخرِ السُّورةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ نفسي قد نُعِيَتْ، قال جبريلُ : { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى } [ الضُّحى : 4 - 5 ] فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلالًا ينادي : الصَّلاةُ جامعةٌ، فاجتمع المهاجرون، والأنصارُ إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بالنَّاسِ ثمَّ صعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ خطَب خُطبةً وَجِلتْ منها القلوبُ وبكتْ منها العيونُ، ثمَّ قال : أيُّها النَّاسُ أيُّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟ فقالوا : جزاك اللهُ من نبيٍّ خيرًا فلقدْ كُنتَ لنا كالأبِ الرَّحيمِ، وكالأخِ النَّاصحِ المشفقِ، أدَيْتَ رسالاتِ اللهِ وأبلغتنا وحيَه، ودعوتَ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، فجزاك اللهُ عنَّا أفضلَ ما جازَى نبيًّا عن أمَّتِه، فقال لهم : معاشرَ المسلمين أنشدُكم باللهِ، وبحقِّي عليكم، من كانت له قِبَلي مَظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم اللهَ، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم الثَّالثةَ : معاشرَ المسلمين ! من كانت له من قِبَلي مظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي قبلَ القِصاصِ في القيامةِ فقام من بينِ المسلمين شيخٌ كبيرٌ يُقالُ له عُكَّاشةُ، فتخطَّى المسلمين حتَّى وقف بينَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : فِداكَ أبي وأمِّي، لولا أنَّك ناشدتَنا مرَّةً بعدَ أخرَى ما كنتُ بالَّذي أنقلِعُ على شيءٍ منك، كنتُ معك في غَزاةٍ فلمَّا فتح اللهُ علينا فكنَّا في الانصرافِ، حاذت ناقتي ناقتَك فنزلتُ عن النَّاقةِ ودنوتُ منك لأقبِّلَ فخِذَك، فرفعتَ القضيبَ فضربتَ خاصرتي ، فلا أدري أكان عمدًا منك أم أردتَ ضربَ النَّاقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ أُعيذُك بجلالِ اللهِ أن يتعمَّدَك رسولُ اللهِ بالضَّربِ. يا بلالُ انطلِقْ إلى منزلِ فاطمةَ وأتني بالقضيبِ الممشوقِ، فقالت فاطمةُ : وما يصنعُ أبي بالقضيبِ الممشوقِ، وليس هذا يومَ حجٍّ ولا يومَ غَزاةٍ ؟ فقال : يا فاطمةُ ما أغفلَك عمَّا فيه أبوك ؟ إنَّ رسولَ اللهِ يُودِّعُ الدِّينَ ويُفارِقُ الدُّنيا، ويُعطي القِصاصَ من نفسِه، فقالت فاطمةُ : يا بلالُ ومن ذا الَّذي تطيبُ نفسُه أن يقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ يا بلالُ إذن فقلْ للحسنِ والحسينِ يقومان إلى هذا الرَّجلِ فيقتصَّ منهما ولا يدعانه يقتصُّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخلَ بلالٌ المسجدَ، ودفع القضيبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القضيبَ إلى عُكَّاشةَ، فلمَّا نظر أبو بكرٍ وعمرُ إلى ذلك قاما فقالا : يا عُكَّاشةُ ها نحن بين يدَيْك، فاقتصَّ منَّا ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : امضِ أبا بكرٍ، وأنتَ يا عمرُ فامضِ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مكانَكما ومقامَكما، فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال : يا عُكَّاشةُ أنا في الحياةِ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تطيبُ نفسي أن تضرِبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهذا ظهرِي وبطني فاقتصَّ منِّي بيدِك واجلدنِي مائةً، ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليُّ اقعُدْ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مقامَك ونيَّتَك، وقام الحسنُ والحسينُ فقالا : يا عُكَّاشةُ أليس تعلَّمُ أنا سِبطا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فالقِصاصُ منَّا كالقِصاصِ من رسولِ اللهِ، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اقعُدا يا قُرَّةَ عيني، لا نَسِي اللهُ لكما هذا المقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ اضرِبْ إن كنتَ ضاربًا، فقال : يا رسولَ اللهِ ضربتني وأنا حاسرٌ عن بطني، فكشف عن بطنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصاح المسلمون بالبكاءِ، وقالوا : ترَى عُكَّاشةَ ضاربًا بطنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فلمَّا نظر عُكَّاشةُ إلى بياضِ بطنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّه القَبَاطِيُّ لم يملكْ أن أكبَّ عليه فقبَّل بطنَه وهو يقولُ : فداكَ أبِي وأمِّي، ومن تُطيقُ نفسُه أن يقتصَّ منك ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إمَّا أن تضرِبَ وإمَّا أن تعفوَ، فقال : قد عفوتُ عنك رجاءَ أن يعفوَاللهُ عنِّي في القيامةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أراد أن ينظُرَ إلى رفيقِي في الجنَّةِ فلينظُرْ إلى هذا الشَّيخِ، فقام المسلمون، فجعلوا يُقبِّلون ما بين عينَيْه، ويقولون : طوباك، طوباك نِلتَ الدَّرجاتِ العُلَى، ومرافقةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمرِض رسولُ اللهِ من يومِه فكان مرضُه ثمانيةَ عشرَ يومًا يعودُه النَّاسُ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وِلِد يومَ الإثنين، وبُعث يومَ الإثنين، وقُبِض يومَ الإثنين، فلمَّا كان يومُ الأحدِ ثَقُل في مرضِه، فأذَّن بلالٌ، ثمَّ وقف بالبابِ فنادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، الصَّلاةَ يرحمُكَ اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقالتْ فاطمةُ : يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه فدخل بلالٌ المسجدَ فلمَّا أسفر الصُّبحُ قال : واللهِ لا أُقيمُها أو أستأذِنُ سيِّدي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج وقام بالبابِ ونادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ الصَّلاةُ يرحمُك اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقال : ادخُلْ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ مشغولٌ بنفسِه مُرْ أبا بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ فخرج ويدُه على أمِّ رأسِه يقولُ : يا غوْثاه باللهِ ! وانقطاعَ رجائي، وانفصامَ ظهري، ليتني لم تلِدْني أمِّي، وإذ ولدتني لم أشهَدْ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا اليومَ ثم قال يا أبا بكرٍ ألا إنَّ رسولَ اللهِ أمرك أن تصلِّيَ بالنَّاسِ فتقدَّم أبو بكرٍ، وكان رجلًا رقيقًا، فلمَّا نظر إلى [ خلُوِّ ] المكانِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يتمالَكْ أن خرَّ مغشيًّا عليه، وصاح المسلمون بالبكاءِ، فسمِع رسولُ اللهِ ضجيجَ النَّاسِ، فقال ما هذه الضَّجَّةُ ؟ فقالوا : ضجَّةُ المسلمين لفقدِك يا رسولَ اللهِ ! فدعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا والعبَّاسَ، فاتَّكأ عليهما فخرجَ إلى المسجدِ فصلَّى بالنَّاسِ ركعتَيْن خفيفتَيْن، ثمَّ أقبل بوجهِه المليحِ عليهم فقال : معشرَ المسلمين أستودِعُكم اللهَ، أنتم في رجاءِ اللهِ وأمانتِه، واللهُ خليفتي عليكم، معاشرَ المسلمين عليكم باتِّقاءِ اللهِ ! وحفْظِ طاعتِه من بعدي، فإنِّي مفارقٌ الدُّنيا هذا أوَّلُ يومٍ من أيَّامِ الآخرةِ، وآخرُ يومٍ من الدُّنيا فلمَّا كان يومُ الإثنينِ اشتدَّ به الأمرُ، وأوحَى اللهُ تعالَى إلى ملَكِ الموتِ أن اهبِطْ إلى حبيبي وصفيِّي محمَّدٍ في أحسنِ صورةٍ، وارفُقْ به في قبضِ روحِه، فهبط ملَكُ الموتِ، فوقف بالبابِ شبهَ أعرابيٍّ، ثمَّ قال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ، ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فقالت عائشةُ لفاطمةَ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ : آجرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه، فنادَى الثَّانيةَ فقالت عائشةُ : يا فاطمةُ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ آجركَ اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ اليومَ مشغولٌ بنفسِه، ثمَّ دعا الثَّالثةَ فقال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فلا بدَّ من الدُّخولِ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ ملَكِ الموتِ، فقال : يا فاطمةُ مَن بالبابِ ؟ فقالت : يا رسولَ اللهِ إنَّ رجلًا بالبابِ يستأذِنُ في الدُّخولِ فأجبناه مرَّةً بعد أخرَى فنادَى في الثَّالثةِ صوتًا اقشعرَّ منه جلدي، وارتعَدَتْ منه فرائصي، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا فاطمةُ أتدرين من بالبابِ ؟ هذا هادمُ اللَّذاتِ ومفرِّقُ الجماعاتِ، هذا مُرمِّلُ الأزواجِ، ومُوتِمُ الأولادِ، هذا مخرِّبُ الدُّورِ، وعامرُ القبورِ، هذا ملَكُ الموتِ، ادخلْ يرحمْك اللهُ يا ملَكَ الموتِ جئتني زائرًا أم قابضًا ؟ قال : جئتُك زائرًا وقابضًا، وأمرني اللهُ عزَّ وجلَّ أن لا أدخلَ عليك إلَّا بإذنِك، ولا أقبضُ روحَك إلَّا بإذنِك، فإن أذِنتَ وإلَّا رجِعتُ إلى ربِّي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا ملَكَ الموتِ أين خلَّفت حبيبي جبريلَ ؟ فقال : خلَّفتُه في السَّماءِ الدُّنيا والملائكةُ يُعزُّونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريلُ، فقعد عندَ رأسِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ! هذا الرَّحيلُ من الدُّنيا فبشِّرْني ما لي عند اللهِ ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ إنِّي تركتُ أبوابَ السَّماءِ قد فُتِحَتْ والملائكةُ قد قاموا صفوفًا بالتَّحيَّةِ والرَّيحانِ يُحيُّونَ روحَك يا محمَّدُ، فقال : لوجهِ ربِّي الحمدُ، فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أُبشِّرُك أنَّ أبوابَ الجنَّةِ قد فُتِّحتْ، وأنهارُها قد اطَّردتْ وأشجارُها قد تدلَّتْ، وحورُها قد تزيَّنتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ. قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! بشِّرْني يا جبريلُ، قال : أبوابُ النِّيرانِ قد أطبَقتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ، قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أنت أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ في القيامةِ، قال لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ : يا حبيبي عمَّ تسألُني ؟ قالَ : أسألُك عن غمِّي وهمِّي من لقُرَّاءِ القرآنِ من بعدي، من لصُّوَّامِ رمضانَ من بعدي ؟ من لحُجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ من بعدي ؟ من لأمَّتي المصطفاةِ من بعدي ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : قد حرَّمتُ الجنَّةَ على جميعِ الأنبياءِ والأممِ حتَّى تدخُلَها أنتَ وأمَّتُك يا محمَّدُ. قال : الآنَ طابتْ نفسي، ادْنُ يا ملكَ الموتِ فانتَهِ إلى ما أُمِرْتَ : فقال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : إذا أنت قُبِضتَ فمن يُغسِّلُك وفيم نُكفِّنُك ؟ ومن يُصلِّي عليك ؟ ومن يدخُلُ القبرَ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عليٌّ أمَّا الغُسلُ فاغسلني أنت، وابنُ عبَّاسٍ يصبُّ عليك الماءَ، وجبريلُ ثالثُكما، فإذا أنتم فرغتُم من غسلي فكفِّنوني في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وجبريلُ يأتيني بحنوطٍ من الجنَّةِ، فإذا أنتم وضعتموني على السَّريرِ فضعوني في المسجدِ، واخرجوا عنِّي فإنَّ أوَّلَ من يُصلِّي عليَّ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من فوقِ عرشِه، ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ، زُمَرًا زُمَرًا، ثمَّ ادخلوا فقُوموا صفوفًا صفوفًا لا يتقدَّمُ عليَّ أحدٌ، فقالت فاطمةُ : اليومَ الفِراقُ، فمتَى ألقاك، فقال لها : يا بُنيَّةُ تلقينني يومَ القيامةِ عند الحوضِ وأنا أسقِي من يرِدُ على الحوضِ من أمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تلقينني عند الميزانِ، وأنا أشفعُ لأمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : تلقينني عند الصِّراطِ وأنا أُنادي : ربِّ سلَّم أمَّتي من النَّارِ، فدنا ملَكُ الموتِ فعالج قبْضَ روحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا بلغ إلى الرُّكبتَيْن قال النَّبيُّ : أُوَاه ! فلمَّا بلغ الرَّوحُ إلى السُّرَّةِ نادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : واكرْبَاه ! فقالتْ فاطمةُ : كربي لكربِك يا أبتاه ! فلمَّا بلغ الرُّوحُ إلى الثُّندُوَةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ما أشدَّ مرارةَ الموتِ ! فولَّى جبريلُ وجهَه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ كرِهتَ النَّظرَ إليَّ ؟ فقال جبريلُ : يا حبيبي ومن تُطيقُ نفسُه أن ينظُرَ إليك وأنت تُعالِجُ سكَراتِ الموتِ، فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ يصُبُّ الماءَ، وجبريلُ عليه السَّلامُ معهما، وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وحُمِل على السَّريرِ، ثمَّ أدخلوه المسجدَ وخرج النَّاسُ عنه، وأوَّلُ من صلَّى عليه الرَّبُّ من فوقِ عرشِه تعالَى وتقدَّس ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ زُمَرًا زُمَرًا، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : لقد سمِعنا في المسجدِ همهمةً ولم نرَ لهم شخصًا، فسمِعنا هاتفًا يهتِفُ وهو يقولُ : ادخلوا رحِمكم اللهُ ! فصلُّوا على نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلمَ، فدخلنا فقُمنا صفوفًا كما أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكبَّرنا بتكبيرِ جبريلَ. وصلَّيْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصلاةِ جبريلَ ما تقدَّم منَّا أحدٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ودخل القبرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ودُفِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا انصرف النَّاسُ قالت فاطمةُ : يا أبا الحسنِ دفنتُم رسولَ اللهِ ؟ قال : نعم قالتْ فاطمةُ : كيف طابتْ أنفسُكم أن تحثوا التُّرابَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أما كان في صدورِكم لرسولِ اللهِ الرَّحمةُ ؟ أما كان مُعلِّمَ الخيرِ ؟ قال : بلى يا فاطمةُ، ولكنَّ أمرَ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذي لا مردَّ له، فجعلتْ تبكي، وتندُبُ وهي تقولُ : يا أبتاه ؟ الآن انقطع عنَّا جبريلُ وكان جبريلُ يأتينا بالوحيِ من السَّماءِ
 

1 - السِّرُّ أفضلُ منَ العلانيةِ والعلانيةُ أفضلُ مِمَّن أرادَ الاقتداءِ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/823 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/202)، وأخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (7012)، والديلمي في ((الفردوس)) (3572) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: إحسان - إخفاء العمل إحسان - الإخلاص إحسان - الحث على الأعمال الصالحة آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة بر وصلة - التعاون على البر والتقوى
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - أفضلُ طعامِ الدُّنيا والآخرةِ اللَّحمُ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/126 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/258)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/362)
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل اللحم أطعمة - الإدام أطعمة - سيد الإدام وسيد الشراب جنة - طعام أهل الجنة وشرابهم أطعمة - ما يحل من الأطعمة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - العلمُ أفضلُ العبادةِ ومِلاكُ الدِّينِ الورعُ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 1/77 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (11/ 38) (10969)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (40)، وابن عبد البر في ((بيان العلم وفضله)) (101) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: علم - الحث على طلب العلم علم - فضل العلم علم - فضل الفقه على العبادة آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة رقائق وزهد - الورع والتقوى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - ما من عملٍ أفضلُ من إشباعِ كبدٍ جائعٍ
خلاصة حكم المحدث : أورده في كتاب الموضوعات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/520 التخريج : أخرجه الترمذي في ((العلل الكبير)) (571)، وابن حبان في ((المجروحين)) (1/349) واللفظ لهما، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/239) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - إطعام الطعام رقائق وزهد - أي الأعمال أفضل رقائق وزهد - بذل المعروف للناس إحسان - الحث على الأعمال الصالحة صدقة - الحث على المعروف وإعانة الملهوف وإغاثته
|أصول الحديث

5 - أفضلُ العبادةِ انتظارُ الفرجِ منَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ

6 - للمرأةِ سِتران : القبرُ والزَّوجُ، [ قيل ] : فأيُّهما أفضلُ ؟ قال : القبرُ
خلاصة حكم المحدث : موضوع والمتهم به خالد القشيري
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/551 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8240)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/15) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - ما جاء في ترغيبات تختص بها النساء نكاح - الحث على التزويج نكاح - حق الزوج على المرأة نكاح - عشرة النساء
|أصول الحديث

7 - ركعتان من المتزوِّجِ أفضلُ من سبعين ركعةٍ من العزَبِ
خلاصة حكم المحدث : أورده في كتاب الموضوعات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/42 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (4/264)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/257) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - مضاعفة الحسنات صلاة الجماعة والإمامة - الخشوع في الصلاة نكاح - الحث على التزويج نكاح - ما جاء في العزوبة
|أصول الحديث

8 - يأتي على النَّاسِ زمانٌ يكونُ أفضلُ الرِّباطِ رباطُ جدَّةَ
خلاصة حكم المحدث : لا صحة له
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/310 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (6/178)
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرباط في سبيل الله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - فضل جدة مناقب وفضائل - فضائل أماكن متعددة من الأرض وما ورد ذمه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - رَكعَتانِ مِنَ المتَزَوِّجِ أفضَلُ مِن سَبعينَ رَكعةً من الأعزَبِ
خلاصة حكم المحدث : [موضوع]
الراوي : أنس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : فيض القدير
الصفحة أو الرقم : 4/ 38 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (6089)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1249) واللفظ لهما، وتمام في ((فوائده)) (751) بنحوه.
|أصول الحديث

10 - من شغله ذِكري، عن مسألتي أعطيتُه أفضلَ ما أُعطي السَّائلين
خلاصة حكم المحدث : أورده في كتاب الموضوعات
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/421 التخريج : أخرجه البخاري في ((خلق أفعال العباد)) (ص109)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (572)، وأخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (1850) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى علم - فضل مجالس العلم والذكر إحسان - الحث على الأعمال الصالحة إيمان - الوعد
|أصول الحديث

11 - لَردُّ دانقٍ من حرامٍ أفضلُ عند اللهِ من سبعين حجَّةً مبرورةً
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/341 التخريج : أخرجه ابن حبان في ((المجروحين)) (1/167)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/344) باختلاف يسير، والرافعي في ((التدوين)) (1/181)
التصنيف الموضوعي: إجارة - الحث على الحلال واجتناب الحرام مظالم - التحلل من الظلم إحسان - الحث على الأعمال الصالحة بيوع - اجتناب الشبهات بيوع - الترهيب من كسب الحرام والترغيب في كسب الحلال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

12 - ما أُنفِقتِ الورِقُ في شيءٍ أفضلَ من نحرٍ يُنحَرُ في يَومِ عيدٍ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/569 التخريج : أخرجه الطبراني (10894) (11/ 17)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/ 369)، والدارقطني (4752)، والبيهقي (19046) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - سنة الأضحية أضاحي - فضل الأضحية صدقة - أي الصدقة أفضل صدقة - فضل الصدقة والحث عليها آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

13 - سُئِلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن أفضلِ الصِّيامِ فقالَ صيامُ شَعبانَ تعظيمًا لرَمضانَ.
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أنس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/556
التصنيف الموضوعي: صيام - صيام شعبان صيام - فضل شهر رمضان
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة

خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/734
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - أي الأعمال أفضل رقائق وزهد - الحب في الله إيمان - الحب في الله والبغض فيه من الإيمان
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة

15 - رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي مَكتوبًا على بابِ الجنَّةِ الصَّدقةُ بعشرِ أمثالِها والقرضُ بثمانيةَ عشرَ فقلتُ لجبريلَ ما بالُ القرضِ أفضلُ منَ الصَّدقةِ قالَ لأنَّ السَّائلَ يسألُ وعندَه والمستقرضُ لا يستقرضُ إلَّا من حاجةٍ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/602 التخريج : أخرجه ابن ماجه (2431)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6719)، وابن حبان في ((المجروحين)) (1/ 346)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3288) جميعا بلفظه.
التصنيف الموضوعي: صدقة - فضل الصدقة والحث عليها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - الإسراء والمعراج فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي إيمان - الملائكة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

16 - عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ، قال: قلتُ لعَليِّ بنِ أبي طالبٍ: المَشيُ أمامَ الجِنازةِ أفضَلُ؟ فقال: إنَّ فَضلَ الماشي خَلفَها على الماشي أمامَها كفَضلِ الصَّلاةِ المَكتوبةِ على التَّطوُّعِ. قلتُ: برَأيِك تقولُ؟ قال: بل سَمِعتُه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
خلاصة حكم المحدث : لا يثبت، إسناد الحديث شديد الوهي.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : ناسخ الحديث ومنسوخه
الصفحة أو الرقم : 288 التخريج : أخرجه عبد الرزاق (6267)، مطولا، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (8/ 203)، والديلمي كما في ((زهر الفردوس)) (2134)، مختصرا.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - المشي في الجنازة والركوب فيها آداب عامة - ضرب الأمثال اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

17 - إذا جاوزتمُ الخمسينَ من مُهاجري إلى المدينةِ فإنَّهُ سيَكونُ جوارٌ ورباطٌ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ويَكونُ بمَكةَ رباطٌ قالَ والَّذي نفسي بيدِه ليجيئونَ عَدْوًا للكعبةِ ما تدرونَ من أيِّ أرجائِها يجيئونَ فما رباطٌ تحتَ ظلِّ السَّماءِ مَشرقٌ ولا مَغربٌ أفضلُ من رباطٍ بمَكَّةَ

18 - عن أبي سَعيدٍ قال: قُلتُ لعليِّ بنِ أبي طالِبٍ: المَشيُ أمامَ الجِنازةِ أفضَلُ؟ فقال: إنَّ فَضلَ الماشي خَلفَها على الماشي أمامَها كفَضلِ صَلاةِ المَكتوبةِ على التَّطَوُّعِ، قُلتُ: برَأيِك تَقولُ؟ قال: بَل سَمِعتُه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غَيرَ مَرَّةٍ ولا مَرَّتَينِ، حتَّى بَلَغَ سَبعَ مَرَّاتٍ

19 - لمَّا خلقَ اللَّهُ العَقلَ قالَ لَهُ : قُم فقامَ ثمَّ قالَ لَهُ أدبِرْ فأدبرَ ثمَّ قالَ لَهُ أقبِل فأقبلَ ثمَّ قالَ لَهُ اقعُد فقَعدَ فقالَ ما خلقتُ خَلقًا هوَ خيرٌ مِنكَ ولا أَكْرَمَ منكَ، ولا أفضلَ منكَ، ولا أحسَن مِنكَ بِكَ آخذُ وبِكَ أُعطي وبِكَ أُعرَفُ وإيَّاكَ أعاقبُ لَكَ الثَّوابُ وعليكَ العِقابُ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/272 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((العقل وفضله)) (14)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1845)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (2/390) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: خلق - عجائب المخلوقات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات قيامة - الحساب والقصاص آداب عامة - فضل العقل والذكاء
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

20 - أنَّ ابنَ عبَّاسٍ دخلَ علَى عائشةَ فقالَ : يا أمَّ المؤمنينَ الرَّجلُ يقلُّ قِيامُهُ ويَكْثرُ رقادُهُ وآخرُ يَكْثرُ قيامُهُ ويقلُّ رقادُهُ أيُّهُما أحبُّ إليكِ ؟ فقالَت : سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كَما سألتَني فَقالَ : أحسنُهُما عقلًا، فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ أسألُكَ عن عبادتِهِما ؟ فقالَ يا عائشةُ إنَّما يُسألانِ عن عُقولِهِما، فَمن كانَ أعقلَ كانَ أفضلَ في الدُّنيا والآخِرةِ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/276 التخريج : أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (9/ 326)، وابن الجوزي في ((ذم الهوى)) (صـ6)، وأبو محمد الكردي في ((جزء له)) (17) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: قيامة - الحساب والقصاص آداب عامة - فضل العقل والذكاء إيمان - مسؤولية الإنسان عن أعماله علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

21 - كانَ في عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ تعجَّبْنا تعبُّدَه واجتِهادَه فذَكرناهُ لرسولِ اللَّه باسمِه فلم يعرفْه ووصفناه بصفتِه فلم يعرفْه شيئًا نحنُ نُذَكِّرُه إذ طلعَ الرَّجلُ فقُلنا هوَ هذا فقالَ إنَّكم لَتُخبرونَ عن رجلٍ على وجهِه سَفعةٌ منَ الشَّيطانِ فأقبلَ حتَّى وقفَ عليهم فلم يُسلِّم فقالَ لَه رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نشدتُّكَ اللَّهَ هل قلتَ حينَ وقفتَ على المَجلِسِ ما في القومِ أحدٌ أفضلُ منِّي وخيرٌ منِّي فقالَ اللَّهمَّ نعَم ثمَّ دخلَ فصلَّى فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مَنْ يقتلُ الرَّجلَ قالَ أبو بَكرٍ أنا فدخلَ عليهِ فوجدَه يصلِّي فقالَ سبحانَ اللَّهِ أقتلُ رجلًا يصلِّي وقد نَهانا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن ضربِ المصلِّينَ فخرجَ وذكرَ باقي الحديثِ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/812 التخريج : أخرجه الدارقطني (1756)، باختلاف يسير، وأبو يعلى (90)، باختلاف يسير مطولا، والآجري في ((الشريعة)) (50)، بلفظ مقارب مطولا.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - العجب رقائق وزهد - الموبقات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات صلاة - النهي عن ضرب المصلين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

22 - خرج من المدينةِ أربعون رجلًا من اليهودِ، فقالوا : انطلقوا بنا إلى هذا الكاهنِ الكذَّابِ حتَّى نوبِّخَه في وجهِه، ونُكذِّبَه، فإنَّه يقولُ : إنِّي رسولُ ربِّ العالمين، إذ خرج عليهم عمرُ بنُ الخطَّابِ من عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعمرُ يقولُ : ما أحسنَ ظنَّ محمَّدٍ باللهِ، وأكثرَ شُكرَه لما أعطاه فسمِعتِ اليهودُ هذا الكلامَ من عمرَ، فقالوا : ما ذاك محمَّدٌ، ولكن ذاك موسَى بنُ عِمرانَ كلَّمه اللهُ، فضرب عمرُ بيدِه إلى شَعرِ اليهوديِّ، وجعل يضرِبُه فهربتِ اليهودُ، فقالوا : مُرُّوا بنا ندخلُ على محمَّدٍ نشكو إليه، فلمَّا دخلوا عليه، قالت اليهودُ : يا محمَّدُ ! نُعطي الجزيةَ ونُظلمُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( من ظلَمكم ؟ ) ) قالوا : عمرُ بنُ الخطَّابِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( ما كان عمرُ ليظلمَ أحدًا حتى يسمعَ مُنكرًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لبلالٍ : ادْعُ لي عمرَ، فخرج بلالٌ فقال : يا عمرُ ! قال لبَّيْك قال : أجِبْ نبيَّك، فدخل عمرُ فقال : يا عمرُ لم ظلمْتَ هؤلاء اليهودَ ؟ فقال عمرُ : والَّذي نفسُ عمرَ بيدِه لو كان بيدي سيفًا لضربتُ به أعناقَهم أجمعَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولم يا عمرُ ؟ قال خرجتُ من عندِك وأنا أقولُ : ما أحسنَ ظنَّ محمَّدٍ باللهِ وأكثرَ شُكرَه لما أعطاه، فقالت اليهودُ : ما ذاك محمَّدٌ، ولكن ذاك موسَى بنُ عِمرانَ، فأغضبوني، فويلُ نفسي أموسَى خيرٌ منك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : موسَى أخي وأنا خيرٌ منه، لقد أُعطيتُ أفضلَ منه، فعجِبتِ اليهودُ من ذلك فقالت : هذا أرَدْنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ما ذاك ؟ فقالت اليهودُ : آدمُ خيرٌ منك، ونوحٌ خيرٌ منك وعيسَى خيرٌ منك، وسليمانُ خيرٌ منك، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم : كذبْتُم، بل أنا خيرٌ من هؤلاء أجمعين، وأنا أفضلُ منهم، فقالتِ اليهودُ : أنت ؟ قال : أنا، قالوا : هاتِ بيانَ ذلك في التَّوراةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ادْعُ عبدَ اللهِ بنَ سلامٍ، والتَّوراةُ بيني وبينهم فنصَب التَّوراةَ، وقال : يا معشرَ اليهودِ أتقولون إنَّ آدمَ خيرٌ منِّي ؟ قالوا : نعم، قال : فلم ؟ قالوا : لأنَّ اللهَ خلقه بيدِه ونفخ فيه من روحِه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : آدمُ أبي ولقد أُعطِيتُ خيرًا منه، إنَّ المنادي ينادي في كلِّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ من الشَّرقِ إلى الغربِ : أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، ولا يقالُ : آدمُ رسولُ اللهِ ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ، وليس بيدِ آدمَ، فقالت اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ، وهذا مكتوبٌ في التَّوراةِ، قالوا هذه واحدةٌ، فقالت اليهودُ : موسَى خيرٌ منك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولم ؟ قالوا : لأنَّ اللهَ كلَّمه بأربعةِ آلافِ كلِمةٍ وأربعِمائةٍ وأربعين كلمةً ولم يكلِّمْك بشيءٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لقد أُعطِيتُ أفضلَ منه قالوا : وما ذاك ؟ قال : قولُه تعالَى في كتابِه { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } حملني على جناحِ جبريلَ حتَّى أتَى بي السَّماءَ السَّابعةَ، وجاوزتُ سِدرةَ المُنتهَى عند جنَّةِ المأوَى، حتَّى تعلَّقتُ بساقِ العرشِ فنُودي من فوقِ العرشِ : يا محمَّدُ إنِّي أنا اللهُ لا إلهَ إلَّا أنا، ورأيتُ ربِّي عزَّ وجلَّ بعيني فهذا أفضلُ من ذاك، فقال اليهودُ صدقْتَ يا محمَّدُ، وهذا مكتوبٌ في التَّوراةِ وقالوا : هاتان اثنتان، قالوا : ونوحٌ خيرٌ منك، قال : ولم ؟ قالوا : إنَّ سفينتَه استوَتْ على الجُودِيِّ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لقد أُعطِيتُ أفضلَ منه، قالوا : وما ذاك ؟ قال : إنَّ اللهَ تعالَى يقولُ { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) } فالكوثرُ نهرٌ في السَّماءِ السَّابعةِ، مجراه من تحتِ العرشِ، عليه ألفُ ألفِ قصرٍ، حشيشُه الزَّعفرانُ، ورَضراضُه الدُّرُّ والياقوتُ، وتُرابُه المسكُ الأبيضُ لي ولأمَّتي، قالت اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ ها هو مكتوبٌ في التَّوراةِ، قالوا : هذه ثلاثٌ، قالوا : إبراهيمُ خيرٌ منك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولم ؟ قالوا : لأنَّ اللهَ اتَّخذه خليلًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إبراهيمُ خليلُ اللهِ وأنا حبيبُه وقال رسولُ اللهِ : تدرون لأيِّ شيءٍ سُمِّيتُ محمَّدًا ؟ سمَّاني محمَّدًا لأنَّه اشتَقَّ اسمي من اسمِه هو الحميدُ، وأنا محمَّدٌ وأمَّتي الحمَّادون ، فقالتِ اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ هذا أكبرُ من ذلك، فقالت اليهودُ : هذه أربعٌ. فقالت اليهودُ : عيسَى خيرٌ منك، فقال : ولم ؟ قالوا : لأنَّ عيسَى صعِد ذات يومٍ عقبةَ بيتِ المقدسِ فجاءت الشَّياطينُ لتحمِلَه، فأمر اللهُ جبريلَ فضرب بجناحِه الأيمنِ وجوهَهم وألقاهم في النَّارِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لقد أُعطِيتُ خيرًا منه انقلبْتُ من قتالِ المشركين يومَ بدرٍ، وأنا جائعٌ شديدُ الجوعِ، فلمَّا انصرفْتُ استقبلتني امرأةٌ يهوديَّةٌ وعلى رأسِها جَفنةٌ ، وفي الجَفنةِ جَديٌ مشوِيٌّ وفي كُمِّها سكَّرٌ فقالت : يا محمَّدُ الحمدُ للهِ الَّذي سلَّمك، ولقد كنتُ نذرتُ للهِ نذرًا إذا انقلبتَ سالمًا من هذا الغزوِ لأذبحنَّ الجَديَ وأشوِيَنَّه ولأحمِلَنَّه إلى محمَّدٍ ليأكُلَه، فنزلتُ فضربْتُ بيدي فيه، فاسْتُنطِق الجِديُ، فاستوَى على أربعٍ قائمًا وقال يا محمَّدُ لا تأكُلْ منِّي فإنِّي مسمومٌ، فقال اليهودُ : صدقت يا محمَّدُ هذا أكبر من ذاك، قالوا : هذه خمسٌ، بَقِيتْ واحدةٌ، ونقومُ، قالوا : سليمانُ خيرٌ منك فقال : فلم ؟ قالت : لأنَّ اللهَ تعالَى سخَّر له الشَّياطينَ والجنَّ والإنسَ والرِّياحَ، وعلَّمه كلامَ الطَّيرِ والهوامِّ، فقال : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لقد أُعطِيتُ أفضلَ منه، قالوا : وما ذاك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : لئن كان اللهُ سخَّر له الشَّياطينَ والجنَّ والإنسَ والرِّياحَ، فقد سخَّر لي البُراقَ خيرٌ من الدُّنيا بحذافيرِها ، وهي دابَّةٌ من دوابِّ الجنَّةِ، وجهُه كوجهِ آدميٍّ، وحوافرُه كحوافرِ الخيلِ، وذنبُها كذنبِ البقرةِ، فوقَ الحمارِ، ودونَ البغلِ، سَرجُه من ياقوتٍ أحمرَ وركابُه من دُرٍّ أبيضَ، مزمومٌ بسبعين ألفَ زِمامٍ من الذَّهبِ، لها جناحان مكلَّلان بالدُّرِّ والياقوتِ، مكتوبٌ بين عينيه : لا إلهَ إلَّا اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقالت اليهودُ : صدقْتَ يا محمَّدُ، ها هو ذا مكتوبٌ في التَّوراةِ، هذا أكبرُ من ذلك، وقالت اليهودُ : نشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّك محمَّدٌ عبدُه ورسولُه

23 - ليس في الموقفِ بعرفةَ قولٌ ولا عملٌ أفضلَ من هذا الدُّعاءِ وأوَّلُ من ينظُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليه صاحبُ هذا القولِ إذا وقف بعرفةَ فيستقبلُ البيتَ الحرامِ بوجهِه ويبسطُ يدَيْه كهيئةِ الدَّاعي، ثمَّ يلبِّي ثلاثًا ويكبِّرُ ثلاثًا ويقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، يحيي ويميتُ بيدِه الخيرُ. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ، أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ اللهَ قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يتعوَّذُ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ، إنَّ اللهَ هو السَّميعُ العليمُ يقولُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ يقرأُ فاتحةَ الكتابِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ويبدأُ في كلِّ مرَّةٍ ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، وفي آخرِ فاتحةِ الكتابِ يقولُ كلَّ مرَّةٍ آمينَ ، ثمَّ يقرأُ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } مائةَ مرَّةٍ يقولُ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، ثمَّ يُصلَّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : صلَّى اللهُ وملائكتُه على النَّبيِّ الأمِّيِّ وعليه السَّلامُ، ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، ثمَّ يدعو لنفسِه ويجتهدُ في الدُّعاءِ لوالدَيْه ولقرابتِه ولإخوانِه في اللهِ من المؤمنين والمؤمناتِ، فإذا فرغ من دعائِه عاد في مقالتِه هذه ويقولُ ثلاثًا، لا يكونُ له في الموقفِ قولٌ ولا عملٌ حتَّى يمسيَ غيرَ هذا، فإذا أمسَى باهَى اللهُ به الملائكةَ يقولُ : انظُروا إلى عبدي استقبل بيتي وكبَّرني، ولبَّاني، وسبَّحني، وحمِدني، وهلَّلني، وقرأ بأحبِّ السُّورِ إليَّ، وصلَّى على نبيِّي أُشهِدُكم أنِّي قد قبِلتُ عملَه، وأوجبتُ له أجرَه، وغفرتُ له ذنبَه، وشفَّعتُه فيمن شفع له، فلو شفع في هذا الموقفِ شفَّعتُه فيهم

24 - رَجَبٌ شَهرُ اللهِ، وشَعبانُ شَهري، ورَمَضانُ شَهرُ أُمَّتي، فمَن صامَ رَجَبًا إيمانًا واحتِسابًا استَوجَبَ رِضوانَ اللهِ الأكبَرَ، وأسكَنَه الفِردَوْسَ الأعلى؛ ومَن صامَ [مِن] رَجَبٍ يَومَيْنِ فله مِنَ الأجْرِ ضِعفانِ، ووَزنُ كُلِّ ضِعفٍ مِثلُ جِبالِ الدُّنيا، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ جَعَلَ اللهُ بَينَه وبَينَ النارِ خَندَقًا طُولُ مَسيرةِ ذلك سَنةٌ، ومَن صامَ أربَعةَ أيَّامٍ عُوفيَ مِنَ البَلاءِ والجُذامِ والجُنونِ والبَرَصِ، ومِن فِتنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، ومِن عَذابِ القَبرِ، ومَن صامَ مِن رَجَبَ سِتَّةَ أيَّامٍ خَرَجَ مِن قَبرِه ووَجهُه أضوَأُ مِنَ القَمَرِ لَيلةَ البَدرِ، ومَن صامَ سَبعةَ أيَّامٍ فإنَّ لِجَهنَّمَ سَبعةَ أبوابٍ يُغلِقُ اللهُ تَعالى عنه بصَومِ كُلِّ يَومٍ بابًا مِن أبوابِها، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ ثَمانيةَ أيَّامٍ فإنَّ لِلجَنَّةِ ثَمانيةَ أبوابٍ يَفتَحُ له بصَومِ كُلِّ يَومٍ بابًا مِن أبوابِها، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ تِسعةَ أيَّامٍ خَرَجَ مِن قَبرِه وهو يُنادي: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فلا يُرَدُّ وَجهُه دونَ الجَنَّةِ، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ عَشَرةَ أيَّامٍ جَعَلَ اللهُ له على كُلِّ مِيلٍ مِنَ الصِّراطِ فِراشًا يَستَريحُ عليه، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ أحَدَ عَشَرَ يَومًا لم يُرَ في القيامةِ عَبدٌ أفضَلُ منه إلَّا مَن صامَ مِثلَه أو زادَ عليه، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ اثنَيْ عَشَرَ يَومًا كَساهُ اللهُ يَومَ القيامةِ حُلَّتَيْنِ، الحُلَّةُ الواحِدةُ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ ثَلاثةَ عَشَرَ يَومًا وُضِعَ له يَومَ القيامةِ مائِدةٌ في ظِلِّ العَرشِ، فيَأكُلُ والناسُ في شِدَّةٍ شَديدةٍ، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ أربَعةَ عَشَرَ يَومًا أعطاه اللهُ تَعالى مِنَ الثَّوابِ ما لا عَينٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعتْ، ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ، ومَن صامَ مِن رَجَبٍ خَمسةَ عَشَرَ يَومًا وَقَفَهُ اللهُ يَومَ القيامةِ مَوقِفَ الآمِنينَ، فلا يَمُرُّ به مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرسَلٌ إلَّا قال له: طُوباكَ أنتَ مِنَ الآمِنينَ.
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/576 التخريج : أخرجه الديلمي في ((الفردوس)) (3274) مختصراً، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/205)، والشجري في ((ترتيب أماليه)) (1834) مطولاً.
التصنيف الموضوعي: حج - الأشهر الحرم استغفار - أسباب المغفرة صيام - صوم رجب صيام - فضل شهر رمضان صيام - فضل شهر شعبان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

25 - حضرتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ، فإذا بأعرابيٍّ حافٍ، راجلٍ، بدويٍّ قد وقف علينا، فسلَّم فردَدْنا عليه فقال : يا قومُ أيُّكم محمَّدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أنا محمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقال الأعرابيُّ : لقد آمنتُ بك قبل أن أراك وأجبتُك قبل أن ألقاك، وصدَّقتُك قبل أن أرَى وجهَك, ولكنِّي أريدُ أن أسألَك عن خِصالٍ، قال سَلْ عمَّا بدا لك، فقال : فداك أبي وأمِّي أليس اللهُ عزَّ وجلَّ كلَّم موسَى ؟ قال بلى، قال : وخلق عيسَى من روحِ القُدُسِ ؟ قال : بلى. قال : واتَّخذ ابراهيمَ خليلًا، واصطفَى آدمَ ؟ قال : بلى، قال : بأبي أنت وأمَّي أيَّ شيءٍ أُعطِيت من الفضلِ ؟ فأطرق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهبط عليه جبريلُ، فقال : اللهُ يُقرئُك السَّلامُ وهو يسألُك عمَّا هو أعلمُ به منك يقولُ : يا حبيبي ! لمَ أطرقت ؟ ارفعْ رأسَك، ورُدَّ على الأعرابيِّ جوابَه، قال : أقولُ ماذا يا جبريلُ ؟ قال اللهُ يقولُ : إن كنتُ اتَّخذتُ إبراهيمَ خليلًا، فقد اتَّخدتُك من قبلُ حبيبًا، وإن كلَّمتُ موسَى في الأرضِ فقد كلَّمتُك وأنت معي في السَّماءِ والسَّماءُ أفضلُ من الأرضِ، وإن كنتُ خلقتُ عيسَى من روحِ القُدُسِ ، فقد خلقتُ اسمَك قبل أن أخلُقَ الخلْقَ بألفيْ سنةٍ، ولقد وطِئْتَ في السَّماءِ مَوطِئًا لم يطَأْه أحدٌ قبلَك، ولا يَطأْه أحدٌ بعدك، وإن كنتُ قد اصطفيْتُ آدمَ، فقد ختمْتَ الأنبياءَ، ولقد خلقْتُ مائةَ ألفِ نبيٍّ، وأربعةً وعشرين ألفَ نبيٍّ، ما خلقتُ خلقًا أكرمَ عليَّ منك، ومن يكونُ أكرمَ عليَّ منك ؟ ولقد أُعطِيتَ الحوضَ، والشَّفاعةَ، والنَّاقةَ، والقضيبَ، والميزانَ، والوجهَ الأقمرَ، والجملَ الأحمرَ، والتَّاجَ، والهراوةَ، والحجَّةَ، والعُمرةَ، والقرآنَ، وفضلَ شهرِ رمضانَ، والشَّفاعةُ كلُّها لك حتَّى ظلُّ عرشي في القيامةِ على رأسِك ممدودٌ وتاجُ المُلكِ على رأسِك معقودٌ، ولقد قرنْتُ اسمَك مع اسمي، ولا أُذكَرُ في موضعٍ حتَّى تُذكرَ معي، ولقد خلقتُ الدُّنيا وأهلَها لأعرِّفَهم كرامَتك عليَّ، ومنزِلتَك عندي، ولولاك يا محمَّدُ ما خلقتُ الدُّنيا

26 - لمَّا نزلتْ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ النَّصر : 1 ] إلى آخرِ السُّورةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ نفسي قد نُعِيَتْ، قال جبريلُ : { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى } [ الضُّحى : 4 - 5 ] فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلالًا ينادي : الصَّلاةُ جامعةٌ، فاجتمع المهاجرون، والأنصارُ إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بالنَّاسِ ثمَّ صعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ خطَب خُطبةً وَجِلتْ منها القلوبُ وبكتْ منها العيونُ، ثمَّ قال : أيُّها النَّاسُ أيُّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟ فقالوا : جزاك اللهُ من نبيٍّ خيرًا فلقدْ كُنتَ لنا كالأبِ الرَّحيمِ، وكالأخِ النَّاصحِ المشفقِ، أدَيْتَ رسالاتِ اللهِ وأبلغتنا وحيَه، ودعوتَ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، فجزاك اللهُ عنَّا أفضلَ ما جازَى نبيًّا عن أمَّتِه، فقال لهم : معاشرَ المسلمين أنشدُكم باللهِ، وبحقِّي عليكم، من كانت له قِبَلي مَظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم اللهَ، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم الثَّالثةَ : معاشرَ المسلمين ! من كانت له من قِبَلي مظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي قبلَ القِصاصِ في القيامةِ فقام من بينِ المسلمين شيخٌ كبيرٌ يُقالُ له عُكَّاشةُ، فتخطَّى المسلمين حتَّى وقف بينَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : فِداكَ أبي وأمِّي، لولا أنَّك ناشدتَنا مرَّةً بعدَ أخرَى ما كنتُ بالَّذي أنقلِعُ على شيءٍ منك، كنتُ معك في غَزاةٍ فلمَّا فتح اللهُ علينا فكنَّا في الانصرافِ، حاذت ناقتي ناقتَك فنزلتُ عن النَّاقةِ ودنوتُ منك لأقبِّلَ فخِذَك، فرفعتَ القضيبَ فضربتَ خاصرتي ، فلا أدري أكان عمدًا منك أم أردتَ ضربَ النَّاقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ أُعيذُك بجلالِ اللهِ أن يتعمَّدَك رسولُ اللهِ بالضَّربِ. يا بلالُ انطلِقْ إلى منزلِ فاطمةَ وأتني بالقضيبِ الممشوقِ، فقالت فاطمةُ : وما يصنعُ أبي بالقضيبِ الممشوقِ، وليس هذا يومَ حجٍّ ولا يومَ غَزاةٍ ؟ فقال : يا فاطمةُ ما أغفلَك عمَّا فيه أبوك ؟ إنَّ رسولَ اللهِ يُودِّعُ الدِّينَ ويُفارِقُ الدُّنيا، ويُعطي القِصاصَ من نفسِه، فقالت فاطمةُ : يا بلالُ ومن ذا الَّذي تطيبُ نفسُه أن يقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ يا بلالُ إذن فقلْ للحسنِ والحسينِ يقومان إلى هذا الرَّجلِ فيقتصَّ منهما ولا يدعانه يقتصُّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخلَ بلالٌ المسجدَ، ودفع القضيبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القضيبَ إلى عُكَّاشةَ، فلمَّا نظر أبو بكرٍ وعمرُ إلى ذلك قاما فقالا : يا عُكَّاشةُ ها نحن بين يدَيْك، فاقتصَّ منَّا ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : امضِ أبا بكرٍ، وأنتَ يا عمرُ فامضِ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مكانَكما ومقامَكما، فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال : يا عُكَّاشةُ أنا في الحياةِ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تطيبُ نفسي أن تضرِبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهذا ظهرِي وبطني فاقتصَّ منِّي بيدِك واجلدنِي مائةً، ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليُّ اقعُدْ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مقامَك ونيَّتَك، وقام الحسنُ والحسينُ فقالا : يا عُكَّاشةُ أليس تعلَّمُ أنا سِبطا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فالقِصاصُ منَّا كالقِصاصِ من رسولِ اللهِ، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اقعُدا يا قُرَّةَ عيني، لا نَسِي اللهُ لكما هذا المقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ اضرِبْ إن كنتَ ضاربًا، فقال : يا رسولَ اللهِ ضربتني وأنا حاسرٌ عن بطني، فكشف عن بطنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصاح المسلمون بالبكاءِ، وقالوا : ترَى عُكَّاشةَ ضاربًا بطنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فلمَّا نظر عُكَّاشةُ إلى بياضِ بطنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّه القَبَاطِيُّ لم يملكْ أن أكبَّ عليه فقبَّل بطنَه وهو يقولُ : فداكَ أبِي وأمِّي، ومن تُطيقُ نفسُه أن يقتصَّ منك ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إمَّا أن تضرِبَ وإمَّا أن تعفوَ، فقال : قد عفوتُ عنك رجاءَ أن يعفوَاللهُ عنِّي في القيامةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أراد أن ينظُرَ إلى رفيقِي في الجنَّةِ فلينظُرْ إلى هذا الشَّيخِ، فقام المسلمون، فجعلوا يُقبِّلون ما بين عينَيْه، ويقولون : طوباك، طوباك نِلتَ الدَّرجاتِ العُلَى، ومرافقةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمرِض رسولُ اللهِ من يومِه فكان مرضُه ثمانيةَ عشرَ يومًا يعودُه النَّاسُ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وِلِد يومَ الإثنين، وبُعث يومَ الإثنين، وقُبِض يومَ الإثنين، فلمَّا كان يومُ الأحدِ ثَقُل في مرضِه، فأذَّن بلالٌ، ثمَّ وقف بالبابِ فنادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، الصَّلاةَ يرحمُكَ اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقالتْ فاطمةُ : يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه فدخل بلالٌ المسجدَ فلمَّا أسفر الصُّبحُ قال : واللهِ لا أُقيمُها أو أستأذِنُ سيِّدي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج وقام بالبابِ ونادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ الصَّلاةُ يرحمُك اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقال : ادخُلْ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ مشغولٌ بنفسِه مُرْ أبا بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ فخرج ويدُه على أمِّ رأسِه يقولُ : يا غوْثاه باللهِ ! وانقطاعَ رجائي، وانفصامَ ظهري، ليتني لم تلِدْني أمِّي، وإذ ولدتني لم أشهَدْ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا اليومَ ثم قال يا أبا بكرٍ ألا إنَّ رسولَ اللهِ أمرك أن تصلِّيَ بالنَّاسِ فتقدَّم أبو بكرٍ، وكان رجلًا رقيقًا، فلمَّا نظر إلى [ خلُوِّ ] المكانِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يتمالَكْ أن خرَّ مغشيًّا عليه، وصاح المسلمون بالبكاءِ، فسمِع رسولُ اللهِ ضجيجَ النَّاسِ، فقال ما هذه الضَّجَّةُ ؟ فقالوا : ضجَّةُ المسلمين لفقدِك يا رسولَ اللهِ ! فدعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا والعبَّاسَ، فاتَّكأ عليهما فخرجَ إلى المسجدِ فصلَّى بالنَّاسِ ركعتَيْن خفيفتَيْن، ثمَّ أقبل بوجهِه المليحِ عليهم فقال : معشرَ المسلمين أستودِعُكم اللهَ، أنتم في رجاءِ اللهِ وأمانتِه، واللهُ خليفتي عليكم، معاشرَ المسلمين عليكم باتِّقاءِ اللهِ ! وحفْظِ طاعتِه من بعدي، فإنِّي مفارقٌ الدُّنيا هذا أوَّلُ يومٍ من أيَّامِ الآخرةِ، وآخرُ يومٍ من الدُّنيا فلمَّا كان يومُ الإثنينِ اشتدَّ به الأمرُ، وأوحَى اللهُ تعالَى إلى ملَكِ الموتِ أن اهبِطْ إلى حبيبي وصفيِّي محمَّدٍ في أحسنِ صورةٍ، وارفُقْ به في قبضِ روحِه، فهبط ملَكُ الموتِ، فوقف بالبابِ شبهَ أعرابيٍّ، ثمَّ قال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ، ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فقالت عائشةُ لفاطمةَ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ : آجرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه، فنادَى الثَّانيةَ فقالت عائشةُ : يا فاطمةُ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ آجركَ اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ اليومَ مشغولٌ بنفسِه، ثمَّ دعا الثَّالثةَ فقال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فلا بدَّ من الدُّخولِ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ ملَكِ الموتِ، فقال : يا فاطمةُ مَن بالبابِ ؟ فقالت : يا رسولَ اللهِ إنَّ رجلًا بالبابِ يستأذِنُ في الدُّخولِ فأجبناه مرَّةً بعد أخرَى فنادَى في الثَّالثةِ صوتًا اقشعرَّ منه جلدي، وارتعَدَتْ منه فرائصي، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا فاطمةُ أتدرين من بالبابِ ؟ هذا هادمُ اللَّذاتِ ومفرِّقُ الجماعاتِ، هذا مُرمِّلُ الأزواجِ، ومُوتِمُ الأولادِ، هذا مخرِّبُ الدُّورِ، وعامرُ القبورِ، هذا ملَكُ الموتِ، ادخلْ يرحمْك اللهُ يا ملَكَ الموتِ جئتني زائرًا أم قابضًا ؟ قال : جئتُك زائرًا وقابضًا، وأمرني اللهُ عزَّ وجلَّ أن لا أدخلَ عليك إلَّا بإذنِك، ولا أقبضُ روحَك إلَّا بإذنِك، فإن أذِنتَ وإلَّا رجِعتُ إلى ربِّي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا ملَكَ الموتِ أين خلَّفت حبيبي جبريلَ ؟ فقال : خلَّفتُه في السَّماءِ الدُّنيا والملائكةُ يُعزُّونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريلُ، فقعد عندَ رأسِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ! هذا الرَّحيلُ من الدُّنيا فبشِّرْني ما لي عند اللهِ ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ إنِّي تركتُ أبوابَ السَّماءِ قد فُتِحَتْ والملائكةُ قد قاموا صفوفًا بالتَّحيَّةِ والرَّيحانِ يُحيُّونَ روحَك يا محمَّدُ، فقال : لوجهِ ربِّي الحمدُ، فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أُبشِّرُك أنَّ أبوابَ الجنَّةِ قد فُتِّحتْ، وأنهارُها قد اطَّردتْ وأشجارُها قد تدلَّتْ، وحورُها قد تزيَّنتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ. قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! بشِّرْني يا جبريلُ، قال : أبوابُ النِّيرانِ قد أطبَقتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ، قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أنت أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ في القيامةِ، قال لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ : يا حبيبي عمَّ تسألُني ؟ قالَ : أسألُك عن غمِّي وهمِّي من لقُرَّاءِ القرآنِ من بعدي، من لصُّوَّامِ رمضانَ من بعدي ؟ من لحُجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ من بعدي ؟ من لأمَّتي المصطفاةِ من بعدي ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : قد حرَّمتُ الجنَّةَ على جميعِ الأنبياءِ والأممِ حتَّى تدخُلَها أنتَ وأمَّتُك يا محمَّدُ. قال : الآنَ طابتْ نفسي، ادْنُ يا ملكَ الموتِ فانتَهِ إلى ما أُمِرْتَ : فقال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : إذا أنت قُبِضتَ فمن يُغسِّلُك وفيم نُكفِّنُك ؟ ومن يُصلِّي عليك ؟ ومن يدخُلُ القبرَ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عليٌّ أمَّا الغُسلُ فاغسلني أنت، وابنُ عبَّاسٍ يصبُّ عليك الماءَ، وجبريلُ ثالثُكما، فإذا أنتم فرغتُم من غسلي فكفِّنوني في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وجبريلُ يأتيني بحنوطٍ من الجنَّةِ، فإذا أنتم وضعتموني على السَّريرِ فضعوني في المسجدِ، واخرجوا عنِّي فإنَّ أوَّلَ من يُصلِّي عليَّ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من فوقِ عرشِه، ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ، زُمَرًا زُمَرًا، ثمَّ ادخلوا فقُوموا صفوفًا صفوفًا لا يتقدَّمُ عليَّ أحدٌ، فقالت فاطمةُ : اليومَ الفِراقُ، فمتَى ألقاك، فقال لها : يا بُنيَّةُ تلقينني يومَ القيامةِ عند الحوضِ وأنا أسقِي من يرِدُ على الحوضِ من أمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تلقينني عند الميزانِ، وأنا أشفعُ لأمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : تلقينني عند الصِّراطِ وأنا أُنادي : ربِّ سلَّم أمَّتي من النَّارِ، فدنا ملَكُ الموتِ فعالج قبْضَ روحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا بلغ إلى الرُّكبتَيْن قال النَّبيُّ : أُوَاه ! فلمَّا بلغ الرَّوحُ إلى السُّرَّةِ نادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : واكرْبَاه ! فقالتْ فاطمةُ : كربي لكربِك يا أبتاه ! فلمَّا بلغ الرُّوحُ إلى الثُّندُوَةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ما أشدَّ مرارةَ الموتِ ! فولَّى جبريلُ وجهَه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ كرِهتَ النَّظرَ إليَّ ؟ فقال جبريلُ : يا حبيبي ومن تُطيقُ نفسُه أن ينظُرَ إليك وأنت تُعالِجُ سكَراتِ الموتِ، فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ يصُبُّ الماءَ، وجبريلُ عليه السَّلامُ معهما، وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وحُمِل على السَّريرِ، ثمَّ أدخلوه المسجدَ وخرج النَّاسُ عنه، وأوَّلُ من صلَّى عليه الرَّبُّ من فوقِ عرشِه تعالَى وتقدَّس ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ زُمَرًا زُمَرًا، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : لقد سمِعنا في المسجدِ همهمةً ولم نرَ لهم شخصًا، فسمِعنا هاتفًا يهتِفُ وهو يقولُ : ادخلوا رحِمكم اللهُ ! فصلُّوا على نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلمَ، فدخلنا فقُمنا صفوفًا كما أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكبَّرنا بتكبيرِ جبريلَ. وصلَّيْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصلاةِ جبريلَ ما تقدَّم منَّا أحدٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ودخل القبرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ودُفِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا انصرف النَّاسُ قالت فاطمةُ : يا أبا الحسنِ دفنتُم رسولَ اللهِ ؟ قال : نعم قالتْ فاطمةُ : كيف طابتْ أنفسُكم أن تحثوا التُّرابَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أما كان في صدورِكم لرسولِ اللهِ الرَّحمةُ ؟ أما كان مُعلِّمَ الخيرِ ؟ قال : بلى يا فاطمةُ، ولكنَّ أمرَ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذي لا مردَّ له، فجعلتْ تبكي، وتندُبُ وهي تقولُ : يا أبتاه ؟ الآن انقطع عنَّا جبريلُ وكان جبريلُ يأتينا بالوحيِ من السَّماءِ