الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - إنَّما مَثَلُنا في هذه الفِتنةِ، كمَثَلِ قَومٍ يَسيرونَ على جادَّةٍ يَعرِفونَها، فبَينا هم كذلك، إذْ غَشيَتْهم سَحابةٌ وظُلْمةُ، فأخَذَ بَعضُهم يَمينًا وشِمالًا، فأخَطَأ الطَّريقَ، وأقَمْنا حيث أدرَكَنا ذلك، حتى جَلا اللهُ ذلك عَنَّا، فأبصَرْنا طَريقَنا الأوَّلَ، فعَرَفْناه، فأخَذْنا فيه، إنَّما هؤلاء فِتيانُ قُرَيشٍ يَقتَتِلونَ على هذا السُّلطانِ، وعلى هذه الدُّنيا، ما أُبالي ألَّا يَكونَ لي ما يَقتُلُ عليه بَعضُهم بَعضًا بنَعْلَيَّ هاتَيْنِ الجَرداوَيْنِ.

2 - أنَّ فتًى مِن قريشٍ أتى أبا هُريرةَ فقال: يا أبا هُريرةَ إنَّك تُكثِرُ الحديثَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فهل سمِعْتَه يقولُ في حُلَّتي هذه ؟ فقال: لولا ما أخَذ اللهُ عليَّ في الكتابِ ما حدَّثْتُكم بشيءٍ سمِعْتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( إنَّ رجُلًا ممَّن كان قبْلَكم يتبختَرُ إذ أعجَبَتْه جُمَّتُه وبُرداه فخسَف اللهُ به الأرضَ فهو يتجلجَلُ فيها إلى يومِ القيامةِ )

3 - بعَثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُصدِّقًا، فمررتُ برجُلٍ، فلمَّا جمَعَ لي مالَه، لم أجِدْ عليه فيه إلَّا ابنةَ مَخاضٍ، فقلتُ له: أدِّ ابنةَ مَخاضٍ؛ فإنَّها صَدَقتُك، قال: ذاك ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهْرَ، ولكن هذه ناقةٌ فَتِيَّةٌ عظيمةٌ سمينةٌ، فخُذْها، فقلتُ له: ما أنا بآخذٍ ما لم أومَرْ به، وهذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منك قَريبُ، فإنْ أحبَبْتَ أنْ تَأتِيَه، فتَعرِضَ عليه ما عَرَضْتَ عليَّ، فافعَلْ، فإنْ قَبِلَه منك قَبِلْتُه، وإنْ ردَّه عليكَ رَدَدْتُه، قال: فإنِّي فاعلٌ، فخرَجَ معي، وخرجَ بالناقةِ التي عرَضَ عليَّ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: يا نَبِيَّ اللهِ، أتاني رسولُكَ ليأخُذَ مني صَدَقةَ مالي، وايمُ اللهِ ما قام في مالي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا رسولُه قَطُّ قَبْلَه، فجمعْتُ له مالي، فزعَمَ أنَّ ما عليَّ فيه ابنةُ مَخاضٍ، وذلك ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهْرَ، وقد عَرضْتُ عليه ناقةً فَتيَّةً عظيمةً ليأخُذَها، فأبى علَيَّ، وها هي ذِهْ، قد جئتُكَ بها يا رسولَ اللهِ، خُذْها، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذاك الذي عليك، فإنْ تطوَّعْتَ بخَيرٍ، آجَرَكَ اللهُ فيه، وقَبِلْناه منك قال: فها هي ذِهْ يا رسولَ اللهِ قد جئتُكَ بها، فخُذْها، قال: فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَبْضِها، ودعا له في مالِه بالبَركةِ.

4 - لمَّا تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأنصارِ: هَلُمَّ نَسألْ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّهمُ اليَومَ كَثيرٌ. فقال: واعَجَبًا لكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، أتَرى الناسَ يَحتاجونَ إليكَ، وفي الناسِ مِن أصحابِ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مَن تَرى؟ [فتَرَكتُ] ذلك، وأقبَلتُ على المَسألةِ، فإنْ كان لَيَبلُغُني الحَديثُ عنِ الرَّجُلِ، فآتيهِ وهو قائِلٌ، فأتوَسَّدُ رِدائي على بابِه، فتَسْفي الرِّيحُ علَيَّ التُّرابَ، فيَخرُجُ، فيَراني، فيَقولُ: يا ابنَ عَمِّ رَسولِ اللهِ، ألَا أرسَلتَ إليَّ فآتيكَ؟ فأقولُ: أنا أحَقُّ أنْ آتيَكَ، فأسألَكَ. قال: فبَقيَ الرَّجُلُ حتى رآني وقدِ اجتَمَعَ الناسُ علَيَّ، فقال: هذا الفَتى أعقَلُ مِنِّي!

5 - بعَثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُصدِّقًا على بَلِيٍّ، وعُذْرةَ، وجَميعِ بَني سعدِ بنِ هُذَيمِ بنِ قُضاعةَ، وقال يَعقوبُ في مَوضِعٍ آخَرَ: من قُضاعةَ، قال: فصدَّقْتُهم، حتى مرَرْتُ بآخِرِ رَجُلٍ منهم، وكان مَنزِلُه وبلَدُه من أقرَبِ منازِلِهم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمدينةِ، قال: فلمَّا جمَعَ إليَّ مالَه لم أجِدْ عليه فيها إلَّا ابنةَ مَخاضٍ، يَعْني: فأخبَرْتُه أنَّها صدَقَتُه، قال: فقال: ذاك ما لا لَبنَ فيه ولا ظَهرَ، وايْمُ اللهِ ، ما قامَ في مالي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا رسولٌ له قَطُّ قَبلَكَ، وما كُنْتُ لأُقرِضَ اللهَ من مالي ما لا لَبنَ فيه ولا ظَهرَ، ولكنْ هذه ناقةٌ فَتيَّةٌ سَمينةٌ فخُذْها، قال: فقُلْتُ له: ما أنا بآخِذٍ ما لم أُومَرْ به، فهذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منكَ قَريبٌ، فإنْ أحبَبْتَ أنْ تَأتيَه فتَعرِضَ عليه ما عرَضْتَ عليَّ فافعَلْ، فإنْ قَبِلَه منكَ قَبِلَه، وإنْ رَدَّه عليكَ رَدَّه، قال: فإنِّي فاعلٌ، قال: فخرَجَ معي، وخرَجَ بالناقةِ التي عرَضَ عليَّ، حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فقال له: يا نَبيَّ اللهِ، أَتاني رسولُكَ لِيأخُذَ منِّي صَدَقةَ مالي، وايْمُ اللهِ ، ما قامَ في مالي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا رسولٌ له قَطُّ قَبلَه، فجمَعْتُ له مالي، فزعَمَ أنَّ عليَّ فيه ابنةَ مَخاضٍ، وذلك ما لا لَبنَ فيه ولا ظَهرَ، وقد عرَضْتُ عليه ناقةً فَتيَّةً سَمينةً لِيأخُذَها، فأبى عليَّ ذلك، وقال: ها هي هذه، قد جِئْتُكَ بها يا رسولَ اللهِ خُذْها، قال: فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الذي عليكَ، فإنْ تَطوَّعْتَ بخَيرٍ قَبِلْناه منكَ، وآجَرَكَ اللهُ فيه، قال: فها هي ذهِ يا رسولَ اللهِ، قد جِئْتُكَ بها فخُذْها، قال: فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَبْضِها، ودَعا له في مالِه بالبَرَكةِ.

6 - دخلْتُ مسجِدَ دِمَشْقَ، فإذا فتًى بَرَّاقُ الثَّنايا ، وإذا النَّاسُ معَهُ إذا اختلَفوا في شيءٍ أسنَدوهَ إليهِ، وصَدَروا عَنْ رأيِهِ، فسألتُ عنهُ، فقيلَ: هذا مُعاذُ بنُ جبَلٍ، فلمَّا كانَ الغَدُ هَجَّرْتُ ، فوجدتُهُ قد سبَقَني بالتَّهْجيرِ، ووجدتُهُ يُصلِّي، قالَ: فانتظرتُهُ حتَّى قَضى صلاتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِن قِبَلِ وجهِهِ، فسلَّمْتُ عليهِ، ثُمَّ قُلتُ: واللَّهِ لَأُحِبُّكَ للَّهِ، فقالَ: آللَّهِ؟ فقُلتُ: اللَّهِ، فقالَ: آللَّهِ؟ فقُلتُ: اللَّهِ، وأخَذَ بحُبْوَةِ رِدائي، فجَبَذَني إليهِ، وقالَ: أَبْشِرْ ؛ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى: وَجَبَتْ مَحبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاوِرينَ فيَّ، والمُتباذِلينَ فيَّ .

7 - لَمَّا قَدِمَ أبو الحَيْسَرِ أنَسُ بنُ رافِعٍ مكَّةَ، ومعه فِتيةٌ مِن بَني عَبدِ الأشْهَلِ فيهم إياسُ بنُ مُعاذٍ يَلتَمِسونَ الحِلْفَ مِن قُرَيشٍ على قَومِهم مِن الخَزْرَجِ، سَمِعَ بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فأتاهم فجَلَسَ إليهم، فقال لهم: هل لكُم إلى خَيرٍ ممَّا جِئْتُم له؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسولُ اللهِ، بَعَثَني إلى العِبادِ أدْعوهُم إلى أنْ يَعبُدوا اللهَ لا يُشرِكوا به شَيئًا، وأُنزِلَ عليَّ كِتابٌ، ثُمَّ ذَكَرَ الإسلامَ، وتَلا عليهم القُرآنَ، فقال إياسُ بنُ مُعاذٍ، وكان غُلامًا حَدَثًا: أيْ قَومِ، هذا -واللهِ- خَيرٌ ممَّا جِئتُم له، قال: فأخَذَ أبو حَيْسَرٍ أنَسُ بنُ رافِعٍ حَفْنةً مِن البَطْحاءِ فضَرَبَ بها في وجْهِ إياسِ بنِ مُعاذٍ، وقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عنهم، وانصَرَفوا إلى المَدينةِ، فكانَتْ وقْعةُ بُعاثٍ بَينَ الأوْسِ والخَزْرَجِ، قال: ثُمَّ لم يَلبَثْ إياسُ بنُ مُعاذٍ أنْ هَلَكَ. قال مَحمودُ بنُ لَبيدٍ: فأخْبَرَني مَن حَضَرَه مِن قَومي عِندَ مَوتِهِ أنَّهم لم يَزالوا يَسْمَعونه يُهَلِّل اللهَ ويُكَبِّرُه ويَحمَدُه ويُسَبِّحُه حتى ماتَ، فما كانوا يَشُكُّون أنْ قد ماتَ مُسلِمًا، لقد كان استَشْعَرَ الإسلامَ في ذلك المجلِسَ حينَ سَمِعَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما سَمِعَ.

8 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.

9 - لمَّا قدِمْنا المدينةَ أَصبْنا من ثِمارِها، فاجْتَوَيْناها وأَصابنا بها وَعْكٌ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتخبَّرُ عن بَدرٍ، فلمَّا بلَغنا أنَّ المُشرِكينَ قد أَقبَلوا، سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بَدرٍ، وبَدرٌ بِئْرٌ، فسبَقْنا المُشرِكينَ إليها، فوجَدْنا فيها رجُليْنِ منهم، رجُلًا من قُرَيشٍ، ومَوْلًى لعُقْبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فأمَّا القُرَشيُّ فانفَلَت، وأمَّا مَوْلى عُقْبةَ فأخَذْناه، فجعَلْنا نقولُ له: كمِ القومُ؟ فيقولُ: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم . فجعَل المُسلِمونَ إذ قال ذلك ضرَبوه، حتى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال له: كمِ القومُ؟ قال: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم ، فجهَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُخبِرَه كم هم؟ فأبى، ثُم إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سأَله: كم يَنحَرونَ منَ الجُزُرِ؟ فقال: عشْرًا كلَّ يومٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: القومُ ألفٌ، كلُّ جَزورٍ لمِئَةٍ وتَبَعِها، ثُم إنَّه أَصابنا منَ اللَّيلِ طَشٌّ من مَطَرٍ، فانطلَقْنا تحتَ الشَّجَرِ والحَجَفِ نَستظِلُّ تحتَها منَ المَطَرِ، وبات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعو ربَّه عزَّ وجلَّ، ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذه الفِئةَ لا تُعبَدْ، قال: فلمَّا طلَع الفَجرُ نادى: الصَّلاةَ عِبادَ اللهِ، فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجَرِ، والحَجَفِ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحرَّض على القِتالِ، ثُم قال: إنَّ جَمْعَ قُرَيشٍ تحتَ هذه الضِّلَعِ الحَمْراءِ منَ الجَبَلِ. فلمَّا دَنا القومُ منَّا وصافَفْناهم ، إذا رجُلٌ منهم على جَملٍ له أَحمَرَ يَسيرُ في القومِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عليُّ، نادِ لي حَمزةَ -وكان أَقرَبَهم منَ المُشرِكينَ-: مَن صاحبُ الجَملِ الأحمَرِ، وماذا يقولُ لهم؟ ثُم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يكنْ في القومِ أحَدٌ يأمُرُ بخَيرٍ، فعسى أنْ يكونَ صاحبَ الجَملِ الأحمَرِ، فجاء حَمزةُ فقال: هو عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وهو يَنْهى عنِ القِتالِ، ويقولُ لهم: يا قومِ، إنِّي أَرى قومًا مُستَميتينَ، لا تَصِلونَ إليهم وفيكم خَيرٌ، يا قومِ، اعْصِبوها اليومَ برَأْسي، وقولوا: جبُن عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وقد علِمْتم أنِّي لستُ بأَجبَنِكم، قال: فسمِع ذلك أبو جَهْلٍ، فقال: أنتَ تقولُ هذا؟ واللهِ لو غيْرُكَ يقولُ هذا لأَعضَضْتُه ، قد ملَأتْ رِئَتُكَ جوْفَكَ رُعبًا، فقال عُتْبةُ: إِيَّايَ تُعيِّرُ يا مُصفِّرَ اسْتِه؟ ستعلَمُ اليومَ أَيُّنا الجَبانُ، قال: فبرَز عُتْبةُ وأخوه شَيْبةُ وابْنُه الوَليدُ حَمِيَّةً ، فقالوا: مَن يُبارِزُ؟ فخرَج فِتْيةٌ منَ الأنصارِ سِتَّةٌ، فقال عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤلاء، ولكنْ يُبارِزُنا من بَني عمِّنا، من بَني عبدِ المُطَّلِبِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حَمزةُ، وقُمْ يا عُبَيدةُ بنَ الحارثِ بنِ المُطَّلِبِ، فقتَل اللهُ تعالى عُتْبةَ، وشَيْبةَ ابْنَيْ رَبيعةَ، والوَليدَ بنَ عُتْبةَ، وجُرِحَ عُبَيدةُ، فقتَلْنا منهم سَبعينَ، وأَسَرْنا سَبعينَ، فجاء رجُلٌ منَ الأنصارِ قصيرٌ بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ أَسيرًا، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا واللهِ ما أَسَرني، لقد أَسَرني رجُلٌ أَجلَحُ، من أَحسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، على فَرَسٍ أَبلَقَ، ما أَراه في القومِ، فقال الأنصاريُّ: أنا أَسَرْتُه يا رسولَ اللهِ، فقال: اسكُتْ، فقد أيَّدكَ اللهُ تعالى بمَلَكٍ كريمٍ، فقال عليٌّ: فأَسَرْنا  من بَني عبدِ المُطَّلِبِ: العبَّاسَ، وعَقيلًا، ونَوفَلَ بنَ الحارثِ.
 

1 - لمَّا بعَثَ مُعاويةُ ببَيْعةِ ابنِه يَزيدَ إلى المدينةِ، كتَبَ إليهم: إنه ليس عليكم أميرٌ، فمَن أحَبَّ أن يقْدَمَ علَيَّ، فلْيَفْعلْ.قال: فخرَجَ عَمْرٌو وعُمارةُ ابنا حَزْمٍ، فدخَلَ عليه عَمْرٌو، فقال: يا مُعاويةُ! إنَّه قد كان لمَن قَبْلَك بَنونَ، فلم يَصنَعوا كما صَنعْتَ، وإنما ابنُكَ فَتًى من فِتيانِ قُرَيْشٍ... فنالَ منه، فبَكى مُعاويةُ، ثم عَرِقَ فأَرْوَحَ، فقالَ: إنَّما أنتَ رجُلٌ قُلتَ برأيِكَ بالغًا ما بلَغَ، وإنما هو ابني وأبناؤُهم، فابني أحَبُّ إليَّ من أبنائِهم، ارفَعْ حاجَتَكَ. قال: ما لي حاجةٌ. فلقِيَهُ أخوه عُمارةُ، فأخْبَرَهُ الخَبَرَ، فقال عُمارةُ: إنَّا للهِ، ألهذا جِئْنا نَضرِبُ أَكبادَها من المَدينةِ؟! قال: فَأْتِه. قال: فإنَّه لَيُكَلِّمُه، إذ جاءَ رسولُ مُعاويةَ إلى عُمارةَ: ارفَعْ حاجَتَك وحاجةَ أخيكَ. قال: ففَعَلَ، فقَضاها.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : ابن سيرين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 7/14 التخريج : أخرجه عبد الرزاق ((الأمالي في آثار الصحابة)) (151)، والذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (7/ 13) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الإمامة في قريش إمامة وخلافة - النصح لأئمة المسلمين وولاتهم إمامة وخلافة - تولية الولاة وغيرهم
|أصول الحديث

2 - إنَّما مَثَلُنا في هذه الفِتنةِ، كمَثَلِ قَومٍ يَسيرونَ على جادَّةٍ يَعرِفونَها، فبَينا هم كذلك، إذْ غَشيَتْهم سَحابةٌ وظُلْمةُ، فأخَذَ بَعضُهم يَمينًا وشِمالًا، فأخَطَأ الطَّريقَ، وأقَمْنا حيث أدرَكَنا ذلك، حتى جَلا اللهُ ذلك عَنَّا، فأبصَرْنا طَريقَنا الأوَّلَ، فعَرَفْناه، فأخَذْنا فيه، إنَّما هؤلاء فِتيانُ قُرَيشٍ يَقتَتِلونَ على هذا السُّلطانِ، وعلى هذه الدُّنيا، ما أُبالي ألَّا يَكونَ لي ما يَقتُلُ عليه بَعضُهم بَعضًا بنَعْلَيَّ هاتَيْنِ الجَرداوَيْنِ.
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/237 التخريج : أخرجه الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (3/ 237) بلفظه، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/ 309) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فتن - التثبت في الفتنة فتن - النهي عن السعي في الفتنة أقضية وأحكام - الحرص على الولاية وطلبها فتن - القتال على الملك فتن - ما يفعل في الفتن
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

3 - أنَّ فتًى مِن قريشٍ أتى أبا هُريرةَ فقال: يا أبا هُريرةَ إنَّك تُكثِرُ الحديثَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فهل سمِعْتَه يقولُ في حُلَّتي هذه ؟ فقال: لولا ما أخَذ اللهُ عليَّ في الكتابِ ما حدَّثْتُكم بشيءٍ سمِعْتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( إنَّ رجُلًا ممَّن كان قبْلَكم يتبختَرُ إذ أعجَبَتْه جُمَّتُه وبُرداه فخسَف اللهُ به الأرضَ فهو يتجلجَلُ فيها إلى يومِ القيامةِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده على شرط مسلم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5684 التخريج : أخرجه ابن حبان (5684) بلفظه، والبخاري (5789، ومسلم (2088)، وأحمد (9886) جميعهم بلفظ مقارب.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الكبر والتواضع مناقب وفضائل - أبو هريرة مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آداب عامة - الأخلاق المذمومة إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - بعَثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُصدِّقًا، فمررتُ برجُلٍ، فلمَّا جمَعَ لي مالَه، لم أجِدْ عليه فيه إلَّا ابنةَ مَخاضٍ، فقلتُ له: أدِّ ابنةَ مَخاضٍ؛ فإنَّها صَدَقتُك، قال: ذاك ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهْرَ، ولكن هذه ناقةٌ فَتِيَّةٌ عظيمةٌ سمينةٌ، فخُذْها، فقلتُ له: ما أنا بآخذٍ ما لم أومَرْ به، وهذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منك قَريبُ، فإنْ أحبَبْتَ أنْ تَأتِيَه، فتَعرِضَ عليه ما عَرَضْتَ عليَّ، فافعَلْ، فإنْ قَبِلَه منك قَبِلْتُه، وإنْ ردَّه عليكَ رَدَدْتُه، قال: فإنِّي فاعلٌ، فخرَجَ معي، وخرجَ بالناقةِ التي عرَضَ عليَّ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: يا نَبِيَّ اللهِ، أتاني رسولُكَ ليأخُذَ مني صَدَقةَ مالي، وايمُ اللهِ ما قام في مالي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا رسولُه قَطُّ قَبْلَه، فجمعْتُ له مالي، فزعَمَ أنَّ ما عليَّ فيه ابنةُ مَخاضٍ، وذلك ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهْرَ، وقد عَرضْتُ عليه ناقةً فَتيَّةً عظيمةً ليأخُذَها، فأبى علَيَّ، وها هي ذِهْ، قد جئتُكَ بها يا رسولَ اللهِ، خُذْها، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذاك الذي عليك، فإنْ تطوَّعْتَ بخَيرٍ، آجَرَكَ اللهُ فيه، وقَبِلْناه منك قال: فها هي ذِهْ يا رسولَ اللهِ قد جئتُكَ بها، فخُذْها، قال: فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَبْضِها، ودعا له في مالِه بالبَركةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 1583 التخريج : أخرجه أحمد (21279)، وابن خزيمة (2277)، والحاكم (1470) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: زكاة - الدعاء لمن أتى بالزكاة زكاة - صفة المأخوذ في الزكاة من الأنعام زكاة - عامل الزكاة ما له وما عليه صدقة - التصدق عن طيب نفس فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - لمَّا تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأنصارِ: هَلُمَّ نَسألْ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّهمُ اليَومَ كَثيرٌ. فقال: واعَجَبًا لكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، أتَرى الناسَ يَحتاجونَ إليكَ، وفي الناسِ مِن أصحابِ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مَن تَرى؟ [فتَرَكتُ] ذلك، وأقبَلتُ على المَسألةِ، فإنْ كان لَيَبلُغُني الحَديثُ عنِ الرَّجُلِ، فآتيهِ وهو قائِلٌ، فأتوَسَّدُ رِدائي على بابِه، فتَسْفي الرِّيحُ علَيَّ التُّرابَ، فيَخرُجُ، فيَراني، فيَقولُ: يا ابنَ عَمِّ رَسولِ اللهِ، ألَا أرسَلتَ إليَّ فآتيكَ؟ فأقولُ: أنا أحَقُّ أنْ آتيَكَ، فأسألَكَ. قال: فبَقيَ الرَّجُلُ حتى رآني وقدِ اجتَمَعَ الناسُ علَيَّ، فقال: هذا الفَتى أعقَلُ مِنِّي!
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/343 التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (2/ 367)، والدارمي (590)، والحاكم (363) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: علم - الحث على طلب العلم علم - الخروج في طلب العلم علم - أخذ كل علم من أهله علم - حفظ العلم مناقب وفضائل - عبد الله بن عباس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

6 - بعَثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُصدِّقًا على بَلِيٍّ، وعُذْرةَ، وجَميعِ بَني سعدِ بنِ هُذَيمِ بنِ قُضاعةَ، وقال يَعقوبُ في مَوضِعٍ آخَرَ: من قُضاعةَ، قال: فصدَّقْتُهم، حتى مرَرْتُ بآخِرِ رَجُلٍ منهم، وكان مَنزِلُه وبلَدُه من أقرَبِ منازِلِهم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمدينةِ، قال: فلمَّا جمَعَ إليَّ مالَه لم أجِدْ عليه فيها إلَّا ابنةَ مَخاضٍ، يَعْني: فأخبَرْتُه أنَّها صدَقَتُه، قال: فقال: ذاك ما لا لَبنَ فيه ولا ظَهرَ، وايْمُ اللهِ ، ما قامَ في مالي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا رسولٌ له قَطُّ قَبلَكَ، وما كُنْتُ لأُقرِضَ اللهَ من مالي ما لا لَبنَ فيه ولا ظَهرَ، ولكنْ هذه ناقةٌ فَتيَّةٌ سَمينةٌ فخُذْها، قال: فقُلْتُ له: ما أنا بآخِذٍ ما لم أُومَرْ به، فهذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منكَ قَريبٌ، فإنْ أحبَبْتَ أنْ تَأتيَه فتَعرِضَ عليه ما عرَضْتَ عليَّ فافعَلْ، فإنْ قَبِلَه منكَ قَبِلَه، وإنْ رَدَّه عليكَ رَدَّه، قال: فإنِّي فاعلٌ، قال: فخرَجَ معي، وخرَجَ بالناقةِ التي عرَضَ عليَّ، حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فقال له: يا نَبيَّ اللهِ، أَتاني رسولُكَ لِيأخُذَ منِّي صَدَقةَ مالي، وايْمُ اللهِ ، ما قامَ في مالي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا رسولٌ له قَطُّ قَبلَه، فجمَعْتُ له مالي، فزعَمَ أنَّ عليَّ فيه ابنةَ مَخاضٍ، وذلك ما لا لَبنَ فيه ولا ظَهرَ، وقد عرَضْتُ عليه ناقةً فَتيَّةً سَمينةً لِيأخُذَها، فأبى عليَّ ذلك، وقال: ها هي هذه، قد جِئْتُكَ بها يا رسولَ اللهِ خُذْها، قال: فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الذي عليكَ، فإنْ تَطوَّعْتَ بخَيرٍ قَبِلْناه منكَ، وآجَرَكَ اللهُ فيه، قال: فها هي ذهِ يا رسولَ اللهِ، قد جِئْتُكَ بها فخُذْها، قال: فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَبْضِها، ودَعا له في مالِه بالبَرَكةِ.

7 - دخلْتُ مسجِدَ دِمَشْقَ، فإذا فتًى بَرَّاقُ الثَّنايا ، وإذا النَّاسُ معَهُ إذا اختلَفوا في شيءٍ أسنَدوهَ إليهِ، وصَدَروا عَنْ رأيِهِ، فسألتُ عنهُ، فقيلَ: هذا مُعاذُ بنُ جبَلٍ، فلمَّا كانَ الغَدُ هَجَّرْتُ ، فوجدتُهُ قد سبَقَني بالتَّهْجيرِ، ووجدتُهُ يُصلِّي، قالَ: فانتظرتُهُ حتَّى قَضى صلاتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِن قِبَلِ وجهِهِ، فسلَّمْتُ عليهِ، ثُمَّ قُلتُ: واللَّهِ لَأُحِبُّكَ للَّهِ، فقالَ: آللَّهِ؟ فقُلتُ: اللَّهِ، فقالَ: آللَّهِ؟ فقُلتُ: اللَّهِ، وأخَذَ بحُبْوَةِ رِدائي، فجَبَذَني إليهِ، وقالَ: أَبْشِرْ ؛ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى: وَجَبَتْ مَحبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاوِرينَ فيَّ، والمُتباذِلينَ فيَّ .
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : شعيب الأرناووط | المصدر : تخريج شرح السنة
الصفحة أو الرقم : 3463 التخريج : أخرجه أحمد (22030)، والشاشي (1381)، وابن حبان (575)، والطبراني (20/ 80)، (150) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحب في الله مناقب وفضائل - معاذ بن جبل إيمان - كلام الله بر وصلة - إكرام الزائر بر وصلة - التودد إلى الإخوان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعَثَه مُصَدِّقًا، فذَكَرَ نَحوَ حَديثِ أُبَيٍّ [يَعني حَديثَ: عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ، قال: بَعَثَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصَدِّقًا على بَليٍّ وعُذرةَ وجَميعِ بَني سَعدِ بنِ هُذَيمِ بنِ قُضاعةَ -وقال يَعقوبُ في مَوضِعٍ آخَرَ: مِن قُضاعةَ- قال: فصَدَّقتُهم، حَتَّى مَرَرتُ بآخِرِ رَجُلٍ مِنهم، وكان مَنزِلُه وبَلَدُه مِن أقرَبِ مَنازِلِهم إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمَدينةِ. قال: فلَمَّا جُمِعَ إليَّ مالُه لَم أجِدْ عليه فيها إلَّا ابنةَ مَخاضٍ، يَعني: فأخبَرتُه أنَّها صَدَقَتُه. قال: فقال: ذاكَ ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهرَ، وايمُ اللهِ ما قامَ في مالي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا رَسولٌ له قَطُّ قَبلَكَ، وما كُنتُ لأُقرِضَ اللهَ مِن مالي ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهرَ، ولَكِنْ هذه ناقةٌ فتيَّةٌ سَمينةٌ فخُذْها. قال: فقُلتُ له: ما أنا بآخِذٍ ما لَم أومَرْ به، فهذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنكَ قَريبٌ، فإن أحبَبتَ أن تَأتيَه فتَعرِضَ عليه ما عَرَضتَ عليَّ فافعَلْ، فإن قَبِلَه مِنكَ قَبِلَه، وإن رَدَّه عليكَ رَدَّه. قال: فإنِّي فاعِلٌ. قال: فخَرَجَ مَعي وخَرَجَ بالنَّاقةِ التي عَرَضَ عليَّ حَتَّى قدِمنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال: فقال له: يا نَبيَّ اللهِ، أتاني رَسولُكَ ليَأخُذَ مِنِّي صَدَقةَ مالي، وايمُ اللهِ ما قامَ في مالي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا رَسولٌ له قَطُّ قَبلَه، فجَمَعتُ له مالي، فزَعَمَ أنَّ عليَّ فيه ابنةَ مَخاضٍ، وذلك ما لا لَبَنَ فيه ولا ظَهرَ، وقد عَرَضتُ عليه ناقةً فتيَّةً سَمينةً ليَأخُذَها فأبى عليَّ ذلك، وقال: ها هيَ هذه قد جِئتُكَ بها يا رَسولَ اللهِ خُذْها. قال: فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ذلك الذي عليكَ، فإن تَطَوَّعتَ بخَيرٍ قَبِلناهُ مِنكَ. وآجَرَكَ اللهُ فيه"، قال: فها هيَ ذِه يا رَسولَ اللهِ قد جِئتُكَ بها فخُذْها. قال: فأمَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَبضِها، ودَعا له في مالِه بالبَرَكةِ]، وزادَ فيه، قال عُمارةُ: «وقد وَلِيتُ صَدَقاتِهم في زَمَنِ مُعاويةَ، فأخَذتُ مِن ذلك الرَّجُلِ ثَلاثينَ حِقَّةً لألفٍ وخَمسِ مِائةِ بَعيرٍ عليه!».
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21280 التخريج : -

9 - عن عبدِ اللهِ بنِ الدَّيلَميِّ قال: دخَلتُ على عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو وهو في حائطٍ له بالطَّائفِ يُقالُ له: الوَهْطُ، وهو مُخاصِرٌ فتًى مِن قُرَيشٍ، يُزَنُّ بشُربِ الخَمرِ، فقُلْتُ: بلَغَني عنكَ حديثٌ: أنَّه مَن شرِبَ شربةَ خَمرٍ؛ لم يَقبَلِ اللهُ له تَوبةً أربعينَ صباحًا، وأنَّ الشَّقيَّ مَن شَقِيَ في بطنِ أمِّه ، وأنَّه مَن أتى بيتَ المقدسِ لا ينهَزُه إلَّا الصَّلاةُ فيه؛ خرَجَ مِن خطيئتِه مِثلَ يومِ ولَدَتْه أمُّه، فلمَّا سمِعَ الفتى ذِكرَ الخَمرِ؛ اجتذَبَ يدَه مِن يدِه، ثُمَّ انطلَقَ، ثُمَّ قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: إنِّي لا أحِلُّ لأحدٍ أنْ يقولَ علَيَّ ما لم أقُلْ، سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن شرِبَ مِن الخَمرِ شربةً؛ لم تُقبَلْ له صلاةٌ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه ، فإنْ عاد لم تُقبَلْ له صلاةٌ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه ، فإنْ عاد -قال: فلا أدري: في الثَّالثةِ أو في الرَّابعةِ؟ فإنْ عاد- كان حقًّا على اللهِ أنْ يَسقِيَه مِن رَدْغَةِ الخَبالِ يومَ القيامةِ. قال: وسمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خلَقَ خلْقَه في ظُلمةٍ، ثُمَّ ألقى عليهم مِن نورِه يومئذٍ، فمَن أصابَه مِن نورِه يومئذٍ؛ اهتَدى، ومَن أخطَأَه؛ ضلَّ؛ فلِذلك أقولُ: جَفَّ القَلمُ على عِلمِ اللهِ عزَّ وجلَّ. وسمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ سُلَيمانَ بنَ داوُدَ عليه السَّلامُ سأَلَ اللهَ ثلاثًا، أعطاه اثنتَينِ، ونحن نرجو أنْ تكونَ له الثَّالثةَ: فسأَلَه حُكمًا يُصادِفُ حُكمَه، فأعطاه اللهُ إيَّاه، وسأَلَه مُلكًا لا ينبَغي لأحدٍ مِن بعدِه، فأعطاه إيَّاه، وسأَلَه أيُّما رَجُلٍ خرَجَ مِن بَيتِه لا يريدُ إلَّا الصَّلاةَ في هذا المسجدِ؛ خرَجَ مِن خطيئتِه مِثلَ يومِ ولَدَتْه أمُّه، فنحن نرجو أنْ يكونَ اللهُ عزَّ وجلَّ قد أعطاه إيَّاه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6644 التخريج : أخرجه النسائي (5670) بنحوه مختصرا، وابن ماجه (3377) باختلاف يسير مختصراً، وأحمد (6644) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أشربة - ما يحرم من الأشربة توبة - ما يقبل فيه التوبة وما لا يقبل صلاة - أثر شرب الخمر على الصلاة علم - التثبت في الحديث قدر - وقوع قدر الله وقضائه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - أتَيْنا جابرَ بنَ عبدِ اللهِ في مسجدِه وهو يُصلِّي في ثوبٍ واحدٍ مشتمِلًا به فتخطَّيْتُ القومَ حتَّى جلَسْتُ بينه وبينَ القِبْلةِ فقُلْتُ: يرحَمُك اللهُ تُصلِّي في ثوبٍ واحدٍ وهذا رداؤُك إلى جنبِك ؟ ! فقال بيدِه في صدري: أرَدْتُ أنْ يدخُلَ عليَّ أحمقُ مثلُك فيراني كيف أصنَعُ فيصنَعُ بمثلِه أتانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مسجدِنا هذا وفي يدِه عُرجونُ ابنِ طابٍ فرأى نُخامةً في قِبْلةِ المسجدِ فأقبَل عليها فحكَّها بالعُرجونِ ثمَّ أقبَل علينا فقال: ( أيُّكم يُحِبُّ أنْ يُعرِضَ اللهُ عنه ؟ ) قال: فخشَعْنا ثمَّ قال: ( أيُّكم يُحِبُّ أنْ يُعرِضَ اللهُ عنه ؟ ) فقُلْنا: لا أيُّنا يا رسولَ اللهِ قال: ( إنَّ أحدَكم إذا قام يُصلِّي فإنَّ اللهَ قِبَلَ وجهِه فلا يبصُقْ قِبَلَ وجهِه ولا عن يمينِه وليبصُقْ عن يسارِه تحتَ رِجْلِه اليُسرى فإنْ عجِلَت به بادرةٌ فليقُلْ بثوبِه هكذا - وردَّ بعضَه على بعضٍ - أروني عبيرًا ) فقام فتًى مِن الحيِّ يشتَدُّ إلى أهلِه فجاء بخَلوقٍ في راحتَيْه فأخَذه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَله على رأسِ العُرجونِ ولطَّخ به على أثرِ النُّخامةِ قال جابرٌ: فمِن هناك جعَلْتُم الخَلوقَ في مساجدِكم
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2265 التخريج : أخرجه ابن حبان (2265) واللفظ له، ومسلم (3008)، وأبو داود (485) باختلاف يسير، وأحمد (14470) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: صلاة - الصلاة في الثوب الواحد مساجد ومواضع الصلاة - إزالة النخامة من المسجد مساجد ومواضع الصلاة - البزاق في المسجد مساجد ومواضع الصلاة - تطييب المسجد مساجد ومواضع الصلاة - أين يبزق إذا كان في الصلاة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - لَمَّا قَدِمَ أبو الحَيْسَرِ أنَسُ بنُ رافِعٍ مكَّةَ، ومعه فِتيةٌ مِن بَني عَبدِ الأشْهَلِ فيهم إياسُ بنُ مُعاذٍ يَلتَمِسونَ الحِلْفَ مِن قُرَيشٍ على قَومِهم مِن الخَزْرَجِ، سَمِعَ بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فأتاهم فجَلَسَ إليهم، فقال لهم: هل لكُم إلى خَيرٍ ممَّا جِئْتُم له؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسولُ اللهِ، بَعَثَني إلى العِبادِ أدْعوهُم إلى أنْ يَعبُدوا اللهَ لا يُشرِكوا به شَيئًا، وأُنزِلَ عليَّ كِتابٌ، ثُمَّ ذَكَرَ الإسلامَ، وتَلا عليهم القُرآنَ، فقال إياسُ بنُ مُعاذٍ، وكان غُلامًا حَدَثًا: أيْ قَومِ، هذا -واللهِ- خَيرٌ ممَّا جِئتُم له، قال: فأخَذَ أبو حَيْسَرٍ أنَسُ بنُ رافِعٍ حَفْنةً مِن البَطْحاءِ فضَرَبَ بها في وجْهِ إياسِ بنِ مُعاذٍ، وقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عنهم، وانصَرَفوا إلى المَدينةِ، فكانَتْ وقْعةُ بُعاثٍ بَينَ الأوْسِ والخَزْرَجِ، قال: ثُمَّ لم يَلبَثْ إياسُ بنُ مُعاذٍ أنْ هَلَكَ. قال مَحمودُ بنُ لَبيدٍ: فأخْبَرَني مَن حَضَرَه مِن قَومي عِندَ مَوتِهِ أنَّهم لم يَزالوا يَسْمَعونه يُهَلِّل اللهَ ويُكَبِّرُه ويَحمَدُه ويُسَبِّحُه حتى ماتَ، فما كانوا يَشُكُّون أنْ قد ماتَ مُسلِمًا، لقد كان استَشْعَرَ الإسلامَ في ذلك المجلِسَ حينَ سَمِعَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما سَمِعَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23619 التخريج : أخرجه أحمد (23619) واللفظ له، والطبراني (1/276) (808)، والحاكم (4831)
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام إسلام - كيف بدأ الإسلام أدعية وأذكار - فضل التحميد والتسبيح والدعاء إسلام - واجبات المكلف بالإسلام إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/150 التخريج : أخرجه البيهقي (13863)، واللفظ له، وأحمد (25769)، مطولا، وأبو داود (4937)، مختصرا.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق نكاح - الاستشارة في النكاح نكاح - الحث على التزويج نكاح - تزويج الأبكار والتزوج بهن نكاح - تعدد الزوجات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - لمَّا قدِمْنا المدينةَ أَصبْنا من ثِمارِها، فاجْتَوَيْناها وأَصابنا بها وَعْكٌ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتخبَّرُ عن بَدرٍ، فلمَّا بلَغنا أنَّ المُشرِكينَ قد أَقبَلوا، سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بَدرٍ، وبَدرٌ بِئْرٌ، فسبَقْنا المُشرِكينَ إليها، فوجَدْنا فيها رجُليْنِ منهم، رجُلًا من قُرَيشٍ، ومَوْلًى لعُقْبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فأمَّا القُرَشيُّ فانفَلَت، وأمَّا مَوْلى عُقْبةَ فأخَذْناه، فجعَلْنا نقولُ له: كمِ القومُ؟ فيقولُ: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم . فجعَل المُسلِمونَ إذ قال ذلك ضرَبوه، حتى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال له: كمِ القومُ؟ قال: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم ، فجهَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُخبِرَه كم هم؟ فأبى، ثُم إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سأَله: كم يَنحَرونَ منَ الجُزُرِ؟ فقال: عشْرًا كلَّ يومٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: القومُ ألفٌ، كلُّ جَزورٍ لمِئَةٍ وتَبَعِها، ثُم إنَّه أَصابنا منَ اللَّيلِ طَشٌّ من مَطَرٍ، فانطلَقْنا تحتَ الشَّجَرِ والحَجَفِ نَستظِلُّ تحتَها منَ المَطَرِ، وبات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعو ربَّه عزَّ وجلَّ، ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذه الفِئةَ لا تُعبَدْ، قال: فلمَّا طلَع الفَجرُ نادى: الصَّلاةَ عِبادَ اللهِ، فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجَرِ، والحَجَفِ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحرَّض على القِتالِ، ثُم قال: إنَّ جَمْعَ قُرَيشٍ تحتَ هذه الضِّلَعِ الحَمْراءِ منَ الجَبَلِ. فلمَّا دَنا القومُ منَّا وصافَفْناهم ، إذا رجُلٌ منهم على جَملٍ له أَحمَرَ يَسيرُ في القومِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عليُّ، نادِ لي حَمزةَ -وكان أَقرَبَهم منَ المُشرِكينَ-: مَن صاحبُ الجَملِ الأحمَرِ، وماذا يقولُ لهم؟ ثُم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يكنْ في القومِ أحَدٌ يأمُرُ بخَيرٍ، فعسى أنْ يكونَ صاحبَ الجَملِ الأحمَرِ، فجاء حَمزةُ فقال: هو عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وهو يَنْهى عنِ القِتالِ، ويقولُ لهم: يا قومِ، إنِّي أَرى قومًا مُستَميتينَ، لا تَصِلونَ إليهم وفيكم خَيرٌ، يا قومِ، اعْصِبوها اليومَ برَأْسي، وقولوا: جبُن عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وقد علِمْتم أنِّي لستُ بأَجبَنِكم، قال: فسمِع ذلك أبو جَهْلٍ، فقال: أنتَ تقولُ هذا؟ واللهِ لو غيْرُكَ يقولُ هذا لأَعضَضْتُه ، قد ملَأتْ رِئَتُكَ جوْفَكَ رُعبًا، فقال عُتْبةُ: إِيَّايَ تُعيِّرُ يا مُصفِّرَ اسْتِه؟ ستعلَمُ اليومَ أَيُّنا الجَبانُ، قال: فبرَز عُتْبةُ وأخوه شَيْبةُ وابْنُه الوَليدُ حَمِيَّةً ، فقالوا: مَن يُبارِزُ؟ فخرَج فِتْيةٌ منَ الأنصارِ سِتَّةٌ، فقال عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤلاء، ولكنْ يُبارِزُنا من بَني عمِّنا، من بَني عبدِ المُطَّلِبِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حَمزةُ، وقُمْ يا عُبَيدةُ بنَ الحارثِ بنِ المُطَّلِبِ، فقتَل اللهُ تعالى عُتْبةَ، وشَيْبةَ ابْنَيْ رَبيعةَ، والوَليدَ بنَ عُتْبةَ، وجُرِحَ عُبَيدةُ، فقتَلْنا منهم سَبعينَ، وأَسَرْنا سَبعينَ، فجاء رجُلٌ منَ الأنصارِ قصيرٌ بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ أَسيرًا، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا واللهِ ما أَسَرني، لقد أَسَرني رجُلٌ أَجلَحُ، من أَحسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، على فَرَسٍ أَبلَقَ، ما أَراه في القومِ، فقال الأنصاريُّ: أنا أَسَرْتُه يا رسولَ اللهِ، فقال: اسكُتْ، فقد أيَّدكَ اللهُ تعالى بمَلَكٍ كريمٍ، فقال عليٌّ: فأَسَرْنا  من بَني عبدِ المُطَّلِبِ: العبَّاسَ، وعَقيلًا، ونَوفَلَ بنَ الحارثِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 948 التخريج : أخرجه أبو داود (2665) مختصراً، وأحمد (948) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهاد - الذكر عند اللقاء والدعاء فضائل المدينة - وباء المدينة مغازي - غزوة بدر جهاد - الأسرى صلاة - صلاة الصبح
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - عن أبي سَلَمةَ ويَحيى، قالا: لَمَّا هَلَكَت خَديجةُ جاءَت خَولةُ بنتُ حَكيمٍ امرَأةُ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ، قالت: يا رَسولَ اللهِ، ألا تَزَوَّجُ؟ قال: «مَن؟» قالت: إن شِئتَ بكرًا، وإن شِئتَ ثَيِّبًا؟ قال: «فمَنِ البِكرُ؟» قالت: ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ إليكَ: عائِشةُ بنتُ أبي بَكرٍ، قال: «ومَنِ الثَّيِّبُ؟» قالت: سَودةُ بنتُ زَمعةَ، آمَنَت بكَ، واتَّبَعَتكَ على ما تَقولُ، قال: «فاذهَبي فاذكُريهما عليَّ»، فدَخَلَت بَيتَ أبي بَكرٍ، فقالت: يا أُمَّ رومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليكُم مِنَ الخَيرِ والبَرَكةِ؟ قالت: وما ذاكَ؟ قالت: أرسَلَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخطُبُ عليه عائِشةَ، قالت: انتَظِري أبا بَكرٍ حَتَّى يَأتيَ، فجاءَ أبو بَكرٍ، فقالت: يا أبا بَكرٍ، ماذا أدخَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليكُم مِنَ الخَيرِ والبَرَكةِ؟ قال: وما ذاكَ؟ قالت: أرسَلَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخطُبُ عليه عائِشةَ، قال: وهَل تَصلُحُ له؟ إنَّما هيَ ابنةُ أخيه، فرَجَعَت إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذَكَرَت ذلك له، قال: "ارجِعي إليه فقولي له: «أنا أخوكَ، وأنتَ أخي في الإسلامِ، وابنَتُكَ تَصلُحُ لي»، فرَجَعَت فذَكَرَت ذلك له، قال: انتَظِري وخَرَجَ، قالت أُمُّ رومانَ: إنَّ مُطعِمَ بنَ عَديٍّ قد كان ذَكَرَها على ابنِه، فواللهِ ما وعَدَ وعدًا قَطُّ فأخلَفَه -لأبي بَكرٍ- فدَخَلَ أبو بَكرٍ على مُطعِمِ بنِ عَديٍّ وعِندَه امرَأتُه أُمُّ الفَتى، فقالت: يا ابنَ أبي قُحافةَ، لَعَلَّكَ مُصبِئٌ صاحِبَنا مُدخِلُه في دينِكَ الذي أنتَ عليه إن تَزَوَّجَ إليكَ! قال أبو بَكرٍ للمُطعَمِ بنِ عَديٍّ: أقَوْلَ هذه تَقولُ؟ قال: إنَّها تَقولُ ذلك، فخَرَجَ مِن عِندِه، وقد أذهَبَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ما كان في نَفسِه مِن عِدَتِه التي وعَدَه، فرَجَعَ فقال لخَولةَ: ادعي لي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فدَعَته فزَوَّجَها إيَّاهُ، وعائِشةُ يَومَئِذٍ بنتُ سِتِّ سِنينَ، ثُمَّ خَرَجَت فدَخَلَت على سَودةَ بنتِ زَمعةَ، فقالت: ماذا أدخَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليكِ مِنَ الخَيرِ والبَرَكةِ؟ قالت: ما ذاكَ؟ قالت: أرسَلَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخطُبُكِ عليه، قالت: ودِدتُ، ادخُلي إلى أبي فاذكُري ذاكَ له، وكان شَيخًا كَبيرًا، قد أدرَكَته السِّنُّ، قد تَخَلَّفَ عنِ الحَجِّ، فدَخَلَت عليه، فحَيَّته بتَحيَّةِ الجاهِليَّةِ، فقال: مَن هذه؟ فقالت: خَولةُ بنتُ حَكيمٍ، قال: فما شَأنُكِ؟ قالت: أرسَلَني مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ أخطُبُ عليه سَودةَ، قال: كُفءٌ كَريمٌ، ماذا تَقولُ صاحِبَتُكِ؟ قالت: تُحِبُّ ذاكَ، قال: ادعِها لي فدَعَتها، فقال: أي بُنَيَّةُ، إنَّ هذه تَزعُمُ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ قد أرسَلَ يَخطُبُكِ، وهو كُفءٌ كَريمٌ، أتُحِبِّينَ أن أُزَوِّجَكِ به، قالت: نَعَم، قال: ادعيه لي، فجاءَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليه فزَوَّجَها إيَّاهُ، فجاءَها أخوها عَبدُ بنُ زَمعةَ مِنَ الحَجِّ، فجَعَلَ يَحثي على رَأسِه التُّرابَ، فقال بَعدَ أن أسلَمَ: لَعَمرُكَ إنِّي لَسَفيهٌ يَومَ أحثي في رَأسي التُّرابَ أن تَزَوَّجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَودةَ بنتَ زَمعةَ! قالت عائِشةُ: فقدِمنا المَدينةَ فنَزَلنا في بَني الحارِثِ مِنَ الخَزرَجِ في السُّنحِ، قالت: فجاءَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فدَخَلَ بَيتَنا واجتَمَعَ إليه رِجالٌ مِنَ الأنصارِ ونِساءٌ، فجاءَت بي أُمِّي وإنِّي لَفي أُرجوحةٍ بَينَ عِذقَينِ تَرجُحُ بي، فأنزَلَتني مِنَ الأُرجوحةِ، ولي جُمَيمةٌ ففَرَّقَتها، ومَسَحَت وجهي بشَيءٍ مِن ماءٍ، ثُمَّ أقبَلَت تَقودُني حَتَّى وقَفَت بي عِندَ البابِ، وإنِّي لَأنهَجُ حَتَّى سَكَنَ مِن نَفسي، ثُمَّ دَخَلَت بي، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالِسٌ على سَريرٍ في بَيتِنا، وعِندَه رِجالٌ ونِساءٌ مِنَ الأنصارِ، فأجلَسَتني في حِجرِه، ثُمَّ قالت: هؤلاء أهلُكَ فبارَكَ اللهُ لَكَ فيهم، وبارَكَ لهم فيكَ، فوثَبَ الرِّجالُ والنِّساءُ، فخَرَجوا وبَنى بي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَيتِنا، ما نُحِرَت عليَّ جَزورٌ، ولا ذُبِحَت عليَّ شاةٌ، حَتَّى أرسَلَ إلينا سَعدُ بنُ عُبادةَ بجَفنةٍ كان يُرسِلُ بها إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دارَ إلى نِسائِه، وأنا يَومَئِذٍ بنتُ تِسعِ سِنينَ".
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عائشة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 25769 التخريج : -

15 - انقلَب عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ إلى منزلِه بمنًى في آخِرِ حجَّةٍ حجَّها عمرُ بنُ الخطَّابِ فقال: إنَّ فلانًا يقولُ: لو قد مات عمرُ بايَعْتُ فلانًا قال عمرُ: إنِّي قائمٌ العشيَّةَ في النَّاسِ وأُحذِّرُهم هؤلاء الَّذينَ يُريدونَ أنْ يغصِبوهم أمرَهم قال عبدُ الرَّحمنِ: فقُلْتُ: لا تفعَلْ يا أميرَ المؤمنينَ فإنَّ المَوسِمَ يجمَعُ رَعاعَ النَّاسِ وغَوْغاءَهم، وإنَّ أولئكَ الَّذينَ يغلِبونَ على مجلسِكَ إذا أقَمْتَ في النَّاسِ فيَطيروا بمقالتِك ولا يضَعوها مواضعَها، أمهِلْ حتَّى تقدَمَ المدينةَ فإنَّها دارُ الهجرةِ فتخلُصَ بعلماءِ النَّاسِ وأشرافِهم وتقولَ ما قُلْتَ متمكِّنًا، ويَعونَ مقالتَك ويضَعونها مواضعَها فقال عمرُ: لئِنْ قدِمْتُ المدينةَ سالِمًا إنْ شاء اللهُ لأتكلَّمَنَّ في أوَّلِ مقامٍ أقومُه فقدِم المدينةَ في عقِبِ ذي الحجَّةِ فلمَّا كان يومُ الجمعةِ عجَّلْتُ الرَّواحَ في شدَّةِ الحرِّ فوجَدْتُ سعيدَ بنَ زيدٍ قد سبَقني فجلَس إلى ركنِ المنبرِ الأيمنِ وجلَسْتُ إلى جنبِه تمَسُّ ركبتي ركبتَه فلم أنشَبْ أنْ طلَع عمرُ فقُلْتُ لسعيدٍ: أمَا إنَّه سيقولُ اليومَ على هذا المنبرِ مقالةً لم يقُلْها منذُ استُخلِف قال: وما عسى أنْ يقولَ ؟ فجلَس عمرُ على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فإنِّي قائلٌ لكم مقالةً قُدِّر لي أنْ أقولَها لا أدري لعلَّها بينَ يدَيْ أجَلي فمَن عقَلها ووعاها فلْيُحدِّثْ بها حيث انتَهتْ به راحلتُه ومَن لم يعقِلْها فلا يحِلُّ لمسلمٍ أنْ يكذِبَ عليَّ: إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى بعَث محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنزَل عليه الكتابَ فكان فيما أُنزِل عليه آيةُ الرَّجمِ فقرَأ بها ورجَم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجَمْنا بعدَه، وأخافُ إنْ طال بالنَّاسِ زمانٌ أنْ يقولَ قائلٌ: ما نجِدُ آيةَ الرَّجمِ في كتابِ اللهِ فيضِلُّوا بتركِ فريضةٍ أنزَلها اللهُ، والرَّجمُ حقٌّ على مَن زنى مِن الرِّجالِ والنِّساءِ إذا قامتِ البيِّنةُ أو كان حَملٌ أو اعترافٌ، وايمُ اللهِ لولا أنْ يقولَ النَّاسُ: زاد عمرُ في كتابِ اللهِ لكتَبْتُها ألا وإنَّا كنَّا نقرَأُ ( لا ترغَبوا عن آبائِكم فإنَّ كفرًا بكم أنْ ترغَبوا عن آبائِكم ) ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ( لا تُطروني كما أطَرتِ النَّصارى عيسى ابنَ مريمَ فإنَّما أنا عبدٌ فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه ) ألا وإنَّه بلَغني أنَّ فلانًا قال: لو قد مات عمرُ بايَعْتُ فلانًا فمَن بايَع امرأً مِن غيرِ مشورةٍ مِن المسلِمينَ فإنَّه لا بيعةَ له ولا للَّذي بايَعه فلا يغتَرَّنَّ أحدٌ فيقولَ: إنَّ بيعةَ أبي بكرٍ كانت فَلتةً ألا وإنَّها كانت فلتةً إلَّا أنَّ اللهَ وقى شرَّها وليس منكم اليومَ مَن تُقطَعُ إليه الأعناقُ مِثلُ أبي بكرٍ ألا وإنَّه كان مِن خيرِنا يومَ توفَّى اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ المهاجرينَ اجتمَعوا إلى أبي بكرٍ وتخلَّف عنَّا الأنصارُ في سَقيفةِ بني ساعدةَ فقُلْتُ لأبي بكرٍ: انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا مِن الأنصارِ ننظُرْ ما صنَعوا فخرَجْنا نؤُمُّهم فلقيَنا رجلانِ صالحانِ منهم فقالا: أين تذهَبون يا معشرَ المهاجرينَ ؟ فقُلْتُ: نُريدُ إخوانَنا مِن الأنصارِ قال: فلا عليكم ألَّا تأتوهم اقضوا أمرَكم يا معشرَ المهاجرينَ فقُلْتُ: واللهِ لا نرجِعُ حتَّى نأتيَهم فجِئْناهم فإذا هم مجتمعونَ في سَقيفةِ بني ساعدةَ وإذا رجلٌ مزَّمِّلٌ بينَ ظَهْرانَيْهم فقُلْتُ: مَن هذا ؟ فقالوا: سعدُ بنُ عُبادةَ قُلْتُ: ما له ؟ قالوا: وجِعٌ، فلمَّا جلَسْنا قام خطيبُهم فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فنحنُ أنصارُ اللهِ وكتيبةُ الإسلامِ وقد دفَّت إلينا - يا معشرَ المسلِمينَ - منكم دافَّةٌ وإذا هم قد أرادوا أنْ يختصُّوا بالأمرِ ويُخرِجونا مِن أصلِنا قال عمرُ: فلمَّا سكَت أرَدْتُ أنْ أتكلَّمَ وقد كُنْتُ زوَّرْتُ مقالةً قد أعجَبتْني أُريدُ أنْ أقولَها بينَ يدَيْ أبي بكرٍ وكُنْتُ أُداري منه بعضَ الحَدِّ وكان أحلَمَ منِّي وأوقَرَ فأخَذ بيدي وقال: اجلِسْ فكرِهْتُ أنْ أُغضِبَه فتكلَّم فواللهِ ما ترَك ممَّا زوَّرْتُه في مقالتي إلَّا قال مثلَه في بديهتِه أو أفضَلَ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فما ذكَرْتُم مِن خيرٍ فأنتم أهلُه ولن يعرِفَ العربُ هذا الأمرَ إلَّا لهذا الحيِّ مِن قريشٍ هم أوسطُ العربِ دارًا ونسبًا وقد رضيتُ لكم أحدَ هذينِ الرَّجلينِ فبايِعوا أيَّهما شِئْتُم وأخَذ بيدي ويدِ أبي عُبيدةَ بنِ الجرَّاحِ وهو جالسٌ بيننا فلم أكرَهْ شيئًا مِن مقالتِه غيرَها كان واللهِ لَأنْ أُقدَّمَ فتُضرَبَ عنقي في أمرٍ لا يُقرِّبُني ذلك إلى إثمٍ أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُؤمَّرَ على قومٍ فيهم أبو بكرٍ فقال فتى الأنصارِ: أنا جُذَيْلُها المحكَّكُ وعُذَيْقُها المرجَّبُ منَّا أميرٌ ومنكم أميرٌ يا معشرَ قريشٍ فكثُر اللَّغطُ وخشيتُ الاختلافَ فقُلْتُ: ابسُطْ يدَك يا أبا بكرٍ فبسَطها فبايَعْتُه وبايَعه المهاجرونَ والأنصارُ ونزَوْنا على سعدٍ فقال قائلٌ: قتَلْتُم سعدًا فقُلْتُ: قتَل اللهُ سعدًا فلم نجِدْ شيئًا هو أفضلَ مِن مبايعةِ أبي بكرٍ خشيتُ إنْ فارَقْنا القومَ أنْ يُحدِثوا بعدَنا بيعةً فإمَّا أنْ نُبايِعَهم على ما لا نرضى وإمَّا أنْ نُخالِفَهم فيكونَ فسادًا واختلافًا فبايَعْنا أبا بكرٍ جميعًا ورضينا به
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 413 التخريج : أخرجه البخاري (6830) بلفظ مقارب، ومسلم (1691) مختصراً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة حدود - حد الرجم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن وجلد البكر وتغريبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه