الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - المسألةُ كدوحٌ في وجهِ صاحبِها يومَ القيامةِ فمن شاءَ فليستبقِ على وجهِهِ وأهونُ المسألةِ مسألةُ ذي رحمٍ يسألُهُ في حاجةٍ وخيرُ المسألةِ عن ظهرِ غنًى وابدأ بمن تعول
خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 751
التصنيف الموضوعي: سؤال - النهي عن المسألة سؤال - فضل التعفف والتصبر سؤال - من تحل له المسألة نفقة - النفقة على الأهل صدقة - الصدقة عن ظهر غنى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - خَرَجْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فأَصابَ النَّاسَ حاجةٌ شَديدةٌ، وأَصابوا غَنَمًا فانْتَهَبوها، فإنَّ قُدورَنا لَتَغْلي إذ جاءَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يَمْشي على قَوْسِه، فأَكفَأَ قُدورَنا بقَوْسِه، ثُمَّ جَعَلَ يُرَمِّلُ اللَّحْمَ بالتُّرابِ، ثُمَّ قالَ: إنَّ النُّهْبةَ ليست بأحَلَّ مِن المَيْتةِ، أو إنَّ المَيْتةَ ليست بأَحَلَّ مِن النُّهْبةِ، الشَّكُّ مِن هَنَّادٍ.

3 - أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ رجُلٌ مِن اليَهودِ، فقال: يا أبا القاسمِ، ألستَ تزعُمُ أنَّ أهلَ الجنَّةِ يأكُلونَ ويشرَبونَ؟ وقال لأصحابِه: إنْ أقَرَّ لي بهذه خصَمتُه. قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: بلى، والذي نفْسي بيَدِه، إنَّ أحَدَهم ليُعطَى قوَّةَ مئةِ رجُلٍ في المطعَمِ، والمشرَبِ، والشَّهْوةِ، والجِماعِ. قال: فقال له اليَهوديُّ: فإنَّ الذي يأكُلُ ويشرَبُ تكونُ له الحاجةُ؟ قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: حاجةُ أحَدِهم عرَقٌ يفيضُ مِن جلودِهم مثلُ ريحِ المِسكِ، فإذا البطنُ قد ضمَرَ .

4 - عن خادِمٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ -رَجُلٍ أو امْرَأةٍ- قالَ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ممَّا يقولُ للخادِمِ: «ألك حاجةٌ؟»، قالَ: حتَّى كانَ ذاتَ يَوْمٍ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، حاجتي قالَ: «وما حاجتُك؟»، قالَ: حاجتي أن تَشفَعَ لي يَوْمَ القِيامةِ، قالَ: «ومَن دَلَّك على هذا؟»، قالَ: رَبِّي، قالَ: «إمَّا لا فأَعنِّي بكَثْرةِ السُّجودِ».

5 - بَعَثَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى باهِلةَ، فأَتَيْتُهم وهُمْ على طَعامٍ، فرَحَّبوا بي وأَكرَموني، وقالوا: تَعالَ فكُلْ، فقُلْتُ: جِئْتُ لأَنْهاكم عن هذا الطَّعامِ، وأنا رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ إليكم لتُؤمِنوا، فكَذَّبوني وزَبَروني، فانْطَلَقْتُ وأنا جائِعٌ ظَمْآنُ، قد نَزَلَ بي جَهْدٌ شَديدٌ، فنِمْتُ فأُوتِيتُ في مَنامي بشَرْبةٍ من لَبَنٍ، فشَبِعْتُ ورَوِيتُ وعَظُمَ بَطْني، فقالَ القَوْمُ: أتاكم رَجُلٌ مِن خِيارِكم وأَشرافِكم فزَبَرْتُموه، اذْهَبوا إليه فأَطْعِموه مِن الطَّعامِ والشَّرابِ ما يَشْتَهي، فأَتَوني بطَعامٍ، فقُلْتُ: ما لي حاجةٌ في طَعامِكم وشَرابِكم؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قد أَطعَمَني وسَقاني، فانْظُروا إلى حالي الَّتي أنا عليها، فآمَنوا بي وبما جِئْتُ مِن عنْدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ.

6 - أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كانَ كلَّما صلَّى صَلاةً جَلَسَ للنَّاسِ، فمَن كانت له حاجةٌ كلَّمَه وإلَّا قامَ، فحَضَرْتُ البابَ يَوْمًا، فقُلْتُ: يا يَرفَأُ، فخَرَجَ وإذا عُثْمانُ بالبابِ، فخَرَجَ يَرْفَأُ فقالَ: قُمْ يا بنَ عَفَّانَ، قُمْ يا بنَ عبَّاسٍ، فدَخَلْنا على عُمَرَ وعنْدَه صُبَرٌ مِن مالٍ، فقالَ: إنِّي نَظَرْتُ في أهْلِ المَدينةِ فرَأيْتُكما مِن أَكثَرِ أهْلِها عَشيرةً، فخُذا هذا المالَ فاقْسِماه، فإن كانَ فيه فَضْلٌ فرُدَّا، قُلْتُ: وإن كانَ نُقْصانًا زِدْتَنا؟ فقالَ: نِشْنِشةٌ مِن أَخشَنَ! قد عَلِمْتُ أنَّ مُحمَّدًا وأهْلَه كانوا يَأكُلونَ القِدَّ، قُلْتُ: بَلى واللهِ، لو فَتَحَ اللهُ هذا على مُحمَّدٍ لصَنَعَ فيه غَيْرَ ما صَنَعْتَ، فغَضِبَ وانْتَشَجَ حتَّى اخْتَلَفَتْ أضْلاعُه، وقالَ: (إذًا أَصنَعُ) فيه ماذا؟ فقُلْتُ: إذًا أَكَلَ وأَطعَمَنا، فسُرِّيَ عنه.

7 - حجَجتُ أنا وسِنانُ بنُ سلَمةَ، ومعَ سِنانٍ بدَنةٌ فأزحَفَتْ عليهِ فعَيَّ بشأنِها فقُلتُ : لئن قَدِمتُ مكَّةَ لأستبحِثنَّ عَن هذا قالَ فلمَّا قَدِمنا مكَّةَ انطلقَ بنا إلى ابنِ عبَّاسٍ فدخَلنا عليهِ وعندَهُ جاريةٌ وكانَ لي حاجتانِ ولِصاحبي حاجةٌ فقالَ ألا أُخليكَ قلتُ لا فقُلتُ كانَت معي بدَنةٌ فأزحَفَت علَينا فقلتُ لئن قدِمنا مكَّةَ لأستبحِثَنَّ عَن هذا فقالَ ابنُ عبَّاسٍ بعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ بالبُدنِ معَ فلانٍ وأمرَهُ فيها بأمرِهِ فلمَّا قفَّا رجعَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ما أصنعُ بما أزحفَ عليَّ منها فقالَ انحَرها واصبُغْ نعلَها في دمِها واضرِبهُ علَى صَفحتِها ولا تأكُل مِنها أنتَ ولا أحدٌ مِن رُفقتِكَ قالَ فقُلتُ لَه أكونُ في هذهِ المغازي فأغنَمُ فأُعتِقُ عن أمِّي أفيُجزئُ عنها أن أُعتِقَ فقالَ ابنُ عبَّاسٍ أمَرَتِ امرأةٌ سنانَ بنَ عبدِ اللَّهِ الجُهَنيَّ أن يسألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ عن أُمِّها توفِّيَت ولم تحجَّ أيُجزئُ عنها أن تحجَّ عنها فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ أرأيتَ لَو كانَ علَى أُمِّها دَينٌ فقَضتهُ عَنها أكانَ يُجزئُ عن أُمِّها قالَ نعَم قالَ فلتَحُجَّ عن أُمِّها وسألَهُ عن ماءِ البحرِ فقالَ ماءُ البحرِ طَهورٌ

8 - أتتِ الأَنصارُ النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عَليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ - بجَماعتِهِم فَقالوا: إلى مَتى ننزعُ من هذِهِ الآبارِ ؟ فلو أَتينا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ فدَعا اللَّهَ لَنا، فَفجَّرَ لَنا من هذِهِ الجبالِ عيونًا، فَجاءوا بِجَماعتِهِم إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ، فلمَّا رآهُم قالَ : مَرحبًا وأَهْلًا لقَد جاءَ بِكُم إلينا حاجةٌ، قالوا: إي واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: إنَّكُم لن تسألوني اليومَ شيئًا إلَّا أوتيتُموهُ، ولا أسألُ اللَّهَ شيئًا إلَّا أَعطانيهِ. فأقبلَ بَعضُهُم علَى بَعضٍ فقالوا: الدُّنيا تُريدونَ فاطلُبوا الآخرةَ، فَقالوا بجماعتِهِم: يا رسولَ اللَّهِ، ادعُ اللَّهَ لَنا أن يغفِرَ لَنا، فقالَ: اللَّهمَّ اغفِر للأنصارِ، ولأبناءِ الأنصارِ، ولأبناءِ أبناءِ الأنصارِ

9 - خرَجتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ حاجًّا، فنزَلَ منزلًا، وخرَجَ منَ الخلاءِ، فاتَّبعتُهُ بالإداوةِ - والقدَحِ - وَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذا أرادَ حاجةً أبعدَ، فجلَستُ لَهُ بالطَّريقِ حتَّى انصَرفَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، فقُلتُ لَهُ: يا رسولَ اللَّهِ، الوُضوءَ. فأقبلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إليَّ فصبَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ على يدِهِ، فغسلَها، ثمَّ أدخلَ يدَهُ فَكَفَّها، فصبَّ على يدِهِ واحدةً، ثمَّ مسحَ على رأسِهِ، ثمَّ قَبضَ الماءَ قبضًا بيدِهِ، فضَربَ بِهِ على ظَهْرِ قدمِهِ، فمَسحَ بيدِهِ علَى قدمِهِ، ثمَّ جاءَ فصلَّى لَنا الظُّهرَ.

10 - عن سهل بن الحنظلية: أنَّهم ساروا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم يومَ حُنَيْنٍ، فأطْنَبوا السَّيرَ حتَّى كان عَشِيَّةً، فحضرَتْ صلاةٌ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فجاء رجُلٌ فارِسٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّي انطلَقْتُ بين أيديكم حتَّى طلَعْتُ جبَلَ كذا وكذا، فإذا أنا بِهَوازِنَ على بكرةِ آبائِهم ؛ بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشَائِهم، اجتَمَعوا إلى حُنَيْنٍ. فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، وقال: تلك غنيمةُ المُسلمينَ غدًا إنْ شاء اللهُ. ثمَّ قال: مَن يحرُسُنا اللَّيلةَ؟ قال أنسُ بنُ أبي مَرْثَدٍ الغَنَوِيُّ: أنا يا رسولَ اللهِ، قال: فارْكَبْ، فرَكِبَ فرَسًا له وجاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم: استقْبِلْ هذا الشِّعْبَ حتَّى تكونَ في أعلاهُ، ولا نُغَرَّنَّ مِن قِبَلِك اللَّيلةَ. فلمَّا أصبَحْنا خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم إلى مُصلَّاه ، فركَعَ ركعتينِ، ثمَّ قال: هل أحسسَتُم فارِسَكم؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما أحسَسْناه. فثُوِّبَ بالصَّلاةِ، فجعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم يُصَلِّي وهو يلتَفِتُ إلى الشِّعبِ، حتَّى إذا قضى صلاتَه وسلَّمَ، فقال: أبْشِروا؛ فقد جاءكم فارِسُكم. فجعَلْنا ننظُرُ إلى خِلالِ الشَّجرِ في الشِّعبِ، فإذا هو قد جاء، حتَّى وقَفَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم وقال: إنِّي انطلَقْتُ حتَّى كنْتُ في أعلى هذا الشِّعبِ حيث أمَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فلمَّا أصبَحْتُ اطَّلعْتُ الشِّعبَينِ كلَيْهما، فنظَرْتُ فلم أَرَ أحدًا. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم: هل نزَلْتَ اللَّيلةَ؟ قال: لا، إلَّا مُصَلِّيًا أو قاضيًا حاجةً. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ: قد أَوْجَبْتَ، فلا عليك ألَّا تعمَلَ بعدها.

11 - مررتُ بعجوزِ بالرَّبذةِ منقطِعٌ بها من بني تميمٍ قال : فقالت : أين تريدون ؟ قال : فقلتُ : نريدُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم. قالت : فاحمِلوني معكم فإنَّ لي إليه حاجةً. قال : فدخلتُ المسجدَ فإذا هو غاصٌّ بالنَّاسِ, وإذا رايةٌ سوداءُ تخفُقُ فقلتُ : ما شأنُ النَّاسِ اليومَ ؟ قالوا : هذا رسولُ اللهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم يريدُ أن يبعثَ عمرَو بنَ العاصِ وجهًا. قال فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إن رأيتَ أن تجعلَ الدَّهناءَ حِجازًا بيننا وبين بني تميمٍ فافعَلْ, فإنَّها كانت لنا مرَّةً, فاستوفزت العجوزُ وأخذتها الحميَّةُ فقالت : يا رسولَ اللهِ أين تضطرُّ مُضِرَّك ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ حملتُ هذه ولا أشعرُ أنَّها كائنةٌ لي خَصمًا. قال : قلتُ : أعوذُ باللهِ أن أكونَ كما قال الأوَّلُ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم : وما قال الأوَّلُ ؟ قال : على الخبيرِ سقطتَ. يقولُ سلامٌ هذا أحمقُ يقولُ للرَّسولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم على الخبيرِ سقطتَ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم : هِيه يستطعِمُه الحديثَ. قال إنَّ عادًا أرسلوا وافدَهم قيْلًا فنزل على معاويةَ بنِ بكرٍ شهرًا يسقيه الخمرَ وتُغنِّيه الجرادتان فانطلق حتَّى أتَى على جبالِ مهرةَ, فقال : اللَّهمَّ إنِّي لم آتِ لأسيرٍ فأُفديه ولا لمريضٍ فأُداويه فاسْقِ عبدَك ما كنتَ ساقيه, واسْقَ معاويةَ بنَ بكرٍ شهرًا يشكُرُ له الخمرَ الَّتي شربِها عنده. قال : فمرَّت سحاباتٌ سودٌ فنُودِي أن خُذْها رمادًا رمْددًا لا تذر من عاد أحدًا

12 - خرجتُ أشكو العلاءَ بنَ الحضرميِّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم فمررتُ بالرَّبَذةِ , فإذا عجوزٌ من بني تميمٍ منقطِعٌ بها فقالت لي : يا عبدَ اللهِ إنَّ لي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم حاجةً فهل أنت مُبلِّغي إليه ؟ قال : فحملتُها فأتيتُ المدينةَ, فإذا المسجدُ غاصٌّ بأهلِه وإذا رايةٌ سوداءُ تخفُقُ وبلالٌ مُتقلِّدٌ السَّيفَ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم, فقلتُ : ما شأنُ النَّاسِ ؟ قالوا : يريدُ أن يبعثَ عمرَو بنَ العاصِ وجهًا. قال : فجلستُ قال : فدخل منزلَه أو قال رَحلَه فاستأذنتُ عليه فأذِن لي فدخلتُ فسلَّمتُ فقال : هل كان بينكم وبين بني تميمٍ شيءٌ ؟ فقلتُ : نعم. قال : وكانت لنا الدَّائرةُ عليهم, ومررتُ بعجوزٍ من بني تميمٍ مُنقطِعٌ بها فسألتني أن أحمِلَها إليك, وها هي بالبابِ, فأذِن لها, فدخلت, فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إن رأيتَ أن تجعلَ بيننا وبين بني تميمٍ حاجزًا فاجعَلِ الدَّهناءَ , فحمِيت العجوزُ واستوفزت. قالت : يا رسولَ اللهِ فإلى أين تضطَرُّ مُضِرَّك ؟ قال : قلت : إنَّما مَثلي ما قال الأوَّلُ. مَعزاءُ حَمَلت حتفَها, حملتُ هذه ولا أشعرُ أنَّها كانت لي خَصمًا, أعوذُ باللهِ ورسولِه أن أكونَ كوافدِ عادٍ. قال : هِيه, وما وافدُ عادٍ وهو أعلمُ بالحديثِ منه ولكن يستطعِمُه. قلتُ : إنَّ عادًا قحَطوا فبعثوا وافدًا لهم يُقالُ له : قيْلُ : فمرَّ بمعاويةَ بنِ بكرٍ فأقام عنده شهرًا يسقيه الخمرَ وتُغنِّيه جاريتان يُقالُ لهما الجرادتان , فلمَّا مضَى الشَّهرُ خرج جبالَ تهامةَ فنادَى : اللَّهمَّ إنَّك تعلمُ أنِّي لم أجِئْ إلى مريضٍ فأُداويه, ولا إلى أسيرٍ فأُفاديه, اللَّهمَّ اسْقِ عادًا ما كنتَ تسقيه, فمرَّت به سحاباتٌ سُودٌ فنُودي منها : خُذْها رمادًا رمددًا , لا تُبقي من عادٍ أحدًا

13 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشي هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوْا له هَدِيَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطْريقٍ هَدِيَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطْريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَدِيَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطْريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائِهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ؛ حتى أدعُوَهم فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَرُوني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دعا النَّجاشي أَساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه سأَلَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكانَ الذي كلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ. فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأَوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناه، وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا، خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ ما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقَرأ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]، قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاءَ به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: وَاللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريْمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأَرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه؟ قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسأَلُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سأَلَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ وَاللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريَمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم وَاللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأَرْضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هَداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فوَاللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فوَاللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا. قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها، حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.

14 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطْريقًا إلَّا أهدَوْا له هَديَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي، فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما، فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم، فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دَعا النَّجاشي أساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَحِّمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقناه وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأَوْثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ مما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]. قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاء به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أَرْحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه. قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ؛ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فواللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلكَ؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.

15 - عشرةٌ في الجنَّةِ، النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في الجنَّةِ، وأبو بكرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وطلحةُ في الجنَّةِ، والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ في الجنَّةِ، وسعدُ بنُ مالكٍ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، ولو شئتَ لسمَّيْتُ العاشرَ. قال : فقالوا : من هو فسكت قال فقالوا : من هو ؟ قال : هو سعيدُ بنُ زيدٍ

16 - القُضاةُ ثلاثةٌ، [اثنانِ في النَّارِ، وواحدٌ في الجنَّةِ، رجلٌ علِمَ الحقَّ فقضَى بهِ فَهوَ في الجنَّةِ، ورجلٌ قضَى للنَّاسِ علَى جَهْلٍ فَهوَ في النَّارِ، ورجلٌ جارَ في الحُكْمِ فَهوَ في النَّارِ، لقُلنا : إنَّ القاضيَ إذا اجتَهَدَ فَهوَ في الجنَّةِ]

17 - القُضاةُ ثلاثةٌ : واحدٌ في الجنَّةِ، واثنانِ في النَّارِ، فأمَّا الَّذي في الجنَّةِ فرجلٌ عرفَ الحقَّ فقضى بِهِ، ورجلٌ عرفَ الحقَّ فجارَ في الحُكْمِ، فَهوَ في النَّارِ، ورجلٌ قَضى للنَّاسِ على جَهْلٍ فَهوَ في النَّارِ.

18 - صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضلُ مِن صلاتِها في حُجرتِها، وصلاتُها في مَخدعِها أفضلُ من صلاتِها في بيتِها.

19 - قلتُ لعائشةَ أرأيتِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ كانَ يغتسِلُ منَ الجنابةِ في أوَّلِ اللَّيلِ أو في آخرِهِ قالت ربَّما اغتسلَ في أوَّلِ اللَّيلِ وربَّما اغتسلَ في آخرِه قلتُ اللَّهُ أكبرُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً قلتُ أرأيتِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ أوَّلَ اللَّيلِ أو في آخرِهِ قالت ربَّما أوترَ في أوَّلِ اللَّيلِ وربَّما أوترَ في آخرِه قلتُ اللَّهُ أكبرُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً قلتُ أرأيتِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ كانَ يجهرُ بالقرآنِ أو يخفُتُ بهِ قالت ربَّما جهرَ بهِ وربَّما خفت قلتُ اللَّهُ أكبرُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً

20 - أَنا زعيمٌ ، والزَّعيمُ الحميلُ لِمَن آمنَ بي، وأسلمَ وَهاجرَ ببيتٍ في ربضِ الجنَّةِ، وبيتٍ في وسطِ الجنَّةِ، وأَنا زعيمٌ لمن آمنَ بي، وأسلمَ، وجاهدَ في سبيلِ اللَّهِ، ببيتٍ في ربضِ الجنَّةِ، وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ، وببيتٍ في أعلى غرَفِ الجنَّةِ، مَن فعلَ ذلِكَ فلَم يدَعْ للخَيرِ مَطلبًا ، ولا منَ الشَّرِّ مَهْربًا ، يموتُ حيثُ شاءَ أن يموتَ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1062
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام غصب وضمانات - ما يضمن
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

21 - ما صلَّيتُ وَراءَ أحَدٍ أشبَهَ صلاةً برسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - مِن فُلانٍ فصلَّينا وراءَ ذلِكَ الإنسانِ، وَكانَ يُطيلُ الرَّكعتَينِ الأوليَينِ منَ الظُّهرِ، ويخفِّفُ في الأُخرَيَينِ، ويخفِّفُ في العَصرِ، ويقرأُ في المغربِ بقِصارِ المفصَّلِ، ويقرَأُ في العِشاءِ بالشَّمسِ وضُحاها وأشباهِها، ويقرأُ في الصُّبحِ بِسورتَينِ طَويلَتَينِ.

22 - صلاةٌ في مسجِدي هذا أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ منَ المساجدِ، إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ مِن مائةِ صلاةٍ في هذا

23 - سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ أيُّهُما أفضلُ الصَّلاةُ في بَيتي أو الصَّلاةُ في المسجدِ قالَ ألا ترَى إلى بَيتي ما أقربَهُ منَ المسجدِ فلأن أصلِّيَ في بَيتي أحبُّ إليَّ مِن أن أصلِّيَ في المسجدِ، إلَّا أن تكونَ صلاةً مَكتوبةً
 
25 - ما في النَّاسِ مِثلُ رجُلٍ آخذٍ برأسِ فرسِه يجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ويجتَنبُ شرورَ النَّاسِ، ومثلُ آخرَ بادٍ في نِعمةٍ يُقري ضيفَه ويُعطي حقَّهُ.

26 - ما صلَّيتُ وراءَ أحدٍ أشبَهَ صلاةً برسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - مِن فُلانٍ. قالَ سُلَيْمانَ كانَ يطيلُ الرَّكعتَينِ الأوليَينِ منَ الظُّهرِ، ويخفِّفُ في الأُخرَيَينِ، ويخفِّفُ العصرَ، ويقرأُ في المغرِبِ بقصارِ المُفصَّلِ، ويقرأُ في العِشاءِ بوسَطِ المُفصَّلِ، ويقرأُ في الصُّبحِ بطوالِ المُفصَّلِ.

27 - أَنَبَأَنا رَجُلٌ مِن ثَقيفٍ أنَّه سَمِعَ مُناديَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ -يَعْني في لَيْلةٍ مَطيرةٍ في السَّفَرِ- يقولُ: حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الفَلاحِ ، صَلُّوا في رِحالِكم.

28 - الحياءُ من الإيمانِ, والإيمانُ في الجنَّةِ, والبذاءُ من الجفاءِ, والجفاءُ في النارِ.

29 - يا آلَ مُحمَّدٍ، مَن حَجَّ مِنكم فلْيُهِلَّ في حَجِّه -أو في حَجَّتِه-».

30 - ثلاثٌ لا يزَلنَ في أمَّتي حتَّى تقومَ السَّاعةُ : النِّياحةُ، والمفاخَرةُ في الأنسابِ، والأَنواءُ.
 

1 - المسألةُ كدوحٌ في وجهِ صاحبِها يومَ القيامةِ فمن شاءَ فليستبقِ على وجهِهِ وأهونُ المسألةِ مسألةُ ذي رحمٍ يسألُهُ في حاجةٍ وخيرُ المسألةِ عن ظهرِ غنًى وابدأ بمن تعول
خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 751 التخريج : أخرجه أحمد (5680)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3510).
التصنيف الموضوعي: سؤال - النهي عن المسألة سؤال - فضل التعفف والتصبر سؤال - من تحل له المسألة نفقة - النفقة على الأهل صدقة - الصدقة عن ظهر غنى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - خَرَجْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فأَصابَ النَّاسَ حاجةٌ شَديدةٌ، وأَصابوا غَنَمًا فانْتَهَبوها، فإنَّ قُدورَنا لَتَغْلي إذ جاءَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يَمْشي على قَوْسِه، فأَكفَأَ قُدورَنا بقَوْسِه، ثُمَّ جَعَلَ يُرَمِّلُ اللَّحْمَ بالتُّرابِ، ثُمَّ قالَ: إنَّ النُّهْبةَ ليست بأحَلَّ مِن المَيْتةِ، أو إنَّ المَيْتةَ ليست بأَحَلَّ مِن النُّهْبةِ، الشَّكُّ مِن هَنَّادٍ.

3 - أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ رجُلٌ مِن اليَهودِ، فقال: يا أبا القاسمِ، ألستَ تزعُمُ أنَّ أهلَ الجنَّةِ يأكُلونَ ويشرَبونَ؟ وقال لأصحابِه: إنْ أقَرَّ لي بهذه خصَمتُه. قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: بلى، والذي نفْسي بيَدِه، إنَّ أحَدَهم ليُعطَى قوَّةَ مئةِ رجُلٍ في المطعَمِ، والمشرَبِ، والشَّهْوةِ، والجِماعِ. قال: فقال له اليَهوديُّ: فإنَّ الذي يأكُلُ ويشرَبُ تكونُ له الحاجةُ؟ قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: حاجةُ أحَدِهم عرَقٌ يفيضُ مِن جلودِهم مثلُ ريحِ المِسكِ، فإذا البطنُ قد ضمَرَ .

4 - أنَّ رَجُلًا دَخَلَ على أهْلِه، فرَأى ما بِهم مِن حاجةٍ، فخَرَجَ إلى البَرِّيَّةِ، فقالَتِ امْرَأتُه: اللُّهُمَّ ارْزُقْنا ما نَعْتَجِنُ ونَخبِزُ، فإذا الرَّحى تَطحَنُ، وإذا التَّنُّورُ مَلْأى شِواءً، فجاءَ زَوْجُها، فقالَ: أعنْدَكِ شيءٌ؟ قالَتْ: نَعمْ، رِزْقُ اللهِ، فرَفَعَ الرَّحى، فكَنَسَ ما حَوْلَها، فذَكَرَ ذلك لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: «لو تَرَكَها لَدارَتْ إلى يَوْمِ القِيامةِ».
خلاصة حكم المحدث : [ذكره في الصحيح المسند]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 2/321
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء رقائق وزهد - التوكل واليقين رقائق وزهد - معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة - كرامات الأولياء إيمان - الكرامات والأولياء

5 - عن خادِمٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ -رَجُلٍ أو امْرَأةٍ- قالَ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ممَّا يقولُ للخادِمِ: «ألك حاجةٌ؟»، قالَ: حتَّى كانَ ذاتَ يَوْمٍ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، حاجتي قالَ: «وما حاجتُك؟»، قالَ: حاجتي أن تَشفَعَ لي يَوْمَ القِيامةِ، قالَ: «ومَن دَلَّك على هذا؟»، قالَ: رَبِّي، قالَ: «إمَّا لا فأَعنِّي بكَثْرةِ السُّجودِ».

6 - بَعَثَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى باهِلةَ، فأَتَيْتُهم وهُمْ على طَعامٍ، فرَحَّبوا بي وأَكرَموني، وقالوا: تَعالَ فكُلْ، فقُلْتُ: جِئْتُ لأَنْهاكم عن هذا الطَّعامِ، وأنا رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ إليكم لتُؤمِنوا، فكَذَّبوني وزَبَروني، فانْطَلَقْتُ وأنا جائِعٌ ظَمْآنُ، قد نَزَلَ بي جَهْدٌ شَديدٌ، فنِمْتُ فأُوتِيتُ في مَنامي بشَرْبةٍ من لَبَنٍ، فشَبِعْتُ ورَوِيتُ وعَظُمَ بَطْني، فقالَ القَوْمُ: أتاكم رَجُلٌ مِن خِيارِكم وأَشرافِكم فزَبَرْتُموه، اذْهَبوا إليه فأَطْعِموه مِن الطَّعامِ والشَّرابِ ما يَشْتَهي، فأَتَوني بطَعامٍ، فقُلْتُ: ما لي حاجةٌ في طَعامِكم وشَرابِكم؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قد أَطعَمَني وسَقاني، فانْظُروا إلى حالي الَّتي أنا عليها، فآمَنوا بي وبما جِئْتُ مِن عنْدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 502 التخريج : أخرجه الجوزجاني في ((الأحاديث المنتخبة)) (13)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1234)، والطبراني (8/ 286) (8099)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/ 126) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - ما يحرم من الأطعمة رقائق وزهد - الصبر على البلاء مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الكرامات والأولياء إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - كنَّا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في سَفَرٍ مِن أسْفارِه، فنَزَلَ النَّاسُ مَنزِلًا، ونَزَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في ظِلِّ دَوْحةٍ ، فرَآني وأنا مُقبِلٌ مِن حاجةٍ لي، وليس غَيْرُه وغَيْرُ كاتِبِه، فقالَ: «أَنَكتُبُك يا بنَ حَوالةَ؟»، قُلْتُ: عَلامَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: فلها عنِّي وأَقبَلَ على الكاتِبِ، قالَ: ثُمَّ دَنَوْتُ دونَ ذلك، قالَ: فقالَ: «أَنَكتُبُك يا بنَ حَوالةَ؟»، قُلْتُ: عَلامَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: فلها عنِّي وأَقبَلَ على الكاتِبِ، قالَ: ثُمَّ جِئْتُ فقُمْتُ عليهما، فإذا في صَدْرِ الكِتابِ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ، فظَنَنْتُ أنَّهما لن يُكتَبَا إلَّا في خَيْرٍ، فقالَ: «أَنَكتُبُك يا بنَ حَوالةَ؟»، فقُلْتُ: نَعمْ يا نَبيَّ اللهِ، فقالَ: «يا بنَ حَوالةَ، كيف تَصنَعُ في فِتْنةٍ تَثورُ في أقْطارِ الأرْضِ كأنَّها صَياصي بَقَرٍ؟»، قالَ: قُلْتُ: أَصنَعُ ماذا يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «عليك بالشَّامِ»، ثُمَّ قالَ: «كيف تَصنَعُ في فِتْنةٍ كأنَّ الأُولى فيها نَفْجةُ أَرنَبٍ؟»، قالَ: فلا أَدْري كيف؟ قالَ في الآخِرةِ: ولَأنْ أَكونَ عَلِمْتُ كيف قالَ في الآخِرةِ أَحَبُّ إليَّ مِن كَذا وكَذا.
خلاصة حكم المحدث : [ذكره في الصحيح المسند]
الراوي : زائدة أو مزيدة بن حوالة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 335
التصنيف الموضوعي: فتن - ظهور الفتن مناقب وفضائل - فضائل الشام آداب عامة - ضرب الأمثال فتن - الإقامة بالشام زمن الفتن فتن - ما يفعل في الفتن

8 - أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كانَ كلَّما صلَّى صَلاةً جَلَسَ للنَّاسِ، فمَن كانت له حاجةٌ كلَّمَه وإلَّا قامَ، فحَضَرْتُ البابَ يَوْمًا، فقُلْتُ: يا يَرفَأُ، فخَرَجَ وإذا عُثْمانُ بالبابِ، فخَرَجَ يَرْفَأُ فقالَ: قُمْ يا بنَ عَفَّانَ، قُمْ يا بنَ عبَّاسٍ، فدَخَلْنا على عُمَرَ وعنْدَه صُبَرٌ مِن مالٍ، فقالَ: إنِّي نَظَرْتُ في أهْلِ المَدينةِ فرَأيْتُكما مِن أَكثَرِ أهْلِها عَشيرةً، فخُذا هذا المالَ فاقْسِماه، فإن كانَ فيه فَضْلٌ فرُدَّا، قُلْتُ: وإن كانَ نُقْصانًا زِدْتَنا؟ فقالَ: نِشْنِشةٌ مِن أَخشَنَ! قد عَلِمْتُ أنَّ مُحمَّدًا وأهْلَه كانوا يَأكُلونَ القِدَّ، قُلْتُ: بَلى واللهِ، لو فَتَحَ اللهُ هذا على مُحمَّدٍ لصَنَعَ فيه غَيْرَ ما صَنَعْتَ، فغَضِبَ وانْتَشَجَ حتَّى اخْتَلَفَتْ أضْلاعُه، وقالَ: (إذًا أَصنَعُ) فيه ماذا؟ فقُلْتُ: إذًا أَكَلَ وأَطعَمَنا، فسُرِّيَ عنه.

9 - حجَجتُ أنا وسِنانُ بنُ سلَمةَ، ومعَ سِنانٍ بدَنةٌ فأزحَفَتْ عليهِ فعَيَّ بشأنِها فقُلتُ : لئن قَدِمتُ مكَّةَ لأستبحِثنَّ عَن هذا قالَ فلمَّا قَدِمنا مكَّةَ انطلقَ بنا إلى ابنِ عبَّاسٍ فدخَلنا عليهِ وعندَهُ جاريةٌ وكانَ لي حاجتانِ ولِصاحبي حاجةٌ فقالَ ألا أُخليكَ قلتُ لا فقُلتُ كانَت معي بدَنةٌ فأزحَفَت علَينا فقلتُ لئن قدِمنا مكَّةَ لأستبحِثَنَّ عَن هذا فقالَ ابنُ عبَّاسٍ بعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ بالبُدنِ معَ فلانٍ وأمرَهُ فيها بأمرِهِ فلمَّا قفَّا رجعَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ما أصنعُ بما أزحفَ عليَّ منها فقالَ انحَرها واصبُغْ نعلَها في دمِها واضرِبهُ علَى صَفحتِها ولا تأكُل مِنها أنتَ ولا أحدٌ مِن رُفقتِكَ قالَ فقُلتُ لَه أكونُ في هذهِ المغازي فأغنَمُ فأُعتِقُ عن أمِّي أفيُجزئُ عنها أن أُعتِقَ فقالَ ابنُ عبَّاسٍ أمَرَتِ امرأةٌ سنانَ بنَ عبدِ اللَّهِ الجُهَنيَّ أن يسألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ عن أُمِّها توفِّيَت ولم تحجَّ أيُجزئُ عنها أن تحجَّ عنها فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ أرأيتَ لَو كانَ علَى أُمِّها دَينٌ فقَضتهُ عَنها أكانَ يُجزئُ عن أُمِّها قالَ نعَم قالَ فلتَحُجَّ عن أُمِّها وسألَهُ عن ماءِ البحرِ فقالَ ماءُ البحرِ طَهورٌ
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 587 التخريج : أخرجه أبو داود (1763) مختصراً، وأحمد (2518) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: حج - الهدي إذا عطب حج - حج الرجل عن غيره طهارة - ماء البحر علم - السؤال للانتفاع وإن كثر وصايا - ولي الميت يقضي دينه إذا علم صحته وإن لم يوص الميت
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

10 - أتتِ الأَنصارُ النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عَليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ - بجَماعتِهِم فَقالوا: إلى مَتى ننزعُ من هذِهِ الآبارِ ؟ فلو أَتينا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ فدَعا اللَّهَ لَنا، فَفجَّرَ لَنا من هذِهِ الجبالِ عيونًا، فَجاءوا بِجَماعتِهِم إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ، فلمَّا رآهُم قالَ : مَرحبًا وأَهْلًا لقَد جاءَ بِكُم إلينا حاجةٌ، قالوا: إي واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: إنَّكُم لن تسألوني اليومَ شيئًا إلَّا أوتيتُموهُ، ولا أسألُ اللَّهَ شيئًا إلَّا أَعطانيهِ. فأقبلَ بَعضُهُم علَى بَعضٍ فقالوا: الدُّنيا تُريدونَ فاطلُبوا الآخرةَ، فَقالوا بجماعتِهِم: يا رسولَ اللَّهِ، ادعُ اللَّهَ لَنا أن يغفِرَ لَنا، فقالَ: اللَّهمَّ اغفِر للأنصارِ، ولأبناءِ الأنصارِ، ولأبناءِ أبناءِ الأنصارِ

11 - خرَجتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ حاجًّا، فنزَلَ منزلًا، وخرَجَ منَ الخلاءِ، فاتَّبعتُهُ بالإداوةِ - والقدَحِ - وَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذا أرادَ حاجةً أبعدَ، فجلَستُ لَهُ بالطَّريقِ حتَّى انصَرفَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، فقُلتُ لَهُ: يا رسولَ اللَّهِ، الوُضوءَ. فأقبلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إليَّ فصبَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ على يدِهِ، فغسلَها، ثمَّ أدخلَ يدَهُ فَكَفَّها، فصبَّ على يدِهِ واحدةً، ثمَّ مسحَ على رأسِهِ، ثمَّ قَبضَ الماءَ قبضًا بيدِهِ، فضَربَ بِهِ على ظَهْرِ قدمِهِ، فمَسحَ بيدِهِ علَى قدمِهِ، ثمَّ جاءَ فصلَّى لَنا الظُّهرَ.

12 - عن سهل بن الحنظلية: أنَّهم ساروا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم يومَ حُنَيْنٍ، فأطْنَبوا السَّيرَ حتَّى كان عَشِيَّةً، فحضرَتْ صلاةٌ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فجاء رجُلٌ فارِسٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّي انطلَقْتُ بين أيديكم حتَّى طلَعْتُ جبَلَ كذا وكذا، فإذا أنا بِهَوازِنَ على بكرةِ آبائِهم ؛ بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشَائِهم، اجتَمَعوا إلى حُنَيْنٍ. فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، وقال: تلك غنيمةُ المُسلمينَ غدًا إنْ شاء اللهُ. ثمَّ قال: مَن يحرُسُنا اللَّيلةَ؟ قال أنسُ بنُ أبي مَرْثَدٍ الغَنَوِيُّ: أنا يا رسولَ اللهِ، قال: فارْكَبْ، فرَكِبَ فرَسًا له وجاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم: استقْبِلْ هذا الشِّعْبَ حتَّى تكونَ في أعلاهُ، ولا نُغَرَّنَّ مِن قِبَلِك اللَّيلةَ. فلمَّا أصبَحْنا خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم إلى مُصلَّاه ، فركَعَ ركعتينِ، ثمَّ قال: هل أحسسَتُم فارِسَكم؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما أحسَسْناه. فثُوِّبَ بالصَّلاةِ، فجعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم يُصَلِّي وهو يلتَفِتُ إلى الشِّعبِ، حتَّى إذا قضى صلاتَه وسلَّمَ، فقال: أبْشِروا؛ فقد جاءكم فارِسُكم. فجعَلْنا ننظُرُ إلى خِلالِ الشَّجرِ في الشِّعبِ، فإذا هو قد جاء، حتَّى وقَفَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم وقال: إنِّي انطلَقْتُ حتَّى كنْتُ في أعلى هذا الشِّعبِ حيث أمَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فلمَّا أصبَحْتُ اطَّلعْتُ الشِّعبَينِ كلَيْهما، فنظَرْتُ فلم أَرَ أحدًا. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم: هل نزَلْتَ اللَّيلةَ؟ قال: لا، إلَّا مُصَلِّيًا أو قاضيًا حاجةً. فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ: قد أَوْجَبْتَ، فلا عليك ألَّا تعمَلَ بعدها.

13 - خَرجتُ أشكو العَلاءَ بنَ الحضرميِّ إلى رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - فمررتُ بالرَّبذةِ ، فإذا عَجوزٌ من بَني تميمٍ منقطعٌ بِها، فقالَت لي : يا عبدَ اللَّهِ، إنَّ لي إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ حاجةً، فَهَل أنتَ مبلِّغي إليهِ ؟ قالَ : فحَملتُها، فأتيتُ المدينةَ فإذا المسجدُ غاصٌّ بأَهْلِهِ، وإذا رايةٌ سوداءُ تخفِقُ وبلالٌ متقلِّدٌ السَّيفَ بينَ يدي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فقلتُ : ما شأنُ النَّاسِ ؟ قالوا : يريدُ أن يبعثَ عمرَو بنَ العاصِ وجهًا، قالَ : فجلستُ، قالَ : فدخلَ منزلَهُ - أو قالَ : رحلَهُ - فاستأذنتُ عليهِ، فأذنَ لي، فدخلتُ، فسلَّمتُ فقالَ : هل كانَ بينَكُم وبينَ تميمٍ شيءٌ ؟ قالَ : فقلتُ : نعَم، وَكانت لَنا الدائرةُ عليهِم، ومررتُ بعجوزٍ من بَني تميمٍ منقطَعٌ بِها، فسألَتني أن أحملَها إليكَ، وَها هيَ بالبابِ فأذنَ لَها فدخَلت، فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ، إن رأيتَ أن تجعلَ بينَنا وبينَ بَني تميمٍ حاجزًا، فاجعلِ الدَّهناءَ ، فحَمِيَتِ العجوزُ، واستوفَزَت، قالت : يا رسولَ اللَّهِ، فإلى أينَ تَضطرُّ مُضرَكَ ؟ قالَ : قلتُ : إنَّما مَثَلي، ما قالَ الأوَّلُ : معَزاءُ حملت حتفَها، حَملتُ هذِهِ، ولا أشعرُ أنَّها كانت لي خَصمًا أعوذُ باللَّهِ، ورسولِهِ أن أَكونَ كوافدِ عادٍ قالَ : هية وما وافدُ عادٍ ؟ وَهوَ أعلَمُ بالحديثِ منهُ، ولَكِن يستَطعمُهُ، قلتُ : إنَّ عادًا قُحِطوا فبعثوا وافدًا لَهُم، يقالُ لَهُ : قيلٌ، فمرَّ بمعاويةَ بنِ بَكْرٍ، فأقامَ عندَهُ شَهْرًا يسقية الخمرَ، وتغنِّيهِ جاريتانِ يقالُ لَهُما : الجَرادتانِ ، فلمَّا مضى الشَّهرُ خرجَ جبالَ تِهامةَ ، فَنادى : اللَّهمَّ إنَّكَ تعلمُ أنِّي لم أجىء إلى مريضٍ فأداويَهُ، ولا أسيرٍ فأفاديَهُ، اللَّهمَّ اسقِ عادًا ما كنتَ تُسْقيهُ، فمرَّت بِهِ سحاباتٌ سودٌ فنوديَ منها : اختَر، فأومأَ إلى سحابةٍ منها سوداءَ، فنوديَ خذها رَمادًا رمَددًا لا تُبقي من عادٍ أحدًا، قالَ : فما بلغَني أنَّهُ بُعِثَ عليهم منَ الرِّيحِ، إلَّا قدرَ ما يجري في خاتمي حتَّى هلَكوا، قالَ أبو وائلٍ : وصدقَ قالَ : فَكانتِ المرأةُ والرَّجلُ إذا بعَثوا وافدًا لَهُم، قالوا : لا تَكُن كوافدِ عادٍ

14 - مررتُ بعجوزِ بالرَّبذةِ منقطِعٌ بها من بني تميمٍ قال : فقالت : أين تريدون ؟ قال : فقلتُ : نريدُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم. قالت : فاحمِلوني معكم فإنَّ لي إليه حاجةً. قال : فدخلتُ المسجدَ فإذا هو غاصٌّ بالنَّاسِ, وإذا رايةٌ سوداءُ تخفُقُ فقلتُ : ما شأنُ النَّاسِ اليومَ ؟ قالوا : هذا رسولُ اللهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم يريدُ أن يبعثَ عمرَو بنَ العاصِ وجهًا. قال فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إن رأيتَ أن تجعلَ الدَّهناءَ حِجازًا بيننا وبين بني تميمٍ فافعَلْ, فإنَّها كانت لنا مرَّةً, فاستوفزت العجوزُ وأخذتها الحميَّةُ فقالت : يا رسولَ اللهِ أين تضطرُّ مُضِرَّك ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ حملتُ هذه ولا أشعرُ أنَّها كائنةٌ لي خَصمًا. قال : قلتُ : أعوذُ باللهِ أن أكونَ كما قال الأوَّلُ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم : وما قال الأوَّلُ ؟ قال : على الخبيرِ سقطتَ. يقولُ سلامٌ هذا أحمقُ يقولُ للرَّسولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم على الخبيرِ سقطتَ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم : هِيه يستطعِمُه الحديثَ. قال إنَّ عادًا أرسلوا وافدَهم قيْلًا فنزل على معاويةَ بنِ بكرٍ شهرًا يسقيه الخمرَ وتُغنِّيه الجرادتان فانطلق حتَّى أتَى على جبالِ مهرةَ, فقال : اللَّهمَّ إنِّي لم آتِ لأسيرٍ فأُفديه ولا لمريضٍ فأُداويه فاسْقِ عبدَك ما كنتَ ساقيه, واسْقَ معاويةَ بنَ بكرٍ شهرًا يشكُرُ له الخمرَ الَّتي شربِها عنده. قال : فمرَّت سحاباتٌ سودٌ فنُودِي أن خُذْها رمادًا رمْددًا لا تذر من عاد أحدًا
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : الحارث بن حسان | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 388 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8607) مختصرا باختلاف يسير، وابن ماجه (2816) مختصرا بنحوه، وأحمد (15953) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأحقاف جهاد - الرايات والألوية سرايا - السرايا علم - القصص آداب عامة - ضرب الأمثال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - خرجتُ أشكو العلاءَ بنَ الحضرميِّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم فمررتُ بالرَّبَذةِ , فإذا عجوزٌ من بني تميمٍ منقطِعٌ بها فقالت لي : يا عبدَ اللهِ إنَّ لي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم حاجةً فهل أنت مُبلِّغي إليه ؟ قال : فحملتُها فأتيتُ المدينةَ, فإذا المسجدُ غاصٌّ بأهلِه وإذا رايةٌ سوداءُ تخفُقُ وبلالٌ مُتقلِّدٌ السَّيفَ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم, فقلتُ : ما شأنُ النَّاسِ ؟ قالوا : يريدُ أن يبعثَ عمرَو بنَ العاصِ وجهًا. قال : فجلستُ قال : فدخل منزلَه أو قال رَحلَه فاستأذنتُ عليه فأذِن لي فدخلتُ فسلَّمتُ فقال : هل كان بينكم وبين بني تميمٍ شيءٌ ؟ فقلتُ : نعم. قال : وكانت لنا الدَّائرةُ عليهم, ومررتُ بعجوزٍ من بني تميمٍ مُنقطِعٌ بها فسألتني أن أحمِلَها إليك, وها هي بالبابِ, فأذِن لها, فدخلت, فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إن رأيتَ أن تجعلَ بيننا وبين بني تميمٍ حاجزًا فاجعَلِ الدَّهناءَ , فحمِيت العجوزُ واستوفزت. قالت : يا رسولَ اللهِ فإلى أين تضطَرُّ مُضِرَّك ؟ قال : قلت : إنَّما مَثلي ما قال الأوَّلُ. مَعزاءُ حَمَلت حتفَها, حملتُ هذه ولا أشعرُ أنَّها كانت لي خَصمًا, أعوذُ باللهِ ورسولِه أن أكونَ كوافدِ عادٍ. قال : هِيه, وما وافدُ عادٍ وهو أعلمُ بالحديثِ منه ولكن يستطعِمُه. قلتُ : إنَّ عادًا قحَطوا فبعثوا وافدًا لهم يُقالُ له : قيْلُ : فمرَّ بمعاويةَ بنِ بكرٍ فأقام عنده شهرًا يسقيه الخمرَ وتُغنِّيه جاريتان يُقالُ لهما الجرادتان , فلمَّا مضَى الشَّهرُ خرج جبالَ تهامةَ فنادَى : اللَّهمَّ إنَّك تعلمُ أنِّي لم أجِئْ إلى مريضٍ فأُداويه, ولا إلى أسيرٍ فأُفاديه, اللَّهمَّ اسْقِ عادًا ما كنتَ تسقيه, فمرَّت به سحاباتٌ سُودٌ فنُودي منها : خُذْها رمادًا رمددًا , لا تُبقي من عادٍ أحدًا
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : الحارث بن يزيد البكري | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 389 التخريج : أخرجه أحمد (15996)، والبغوي في ((معجم الصحابة)) (453)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الذاريات جهاد - الرايات والألوية علم - القصص إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام سرايا - ترتيب السرايا والجيوش
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشي هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوْا له هَدِيَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطْريقٍ هَدِيَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطْريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَدِيَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطْريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائِهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ؛ حتى أدعُوَهم فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَرُوني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دعا النَّجاشي أَساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه سأَلَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكانَ الذي كلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ. فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأَوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناه، وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا، خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ ما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقَرأ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]، قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاءَ به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: وَاللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريْمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأَرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه؟ قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسأَلُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سأَلَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ وَاللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريَمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم وَاللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأَرْضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هَداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فوَاللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فوَاللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا. قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها، حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1651 التخريج : أخرجه أحمد (1740) باختلاف يسير، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/115) مختصراً
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها إيمان - توحيد الألوهية اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام مناقب وفضائل - النجاشي وأصحابه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطْريقًا إلَّا أهدَوْا له هَديَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي، فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما، فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم، فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دَعا النَّجاشي أساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَحِّمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقناه وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأَوْثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ مما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]. قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاء به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أَرْحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه. قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ؛ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فواللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلكَ؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 96 التخريج : أخرجه أحمد (1740) باختلاف يسير، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/115) مختصراً
التصنيف الموضوعي: إسلام - الأعمال التي من الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي مناقب وفضائل - جعفر بن أبي طالب آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة مناقب وفضائل - النجاشي وأصحابه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

18 - عشرةٌ في الجنَّةِ، النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في الجنَّةِ، وأبو بكرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وطلحةُ في الجنَّةِ، والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ في الجنَّةِ، وسعدُ بنُ مالكٍ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، ولو شئتَ لسمَّيْتُ العاشرَ. قال : فقالوا : من هو فسكت قال فقالوا : من هو ؟ قال : هو سعيدُ بنُ زيدٍ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : سعيد بن زيد | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 203 التخريج : أخرجه أبو داود (4649)، والترمذي (3748)، والنسائي في ((الكبرى)) (8137) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - أبو عبيدة بن الجراح مناقب وفضائل - الزبير بن العوام مناقب وفضائل - سعد بن مالك مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - سعيد بن زيد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - القُضاةُ ثلاثةٌ، [اثنانِ في النَّارِ، وواحدٌ في الجنَّةِ، رجلٌ علِمَ الحقَّ فقضَى بهِ فَهوَ في الجنَّةِ، ورجلٌ قضَى للنَّاسِ علَى جَهْلٍ فَهوَ في النَّارِ، ورجلٌ جارَ في الحُكْمِ فَهوَ في النَّارِ، لقُلنا : إنَّ القاضيَ إذا اجتَهَدَ فَهوَ في الجنَّةِ]
خلاصة حكم المحدث : جيد
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : الفتاوى الحديثية للوادعي
الصفحة أو الرقم : 1/299 التخريج : أخرجه أبو داود (3573)، والترمذي (1322)، وابن ماجه (2315)، ووكيع في ((أخبار القضاة)) (1/ 13) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الترغيب في القضاء بالحق أقضية وأحكام - الترهيب من القضاء بغير الحق أقضية وأحكام - من قضى فيما بين الناس بما فيه صلاحهم ودفع الضرر عنهم على الاجتهاد أقضية وأحكام - أجر من قضى بالحكمة إمامة وخلافة - أجر الحاكم إذا اجتهد في الحق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - القُضاةُ ثلاثةٌ : واحدٌ في الجنَّةِ، واثنانِ في النَّارِ، فأمَّا الَّذي في الجنَّةِ فرجلٌ عرفَ الحقَّ فقضى بِهِ، ورجلٌ عرفَ الحقَّ فجارَ في الحُكْمِ، فَهوَ في النَّارِ، ورجلٌ قَضى للنَّاسِ على جَهْلٍ فَهوَ في النَّارِ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 174 التخريج : أخرجه أبو داود (3573) واللفظ له، والترمذي (1322)، وابن ماجه (2315)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (5922).
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الترغيب في القضاء بالحق أقضية وأحكام - آداب القضاء وكيفية الحكم إيمان - الوعد إيمان - الوعيد جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضلُ مِن صلاتِها في حُجرتِها، وصلاتُها في مَخدعِها أفضلُ من صلاتِها في بيتِها.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 849 التخريج : أخرجه أبو داود (570) واللفظ له، وابن خزيمة (1688)، والطبراني (9/341) (9482)
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - حضور النساء الجماعة ستر العورة - وجوب سترها صلاة الجماعة والإمامة - صلاة المرأة في بيتها أفضل من حضور الجماعة مع الرجال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - قيلَ يا رسولَ اللَّهِ متى نترُكُ الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عنِ المنكرِ؟ قال: إذا ظهرَ فيكم ما ظهرَ في الأممِ قبلَكم قلنا يا رسولَ اللَّهِ وما ظهرَ في الأممِ قبلَنا قالَ الْمُلكُ في صغارِكم والفاحِشةُ في كبارِكم والعلمُ في رُذالتِكم قالَ زيدٌ تفسيرُ معنى قولِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ والعلمُ في رُذالتِكم إذا كانَ العلمُ في الفسَّاقِ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 109 التخريج : أخرجه ابن ماجه (4015) واللفظ له، وأحمد (12943)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إمامة وخلافة - خيار الأئمة وشرارهم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات علم - علم لا ينفع فتن - ظهور الفساد في آخر الزمان
|أصول الحديث

23 - قيل يا رسولَ اللهِ متَى نتركُ الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المنكرِ قال : إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأممِ قبلكم. قلنا : يا رسولَ اللهِ وما ظهر في الأممِ قبلنا. قال : المُلكُ في صغارِكم والفاحشةُ في كبارِكم والعِلمُ في رذالتِكم

24 - قلتُ لعائشةَ أرأيتِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ كانَ يغتسِلُ منَ الجنابةِ في أوَّلِ اللَّيلِ أو في آخرِهِ قالت ربَّما اغتسلَ في أوَّلِ اللَّيلِ وربَّما اغتسلَ في آخرِه قلتُ اللَّهُ أكبرُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً قلتُ أرأيتِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ أوَّلَ اللَّيلِ أو في آخرِهِ قالت ربَّما أوترَ في أوَّلِ اللَّيلِ وربَّما أوترَ في آخرِه قلتُ اللَّهُ أكبرُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً قلتُ أرأيتِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ كانَ يجهرُ بالقرآنِ أو يخفُتُ بهِ قالت ربَّما جهرَ بهِ وربَّما خفت قلتُ اللَّهُ أكبرُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1575 التخريج : أخرجه أحمد (24202) واللفظ له، وأخرجه مسلم (307) مختصراً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تراويح وتهجد وقيام ليل - صلاة الوتر غسل - غسل الجنابة غسل - موجبات الغسل غسل - الأغسال الواجبة والمسنونة قرآن - الجهر والإسرار بالقراءة وترويح القلوب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

25 - أَنا زعيمٌ ، والزَّعيمُ الحميلُ لِمَن آمنَ بي، وأسلمَ وَهاجرَ ببيتٍ في ربضِ الجنَّةِ، وبيتٍ في وسطِ الجنَّةِ، وأَنا زعيمٌ لمن آمنَ بي، وأسلمَ، وجاهدَ في سبيلِ اللَّهِ، ببيتٍ في ربضِ الجنَّةِ، وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ، وببيتٍ في أعلى غرَفِ الجنَّةِ، مَن فعلَ ذلِكَ فلَم يدَعْ للخَيرِ مَطلبًا ، ولا منَ الشَّرِّ مَهْربًا ، يموتُ حيثُ شاءَ أن يموتَ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1062
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام غصب وضمانات - ما يضمن
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

26 - ما صلَّيتُ وَراءَ أحَدٍ أشبَهَ صلاةً برسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - مِن فُلانٍ فصلَّينا وراءَ ذلِكَ الإنسانِ، وَكانَ يُطيلُ الرَّكعتَينِ الأوليَينِ منَ الظُّهرِ، ويخفِّفُ في الأُخرَيَينِ، ويخفِّفُ في العَصرِ، ويقرأُ في المغربِ بقِصارِ المفصَّلِ، ويقرَأُ في العِشاءِ بالشَّمسِ وضُحاها وأشباهِها، ويقرأُ في الصُّبحِ بِسورتَينِ طَويلَتَينِ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1250 التخريج : أخرجه النسائي (982)، وأحمد (10882) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: صلاة - القراءة في العشاء صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صلاة - تطويل الركعة الأولى صلاة - صلاة الظهر صلاة - صلاة العصر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - صلاةٌ في مسجِدي هذا أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ منَ المساجدِ، إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ مِن مائةِ صلاةٍ في هذا

28 - سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ أيُّهُما أفضلُ الصَّلاةُ في بَيتي أو الصَّلاةُ في المسجدِ قالَ ألا ترَى إلى بَيتي ما أقربَهُ منَ المسجدِ فلأن أصلِّيَ في بَيتي أحبُّ إليَّ مِن أن أصلِّيَ في المسجدِ، إلَّا أن تكونَ صلاةً مَكتوبةً

29 - خِيارُ النَّاسِ في الجاهِليَّةِ خِيارُهم في الإسْلامِ إذا فَقِهوا.
خلاصة حكم المحدث : حسن على شرط مُسلِم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 247
التصنيف الموضوعي: علم - الفقه في الدين علم - فضل العلم علم - فضل الفقه على العبادة علم - فضل من تعلم وعلم غيره ونشر العلم

30 - مَن جَلَسَ في المَسجِدِ يَنْتظِرُ الصَّلاةَ فهو في الصَّلاةِ.