الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - هل في القَومِ من ماءٍ؟ فجاءَ رجُلٌ يَسْعى بإداوةٍ فيها شيءٌ من ماءٍ، قال: فصبَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قدَحٍ، قال: فتوضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأحسَنَ الوُضوءَ ، ثُم انصرَفَ، وترَكَ القدَحَ، فركِبَ النَّاسُ القدَحَ تمسَّحوا، وتمسَّحوا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: على رِسلِكم حين سمِعَهم يقولونَ ذلك، قال: فوضَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كفَّه في الماءِ والقدَحِ، ثُم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بسمِ اللهِ، ثُم قال: أسْبِغوا الوُضوءَ، فوالذي هو ابْتَلاني ببَصَري، لقد رأيْتُ العُيونَ عُيونَ الماءِ يومَئذٍ تخرُجُ من بيْنِ أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فما رفَعَها حتى توضَّؤُوا أجمَعونَ.

2 - عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال غزَوْنا أو سافرنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونحن يومئذٍ بضعُ عشرٍ ومائتانِ فحضرت الصلاةُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هل في القومِ من ماءٍ فجاءه رجلٌ يسعى بإداوةٍ فيها شيءٌ من ماءٍ قال فصبَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قدحٍ قال فتوضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأحسنَ الوضوءَ ثم انصرف وترك القدحَ فركب الناسُ القدحَ تمسَّحوا وتمسَّحوا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على رِسْلِكم حين سمعهم يقولون ذلك قال فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كفَّه في الماءِ ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسمِ اللهِ ثم قال أَسْبِغوا الوضوءَ قال جابرٌ فوالذي هو ابتلاني ببصَري لقد رأيتُ العيونَ عيونَ الماءِ يومئذٍ تخرج من بين أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فما رفعها حتى توضَّؤوا أجمعونَ

3 - سِرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نزَلْنا واديًا أَفْيَحَ فذهَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقضي حاجتَه واتَّبَعْتُه بإِداوةٍ مِن ماءٍ فنظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَرَ شيئًا لِيستترَ به فإذا شجَرتانِ بشاطئِ الوادي فانطلَق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى إحداهما فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كالبعيرِ المَخشوشِ الَّذي يُصانِعُ قائدَه حتَّى أتى الشَّجرةَ الأخرى فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كذلك حتَّى إذا كان النِّصفُ جمَعهما فقال : ( التَئِما علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فالتأَمَتا قال جابرٌ : فخرَجْتُ أُحضِرُ مخافةَ أنْ يُحِسَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقُربي فيتباعَدَ فجلَسْتُ فحانَتْ منِّي لَفتةٌ فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقبِلٌ وإذا الشَّجَرتانِ قد افترَقتا فقامتْ كلُّ واحدةٍ منهما على ساقٍ فرأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَف وَقفةً فقال برأسِه هكذا يمينًا ويَسارًا ثمَّ أقبَل فلمَّا انتهى إليَّ قال : ( يا جابرُ هل رأَيْتَ مقامي ) ؟ قُلْتُ : نَعم يا رسولَ اللهِ قال : ( فانطلِقْ إلى الشَّجَرتَيْنِ فاقطَعْ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا فأقبِلْ بهما حتَّى إذا قُمْتَ مقامي أَرسِلْ غُصنًا عن يمينِكَ وغُصنًا عن يسارِك ) قال جابرٌ : فأخَذْتُ حَجرًا فكسَرْتُه فأتَيْتُ الشَّجَرتَيْنِ فقطَعْتُ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا ثمَّ أقبَلْتُ أجُرُّهما حتَّى إذا قُمْتُ مقامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسَلْتُ غُصنًا عن يميني وغُصنًا عن يساري ثمَّ لحِقْتُه فقُلْتُ : قد فعَلْتُ يا رسولَ اللهِ فعَمَّ ذلك ؟ فقال : ( إنِّي مرَرْتُ بقَبرينِ يُعذَّبانِ فأحبَبْتُ بشَفاعتي أنْ يُرفَّهَ عنهما ما دام الغُصنانِ رَطْبَيْنِ ) فأتَيْنا العَسكرَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا جابرُ نادِ بوَضوءٍ ) فقُلْتُ : ألَا وَضوءَ ألَا وَضوءَ ؟ قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما وجَدْتُ في الرَّكْبِ مِن قَطرةٍ وكان رجُلٌ مِن الأنصارِ يُبرِّدُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أشجابٍ له فقال : ( انطلِقْ إلى فُلانٍ الأنصاريِّ فانظُرْ هل في أشجابِه مِن شيءٍ ) قال : فانطلَقْتُ إليه فنظَرْتُ فيها فلَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه ما كانت شَربةً فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه لَشرِبه يابسُه قال : ( اذهَبْ فَأْتِني به ) فأخَذه بيدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجعَل يتكلَّمُ بشيءٍ لا أدري ما هو ويغمِزُه بيدِه ثمَّ أعطانيه فقال : ( يا جابرُ نادِ بجَفنةٍ ) فقُلْتُ : يا جَفنةَ الرَّكبِ قال : فأُتِيتُ بها تُحمَلُ فوضَعْتُها بيْنَ يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هكذا وبسَط يدَه في وسَطِ الجَفْنةِ وفرَّق بيْنَ أصابعِه وقال : ( خُذْ يا جابرُ وصُبَّ علَيَّ وقُلْ : بسمِ اللهِ ) فصبَبْتُ عليه وقُلْتُ : بسمِ اللهِ فرأَيْتُ الماءَ يفُورُ مِن بيْنِ أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى امتلَأتْ قال : ( يا جابرُ نادِ مَن كانت له حاجةٌ بماءٍ ) قال : فأتى النَّاسُ فاستقَوْا حتَّى رَوُوا قال : فقُلْتُ : هل بقي أحَدٌ له حاجةٌ ؟ قال : فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه مِن الجَفْنةِ وهي مَلْأى

4 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!
 

1 - إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أُتِيَ بكَبشيْنِ أملَحيْنِ أقرَنيْنِ عَظيميْنِ مَوجوأَيْنِ، فأضجَعَ أحدَهما وقال : بِسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ، اللَّهمَّ عن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، ثمَّ أضجَع الآخرَ وقال : بِسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ، اللَّهُمَّ عَن محمَّدٍ وأُمَّتِه مَن شهِدَ لكَ بالتَّوحيدِ، وشهِدَ لي بالبَلاغِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية
الصفحة أو الرقم : 3/32 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3/ 327)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (4/ 177)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (14/ 24) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - ذبح أضحيته بيده أضاحي - كيف يذبح الأضحية وماذا يقول توحيد - فضل التوحيد ذبائح - التسمية على الذبيحة ذبائح - التكبير على الذبيحة
|أصول الحديث

2 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا التشهُّدَ كما يُعَلِّمُنا السورةَ من القرآنِ بسمِ اللهِ وباللهِ التحِيَّاتُ للهِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : العجلوني | المصدر : كشف الخفاء
الصفحة أو الرقم : 1/337 التخريج : أخرجه النسائي (1175)، وابن ماجه (902) مطولاً
التصنيف الموضوعي: صلاة - التشهد اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - أصابنا عَطَشٌ فَجَهشْنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: فوضع يدَه في تَوْرٍ من ماءٍ بين يديِه، فجعل يثورُ من خلالِ أصابِعِه كأنها عُيونٌ، قال: خذوا بسم اللهِ حتى وسَعَنا وكَفانا.

4 - قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كيف تَقرَأُ إذا قُمتَ في الصَّلاةِ؟ قُلتُ: أَقرَأُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الفاتحة: 2] قال: قُلْ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1].
خلاصة حكم المحدث : سنده جيد
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : علاء الدين مغلطاي | المصدر : شرح ابن ماجه لمغلطاي
الصفحة أو الرقم : 3/340 التخريج : أخرجه الدارقطني (1/308) واللفظ له، والثعلبي في ((التفسير)) (1/103)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (2323) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم صلاة - قراءة الفاتحة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُتِيَ بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ عظيمينِ مَوْجُوءَيْنِ فَأَضْجَعَ أحدَهما وقال بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ عن محمدٍ وأُمَّتِهِ من شَهِدَ لَكَ بالتوحيدِ وشَهِدَ لي بالبَلَاغِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 25-4 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3/ 327)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (4/ 177)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (14/ 24) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - ذبح أضحيته بيده أضاحي - كيف يذبح الأضحية وماذا يقول توحيد - فضل التوحيد ذبائح - التسمية على الذبيحة ذبائح - التكبير على الذبيحة
|أصول الحديث

6 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَتَي بكبشيْنِ أملحيْنِ عظيميْنِ أقرنيْنِ موجوئيْنِ فأضجعَ أحدَهما وقال بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ اللهمَّ عن محمدٍ وأمتِهِ مَن شَهِدَ لكَ بالتوحيدِ وشَهِدَ لي بالبلاغِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 4/351 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3/ 327) باختلاف يسير، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (4/ 177) واللفظ له، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (14/ 24) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - ذبح أضحيته بيده أضاحي - كيف يذبح الأضحية وماذا يقول توحيد - فضل التوحيد ذبائح - التسمية على الذبيحة ذبائح - التكبير على الذبيحة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - أصابَنا عَطَشٌ بالحُدَيبيةِ فجَهَشْنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وبَيْنَ يَدَيه تَوْرٌ فيه ماءٌ، فقال: بأصابِعِه هكذا فيها، وقال: خُذوا بِسمِ اللهِ، قال: فجَعَلَ الماءُ يتخلَّلُ مِن بَينِ أصابِعِه كأنَّها عُيونٌ، فوَسِعَنا، وكَفانا، وقال حُصَينٌ في حَديثِه: فشَرِبْنا وتَوَضَّأنا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14806 التخريج : أخرجه أحمد (14806) واللفظ له، والدارمي (27)، وعبد بن حميد (1113)
التصنيف الموضوعي: أشربة - شرب البركة والماء المبارك فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - أنَّ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ أخبرهُمَا قال شهدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الأضحَى بالمُصلَّى فلمَّا قضَى خُطبتَهُ نزلَ من منبرِهِ وأَتَي بكبشٍ فذبحَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِه وقال بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ هذا عنِّي وعمَّن لم يُضَحِّ من أمتي
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 4/349 التخريج : أخرجه أبو داود (2810)، والترمذي (1521)، وأحمد (3/ 356) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - ذبح أضحيته بيده أضاحي - كيف يذبح الأضحية وماذا يقول أضاحي - وقت الأضحية عيدين - الخروج للمصلى عيدين - الخطبة بعد الصلاة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - أصابَنا عَطَشٌ فجَهَشْنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، قال: فوَضَعَ يَدَه في تَوْرٍ مِن ماءٍ بَينَ يَدَيْه، فجَعَلَ يَثورُ مِن خِلالِ أصابِعِه كأنَّها عُيونٌ -وقال عَمْرٌو وحُصَيْنٌ كِلاهُما:- قال: خُذوا بِسمِ اللهِ، حتى وَسِعَنا وكَفانا، وقال لجابِرٍ: كَمْ كنتُم؟ قال: كنَّا ألْفًا وخَمْسَ مِئةٍ، ولو كنَّا مِئةَ ألْفٍ لَكَفانا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14933 التخريج : أخرجه أحمد (14933) واللفظ له، والدارمي (27)، وعبد بن حميد (1113)
التصنيف الموضوعي: أشربة - شرب البركة والماء المبارك فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ذَبَحَ يومَ العيدِ كَبشَينِ، ثُمَّ قال حينَ وَجَّهَهُما: إنِّي وَجَّهتُ وَجْهي للذي فَطَرَ السَّمواتِ والأرضَ، حَنيفًا مُسلِمًا، وما أنا من المُشرِكينَ، إنَّ صَلاتي، ونُسُكي ، ومَحْيايَ، ومَماتي للهِ ربِّ العالَمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمِرتُ، وأنا أوَّلُ المُسلِمينَ، بِسمِ اللهِ، واللهُ أكبَرُ، اللَّهُمَّ منكَ، ولكَ عن مُحمَّدٍ، وأُمَّتِه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده محتمل للتحسين
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15022 التخريج : أخرجه أبو داود (2795)، وابن ماجه (3121)، وأحمد (15022) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أضاحي - الاشتراك في الأضحية وعن كم تجزئ أضاحي - فضل الأضحية أضاحي - كيف يذبح الأضحية وماذا يقول أضاحي - ما يجزئ من الأضاحي وما لا يجوز (صفاتها وسنها) أضاحي - التسمية والتكبير على الذبح والمباشرة له
|أصول الحديث

11 - هل في القَومِ من ماءٍ؟ فجاءَ رجُلٌ يَسْعى بإداوةٍ فيها شيءٌ من ماءٍ، قال: فصبَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قدَحٍ، قال: فتوضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأحسَنَ الوُضوءَ ، ثُم انصرَفَ، وترَكَ القدَحَ، فركِبَ النَّاسُ القدَحَ تمسَّحوا، وتمسَّحوا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: على رِسلِكم حين سمِعَهم يقولونَ ذلك، قال: فوضَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كفَّه في الماءِ والقدَحِ، ثُم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بسمِ اللهِ، ثُم قال: أسْبِغوا الوُضوءَ، فوالذي هو ابْتَلاني ببَصَري، لقد رأيْتُ العُيونَ عُيونَ الماءِ يومَئذٍ تخرُجُ من بيْنِ أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فما رفَعَها حتى توضَّؤُوا أجمَعونَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14115 التخريج : أخرجه مسلم (3013) بنحوه، وأحمد (14115) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي وضوء - إسباغ الوضوء وضوء - فضل الوضوء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال غزَوْنا أو سافرنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونحن يومئذٍ بضعُ عشرٍ ومائتانِ فحضرت الصلاةُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هل في القومِ من ماءٍ فجاءه رجلٌ يسعى بإداوةٍ فيها شيءٌ من ماءٍ قال فصبَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قدحٍ قال فتوضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأحسنَ الوضوءَ ثم انصرف وترك القدحَ فركب الناسُ القدحَ تمسَّحوا وتمسَّحوا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على رِسْلِكم حين سمعهم يقولون ذلك قال فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كفَّه في الماءِ ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسمِ اللهِ ثم قال أَسْبِغوا الوضوءَ قال جابرٌ فوالذي هو ابتلاني ببصَري لقد رأيتُ العيونَ عيونَ الماءِ يومئذٍ تخرج من بين أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فما رفعها حتى توضَّؤوا أجمعونَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 6/100 التخريج : أخرجه أحمد (14115)، والدارمي (26) واللفظ لهما، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (4/ 177) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي وضوء - إسباغ الوضوء وضوء - التسمية للوضوء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

13 - اجتَمَعتْ قُريشٌ يومًا، فأَتاهُ عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ فقالَ: يا مُحمَّدُ، أنتَ خيرٌ أَمْ عبدُ اللهِ؟ فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَفَرَغْتَ؟». قالَ: نَعَمْ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {(1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} [غافر: 1، 2]، حتَّى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]. فقالَ له عُتبةُ: حَسْبُكَ حَسْبُكَ، ما عندكَ غيرُ هذا؟ قالَ: «لا». فرَجَعَ عُتبةُ إلى قُريشٍ، فقالوا: ما وراءكَ؟ فقالَ: ما تَركْتُ شيئًا أَرى أنَّكم تُكلِّمُونَهُ إلَّا كلَّمتُهُ، قالوا: فهل أَجابَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، لا والَّذي نَصَبَها بِنَبِيِّهِ ما فهِمْتُ شيئًا ممَّا قالَ غيرَ أنَّه أَنذَرَكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وثمودٍ. قالوا: وَيْلَكَ يُكلِّمُكَ رَجلٌ بالعربيَّةِ، ولا تَدري ما قالَ؟ قالَ: لا واللهِ ما فهِمْتُ شيئًا ممَّا قالَ، غيرَ ذِكْرِ الصَّاعقةِ.

14 - قال أبو جَهلٍ في مَلأٍ مِن قُرَيشٍ: لقدِ انتَشرَ علينا أَمْرُ مُحمدٍ، فلوِ التَمَستُم عالِمًا بالسِّحرِ والكَهانةِ والشِّعرِ، فكَلَّمَه، ثمَّ أتانا ببَيانٍ مِن أَمْرِه. فقال عُتبةُ: لقد سمِعتُ السِّحرَ والكَهانةَ والشِّعرَ، وعَلِمتُ مِن ذلكَ عِلْمًا، وما يَخفَى علَيَّ إنْ كان كذلكَ. فأتاه فقال له: يا مُحمَّدُ، أنتَ خَيرٌ أمْ هاشِمٌ؟ أنتَ خَيرٌ أمْ عبدُ المُطَّلِبِ؟ أنتَ خَيرٌ أمْ عبدُ اللهِ؟ فبمَ تَشتِمُ آلِهَتَنا، وتُضلِّلُ آباءَنا؟ فإنْ كُنتَ إنَّما بكَ الرِّئاسةُ عَقَدْنا لكَ ألوِيَتَنا، وكُنتَ رأْسَنا ما بَقيتَ، وإنْ كان بكَ الباءةُ زَوَّجْناكَ عَشرَ نِسوةٍ تَختارُهنَّ مِن أيِّ أبياتِ قُرَيشٍ شِئتَ، وإنْ كان بكَ المالُ جمَعْنا لكَ مِن أموالِنا ما تَستَغني به أنتَ وعَقِبُكَ مِن بَعدِكَ. ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ساكِتٌ لا يتكَلَّمُ، فلمَّا فرَغَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم (1) تَنْزِيلٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا...} حتى بلَغَ: {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1-13]، فأمسَكَ عُتبةُ على فيه، وأنشَدَه الرَّحِمَ ليَكُفَّ عنه -لَفظُ ابنِ مَردَوَيْهِ- ورجَعَ إلى أهلِه، ولم يَخرُجْ إلى قُرَيشٍ، واحتَبسَ عنهم، فقال أبو جَهلٍ، يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، واللهِ ما نَرى عُتبةَ إلَّا قد صبَأَ إلى محمَّدٍ، وأعجَبَه كَلامُه، وما ذاكَ إلَّا مِن حاجةٍ أصابَتْه، انطَلِقوا بنا إليه. فأتَوْه، فقال أبو جَهلٍ: واللهِ يا عُتبةُ، ما حَسِبْنا إلَّا أنَّكَ صبَأْتَ إلى محمَّدٍ، وأعجَبَكَ أَمْرُه، فإنْ كانتْ بكَ حاجةٌ جَمَعْنا لكَ مِن أموالِنا ما يُغنيكَ عن طَعامِ محمَّدٍ. فغضِبَ، وأقسَمَ باللهِ لا يُكلِّمُ محمَّدًا أبَدًا، وقال: لقد عَلِمتُم أنِّي مِن أكثَرِ قُرَيشٍ مالًا، ولكِنِّي أتَيتُه... فقَصَّ عليهمُ القِصَّةَ، فأجابَني بشيءٍ ما هو بسِحرٍ، ولا شِعرٍ ولا كَهانةٍ، قَرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم (1) تَنْزِيلٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ...} حتى بلَغَ: {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1-13]، فأمسَكتُ بفيه ، وناشَدتُه الرَّحِمَ أنْ يَكُفَّ، وقد عَلِمتُم أنَّ محمَّدًا إذا قال شَيئًا لم يَكذِبْ، فخِفتُ أنْ يَنزِلَ بكم العَذابُ.

15 - لمَّا كانَ يومُ أُحُدٍ وولَّى الناسُ كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في ناحيةٍ في اثنَي عشرَ رجلًا من الأنصارِ، وفيهِم طلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ، فأدركَهم المشركونَ، فالتفتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقالَ : مَن للقومِ ؟ فقالَ طلحةُ : أنَا. قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كمَا أنتَ. فقالَ رجلٌ مِن الأنصارِ : أنَا يا رسولَ اللهِ، فقالَ : أنتَ، فقاتلَ حتى قُتلَ، ثمَّ التفتَ فإذا المشركونَ، فقالَ : مَن للقومِ ؟ فقالَ طلحةُ : أنَا، قالَ : كما أنتَ، فقال رجلٌ مِن الأنصارِ : أنَا، فقال : أنتَ، فقاتلَ حتَّى قُتلَ، ثمَّ لمْ يزلْ يقولُ ذلكَ ويخرجُ إليهِم رجلٌ مِن الأنصارِ، فيُقاتِلُ قتالَ مَن قَبلَه حتَّى يُقتَلَ، حتَّى بَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وطلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : مَن للقومِ ؟ فقالَ طلحةُ : أنَا، فقاتلَ طلحةُ قِتالَ الأحدَ عشَرَ حتَّى ضُرِبَت يدُه فقُطعَت أصابعُه فقال : حَسِّ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو قلتَ بسمِ اللهِ لطارَت بكَ الملائكةُ والناسُ ينظرونَ إليكَ، ثمَّ ردَّ اللهُ المشركينَ
خلاصة حكم المحدث : إسناد على شرط مسلم ، إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير لكن يقويه ما بعده
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 6/700 التخريج : أخرجه النسائي (3149) واللفظ له، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (669) باختلاف يسير، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8704) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن مغازي - غزوة أحد ملائكة - أعمال الملائكة مناقب وفضائل - فضائل الأنصار مناقب وفضائل - طلحة بن عبيد الله
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - انهزم النَّاسُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ أحُدٍ، وبَقِيَ معه أحَدَ عَشَرَ رَجُلًا من الأنصارِ، وطَلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ، وهو يصعَدُ في الجَبَلِ، فلَحِقَهم المشركون، فقال: «ألا أحَدَ لهؤلاء؟» فقال طَلحةُ: أنا يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «كما أنت يا طلحةُ»، فقال رجلٌ من الأنصارِ: فأنا يا رسولَ اللهِ. فقاتلَ عنه، وصَعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن بَقِيَ معه من أصحابِه، ثمَّ قُتِل الأنصاريُّ، فلَحِقوه فقال: «ألا رجُلَ لهؤلاء؟» فقال طلحةُ مِثلَ قَولِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ قَولِه، فقال رجلٌ من الأنصارِ: فأنا يا رسولَ اللهِ، فقاتل وأصحابُه يَصعَدون في الجَبَلِ، ثمَّ قُتِل الأنصاريُّ، فلَحِقوه، فلم يزَلْ يقولُ مِثلَ قَولِه الأوَّلِ، ويقولُ طَلحةُ: أنا يا رسولَ اللهِ، فيَحبِسُه، ويستأذِنُه رجلٌ من الأنصارِ للقتالِ فيأذَنُ له، فيقاتِلُ مِثلَ من كان قَبلَه حتى لم يَبقَ معه إلَّا طلحةُ، فغَشُوهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من لهؤلاء يا طَلحةُ؟» فقال: أنا، فقاتَل مِثلَ قِتالِ جميعِ من كان قَبلَه، وأصيبَت أنامِلُه، فقال: حَسْ، فقال: لو قُلتَ: بسمِ اللهِ لرَفَعَتك الملائكةُ، والنَّاسُ يَنظُرون إليك حتى تَلِجَ بك في جَوِّ السَّماءِ

17 - سِرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نزَلْنا واديًا أَفْيَحَ فذهَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقضي حاجتَه واتَّبَعْتُه بإِداوةٍ مِن ماءٍ فنظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَرَ شيئًا لِيستترَ به فإذا شجَرتانِ بشاطئِ الوادي فانطلَق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى إحداهما فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كالبعيرِ المَخشوشِ الَّذي يُصانِعُ قائدَه حتَّى أتى الشَّجرةَ الأخرى فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كذلك حتَّى إذا كان النِّصفُ جمَعهما فقال : ( التَئِما علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فالتأَمَتا قال جابرٌ : فخرَجْتُ أُحضِرُ مخافةَ أنْ يُحِسَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقُربي فيتباعَدَ فجلَسْتُ فحانَتْ منِّي لَفتةٌ فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقبِلٌ وإذا الشَّجَرتانِ قد افترَقتا فقامتْ كلُّ واحدةٍ منهما على ساقٍ فرأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَف وَقفةً فقال برأسِه هكذا يمينًا ويَسارًا ثمَّ أقبَل فلمَّا انتهى إليَّ قال : ( يا جابرُ هل رأَيْتَ مقامي ) ؟ قُلْتُ : نَعم يا رسولَ اللهِ قال : ( فانطلِقْ إلى الشَّجَرتَيْنِ فاقطَعْ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا فأقبِلْ بهما حتَّى إذا قُمْتَ مقامي أَرسِلْ غُصنًا عن يمينِكَ وغُصنًا عن يسارِك ) قال جابرٌ : فأخَذْتُ حَجرًا فكسَرْتُه فأتَيْتُ الشَّجَرتَيْنِ فقطَعْتُ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا ثمَّ أقبَلْتُ أجُرُّهما حتَّى إذا قُمْتُ مقامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسَلْتُ غُصنًا عن يميني وغُصنًا عن يساري ثمَّ لحِقْتُه فقُلْتُ : قد فعَلْتُ يا رسولَ اللهِ فعَمَّ ذلك ؟ فقال : ( إنِّي مرَرْتُ بقَبرينِ يُعذَّبانِ فأحبَبْتُ بشَفاعتي أنْ يُرفَّهَ عنهما ما دام الغُصنانِ رَطْبَيْنِ ) فأتَيْنا العَسكرَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا جابرُ نادِ بوَضوءٍ ) فقُلْتُ : ألَا وَضوءَ ألَا وَضوءَ ؟ قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما وجَدْتُ في الرَّكْبِ مِن قَطرةٍ وكان رجُلٌ مِن الأنصارِ يُبرِّدُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أشجابٍ له فقال : ( انطلِقْ إلى فُلانٍ الأنصاريِّ فانظُرْ هل في أشجابِه مِن شيءٍ ) قال : فانطلَقْتُ إليه فنظَرْتُ فيها فلَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه ما كانت شَربةً فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه لَشرِبه يابسُه قال : ( اذهَبْ فَأْتِني به ) فأخَذه بيدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجعَل يتكلَّمُ بشيءٍ لا أدري ما هو ويغمِزُه بيدِه ثمَّ أعطانيه فقال : ( يا جابرُ نادِ بجَفنةٍ ) فقُلْتُ : يا جَفنةَ الرَّكبِ قال : فأُتِيتُ بها تُحمَلُ فوضَعْتُها بيْنَ يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هكذا وبسَط يدَه في وسَطِ الجَفْنةِ وفرَّق بيْنَ أصابعِه وقال : ( خُذْ يا جابرُ وصُبَّ علَيَّ وقُلْ : بسمِ اللهِ ) فصبَبْتُ عليه وقُلْتُ : بسمِ اللهِ فرأَيْتُ الماءَ يفُورُ مِن بيْنِ أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى امتلَأتْ قال : ( يا جابرُ نادِ مَن كانت له حاجةٌ بماءٍ ) قال : فأتى النَّاسُ فاستقَوْا حتَّى رَوُوا قال : فقُلْتُ : هل بقي أحَدٌ له حاجةٌ ؟ قال : فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه مِن الجَفْنةِ وهي مَلْأى
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6524 التخريج : أخرجه مسلم (3012)، وابن حبان (5624)، وابن الحداد في ((جامع الصحيحين)) (2990) واللفظ لهم، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/ 7) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: آداب قضاء الحاجة - التستر عند قضاء الحاجة وكيفية التكشف فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تكليم النبي للجمادات وانقيادها له فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي دفن ومقابر - عذاب القبر ونعيمه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - اجتَمَعَتْ قُرَيشٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا، فقالوا: انْظُروا أعلَمَكم بالسِّحرِ والكِهانةِ والشِّعرِ، فلْيَأْتِ هذا الرَّجُلَ الذي قد فرَّق جماعتَنا، وشتَّت أمرَنا، وعابَ دينَنا، فلْيُكلِّمْه ولْينظُرْ ما يَرُدُّ عليه. قالوا: ما نعلَمُ أحدًا غيرَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ، قالوا: أنتَ يا أبا الوليدِ، فأتاهُ عُتبةُ فقال: يا مُحمَّدُ، أنتَ خيرٌ أمْ عبدُ اللهِ؟ فسَكَتَ رسولُ اللهِ، ثم قال: أنتَ خيرٌ أم عبدُ المطَّلِبِ؟ فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فإنْ كُنتَ تزعُمُ أنَّ هؤلاء خيرٌ منكَ، فقد عَبَدوا الآلهةَ التي عِبتَ، وإنْ كُنتَ تزعُمُ أنَّك خيرٌ منهم، فتكلَّمْ حتى نسمَعَ قولَك، إنَّا واللهِ ما رأيْنا سَخلَةً قطُّ أشْأَمَ على قَومِكَ مِنكَ، فرَّقتَ جماعتَنا، وشتَّتَّ أمرَنا، وعِبتَ دينَنا، ففضحْتَنا في العربِ حتى لقد طارَ فيهم أنَّ في قُرَيشٍ ساحِرًا، وأنَّ في قُرَيشٍ كاهِنًا، واللهِ ما ننتظِرُ إلَّا مثلَ صَيحةِ الحُبلى بأنْ يقومَ بعضُنا إلى بعضٍ بالسُّيوفِ حتى نتفانى، أيُّها الرَّجُلُ، إنْ كان إنَّما بكَ الحاجةُ جَمَعْنا حتى تكونَ أغنى قُرَيشٍ رَجُلًا، وإنْ كان إنَّما بك الباءَةُ فاختَرْ أيَّ نِساءِ قُرَيشٍ شِئتَ، فنُزوِّجُك عَشرًا. قال له رسولُ اللهِ: أفَرَغتَ؟ قال: نَعَمْ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بسم ِاللهِ الرحمنِ الرحيمِ {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حتى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1 - 13]، فقال عُتبةُ: حسْبُكَ حسْبُكَ، ما عندَك غيرُ هذا؟ قال: لا، فرَجَعَ إلى قُرَيشٍ، فقالوا: ما وراءَك؟ قال: ما تَرَكتُ شيئًا أرى أنَّكم تُكلِّمونَه به إلَّا كَلَّمتُه، قالوا: هل أجابَك؟ قال: نَعَمْ، والذي نَصَبَها بَنِيَّةً ما فَهِمتُ شيئًا ممَّا قال غير أنَّه قال: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}، قالوا: ويْلَك! يُكلِّمُك رَجُلٌ بالعربيةِ لا تَدري ما قال؟ قال: لا، واللهِ ما فَهِمتُ شيئًا مما قال غيرَ ذِكر ِالصاعقةِ.

19 - اجتَمَعَت قُرَيشٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا، فقالوا: انظُروا أعلَمَكم بالسِّحرِ والكِهانةِ والشِّعرِ فليأتِ هذا الرَّجُلَ الذي فَرَّق جماعتَنا وشَتَّت أمرَنا وعاب دينَنا فيُكَلِّمُه ولينظُرْ ما يَرُدُّ عليه، فقالوا: ما نعلَمُ أحدًا غيرَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ، فقالوا: أنت أبا الوليدِ، فقام عُتبةُ حتَّى جلَس إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال يا ابنَ أخي إنَّك منَّا حيثُ قد عَلِمتَ من السِّطةِ في العشيرةِ والمكانِ في النَّسَبِ، وإنَّك قد أتيتَ قَومَك بأمرٍ عظيمٍ فرَّقتَ به جماعتَهم وسَفَّهتَ أحلامَهم وعِبتَ آلهتَهم ودينَهم وكَفَّرتَ من مضى من آبائِهم، يا محمَّدُ، أنت خيرٌ أم عبدُ اللهِ؟ فسكت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أنت خيرٌ أم عبدُ المُطَّلِبِ؟ فسكت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال: فإن كنتَ تَزعُمُ أنَّ هؤلاء خيرٌ منك فقد عبدوا الآلهةَ، وإن كنتَ تَزعُمُ أنَّك خيرٌ منهم فتكَلَّمْ نَسمَعْ قولَك، إنَّا واللهِ ما رأينا سَخلةً قَطُّ أشأمَ على قومِك منك، فرَّقتَ جماعتَنا وأشتَتَّ أمرَنا وعِبتَ دينَنا وفَضَحتَنا في العَرَبِ، حتَّى طار فيهم أنَّ في قريشٍ ساحِرًا، وأنَّ في قريشٍ كاهِنًا، واللهِ ما ننتَظِرُ إلَّا مِثلَ صَيحةِ الحُبلى أن يقومَ بعضُنا بعضًا إليك بالسُّيوفِ حتَّى نتفانى، أيُّها الرَّجُلُ فاسمَعْ مني أعرِضْ عليك أمورًا تنظُرُ فيها لعلَّك تقبَلُ مِنَّا بعضَها، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قلْ أبا الوليدِ أسمَعْ. قال: يا ابنَ أخي، إن كنتَ إنما تريدُ بما جئتَ به من هذا الأمرِ مالًا جمعناه لك من أموالِنا حتَّى تكونَ أكثَرَنا مالًا، وإن كنتَ تريدُ به الشَّرَفَ سَوَّدناك علينا حتَّى لا نقطَعَ أمرًا دونك، وإن كنتَ تريدُ مُلكًا ملَّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيًّا لا تستطيعُ رَدَّه عن نَفسِك طَلَبنا لك الطِّبَّ وبَذَلنا فيه أموالَنا حتَّى نُبرئَك منه، فإنَّه ربَّما غَلَب التَّابعُ على الرَّجُلِ حتَّى يداوى منه. أو كما قال له. حتَّى إذا فرغ عُتبةُ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسمعُه منه، قال له: أقد فرَغْتَ أبا الوليدِ؟ قال: نعم. قال: فاسمَعْ منِّي، قال: أفعَلُ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ومضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيها يقرؤها عليه، فلمَّا سمعه عُتبةُ أنصت لها وألقى يَدَيه خَلفَ ظَهرِه معتَمِدًا عليهما، فسَمِع منه إلى أن بلغ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]، فأمسك عُتبةُ على فيه وناشَدَه الرَّحِمَ أن يكُفَّ عنه، ثُمَّ انتهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى السَّجدةِ منها فسجَد، ثُمَّ قال: قد سَمِعتَ أبا الوليدِ ما سَمِعتَ، فأنت وذاك، فقال: ما عندك غيرُ هذا؟ فقال: ما عندي غيرُ هذا. فقام عُتبةُ ولم يَعُدْ إلى أصحابِه واحتبس عنهم، فقال أبو جهلٍ: واللهِ يا مَعشَرَ قُرَيشٍ ما نرى عُتبةَ إلَّا قد صبا إلى محمَّدٍ وأعجبه طعامُه، وما ذاك إلَّا من حاجةٍ أصابته، فانطَلِقوا بنا إليه. فأتوه. فقال أبو جهلٍ: واللهِ يا عُتبةُ ما جئناك إلَّا أنَّك قد صَبَوتَ إلى محمَّدٍ وأعجبك أمرُه، فإن كان لك حاجةٌ جمعنا لك من أموالِنا ما يغنيك عن طعامِ محمَّدٍ، فغَضِب وأقسَمَ لا يكَلِّمُ محمدًا أبدًا، وقال: لقد عَلِمتُم أنِّي من أكثَرِ قريشٍ مالًا ولكني أتيتُه، فقصَّ عليهم القصَّةَ. قالوا: فما أجابك؟ قال: واللهِ الذي نصَّها بنيةً ما فَهِمتُ شيئًا ممَّا قال غيرَ أنَّه أنذَركم صاعِقةً مِثلَ صاعِقةِ عادٍ وثمودَ، فأمسَك بفيه وناشَدتُه الرَّحِمَ أن يكُفَّ، وقد عَلِمتُم أنَّ محمدًا إذا قال شيئًا لم يكذِبْ، فخِفتُ أن يَنزِلَ عليكم العذابُ. قالوا: ويك يُكَلِّمُك الرَّجُلُ بالعربيَّةِ لا تدري ما قال؟! قال: واللهِ ما سَمِعتُ مِثلَه، واللهِ ما هو بالشِّعرِ ولا بالسِّحرِ ولا بالكِهانةِ، يا مَعشَرَ قُرَيشٍ أطيعوني واجعَلوها بي وخَلُّوا بينَ الرَّجُلِ وبينَ ما هو فيه فاعتزِلوه، فواللهِ ليكونَنَّ لقولِه الذي سمِعتُ نبأٌ، فإن تُصِبْه العرَبُ فقد كُفِيتُموه بغيركم، وإن يظهَرْ على العَرَبِ فمُلكُه مُلكُكم وعِزُّه عِزُّكم، وكنتُم أسعَدَ النَّاسِ به، يا قومِ أطيعوني في هذا الأمرِ واعصوني بعدَه، فواللهِ لقد سمِعتُ من هذا الرَّجُلِ كلامًا ما سَمِعَت أذناي كلامًا مِثلَه، وما دَرَيتُ ما أردُّ عليه. قالوا: سَحَرَك واللهِ يا أبا الوَليدِ! قال: هذا رأيي فيه فاصنَعوا ما بدا لكم.

20 - خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من المدينةِ إلى المُشرِكينَ؛ ليُقاتِلَهم، وقال لي: إنِّي يا جابِرُ لا عليك أنْ تكونَ في نَظاري أهلِ المدينةِ حتى تعلَمَ إلامَ يصيرُ أمْرُنا، فإنِّي واللهِ لولا أترُكُ بناتٍ لي بعدي؛ لأحبَبتُ أنْ تُقتَلَ بين يَدَيَّ، قال: فبينا أنا في النَّظَّارينَ إذ جاءت عمَّتي بأبي وخالي عادلَتْهما على ناضِحٍ، فدَخَلتْ بهما المدينةَ لنَدفِنَهما في مقابِرِنا، إذ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُكما أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى فيُدفَنوا في مَصارِعِهما حيث قُتِلوا، فرَجَعْناهما فدَفَنَّاهما حيث قُتِلَا، فبينا أنا في خلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ، إذ جاءَني رَجُلٌ فقال: يا جابرُ بنَ عبدِ اللهِ، لقد أثارَ أباك عمُّك، فخرَجَ طائفةٌ منهم، فأتَيتُه فوَجَدتُه على النَّحْوِ الذي دَفَنتُه، لم يتغيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلَ أو القَتيلَ فوَارَيتُه، قال: وترَكَ أبي دَينًا عليه من التَّمرِ، فاشتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائِه في التَّقاضي، فأتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يَومَ كذا وكذا، وعليه دَينٌ من التَّمرِ، وقد اشتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائِه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعله أنْ يُنظِّرَني طائفةٌ من نَخْلِه إلى هذا الصِّرامِ المُقبِلِ، قال: نَعَمْ آتيكَ إنْ شاءَ اللهُ قريبًا من وَسَطِ النَّهارِ، فجاءَ وجاءَ معه حواريُّوه، وقد استأذَنَ ودخَلَ وقد قُلتُ لامرأتي: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاءَ اليومَ فلا يَرَيَنَّكِ، ولا تُؤذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتي في شَيءٍ، ولا تُكلِّميه، فجاءَ، ففَرَشتْ له فِراشًا ووِسادَةً فوضَعَ رأسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ والْوَحا والْعَجَلَ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنا مَعك، فلم يَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا استيقَظَ يَدْعو الطَّهورَ وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يقومَ فلا يَفرُغَنَّ من وُضوئِه إلَّا والعَناقُ بين يَدَيهِ، فلمَّا قامَ، قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفرُغْ من طُهورِه حتى وُضِعَتِ العَناقُ عندَه، فنظَرَ إليَّ، فقال: كأنَّك قد عَلِمتَ حُبَّنا اللَّحْمَ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثم جاءَ حواريُّوه الذين كانوا عندَه، فدَخَلوا فضَرَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَدِه وقال: بسمِ اللهِ، كُلوا، فأَكَلوا حتى شَبِعوا وفَضَلَ لَحمٌ كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مَجلِسَ بني سَلِمَةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أحَبُّ إليهم من أعيُنِهم ما يَقرَبُه أحدٌ منهم مَخافَةَ أنْ يُؤذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ وقامَ أصحابُه، فخَرَجوا بين يَدَيهِ، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للملائكَةِ واتَّبَعْهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأَخرَجَتِ امرأتي صَدْرَها، وكانت مُستَتِرَةً بسَقيفٍ في البَيتِ فقالت: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ عليَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليك، فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوجِكِ، ثم قال: ادْعُ لي فُلانًا لغريمي الذي اشتَدَّ عليَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاءَ، فقال: أيسِرْ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ يعني: إلى المَيسَرَةِ ، طائفةً من دَيْنِك الذي على أبيهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ واعْتَلَّ، وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرُ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يُوفِّيهِ، فنَظَرتُ إلى السَّماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ ، قال: الصَّلاةُ يا أبا بَكرٍ، فانْدَفَعوا إلى المسجِدِ، قُلتُ: قَرِّبْ أَوْعِيَتَك فكِلتُ له من العَجوَةِ ، فوَفَّاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ وفَضَلَ لنا من التَّمْرِ كذا وكذا، فجِئتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَلَمْ تَرَ أنِّي كِلتُ لغريمي تَمْرَه فوَفَّاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ وفَضَلَ لنا من التَّمْرِ كذا وكذا، فقال ابنُ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، فجاءَ يُهَروِلُ ، فقال: سَلْ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه؟ فقال: ما أنا بسائِلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيهِ إذا جُزْتَ، فكرَّر عليه الكَلِمَةَ ثلاثَ مرَّاتٍ، كُلُّ ذلك يقولُ: ما أنا بسائِلِه، وكان لا يُراجَعُ بعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غريمُك وتَمرُك؟ قال: قُلتُ: وفَّاه اللهُ وفَضَلَ لنا من التَّمْرِ كذا وكذا، فرَجَعَ إلى امرأتِه وقال: أَلَمْ أَنْهَكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قالت: كُنتَ تَظُنُّ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُورِدُ رسولَه بَيْتي ثم يَخرُجُ ولا أَسأَلُه الصَّلاةَ عليَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ.
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح خلا نبيح العنزي وهو ثقة
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 4/139 التخريج : أخرجه أحمد (15281) بلفظه، وابن حبان (3184)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/ 292) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مغازي - غزوة أحد جهاد - دفن الشهيد حيث يقتل مناقب وفضائل - عبد الله بن عمرو بن حرام
|أصول الحديث

21 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15281 التخريج : أخرجه أبو داود (1533) مختصراً، وأحمد (15281) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أطعمة - التسمية على الطعام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي جنائز وموت - قضاء دين الميت جهاد - دفن الشهيد حيث يقتل مناقب وفضائل - عبد الله بن عمرو بن حرام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث