الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - "لمَّا خلَقَ اللهُ آدَمَ مسَحَ ظَهرَه فخرَجَ من ظَهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالِقُها من ذرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ، وجعَلَ بيْنَ عَينَيْ كلِّ إنْسانٍ منهم وَبيصًا من نورٍ، ثمَّ عرَضَهم على آدَمَ، فقالَ: أي ربِّ، مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذرِّيَّتُكَ، قالَ: فرَأى رجُلًا منهم أعجَبَه وَبيصُ ما بيْنَ عَينَيْه، قالَ: يا ربِّ، مَن هذا؟ قالَ: هذا رجُلٌ من آخِرِ الأُممِ من ذرِّيَّتِكَ يُقالَ له: داودُ، قالَ: يا ربِّ، كم جعَلْتَ عمُرَه؟ قالَ: ستُّونَ سَنةً، قالَ: أي ربِّ، زِدْه من عُمْري أرْبَعينَ سَنةً، قالَ: فلمَّا انْقَضى عمُرُ آدَمَ جاء ملَكُ المَوتِ، فقالَ: أوَلمْ يَبقَ من عُمُري أرْبَعونَ سَنةً؟ قالَ: أوَلمْ تُعطِها ابنَكَ داودَ؟ قالَ: فجحَدَ، فجحَدَتْ ذرِّيَّتُه، ونَسِيَ فنَسِيَتْ ذرِّيَّتُه، وخَطئَ فخَطِئتْ ذرِّيَّتُه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4183
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم أنبياء - داود إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - كلام الله
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

2 - عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ صَلَّى بأصحابِهِ يومًا أَوجَزَ فيها، فقيلَ له: يا أبا اليَقْظانِ، خفَّفْتَ، قالَ: ما عَلَيَّ في ذلك، لقد دَعوتُ فيها بدَعَواتٍ سَمِعْتُهنَّ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقامَ رَجلٌ فتَبِعَهُ هو أبو عَطاءٍ، فسَأَلَهُ عنِ الدُّعاءِ، فرَجَعَ، فجاءَ، فأَخْبَرَ: اللَّهُمَّ بعِلمِكَ الغيبَ، وقُدرتِكَ على الخَلْقِ أَحيِني ما عَلِمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتَوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي، اللَّهُمَّ وأَسألُكَ خَشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ، وأَسألُكَ كلمةَ الحُكمِ في الغضبِ والرِّضا، وأَسألُكَ القَصدَ في الغِنى والفقرِ، وأَسألُكَ نَعيمًا لا يَبيدُ، وأَسألُكَ قُرَّةَ عينٍ لا تَنفَدُ ولا تَنقطِعُ، وأَسألُكَ الرِّضا بعدَ القَضاءِ، وأَسألُكَ بَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وأَسألُكَ الشَّوقَ إلى لقائكَ في غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هُداةً مُهتدينَ.
 

1 - خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةٍ، فأَوْفى بِنا على شَرَفٍ، فأَصابَنا بَرْدٌ شديدٌ، حتَّى إنْ كان أَحدُنا يَحفِرُ الحفيرَ، ثُمَّ يَدخُلُ فيه، ويُغطِّي عليه بحَجَفَتِه، فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك مِنَ النَّاسِ قالَ: ألا رَجلٌ يَحرُسُنا اللَّيلةَ أَدْعو اللهَ له بدُعاءٍ يُصيبُ به فَضلًا؟ فقامَ رَجلٌ مِنَ الأنصارِ، فقالَ: أنا يا رسولَ اللهِ، فدَعا له. قالَ أبو رَيحانةَ: فقلتُ: أنا، فدَعا لي بدُعاءٍ هو دونَ ما دَعا به للأنصاريِّ، ثُمَّ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: حُرِّمتِ النَّارُ على عينٍ دَمَعَتْ مِن خشيةِ اللهِ، حُرِّمتِ النَّارُ على عينٍ سَهِرَتْ في سبيلِ اللهِ. قالَ: ونَسيتُ الثَّالثةَ. قال أبو شُريحٍ -وهو عبدُ الرَّحمنِ بنُ شُريحٍ-: وسَمِعْتُ بعدُ أنَّه قالَ: حُرِّمتِ النَّارُ على عينٍ غَضَّتْ عنْ مَحارمِ اللهِ، أوْ عينٍ فُقِئتْ في سبيلِ اللهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو ريحانة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2467 التخريج : أخرجه أحمد (17213)، وابن أبي شيبة (19899)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2325) باختلاف يسير تامًا.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد رقائق وزهد - الخوف من الله آداب عامة - غض البصر جهاد - الحراسة في سبيل الله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس
|أصول الحديث

2 - عنْ حُجَيَّةَ بنِ عَدِيٍّ: سَألَ رَجُلٌ عَلِيًّا عنِ البَقَرةِ، قال: عنْ سَبْعةٍ، فقالَ: مَكْسورةُ القَرْنِ؟ قالَ: لا بأْسَ، قالَ: العَرْجاءُ؟ قالَ: إذا بَلَغَتِ المَنْسَكَ، وقالَ: أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَستَشْرِفَ العَيْنَ والأُذُنَ.

3 - عنْ حُجَيَّةَ بنِ عَدِيٍّ، قالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وسَألَهُ رجُلٌ عنِ البَقَرةِ، فقال: عنْ سَبْعةٍ، قال: وسَألَه عنِ القَرْنِ؟ قالَ: لا يَضُرُّكَ. قالَ: وسَألَهُ عنِ العَرَجِ؟ قالَ: إذا بلَغَ المَنْسَكَ، وقال: أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَستَشْرِفَ العَيْنَ والأُذُنَ.

4 - "لمَّا خلَقَ اللهُ آدَمَ مسَحَ ظَهرَه فخرَجَ من ظَهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالِقُها من ذرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ، وجعَلَ بيْنَ عَينَيْ كلِّ إنْسانٍ منهم وَبيصًا من نورٍ، ثمَّ عرَضَهم على آدَمَ، فقالَ: أي ربِّ، مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذرِّيَّتُكَ، قالَ: فرَأى رجُلًا منهم أعجَبَه وَبيصُ ما بيْنَ عَينَيْه، قالَ: يا ربِّ، مَن هذا؟ قالَ: هذا رجُلٌ من آخِرِ الأُممِ من ذرِّيَّتِكَ يُقالَ له: داودُ، قالَ: يا ربِّ، كم جعَلْتَ عمُرَه؟ قالَ: ستُّونَ سَنةً، قالَ: أي ربِّ، زِدْه من عُمْري أرْبَعينَ سَنةً، قالَ: فلمَّا انْقَضى عمُرُ آدَمَ جاء ملَكُ المَوتِ، فقالَ: أوَلمْ يَبقَ من عُمُري أرْبَعونَ سَنةً؟ قالَ: أوَلمْ تُعطِها ابنَكَ داودَ؟ قالَ: فجحَدَ، فجحَدَتْ ذرِّيَّتُه، ونَسِيَ فنَسِيَتْ ذرِّيَّتُه، وخَطئَ فخَطِئتْ ذرِّيَّتُه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4183
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم أنبياء - داود إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - كلام الله
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - دَخَل جَريرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعِندَه أصحابُه، فضَنَّ كلُّ رَجُلٌ بمَجلِسِه، فأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رِداءَه، فألْقاه إليه، فتَلَقَّاهُ بنَحرِه ووَجهِه، فقَبَّلَه ووَضَعَه على عَيْنَيهِ، وقالَ: أكرَمَكَ اللهُ كما أكرَمْتَني، ثمَّ وَضَعه على ظَهرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فإذا أتاهُ كَريمُ قَومٍ فأكْرِمُوه.

6 - عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ صَلَّى بأصحابِهِ يومًا أَوجَزَ فيها، فقيلَ له: يا أبا اليَقْظانِ، خفَّفْتَ، قالَ: ما عَلَيَّ في ذلك، لقد دَعوتُ فيها بدَعَواتٍ سَمِعْتُهنَّ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقامَ رَجلٌ فتَبِعَهُ هو أبو عَطاءٍ، فسَأَلَهُ عنِ الدُّعاءِ، فرَجَعَ، فجاءَ، فأَخْبَرَ: اللَّهُمَّ بعِلمِكَ الغيبَ، وقُدرتِكَ على الخَلْقِ أَحيِني ما عَلِمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتَوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي، اللَّهُمَّ وأَسألُكَ خَشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ، وأَسألُكَ كلمةَ الحُكمِ في الغضبِ والرِّضا، وأَسألُكَ القَصدَ في الغِنى والفقرِ، وأَسألُكَ نَعيمًا لا يَبيدُ، وأَسألُكَ قُرَّةَ عينٍ لا تَنفَدُ ولا تَنقطِعُ، وأَسألُكَ الرِّضا بعدَ القَضاءِ، وأَسألُكَ بَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وأَسألُكَ الشَّوقَ إلى لقائكَ في غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هُداةً مُهتدينَ.

7 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ خَيْبرَ، فخَرَجَتْ سَريَّةٌ، فأَخَذوا إنسانًا معه غَنَمٌ يَرْعاها، فجاؤوا به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شاءَ اللهُ أنْ يُكلِّمَه، فقالَ له الرَّجلُ: إنِّي قد آمنتُ بكَ وبما جئتَ به، فكيف بالغَنَمِ يا رسولَ اللهِ؟ فإنَّها أَمانةٌ، وهي للنَّاسِ الشَّاةُ والشَّاتانِ وأَكْثَرُ مِن ذلك؟ قالَ: احصِبْ وُجوهَها تَرْجِعْ إلى أَهْلِها. فأَخَذَ قَبْضةً مِن حَصْباءَ أوْ تُرابٍ، فَرَمى به وُجوهَها، فخَرَجَتْ تَشْتَدُّ حتَّى دَخَلَتْ كُلُّ شاةٍ إلى أَهلِها، ثُمَّ تَقَدَّمَ إلى الصَّفِّ، فأَصابَهُ به سَهْمٌ، فقَتَلَهُ، ولمْ يُصَلِّ للهِ سَجدةً قَطُّ. قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَدْخِلوه الخِباءَ . فأُدخِلَ خِباءَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى إذا فَرَغَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عليه، ثُمَّ خَرَجَ، فقالَ: لقد حَسُنَ إسلامُ صاحِبِكُم، لقد دَخَلْتُ عليه، وإنَّ عندَه لزَوْجَتينِ له مِن الحورِ العينِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2646
التصنيف الموضوعي: جنة - نساء الجنة رقائق وزهد - الأمانة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مغازي - غزوة خيبر جنائز وموت - فضل موت الشهادة

8 - إنِّي لَجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ، إذ أتاهُ تِسْعةُ رَهطٍ، فقالوا: يا أبا عبَّاسٍ، إمَّا أنْ تَقومَ معَنا، وإمَّا أنْ تَخْلوَ بنا من بيْنِ هؤلاء، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بل أنا أقومُ معَكم، قالَ: وهو يومَئذٍ صَحيحٌ قبلَ أنْ يَعْمى، قالَ: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا، فلا نَدْري ما قالوا، قالَ: فجاءَ يَنفُضُ ثَوبَه ويَقولُ: أُفٍّ وتُفٍّ، وَقَعوا في رَجلٍ له بِضْعَ عَشْرةَ فَضائلَ ليسَتْ لأحَدٍ غَيرِه، وَقَعوا في رَجلٍ قالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأبعَثَنَّ رَجلًا لا يُخْزيهِ اللهُ أبدًا، يحِبُّ اللهَ ورَسولَه، ويحِبُّه اللهُ ورَسولهُ»، فاستَشرَفَ لها مُستَشرِفٌ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» فقالوا: إنَّه في الرَّحى يَطحَنُ، قالَ: «وما كان أحَدُهم ليَطحَنَ»، قالَ: فجاءَ وهو أرْمَدُ لا يَكادُ أنْ يُبصِرَ، قالَ: فنفَثَ في عَينَيْه، ثمَّ هزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا فأعْطاها إيَّاه، فجاءَ عَليٌّ بصَفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: ثمَّ بعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فُلانًا بسورةِ التَّوبةِ، فبعَثَ عَليًّا خَلفَه فأخَذَها منه، وقالَ: «لا يذهَبْ بها إلَّا رَجلٌ هو منِّي وأنا منه»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبَني عمِّه: «أيُّكم يُوالِيني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟» قالَ: وعَليٌّ جالِسٌ معَهم، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأقبَلَ على رَجلٍ منهم، فقالَ: «أيُّكم يُوالِيني في الدُّنيا والآخِرةِ؟» فأبَوْا ، فقالَ لعَليٍّ: «أنتَ وَليِّي في الدُّنيا والآخِرةِ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وكانَ عَليٌّ أوَّلَ مَن آمَنَ منَ النَّاسِ بعدَ خَديجةَ رَضيَ اللهُ عنها، قالَ: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوبَه فوضَعَه على عَليٍّ وفاطِمةَ وحسَنٍ وحُسَينٍ وقالَ: "{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: «وشَرى عَليٌّ نَفْسَه، فلبِسَ ثَوبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ نامَ في مَكانِه»، قالَ: ابنُ عبَّاسٍ، "وكانَ المُشْرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه وعَليٌّ نائمٌ، قالَ: وأبو بَكرٍ يحسَبُ أنَّه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ، فقالَ له عَليٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدِ انطَلَقَ نحوَ بِئرِ مَيْمونٍ فأدْرِكْه، قالَ: فانطَلَقَ أبو بَكرٍ فدخَلَ معَه الغارَ، قالَ: وجعَلَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتضوَّرُ ، وقد لفَّ رأْسَه في الثَّوبِ لا يُخرِجُه حتَّى أصبَحَ، ثمَّ كشَفَ عن رأْسِه فقالوا: إنَّكَ لَلَئيمٌ، وكانَ صاحِبُكَ لا يَتضوَّرُ ، ونحن نَرْميه، وأنتَ تَتضوَّرُ، وقدِ استَنكَرْنا ذلك"، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ تَبوكَ ، وخرَجَ بالنَّاسِ معَه، قالَ: فقالَ له عَليٌّ: أخرُجُ معَكَ؟ قالَ: فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا». فبَكَى عَليٌّ فقالَ له: «أمَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه ليسَ بَعْدي نَبيٌّ، إنَّه لا يَنبَغي أنْ أذهَبَ إلَّا وأنتَ خَليفَتي»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أنتَ وَليُّ كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي ومُؤمِنةٍ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: «وسدَّ رَسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبْوابَ المَسجِدِ غيرَ بابِ عَليٍّ، فكانَ يَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا، وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيرُه»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن كنْتُ مَوْلاه، فإنَّ مَوْلاه عَليٌّ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقد أخبَرَنا اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآنِ أنَّه رَضيَ عن أصْحابِ الشَّجَرةِ، فعلِمَ ما في قُلوبِهم، فهل أخبَرَنا أنَّه سخِطَ عليهم بعدَ ذلك، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه حينَ قالَ: ائذَنْ لي فأضرِبَ عُنقَه، قالَ: "وكنْتَ فاعِلًا، وما يُدْريكَ لعَلَّ اللهَ اطَّلعَ على أهْلِ بَدرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم.

9 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ من مكَّةَ مُهاجِرًا إلى المَدينةِ، وأبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، ومَوْلى أبي بَكرٍ عامِرُ بنُ فُهَيْرةَ، ودَليلُهما اللَّيْثيُّ عَبدُ اللهِ بنُ أُرَيْقِطٍ مَرُّوا على خَيمَتَيْ أمِّ مَعبَدٍ الخُزاعيَّةِ، وكانتِ امْرأةً بَرْزةً جَلْدةً تَحْتَبي بفِناءِ الخَيْمةِ، ثمَّ تَسْعى وتُطعِمُ، فسَأَلوها لَحمًا وتَمرًا ليَشْتَروا منها، فلم يُصيبوا عندَها شَيئًا من ذلك، وكان القومُ مُرمِلينَ مُسنِتينَ، فنظَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى شاةٍ في كَسرِ الخَيْمةِ، فقالَ: «ما هذه الشَّاةُ يا أمَّ مَعبَدٍ؟» قالَتْ: شاةٌ خلَّفَها الجَهدُ عنِ الغنَمِ، قالَ: «هل بها من لَبنٍ؟» قالَتْ: هي أجهَدُ من ذلك، قالَ: «أتَأْذَنينَ لي أنْ أحلُبَها؟» قالَتْ: بأبي أنتَ وأمِّي، إنْ رأيْتَ بها حَلبًا فاحلُبْها، فدَعا بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمسَحَ بيَدِه ضَرْعَها، وسَمَّى اللهَ تَعالَى، ودَعا لها في شاتِها، فتَفاجَّتْ عليه ودرَّتْ، فاجتَرَّتْ، فدَعا بإناءٍ يُربِضُ الرَّهطَ، فحلَبَ فيه ثجًّا حتَّى عَلاه البَهاءُ، ثمَّ سَقاها حتَّى رَوِيَتْ، وسَقى أصْحابَه حتَّى رَوُوا، حتَّى أراضُوا، وشرِبَ آخِرُهم، ثمَّ حلَبَ فيه الثَّانيةَ على بَدءٍ، حتَّى مَلأَ الإناءَ، ثمَّ غادَرَه عندَها، ثمَّ بايَعَها وارْتَحَلوا عنها، فقَلَّ ما لبِثَتْ حتَّى جاءَها زَوجُها أبو مَعبَدٍ ليَسوقَ أعنُزًا عِجافًا يُساوِكُهنَّ هُزلًا مُخُّهنَّ قَليلٌ، فلمَّا رَأى أبو مَعبَدٍ اللَّبنَ أعجَبَه، قالَ: من أين لكِ هذا يا أمَّ مَعبَدٍ والشَّاءُ عازِبٌ حائلٌ، ولا حَلوبَ في البَيتِ؟ قالَتْ: لا واللهِ إلَّا أنَّه مرَّ بنا رَجلٌ مُبارَكٌ من حالِه كذا وكذا، قالَ: صِفيهِ لي يا أمَّ مَعبَدٍ، قالَتْ: رأيْتُ رجُلًا ظاهِرَ الوَضاءةِ، أبلَجَ الوَجهِ، حسَنَ الخَلْقِ، لم تَعِبْه ثَجْلةٌ، ولم تُزرِ به صَعْلةٌ، وَسيمٌ قَسيمٌ، في عَينَيْه دعَجٌ، وفي أشْفارِه وَطَفٌ، وفي صَوْتِه صَهَلٌ، وفي عُنقِه سَطَعٌ، وفي لِحيَتِه كَثافةٌ، أزَجُّ أقرَنُ، إنْ صمَتَ فعليه الوَقارُ ، وإنْ تكلَّمَ سَماهُ وعَلاهُ البَهاءُ، أجمَلُ النَّاسِ وأبْهاهُ من بَعيدٍ، وأحسَنُه وأجمَلُه من قَريبٍ، حُلوُ المنطِقِ فَصلٌ، لا نَزْرٌ فيه ولا هَذْرٌ، كأنَّ مَنطِقَه خَرَزاتُ نَظمٍ، يَتحَدَّرْنَ، رَبْعةٌ لا تَشْنؤُهُ من طولٍ، ولا تَقتَحِمُه عَينٌ من قِصَرٍ، غُصنٌ بيْنَ غُصنَينِ، فهو أنضَرُ الثَّلاثةِ مَنظرًا وأحسَنُهم قَدْرًا، له رُفَقاءُ يَحُفُّونَ به، إنْ قالَ استَمَعوا لقَولِه، وإنْ أمَرَ تَبادَروا إلى أمْرِه، مَحْفودٌ مَحْشودٌ لا عابِسٌ ولا مُفَنَّدٌ، قالَ أبو مَعبَدٍ: هذا واللهِ صاحِبُ قُرَيشٍ الَّذي ذُكِرَ لنا من أمْرِه ما ذُكِرَ، ولقد همَمْتُ أنْ أصْحَبَه، ولأفعَلَنَّ إنْ وجَدْتُ إلى ذلك سَبيلًا، فأصبَحَ صَوتٌ بمكَّةَ عاليًا يَسمَعونَ الصَّوتَ، ولا يَدْرونَ مَن صاحِبُه، وهو يَقولُ: جَزى اللهُ ربُّ النَّاسِ خَيرَ جَزائِه... رَفيقَينِ حَلَّا خَيمَتَيْ أمِّ مَعبَدِ هُما نزَلَا بالهَدْيِ وارتَحَلا به... فقدْ فازَ مَن أمْسَى رَفيقَ محمَّدِ فيا لَقُصَيٍّ ما زَوى اللهُ عنكمُ... به منْ فِعالٍ لا تُجارَى وسُؤدُدِ ليَهْنِ أبا بَكرٍ سَعادةُ جدِّه... بصُحبتِه مَن يُسعِدِ اللهُ يَسعَدِ ويَهْنِ أبا بَكرٍ مَقامُ فَتاتِهمْ... ومَقعَدُها للمُؤْمِنينَ بمَرصَدِ سَلوا أُخْتَكم عن شائِها وإنائِها... فإنَّكمْ إنْ تَسْأَلوا الشَّاةَ تَشهَدِ دَعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلَّبَتْ... عليه صَريحًا ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزبَدِ فغادَرَه رَهنًا لدَيْها لحالِبٍ... يُرَدِّدُها في مَصدَرٍ بعدَ مَورِدِ فلمَّا سمِعَ حسَّانُ بذلك، شبَّبَ يُجاوِبُ الهاتِفَ، فقالَ: لقدْ خابَ قومٌ زالَ عنهم نَبيُّهم... وقُدِّسَ مَن يَسْري إليهم ويَغْتَدي ترَحَّلَ عن قَومٍ فزالَتْ عُقولُهم... وحلَّ على قومٍ بنورٍ مُجدَّدِ هَداهُم به بعدَ الضَّلالةِ رَبُّهم... فأرشَدَهُم مَن يَتْبَعِ الحقَّ يَرشُدِ وهلْ يَستَوي ضُلَّالُ قَومٍ تَسَفَّهوا... عَمًى وهُداةٌ يَهتَدونَ بمُهتَدِ وقدْ نزَلَتْ منه على أهْلِ يَثرِبَ ... رِكابُ هُدًى حلَّتْ عليهم بأسعَدِ نَبيٌّ يرى ما لا يَرى النَّاسُ حَولَه... ويَتْلو كتابَ اللهِ في كلِّ مَشهَدِ وإنْ قالَ في يومٍ مَقالةَ غائبٍ... فتَصديقُها في اليَومِ أو في ضُحى الغَدِ .