الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، قال: يُسْرى على كِتابِ اللهِ، فيُرفَعُ إلى السَّماءِ، فلا يُصبِحُ في الأرضِ آيةٌ مِنَ القرآنِ، ولا مِنَ التَّوراةِ والإنجيلِ ولا الزَّبورِ، ويُنتزَعُ مِن قُلوبِ الرِّجالِ فيُصبِحون ولا يَدْرُون ما هو.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه
الراوي : أبو  حازم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8768 التخريج : لم نقف عليه إلا عند الحاكم (8544) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - ذهاب القرآن أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى إيمان - الكتب السماوية
|أصول الحديث

2 - لمَّا كانَ عامُ الفَتحِ ونزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذا طُوًى، قالَ أبو قُحافةَ لابْنةٍ له وكانتْ أصغَرَ ولَدِه: أيْ بُنيَّةُ، أشْرِفي بي على أبي قُبَيسٍ، وقد كُفَّ بَصرُه، فأشرَفَتْ به عليه، فقالَ: أيْ بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالَتْ: أرَى سَوادًا مُجتمِعًا وأرَى رجُلًا يَسْري بيْنَ ذلك السَّوادِ مُقبِلًا، فقالَ: تلك الخَيلُ يا بُنيَّةُ، ثمَّ قالَ: ماذا ترَيْنَ؟ فقالَتْ: أرَى السَّوادَ قد انتَشَرَ، فقالَ: إذنْ واللهِ دُفِعَتِ الخَيلُ، فأسْرِعي بي يا بُنيَّةُ إلى بَيْتي، فخرَجَتْ سَريعًا حتَّى إذا هبطَتْ به إلى الأبْطَحِ ، وكان في عُنُقِها طَوْقٌ لها من ورِقٍ، فاقتَطَعَه إنْسانُ من عُنُقِها، فلمَّا دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَسجِدَ خرَجَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه حتَّى جاءَ بأبيهِ يَقودُه، فلمَّا رَآه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: «هلَّا ترَكْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتَّى أَجيئَه» فقالَ: يَمْشي هو إليكَ يا رَسولَ اللهِ، أحَقُّ من أنْ تَمْشيَ إليه، فأجلَسَه بيْنَ يَدَيْه، ثمَّ مسَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدرَه، وقالَ: «أسلِمْ تَسلَمْ»، فأسلَمَ، ثمَّ قامَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه فأخَذَ بيَدِ أُختِه، فقالَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فواللهِ ما جاءَ به أحَدٌ، ثمَّ قالَ الثَّانيةَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فما جاء به أحَدٌ، فقالَ: يا أُخَيَّةُ، احْتَسِبي طَوْقَكِ، فواللهِ إنَّ الأمانةَ في النَّاسِ لَقَليلٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4417
التصنيف الموضوعي: حج - دخول مكة بدون إحرام رقائق وزهد - الأمانة مغازي - فتح مكة إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام بر وصلة - توقير الكبير ورحمة الصغير
| شرح حديث مشابه

3 - كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أتاه أمرٌ يَسُرُّه، أو يُسَرُّ به؛ خَرَّ ساجِدًا شُكرًا للهِ عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح [وله شواهد]
الراوي : أبو بكرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1040
التصنيف الموضوعي: إحسان - سجود الشكر آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أحوال النبي

4 - عنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وعَليِّ بنِ أبي طالبٍ: لن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَينِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : - | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4/534

5 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى رَجُلًا وهو جالِسٌ مُعتَمِدٌ على يَدِه اليُسرى في الصَّلاةِ، فقالَ: إنَّها صَلاةُ اليَهودِ.

6 - نَهَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا جَلَس الرَّجُلُ في الصَّلاةِ أن يَعتَمِدَ على يَدِه اليُسرى. وفي حَديثِ إسحاقَ: أن يَعتَمِدَ الرَّجُلُ على يَدَيه في الصَّلاةِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 934
التصنيف الموضوعي: صلاة - صفة الجلوس في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب

7 - عنْ أنَسِ بنِ مالكٍ، أنَّه كان يَقولُ: منَ السُّنَّةِ إذا دَخَلْتَ المَسجِدَ أن تَبدَأَ برِجلِكَ اليُمنى، وإذا خَرَجْتَ أن تَبدَأَ برِجلِكَ اليُسرى.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : معاوية بن قرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 887
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين اعتصام بالسنة - الأمر بالتمسك بها مساجد ومواضع الصلاة - دخول المسجد

8 - إذا تَوَضَّأَ أحَدُكُم فأحسَنَ وُضوءَه، ثُمَّ خَرَج إلى الصَّلاةِ، لا يَنزِعُه إلى المَسجِدِ إلَّا الصَّلاةُ لم تَزَلْ رِجلُه اليُسرى تَمحو عنه سَيِّئةً، وتَكتُبُ له اليُمنى حَسَنةً، حتَّى يَدخُلَ المَسجِدَ.

9 - أَتُحِبُّونَ أنْ أُريَكُمْ كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ؟ فَدَعا بِإناءٍ فيه ماءٌ فاغْتَرَفَ غَرْفَةً ، فَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى، فَجَمَعَ بها يَدَيْهِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى فَغَسَلَ يَدَهُ اليُمْنى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى فَغَسَلَ يَدَهُ اليُسْرى، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الماءِ فَنَفَضَ يَدَهُ، فَمَسَحَ بها رَأْسَهُ وأُذُنَيْهِ، ثُمَّ اغْتَرَفَ غَرْفَةً أُخْرَى فَرَشَّ على رِجْلِهِ اليُمْنى وفيها النَّعْلُ، واليُسْرَى مِثْلَ ذلك، وَمَسَحَ بأَسْفَلِ النَّعْلَيْنِ ، ثُمَّ قالَ: هكذا وُضوءُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 528
التصنيف الموضوعي: وضوء - الجمع بين المضمضة والاستنشاق وضوء - صفة الوضوء وضوء - مسح الرأس وضوء - غسل الوجه وضوء - غسل اليدين مع المرفقين وإطالة الغرة

10 - جاءَ رَجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُريدُ سَفرًا فزَوِّدْني، قالَ: زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوى، قالَ: زِدْني، قالَ: وغَفَرَ ذَنبَكَ، قالَ: زِدْني بأَبي أنتَ وأُمِّي، قالَ: ويَسَّرَ لكَ الخيرَ حيثُ ما كنتَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2512
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الجوامع من الدعاء حج - ما يقول من قدم من حج أو غيره أو أراد سفرا وما جاء في توديع المسافر رقائق وزهد - الورع والتقوى سفر - آداب السفر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس

11 - خُطْوَتانِ أحَدُهُما أحَبُّ إلى اللهِ، والأُخرى أبغَضُ الخُطا إلى اللهِ، فأمَّا الخُطوةُ الَّتي يُحِبُّها: فرَجُلٌ نَظَر إلى خَلَلٍ في الصَّفِّ فَسَدَّه، وأمَّا الَّتي يُبغِضُ اللهُ: فإذا أرادَ الرَّجُلُ أن يَقومَ مَدَّ رِجلَه اليُمنى، ووَضَع يَدَه عليها، وأثبَتَ اليُسرى، ثمَّ قام.

12 - عنْ عَبدِ اللهِ بنِ أبي قَيْسٍ، أنَّه سَألَ عائشةَ: كيف كانتْ قِراءةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ اللَّيلِ؟ أكان يَجهَرُ أم يُسِرُّ؟ قالتْ: كلُّ ذلكَ كان يَفعَلُ، رُبَّما جَهَرُ، ورُبَّما أسَرَّ. قالَ: قُلتُ: الحمدُ للهِ الَّذي جَعَل في الأمرِ سَعةً.

13 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه العَراجينُ أن يُمسِكَها بيَدهِ، فدَخَل المَسجِدَ ذاتَ يَومٍ وفي يَدِه واحِدٌ منها فرَأى نُخاماتٍ في قِبلةِ المَسجِدِ، فحَتَّهُنَّ حتَّى ألقاهُنَّ، ثمَّ أقبَلَ على النَّاس مُغضَبًا، فقالَ: أيُحِبُّ أحَدُكُم أن يَستَقبِلَه رَجُلٌ فيَبصُقَ في وَجهِه؟! إنَّ أحَدَكُم إذا قام إلى الصَّلاةِ فإنَّما يَستَقبِلُ رَبَّه، والملَكُ عنْ يَمينِه، فلا يَبصُقْ بيْنَ يَدَيه، ولا عنْ يَمينِه، ولْيبَصُقْ تَحتَ قَدَمِه اليُسرى، أو عنْ يَسارِه، وإن عَجِلَت به بادِرةٌ فليَتفُلْ هكذا في طَرَفِ ثَوبِه ورَدَّ بَعضَه على بَعضٍ.

14 - «ستَّةٌ لَعنْتُهُم لَعَنَهُم اللهُ وكُلُّ نَبيٍّ مجابٌ: الزَّائدُ في كتابِ اللهِ، والمُكذِّبُ بقَدَرِ اللهِ، والمُتسلِّطُ بالجبروتِ ليُذِلَّ مَنْ أعَزَّ اللهُ، ويُعِزَّ مَنْ أذَلَّ اللهُ، والتَّاركُ لسُنَّتي، والمُستحِلُّ مِن عِتْرَتي ما حَرَّمَ اللهُ، والمُستحِلُّ لحَرَمِ اللهِ». قالَ سُفيانُ: اقرؤوا سورةَ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10].
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3988
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إجابة دعاء النبي قدر - التكذيب بالقدر مناقب وفضائل - فضائل أهل البيت والوصاة بهم اعتصام بالسنة - مخالفة السنة

15 - قالَ أبو قُحافَةَ لأبي بكرٍ: أَراكَ تُعتِقُ رقابًا ضِعافًا، فلوْ أنَّكَ إذ فعلتَ ما فعلتَ أَعتَقْتَ رجالًا جُلْدًا يَمنعونَكَ ويَقومونَ دونَكَ. فقالَ أبو بكرٍ: يا أبَهْ، إنِّي إنَّما أُريدُ ما أُريدُ، إنَّما نَزَلَتْ هذه الآياتُ فيه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 - 7] إلى قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} [الليل: 19 - 21].
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن الزبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3990
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الليل عتق وولاء - فضل العتق قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله

16 - يُدرَسُ الإسلامُ كما يُدرَسُ وَشْيُ الثَّوبِ، حتَّى لا يُدْرَى ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسُكٌ، ويُسْرى على كِتابِ اللهِ في لَيلةً، فلا يَبْقَى في الأرضِ مِنه آيةٌ، ويَبْقَى طَوائفُ مِنَ النَّاسِ: الشَّيخُ الكبيرُ، والعجوزُ الكبيرةُ، يَقولُون: أدْرَكْنا آباءَنا على هذه الكلمةِ: فنحنُ نَقولُها. قال صِلةُ بنُ زُفَرَ لحُذَيفةَ: فما يُغْني عنهم لا إلهَ إلَّا اللهُ وهُم لا يَدْرون ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسُكٌ؟ فأعرَضَ عنْه حُذَيفةُ، فرَدَّدها عليه ثَلاثًا، كلُّ ذلكَ يُعرِضُ عنه حُذَيفةَ، ثمَّ أقبَلَ عليه في الثَّالثةِ، فقال: يا صِلةُ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ!

17 - يُدْرَسُ الإسلامُ كما يُدْرَسُ وَشْيُ الثَّوبِ، لا يُدْرى ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسكٌ، ويُسْرى على كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ في لَيلةٍ، فلا يَبْقى في الأرضِ منه آيةٌ، ويَبْقى طَوائفُ مِنَ النَّاسِ: الشَّيخُ الكبيرُ، والعجوزُ الكبيرةُ، يَقولُون: أدْرَكْنا آباءنا على هذه الكلمةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فنحنُ نقولُها فقال صِلةُ: فما تُغْني عنهم لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ لا يَدْرُون ما صِيامٌ ولا صدَقةٌ ولا نُسكٌ. فأعرَضَ عنه حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه [فردَّدَ عليه ثَلاثًا كلُّ ذلِكَ يُعرِضُ عنْه]، ثمَّ أقبَلَ عليه في الثَّالثةِ، فقال: يا صِلةُ، تُنْجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنْجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنْجِيهم مِنَ النَّارِ.

18 - عنْ عَلْقَمةَ، قالَ: قدِمْتُ الشَّامَ فصَلَّيْتُ رَكعَتَينِ، ثمَّ قُلْتُ: اللَّهمَّ يسِّرْ لي جَليسًا صالِحًا، فلَقِيتُ قَومًا فجلَسْتُ، فإذا بواحِدٍ جاء حتَّى جلَسَ إلى جَنْبي، فقُلْتُ: مَن ذا؟ قالَ أبو الدَّرْداءِ، فقُلْتُ: إنِّي دعَوْتُ اللهَ أنْ يُيسِّرَ لي جَليسًا صالِحًا، فيسَّرَ لي، فقالَ: ممَّن أنتَ؟ قُلْتُ: مِن أهْلِ الكوفةِ، قالَ: أوَليسَ عندَكم ابنُ أمِّ عَبدٍ صاحِبُ النَّعلَينِ والوِسادةِ والمِطهَرةِ، وفيكمُ الَّذي أجارَه اللهُ منَ الشَّيطانِ على لِسانِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفيكم صاحِبُ سرِّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّذي لا يَعلَمُه غَيرُه؟.

19 - عنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه بَلَغَهُ أنَّ أبا عُبَيدةَ حُصِرَ بالشَّامِ وقد تألَّبَ عليه القومُ، فكَتَبَ إليه عُمَرُ: سلامٌ عليكَ، أمَّا بعدُ: فإنَّه ما يَنزِلُ بعبدٍ مؤمنٍ مِن منزِلةِ شِدَّةٍ إلَّا يَجعلُ اللهُ له بعدَها فَرَجًا، ولن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسرَيْنِ و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. قالَ: فكَتَبَ إليه أبو عُبيدةَ: سلامٌ عليكَ، أمَّا بعدُ: فإنَّ اللهَ يقولُ في كتابِهِ: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الحديد: 20] إلى آخِرِها. قالَ: فخَرَجَ عُمَرُ بكتابِهِ، فقَعَدَ على المِنبرِ، فقَرَأَ على أهلِ المدينةِ، ثُمَّ قالَ: يا أهلَ المدينةِ، إنَّما يُعَرِّضُ بِكُم أبو عُبيدةَ أنِ ارغَبوا في الجهادِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أسلم القرشى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3218
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد إمامة وخلافة - المراسلات بين الحاكم والأمراء والمرؤوسين جهاد - الترغيب في إعانة المجاهدين

20 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجْتُ أنا وأبي نَطلُبُ العِلمَ في هذا الحَيِّ مِنَ الأنصارِ، قَبلَ أنْ يَهلِكوا، فكان أَوَّلَ مَنْ لَقِينا أبو اليَسَرِ صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعه غُلامٌ له، وعليه بُرْدٌ ومَعافِرِيٌّ، وعلى غُلامِه بُرْدٌ ومَعافِرِيٌّ، ومعهُ إضْبارَةُ صُحُفٍ، فقالَ له أَبي: كأنِّي أَرى في وَجهِكَ سَفْعَةً مِن غَضَبٍ. قالَ: أَجَلْ، كان لي على فلانِ بنِ فلانٍ الحراميِّ مالٌ، فأَتيتُ أَهلَهُ، فقلتُ: أَثَمَّ هو؟ قالوا: لا، فخَرَجَ ابنٌ له فقلتُ له: أين أَبوكَ؟ قالَ: سَمِعَ كلامَكَ؛ فدَخَلَ أَريكةَ أُمِّي. فقلتُ: اخْرُجْ؛ فقد عَلِمْتُ أين أنتَ، فخَرَجَ إليَّ، فقلتُ له: ما حَمَلَكَ على أنِ اختبأتَ مِنِّي؟ قالَ: أنا واللهِ أُحدِّثُكَ ولا أَكذِبُكَ، خَشِيتُ واللهِ أنْ أُحدِّثَكَ فأَكْذِبَكَ، أوْ أَعِدَكَ فأُخلِفَكَ، وكنتَ صاحبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكنتُ واللهِ مُعسِرًا. فقلتُ: آللهِ؟ قالَ: آللهِ، فقلتُ: آللهِ؟ قالَ: آللهِ، قالَ: فنَشَرَ الصَّحيفَةَ ومحا الحَقَّ، وقالَ: إنْ وجَدْتَ قضاءً فاقضِ، وإلَّا فأنتَ في حِلٍّ، فأَشْهدُ لبَصُرَتْ عينايَ هاتانِ -ووَضَعَ إصبَعيْهِ على عَينيهِ- وسَمِعَتْ أُذُنايَ هاتانِ -ووضَعَ إصْبعَيْهِ في أُذُنَيهِ- ووَعاهُ قلبي -فأشارَ إلى نِياطِ قلبِهِ- رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَنْ أَنظَرَ مُعسِرًا ووَضَعَ له؛ أَظلَّهُ اللهُ في ظِلِّهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو اليسر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2258
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه أيمان - لفظ اليمين وما يحلف به علم - الخروج في طلب العلم قرض - فضل من أنظر معسرا مناقب وفضائل - فضائل الأنصار

21 - بيْنَما نحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غزوةِ تَبوكَ وقد أَصابَنا الحَرُّ، فتفَرَّقَ القومُ حتَّى نَظرتُ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقرَبَهُم مِنِّي. قالَ: فدَنوتُ منه فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَنبِئْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ ويُباعِدُني مِنَ النَّارِ. قالَ: «لقد سألتَ عنْ عظيمٍ، وإنَّه ليَسيرٌ على مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عليه؛ تَعبدُ اللهَ ولا تُشركُ به شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ المكتوبةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ المفروضةَ، وتَصومُ رمضانَ». قالَ: «وإنْ شئتَ أنبأتُكَ بأبوابِ الجنَّةِ». قلتُ: أجَلْ يا رسولَ اللهِ. قالَ: «الصَّومُ جُنَّةٌ ، والصَّدقةُ تُكفِّرُ الخطيئةَ، وقيامُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ يَبتغي وجهَ اللهِ». قالَ: ثُمَّ قَرَأَ هذه الآيةَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قالَ: «وإنْ شئتَ أنبأتُكَ برأسِ الأمرِ وعمودِهِ وذُروةِ سَنامِهِ» . قالَ: قلتُ: أجَلْ يا رسولَ اللهِ. قالَ: «أمَّا رأسُ الأمرِ فالإسلامُ، وأمَّا عمودُهُ فالصَّلاةُ، وأمَّا ذُروةُ سَنامِهِ فالجهادُ في سبيلِ اللهِ، وإنْ شئتَ أنبأتُكَ بأمْلَكِ ذلك كُلِّهِ». قالَ: فسَكَتَ، فإذا راكبانِ يُوضِعانِ قِبَلَنا، فخَشيتُ أنْ يَشغلاهُ عنْ حاجتي. قالَ: فقلتُ: ما هو يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: فأَهْوَى بإصبَعِهِ إلى فيهِ. قالَ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، وإنَّا لنُؤاخذُ بما نقولُ بألسِنَتِنا؟ قالَ: «ثَكِلتكَ أمُّكَ ابنَ جَبلٍ، هل يَكُبُّ النَّاسَ على مَناخِرِهم في جهنَّمَ إلَّا حصائدُ ألسنَتِهمْ؟».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3594
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد تفسير آيات - سورة السجدة صدقة - فضل الصدقة والحث عليها صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها صيام - فضل شهر رمضان

22 - عنْ ثَعْلَبةَ بنِ عَبَّادٍ العَبْديِّ -مِن أهْلِ البَصرةِ-، أنَّه شَهِدَ خُطبةً يَومًا لسَمُرةَ بنِ جُندُبٍ، فذَكَر في خُطبَتِه، قالَ سَمُرةُ: بيْنَما أنا يَومًا وغُلامٌ منَ الأنصارِ نَرمي غَرَضًا لنا على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى إذا كانتِ الشَّمسُ على قِيدِ رُمحَينِ ، أو ثَلاثةٍ في عَينِ النَّاظِرِ منَ الأُفُقِ اسوَدَّتْ حتَّى آضَتْ كأنَّها تَنُّومةٌ ، فقالَ أحَدُنا لصاحِبِه: انطَلِقْ بنا إلى المَسجِدِ؛ فواللهِ لتُحدِثَنَّ شَأنُ هذه الشَّمسِ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أُمَّتِه حَدَثًا، فدَفَعْنا إلى المَسجِدِ، فإذا هو بارِزٌ، فوافَقْنا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين خَرَج إلى النَّاسِ. قالَ: فتَقَدَّم فصَلَّى بِنا كأطوَلِ ما قام بنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، ثمَّ رَكَع بِنا كأطوَلِ ما رَكَع بِنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، ثمَّ سَجَد بنا كأطوَلِ ما سَجَد بِنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، قالَ: ثمَّ فَعَل في الرَّكعةِ الثَّانِيةِ مِثلَ ذلكَ، قالَ: فوافَقَ تَجِلِّي الشَّمسِ جُلوسَه في الرَّكعةِ الثَّانِيةِ، قالَ: ثمَّ سَلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، وشَهِدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وشَهِدَ أنَّه عَبدُه ورَسولُه، ثمَّ قالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّما أنا بَشَرٌ ورَسولُ اللهِ، فأُذَكِّركُمُ اللهَ، إنْ كُنتُم تَعلَمون أنِّي قَصَّرتُ عنْ شَيءٍ من تَبليغِ رِسالاتِ رَبِّي لَمَا أخبَرتُموني حتَّى أُبَلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي كما يَنبَغي لها أن تُبَلَّغَ، وإنْ كُنتُم تَعلَمون أنِّي قد بَلَّغتُ رِسالاتِ رَبِّي لَمَا أخبَرتُموني. قالَ: فقام النَّاسُ، فقالوا: نَشهَدُ أنَّكَ قد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، ونَصَحتَ لأُمَّتِكَ، وقَضَيتَ الَّذي عليكَ، قالَ: ثمَّ سَكَتوا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا بَعدُ: فإنَّ رِجالًا يَزعُمون أنَّ كُسوفَ هذه الشَّمسِ، وكُسوفَ هذا القَمَرِ، وزَوالَ هذه النُّجومِ عنْ مَطالِعِها؛ لمَوتِ رِجالٍ عُظَماءَ من أهلِ الأرضِ، وإنَّهُم كَذَبوا، ولكِنْ آياتٌ من آياتِ اللهِ، يَفتِنُ بها عِبادَه؛ ليَنظُرَ مَن يُحدِثُ منهم تَوبةً، واللهِ لقد رَأيتُ مُنذُ قُمتُ أُصَلِّي ما أنتم لَاقُون في دُنياكُم وآخِرَتِكُم، وإنَّه -واللهِ- لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى يَخرُجَ ثَلاثون كَذَّابًا، آخِرُهُمُ الأعورُ الدَّجَّالُ: مَمسوحُ العَينِ اليُسرى كأنَّها عَينُ أبي تِحْيَى -لشَيخٍ منَ الأنصارِ-، وإنَّه متى خَرَج فإنَّه يَزعُمُ أنَّه اللهُ؛ فمَن آمَنَ به وصَدَّقَه واتَّبَعَه فليس يَنفَعُه صالِحٌ من عَمَلٍ سَلَف، ومَن كَفَر به وكَذَّبه فليس يُعاقَبُ بشَيءٍ من عَمَلِه سَلَف، وإنَّه سيَظهَرُ على الأرضِ كُلِّها إلَّا الحَرمَ، وبَيتَ المَقدِسِ ، وإنَّه يَحصُرُ المُؤمِنين في بَيتِ المَقدِسِ فيُزَلزَلون زِلزالًا شَديدًا، فيَهزِمُه اللهُ وجُنودَه، حتَّى إنَّ جِذْمَ الحائطِ، أو أصلَ الشَّجَرةِ لَيُنادي: يا مُؤمِنُ: هذا كافِرٌ يَستَتِرُ بي تَعالَ اقتُلْهُ. قالَ: فلَن يَكونَ ذلكَ حتَّى تَرَون أمورًا يَتفاقَمُ شَأنُها في أنفُسِكُم تَسألون بيْنَكُم: هل كان نَبِيُّكُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَر لَكُم منها ذِكرًا، وحَتَّى تَزولَ جِبالٌ عنْ مَراسِيها، ثمَّ على أثَرِ ذلكَ القَيضُ، وأشارَ بيَدِه، قالَ: ثمَّ شَهِدتُ خُطبةً أُخرى قالَ: فذَكَر هذا الحَديثَ، ما قَدَّمَها ولا أَخَّرَها.

23 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ