الموسوعة الحديثية


- بيْنَما نحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غزوةِ تَبوكَ وقد أَصابَنا الحَرُّ، فتفَرَّقَ القومُ حتَّى نَظرتُ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقرَبَهُم مِنِّي. قالَ: فدَنوتُ منه فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَنبِئْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ ويُباعِدُني مِنَ النَّارِ. قالَ: «لقد سألتَ عنْ عظيمٍ، وإنَّه ليَسيرٌ على مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عليه؛ تَعبدُ اللهَ ولا تُشركُ به شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ المكتوبةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ المفروضةَ، وتَصومُ رمضانَ». قالَ: «وإنْ شئتَ أنبأتُكَ بأبوابِ الجنَّةِ». قلتُ: أجَلْ يا رسولَ اللهِ. قالَ: «الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدقةُ تُكفِّرُ الخطيئةَ، وقيامُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ يَبتغي وجهَ اللهِ». قالَ: ثُمَّ قَرَأَ هذه الآيةَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قالَ: «وإنْ شئتَ أنبأتُكَ برأسِ الأمرِ وعمودِهِ وذُروةِ سَنامِهِ». قالَ: قلتُ: أجَلْ يا رسولَ اللهِ. قالَ: «أمَّا رأسُ الأمرِ فالإسلامُ، وأمَّا عمودُهُ فالصَّلاةُ، وأمَّا ذُروةُ سَنامِهِ فالجهادُ في سبيلِ اللهِ، وإنْ شئتَ أنبأتُكَ بأمْلَكِ ذلك كُلِّهِ». قالَ: فسَكَتَ، فإذا راكبانِ يُوضِعانِ قِبَلَنا، فخَشيتُ أنْ يَشغلاهُ عنْ حاجتي. قالَ: فقلتُ: ما هو يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: فأَهْوَى بإصبَعِهِ إلى فيهِ. قالَ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، وإنَّا لنُؤاخذُ بما نقولُ بألسِنَتِنا؟ قالَ: «ثَكِلتكَ أمُّكَ ابنَ جَبلٍ، هل يَكُبُّ النَّاسَ على مَناخِرِهم في جهنَّمَ إلَّا حصائدُ ألسنَتِهمْ؟».
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3594 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين