الموسوعة الحديثية


- دَخَلتُ المَسجِدَ فعَرَفتُ في وجهِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الجوعَ [فخَرَجتُ حَتَّى أتَيتُ أُمَّ سُلَيمٍ، وهيَ أُمُّ أنَسِ بنِ مالِكٍ، كانَت تَحتَ مالِكٍ أبي أنَسِ بنِ مالِكٍ، فقُلتُ: يا أُمَّ سُلَيمٍ، إنِّي قد عَرَفتُ في وجهِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الجوعَ، فهَل عِندَكِ مِن شَيءٍ؟ قالت: عِندي شَيءٌ، وأشارَت بكَفِّها، فقُلتُ لها: اصنَعي وأنعِمي، فأرسَلَت أنَسًا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقُلتُ: سارَّه في أُذُنِه وادعُه، فلَمَّا أقبَلَ أنَسٌ قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا رَجُلٌ قد جاءَ بخَيرٍ، قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أرسَلَكَ أبوكَ يَدعونا يا بُنَيَّ؟ قال: فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: اذهَبوا بسمِ اللهِ، قال: فأدبَرَ أنَسٌ يَشتَدُّ حَتَّى أتى أبا طَلحةَ، فقال: هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاكَ في النَّاسِ! قال: فخَرَجتُ حَتَّى لَقيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِندَ البابِ على مُستَراحِ الدَّرَجةِ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذا صَنَعتَ بنا؟! إنَّما عَرَفتُ في وجهِكَ الجوعَ، فصَنَعنا لَكَ شَيئًا تَأكُلُه، قال: ادخُلْ وأبشِرْ، قال: فأخَذَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجَمَعَها في الصَّحفةِ بيَدِه ثُمَّ أصلَحَها، فقال: هَل مِن؟ كَأنَّه يَعني الأُدْمَ، قال: فأتَوهُ بعُكَّتِهم فيها شَيءٌ، أو ليس فيها شَيءٌ، فقال بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَدِه: فأسكَبَ مِنها السَّمنَ، ثُمَّ قال: أدخِلْ عليَّ عَشَرةً عَشَرةً، فأكَلوا كُلُّهم وشَبِعوا، وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للفَضلِ الذي فضَلَ: كُلوا أنتُم وعيالُكم، فأكَلوا وشَبِعوا].