الموسوعة الحديثية


- أنَّ أبا هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه قال: يا رسولَ اللهِ، ما أوَّلُ ما ابتُدِئتَ به من أمرِ النُّبوَّةِ؟ قال: إنِّي لفي صحراءَ أمشي ابنَ عَشرِ حِجَجٍ إذا أنا برجُلَينِ فَوقَ رأسي يقولُ أحدُهما لصاحِبِه: أهو هو؟ قال: نعم. فأخذاني فاستقبَلاني بوجوهٍ لم أرَها لخَلقٍ قَطُّ وأرواحٍ لم أرَها من خَلقٍ قَطُّ، وثيابٍ لم أرَها على أحَدٍ قَطُّ، فأقبَلا إليَّ يمشيان حتَّى أخَذ كُلُّ واحدٍ منهما بعَضُدي لا أجِدُ لأخذِهما مَسًّا. فقال أحدُهما لصاحِبِه: أضجِعْه. فأضجعاني بلا قَصرٍ ولا هَصرٍ، وفي لفظٍ: فقَلَباني لحلاوةِ القَفا ثمَّ شَقَّا بطني. وفي لفظٍ: فقال أحَدُهما لصاحِبِه: افلِقْ صَدرَه. فخوى أحدُهما إلى صدري ففلَقَه فيما أرى بلا دَمٍ ولا وَجَعٍ، فكان أحدُهما يختَلِفُ بالماءِ في طَستٍ من ذَهَبٍ والآخَرُ يَغسِلُ جَوفي، فقال أحَدُهما لصاحِبِه: افلِقْ صَدَره فإذا صدري فيما أرى مفلوقًا لا أجِدُ له وجَعًا. ثمَّ قال: شُقَّ قَلبَه، فشَقَّ قلبي، فقال: أخرِجْ الغِلَّ والحَسَدَ منه. فأخرجَ شِبهَ العَلَقةِ فنَبَذ به. ثمَّ قال: أدخِلِ الرَّأفةَ والرَّحمةَ في قَلبِه. فأدخَلَ شَيئًا كهيئةِ الفِضَّةِ. ثمَّ أخرَج ذَرورًا كان معه فذَرَّه عليه، ثمَّ نَقَر إبهامي، ثمَّ قال: اغْدُ واسلَمْ. فرجَعتُ بما لم أغْدُ به من رحمتي للصَّغيرِ ورأفتي للكبيرِ.