الموسوعة الفقهية

المطلب الثَّاني: طريقةُ التَّرديدِ مع المؤذِّنِ


يقول المستمعُ مِثلَ ما يقول المؤذِّنُ في جميعِ الكلماتِ [568] أما التثويب: وهو قولُ المؤذِّن (الصَّلاة خيرٌ من النوم)، قال ابنُ باز: (فإذا قال المؤذِّن: (الصلاةُ خيرٌ مِن النَّوم)؛ فإنَّ المجيب يقولُ مثله: (الصَّلاة خيرٌ من النَّوْمِ)؛ لقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إذا سَمِعْتُم المؤذِّنَ فقولوا مثلَما يقول» متَّفق على صحَّته). ((مجموع فتاوى ابن باز)) (10/344). وقال ابنُ عثيمين: (إذا قال المؤذِّن في صلاة الصُّبْح: «الصَّلاة خيرٌ من النوم»، فإن السَّامِعَ يقول مثل ما يقول: «الصَّلاةُ خيرٌ من النَّوْمِ»). ((الشرح الممتع)) (2/92). إلَّا في الحيعلتين (حي على الصلاة، حي على الفلاح)، فإنَّه يقول: (لا حول ولا قُوَّة إلَّا بالله)، وهذا مذهبُ الجمهور: الحنفيَّة ((الدر المختار للحصكفي وحاشية ابن عابدين)) (1/397)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/155). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (3/117)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/140). ، والحنابلة ((منتهى الإرادات)) لابن النجار (1/146)، ((الإقناع)) للحجاوي (1/81)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/309)، ((شرح الزركشي على مختصر الخرقي)) (1/523). وهو قولٌ للمالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/98)، ((حاشية الدسوقي)) (1/197)، ((الذخيرة)) للقرافي (2/55).
الأَدِلَّةُ:
أوَّلًا: من السُّنَّة
عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا قال المؤذِّن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدُكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أنْ لا إلهَ إلَّا الله، قال: أشهد أن لا إلهَ إلَّا الله، ثم قال: أشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله، قال: أشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله، ثم قال: حيَّ على الصَّلاة، قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله، ثم قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلَّا الله، قال: لا إله إلَّا الله، مِن قلبِه، دخل الجَنَّةَ )) [573] رواه مسلم (385).
ثانيًا: أنَّ الأذكارَ الزائدةَ على الحيعلةِ يَشترِكُ السَّامِعُ والمؤذِّنُ في ثوابِها، وأمَّا الحيعلةُ فمقصودُها الدُّعاءُ إلى الصَّلاةِ، وذلك يحصُل من المؤذِّنِ، فعُوِّضَ السامعُ عمَّا يفوتُه من ثوابِ الحيعلةِ بثوابِ الحَوقلةِ ((فتح الباري)) لابن حجر (2/91)، ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (1/233).
ثالثًا: مناسبةُ الحوقلةِ لدُعاءِ المؤذِّن الذي لا يَليقُ بغيرِه، فمعناها التبرِّي من الحولِ والقوَّةِ على إتيانِ الصَّلاةِ والفَلاحِ إلَّا بحولِ اللهِ وقوَّتِه، والتفويضُ المحضُ إلى اللهِ ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (1/233) ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/141).
رابعًا: أنَّ الحَيعلةَ خِطابٌ؛ فإعادتُه عبَثٌ، بل سبيلُه الطاعةُ وسؤالُ الحولِ والقوَّة ((الفروع)) لابن مفلح (2/26).

انظر أيضا: