الموسوعة الفقهية

الفَرعُ الأوَّلُ: فِعلُ القَسَمِ إذا ذُكِرَ بصِيغةِ المُضارِعِ (أُقسِمُ باللهِ- أَحلِفُ باللهِ)


تَنعقِدُ اليَمينُ إذا ذُكِرَ فِعلُ القَسَمِ بصِيغةِ المضارعِ: (أُقسِمُ بالله- أَحلِفُ بالله)، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنفيَّةِ [419] ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (3/109)، ((البحر الرائق)) لابن نُجَيْم (4/305). ، والمالِكيَّةِ [420] ((التاج الإكليل)) للموَّاق (3/261)، ((مواهب الجليل)) للحَطَّاب (4/399). ، والشَّافِعيَّةِ [421] ((منهاج الطالبين)) للنووي (ص: 326)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/323). ، والحَنابِلةِ [422] ((الفروع)) لابن مفلح (10/435)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/232). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك [423] قال ابنُ عَبدِ البَرِّ: (أجمعوا أنَّه إذا أقسَمَ باللهِ: أنَّها يمينٌ، واختلفوا فيمَن قال: أُقسِمُ، أو أَشهَدُ). ((التمهيد)) (14/371). وقال ابنُ قُدامةَ: (هذا قَولُ عامَّةِ الفُقَهاءِ، لا نعلَمُ فيه خلافًا، وسواءٌ نوى اليمينَ، أو أطلَقَ). ((المغني)) (9/509). وقال القُرطُبيُّ: (أجمَعَ العُلَماءُ على أنَّ الحالِفَ إذا قال: أُقسِمُ باللهِ: أنَّها يَمينٌ). ((تفسير القرطبي)) (6/272).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ الكتابِ
1 - قولُه تعالى: فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ [المائدة: 106]
ثانيًا: مِنَ الآثارِ
عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: حضَرْتُ حَربًا، فقال عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ: (يا نَفْسُ، ألَا أراكِ تَكرَهينَ الجنَّهْ، أَحلِفُ باللهِ لَتَنزِلَنَّه، طائِعةً أو لَتُكرَهِنَّهْ ) [424] أخرجه ابن ماجه (2793)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (4539)، وابن أبي شيبة (26590). حسَّنَ إسنادَه البُوصِيريُّ في ((مصباح الزجاجة)) (2/114)، وصحَّح الأثرَ الألبانيُّ في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (2793).
ثالثًا: أنَّ القَسَمَ بها مُتعارَفٌ عليه [425] ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (3/109). ، واستعمَلَتْه العَرَبُ [426] ((المغني)) لابن قدامة (9/509).

انظر أيضا: