الموسوعة الفقهية

الفرع الأوَّلُ: الغُرابُ الأبقَعُ [233] الغرابُ الأبقَعُ: هو الأسوَدُ في صَدرِه بَياضٌ، ويُسَمَّى غُرابَ البَينِ يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/281)، ((الاستذكار)) لابن عبد البر (4/158)   ، والغُدافُ [234] الغُدافُ: غُرابُ القَيظِ- أي: الصَّيفِ- الضَّخمُ الوافِرُ الجَناحَينِ، وإنَّما أُضيفَ إلى ذلك الفَصلِ؛ لأنَّه أكثَرَ ما يُرى فيه يُنظر: ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (5/468)، ((طلبة الطلبة)) للنسفي (ص: 283) ويُسَمَّى الغُرابَ الجَبَليَّ؛ لأنَّه لا يسكُنُ إلَّا الجبالَ يُنظر: ((نهاية المحتاج)) للرملي (8/153)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/301) وبعضُ الشَّافعيَّة قَسَّموا الغُدافَ إلى صغيرٍ وكبيرٍ، وعَرَّفوا الغُدافَ الصَّغيرَ بأنَّه أسوَدُ أو رَماديُّ اللونِ يُنظر: ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/301)  


يَحرُمُ أكلُ الغُرابِ الأبقَعِ، والغُدافِ الذي يأكُلُ الجِيَفَ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّةِ [235] ((مختصر القدوري)) (ص: 206)، ((الهداية)) للمرغيناني (4/68)، ((العناية)) للبابرتي (9/500).   ، والشَّافِعيَّةِ [236] ((المجموع)) للنووي (9/18)، ويُنظر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (15/145).   ، والحَنابِلةِ [237] ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (3/408)، ((مطالب أولي النهى)) للرحيباني (6/310)، ويُنظر: ((حاشية الروض المربع)) لابن قاسم (7/423).  
الأدلَّة:
أولًا: مِنَ السُّنَّةِ
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((خَمسٌ فواسِقُ يُقتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَمِ: الحَيَّةُ، والغُرابُ الأبقَعُ، والفأرةُ، والكَلبُ العَقورُ، والحُدَيَّا )) [238] أخرجه مسلم (1198).  
وجهُ الدَّلالةِ:
 أنَّ كُلَّ ما أمَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَتلِه، فلا ذكاةَ له؛ لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ نهى عن إضاعةِ المالِ، ولا يَحِلُّ قَتلُ شَيءٍ يُؤكَلُ، وإباحةُ قَتْلِها دَليلٌ على مَنعِ أكلِها [239] ((المحلى)) لابن حزم (6/47)، ((المغني)) لابن قدامة (9/410)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (1/540).  
ثانيًا: من الآثار
1- عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه قال: (مَن يأكُلُ الغُرابَ، وقد سَمَّاه رسولُ اللهِ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فاسِقًا؟! واللهِ ما هو مِنَ الطَّيِّباتِ) [240] أخرجه ابن ماجه (3248)، والبيهقي (19849). صَحَّح إسنادَه البوصيريُّ في ((مصباح الزجاجة)) (2/156)، وصَحَّحه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (3248).  
2- عن عُروةَ، عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت: (إنِّي لأَعجَبُ ممَّن يأكُلُ الغُرابَ، وقد أذِنَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قَتلِه للمُحرِمِ، وسَمَّاه فاسِقًا!! واللهِ ما هو مِنَ الطَّيِّباتِ) [241] أخرجه البزار (313)، والبيهقي (19850). صَحَّح إسنادَه النووي في ((المجموع)) (9/18)، وقال: إلَّا أن فيه عبدَ الله بن أبي أُويس، وقد ضعَّفه الأكثرون، ووثَّقَه بعضُهم، وروى له مسلِمٌ في صحيحه، ووثَّقَ رجالَه الهيثميُّ في ((مجمع الزوائد)) (4/43)، وحَسَّن إسنادَه ابنُ حَجَر في ((مختصر البزار)) (1/494).  
ثالثًا: أنَّها تأكُلُ الجِيَفَ، فكانت مِنَ الخبائِثِ [242] ((الاختيار لتعليل المختار)) للموصلي (5/15).  

انظر أيضا: