الموسوعة الفقهية

المبحث الخامس: مَن لا يَقْوَى على الخِتان


مَن غلَب على ظنِّه وقوعُ الهلاكِ أو الضَّررُ مِن الختان، كمَن أسلم شيخًا كبيرًا جاء في فتاوى اللَّجنة الدَّائمة: (الخِتان من سُنن الفطرة في حقِّ الرِّجال وفي حقِّ النِّساء، وينبغي للدُّعاة إلى الله سبحانه الإغضاءُ عن الكلامِ في الخِتان عند دعوة الكفَّارِ إلى الإسلام إذا كان ذلك يُنفِّرُه من الدُّخول في الإسلام؛ فإنَّ الإسلام والعبادة تصحُّ من غير المختونِ، وبعدما يستقرُّ الإسلامُ في قلبه يُشعَر بمشروعيَّة الختان). ((فتاوى اللَّجنة الدَّائمة – المجموعة الأولى)) (5/136). وجاء في مجلَّة البحوث الإسلاميَّة: (أمَّا الختان فواجبٌ على الرِّجال، ومَكرُمةٌ في حقِّ النِّساء، لكن لو أُخِّرَت دعوة مَن رغِب في الإسلامِ إلى الخِتان بعضَ الوقت، حتى يستقرَّ الإسلامُ في قلبِه ويطمئنَّ إليه، لكان حسنًا؛ خشيةَ أن تكون المبادرةُ بدعوته إلى الختان منفِّرةً له من الإسلامِ). ((مجلة البحوث الإسلامية)) (20/161). ، أو كان ضعيفَ الخِلقة، فإنَّه يسقُطُ عنه الخِتان، حتى يغلبَ على الظنِّ سلامَتُه، وهذا مَذهَبُ الجُمهورِ: الحنفيَّة ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 64)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (6/269). ، والشافعيَّة ((روضة الطالبين)) للنووي (10/181)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/203)، ((المجموع)) للنووي (1/304). ، والحنابلة ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (1/44)، وينظر: ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (1/109)، ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/117)، ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (19/29). ، وقولٌ للمالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (4/394). وقال الصاوي: (إنْ بلَغ الشَّخص قبل الختان، وخاف على نفسِه مِن الختان؛ فهل يتركُه أو لا؟ قولان، أظهرُهما التَّرْك؛ لأنَّ بعضَ الواجبات يسقُط بخوفِ الهلاك، فالسُّنَّة أحْرى) ((حاشية الصاوي على الشرح الصغير)) ((حاشية الصاوي)) (2/152). وقال العدويُّ: (فإنْ أسلم بالِغٌ، وخاف على نفْسه من الختان؛ فهل يترك أو لا؟ قولان) ((حاشية العدوي على شرح خليل للخرشي)) (3/48).
الأدلَّة:
أوَّلًا: من الكتاب
عمومُ قولِ الله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة: 195]
ثانيًا: أنَّ الواجباتِ لا تجِبُ مع العجز، أو مع خوفِ التَّلَف، أو الضَّرر ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (1/165).
ثالثًا: أنَّ الغُسل والوضوءَ وما هو آكَدُ منه يسقُط بذلك؛ فهذا أَوْلى ((تحفة المودود)) لابن القيم (ص: 200).
رابعًا: أنَّه لا تَعبُّدَ فيما يُفضي إلى التَّلَف ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (1/109)، ((تحفة المودود)) لابن القيم (ص: 200)، ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/117).

انظر أيضا: