الموسوعة الفقهية

المَبحَثُ الأوَّلُ: تَعريفُ الحِرابةِ لُغةً واصطِلاحًا              


الحِرابةُ لُغةً: الحَربُ نَقيضُ السِّلمِ، والحاءُ والرَّاءُ والباءُ أُصولٌ ثَلاثةٌ: أحَدُها: السَّلبُ، يُقالُ: حَرَبتُه مالَه، وقد حُرِبَ مالَه، أي: سُلِبَه [1543] يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/ 48)، ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 302). .
واصطِلاحًا: هو البُروزُ لأخذِ مالٍ أو لقَتلٍ أو إرعابٍ، مُكابَرةً؛ اعتِمادًا على الشَّوكةِ [1544] الشَّوكةُ: هو السِّلاحُ والقوَّةُ والبَأسُ. ومَعنى الغَوثِ: نِداءُ مَن يُخَلِّصُ مِن شِدَّةٍ، أو يُعينُ على دَفعِ بَليَّةٍ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/ 454)، ((المعجم الوسيط)) لمجمع اللغة العربية بالقاهرة (1/ 501)، و (2/ 665). ، مَعَ البُعدِ عنِ الغَوثِ [1545] وهذا تَعريفُ الشَّافِعيَّةِ. يُنظر: ((الغرر البهية)) لزكريا الأنصاري (5/101)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/180). وعَرَّفه الحَنَفيَّةُ بقَولِهم: (هو الخُروجُ على المارَّةِ لأخذِ المالِ على سَبيلِ المُغالَبةِ، على وجهٍ يَمتَنِعُ المارَّةُ عنِ المُرورِ، ويَنقَطِعُ الطَّريقُ... وسَواءٌ كان القَطعُ بسِلاحٍ أو غَيرِه مِنَ العَصا والحَجَرِ والخَشَبِ ونَحوِها؛ لأنَّ انقِطاعَ الطَّريقِ يَحصُلُ بكُلٍّ مِن ذلك). ((بدائع الصنائع)) للكاساني (7/ 90). وعَرَّفه المالِكيَّةُ بــــ (الخُروج لإخافةِ سَبيلٍ لأخذِ مالٍ مُحتَرَمٍ، بمُكابَرةِ قِتالٍ، أو خَوفِه، أو ذَهابِ عَقلٍ، أو قَتلٍ خُفيةً، أو لمُجَرَّدِ قَطعِ الطَّريقِ، لا لإمرةٍ، ولا نائِرةٍ، ولا عَداوةٍ). ((شرح حدود ابن عرفة)) ( ص: 503)، ومَعنى النَّائِرةِ: الحِقدُ والعَداوةُ. يُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهَريِّ (15/ 170). وعَرَّفه الحَنابِلةُ بقَولِهم: (همُ الذينَ يَعرِضونَ للنَّاسِ بالسِّلاحِ في الصَّحراءِ، فيَغصِبونَهمُ المالَ مُجاهَرةً). ((المبدع في شرح المقنع)) لبرهان الدين ابن مفلح (7/ 456). .

انظر أيضا: