موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثاني: أحوالُ الاسمِ المشغولِ عنه


الاسمُ الواقِعُ بَعْدَه فِعلٌ يَنصِبُ ضَميرًا يعودُ عليه ينقَسِمُ إلى خمسةِ أقسامٍ حَسَبَ إعرابِه؛ فإمَّا أن يجِبَ نَصبُه، أو يجِبَ رَفعُه، أو يجوزَ الوَجهانِ بلا ترجيحٍ، أو يترجَّحَ النَّصْبُ على الرَّفعِ، أو يترجَّحَ الرَّفعُ على النَّصْبِ:
أولًا: وجوبُ نَصْبِه
يجِبُ نَصبُ الاسمِ السَّابِقِ إذا سَبَقه ما يختصُّ بالأفعالِ؛ كـ(إنْ) الشَّرْطية و(حيثُما) وحروفِ التحضيضِ (هلَّا، ألَّا، لوما، لولا، وهل). تَقولُ: إنْ زيدًا رأيتَه فأكرِمْه، وحيثما عليًّا لَقِيتَه فاضرِبْه، وهلَّا عَمْرًا كلَّمْتَه، وهل محمَّدًا قابَلْتَه؟
إنْ: حرفُ شرط مَبْنيٌّ على السُّكونِ.
زيدًا: مفعول به لفِعلٍ مَحذوفٍ وجوبًا تقديره (رأيتَ)، منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
رأيت: رأى فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، والتاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به. وجُملةُ "رَأَيتَه" تفسيريَّةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ.
فأكرِمْه: فاءُ الجزاءِ حرف مَبْنيٌّ على الفَتحِ، أكرِمْه: أكرم: فِعلُ أمرٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به، وجُملة (فأكرمه) في مَحَلِّ جزمٍ جوابُ الشَّرْطِ.
ومعنى وجوبِ النَّصْبِ هو امتِناعُ الرَّفعِ على الابتداءِ، فإن ورد ما يخالِفُ ذلك فهو مرفوعٌ بفعلٍ مُطاوعٍ للفِعلِ الظاهِرِ، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
لَا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِسٌ أَهْلَكْتُهُ
فَإِذَا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَاجْزَعِي
برَفعِ "مُنفِس" على تقديرِ: "إنْ هَلَكَ مُنفِسٌ".
ثانيًا: وجوبُ رَفْعِه
على عَكسِ الحالةِ الأُولى، وذلك في مَوضِعَينِ:
1- إذا تقدَّم على الاسمِ ما يختَصُّ بالاسمِ ولا يدخُلُ إلَّا عليه، كـ(إذا) الفُجائيَّةِ؛ فإنها لا تَدخُلُ إلَّا على اسمٍ. تَقولُ: خرجتُ فإذا المطرُ، فتحْتُ فإذا الهَدِيَّةُ، نظر محمدٌ فإذا الشَّارعُ مكتظٌّ.
فإذا تقَدَّمَت (إذا) الفجائيَّةُ على الاسمِ وجب رفعُه على الابتداءِ حينئذٍ. تَقولُ: خرجتُ فإذا عليٌّ يَضرِبُه عَمرٌو، ومِثْلُها "ليتما". تَقولُ: لَيْتما زيدٌ كلَّمتُه.
خرجتُ: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، والتاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ.
فإذا: الفاءُ عاطِفةٌ، و(إذا) الفُجائيَّةُ حَرفٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ.
عليٌّ: مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
يَضرِبُه: يضرب: فعلٌ مضارع مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به. عمرو: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ. والجُملةُ في محَلِّ رَفعٍ خَبَرُ المبتَدَأِ.
2- إذا كان بين الاسمِ والفِعْلِ ما له الصَّدارةُ، كالاستفهامِ، و(ما) النَّافيةِ، ولامِ الابتِداءِ، وأدواتِ الشَّرْطِ، والموصوفِ. تَقولُ: زيدٌ هلْ رأيتَه، زيدٌ ما رأيتُه، زيدٌ لَأُحِبُّه، زيدٌ إنْ أكرَمْتَه يُكرِمْك.
فهذه الأدواتُ لها حُكمُ الصَّدارةِ؛ ولهذا لا يَعمَلُ ما بَعْدَها فيما قَبْلَها، وما لا يَعمَلُ لا يُفسِّرُ عاملًا؛ إذ المفسِّرُ بَدَلٌ من المفسَّرِ.
أمَّا الموصوفُ فمِثْلُ قَولِه تعالى: وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ [القمر: 52]؛ فإنَّ "كُل" لا يجوزُ نَصْبُها؛ لأنَّ الصِّفةَ لا تَعمَلُ في الموصوفِ؛ فكلُّ: مُبتَدَأٌ، وشيء: مُضافٌ إليه، وفَعَلوه: جملةٌ في محَلِّ جَرٍّ صِفةٌ، وفي الزُّبُر: شِبهُ جُملة في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَرٌ.
ثالثًا: ما يستوي فيه الأمرانِ -النَّصْبُ والرَّفعُ- بلا ترجيحٍ
وهو أن يكونَ الاسمُ المُشتَغَلُ عنه معطوفًا على جُملةٍ اسميَّةٍ، وخَبَرُها الفِعْلُ ومَعمولُه؛ مِثْلُ: زيدٌ قام وعمرٌو كلَّمْته؛ فإن جُملة "زيد قام" باعتبارِ ابتدائِها باسمٍ اسميَّة، وباعتبارِ أنها مختومةٌ بفِعلٍ ومعمولِه فِعليَّةٌ، ولهذا فإنَّه يجوزُ في "عَمْرو" الرَّفعُ باعتبارِ أنَّ الجُملةَ الاسميَّةَ "عمرو كلمته" معطوفةٌ على الجُملةِ الاسميَّةِ "زيدٌ قام"، والنَّصْبُ على اعتبارِ أنها جُملةٌ فِعليَّةٌ معطوفةٌ على جُملةٍ فِعليَّةٍ.
زيدٌ قام وعَمرٌو كَلَّمتُه:
زيد: مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
قام: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ، والفاعِلُ ضميرٌ مُستَتِرٌ تقديره: هو.
وعَمرٌو: الواوُ عاطِفةٌ للجُمَلِ، عمرو: مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
كلمته: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، والتاء: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به. والجُملةُ الاسميَّةُ مَعطوفةٌ على الجُملةِ الاسميَّةِ قَبْلَها.
زيدٌ قامَ وعَمْرًا كَلَّمتُه:
وعَمْرًا: الواو عاطفةٌ للجُمَلِ، عَمْرًا: مَفعولٌ به مَنصوبٌ لفِعلٍ مَحذوفٍ وجوبًا تقديرُه: كَلَّمتُ.
والجُملةُ الفِعليَّةُ معطوفةٌ على الجُملةِ الفِعليَّةِ من "قام" ومرفوعِها المستَتِرِ فيها. فالرَّفعُ باعتبارِ عَطفِ الجُملةِ الاسميَّةِ على الاسميَّةِ، والنَّصْبُ باعتبارِ الجُملَتَين فِعليَّتينِ.
رابعًا: ما يترجَّحُ فيه النَّصْبُ على الرَّفعِ
أي: يجوزُ النَّصْبُ والرَّفعُ إلَّا أنَّ النَّصْبَ أحسَنُ، وذلك في مواضِعَ:
1- أن يكونَ الفِعْلُ المشغولُ بالضَّميرِ فِعلَ أمرٍ أو نهيٍ أو دُعاءٍ. تَقولُ: عَمْرًا (عمرٌو) أكرِمْه، عليًّا (عليٌّ) لا تضرِبْه، اللَّهُمَّ زيدًا (زيدٌ) ارحَمْه، سعيدًا (سعيدٌ) غفَرَ اللهُ له.
فيجوزُ الوَجهانِ، والنَّصْبُ أحسَنُ؛ لأنَّ الطَّلَبَ أكثَرُ ما يكونُ بالفِعْلِ؛ فلهذا يُنصَبُ الاسمُ مفعولًا لفِعلٍ مُضْمَرٍ يُفَسِّرُه الفِعْلُ المشتَغِلُ بالضَّميرِ.
مثال إعرابيٌّ: عليًّا لا تَضرِبْه
عليًّا: مَفعولٌ به مَنصوبٌ لفِعلٍ مَحذوفٍ وجوبًا تقديره: (لا تضرِبْ) منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
لا: حرفُ نهيٍ وجزمٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ.
تضربه: فِعلٌ مُضارعٌ مجزومٌ بـ(لا) الناهيةِ، وعَلامةُ جَزمِه السُّكونُ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به.
ويجوزُ الرَّفعُ على اعتبارِ أنَّه إخبارٌ عن الطَّلَبِ.
فإن دخل على الطَّلَبِ الفاءُ لم يجُزِ النَّصْبُ، ويتعيَّنُ الرَّفعُ؛ كقَولِه تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا [المائدة: 38] ، وقَولِه تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور: 2] .
2- أن يتقَدَّم على الاسمِ ما الغالِبُ فيه أن يليَه الفِعْلُ لا الاسمُ؛ كالاستفهامِ بغيرِ (هل)، والنَّفيِ بـ(ما) و(لا) و(إنْ)، و(حيث) مُجَرَّدةً من (ما).
تَقولُ: أزيدًا (أزيدٌ) رأيتَه؟ ما زيدًا (زيدٌ) رأيتُه، لا زيدًا (زيدٌ) أراه، إنْ زيدًا (زيدٌ) رأيتُه، اذهَبْ حيث زيدًا (زيدٌ) رأيتَه.
فلمَّا كانت تلك الأدواتُ تَدخُلُ على الاسمِ والفِعْلِ جاز في الاسمِ بَعْدَها الرَّفعُ والنَّصْبُ، لكنَّها لَمَّا غلب عليها أن تَدخُلَ على الفِعْلِ ترجَّح فيها النَّصْبُ.
نموذجٌ إعرابيٌّ: أزيدًا رأيتَه
الهمزة: حرفُ استفهامٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ، زيدًا: مفعولٌ به لفِعلٍ مَحذوفٍ وجوبًا تقديرُه (رأيتَ).
رأيته: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، والتاء: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به.
3- أن يُعطَفَ الاسمُ على معمولِ فِعلٍ قَبْلَه بلا فصْلٍ بينهما. تَقولُ: قام زيدٌ وعَمْرًا (وعمرٌو) كَلَّمتُه؛ فإنه يترجَّحُ النَّصْبُ هنا؛ لأنَّ الجُملةَ المعطوفَ عليها جُملةٌ فِعليَّةٌ، فيترجَّحُ عَطفُ الجُملةِ الفِعْليَّةِ على الفِعْليَّةِ، ويجوزُ أن تكونَ اسميَّةً معطوفةً على فِعليَّةٍ، والأوَّلُ أحسَنُ.
قام: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ.
زيدٌ: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
وعَمْرًا: مفعولٌ به لفِعلٍ مَحذوفٍ وجوبًا تقديره: كلَّمتُ، منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفتحةُ.
كلمته: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، والتاء: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به. والجُملةُ الفِعْليَّةُ معطوفةٌ على الجُملةِ الفِعْليَّةِ قبلها.
فإن فُصِلَ بين المعطوفِ والمعطوفِ عليه -كقَولِك: قام زيدٌ وأمَّا عَمرٌو فأكرَمْتُه- فإنَّ الرَّفعَ هنا أحسَنُ؛ للفَصلِ بين المعطوفِ، ولأنَّ الكلامَ بعد "أمَّا" مُستأنَفٌ مُنقَطِعٌ عمَّا قَبْلَه.
خامسًا: ما يترجَّحُ فيه الرَّفعُ على النَّصْبِ
وهو إذا خلا من مُوجِباتِ النَّصْبِ والرَّفعِ ومُرجِّحاتِ النَّصْبِ وما يستوي فيه الطَّرَفانِ؛ فقولك: زيدٌ ضربتُه، يترجَّحُ فيه الرَّفعُ؛ لأنَّه لم يتقَدَّمْه ما يختَصُّ بالجُملةِ الاسميَّةِ أو الفِعْليَّةِ، ولا عُطِف على جُملةٍ فِعليَّةٍ، ولا على جُملةٍ صالحةٍ لأن تكونَ اسميَّةً وفِعليَّةً، ولا تلاه ما يَغلِبُ دخولُه على الجُملةِ الفِعْليَّةِ، وترجَّح الرَّفعُ هنا؛ لأنه لا يحتاجُ إلى تقديرٍ بخِلافِ النَّصبِ، وما لا يحتاجُ إلى تقديرٍ أَولى ممَّا يحتاجُ إلى تقديرٍ.
زيدٌ: مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
ضربته: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، والتاء: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به. وجُملة "ضربتُه" في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَر المُبتَدَأُ.
ويستوي في الاشتغالِ أن يكونَ الضَّميرُ المشغولُ به الفِعْلُ ضَميَر نَصبٍ أو جَرٍّ؛ فمن الاشتِغالِ: أزيدًا مررتَ به، هل هذا الكِتابَ كَتبتَ فيه؟ ويكونُ الفِعْلُ المقَدَّرُ مُقاربًا للفعلِ المذكورِ ومِن مَعناه؛ فتقديرُ المثال الأوَّلُ: أجاوَزْتَ زيدًا مرَرْتَ به، وتقدير الثاني: هل لابستَ هذا الكِتابَ كَتَبْتَ فيه؟
وكذلك يستوي أن يكونَ الضَّميرُ مُتَّصِلًا بالفِعْلِ أو مفصولًا بالإضافةِ؛ فمِن الاشتغالِ أيضًا قولك: أزيدًا رأيتَ أخاهُ؛ فإنَّ الهاءَ العائدةَ إلى زيدٍ مُضافةٌ إلى المشغولِ به الفاعِل، وتقديرُ المثال: ألابَسْتَ زيدًا رأيتَ أخاه؟
ويجوزُ أيضًا: أزيدًا ضربتَ رجلًا يحِبُّه، ومِثْلُه: أعَمْرًا رأيتَ خالدًا أخاه؛ فإنَّ الهاءَ مُضافة لمتعَلِّقٍ بالمشغولٍ، ومع ذلك اعتُبِر ذلك من الاشتغالِ.
ويجوزُ أن يحُلَّ المشتَقُّ محَلَّ الفِعْلِ، بشَرطِ أن يكونَ صالحًا للعَمَلِ. تَقولُ: أزيدًا أنت ضارِبُه؟ أعَمْرًا أنت مُكرِمٌ أخاه؟
فإن كان غيرَ صالحٍ للعَمَلِ؛ بأن كان لا يَدُلُّ على الحالِ أو الاستقبالِ، كقَولِك: أزيدٌ أنت ضاربُه أمسِ، لم يجُزْ ذلك؛ إذ شَرطُ إعمالِ المشتَقَّاتِ أن تَدُلَّ على الحالِ أو الاستِقبالِ.
ولا يجوزُ كذلك أن تكونَ الصِّفةُ صِلةً لـ(أل)؛ فلا يصِحُّ: أزيدًا أنت الضَّارِبُه؟ لأنَّ الصِّلةَ لا تعمَلُ فيما قبل الموصولِ، وما لا يَعمَلُ لا يُفَسِّرُ عامِلًا يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 172)، ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)) لخالد الأزهري (1/ 441). .

انظر أيضا: