موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثاني: عَمَلُ اسمِ المَصْدَرِ عَمَلَ المَصْدَرِ


قد يَعمَلُ اسمُ المَصْدَرِ الفرقُ بين المصدَرِ واسمِ المصدر: أنَّ المصدرَ لا بُدَّ أن يشتَمِلَ على حروفِ فِعله الأصليَّةِ والزائدةِ جميعًا: إمَّا بتساوٍ مثل تغافَل تغافُلًا، وتصدَّق تصدُّقًا، وإما بزيادةٍ مثل: أكرَمَ إكرامًا، وزلْزَل زلزلةً، وأنَّه لا يَنقُصُ فيه من حروفِ فِعله شيءٌ، إلَّا أن يُحذَفَ لعِلَّةٍ تصريفيَّةٍ، ثم تارةً يُعوَّضُ عن ذلك المحذوفِ حَرفٌ، فيكونُ المحذوفُ كالمذكورِ، نحوُ: أقامَ إقامةً ووَعَدَ عِدَةً، وتارةً يُحذَفُ لفظًا لا لعلةٍ تصريفيَّةٍ ولكِنَّه مَنْوِيٌّ معنًى، نحوُ: قاتل قِتالًا ونازَلَ نِزالًا، والأصلُ فيهما: قِيتالًا ونِيزالًا. فإنْ نقَصَ الدَّالُّ على الحَدَثِ عن حُروفِ فِعلِه ولم يُعوَّضْ عن ذلك النَّاقِصِ، ولم يكُنِ الناقِصُ منْويًّا؛ كان اسمَ مصْدرٍ، نحوُ: أعطى عَطاءً، وتوضَّأَ وُضوءًا، وتكلَّم كَلامًا، وأجاب جابةً، وأطاع طاعةً، وسلَّم سلامًا، وتطهَّر طُهورًا. يُنظَر: ((شرح ابن عقيل – منحة الجليل)) (3/ 98). عمَلَ المَصْدَرِ كذلك، لكِنَّه قليلٌ غيرُ مُطَّرِدٍ، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
 إذا صَحَّ عَونُ الخالِقِ المرْءَ لم يَجِدْ
عَسِيرًا مِن الآمالِ إلَّا مُيسَّرَا
فإنَّ الأصلَ: إعانةُ الخالِقِ المرْءَ، فأتى باسمِ المَصْدَرِ "عون" بدلًا من المَصْدَرِ (إعانة)، ونَصَب "المرءَ" على المفعوليَّةِ.
ومنه قَولُ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: «قُبْلَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَجَسُّهَا بِيَدِهِ: مِنَ الْمُلَامَسَةِ» أخرجه مالك في ((الموطأ)) رواية يحيى الليثي (1/ 43). .
فالأصلُ: "تقبيلُ الرَّجُلِ امرأتَه"، فأتى باسمِ المَصْدَرِ "قُبْلة" بدلًا من المَصْدَر، ونَصَب "امرأتَه" على المفعوليَّةِ.

انظر أيضا: