موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: إعمالُ المَصْدَرِ


يعمَلُ المَصْدَرُ عَمَلَ الفِعْلِ، فيرفَعُ الفاعِلَ إذا كان فِعلُه لازمًا، أو يرفَعُ فاعِلًا ويَنصِبُ مفعولًا إذا كان فِعلُه متعَدِّيًا، وذلك في مَوضِعَين:
الأوَّلُ: أن يُحذَفَ الفِعْلُ وينوبَ عنه مَصْدَرُه، نَحوُ: ضَرْبًا زَيدًا، فـ(زيدًا) منصوبٌ بالمَصْدَرِ (ضَرْبًا)، والفاعِلُ ضميرٌ مُستَتِرٌ مرفوعٌ به، وتقدَّم ذلك في بابِ المفعولِ المُطْلَقِ.
الثَّاني: أن يكونَ المَصْدَرُ مُقدَّرًا بـ(أنْ) والفِعْلِ إذا أُريدَ به المضيُّ أو الاستِقبالُ، و(ما) والفِعْلُ إذا أُرِيد به الحالُ وذلك لأنَّ (أنْ) إذا دخلت على المضارع تجعل زمَنَه الاستقبالَ. ؛ لِيَدُلَّ ذلك على أنَّ المَصْدَرَ يُخبِر عمَّا يُخبِر عنه الفِعْلُ، فتقولُ في الماضي: ساءني ضَربُك زيدًا أمسِ، فالتقديرُ: أن ضرَبْتَ زيدًا أمسِ، وتقولُ في المُستَقبَلِ: يَسُرُّني إكرامُك محمَّدًا غدًا، والتقديرُ: أن تُكرِمَ محمَّدًا، وتقولُ في المضارعِ: أُحِبُّ الآنَ إعطاءَك الفقيرَ صَدَقةً، والتقديرُ: ما تعطي الفقيرَ صَدَقةً وقد وضعوا شروطًا غيرَ ذلك: منها: ألَّا يكون المصدَرُ مُصغَّرًا، وألَّا يكونَ مختومًا بالتاءِ الدَّالَّةِ على الوَحدةِ، وألَّا يتأخَّرَ عن معمولِه الذي ليس شبهَ جملةٍ، وألَّا يكونَ مفصولًا من معْمولِه -المفعول، وغير المفعول- بفاصلٍ أجنبيٍّ ولا بتابعٍ، وألَّا يكونَ مُثنى أو مجموعًا، وألَّا يكونَ محذوفًا والمعمولُ غير شِبهِ جُملةٍ. يُنظَر: ((النحو الوافي)) (3/ 215، 217). .

انظر أيضا: