موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: التَّجديدُ في الشِّعْرِ المملوكيِّ


اهتمَّ شُعَراءُ العَصرِ المملوكيِّ بالتَّجديدِ في أشكالِ القَصيدةِ العربيَّةِ وأغراضِها، وتنمَّقوا في ألفاظِها ومُحَسِّناتها، ولعلَّ ذلك ما حدا ببعضِ الباحثين إلى وَصْمِ الشِّعْرِ المملوكيِّ بالتَّخلُّفِ والجُمودِ، والاهتِمامِ بالمظهَرِ على حِسابِ الجوهَرِ. وهذا غُلُوٌّ في النَّقدِ؛ فإنَّ الشُّعَراءَ وإن أكثَروا من الاهتمامِ بتلك الفُنونِ التَّجديديَّةِ، إلَّا أنَّه لم يكُنْ -في الغالِبِ الأكثَرِ- على حسابِ المعنى والصُّورةِ، وفي شواهِدِ الأغراضِ التي سِيقتْ دليلٌ على ذلك.
والتَّجديدُ الموجودُ في شِعرِ شُعَراءِ الدَّولةِ المملوكيَّةِ ليس اختراعًا سَبَقوا إليه، وإنَّما عُرِفَت تلك الصُّوَرُ قَبْلَهم، فاعتَمَدوها ونسَجوا على مِنوالها، وابتَكَروا صُوَرًا أخرى لم يُقرَضْ مِثْلُها.
على أنَّ ذلك التَّجديدَ يمكِنُ أن ينحَصِرَ تحتَ قِسمَينِ رئيسَينِ، وهما: التَّجديدُ في أغراضِ الشِّعْرِ، والتَّجديدُ في هَيكَلِ القصيدةِ.

انظر أيضا: