موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّاني عشَرَ: الفَرْقُ بيْنَ النَّثْرِ والكَلامِ العاديِّ


إذا كانَ الشِّعْرُ يَختْلِفُ عنِ النَّثْرِ في طَريقةِ نَظْمِه، واعْتِمادِه على التَّقْفيةِ، وخُضوعِه لقَواعِدِ الشِّعْرِ مِن الوَزْنِ والرَّوِيِّ والموسيقا ونَحْوِ ذلك، فإنَّ النَّثْرَ هنا لا يَعْني الكَلامَ الَّذي خَلا مِن الوَزْنِ والقافيةِ، ليَشمَلَ كلَّ كَلامٍ خَلا مِن الوَزْنِ، بل إنَّ النَّثْرَ هنا إنَّما يُرادُ به ذلك النَّصُّ الأدَبيُّ، الَّذي تَوافرَتْ فيه شُروطُ الأدَبِ، مِن مُراعاةِ مُقْتضى الحالِ، وفَصاحةِ الكَلامِ، وإنْزالِ النَّاسِ مَنازِلَها، ومُراعاةِ المَوقِفِ مِن حيثُ الإيجازُ والإطْنابُ، فَضْلًا عن إيصالِ المَعْنى المُرادِ.
فيَخرُجُ عن هذا الكلامُ العاميُّ الَّذي يَتكلَّمُ به النَّاسُ، كما تَخرُجُ به الرَّسائِلُ الرَّسميَّةُ، والمُعامَلاتُ الحُكوميَّةُ الَّتي لا تُراعى فيها قَواعِدُ اللُّغةِ والنَّحْوِ، فَضْلًا عن فَصاحةِ الكَلِمةِ وبَلاغةِ الكَلامِ [52] يُنظر: ((الفن ومذاهبه في النثر العربي)) لشوقي ضيف (ص: 15). .

انظر أيضا: