موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الحادي والعِشرونَ: سَعدُ الدِّينِ التَّفتازانيُّ (ت: 793 هـ)


سعدُ الدِّينِ مَسعودُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبدِ اللهِ، الشَّافِعيُّ، المعروفُ بسَعدِ الدِّينِ التَّفتازانيِّ.
مَوْلِدُه:
وُلد بتفتازانَ مِن بِلادِ خُراسانَ سَنةَ ثِنْتي عَشْرةَ وسَبْعِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
قطب الدين الرازي، وعضد الدين الإيجي.
من تلامذته:
حسامُ الدين الأبيوردي، وعلاء الدين الرومي، وشمس الدين الكريمي
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
الإمامُ الكَبيرُ العَلَّامةُ، صاحِبُ التَّصانيفِ المَشهورة، عالِمٌ بالنَّحوِ والتَّصريفِ والمَعاني والبَيانِ والأصلَينِ والمَنطِقِ وغَيرِها، مِن أئِمَّةِ العَرَبيَّةِ والبَيانِ والمَنطِقِ، وتَقَدَّمَ في الفُنونِ، واشتَهرَ ذِكرُه، وكان العَضُدُ يُضرَبُ به المِثلُ بَينَ جَماعَتِه في البِلادِ، وطارَ صِيتُه، انتَهت إلَيه مَعرِفةُ العُلومِ بالمَشرِقِ، وانتَفعَ النَّاسُ بتَصانيفِه، كانت في لِسانِه لُكْنةٌ.
عَقيدتُه:
كان سَعدُ الدِّينِ التَّفتازانيُّ أشعَرِيًّا، روَّج في كُتُبِه لمَذهَبِ الأشاعِرةِ، وزعمَ أنَّهم أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ دونَ غَيرِهم؛ فمِن ذلك قَولُه بَعْدَ ذِكرِ مُناظَرةِ أبي الحَسَنِ الأشعَريِّ لأبي عَليٍّ الجُبَّائيِّ أستاذِه، وانتِصارِه عليه: ((فبُهِتَ الجُبَّائيُّ، وتَرَك الأشعَريُّ مَذهَبَه، واشتغل هو ومَن تَبِعَه بإبطالِ رأيِ المُعتَزِلةِ، وإثباتِ ما ورَدَت به السُّنَّةُ ومضى عليه الجَماعةُ، فسُمُّوا أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ)) [655] ينظر: ((شرح العقائد النسفية)) للتفتازاني (ص: 12). .
وقال أيضًا: ((والمشهورُ مِن أهلِ السُّنَّةِ في ديارِ خُراسانَ والعِراقِ والشَّامِ وأكثَرِ الأقطارِ هم الأشاعِرةُ أصحابُ أبي الحَسَنِ الأشعَريِّ ... أوَّلُ من خالف أبا عَليٍّ الجُبَّائيَّ ورَجَع عن مذهَبِه إلى السُّنَّةِ -أي طريقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- والجَماعةِ -أي طريقةِ الصَّحابةِ-. وفي دِيارِ ما وراءَ النَّهْرِ: الماتُريديَّةُ أصحابُ أبي منصورٍ الماتُريديِّ ... وقد دَخَل الآن فيها بين الطَّائفَتَينِ اختِلافٌ في بَعضِ الأصولِ كمَسألةِ التكوينِ، ومَسألةِ الاستِثناءِ في الإيمانِ، ومسألةِ إيمانِ المقَلِّدِ وغَيرِ ذلك. والمحَقِّقونَ مِنَ الفَريقينِ لا يَنْسُبون أحَدَهما إلى البِدعةِ والضَّلالةِ خِلافًا للمُبطِلينَ المتعَصِّبينَ)) [656] ينظر: ((شرح المقاصد في علم الكلام)) للتفتازاني (2/ 271). .
كما أنَّه صرَّح بانتِسابِه إلى الأشاعِرةِ، فقال: ((وذهَبَ إمامُ الحَرَمينِ مِنَّا، وأبو هاشِمٍ مِنَ المُعتَزِلةِ إلى تجويزِ الصَّغائِرِ عَمْدًا)) [657] ينظر: ((شرح المقاصد في علم الكلام)) للتفتازاني (2/ 193). . وإمامُ الحَرَمينِ هو أبو المعالي الجُوَينيُّ، مِن أعلامِ الأشاعِرةِ.
مِن شِعْرِه:
إذا خاض في بحرِ التفَكُّرِ خاطري
على دُرَّةٍ مِنْ مُعضِلاتِ المطالِبِ
حقَّرْتُ مُلوكَ الأرضِ في نَيلِ ما حَوَوا
ونِلْتُ المُنى بالكُتْبِ لا بالكَتائِبِ
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((شرح التلويح على التوضيح))، وكتاب: ((شرح العقائد النسفية))، وكتاب: ((مختصر المعاني))، وكتاب: ((تهذيب المَنطِق))، وكتاب: ((المُطَوَّل))، وكتاب: ((مقاصِد الطَّالبين))، وكتاب: ((النِّعَم السَّوابغ))، وكتاب: ((إرشاد الهادي)).
سَبَبُ وفاتُه:
أنَّ تَيمُورلنك جَمعَ بَينَه وبَينَ السَّيِّدِ الشَّريفِ، فأمرَ التَّيمور بتَقديمِ السَّيِّدِ على السَّعدِ، وقالَ: لَو فرَضنا أنَّكُما سيَّانِ في الفَضْلِ فله شَرَفُ النَّسَبِ، فاغتَمَّ لِذَلِكَ التَّفتازانيُّ وحَزنَ حُزنًا شَديدًا فما لَبِثَ حَتَّى مات.
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثلاثٍ وتسعين وسَبْعِ مِائةٍ [658] يُنظر: ((الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة)) لابن حجر (6/ 112)، ((بغية الوعاة)) للسيوطي (2/ 285)، ((شذرات الذهب في أخبار من ذهب)) لابن العماد (8/ 547) ((البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع)) للشوكاني (2/ 303)، ((معجم المؤلفين)) عمر كحالة (12/ 228). .

انظر أيضا: