موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ العِشرونَ: ابنُ مَضاءٍ (ت: 592 هـ)


أبو العَبَّاسِ، أحمَدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعيدِ بنِ حُرَيثِ بنِ عاصِمِ بنِ مَضاءٍ اللَّخميُّ القُرطبيُّ النَّحْويُّ.
مِن مَشَايِخِه:
أبو بكر ابن العربي، والقاضي عياض، وابنُ الرَّمَّاك، وأبو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ الأشتركوني، وابنُ المناصِفِ، وابنُ أبي الخصالِ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
ابنُ حَوطِ اللهِ، وأبو بَكرٍ غالِبُ بنِ الشَّراطِ، ومُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ القُرطَبيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ عَبدِ النُّورِ، ومُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن مُحرزٍ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
قاضي الجَماعةِ، فَقيهٌ مُحدِّثٌ، إمامٌ في النَّحوِ مُقَدَّمٌ، حَملَ على أصحابِ المَذاهبِ الفقهيَّة الأربَعة حَتَّى أصبَحَ حُجَّةً في الفِقهِ الظَّاهِريِّ، وأقامَ حَملةً على النَّحوِ والنُّحاةِ مِن حَولِه؛ فأنكَرَ العامِلَ في النَّحوِ والعِلَلِ والأقيِسَةَ نَتيجة تَأثُّرِه بمَذهَبِه الظَّاهريِّ في الفِقهِ؛ فهو في مُخالَفةِ النُّحاةِ كابنِ حَزمٍ في مُخالَفةِ الفُقَهاءِ، وله إنكارٌ لِبَعضِ المَسائِلِ، وكِتابُه ((الرَّدُّ على النُّحاةِ)) أشهرُ مِن أن يُنَبَّه عليه، وقَد زَعَمَ في كِتابه هذا أنَّه أبطَلَ أن يَكونَ في الكَلامِ عامِلٌ ومَعمولٌ، وقَد رَدَّ عليه كَثيرٌ مِنَ النُّحاةِ، كابِنَ خَروفٍ وغَيرِه.
 وكان مُقْرِئًا مُجَوِّدًا، مُحَدِّثًا مُكثِرًا قَديمَ السَّماعِ، واسِعَ الرِّواية عالِيَها، ضابِطًا لِما يُحدِّثُ به، ثِقةً فيما يَأثُرُه، نَشَأ مُنقَطِعًا إلَى طَلَبِ العِلمِ، وعُنِي أشَدَّ العِناية بلِقاءِ الشُّيوخِ والأخذِ عَنهم.
عَقيدتُه:
لم يَصِلْ إلينا من مؤَلَّفاتِ ابنِ مَضَّاءٍ إلَّا كِتابُه "الرَّدُّ على النُّحاةِ"، وقد ظهَرَ فيه مخالَفةُ المُعتَزِلةِ؛ فمن ذلك قَولُه: ((وهذا قَولُ المعتَزِلةِ، وأمَّا مَذهَبُ أهلِ الحَقِّ فإنَّ هذه الأصواتَ إنَّما هي من فِعْلِ اللهِ تعالى، وإنما تُنسَبُ إلى الإنسانِ كما يُنسَبُ إليه سائِرُ أفعالِه الاختياريَّةِ)) [531] ينظر: ((الرد على النحاة)) لابن مضاء (ص: 69). .
وقال أيضًا: ((الفاعِلُ عند القائِلينَ به إمَّا أن يفعَلَ بإرادةٍ كالحَيَوانِ، وإمَّا أن يفعَلَ بالطَّبعِ كما تَحرِقُ النَّارُ ويَبرُدُ الماءُ، ولا فاعلَ إلا اللهُ عند أهلِ الحَقِّ، وفِعْلُ الإنسانِ وسائرِ الحيوانِ فِعْلُ اللهِ تعالى، كذلك الماءُ والنَّارُ وسائِرُ ما يَفعَلُ)) [532] ينظر: ((الرد على النحاة)) لابن مضاء (ص: 70). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((المشرق في النَّحْو))، وكتاب: ((الرَّدُّ على النحاة))، وكتاب: ((تنزيه القُرآنِ عما لا يليقُ من البيان)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ اثنتين وتسعين وخَمسِ مِائة [533] يُنظَر: ((بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس)) لابن عميرة (ص: 207)، ((الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة)) لابن عبد الملك المراكشي (1/ 395)، ((المدارس النحوية)) لشوقي ضيف (ص: 304). .

انظر أيضا: