موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ التاسِعُ: ابنُ سِيْدَهْ (ت: 458هـ)


أبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إسماعيلَ، المعروفُ بابْنِ سِيْدَه المرسي، الأندلسيُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِد بمَرْسِية -وهي مدينةٌ في شَرقِ الأندَلُسِ- سَنةَ ثمانٍ وتسعين وثلاثِ مِائة.
مِن مَشَايِخِه:
أبوه، والعلاءُ صاعِدٌ البَغْداديُّ، وأبو عُمَرَ الطَّلَمنكيُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان إمامًا في اللُّغةِ مُوَثَّقًا في نقلها، ولم يكُنْ في عَصْرِه أحدٌ يدانيه فيها، وأحدُ مَن يُضرَبُ بذَكائِه المَثَلُ، ونَبَغ في آدابِ اللُّغةِ ومُفرداتِها، وكان ضريرًا ابنَ ضَريرٍ، وكان شُعوبيًّا يُفَضِّلُ العَجَمَ على العَرَبِ.
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((شواذُّ اللُّغة))، وكتاب: ((المخَصَّص))، وكتاب: ((العالم في اللُّغة))، وكتاب: ((الأنيق في شرح الحماسة))، وكتاب: ((المحكَم والمحيط الأعظَم)).
عَقيدتُه:
تجلَّت في كُتُبِ ابنِ سِيدَه سُنِّيَّتُه، ومُناظَرتُه للمُعتَزِلةِ؛ فمِن ذلك قَولُه في تفسيرِ قَولِه تعالى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا [آل عمران: 145] : ((أي: له أجَلٌ لا يتقَدَّمُ ولا يتأخَّرُ. وفي هذا رَدٌّ على المعتَزِلةِ في قَولِهم بالأجَلَينِ. والكِتابةُ هنا عبارةٌ عن القَضاءِ، وقيل: مكتوبًا في اللَّوحِ المحفوظِ مُبَيَّنًا فيه)) .
وقال في تفسيرِ قَولِه تعالى: بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ [الأنعام: 41] : ((قال الزَّمخشريُّ: إِنْ شَاءَ إن أراد أن يتفضَّل عليكم، ولم تكُنْ مَفسَدةٌ. انتهى. وفي قَولِه: «ولم تكُنْ مَفسَدةٌ» دسيسةُ الاعتِزالِ)) .
وقال في قَولِه تعالى: وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ [الأعراف: 198] : ((وذهب بعضُ المعتَزِلةِ إلى الاحتِجاجِ بهذه الآيةِ على أنَّ العِبادَ يَنظُرونَ إلى رَبِّهم ولا يَرَونَه، ولا حُجَّةَ لهم في الآيةِ؛ لأنَّ النَّظرَ في الأصنامِ مَجازٌ مَحْضٌ)) .
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثمانٍ وخمسين وأربَعِ مِائة .

انظر أيضا:

  1. (1) ينظر: ((إعراب القرآن)) لابن سيده (3/152).
  2. (2) ينظر: ((إعراب القرآن)) لابن سيده (4/ 22).
  3. (3) ينظر: ((إعراب القرآن)) لابن سيده (5/ 164).
  4. (4) يُنظر: ((وفيات الأعيان)) لابن خلكان (3/ 330)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (18/ 144)، ((الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب)) لابن فرحون (2/ 106)، ((لسان الميزان)) لابن حجر (5/ 500)، ((الأعلام)) للزركلي (4/ 263).