موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الأوَّلُ: عبدُ الرَّحمَنِ بنُ هُرْمُز (ت: 117 هـ)


أبو داودَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ هُرْمُزَ بنِ أبي سَعْد، الأَعْرَج، المَدَنِيُّ، الهاشمي، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ، المُقْرِئ، مَوْلَى رَبِيعَة بن الحَارِث بنِ عبدِ المطَّلِبِ.
مِن مشايخِه:
أبو هُرَيرةَ، وأبو سعيدٍ الخُدْريِّ، ومعاويةُ بنُ أبي سفيانَ، وعبدُ اللهِ ابنُ بُحينَةَ، رَضِيَ اللهُ عنهم، وأبو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وعُمَيرٌ مَوْلَى ابنِ عبَّاسٍ، وأبو الأسود الدُّؤَلِيُّ.
ومِن تَلامِذَتِه:
محمَّدُ بنُ شِهابٍ الزُّهْرِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وأبو الزِّنَادِ، وصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وزيدُ بنُ أَسْلَمَ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ، وجعفَرُ بنُ رَبِيعَةَ المصريُّ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، ومحمَّدُ بنُ يحيى بن حَبَّان، وتَلَا عليه نافِعُ بنُ أبي نُعَيمٍ.
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان عبدُ الرَّحمنِ بنُ هُرْمُز رحمه الله تابعيًّا ثِقَةً، كثيرَ الحديث، يَكْتُب المصاحِفَ، وكان مِن أعْلَمِ النَّاسِ بالنَّحْوِ وأَنْسَابِ قُرَيشٍ، وما أَخَذ أهلُ المدينة النَّحْوَ إلَّا منه، ولا نقلوه إلَّا عنه؛ فقد أَخَذ العَرَبيَّةَ عن أبي الأسوَدِ الدُّؤليِّ، وأظهر هذا العِلمَ بالمدينةِ.
عَقيدتُه:
كان ابنُ هُرْمُزَ مِن أعلامِ السُّنَّةِ والحَديثِ، على العَقيدةِ الصَّحيحةِ؛ حتَّى إنَّ مالِكَ بنَ أنَسٍ رَحِمَه اللهُ كان يختَلِفُ إليه عدَّةَ سِنينَ في عِلمٍ لم يَبُثَّه في النَّاسِ؛ فمِنهم من قال: تردَّد إليه لطَلَبِ النَّحْوِ واللُّغةِ قَبْلَ إظهارِهما، وقيل: كان ذلك مِن عِلمِ أُصولِ الدِّينِ، وما يَرُدُّ به مقالةَ أهلِ الزَّيغِ والضَّلالةِ. واللهُ أعلَمُ [16] ينظر: ((طبقات النحويين واللغويين)) لأبي بكر الزبيدي (ص: 26)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (2/ 173). .
ويَشهَدُ لذلك أنَّه روى كثيرًا مِن أحاديثِ الصِّفاتِ، فمنها حديثُ أبي هُرَيرةَ مَرفوعًا: ((لَمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كِتَابِه فهوَ عندَهُ فوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبي )) [17] متفق عليه، رواه البخاري (3194)، ومسلم (2751). ، وفيه إثباتُ صِفتَي الرَّحمةِ والغضَبِ، وحديثُه أيضًا: ((إذا ضَرَبَ أحَدُكُم، فلْيَجْتَنِبِ الوَجْهَ؛ فإنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ على صُورَتِه )) [18] رواه أحمد (7323)، وهو عند مسلم من رواية الأعرج بغير لفظ: ((إن الله خلق آدم على صورته))، وبتلك اللفظة من رواية غيره عن أبي هريرة. ، وفيها إثباتُ الصُّورةِ والوجهِ للهِ تعالى.
وفاتُه:
تُوفِّي رحمه الله بالإسكندريَّةِ سنةَ سَبعَ عَشرةَ ومائةٍ [19] يُنظَر: ((التاريخ الكبير)) للبخاري (5/ 360)، ((أخبار النحويين البصريين)) للسيرافي (ص 17)، ((تاريخ العلماء النحويين)) للتَّنُوخي (ص 163)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 172)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (36/ 23)، ((تقريب التهذيب)) لابن حجر (603)، ((الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة)) لمجموعة باحثين (2/ 1209). .

انظر أيضا: