موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ التَّاسِعُ: حَرْفُ السِّينِ


ساذَجٌ:
جاءَ في الحَديثِ: ((أنَّ النَّجاشِيَّ أهْدى للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُفَّينِ أَسْوَدَينِ ساذَجَينِ، فلَبِسَهما ثُمَّ تَوَضَّأَ ومَسَحَ عليهما)) .
وساذِجٌ وساذَجٌ كَلِمةٌ تُوصَفُ بها الحُجَّةُ إذا كانَت غيْرَ بالِغةٍ، ويُوصَفُ بها الثَّوْبُ إذا كانَ على لَوْنٍ واحِدٍ لا يُخالِطُه غيْرُه، وتُوصَفُ به المَرْأةُ الَّتي لم تَتَزيَّنْ، والإنْسانُ السَّاذَجُ عنْدَ المُولَّدينَ هو السَّهْلُ الحَسَنُ الخُلُقِ.
وهو مُعرَّبٌ فارِسيٌّ، وأصْلُه مِن الفارِسيَّةِ الحَديثةِ: سادَه، وبالفَهْلَويَّةِ سادَكْ، وقدْ دَخَلَتِ الكَلِمةُ اللَّهَجاتِ العَربيَّةَ الحَديثةَ عن طَريقِ اللُّغةِ التُّرْكيَّةِ بنفْسِ صيغتِها في الفارِسيَّةِ الحَديثةِ، يُقالُ: شاي ساده، أي: بلا حَليبٍ، وقُماشٌ ساده، أي: ما لا نَقْشَ فيه .
سَبيجٌ:
جاءَ في حَديثِ قَيْلة: ((وعليها سُبَيِّجٌ لها)) ، وسُبيِّجٌ: تَصْغيرُ سَبيجٍ.
والسَّبيجُ هو القَميصُ، واشْتَقُّوا مِنه فِعْلًا، وهو تَسبَّجَ بها، أي: لَبِسَها.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: شَبيٌّ .
سِجِلَّاطٌ:
في الحَديثِ: ((أُهْدِيَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَيْلسانٌ مِن خَزٍّ سِجِلَّاطيٍّ)) .
السِّجِلَّاطُ هو الياسَمينُ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الرُّوميَّةِ، وأصْلُه (سِجِلَّاطِس) .
سُدَّر:
في حَديثِ بعضِهم: ((رأيْتُ أبا هُرَيْرةَ يَلعَبُ السُّدَّرَ)) .
والسُّدَّرُ والسِّدَّرُ لُعْبةٌ يُقامَرُ بها.
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ عن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: (سَهْ دَرْ)، أي: ثَلاثةُ أبْوابٍ ، وذَكَرَ أَدِّي شِير أنَّ الصَّحيحَ أنَّها مَقْطوعةٌ ومُصَحَّفةٌ عن (سَرْدَر)، وأصْلُ مَعْناها: الرَّأسُ داخِلَ البِساطِ؛ لأنَّ الصِّبْيانَ حينَ يَلعَبونَها يَعصِبونَ عَيْنَ أحَدِهم بمِنْديلٍ ويَتَّكِئُ على صَدْرِ أحَدِ رُفَقائِه ويَنامُ .
سَرَق:
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((رأيتُكِ في المنامِ يجيءُ بك الملَكُ في سَرَقةٍ مِن حَريرٍ ... )) .
والسَّرَقةُ جَمْعُها سَرَقٌ، وهي القِطْعةُ مِن الحَريرِ الجَيِّدِ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُها: سَرَهْ، بمَعْنى الجَيِّدِ الخالِصِ النَّفيسِ .
سِطامٌ:
في الحَديثِ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((مَن قَضَيْتُ له بشيءٍ مِن حَقِّ أخيه فلا يَأخُذَنَّه؛ فإنَّما أقْطَعُ له سِطامًا مِن النَّارِ)) ، وفي الحَديثِ الآخَرِ: ((العَربُ سِطامُ النَّاسِ)) .
وهي الحَديدةُ الَّتي تُحرَّكُ وتُسعَّرُ بها النَّارُ، فيكونُ مَعْنى الحَديثِ الأوَّلِ: حَديدةٌ تُؤَجَّجُ بها النَّارُ وتُشعِلُها على نفْسِها، ومَعْناها أيضًا: حَدُّ السَّيْفِ، وهو المَعْنى الوارِدُ في الحَديثِ الثَّاني، فيُشبِّهُ العَربَ بحَدِّ السَّيْفِ في قُوَّتِهم.
والكَلِمةُ مُعرَّبةٌ مِن السُّرْيانيَّةِ (stomo)، وتَعْني: (فولاذ، حَديد، صُلْب)، وقدْ تكونُ مِن اليونانيَّةِ: (stoma)، ومَعْناها: حَدُّ السَّيْفِ ، والأزْهَريُّ في تَهْذيبِه لا يَدْري أهي عَربيَّةٌ أم مُعرَّبةٌ؛ فيقولُ: (ولا أدْري أعَربيَّةٌ مَحْضةٌ أو مُعرَّبةٌ) .
سَعانينُ:
في حَديثِ شَرْطِ النَّصارى: ((ولا يَخْرُجوا سَعانينَ)) .
وهو عيدٌ مَعْروفٌ عنْدَ النَّصارى قبْلَ عيْدِ الفِصْحِ بأُسْبوعٍ.
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن السُّرْيانيَّةِ، وقيلَ: هو جَمْعٌ، ومُفرَدُه: سَعْنونٌ .
سُكُرُّجةٌ:
في حَديثِ أنَسٍ: ((ما أكَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على خِوانٍ ولا في سُكُرُّجةٍ )) .
والسُّكُرُّجةُ: إناءٌ صَغيرٌ يُؤكَلُ فيه.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: سُكُرَه .
سِمْسارٌ:
في حَديثِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: ((نَهى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يُتَلقَّى الرُّكْبانُ، ولا يَبيعَ حاضِرٌ لِبادٍ، قلْتُ: يا ابنَ عبَّاسٍ، ما قَوْلُه: لا يَبيعُ حاضِرٌ لِبادٍ؟ قالَ: لا يكونُ له سِمْسارًا )) .
والسِّمْسارُ: هو مَن يَدخُلُ بيْنَ البائِعِ والمُشْتَري مُتَوسِّطًا لإمْضاءِ البَيْعِ، والمَصدَرُ: السَّمْسَرةُ، وجَمْعُه السَّماسِرةُ، وقيلَ: هو القَيِّمُ على الأمْرِ الحافِظُ له، وقدْ جاءَ في حَديثِ قَيْسِ بنِ أبي عُرْوةَ أنَّهم كانوا يُسمَّونَ السَّماسِرةَ قبْلَ مَقدَمِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَدينةِ، فلمَّا قَدِمَ المَدينةَ سَمَّاهم التُّجَّارَ .
ذَكَرَ الأزْهَريُّ في التَّهْذيبِ عن اللَّيْثِ أنَّ الكَلِمةَ فارِسيَّةٌ مُعرَّبةٌ ، وذَكَرَ الدُّكْتورُ عبْدُ الرَّحيمِ أنَّ اللَّفْظَ مَأخوذٌ مِن السُّرْيانيَّةِ (سمسارا) .
سُنْبُكٌ:
في حَديثِ أبي هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه: ((تُخْرِجُكم الرُّومُ مِنها كَفْرًا كَفْرًا إلى سُنْبُكٍ مِن الأرْضِ)) ، وفي الحَديثِ الآخَرِ: ((عِزُّ العَرب في أسِنَّة رِماحِها وسَنَابِك خَيْلها)) .
والسُّنْبُكُ هو طَرَفُ مُقدَّمِ حافِرِ الخَيْلِ، وسُنْبُكُ الأرْضِ: طَرَفُها، وسُنْبُكُ السَّماءِ: أوَّلُ غَيْثِها، وسُنْبُكُ السَّيْفِ: طَرَفُ نَعْلِه، ونحن على سُنْبُكِ الخَليفةِ: على عَهْدِ وِلايتِه، وجاءَت بمَعْنى الخَراجِ، وسُنْبُكُ أيِّ شيءٍ: أوَّلُه، وتُجمَعُ على "سَنابِكَ" .
واللَّفْظُ مِن الفارِسيَّةِ، وهو في الفارِسيَّةِ الحَديثةِ: سنب، والكافُ فيه للتَّصْغيرِ، وهو مُشتَقٌّ مِن المَصدَرِ: (سُنبيدن)، وهو الحَفْرُ والثَّقْبُ .
سناه، سَنَه:
جاءَ في حَديثِ أُمِّ خالِدٍ أمَةِ بِنْتِ خالِدِ بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ: ((أتَيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أبي وعلَيَّ قَميصٌ أصْفَرُ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَنَهْ سَنَهْ )) ، وفي الحَديثِ رِواياتٌ: ((سَنَا سَنَا)) ، و((سَنَاه سَنَاه)) .
واللَّفْظُ مَأخوذٌ مِن الحَبَشيَّةِ -كما وَرَدَ في الحَديثِ- ومَعْناه: حَسَنٌ .
سُيُومٌ:
جاءَ في حَديثِ هِجْرةِ الحَبَشةِ: ((قالَ النَّجاشيُّ لِلمُهاجِرينَ إليه: امْكُثوا؛ فأنتم سُيُومٌ)) .
وسُيومٌ وسَيومٌ لَفْظٌ حَبَشيٌّ، ومَعْناه: آمِنونَ .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه أبو داود (155)، والترمذي (2820)، وابن ماجه (549) واللَّفظُ له من حَديثِ بُريدةَ بنِ حُصَيبٍ الأسلميِّ رَضِيَ اللهُ عنه.
  2. (2) يُنظر: ((المحكم)) لابن سيده (7/ 263)، ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 394، 395)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (2/ 297)، ((تاج العروس)) للزبيدي (6/ 33)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 88).
  3. (3) أخرجه الطبراني (25/7) (1)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7816) .
  4. (4) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 331)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (2/ 494).
  5. (5) ذكره الزمخشري في ((الفائق في غريب الحديث)) (2/157).
  6. (6) يُنظر: ((الفائق)) لجار الله الزمخشري (2/ 157)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 270).
  7. (7) ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/895).
  8. (8) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 354)، ((شفاء الغليل)) للشهاب الخفاجي (ص: 148).
  9. (9) يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 85، 86).
  10. (10) أخرجه البخاري (5125) واللفظ له، ومسلم (2438).
  11. (11) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 362)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 90).
  12. (12) ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/ 366).
  13. (13) ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/ 366).
  14. (14) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 366)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 279، 280).
  15. (15) ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (12/ 245).
  16. (16) أخرجه ابنُ الأعرابي في ((المعجم)) (365)، والبيهقي (19186)  باختلافٍ يسيرٍ، وابنُ عساكر في ((تاريخ دمشق)) (2/175)  بلفظ: (... ولا نُخرِجُ شعانِينًا ...)
  17. (17) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 369).
  18. (18) أخرجه البخاري (5415) .
  19. (19) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 384)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 92).
  20. (20) أخرجه البخاري (2274) واللَّفظُ له، ومسلم (1521) باختلافٍ يسيرٍ.
  21. (21) يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (4/ 380، 381).
  22. (22) يُنظر: ((التهذيب)) للأزهري (12/ 292).
  23. (23) يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 401).
  24. (24) أخرجه ابنُ عساكر في ((تاريخ دمشق)) (2/215) موقوفًا  باختلافٍ يسيرٍ
  25. (25) أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4008).
  26. (26) يُنظر: ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (10/ 231)، ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 362)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 406)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (10/ 444، 445).
  27. (27) يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 95)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 290).
  28. (28) أخرجه البخاري (3071) .
  29. (29) أخرجها الحاكم (2367) واللَّفظُ له. والحديثُ أصلُه في صحيح البخاريِّ (5845) بلفظ: ((هذا سَنَا)).
  30. (30) أخرجه البخاري (3874) .
  31. (31) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 415).
  32. (32) أخرجه أحمد (1740)، وأبو نُعَيم في ((حلية الأولياء)) (1/115)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/301) باختلافٍ يسيرٍ من حَديثِ أمِّ سَلمةَ رَضِيَ اللهُ عنها.
  33. (33) يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 434).