موسوعة اللغة العربية

المسألةُ الثَّامنةُ: اجتماعُ القَسَمِ والشَّرْطِ


يحتاجُ القَسَمُ إلى الجوابِ كما يحتاجُ الشَّرْطُ إلى جوابٍ كذلك، فإذا توالَيَا حذَفْنا جوابَ المتأخِّرِ منهما؛ فإذا تقدَّم القَسَمُ على الشَّرْطِ حُذِفَ جوابُ الشَّرْطِ. تَقولُ: واللهِ إنْ تأتني لأُكرِمَنَّك، فالجوابُ هنا "لأُكرِمَنَّك" جوابُ القَسَمِ، وجوابُ الشَّرْطِ محذوفٌ لدَلالةِ جَوابِ القَسَمِ عليه، حتى وإن كان القَسَمُ مُقَدَّرًا، كقَولِه تعالى: لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ [الحشر:12] ؛ فاللامُ قبل "إنْ" تدُلُّ على سَبقِ القَسَمِ؛ فلهذا جاء جوابُه مرفوعًا لا مجزومًا.
وكذلك إذا تقدَّم الشَّرْطُ على القَسَمِ، فيكونُ المحذوفُ جوابَ القَسَمِ، والمُثبَتُ جوابَ الشَّرْطِ، تَقولُ: إنْ جئتَني واللهِ أكرِمْك.
أمَّا إذا تقدَّم عليهما ما يحتاجُ إلى خَبَرٍ -كمُبتَدَأٍ أو اسمِ (كان)- فإنَّ الجوابَ المذكورَ يكونُ جوابَ الشَّرْطِ مُطلَقًا، سواءٌ تقدَّم على الشَّرْطِ أو تأخَّر، تَقولُ: زيدٌ واللهِ إنْ يأتِ نَفرَحْ، أو: زيدٌ إنْ يأتِ واللهِ نَفرَحْ. فالمذكورُ في المثالينِ هو جوابُ الشَّرْطِ المجزومُ؛ لأنَّ القَسَمَ هنا فَضلةٌ للتأكيدِ، وجُملةُ الشَّرْطِ محتاجٌ إليها؛ فهي خَبَرُ ذلك المُبتَدَأِ، فلهذا ينبغي ذِكرُ جوابِ الشَّرْطِ .
فإن تأخَّر القَسَمُ عن الشَّرْطِ وتتِمَّتِه أُلغِيَ، تَقولُ: إنْ تأتِني آتيك واللهِ، وإنْ تضرِبْ زيدًا أضربْك واللهِ .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 502)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (3/ 1289).
  2. (2) يُنظَر: ((شرح الكافية لابن الحاجب)) لرضي الدين الإستراباذي (4/ 461).