موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: نَظريَّةُ الاصْطِلاحِ والمُواضَعةِ


يَرى أصْحابُ هذه النَّظريَّةِ أنَّ اللُّغةَ ابتُدِعتْ واستُحدِثتْ بالتَّواضِعِ والاتِّفاقِ، فالإنْسانُ هو مَصدَرُ اللُّغةِ وواضِعُها وصانِعُها.
ويَرونَ أنَّ المُواضَعةَ الأُولى تمَّتْ على أيْدي جَماعةٍ ممَّن يَتمتَّعون بعَقْليَّةٍ فَذَّةٍ، والمَعْلوماتِ، فيَضَعا لكلِّ واحِدٍ مِنها سِمةً ولَفْظًا، إذا ذُكِرَ عُرِفَ به ما مُسمَّاه؛ ليَمْتازَ من غَيْرِه، وليُغنيَ بذِكْرِه عن إحْضارِه... فكأنَّهم جاؤوا إلى واحِدٍ مِن بَني آدَمَ، فأَوْمَؤوا إليه، وقالوا: إنْسانٌ إنْسانٌ إنْسانٌ، فأيَّ وقْتٍ سُمِعَ هذا اللَّفْظُ عُلِمَ أنَّ المُرادَ به هو ذلك الضَّرْبُ مِنَ المَخْلوقِ، وإن أرادوا تَسْميةَ عَيْنِه أو يدِه أشاروا إلى ذلك، فقالوا: يَدٌ، عَيْنٌ، رَأْسٌ، قَدَمٌ، أو نَحْوَ ذلك.
مِن أصْحابِ هذه النَّظريَّةِ أبو عليٍّ الفارِسيُّ، والغَزاليُّ، والفَيْلسوفُ اليونانيُّ: (ديموكريت)، والفَلاسِفةُ الإنْجليزُ: (آدَم سميث، ستيوارت) [763] يُنظر: ((المزهر)) للسيوطي (1/15)، ((دراسات لغوية في أمهات الكتب)) لإبراهيم أبو سكين (ص:128). .

انظر أيضا: