موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الحاديَ عشَرَ: النَّصْبُ على الصَّرْفِ


هو الإتيانُ بالواوِ عاطفًا على كَلامٍ في أوَّلِه حادِثةٌ لا تَسْتقيمُ إعادتُها على ما عُطِفَ عليها، ويَتلخَّصُ مَعْنى هذا المُصْطلَحِ عِنْدَ الخَليلِ في أنَّه متى أَحلَّتِ العَربُ في الجُملةِ شيئًا مَحَلَّ شيءٍ آخَرَ نُصِبَ على الصَّرْفِ، ويُنصَبُ على الصَّرفِ عِنْدَ الخَليلِ ثَلاثةُ أشْياءَ: الأولُ: الفِعلُ المضارعُ الواقِعُ بَعْدَ عاطِفٍ مَسْبوقٍ بنَفْيٍ أو نَهْيٍ حينَ يحُلُّ مَحَلَّ الجُملةِ الاسْميَّةِ، نَحْوُ: (لا أرْكَبُ وتَمْشيَ)، أي: وأنتَ تَمْشي، والثَّاني: المَصدَرُ الدَّالُّ على الدُّعاءِ حينَ يَحُلُّ مَحَلَّ فِعلِ الطَّلبِ، نَحْوُ: (سُحْقًا وبُعْدًا)، والثَّالثُ: اسمُ الفاعِلِ الواقِعُ في مَحَلِّ الفِعلِ المُضارِعِ.
أمَّا النَّصْبُ على الصَّرفِ عِنْدَ الفَرَّاءِ والكُوفيِّينَ فيَقَعُ عِنْدَهم في مَوضِعَينِ: في الأفْعالِ، وفي الأسْماءِ؛ فيكونُ في الأفْعالِ حينَ يَفسُدُ مَعْنى العَطْفِ، ويكونُ في الأسْماءِ عِنْدَما تُعطَفُ الأسْماءُ الظَّاهِرةُ على ضَميرِ رَفْعٍ مُتَّصِلٍ دونَ تَوْكيدِه أو فَصْلِه، كقَولِهم: (لو تُرِكْتَ والأسدَ لَأكَلَك)؛ فمُقْتضى العَطْفِ أن يُرفَعَ (الأسد)، لكنِ انْصَرَفَتِ العَربُ عنِ الرَّفْعِ إلى النَّصْبِ لِقُبْحِ الرَّفْعِ؛ فمِن ثَمَّ سمَّى الفَرَّاءُ والكُوفيُّونَ هذه الظَّاهِرةَ بالنَّصْبِ على الصَّرْفِ [762] يُنظَر: ((مَعاني القرآن)) للفراء (1/ 33- 34)، و(1/ 115)، وبحث ((النصب على الصَّرْف عند الخليل والفراء))، لحمَّاد بن محمد الثمالي (ص: 223- 225). .

انظر أيضا: