موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثالثُ: حَذفُ مَفعولَي (ظَنَّ) وأخواتِها أو أحَدِهما


يجوزُ حَذْفُ مَفعولي (ظنَّ) معًا لدليلٍ يدُلُّ عليهما، وهو أن يَسبِقَ ذِكرُهما؛ كقَولِك مثلًا: أظنُّ يومَ الجُمُعةِ، لِمَن قال لك: «متى تظُنُّ محمدًا مسافرًا؟»، وكقَولِه تعالى: أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام: 22] ، أي: الذين كُنتُم تَزعُمونَ أنَّهم شُرَكائي. وكقَولِ الكُمَيتِ:
بأيِّ كتابٍ أمْ بأيَّةِ سُنَّةٍ
ترى حُبَّهم عارًا عليَّ وتحسَبُ!
أي: وتحسَبُ حبَّهم عارًا، فجاز حَذفُ المفعولينِ لِسَبْق ذِكْرِهما.
وقد يجوزُ حَذفُ المفعولينِ لقرينةٍ؛ كقَولِ العَرَبِ: مَن يسمَعْ يَخَلْ، أي: يَخَل مَسْموعَه حَقًّا.
أمَّا حَذفُ المفعولينِ بلا قرينةٍ أو دليلٍ يَدُلُّ عليهما فلا يجوزُ؛ لعَدَمِ الفائِدةِ.
أمَّا حَذفُ أحَدِ المفعولينِ لقرينةٍ أو دليلٍ يدُلُّ عليه فجائزٌ، فمِن حَذْفِ المفعولِ الأوَّلِ قَولُه تعالى: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ [آل عمران: 180] ، أي: ما يَبخَلون به هو خيرًا له.
ومِن حَذفِ المفعولِ الثَّاني قَولُ عَنترةَ:
ولقد نزلتُ فلا تظُنِّي غَيرَه
مِنِّي بمنزلةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
أي: فلا تَظُنِّي غيرَه واقعًا منِّي بمنزلةِ المحَبِّ المكرَمِ يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) للأشموني (1/ 373)، ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)) لخالد الأزهري (1/ 378). .

انظر أيضا: