موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: موضوعُ الكتابِ


أوضَح ابنُ فارسٍ موضوعَ الكتابِ في مُقَدِّمتِه؛ فذكَر أنَّ العِلمَ بلُغةِ العَرَبِ له أصلٌ وفَرعٌ:
الفَرعُ: معرفةُ الأسماءِ والصِّفاتِ؛ مِثلُ: رجُل، فَرَس، طويل، قصير؛ أي: مَعرفةُ كَلِماتِ اللُّغةِ ذاتِها، وذَكَر أنَّ هذا القِسمَ هو الذي يُبدَأُ به عندَ التَّعلُّمِ، والانشغالُ بالفَرعِ رُتبةٌ دُنيا في معرفةِ اللُّغةِ.
الأصلُ: الحديثُ عن موضوعِ اللُّغةِ ومَنْشَئِها، وعلى سَنَنِ العَرَبِ وتقاليدِهم في كلامِهم، فهذا القِسمُ خاصٌّ بفلسفةِ اللُّغةِ، وأصلِها، وطرائِقِ العَرَبِ في كلامِهم، وبه يُفهَمُ خِطابُ القرآنِ والسُّنَّةِ، وعليه يُعوِّلُ أهلُ النَّظَرِ والفُتيا، ومعرفةُ الفروعِ والأصولِ معًا هي الرُّتبةُ العُليا في العِلمِ باللُّغةِ.
وموضوعُ كتابِ "الصاحبي" في الأصولِ لا الفروعِ [405] يُنظر: ((الصاحبي في فقه اللُّغة)) لابن فارس (ص: 11، 12). .
أمَّا عن المباحِثِ التي يتضمَّنُها الكتابُ؛ فإنَّه يتضَمَّنُ:
مباحِثَ تخصُّ فِقهَ اللُّغةِ: مِثلُ ما يلي: نشأةُ اللُّغةِ، والخَطُّ العَرَبيُّ، وأفضليَّةُ لغةِ العَرَبِ، واختلافُ اللُّغاتِ، واللُّغاتُ المذمومةُ، واللُّغةُ التي نزل بها القرآنُ، ومأخَذُ اللُّغةِ، وهل للُغةِ العَرَبِ قياسٌ؟ وهل يُشتَقُّ بعضُ الكلامِ من بعضٍ؟ ولغةُ العَرَبِ لم تنتَهِ إلينا بكُلِّيَّتِها، وما اختَصَّت به العَرَبُ، والأسبابُ الإسلاميَّةُ، وبابٌ آخَرُ في الأسماءِ، والأسماءُ كيف تقعُ على المُسَمَّياتِ؟ والاشتراكُ، والإتباعُ، والنَّحتُ.
ومباحِثُ نحويَّةٌ: مِثلُ ما يلي: بابُ ما اختَصَّت به العَرَبُ، وحقيقةُ الكلامِ، وأقسامُ الكلامِ، وأجناسُ الأسماءِ والنَّعتِ، وبابُ الحروفِ، وحروفُ المعاني.
ومباحِثُ صَرفيَّةٌ: مِثلُ ما يلي: أجناسُ الكلامِ في الاتِّفاقِ والافتراقِ، ومعاني أبنيةِ الأفعالِ في الأغلَبِ الأكثَرِ، والفِعلُ اللَّازمُ والمتعدِّي بلفظٍ واحدٍ، والبناءُ الدَّالُّ على الكثرةِ، والزِّيادةُ في حروفِ الفعلِ للمبالغةِ، وأفعَلُ في الأوصافِ لا يُرادُ به التَّفضيلُ.
ومباحِثُ بلاغيَّةٌ: وهي كثيرةٌ؛ منها: بابُ معاني الكلامِ، وبابُ سَنَنِ العَرَبِ في حقائِقِ الكلامِ والمجازِ منه.
ومباحِثُ تخُصُّ الشِّعرَ؛ وجاءت في بابينِ فقط؛ هما: بابُ ما اختَصَّت به العَرَبُ، وبابُ الشِّعرِ.
أمَّا إشاراتُ الكتابِ إلى عِلمِ الأصواتِ فجاءت نزْرًا يسيرًا؛ يوجَدُ أكثَرُها في بابِ الحُروفِ وبابِ الإتباعِ [406] يُنظر: ((القضايا اللغوية في كتاب الصَّاحبي)) لبسمة عودة سلمان (ص: 35، 36). .

انظر أيضا: