الجُمْلةُ الاسميَّةُ:
هي ما تألَّفت من مُبتَدَأٍ (مُسنَد إليه) وخَبَرٍ (مُسنَد)؛ نحوُ (اللهُ ربُّنا)، أو مِن مُبتَدَأٍ وما يَسُدُّ مَسدَّ الخَبِر؛ مِثلُ: (أقائمٌ الزَّيدانِ؟)، أو مِمَّا أصلُه مُبتدأٌ وخبرٌ، نَحوُ: (إنَّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ).
وسواءٌ كان المُبتَدَأُ صريحًا، كما في الأمثلةِ السَّابقةِ، أو مُؤَوَّلًا، كما في قَولِه تعالى: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة: 184] ، فالمصدَرُ المؤَوَّلُ (صَومُكم) مُبتدأٌ، و(خيرٌ) خبرُه.
الجُملَةُ الفِعْلِيَّةُ:
هي ما تألَّفت مِن فِعلٍ (مُسنَد) وفاعِلٍ (مُسنَد إليه)؛ نحوُ (قام زيدٌ).
فالجُملةُ تُسمَّى فِعليةً إن بدأت بفِعلٍ، سواءٌ كان ماضيًا أم مضارعًا أم أمرًا، لَفْظًا، أو تَقديرًا، وسواءٌ كان الفِعْلُ متصرِّفًا أم جامِدًا، وسواء كان تامًّا أم ناقِصًا، وسواءٌ كان مَبْنيًّا للفاعِلِ أم مَبْنيًّا للمفعولِ؛ كـ: قام زيدٌ، ويَضرِبُ عمرٌو، واضرِبْ زَيدًا، ونِعْمَ العبدُ، وكان زيدٌ قائمًا، وقُبِضَ على اللِّصِّ. ولا فرْقَ في الفِعْل بين أن يكونَ مذكورًا أو محذوفًا، تقَدَّم معمولُه عليه أو لا، تقدَّم عليه حرفٌ أو لا، نَحوُ: هل قام زيدٌ؟ ونحوُ: زيدًا ضَربْتُه، فـ(زيدًا) منصوبٌ بفعلٍ محذوفٍ؛ لأنَّ التقديرَ: ضربْتُ زيدًا ضربْتُه، فحُذِف (ضَرَبْتُ) لوجودِ مُفَسِّرِه، وهو (ضرَبْتُه)، ونحو فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ [البقرة: 87] ، فـ(فريقًا) مُقدَّمٌ من تأخيرٍ، والأصلُ: كذَّبْتُم فريقًا يُنظَر: ((مرشد الطلاب)) (ص 33). .
والعِبرةُ في الحُكمِ على الجُملةِ بالاسميَّةِ أو الفِعْليَّةِ هي بما صُدِّرَت به الجُملةُ في الرُّتْبةِ؛ فجُملةُ (قام زيدٌ) فِعليَّةٌ؛ لأنَّها صُدِّرَت بفِعلٍ رُتْبةً، وجُملةُ (زيدٌ قام) اسميَّةٌ؛ لأنَّها صُدِّرت باسمٍ رُتبةً، بخلافِ (زيدًا ضربْتُ)؛ فهي وإنْ صُدِّرَت باسمٍ فإنَّها فِعليَّةٌ؛ لأنَّ الاسمَ في حُكمِ التأخيرِ، ويتَّضِحُ ذلك مِنَ الإعرابِ:
(قام زيد) (قام) فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ، (زَيد) فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
(زيدٌ قام) (زيد) مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ، (قام) فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ، والفاعِلُ ضميرٌ مُستَتِرٌ جوازًا تقديرُه (هو)، والجملةُ الفِعْليَّةُ في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَرٌ.
(زيدًا ضربْتُ) (زيدًا) مَفعولٌ به مَنصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ، (ضربتُ) فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاءِ الفاعِلِ، والتاءُ: ضَميرٌ مَبنيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ.