موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالثُ: حالُ التَّركيبِ في اللَّفظِ الثُّنائيِّ


إنَّ اللَّفظَ الثُّنائيَّ يحمِلُ في طِيَّاتِه معنى وجودِ أكثَرَ من شَكلٍ من الأشكالِ التي تخصُّ اللُّغةَ، والتي ليسَت شَرطًا أن تكونَ مُزدَوِجةً؛ فالعُلَماءُ قد لاحظوا وتنَبَّهوا إلى أنَّ القيمةَ التَّعبيريَّةَ لحرفٍ ما مع الحرفِ الآخَرِ يُعَدُّ مَقطعًا ثنائيًّا، وذلك على القولِ الذي يقولُ بثُنائيَّةِ اللَّفظِ في اللُّغةِ العَرَبيَّةِ [142] يُنظر: ((ازدواجية اللغة النظرية والتطبيق)) لإبراهيم صالح الفلاي (ص: 49). .
وقد قام ابنُ جِنِّي بتخصيصِ بابٍ في كتابِه ((الخَصائِصُ)) أطلَق عليه اسمَ (بابُ إمساسِ الألفاظِ أشباهَ المَعاني)، قال فيه: (اعلَمْ أنَّ هذا مَوضِعٌ شَريفٌ لَطيفٌ، وقد نَبَّه عليه الخَليلُ وسِيبَوَيهِ، وتَلَقَّتْه الجَماعةُ بالقَبولِ له والاعتِرافِ بصِحَّتِه) [143] يُنظر: ((دراسات في فقه اللغة)) لصبحي الصالح (ص: 142). .
ومن ذلك مَثَلًا: أنَّهم تَوهَّموا في صَوتِ (الجُندُبِ) استِطالةً ومَدًّا، فقالوا: (صَرَّ)، وتوَّهموا في صَوتِ (البازي) تقطيعًا فقالوا: (صَرْصَر)، ومنَ المَصادِرِ المُضَعَّفةِ للتَّكريرِ قَولُنا: زَعزَعةٌ، قَلقَلةٌ، صَلصَلةٌ، قَعقَعةٌ، جَرجَرةٌ [144] يُنظر: ((الخصائص)) لابن جني ((2/ 152- 168). .

انظر أيضا: