موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: مَفهومُ اللَّهجةِ


إنَّ مفهوم اللَّهجةِ في الاصطِلاحِ العِلميِّ الحَديثِ هو: (بعض الصِّفاتِ اللُّغَويَّةِ التي تعود إلى بيئةٍ خاصَّةٍ، ويَشتَرِكُ جَميعُ أفرادِها فيها، وبيئةُ اللَّهجةِ جُزءٌ من بيئةٍ أكبر تشمل لَهَجاتٍ عديدة، لكُلٍّ منها سماتها، وإن اشتركَت جَميعًا في عددٍ منَ الظَّواهرِ اللُّغَويَّةِ) [102] ((في اللهجات العربية)) لإبراهيم أنيس (ص: 16). .
وتُسمَّى البيئةُ الكبيرة: (لُغة)، والعَلاقةُ بَينَ اللُّغةِ واللَّهجةِ كالعَلاقةُ بَينَ العامِّ والخاصِّ.
 ومن المهمّ دِراسةُ اللَّهَجاتِ العَربيَّةِ القَديمةِ في الدِّراساتِ التي تتعلق بعِلمِ اللُّغةِ الحَديثِ؛ حيث تُسهِم دِراستها بلُغةٍ واحِدةٍ في معرفة طَبيعةِ اللُّغةِ ومَراحِلِها، وأثر البيئة فيها.
ويجدُرُ بنا أن نشير إلى أنَّ اللُّغويين القُدَامى لم يوضِّحوا اللَّهَجاتِ العَربيَّةَ بشَكلٍ تفصيليّ للوُقوفِ على خصائِصِها التَّعبيريَّةِ والصَّوتيَّةِ، وإن كانت كتُبُهم تدل على إدراكهم نَوعًا منَ الكُتُبِ سمُّوها: (كُتُب اللُّغاتِ)، مَفقودٌ أكثَرُها؛ منها:
1- كِتابُ اللُّغاتِ، ليونس بن حَبيبٍ (ت182هـ).
2- كِتابُ اللُّغاتِ، لأبي عَمرٍو الشَّيبانيِّ (ت نحو 206هـ).
3- كِتابُ اللُّغاتِ، للفَرَّاءِ (ت 207هـ).
4- كِتابُ اللُّغاتِ: لأبي عُبيدَةَ (ت نحو 210هـ) [103] يُنظر: ((فقه اللغة)) لحاتم صالح الضامن (ص: 47). .
 ويَقولُ العَقَّادُ: (وكَذلك تُفيدُنا دِراسةُ اللَّهَجاتِ في مَعرِفةِ التَّاريخِ؛ ففي إقليمَي (أُسوان) يُبدِلونَ الميمَ باءً، فيَقولونَ (البَكان) بَدَلًا من (المَكانِ)، فقد نَفهمُ من هذا أنَّ أُصولَ القَبائِلِ التي نَزَلَت في هذا الإقليمِ تَرجِعُ إلى القَبائِل العَربيَّةِ التي كانت تَقلِبُ الميمَ باءً) [104] ((بحوث ودراسات في اللهجات العربية)) من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة (48/ 11). .

انظر أيضا: