موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: التَّعريفُ


تأكيدُ المدْحِ بما يُشبِهُ الذَّمَّ هو: "أنْ يُبالِغَ المُتكلِّمُ في المدْحِ، فيَعمِدَ إلى الإتْيانِ بعِبارةٍ يَتوهَّمُ السَّامِعُ منها في بادئِ الأمرِ أنَّه ذمٌّ، فإذا هو مدْحٌ مُؤكَّدٌ".
كقَولِه تعالى: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا [الواقعة: 25-26] ؛ فإنَّ الآيةَ الأُولى جاءت صِفةَ مدْحٍ للجنَّةِ؛ حيثُ لا يَسمَعُ أهلُها فيها شيئًا مِنَ اللَّغوِ والتَّأثيمِ، ثمَّ جاءت الآيةُ بعدَها مُصَدَّرةً بقولِه: إِلَّا قِيلًا فأشْعرَتْ بأنَّ شيئًا مِنَ اللَّغوِ والتَّأثيمِ يُقالُ في الجنَّةِ، وهُو ما أفادَه الاسْتِثناءُ، لكنْ جاء ما بعدَها تَوْكيدًا للمدْحِ الأوَّلِ، فذكَر أنَّهم لا يَسمَعون إلَّا السَّلامَ، وعِباراتُ السَّلامِ ليست مِنَ اللَّغوِ والتَّأثيمِ، بل تَكريمٌ ودُعاءٌ وتَحيَّةٌ [443] ينظر: ((البلاغة العربية)) لعبد الرحمن حبنكة (2/ 392)، ((البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع)) لحسن الجناجي (ص: 271). .

انظر أيضا: