موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: القصْرُ باعتبارِ الطرفينِ


يَنْقسِمُ القصْرُ باعْتبارِ حالِ المَقْصورِ إلى قِسْمينِ:
1- قصْرِ الصِّفةِ على المَوْصوفِ:
وهو حَصرُ الصِّفةِ في مَوصوفٍ، بحيث لا تَتعدَّاهُ إلى مَوصوفٍ آخَرَ، كقولِك: "لا إلهَ إلَّا اللهُ"؛ ففيها قصْرُ صِفةِ الأُلوهيَّةِ على اللهِ وحدَه واخْتِصاصُه بها، وتقولُ: إنَّما الشَّاعرُ المُتَنبِّي، تَقصُرُ صِفةَ الشِّعرِ على المُتَنبِّي، فتُثبِتُ له الشَّاعِريَّةَ وتَنْفيها عن غيرِه، كأنَّه لا يُوجَدُ في الدُّنيا شاعِرٌ غيرُه.
2- قصْرِ المَوْصوفِ على الصِّفةِ:
وهُو تَخْصيصُ المَوْصوفِ، كقَولِه تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران: 144] ، فخصَّص مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالرِّسالةِ، وقصَره عليها، يُريدُ سُبحانه أنْ يَذكُرَ أنَّه ليس بشيءٍ زائِدٍ عنِ البشَرِ غيرَ أنَّه رَسولٌ، وإلَّا فهُو يَأكُلُ ويَشرَبُ وسيَموتُ.
والمُرادُ بالصِّفةِ هنا الصِّفةُ المَعْنويَّةُ الَّتي تدُلُّ على مَعْنًى قائِمٍ بشيءٍ، كالجُودِ والكرَمِ والعِلْمِ والْحُسْنِ ونحوِ ذلك، سواءٌ أكان اللَّفظُ الدَّالُّ عليه جامِدًا أو مُشْتَقًّا، فِعلًا أو غيرَ فِعلٍ، فالمُرادُ بالصِّفةِ ما يَحْتاجُ إلى غيرِه ليَقومَ به، كالفِعلِ ونحْوِه، وليس المُرادُ بها ما يُسمَّى في بابِ النَّحْوِ: الصِّفةَ أوِ النَّعتَ [258] ينظر: ((عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح)) لبهاء الدين السبكي (1/ 393)، ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 171). .

انظر أيضا: