موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ العِشرون: (مِن)


حَرفُ جَرٍّ يَأْتِي على وُجُوهٍ:
(1) ابْتِداءُ الغايةِ الزَّمانيَّةِ والمكانيَّةِ؛ نَحْوُ: مَرِضَ مِن يَوْمِ الجُمُعةِ، وسار مِن مكَّةَ إلى الطَّائِفِ.
(2) التَّبْعِيضُ: وعلامَتُها أَن يُذكَرَ مَوضِعَها كَلِمةُ (بَعْض)؛ نَحْوُ: مِنْهُم مَن أحسَنَ، وَمِنْهُم مَن أساءَ، وفي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92] ، أي: بَعْضَ ما تحبُّون.
(3) البَيانُ: وعلامَتُها أن يكونُ ما بَعْدَها بَيانًا لشَيْء مُبْهَمٍ قَبْلها، وَكَثِيرًا ما تَقَعُ بعد (ما) وَ(مهما)؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا [فاطر: 2] ، وَنَحْوُ قَولِه سُبحانَه: وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ [الأعراف: 132] .
(4) التَّعْلِيلُ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا [نوح: 25] .
(5) البَدَلُ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ [التوبة: 38] .
(6) الفَصْلُ والتَّمييزُ، وَهِي الدَّاخِلةُ على ثانِي المتضادَّينِ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ [البقرة: 220] [150] ينظر: ((أسرار العربية)) لابن الأنباري (ص: 193)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/458)، ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (2/796 - 799)، ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 259)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 421). .
(7) توكيدُ العُمُومِ، وَهِي الزَّائِدةُ، ويُشترَطُ لزيادتِها ثلاثةُ أُمورٍ، وهي:
أَن يتقَدَّمَها نفيٌ، أَو نهيٌ، أَو اسْتِفْهامٌ.
أن يكونَ المجرورُ نَكرةً.
أن يكونَ المجرورُ بها فاعلًا، أو مَفعولًا به، أو مُبتدأً؛ نَحْوُ: "ما جاءَنِي مِن أحدٌ"، وقَولِه تعالَى: مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة: 91] [151] يُنظر: ((الجنى الداني في حروف المعاني)) للمرادي (ص: 316)، ((مغني اللبيب)) (ص: 425)، ((أسرار العربية)) لابن الأنباري (ص: 193)، ((اللباب في علل البناء والإعراب)) للعكبري (1/35)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/461)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (11/137). .

انظر أيضا: